النص
والاجتهاد - السيد شرف الدين ص 6
: - |
|
[ الفصل
الأول ]
[ تأول أبى بكر واتباعه ]
[ المورد (
1 ) يوم السقيفة ]
إذ بسط أبو بكر يده ليبايع بالخلافة
عن رسول الله ( ص ) فبايعه من بايعه طوعا ، وبايعه -
بعد ذلك - آخرون كرها ( 6 ) مع علمهم جميعا بعهد رسول
|
(
6 ) وقد تخلف عن بيعة أبى بكر جماعة منهم : 1 - على بن
أبى طالب عليه السلام . 2 - العباس بن عبد المطلب 3 - الفضل بن العباس 4 - عتبة بن أبى لهب
5 - سلمان الفارسي 6 - أبو ذر الغفاري 7 - عمار بن
ياسر 8 - المقداد 9 - البراء بن عازب 10 - أبى بن كعب
11 - سعد بن أبى وقاص 12 - طلحة بن عبيد الله 13 -
الزبير بن العوام 14 - خزيمة بن ثابت 15 - فروة بن
عمرو الأنصاري 16 - خالد بن سعيد بن العاص الأموي 17 -
سعد بن عبادة الأنصاري لم يبايع حتى مات في خلافة عمر
. وجماعة من بني هاشم راجع : العقد الفريد لابن عبد
ربه ج 4 ص 259 ط 2 بمصر وج 2 ص 251 ط آخر و
=> |
|
|
الله صلى الله عليه وآله بها إلى أخيه وابن عمه علي بن
أبي طالب ، وقد رأوه وسمعوه ينص عليه مستمرا في تكرار
هذا النص من مبدأ أمره - في نبوته - إلى منتهى عمره
الشريف . ويورده بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه .
ومن أراد التفصيل فعليه بكتابنا ( المراجعات ) ( 7 )
إذ استقصينا البحث ثمة عن تلك النصوص ، وعن كل ما هو
حولها مما يقوله الفريقان في هذا الموضوع ، تبادلنا
ذلك مع شيخنا شيخ الإسلام ومربي العلماء الأعلام الشيخ
سليم البشري المالكي شيخ الجامع الأزهر يومئذ رحمه
الله تعالى ، أيام كنا في خدمته ( 1 ) وكان إذ ذاك شيخ
الأزهر ، فعني بي عنايته بحملة العلم عنه ، وجرت بيننا
وبينه حول الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله
ونصوصها مناظرات
|
=>
ج 3 ص 64 ط آخر أيضا ، عبد الله بن سبأ للعسكري ج 1 ص 105 ط 3 بيروت ، شرح نهج
البلاغة لابن أبى الحديد ج 1 ص 131 - 134 ط 1 بمصر ، الغدير
للأميني
ج 5 ص 370 - 371 وج 7 ص 76 و 77 ط بيروت ،
مروج الذهب
للمسعودي ج 2 ص 301 ط دار الأندلس بيروت ،
أسد الغابة
لابن الأثير ج 3 ص 222 ط مصر ، تاريخ الطبري ج 3 ص 208
ط دار المعارف بمصر ، الكامل في التاريخ لابن
الأثير ج
2 ص 325 و 331 ط دار صادر ، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 103
و 105 ط الغرى ، سمط النجوم العوالي للعاصمى المكى ج 2
ص 244 ط السلفية ، السيرة الحلبية ج 3 ص 356 ط البهية
بمصر .
استعمال القوة
والإكراه في البيعة لأبي بكر .
راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 1 ص 219 وج
6 ص 9 و 11 و 19 و 40 و 47 و 48 و 49 ط مصر بتحقيق
محمد أبو الفضل وج 1 ص 74 وج 2 ص 4 - 19 ط 1 ، وغيرها
.
( 7 ) وكتابنا (
سبيل النجاة في تتمة المراجعات )
المطبوع ملحقا بالمراجعات ط بغداد والطبعة الثانية في
بيروت 1402 ه .
( 1 ) وذلك سنة 1329 والتي بعدها بعد
رجوعنا من الجامعة العلمية في النجف الأشرف ( منه قدس
) ( * ) . |
|
|
ومراجعات خطية ، بذلنا الوسع فيها ايغالا في البحث
والتمحيص ، وإمعانا فيما يوجبه الإنصاف والاعتراف
بالحق ، فكانت تلك المراجعات بيمن نقيبة الشيخ سفرا من
انفع أسفار الحق ، يتجلى فيها الهدى بأجلى مظاهره
والحمد لله على التوفيق ( 1 ) .
وها هي تلك ، منتشرة
في طول البلاد وعرضها ، تدعو إلى المناظرة بصدر شرحه
الله للبحث ، وقلب واع لما يقوله الفريقان ، ورأي جميع
ولب رصين ، فلا تفوتنكم أيها الباحثون . نعم لي رجاء
أنيطه بكم فلا تخيبوه .
أمعنوا في أهداف النبي صلى
الله عليه وآله ومراميه من أقواله وأفعاله . التي هي
محل البحث بيننا وبين الجمهور ، ولا تغلبنكم العاطفة
على إفهامكم وعقولكم ، كالذين عاملوها معاملة المجمل
أو المتشابه من القول ، لا يأبهون بشئ من صحتها ، ولا
من صراحتها ، والله تعالى يقول : (
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ
كَرِيمٍ *
ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ
*
مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ *
وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ
) ( 8 ) فأين تذهبون ، أيها المسلمون (
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى
*
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى
) ( 9 ) .
ما رأيت
كنصوص الخلافة صريحة متواترة صودرت من أكثر الأمة ، والجرح لما يندمل والنبي لما يقبر .
على ان حياة النبي بعد النبوة كانت مليئة مفعمة بتلك
النصوص منذ يوم الإنذار في دار أبي طالب ( 10 ) فما
بعده من الأيام حتى سجي صلى الله عليه وآله على فراش
الموت
|
(
1 ) وقد بلغت مائة واثنتي عشرة مراجعة ( منه قدس ) .
( 8 ) سورة التكوير آية
: 19 - 22 .
( 9 ) سورة الحاقة آية :
3 - 5 .
( 10 ) إذا دعا عشيرته الأقربين لينذرهم ، وكان آخر كلامه معهم ان أخذ
بيد على
=> |
|
|
. . . . . .
|
=> فقال : ان هذا
أخي ووزيري
ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فلتراجع
المراجعة 20 والتي بعدها من المراجعات ( منه قدس ) .
حديث الدار يوم الإنذار وفيه قال النبي صلى الله عليه
وآله لعلى عليه السلام : " ان هذا
أخي ووصيي وخليفتي
فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " .
راجع : تاريخ الطبري ج 2
ص 319 - 321 ط دار المعارف بمصر ،
الكامل في التاريخ
لابن الأثير الشافعي ج 2 ص 62 و 63 ط دار صادر في
بيروت ، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 13 ص 210 و
244 وصححه ط مصر بتحقيق أبو الفضل ،
السيرة الحلبية
للحلبي الشافعي ج 1 ص 311 ط البهية بمصر ،
منتخب كنز
العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 41 و 42 ط الميمنية بمصر
، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 371 ح 514 و
580 ط 1 بيروت ، كنز العمال
ج 6 ص 392 ط 1 وج 15 ص 115
ح 334 ط 2 ، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من
تاريخ دمشق لابن عساكر
الشافعي ج 1 ص 85 ح 139 و 140 و 141 ط 1 بيروت ،
حياة
محمد لمحمد حسين هيكل ص 104 الطبعة الأولى سنة 1354 ه
وفى الطبعة الثانية وما بعدها من طبعات الكتاب حذف من
الحديث قوله صلى الله عليه وآله : "
وان يكون أخي
ووصيي وخليفتي فيكم " ! وأكبر شاهد مراجعة الطبعة
الأولى والطبعات الأخرى ، جريدة السياسة المصرية لمحمد
حسين هيكل ملحق عدد - 2751 - بتاريخ 12 ذي القعدة 1350
ه ص 5 وص 6 من ملحق عدد : - 2785 - ذكر الحديث بتمامه
، تفسير الخازن ج 3 ص 371 و 390 ط مصر ، التفسير
المنير لمعالم التنزيل للجاوي ج 2 ص 118 ط 3 ،
تفسير
الطبري ج 19 ص 121 ط 2 ولكن المؤلف أو الطابع حرف آخر
الحديث فحذف قوله صلى الله عليه وآله : " ان هذا
أخي
ووصيي وخليفتي فيكم " وذكر بدله " ان هذا
أخي وكذا
وكذا ! ! " فيا للعجب لهذه الأعمال التي تنطوي على
الحقد الدفين والحسد المشين مع انه ذكر الحديث تاما في
تاريخه ج 2 ص 219 كما تقدم . وبلفظ آخر : وفيه نزل
قوله تعالى : " وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ " الشعراء : 214
يوجد في
=> |
|
|
والحجرة غاصة بأصحابه فقال : " أيها الناس يوشك أن
اقبض قبضا سريعا فينطلق بي . وقد قدمت إليكم الا أني
مخلف فيكم كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي " . ثم أخذ
بيد علي فرفعها فقال : " هذا علي مع القرآن ، والقرآن
مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " ( 11 ) . وكفى
بنصوص
|
=>
شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج
1 ص 372 ح 514 وج 2 ص 420 ح 580 ط 1 بيروت ، مسند أحمد
ج 1 ص 111 ط الميمنية بمصر ، كفاية الطالب للكنجي
الشافعي ص 204 - 206 ط الحيدرية وص 89 ط الغرى ،
تذكرة
الخواص للسبط بن الجوزى الحنفي ص 38 ط الحيدرية وص 44
ط النجف ، كنز العمال ج 6 ص 396 ط 1 وج 15 ص 113 و 115
ط 2 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 41 و 42
و 43 ط الميمنية بمصر ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي
ص 105 ط اسلامبول وص 122 ط الحيدرية ،
تاريخ أبى
الفداء ج 1 ص 119 ط القسطنطنية ،
الدر المنثور للسيوطي
ج 5 ص 97 ط مصر ، تفسير ابن كثير ج 3 ص 351 ط مصر .
وبلفظ ثالث يوجد في : خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص
86 ط الحيدرية وص 30 ط بيروت ، نظم درر السمطين
للزرندى الحنفي ص 83 ط النجف ، مجمع الزوائد ج 8 ص 302
وج 9 ص 113 ط القدسي . ولاجل المزيد من المصادر راجع (
سبيل النجاة في تتمة المراجعات ) تحت رقم - 711 - ط
بيروت .
( 11 ) يوجد في :
الصواعق المحرقة لابن حجر
الشافعي ص 124 ط المحمدية وص 75 ط الميمنية بمصر ،
ينابيع المودة للقندوزى الحنفي ص 285 ط اسلامبول وص
342 ط الحيدرية .
وقوله صلى الله عليه وآله : "
علي مع
القرآن والقرآن مع على لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
"
يوجد في : المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 3 ص 124
وصححه ، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك ج
3 ص 124 وصححه أيضا ، المناقب
للخوارزمي الحنفي => |
|
|
الثقلين
حكما بين الفريقين ( 12 ) ، وخصائص علي كل نص جلي : (
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى
لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ
وَهُوَ شَهِيدٌ ) ( 13 ) .
استأثروا
بالأمر يوم
السقيفة ، متأولين نصوص لا يلوون على شئ ، وقد قضوا
أمرهم بينهم بدون أن يؤذنوا به أحدا من بني هاشم
وأوليائهم ( 14 ) وهم أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة
ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي والتنزيل ، حتى كأنهم
عليهم السلام لم يكونوا ثقل رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم وأعدال كتاب الله عزوجل ( 15 ) .
|
=>
ص 110 ط الحيدرية وص 107 ط تبريز ،
المعجم الصغير للطبراني ج 1 ص 55 ط دار النصر بالقاهرة
، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 399 ط الحيدرية وص
254 ط الغرى ، مجمع الزوائد ج 9 ص 134 ط القدسي ،
الصواعق المحرقة ص 122 و 124 ط المحمدية وص 74 و 75 ط الميمنية ،
تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 173 ط السعادة ،
إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور
الأبصار ص 157 ط
السعيدية وص 143 ط العثمانية ، الغدير
للأميني ج 3 ص
180 ط بيروت ، نور الأبصار للشبلنجى ص 73 ط السعيدية ،
ينابيع المودة للقندوزى ص 40 و 90 و 185 و 237 و 283 و
285 ط اسلامبول وص 44 و 103 و 219 و 281 و 339 و 342 ط
الحيدرية وج 1 ص 38 و 88 وج 2 ص 10 و 61 و 108 و 110 ط
العرفان بصيدا ، فيض القدير
للشوكاني ج 4 ص 358 ،
الجامع الصغير للسيوطي ج 2 ص 56 ط الميمنية ،
الفتح
الكبير للنبهاني ج 2 ص 242 ط مصر ،
غاية المرام ص 540
( باب ) 45 ط ايران ، أسنى المطالب للحوت ص 201 ح 898
.
( 12 ) سوف تأتى مصادره تحت رقم ( 15 ) .
( 13 )
سورة ق : 37 .
( 14 ) لم يحضر أحد من بني هاشم السقيفة
بل كانوا متخلفين راجع المصادر تحت رقم ( 6 )
( 15 ) إشارة إلى النصوص الصريحة في السنن الصحيحة ،
التي أنزلت العترة من منزلة الكتاب فجعلتهما القدوة
لأولى الألباب ، وقد أخرجها مسلم في صحيحه ، وأخرجها
=> |
|
|
. . . . . . .
|
=>
الترمذي والنسائي والإمام أحمد في مسنده والطبراني في الكبير ، والحاكم
في مستدركه والذهبي في تلخيص المستدرك ، وابن أبى شيبة
وأبو يعلى في سننهما ، وابن سعد في الطبقات ، وغير
واحد من أصحاب السنن بطرق متعددة وأسانيد كثيرة ،
والتفصيل في المراجعة 8 من مراجعاتنا ( منه قدس ) .
أقول :
إشارة إلى مضمون الحديث المتواتر وهو حديث
الثقلين قال ( ص ) : " يا أيها الناس
إني تركت فيكم ما
ان أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي " .
راجع الحديث في : صحيح الترمذي ج 5 ص 328 ط بيروت وج
13 ص 199 ط الصاوى وج 2 ص 308 ط بولاق بمصر ،
تفسير
ابن كثير ج 4 ص 113 دار إحياء الكتب العربية بمصر ،
مصابيح السنة للبغوي ص 206 ط القاهرة وج 2 ص 279 ط
محمد على صبيح ، جامع الأصول لابن
الأثير ج 1 ص 187 ط
مصر ، مشكاة المصابيح ج 3 ص 258 ط دمشق ،
إحياء الميت
للسيوطي بهامش الإتحاف ص 114 ط الحلبي ،
الفتح الكبير للنبهاني ج 1 ص 503 وج 3 ص 385 ط دار الكتب العربية ،
الشرف المؤبد للنبهاني أيضا ص 18 ط مصر ،
نظم درر السمطين للزرندى الحنفي ص 232 ط النجف ، ينابيع المودة للقندوزى الحنفي ص 33 و 45 و 445 ط الحيدرية وص 30 و
41 و 370 ط اسلامبول
وبلفظ ثان قال صلى الله عليه وآله
: " إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ،
أحدهما أعظم من الأخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء
إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا على
الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " . راجع الحديث في :
صحيح الترمذي ج 5 ص 329 ط دار الفكر بيروت وج 13 ص 200
ط الصاوى وج 2 ص 308 ط بولاق بمصر ،
نظم درر السمطين
للزرندى ص 231 ط النجف ، الدر المنثور للسيوطي ج 6 ص 7
و 306 ط مصر ، ذخائر العقبى ص 16 ط القدسي ،
الصواعق
المحرقة ص 89 ط الميمنية وص 147 و 226 ط المحمدية ،
أسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص
12
=> |
|
|
وأمان
الأمة من الاختلاف ( 16 )
|
=>
ط مصر ، المعجم الصغير
للطبراني ج 1 ص 135 ط دار النصر بمصر ، ينابيع المودة للقندوزى الحنفي ص 33 و 40 و 226
و 355 ط الحيدرية وص 30 و 36 و 191 و 296 ط اسلامبول ،
تفسير ابن كثير ج 4 ص 113 ط مصر ،
عبقات الأنوار ج 1
من حديث الثقلين ص 25 ط اصفهان ،
كنز العمال ج 1 ص 44
ح 874 ط 1 وج 1 ص 154 ط 2 ، الفتح الكبير للنبهاني ج 1
ص 451 ط مصر ، تفسير الخازن ج 1 ص 4 ط مصر ،
مصابيح
السنة للبغوي ج 2 ص 279 ط محمد على صبيح وص 206 ط
الخيرية ، جامع الأصول لابن
الأثير ج 1 ص 187 ط مصر ،
مشكاة المصابيح للعمري ج 3 ص 258 ط دمشق .
وفى لفظ
ثالث عن زيد بن ثابت قال : " قال رسول الله صلى الله
عليه وآله إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود
ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض
وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض
" . راجع : الفضائل
لأحمد بن حنبل بترجمة الإمام
الحسين ص 28 ح 56 . مسند أحمد بن حنبل ج 5 / 182 و 189
ط 1 ، فرائد السمطين للحموينى ج 2 / 144 عن زيد بن
ثابت قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : "
إني تارك
فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي ألا
وهما الخليفتان من بعدى ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض
" .
وعن أبى سعيد الخدري أيضا : "
إني تارك فيكم
الثقلين أحدهما أكبر من الأخر كتاب الله حبل ممدود من
السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرقا
حتى يردا على الحوض " .
الفضائل لأحمد بن حنبل ص 20 ح
35 ترجمة الحسين وح 36 . ويوجد هذا الحديث بألفاظ أخرى
متعددة ومصادر كثيرة جدا ولأجل المزيد من الاطلاع راجع
( سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم - 30 و 31 و
32 و 33 و 34 و 35 و 36 ط في بغداد وبيروت مع
المراجعات ) .
( 16 ) إشارة إلى قوله صلى الله عليه
وآله :
أهل
بيتي أمان لأمتي من
الاختلاف ، فإذا خالفتهم
=> |
|
|
وسفينة نجاتها من الضلال ( 17 ) . وباب حطتها ( 18 )
.
|
=> قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب
إبليس . أخرجه الحاكم في ص 149 من الجزء 3 من
المستدرك
، ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ( منه
قدس ) . والصواعق المحرقة لابن حجر ص 91 و 140 ط الميمنية وص 150 و 234 ط المحمدية وصححه ،
إحياء الميت
للسيوطي بهامش الإتحاف ص 114 ط الحلبي بمصر ،
منتخب
كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 93 ط الميمنية بمصر
، ينابيع المودة للقندوزى الحنفي ص 298 ط اسلامبول وص
357 ط الحيدرية ، جواهر البحار للنبهاني ج 1 / 361 .
ولأجل المزيد من المصادر راجع كتاب (
سبيل النجاة في
تتمة المراجعات طبع ملحقا بالمراجعات في بغداد وبيروت
تحت رقم - 41 - ) .
( 17 ) إشارة إلى ما أخرجه الحاكم
بالإسناد إلى أبى ذر ص 151 من الجزء 3 من المستدرك قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "
ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها
غرق " ( منه قدس ) . وراجع أيضا :
تلخيص المستدرك
للذهبي ، نظم درر السمطين للزرندى الحنفي ص 235 ط
النجف ، ينابيع المودة للقندوزى ص 30 و 370 ط الحيدرية
وص 27 و 308 ط اسلامبول ، الصواعق المحرقة ص 184 و 234
ط المحمدية وص 111 و 140 ط الميمنية ،
تاريخ الخلفاء
للسيوطي ص ، إسعاف الراغبين للصبان ص 109 ط السعيدية و
102 ط العثمانية ، جواهر البحار ج 1 / 361 ،
الفضائل لأحمد بن حنبل بترجمة
الإمام الحسين ص 28 ح 55 .
( 18
) إشارة إلى ما أخرجه الطبراني في
الأوسط عن أبى سعيد
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
إنما
مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها
غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة بني
إسرائيل من دخله غفر له ( منه قدس ) . راجع :
كفاية
الطالب للكنجي الشافعي ص 378 ط الحيدرية وص 234 ط
الغرى ،
مجمع الزوائد ج 9 ص
168 ، المعجم الصغير للطبراني ج 2 ص 22 ط دار
=> |
|
|
وكأنهم لم يكونوا من
الأمة بمنزلة الرأس من الجسد ،
وبمنزلة العينين من الرأس ( 19 ) بل كأنهم انما كانوا
ممن عناهم الشاعر في المثل السائر .
|
=>
النصر بمصر ، إحياء الميت للسيوطي بهامش
الإتحاف ص 113
ط الحلبي ، ينابيع المودة ص 28 و 298 ط اسلامبول وص 30
و 358 ط الحيدرية ، رشفة الصادى
لأبي بكر الحضرمي ص 79
ط مصر ، الصواعق المحرقة ص 91 ط الميمنية وص 150 ط
المحمدية وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة وان شئت
المزيد فراجع ( سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم
- 39 و 40 ) ففيهما عشرات المصادر .
وفى لفظ آخر يقول
صلى الله عليه وآله : " مثل أهل
بيتي مثل سفينة نوح ،
من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " . يوجد في :
حلية الأولياء ج 4 ص 306 ط السعادة بمصر ،
مناقب على بن أبى
طالب لابن المغازلى الشافعي ص 132 ح 173 و 176 ط 1
بطهران ، ذخائر العقبى ص 20 ط القدسي ،
مجمع الزوائد ج
9 / 168 ، إحياء الميت ص 113 ،
الجامع الصغير للسيوطي
ج 2 / 132 ط الميمنية ، منتخب كنز العمال بهامش مسند
أحمد ج 5 / 92 ط الميمنية ،
الفتح الكبير للنبهاني ج 3
/ 123 ط مصر ، ينابيع المودة ص 187 و 193 ط اسلامبول
وص 221 و 228 ط الحيدرية ، مقتل الحسين للخوارزمي ج 1
/ 104 ط مطبعة الزهراء . وغيرها من المصادر .
( 19 )
نقل الإمام الصبان في كتابه -
إسعاف الراغبين - والشيخ
يوسف النبهاني في - الشرف المؤبد - وغير واحد من
الثقات بالإسناد إلى أبى ذر قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وآله اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من
الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، ولا يهتدى الرأس الا
بالعينين ، ومن أراد تفصيل هذه الأحاديث وما يجرى
مجراها فعليه بمراجعاتنا ، ولا سيما المراجعة 6 وما
بعدها حتى المراجعة 13 ( منه قدس ) . راجع :
إسعاف
الراغبين بهامش نور الأبصار ص 110 ط السعيدية وص 102 ط
العثمانية ، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكى ص 8 ط
الحيدرية ، مجمع الزوائد ج 9 ص 172 ط بيروت ،
الشرف
المؤبد للنبهاني
. ( * )
|
|
|
ويقضي الأمر حين تغيب تيم * ولا يستأذنون وهم شهود (
20 )
أجل قضي
الأمر في السقيفة ورسول الله صلى الله
عليه وآله لقى بين عترته الطاهرة وأوليائهم ثلاثة أيام
، وهم حوله يتقطعون حسرات ، ويتصعدون زفرات قد أخذهم
من الحزن ما تنفطر به المرائر ، ومن الهم والغم ما
يذيب لفائف القلوب ، ومن الرعب والوجل ما تميد به
الجبال ومن الهول والفرق ما أطار عيونهم ، وضيق الأرض
برحبها عليهم .
وأولئك في معزل عن المسجى ثلاثا -
بأبي
وأمي - يرهفون لسلطانه عزائمهم ويشحذون لملكه آراءهم ،
لم يهتموا في شئ من أمره ، حتى قضوا أمرهم مستأثرين به
. وما ان فاءوا إلى مواراته حتى فاجأوا أولياءه
وأحباءه بأخذ البيعة منهم ، أو التحريق عليهم ( 21 )
كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته السائرة :
|
(
20 ) هذا البيت .
( 21 ) تهديدهم عليا بالتحريق ثابت بالتواتر القطعي ،
وحسبك ما أخرجه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب (
السقيفة )
كما في ص 130 وفى ص 134 من المجلد الأول من
شرح النهج الحميدى . وأخرجه ابن جرير الطبري في موضعين في أحداث
السنة الحادية عشرة من تاريخ
الأمم والملوك . وذكره
ابن قتيبة في أوائل كتابه -
الإمامة والسياسة - . وابن
عبد ربه المالكي في حديث السقيفة في الجزء الثاني من
العقد الفريد .
والمسعودي في
مروج الذهب نقلا عن عروة
بن الزبير في مقام الاعتذار عن أخيه عبدالله ، إذ هم
بالتحريق على بني هاشم حين تخلفوا عن بيعته . وابن
الشحنة حيث ذكر بيعة السقيفة في كتابه (
روضة المناظر
) . وأبو الفداء حيث أتى على ذكر أخبار أبى بكر في
تاريخه الموسوم بالمختصر في أخبار البشر . ورواه الشهرستاني عن النظام عند ذكره للفرقة النظامية من
كتاب - الملل والنحل - ونقله العلامة
الحلي في ( نهج
الصدق ) عن كتاب ( المحاسن وأنفاس الجواهر ) وغرر ابن خنزابة . وأفرد أبو مخنف لبيعة السقيفة كتابا فيه
التفصيل ( منه قدس )
=> |
|
|
وقولة لعلي قالها عمر * أكرم
بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقى عليك بها * ان لم تبايع وبنت
المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص بقائلها * أمام
فارس عدنان وحاميها ( 22 )
فلو فرض ان لا نص
بالخلافة على أحد من آل محمد صلى الله عليه وآله ،
وفرض كونهم مع هذا غير مبرزين في حسب أو نسب ، أو
أخلاق ، أو جهاد ، أو علم ، أو عمل ، أو إيمان ، أو
إخلاص ولم يكن لهم السبق في مضامير كل فضل ، بل كانوا
كسائر الصحابة ، فهل كان من مانع شرعي أو عقلي أو عرفي
، يمنع من تأجيل عقد البيعة إلى فراغهم من تجهيز رسول
الله صلى الله عليه وآله ؟ ؟ ولو بأن يوكل حفظ الأمن
إلى القيادة العسكرية مؤقتا حتى يستتب أمر الخلافة ؟
أليس هذا المقدار من التريث كان أرفق بأولئك المفجوعين
؟ وهم وديعة النبي لديهم ، وبقيته فيهم ، وقد قال الله
تعالى : ( لَقَدْ جَاءكُمْ
رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا
عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ
رَّحِيمٌ ) ( 23 ) أليس على حق
هذا الرسول - الذي يعز عليه عنت الأمة ، ويحرص على
|
=> تهديد عمر عليا وفاطمة
بالإحراق : راجع : الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 / 12 ط مصر ،
العقد
الفريد لابن عبد ربه المالكي ج 4 / 259 و 60 ط 2 بمصر
، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 1 / 134 وج 2 /
19 ط 1 بمصر وج 2 / 56 وج 6 / 48 ط مصر بتحقيق أبو
الفضل وج 1 / 157 ط دار الفكر ، تاريخ الطبري ج 3 /
202 ط دار المعارف بمصر ، الملل والنحل للشهرستاني ج 1
/ 57 ط بيروت ، تاريخ أبى الفداء
ج 1 / 156 ، أعلام
النساء ج 3 / 1207 ، تاريخ ابن شحنة بهامش الكامل ج 7
/ 164 ، بحار الأنوار ج 28 / 328 و 339 ط الجديد ،
الغدير للأميني ج 7 / 77 ط بيروت ،
عبدالله بن سبأ ج 1
/ 108 ط بيروت .
( 22 ) ديوان حافظ إبراهيم . ( 23 )
سورة التوبة : 128 ( * ) . |
|
|
سعادتها ، وهو الرؤوف بها الرحيم لها - ان لا تعنت
عترته فلا تفاجأ بمثل ما فوجئت به ، - والجرح لما
يندمل ، والنبي لما يقبر - ؟ ! وحسبها يومئذ فقد رسول
الله صلى الله عليه وآله قارعة تفترش بها القلق ،
وتتوسد الأرق ، وتساور الهموم ، وتسامر النجوم ،
وتتجرع الغصص ، وتعالج البرحاء ، فالتريث الذي قلناه
كان أولى بتعزيتها ، وأدنى إلى حفظ رسول الله صلى الله
عليه وآله فيها ، وأجمع لكلمة الأمة ، واقرب إلى
استعمال الحكمة ، ولكن القوم صمموا على صرف الخلافة عن
آل محمد صلى الله عليه وآله مهما كلفهم الأمر ، فخافوا
من التريث أن يفضي بهم إلى خلاف ما صمموا عليه ، فان
آل محمد إذا حضروا المشورة ظهرت حجتهم وعلت كلمتهم ،
فبادر القوم بعقد البيعة ، واغتنموا اشتغال الهاشميين
برزيتهم ، وانتهزوا انصرافهم بكلهم إلى واجباتهم
بتجهيز جنازتهم المفداة .
وأعان أولئك على ما دبروه
دهشة المسلمين وذعرهم ، وتزلزل أقدامهم ، واجتماع أكثر
الأنصار في السقيفة يرشحون سعد بن عبادة وهو سيد
الخزرج ، لكن ابن عمه بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي
وأسيد بن الحضير سيد الأوس ، كانا ينافسانه في السيادة
فحسداه على هذا الترشيح وخافا أن يتم له الأمر ،
فأضمرا له الحسيكة مجمعين على صرف الأمر عنه بكل ما
لديهما من وسيلة ، وصافقهما على ذلك عويم بن ساعدة
الأوسي ، ومعن بن عدي حليف الأنصار ، وقد كان هذان على
اتفاق سري مع أبي بكر وعمر وحزبهما ، فكانا من أولياء
أبي بكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكانا
مع ذلك ذوي بغض وشحناء لسعد بن أبي عبادة ، فانطلق
عويم إلى أبي بكر وعمر مسرعا فشحذ عزمهما لمعارضة سعد
، وأسرع بهما إلى السقيفة ومعهما أبو عبيدة ، وسالم
مولى أبي حذيفة ، ولحقهم آخرون من حزبهم من المهاجرين
.
فاحتدم الجدال بين المهاجرين
والأنصار ، واشتدت
الخصومة حتى ارتفعت أصواتهم بها وكادت الفتنة أن تقع ،
فقام أبو بكر بكلام أثنى فيه على الأنصار ، واعترف لهم
بالجميل خاطبا ودهم بلين ورقة
واحتج عليهم : بأن
المهاجرين شجرة رسول الله وبيضته التي تفقأت عنه ،
ورشحهم للوزارة إذا تمت للمهاجرين الإمرة ، ثم أخذ
بضبعي عمر وأبي عبيدة فأمر المجتمعين بمبايعة أيهما
شاؤا ، وما ان فعل ذلك حتى تسابق إلى بيعته عمر وبشير
، وما ان بايعاه حتى تبارى إلى بيعته أسيد بن الحضير ،
وعويم بن ساعدة ، ومعن بن عدي ، وأبو عبيدة بن الجراح
، وسالم مولي أبي حذيفة ، وخالد بن الوليد ( 24 )
واشتد هؤلاء على حمل الناس على البيعة بكل طريق ، وكان
أشدهم في ذلك عمر ، ثم أسيد وخالد وقنفذ ( 1 ) بن عمير
بن جدعان التميمي ( 25 ) وما بويع أبو بكر حتى أقبلت
به الفئة التي بايعته تزفه إلى مسجد
|
(
24 ) ولأجل المزيد من
المصادر راجع : كتاب عبدالله بن سبأ للعسكري ج 1 / 82
- 132 .
( 1 ) كان هؤلاء مع الجماعة الذين دخلوا بيت
فاطمة عليها السلام وحسبك ما هو منقول عنهم في ص 19 من
المجلد الثاني من شرح النهج . وروى أحمد بن
عبد العزيز الجوهري - كما في ص 130 من المجلد الأول من
شرح النهج - قال : لما بويع أبو بكر كان الزبير
والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي وهو في
بيت فاطمة فخرج عمر حتى دخل على فاطمة فقال : يا بنت
رسول الله ما من أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك ،
ومنك بعد أبيك وايم الله ما هذا بما نعى ان اجتمع
هؤلاء النفر عندك ان آمر بتحريق البيت عليهم . (
الحديث ) ( منه قدس ) .
(
25 ) استعمال القوة والإكراه في البيعة لأبي بكر :
راجع : شرح نهج البلاغة
لابن أبى الحديد ج 1 / 219 وج 6 / 9 و 11 و 19 و 40 و
47 و 48 و 49 ط مصر بتحقيق أبو الفضل وج 1 / 74 وج 2 /
4 - 19 ط 1 بمصر . ( * ) |
|
|
رسول الله صلى الله عليه وآله زفاف العروس ( 26 )
والنبي صلى الله عليه وآله ثمة لقي بين أولئك المولهين
والمولهات من الطيبين والطيبات ، فما وسع أمير
المؤمنين عليه السلام حينئذ الا التمثيل بقول القائل ؟
وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا * ويطغون لما غال زيدا
غوائل ( 27 )
وكان عليه السلام على علم من تصميم
القوم على صرف الأمر عنه ، وانه لو نازعهم فيه لنازعوه
، ولو قاتلهم عليه لقاتلوه ، وان ذلك يوجب التغرير في
الدين والخطر بالأمة ، فاختار الكف احتياطا على
الإسلام ، وإيثارا للصالح العام ، وتقديما للأهم على
المهم ، عهد معهود من رسول الله صلى الله عليه وآله .
صبر أمير المؤمنين على تنفيذه وفي العين قذى ، وفي
الحلق شجى ( 1 ) .
نعم قعد في بيته ساخطا مما فعلوه ،
حتى أخرجوه كرها ( 28 ) احتفاظا بحقه المعهود به إليه
|
(
26 ) نص على زفافه الزبير بن بكار في
الموفقيات كما في ص 8 من المجلد الثاني من
شرح النهج (
منه قدس ) . وج 6 / 19 ط مصر بتحقيق أبو الفضل .
( 27
) نقل تمثله بهذا البيت أبو بكر أحمد بن عبد العزيز
الجوهري في كتاب - السقيفة - كما في ص 5 من المجلد
الثاني من شرح النهج الحميدى ( منه قدس ) . شرح نهج
البلاغة لابن أبى الحديد ج 6 / 14 بتحقيق أبو الفضل .
( 1 ) وتفصيل هذه الأمور كلها في رسالتنا - فلسفة
الميثاق والولاية - وحسبك المراجعة 82 و 84 من كتابنا
- المراجعات - فان فيهما من التفصيل ما يثلج الغليل .
وكذلك التنبيه المعقود في الفصل الثامن من -
فصولنا
المهمة - فراجع ( منه قدس ) .
( 28 ) أخرج أبو بكر الجوهري في
كتاب السقيفة - كما في ص 19 من المجلد
الثاني من شرح النهج الحميدى - عن الشعبى حديثا قال
فيه : فانطلق عمر وخالد بن الوليد إلى بيت فاطمة فدخل
عمر ووقف خالد على الباب ، فقال عمر للزبير : ما هذا => |
|
|
واحتجاجه على من استبد به ( 29 ) وما أبلغ حجته إذ
قال مخاطبا لأبي بكر :
فأن كنت بالقربى حججت خصيمهم *
فغيرك أولى بالنبي وأقرب
|
=> السيف ؟ قال
: أعددته لأبايع عليا . قال وكان في البيت ناس كثير
منهم المقداد وجمهور الهاشميين ، فاخترط عمر السيف
وضرب به صخرة في البيت فكسره ثم أخرجوا الزبير إلى
خالد ومن معه ، وكان معه جمع كثير أرسلهم أبو بكر ردءا
لعمر وخالد ، ثم قال عمر لعلى : قم فبايع . فتلكأ
وأحتبس ، فأخذ بيده فقال : قم ، فأبى فحملوه ودفعوه
إلى خالد كما دفعوا الزبير وساقهما عمر ومن معه من
الرجال سوقا عنيفا ، واجتمع الناس ينظرون ، وامتلأت
شوارع المدينة بالرجال ، فلما رأت فاطمة ما صنع عمر
صرخت وولولت ، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات
وغيرهن ، فخرجت إلى باب حجرتها ونادت : يا أبا بكر ما
أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله . والله لا أكلم
عمر
حتى ألقى الله ، ( الحديث )
، ومن استقصى ما كان منهم يومئذ تجلت له الحقيقة في
قول أبى بكر عند موته : وددت إني لم أكشف عن بيت فاطمة
ولو أغلق على حرب .
وأخرج أبو بكر الجوهري في كتاب
السقيفة أيضا من حديث أبى لهيعة عن أبى الأسود : ان
عمر وأصحابه اقتحموا الدار وفاطمة تصيح وتناشدهم الله
، وأخرجوا عليا والزبير يسوقهما عمر سوقا ، وأخرج أبو
بكر الجوهري : ان عمر جاء إلى بيت فاطمة في رجال من
الأنصار ونفر قليل من المهاجرين ، فقال : والذي نفسي
بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم ، فخرج
إليه الزبير مصلتا بالسيف ، فاجتمعوا عليه حتى ندر
السيف من يده ، فضرب به عمر الحجر فكسره ، ثم أخرجهم
بتلابيبهم يسوقهم سوقا عنيفا . ( الحديث ) ، فراجعه في
ص 19 من المجلد الثاني من شرح النهج ، وكل ما ذكرناه
هنا تجده هناك ( منه قدس ) .
أخراج الإمام أمير
المؤمنين ( ع ) كرها لأجل البيعة
: راجع : العقد الفريد ج 4
/ 335 ط لجنة التأليف والنشر في مصر وج 2 / 285 ط آخر
، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 3 / 415 ط أفست
بيروت وج 6 / 11 و 48 ط مصر بتحقيق أبو الفضل .
( 29 )
مطالبة الإمام ( ع ) بحقه واحتجاجه عليهم
=> |
|
|
وان كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون
غيب ( 1 )
|
=> راجع : نهج البلاغة
للإمام
علي راجع الخطبة برقم : 2 و 3 و 6 و 26 و 87 و 143 و
149 و 166 و 167 و ( باب الكلام ) برقم : 71 و 161 و (
باب الحكم ) برقم : 21 ، شرح نهج البلاغة لابن أبى
الحديد ج 1 / 138 و 205 و 223 وج 2 / 20 وج 6 / 384 وج
9 / 84 و 132 و 241 و 305 و 306 و 307 وج 11 / 109 وج
16 / 148 وج 18 / 132 ط مصر بتحقيق أبو الفضل ،
الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 / 144 ط مصطفى محمد
وج 1 / 155 و 156 ط الحلبي وج 1 / 134 ط سجل العرب ،
تاريخ الطبري ج 4 / 236 ط دار المعارف بمصر ،
الكامل
في التاريخ ج 3 / 74 ط دار صادر ،
السقيفة والخلافة
لعبد الفتاح عبد المقصود ص 15 - 17 .
وراجع : الاحتجاج للطبرسي ج 1 وج 2 ط النجف ،
بحار الأنوار للعلامة
المجلسي ج 28 باب - 4 - ص 175 وما بعدها ط الجديد ،
تلخيص الشافي للشيخ الطوسى ج 3 / 47 - 57 ط النجف .
وان شئت المزيد من المصادر في ذلك فراجع كتابنا (
سبيل
النجاة في تتمة المراجعات رقم : 631 و 633 و 634 و 635
و 636 و 892 و 898 و 899 و 900 و 901 و 902 و 903 و
904 و 905 و 906 و 907 و 908 و 909 و 110 طبع في بغداد
وبيروت مع المراجعات ) . وكذلك أهل البيت وغيرهم
احتجوا على القوم في أمر الخلافة راجع مصادر ذلك في (
سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم : 911 - إلى -
925 و 829 و 625 ) .
( 1 ) البيتان في
نهج البلاغة ،
وقد علق عليهما كل من الشيخ محمد عبده وعبد الحميد بن
أبى الحديد في شرحيهما تعليقة يجدر بالباحثين أن يقفوا
عليها ، وقد نبهنا إلى ذلك فيما علقناه عليهما حيث
أوردناهما في المراجعة 80 من كتاب -
المراجعات -
وللعباس بن عبد المطلب احتجاج على أبى بكر كانه مأخوذ
من هذين البيتين ، وذلك إذ قال له في كلام دار بينهما
: فان كنت برسول الله طلبت
، فحقنا أخذت ، وان كنت بالمؤمنين طلبت ، فنحن متقدمون
فيهم ، وان كان هذا الأمر انما يجب لك بالمؤمنين فما
وجب إذ كنا كارهين . وقال له مرة أخرى - كما في ص 1 من
المجلد الثاني من شرح النهج الحميدى
=> |
|
|
. . . . . .
|
=> أما قولك نحن شجرة رسول
الله ، فانما أنتم جيرانها ونحن أغصانها أه . وهذا
مضمون قول أمير المؤمنين : احتجوا بالشجرة وأضاعوا
الثمرة .
وقال الفضل ابن العباس - فيما رواه الزبير بن
بكار في الموفقيات كما في ص 8 من المجلد الثاني من
شرح
النهج الحميدى - : يا معشر قريش ، وخصوصا يا
بني تيم ،
انما أخذتم الخلافة بالنبوة ونحن أهلها دونكم ولو
طلبنا هذا الأمر الذي نحن أهله لكانت كراهة الناس لنا
أعظم من كراهتهم لغيرنا ، حسدا منهم لنا ، وحقدا علينا
، وانا لنعلم ان صاحبنا عهدا هو ينتهي إليه اه ،
وقال
عتبة ابن أبى لهب - كما في مختصر أبى الفداء ، وآخر
صفحة 8 من المجلد الثاني من شرح النهج الحميدى :
ما
كنت أحسب ان الأمر منصرف * عن هاشم ثم منها عن أبى حسن
أليس أول من صلى لقبلتكم * واعلم الناس بالقرآن والسنن
وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن * جبريل عون له بالغسل
والكفن
من فيه ما فيهم لا يمترون به * وليس في القوم ما فيه
من الحسن
ماذا الذي ردهم عنه فنعلمه
* ها ان ذا غبن من أعظم الغبن
قال الزبير بن بكار -
إذ نقل عنه هذه الأبيات في الموفقيات - : فبعث إليه
على فنهاه وأمره أن لا يعود . وقال عليه السلام :
سلامة الدين أحب إلينا من غيرها .
وروى الزبير في الموفقيات أيضا - كما في ص 7 من المجلد الثاني من
شرح
النهج الحميدى - ان أبا سفيان بن حرب مر بالبيت
الذي
فيه علي فوقف وأنشد :
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم *
ولاسيما تيم بن مرة أو عدى
فما الأمر الا فيكم
واليكم * وليس لها الا أبو حسن على
أبا حسن فاشدد
بها كف حازم * فانك بالأمر الذي يرتجى ملى
فلم يكن
لكلامه أثر عند علي ، وكان مما قاله : ان رسول الله
صلى الله عليه وآله عهد إلى عهدا فأنا عليه . قال
الزبير : فتركه أبو سفيان وعدل إلى العباس بن عبد المطلب في منزله فقال : يا أبا الفضل أنت لها أهل
وأحق بميراث ابن أخيك ، أمدد يدك لأبايعك ، فضحك
العباس وقال : يدفعها علي ويطلبها العباس ؟ ! فخرج أبو
سفيان خائبا اه ( منه قدس ) ( * ) . |
|
|
وقد كانت بيعتهم فلتة ، وقى الله المسلمين شرها كما
زعموا ( 30 ) ، لكن تلك الوقاية انما كانت على يد أمير
المؤمنين بصبره على الأذى ، وغمضه على القذى ، وتضحيته
حقه في سبيل حياة الإسلام ، فجزاه الله عن الإسلام
وأهله خير جزاء المحسنين .
|
[
الفلتة : ]
( 30 ) قال أبو بكر : " ان
بيعتي كانت فلتة وقى الله
شرها وخشيت الفتنة . . " راجع :
شرح نهج البلاغة لابن
أبى الحديد ج 1 / 132 وج 2 / 19 ط 1 وج 1 / 311 ط
مكتبة دار الحياة وج 2 / 50 وج 6 / 47 ط مصر بتحقيق
أبو الفضل وج 1 / 154 ط بيروت ، أنساب
الأشراف
للبلاذرى ج 1 / 590 ط مصر .
وقال عمر : "
ان بيعة أبى
بكر كانت فلتة وقى الله شرها . . " يوجد في :
صحيح
البخاري ك الحدود باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت ج
8 / 26 ط دار الفكر على ط استانبول وج 8 / 210 ط مطابع
الشعب وج 8 / 208 ط محمد على صبيح وج 4 / 179 ط دار
إحياء الكتب وج 4 / 119 ط المعاهد وج 4 / 125 ط
الشرفية وج 8 / 140 ط الفجالة وج 4 / 110 ط الميمنية
وج 8 / 8 ط بمبى وج 4 / 128 ط الخيرية
شرح نهج البلاغة
لابن أبى الحديد ج 1 / 123 و 124 ط 1 وج 2 / 23 و 26 و
29 ط مصر بتحقيق أبو الفضل وج 1 / 292 ط مكتبة دار
الحياة وج 1 / 144 ط دار الفكر بيروت ،
السيرة النبوية لابن هشام ج 4 / 226 ط دار الجيل وص 338 ط آخر ،
النهاية لابن الأثير ج 3 / 466 ط بيروت ،
تاريخ الطبري
ج 3 / 205 ط دار المعارف ، الكامل في التاريخ ج 2 /
327 ط دار صادر ، الصواعق المحرقة ص 5 و 8 ط الميمنية
وص 8 و 12 ط المحمدية ، تاج العروس ج 1 / 568 ،
لسان
العرب ج 2 / 371 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 67 ،
السيرة الحلبية ج 3 / 360 و 363 .
ولأجل المزيد من
المصادر راجع ( سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم
:826 ( * ) . |
|
|
|