وبنو ذهل، من كنده، سار إليهم زياد بن لبيد أمير حضر موت، يدعوهم إلى السمع والطاعة، فقالوا له: وإنّك لتدعوا إلى طاعة رجل لم يعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد!
قال زياد: صدقتم، فإنّه لم يُعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد، ولكنّا اخترناه لهذا الأمر.
فقالوا له: أخبرنا لم نحيتم عنها أهل بيته وهم أحقّ الناس بها والله تعالى يقول: {وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْض فِي كِتابِ اللّهِ}(2)؟
فقال زياد لمتكلّمهم: إنّ المهاجرين والأنصار أنظر لأنفسهم منك.
فقال له الحارث بن معاوية الذهلي الكندي: لا والله، ما أزلتموها عن أهلها إلاّ حسداً منكم لهم! وما يستقرّ في قلبي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج من الدنيا ولم ينصب للناس علماً يتبعونه!! فارحل عنا أ يّها الرجل فإنّك تدعوا إلى غير رضى.
فوثب آخر من القوم فقال: صدق والله الحارث، أخرجوا هذا الرجل عنكم، فما صاحبه بأهل للخلافة، ولا يستحقّها بوجه من
____________
1- الفتوح لابن أعثم 1: 48.
2- الأنفال: 75.
مالك بن نويرة: وكان النبىّ (صلى الله عليه وآله) قد استعمل مالكاً على صدقات قومه، فلمّا بلغه وفاة النبىّ (صلى الله عليه وآله) فرّق الصدقات على فقراء قومه، ولم يبعث بها إليك، وقال:
فقلت خذوا أموالكم غـير خـائف | ولا نظر فيما يجيء من الغدِ |
فإن قام بالدين المحقوق قائمٌ أطعنا | وقـلـنـا الـدين دينُ محمّدِ |
وقد أمر مالك رجال قبيلته بعدم التحزب وعدم رفع السلاح، وعندما دخل عليهم خالد بن الوليد بجيشه وخيله فدهشوا لذلك وقالوا لهم: من أنتم؟
فأجابهم خالد نحن مسلمون.
فقال مالك وأصحابه: ونحن مسلمون!
فقال لهم خالد: فضعوا أسلحتكم، وأذّن أصحاب خالد وأذّن أصحاب مالك وصلّى القوم صلاة واحدة.
بعد ذلك ماذا حصل؟
ساقهم أصحاب خالد أسارى ووضعوا القيود في أيديهم، فأمر
____________
1- الفتوح لابن أعثم 1: 49.
قال: والله لأقتلنكم!! فضربت أعناقهم صبراً واحداً بعد واحد، ثمّ جاء الدور لمالك، فلم يشفع له عند خالد احتجاجه بإسلامه وصلاته، ولا شفع له شهادة أبي قتادة الأنصاري بإسلامه، الذي كان على الخيل التي حصرتهم.
وبعد أن أكثر فيهم القتل وسبى نساءهم، دخل على زوجة مالك ابن نويرة من ليلته، فعندها أقبل أبو قتادة بالنبأ إليك يا خليفة، وكان قد عاهد الله ألاّ يشهد مع خالد حرباً بعد هذه! وتكلّم عمر عندك يا أبا بكر في خالد رجاء أن تقيم عليه حدّ الله، لقتله هؤلاء المسلمين، ودخوله بزوجة المقتول من ليلتها.
وقال عمر: عدو الله، عدا على امرئ مسلم، فقتله ونزا على امرأته!
لكنّك قلت له: هيه يا عمر! تأوّل فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد.
ولذلك وديت قوم مالك ورددت سباياهم(1).
____________
1- تاريخ الطبري 2: 504، أُسد الغابة لابن الأثير: 95، والاصابة لابن حجر 5: 560، سير أعلام النبلاء 1: 337، تاريخ الإسلام للذهبي 3: 32، فوات الوفيات للكتبي 2: 242، البداية والنهاية لابن كثير 6: 355، الإكمال في أسماء الرجال للتبريزي: 56.
وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لخالد عندما قتل أحد المشركين بعد أن أطلق الشهادتين: "اللهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد"(2).
س25 ـ هل أنت نادم على شيء بعد كلّ الذي حصل؟
ج ـ أجل والله، ما آسى إلاّ على ثلاث فعلتهن ليتني كنت تركتهن:
ـ ليتني تركت بيت علي، وليتني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد أعلنوا علي الحرب.
ـ وليتني يوم سقيفة بني ساعدة كنت ضربت على يد أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر فكان هو الأمير وكنت أنا الوزير.
ـ وليتني حين أُتيت بالفجاءة السلمي أسيراً أنّي قتلته ذبيحاً أو أطلقته نجيحاً ولم أكن أحرقته بالنار(3).
____________
1- النساء: 94.
2- صحيح البخاري 7: 154، كتاب الدعوات، باب رفع الأيدي في الدعاء، سنن النسائي 8: 237، مسند أحمد 2: 151.
3- مجمع الزوائد للهيثمي 5: 203، الاكمال في أسماء الرجال للتبريزي: 21.
وقال: "والخبر صحيح، وقال الطرابلسي في فضائل الصحابة: إنّه حديث حسن. كذا في منتخب كنز العمال (2 / 172) "، تاريخ الطبري 2: 619، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 30: 420، كنز العمال للهندي 5: 632، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 51.
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ}(2).
وليتك تركت صاحبيك وعضديك أبا عبيدة وعمر وبايعت علياً (عليه السلام) الذي استخلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد باركت له بإمرة المسلمين بغدير خم بقولك وصاحبك عمر: بخِ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولانا ومولى كلّ مسلم ومسلمة(3).
وليتك لم تحرق السنة النبوية الشريفة قبل أن تحرق الفجاءة السلمي حتى لا تجتهد بالرأي مقابل النصوص.
____________
1- مسند أحمد 4: 5 بلفظ "فاطمة بضعة منِّي يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها"، صحيح البخاري 4: 210، كتاب المناقب، باب مناقب المهاجرين باللفظ المذكور، صحيح مسلم 7: 141، كتاب المناقب، باب مناقب فاطمة، سنن ابن ماجه 1: 644، سنن أبي داود 1: 460، سنن الترمذي 5: 359، وغيرها من المصادر الأخرى الكثيرة.
2- التوبة: 61.
3- هذه المقولة لعمر بن الخطّاب كما في مسند أحمد 4: 281، المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي 7: 503، نظم درر السمطين للحنفي: 109.
عهد أبي بكر باستخلاف عمر:
س26 ـ ماذا حصل عند مرض موتك ولمن أوصيت بالخلافة؟
ج ـ عندما أحسست بدنوّ أجلي دعوت عثمان بن عفان وقلت له: اكتب عهدي، فكتب عثمان وأمليت عليه:
"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة آخر عهد في الدنيا نازحاً عنها، وأوّل عهده بالآخرة داخلا فيها، إنّي أستخلف عليكم عمر بن الخطاب، فإن تروه عدلا فيكم، فذلك ظنّي به ورجائي فيه. وإن بدلّ وغيّر فالخير أردت، ولا أعلم الغيب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"(1).
س27 ـ ولكن يقولون: إنّك عندما بدأت إملاء الكتاب أُغمي عليك، وإنّ عثمان هو الذي كتب اسم عمر فيه.
ج ـ نعم، فعندما وصلت إلى قولي: إنّي أستخلف عليكم، أُغمي عليَّ، فكتب عثمان ـ عمر بن الخطاب، وعندما أفقت قلت له اقرأ: وذكر اسم عمر.
فقلت: أنى لك هذا؟
قال: ما كنت لتعدوه.
____________
1- الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1: 37، الطبقات الكبرى لابن سعد 3: 200، الثقات لابن حبان 2: 192، تاريخ الطبري 2: 618.
س28 ـ عندما دفعت الكتاب وعلم الصحابة بهذا، هل وافقوا عليه، أم تحفّظوا أم عارضوا؟
ج ـ بعدما فرغت من كتابة الكتاب دخل علىّ قوم من الصحابة منهم طلحة فقال: ما أنت قائل لرِّبك غداً وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً، تفرق منه النفوس، وتنفض عنه القلوب.
فقلت: أسندوني ـ وقد كنت مستلقياً ـ فأسندوني.
فقلت لطلحة: أبالله تخوّفني؟! إذا قال لي ذلك غداً قلت له: ولّيت عليهم خير أهلك(2).
س29 ـ هذا يعني أنّ الصحابة لم يكونوا راضين عن استخلاف عمر وقد فرضته عليهم فرضاً بدون استشارتهم، والنتيجة هي التي تنبّأ بها الإمام علي (عليه السلام) عندما قال لعمر: "احلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً"(3).
وهذا بالضبط ما قاله أحد الصحابة لعمر بن الخطّاب عندما خرج
____________
1- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 163، كنز العمال للمتقي الهندي 5: 676، الطبقات الكبرى لابن سعد 3: 300، الثقات لابن حبان 2: 192 وغيرها من المصادر.
2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 164.
3- الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1: 29.
قال: لا أدري، ولكنّي أوّل من سمع وأطاع.
فقال الرجل: لكنّي والله أدري ما فيه، أمرّته عام أوّل، وأمّرك العام(1).
فما قولك في ذلك؟
ج ـ لو شاء عمر بن الخطاب لكان الخليفة الأوّل، فقد قلت له يوم السقيفة: أبسط يدك أُبايعك، ولكن هو قدّمني، وقد حفظت له هذه، ثمّ هو الذي ركز البيعة فينا، أي المهاجرين في السقيفة، وهو صاحب المقالة: إنّه لا ترضى العرب أن تؤمّركم ونبيها من غيركم، ولكنّ العرب لا ينبغي أن تولي هذا الأمر إلاّ من كانت النبوّة فيهم، من ينازعنا سلطان محمّد ونحن أهله وعشيرته إلاّ مدل بباطل، أو متجانف لإثم، أو متورّط في هلكه(2).
وهو الذي أخذ عصابة وذهب إلى بيت عليّ وأخرج الممتنعين عن البيعة من بني هاشم والزبير.
وهو الذي أمر بإحراق بيت فاطمة وعليّ إن لم يخرجوا للبيعة.
وهو الذي طالب المجتمعين في المسجد لمبايعتي بقوله: مالي
____________
1- الإمامة والسياسة 1: 38.
2- تاريخ الطبري 2: 457، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 9، الإمامة والسياسة 1: 25.
وهو الذي أصدر أمراً بقتل سعد بن عبادة في السقيفة.
وهو الذي هدّد عليّ بن أبي طالب بضرب العنق إن لم يبايع.
وهو الذي ضمّ أبا سفيان إلينا بأن نصحني بترك ما بيده من الصدقات، ثمّ ولّى ابنيه يزيد ومعاوية على الجيش.
باختصار: إنّ عمر كان الرجل الثاني في الدولة في خلافتي، وقد كنت أسمع رأيه وآخذ به.
وقد كان أكثر من ذلك، فقد كان يحلّ ويبرم في خلافتي وكأنّه الأمير، فقد كتبت لعيينه بن حصن والأقرع بن حابس كتاباً، فأخذاه إلى عمر ليشهد، فما أن شاهد عمر الكتاب لم يعجبه، فتفل فيه فوراً ومحاه، فرجعا إليَّ وقالا لي: والله لا ندري أأنت الأمير أم عمر؟
فقلت لهم: بل هو لو شاء كان.
فجاء عمر إليَّ وقرّعني بشدّة على هذا الكتاب.
فقلت له: فلقد قلت لك: إنّك أقوى منّي على هذا الأمر لكنّك غلبتني(1).
____________
1- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 12: 59، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 9: 196، الإصابة لابن حجر 4: 640.
حوار مع عمر بن الخطاب (الخليفة الثاني)
رزيّة الخميس.
منع إعلان وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
أحداث السقيفة.
الخليفة الأوّل صورة.
كراهيّة جمع النبوّة والخلافة لبني هاشم.
منع رواية الحديث.
حجر الأساس لبني أُميّة.
شورى عمر.
حوار مع عمر بن الخطّاب (الخليفة الثاني)
س1 ـ هل يمكننا أن نتعرّف عليك؟
ج ـ اسمي عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رازح بن عدي بن كعب بن لؤي، وكنيتي (أبو حفص).
وأمي: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأوّل من كنّاني بالفاروق هم أهل الكتاب!(1)
أسلمت بعد خمسة وأربعين رجلاً وإحدى وعشرين امرأة، أي بعد ستّة وستّين شخصاً!(2)
واشتركت في كلّ غزوات الرسول.
س2 ـ ولكن يقال: إنّك لم تثبت في معركة، ولم تبارز أحداً من المشركين، ولم تقتل أو تجرح أحداً، فقد ثبت أنّك هربت مع عثمان
____________
1- تاريخ الطبري 3: 267، تاريخ المدينة لابن شبية 2: 654، الطبقات الكبرى لابن سعد 3: 190.
2- تاريخ الطبري 3: 270، تاريخ المدينة لابن شيبة 2: 660، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 44: 40.
وانهزمت يوم حنين(2).
وأيضاً يوم خيبر(3).
ولم يُذكر عنك يوم الخندق شيء ما.
فأين أنت ممّا يدّعيه البعض من أنّ الله قد أعزّ بك الإسلام؟
ج ـ لأنّني ليس لي من يحميني، فقبيلتي بنو عدي قبيلة ضعيفة، لذلك لم أقتل أحداً أو أبارز في أيّ معركة حتى لا يكون عليّ دم لأي عشيرة، ولئلا يعاديني أحد من قريش.
رزيّة الخميس:
س3 ـ لقد منعتَ رسول الله من كتابة كتاب يحفظ فيه المسلمين من الضلالة، فلماذا فعلت ذلك؟ وسنذكر الحادثة كما جاءت في كتب الحديث والسير.
قال ابن عباس: "يوم الخميس، وما يوم الخميس، ثمّ بكى حتى
____________
1- كنز العمال للمتقي الهندي 2: 376، جامع البيان لابن جرير 4: 193، الدر المنثور للسيوطي 2: 88، الاكمال في أسماء الرجال للتبريزي: 122.
2- صحيح البخاري 5: 99، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: (ويوم حنين..).
3- المستدرك للحاكم 3: 38 وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، مجمع الزوائد للهيثمي 9: 124، المصنّف لابن أبي شيبة 8: 521، كنز العمال للمتقي الهندي 10: 463.
فقلت: يا بن عباس، وما يوم الخميس؟
قال: اشتدّ برسول الله وجعه، فقال: "ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي" فتنازعوا وما ينبغي عند نبيّ تنازع، وقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه!
قال: "دعوني فالذي أنا فيه خير"(1).
وفي رواية البخاري: فقال عمر: إنّ رسول الله قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله.
فقال رسول الله: "قوموا...".
فكان ابن عباس يقول: إنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم هذا الكتاب من اختلافهم ولغطهم"(2).
وفي مسند أحمد، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: إنّ النبيّ دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلّون بعده، فخالف عمر ابن الخطاب حتى رفضها(3) حتى قال رسول الله: "قوموا عنّي
____________
1- صحيح البخاري 4: 31، كتاب الجهاد، باب هل يستشفع إلى أهل الذمّة، صحيح مسلم 5: 275، كتاب الوصية، باب ترك الوصية، مسند أحمد 1: 222.
2- صحيح البخاري 7: 19، كتاب المرضى، باب قول المريض قوموا، صحيح مسلم 5: 76، كتاب النذر، باب الأمر بقضاء النذر، مسند أحمد 1: 325، صحيح ابن حبان 14: 562.
3- مسند أحمد 3: 346، مجمع الزوائد 9: 33.
فما الذي حملك على منع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كتابة الكتاب؟
ج ـ عند عودتنا من حجّة الوداع عرفنا أنّ أجل رسول الله قد دنا، فقد استوقفنا رسول الله بعدما صدر من حجّته في مكان يدعى غدير خُم فنادى الصلاة جامعة، فاجتمعنا المهاجرون والأنصار، وقام رسول الله وسطنا فقال: "كأنّي قد دُعيت فأجبت، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله تعالى، وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تخلّفوني فيهما، فقد أنبأني العلي القدير بأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض وإنّي سأسألكم عنهما".
ثمّ ضرب بيده إلى عضد عليّ فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعه فقال: "أتعلمون إنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم"؟
قالوا: نعم، يا رسول الله.
فقال رسول الله: "فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار".
فلقيته بعد ذلك فقلت له: هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة(1).
____________
1- مصادر هذا الحديث كثيرة جداً وبألفاظ مختلفة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
=>
____________
<=
1 ـ مسند أحمد بن حنبل 4: 281.
2 ـ سنن الترمذي 5: 633 ح297.
3 ـ سنن ابن ماجة 1: 43 ـ 45.
4 ـ المستدرك للحاكم النيسابوري 3: 109 و 110 و 116 و 371.
5 ـ مجمع الزوائد للهيثمي 9: 104 ـ 106.
6 ـ ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر 2: 13 و 45 و 47.
7 ـ فتح الباري لابن حجر 7: 61 وقال: "حديث من كنت مولاه فعلي مولاه، فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان".
8 ـ البداية والنهاية لابن كثير 5: 228.
9 ـ تاريخ الإسلام للذهبي 3: 629.
10 ـ خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ح50 و 64 و 94 و 95 و 96 و 100.
11 ـ المصنّف لابن أبي شيبة 7: 495 و 496 و 499 و 503 و 506.
12 ـ المصنّف للصنعاني 11: 225.
13 ـ كتاب السنّة لابن أبي عاصم: 552 و 590 و 591 و 592 و 596.
14 ـ البداية والنهاية لابن كثير 5: 228 و 229 و7: 370 و 374 و 376 و 380 و 383.
15 ـ السنن الكبرى للنسائي 5: 45 و 108 و 130 و 131 و 132 و 134.
16 ـ مسند أبي يعلى 1: 429 و 11: 307.
=>
آية التبليغ:
{يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
____________
<=
17 ـ صحيح ابن حبان 5: 376.
18 ـ المعجم الأوسط للطبراني 1: 112 و 2: 24 و 6: 218 و 7: 70 و 8: 213.
19 ـ المعجم الصغير للطبراني 1: 65 و 71.
20 ـ موارد الضمآن للهيثمي 7: 136 و 138.
21 ـ الاستذكار لابن عبد البرّ 8: 239.
22 ـ الجامع الصغير للسيوطي 2: 177 و 642.
23 ـ كنز العمال للمتقي الهندي 1: 187 و 11: 337 و 603 و 608 و 609 و 610 و 13: 105 و 131 و 134 و 136 و 137 و 154 و 157 و 158 و 163 و 169 و 170.
24 ـ كشف الخفاء للعجلوني 2: 274 وقال: ".. الحديث متواتر ومشهور".
25 ـ أسد الغابة لابن الأثير 1: 367، 3: 92، 4: 28، 5: 205.
وللحصول على مصادر هذا الحديث الأُخرى راجع الغدير للعلامة الأميني 1: 152.