ومن هذا وغيره يكتشف أنّ الإمامة لم تكن إلاّ بإذن من الله ووحيه، وهي من الأمور التي لابد للأمة أن تتبع فيها النصّ ولا مجال لأمر آخر أن يكون له دخل في تقرير مصير الإمامة والخلافة.
ماجرى بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):
قد جرت الأمور بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على غير ما يرام، فشهدت الساحة الإسلامية صراعاً عنيفاً حول الخلافة، بحيث احتد الخلاف بين الأنصار والمهاجرين في سقيفة بني ساعدة، حتى كاد أن ينتهي الأمر إلى فوضى نتيجة الأطماع في هذا الأمر!.
وكان كلٌّ يجرّ النار إلى قرصه، فاحتج المهاجرون بقول رسول(صلى الله عليه وآله وسلم): "الأئمة من قريش " فتغلبوا بذلك على الأنصار، حتى قال الإمام عليّ(صلى الله عليه وآله وسلم)عندما بلغه هذا الاحتجاج فيما بعد: " احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة "(1).
وأصدق ما قيل عن حال المسلمين آن ذاك، هو وصف الزهراء(عليها السلام) بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)في الخطبة التي ألقتها أمام المهاجرين والأنصار في المسجد النبوي بعد وفاة أبيها، حيث قالت:
" فلمّا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة النفاق... وأطلع الشيطان رأسه من مغرزة هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين... ثم استنهضكم فوجدكم خفافا... هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ)(2) "(3).
____________
1- أنظر: نهج البلاغة: خطبة 66، الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 33.
2- التوبة: 49.
3- أنظر: شرح النهج لابن أبي الحديد: 16 / 21، الطرائف لابن طاووس: 1 / 379 (378)، بلاغات النساء لابن طيفور: 13.
وما الذي نقموا من أبي الحسن! نقموا والله منه نكير سيفه، وقلة مبالاته لحتفه، وشدّة وطأته، ونكال وقعته، وتنمّره ذات الله.
وقالت: واطمئنوا للفتنه جأشاً، وأبشروا بسيف صارم، وسطوة معتد غاشم، وهرج شامل، واستبداد من الظالمين "(1).
السير التاريخي للخلافة:
في خضم النزاع على السلطة والحكم بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، تمت البيعة لأبي بكر، وهي بيعة يصفها عمر قائلاً: " لا يغترّن امرءٌ أن يقول أنّما كانت بيعة أبو بكر فلته وتمت، ألاّ إنّها كانت كذلك ولكن وقى الله شرها، فمن بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولاالذي بايعه تغرةً أن يقتلا "(2).
وعندما دنت المنية من عمر سنّ بنفسه مبدأ الشورى الذي لم يكن عقيدة ومبدأ لعمر، بل كان سبيلا انتهجه حينما لم يجد من يعهد إليه!.
فإنّه مع ذكره لمبدأ الشورى أصبح يبحث عن رجل يرتضيه للخلافة فيعهد إليه بعيداً عن الشورى!، حيث قال: " لو كان أبو عبيده حيّاً لاستخلفته "(3)،
____________
1- أنظر: شرح النهج لابن أبي الحديد: 16 / 233، دلائل الإمامة للطبري: 125 (37)، الإحتجاج: 1 / 286 (50)، بلاغات النساء لابن طيفور: 20.
2- أنظر: صحيح البخاري ـ كتاب الحدود ـ باب رجم الحبلى من الزنا: 6 / 2505، مسند أحمد: 1 / 56 (391)، تاريخ الطبري: 3 / 205.
3- أنظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3 / 65، تاريخ الطبري: 4 / 227.
وهكذا سار أمر الخلافة في الواقع بشكل متذبذب وغامض، ولم يكن للخلافة بين أوساط الناس بعد اعراضهم عن النصّ الإلهي نظرية منسجمة ومتماسكة ليستندوا إليها، فكانت خلافة أبي بكر " فلتة "، وكانت خلافة عمر بتعيين وتنصيب من أبي بكر، وكان انتخاب عثمان عبر الطريقة التي ابتدعها عمر، وأمّا أمير المؤمنين فتولى الخلافة بعد إصرار المجتمع عليه، وبعد أن انهالوا وألحوا عليه ليتولى زمام الأمور، ثم من بعده وبعد أيام قلائل من خلافة الإمام الحسن(عليه السلام)تحولت الخلافة إلى ملكية تلاعبت بها أيدي بني أميّة، ثم تلقاها بنو العباس وعبثوا فيها كيفما يشاؤون.
وانتهى الأمر بعد إبعاد الأمة للذين اصطفاهم الله لخلافة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى استئصال الصالحين وقتل ذرية النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)وحكم الأشرار والطغاة، ولم يكن ذلك إلاّ لأنّ الأمة رأت قيام السلطة على أساس الاختيار البشري، وحالت دون استمرار القيادة الربانية والتنصيب الإلهي في الحكم.
التنظير لمسألة الخلافة:
بادر أبناء العامة بتنظير مسألة الخلافة والإمامة وتحديد أمرها، فصاغوا مبدأ لها عن طريق متابعة الأمر الذي وقع، والسعي لتبريره واضفاء الشرعية عليه، فجعلوا ما حدث وماجرى في أمر الخلافة مصدراً رئيسياً في
____________
1- أنظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3 / 65، تاريخ الطبري: 4 / 227، سير أعلام النبلاء للذهبي: 1 / 123.
2- أنظر: صفوة الصفوة لأبي الفرج: 1 / 494، الطبقات لابن سعد: 3 / 443.
3- أنظر: أسد الغابة لابن الأثير: 2 / 246، البداية والنهاية لابن كثير: 6 / 240.
فكانت أطروحتهم استلهاماً لما حدث في صدر الإسلام والطرق التي حسمت أمر الخلافة، ولم يجد أبناء العامة أمراً جامعاً لها سوى الذهاب إلى نظرية الشورى، ولكن خفى عليهم أنّ نسبة الشورى لخلافة الذين تولوا الأمر بعد الرسول ليس إلاّ مكابرة، كما أنّ هذا المبدأ بنفسه لا يسعه أن يقدّم للأمة الخلافة التي يمكن الإعتماد عليها والوثوق بها.
سلبية الشورى في الحكم:
إنّ الطبيعة الغالبة على الناس اندفاعهم وراء المنافع العاجلة واللذات الحاضرة، وقد أشار الباري في محكم كتابه إلى هذه الحقيقة بآيات عديدة، كقوله تعالى: (وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)(1)، وقوله تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي اْلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(2)، وقوله تعالى: (تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ * وَما وَجَدْنا لاَِكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْد وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(3)، وقوله تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَاْلأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ)(4)، وقوله تعالى: (قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)(5)، وقوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ)(6)، وقوله
____________
1- يوسف: 103.
2- الانعام: 116.
3- الاعراف: 101 ـ 102.
4- المؤمنين: 71.
5- الانعام: 56.
6- آل عمران: 14.
وعلى هذا فإلقاء مهمة اختيار الإمام على المجتمع سوف يؤدّي الى مواجة ذوي النفوذ الاجتماعي، وأصحاب الأموال الذين تصطدم مصالحهم مع خلافة الأصلح، وبالتالي سوف يعاني المجتمع كثيراً من الأذى والعناء والتضحية بالنفوس والأموال إذا أراد اختيار من يراه صالحاً لتولي أمورهم، في حين أنّ الواقع المحسوس في الأغلبية الساحقة من المجتمعات البشرية على مدى التاريخ أثبت أنّ المجتمع فشل في هذه المهمة، ولابد من تدخّل اليد الإلهية لتحديد مصيره وتعيين من يتولى شؤونة.
ولذا كان النهج الرباني في جميع العصور هو إرسال الرسل للمجتمع، وأمرهم باتباعهم وطاعتهم واتخاذهم أولياء وخلفاء في الأرض، كما قال تعالى في هذا الصدد بعد ذكره عدد كبير من الأنبياء: (أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ)(2).
والجدير بالذكر أنّ أمر الخلافة لو كان من شؤون الناس لكان على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أن يكل ذلك في زمانه إلى اختيار الناس، ويكتفي بتشريع الشروط والمواصفات العامة للقائد الذي ينبغي أن يختاره الناس، ثم يرشح نفسه كأحد الناخبين ويكل الأمر إلى اختيار الناس، أو على الأقل يحدد معالم كيفية الانتخاب والاطار الشرعي والضوابط للخلافة من بعده، ولكن الرسول لم يفعل
____________
1- الفرقان: 43 ـ 44.
2- الانعام: 89.
أهمية الإمامة:
إنّ الإمامة روح الشريعة الإسلامية والقلب النابض لها، ومن دونها يكون الدين جثة هامدة لا حياة فيه ولا رمق، ومن دونها يبقى الناس بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)همل بلا راع يفقدون المحور الذي يلتجئون إليه عند حدوث الاختلاف.
فالإمام هو الحبل الذي يعتصم به الناس لئلا يتفرقوا، وهو المسدد لمسار البشرية التكاملي الذي تعتوره العقبات والأخطار، فيكون الإمام هو الميزان الذي ترجع إليه لتصحيح مسارها.
فالإمام مَعلَم في مسار الإنسانية نحو الكمال، وهو الدليل والمرشد وصمام الأمان الذي يعصم الأمة من الاختلاف، وهو الذي يصون الدين والشريعة من الانحراف، وإنّ الأئمة يصطفيهم الله عزّوجلّ لهذه الأمة بعد نبيّه كما اصطفى آل إبراهيم(1).
فهم أئمة في جميع الأحوال سواء التف الناس حولهم ومهدوا لهم المنزلة التي اختارها الله لهم ليبسطوا العدالة على وجه الأرض، أو أعرضوا عنهم ونبذوهم وراء ظهورهم، لأن رأي الناس وما يذهبون إليه لا يغيّر من الواقع شيئاً، وأنّ الباري قد هدى الإنسان النجدين فإمّا شاكراً وإمّا كفورا (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ)(2)، كما لم يضر الله اجتماع الناس في الغابر على تكذيب أنبيائه وقتلهم وإقصائهم لأنّ ( مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ
____________
1- اشارة إلى قوله تعالى في سورة آل عمران: 33.
2- الروم: 44.
الإهتداء بهدي الأئمة:
يقول الأخ سعيد زكريا: " أرشدني الأستاذ بعدما بيّن لي الكثير من الحقائق إلى مصادر الأحاديث التي نصّ فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على خلافة أمير المؤمنين(عليه السلام) وأهل بيته(عليهم السلام) من بعده لأراجعها بنفسي، فراجعتها وايقنت بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يهمل مسار الإسلام من بعده، بل كان مهتماً بأمر الإمامة، وعرفت أنّ اهتمام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بهذا الأمر من بعده لم يكن اعتباطياً، بل كان لأهمية الإمامة وعظمة مقامها.
ولهذا قرّرت الالتحاق بمذهب أهل البيت(عليهم السلام) فاعتنقت هذا المذهب عام 1993م بمدينة " جينجا " في أوغندا.
____________
1- آل عمران: 97.
(27) شـريف أحمد
(شافعي / بوروندي)
ولد عام 1969م في بوروندي(1)، من أسرة تعتنق المذهب الشافعي.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام)في أوائل التسعينات في مدينة "كيغوما" التنزانية.
مرحلة التحرّر الفكري:
كان الأخ شريف أحمد يتطلّع إلى مايمنحه الرسوخ والثبات والبصيرة في دينه، فبذل جهداً في هذا السبيل وساعدته الأجواء التي هو فيها على ذلك، إذ توجه للدراسة في مدرسة دينية تسمّى بـ (مدرسة التربية الإسلامية) حتى أنهى فيها دراسته الابتدائية عام 1985 م، ثم لم يكتف بهذا المقدار من تلقّي العلوم فهاجر إلى تنزانيا بغية الحصول على المزيد من المعارف، فسكن مدينة " تانجا"، ودرس في إحدى مدارسها مدّة خمس سنوات حتى أنهى مرحلة الثانوية وحصل
____________
1- بوروندي: تقع في الجزء الشرقي في وسط افريقيا تحدّها رواندا وتنزانيا وزائير، يبلغ عدد سكانها أكثر من (6) ملايين نسمة، غالبيتهم من المسيحيين، يشكل المسلمون قرابة الربع من السكان، أمّا الشيعة فيعدون بالآف ولهم مساجد ومؤسسات عديدة في هذا البلد.
يقول الأخ شريف: " أتجهت بعد إنهائي للدراسة الثانوية إلى العمل التوجيهي والتبليغي في مدينة " كيغوما " بتنزانيا، وأصبحت داعية أدعو الناس إلى الإسلام، وكنت مع ذلك أتابع دراستي الحرّة وأطالع الكتب الدينية لأتسلّح بأكبر عدد ممكن من الأدلة والبراهين حول معتقدات مذهبي ".
صعوبات في طريق الاستبصار:
واجه الأخ شريف في مطالعاته موانعٌ كثيرة تحجبه عن الوصول إلى الحقائق والمعلومات، وذلك لكثرة الاختلافات في الآراء التي تجعل الباحث أمام كم هائل من الأقوال المتضاربة والمتناقضة والتبريرات المتعددة، التي يلتجئ إليها البعض لإثبات ما يذهب إليه.
وهذه الحالة يواجهها كل باحث من أبناء العامة، ولهذا نجدهم يمجّدون بعصر الرسالة وتتجه أنظارهم إليه، حتى آل بهم الأمر إلى تقديس الصحابة وتنزيه ساحتهم من كل ما يقدح بهم.
وذلك لأن المجتمع الذي كان في عهد الرسالة كان مجتمعاً يجد الملجأ لنفسه في حلّ قضاياه برجوعه إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن الأمّة الإسلامية كما يصورها أبناء العامة فقدت بعد رحيل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الدعامة التي تستند إليها، إذ أصبحت السنة مبعثرة في صدور الصحابة، وقد منع الخلفاء تدوينها وكتابتها، فاندرست أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأندثرت بموت أصحابها، حتى تم تدوين مابقي منها على يد بني اُميّة في عهد عمر بن عبد العزيز، فالسنة النبوية التي يمتلكها أبناء العامة هي هذه.
أمّا القرآن فأصبح عرضة للأهواء والميول! وتولّت كلّ طائفة تفسيره حسب
ومن هنا إلتبس الأمر لدى الكثير، فتزلزلت معتقداتهم بعد فقدانهم المصادر الأصيلة التي توصلهم إلى سنة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وفقدت شجرة الإسلام الأجواء المناسبة لنموها وإزدهارها، فجفت أغصانها وبدأت تتحطم بمجرد أي تيار معاكس يتحداها من الخارج، مما تترك أثراً سلبياً ملحوظاً في الواقع الاجتماعي للمسلمين.
مصير الأمّة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
هناك تساؤل يشغل بال كل باحث، ويبعث في نفسه الاستغراب، وهو متعلق بما حدث بعد رحلة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم).
فهل كان الأمر بالصورة التي يذكرها أبناء العامة، وهل ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)أمّته من بعده سداً، تتقاذفها الأهواء من دون أن يجد المسلمون ملجأً يلتجئون إليه، ومحوراً يلتفون حوله لصيانة أنفسهم من الانحراف؟.
يقول الأخ شريف أحمد: " هذا ما كنت أعانيه في أبحاثي! ولكن التتبع بيّن لي عكس ما ذهب إليه أبناء العامة، وأتضح لي أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يدرك أنّ الأمّة تحتاج من بعده إلى من يرشدها ويهديها، وأنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) كان على علم بأنّ بعض أهل المدينة مردوا على النفاق، وأنّ أوكارهم قد عشعشت في كل مكان، وكانوا ينتهزون الفرص لإفراز سمومهم في الأمّة الإسلامية، ليطيحوا بمبادئ الإسلام إحياءاً للجاهلية الأولى.
كما أنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعلم بأنّ أمّته تحيطها أعراف وعادات أجنبية، وأديان
أضواء على حديث السفينة:
يقول الأخ شريف: " في خضم صراع التيارات المذهبية التي كانت تشوش بالي وتشغل توجهي، طرق سمعي حديث ألقاه أحد المبلغين الوافدين إلى تنزانيا، حيث قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ".
فلفت هذا الحديث انتباهي واستفسرت في نفسي: هل هو حقّاً من أقوال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وهل لهذا الحديث مصدراً يُستند إليه؟.
وأخيراً أسفر البحث والتتبع عن نتائج غير متوقعة ومذهلة، أوضحت لي الكثير من الحقائق التي بها تمكنت من ملىء كافة الثغرات التي كنت أعاني منها لصياغة المباني والرؤى المتكاملة للدين الإسلامي الحنيف ".
رواة حديث السفينة:
إنّ هذا الحديث هو من الأحاديث المستفيضة التي كادت تبلغ حدّ التواتر لكثرة ناقليه، فمن جملة رواته:
ابن قتيبة الدينوري في (عيون الأخبار)، والطبراني في (المعجم الكبير)، والحاكم في (المستدرك)، وابن المغازلي في (مناقب أميرالمؤمنين)،
ومن نصوص الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك "، وفي رواية: " من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ".
دلالات حديث السفينة:
إنّ هذا الحديث يتضمن دلائل عديدة لاثبات إمامة أهل البيت(عليهم السلام)، منها:
1 ـ وجوب اتباعهم إذ لاسبيل للأمة سوى الاقتداء بنهجم، وإنّ جميع السبل التي لاتنتهي إليهم موصدة لاتوصل إلى المحجّة البيضاء، ولا يسوغ لأحد أن يدّعي لنفسه النجاة وهو متمسّك بحبلهم وغير معتصم بولائهم (عليهم السلام).
2 ـ إثبات الأفضلية لأهل البيت(عليهم السلام)، إذ لولا ذلك لما صح أن يكونوا حصناً وملجأً للنجاة، لأنّ مع وجود من هو أفضل منهم لا يسع أحد أن يتبعهم، وقد قال
____________
1- عيون الأخبار: 1 / 211، المعجم الأوسط: 2 / 339 (3478)، المستدرك: 3 / 163 (4720)، مناقب أمير المؤمنين: 132 (173)، فرائد السمطين: 2 / 243 (517)، نظم الدرر: 235، مجمع الزوائد: 9 / 168، الصواعق المحرقة: 2 / 543 ـ 445، ذخائر العقبى: 20، تاريخ بغداد: 12 / 91، حلية الأولياء: 4 / 306، الكنى والأسماء: 1 / 76، ينابيع المودّة: 1 / 93، مشكاة المصابيح: 3 / 1742 (6184)، فضائل الصحابة: 2 / 785 (1402)، أسعاف الراغبين في هامش مشارق الأنوار: 104.
3 ـ عصمة أهل البيت(عليهم السلام)، فلو كان يصدر منهم ما يوجب سخط الباري، لما جاز اتباعهم والتأسي بهم.
4 ـ ضلال المتخلّف عنهم، وهي دلالة صريحة لا يعتريها أدنى ريب.
5 ـ إنّ أهل البيت(عليهم السلام) ميزان لتشخيص المهتدي من الضال، وهم المعيار لتمييز الصالح من الطالح.
6 ـ لزوم وجود إمام من أهل البيت(عليهم السلام) في كل زمان إلى يوم القيامة، ليتسنى للأمة في جميع الأدوار ركوب تلك السفينة والنجاة بها من الهلاك، إذ لولا ذلك لافتقدت السبيل إلى النجاة.
وقد أجمل ابن حجر الهيتمي في كتابه (الصواعق) بعد ذكره لهذا الحديث هذه الدلالات قائلاً: " ووجه تشبيههم بالسفينة... أنّ من أحبّهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرفهم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم، وهلك في مفاوز الطغيان "(2).
أبيات الشافعي في حديث السفينة:
وقد ضمّن الشافعي هذا الحديث في أبيات له رواها العجيلي، حيث قال:
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم | مذاهبهم في أبحر الغي والجهل |
ركبت على اسم الله في سفن النجا | و هم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل |
وامسكت حبل الله وهو ولاؤهم | كما قد أُمرنا بالتمسك بالحبل |
إذا افترقت في الدين سبعون فرقة | ونيفاً على ما جاء في واضح النقل |
____________
1- يونس: 35.
2- الصواعق المحرقة: 2 / 446.
ولم يك ناج منهم غير فرقة | فقل لي بها يا ذاالرجاحة والعقل |
أفي الفرقة الهلاّك آل محمّد | أم الفرقة اللاتي نجت منهم قل لي |
فان قلت في الناجين فالقول واحد | رضيت بهم لازال في ظلهم ظلي |
رضيت علياً لي إماما ونسله | و أنت من الباقين في أوسع الحل |
الفرقة الناجية:
ومن هنا يتّضح أنّ الفرقة الناجية من بين ثلاث وسبعين فرقة التي أشار إليها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، هي الفرقة التي تأخذ معالم دينها من أهل البيت(عليهم السلام)، وأنّ من تخلّف عنهم وأوى إلى غيرهم كان كابن نوح عندما أوى يوم الطوفان إلى الجبل، يحسب أنه يعصمه من الغرق ولكن جَرفه الماء وهلك إذ لا عاصم في ذلك اليوم من أمر الله سوى سفينة الهدى.
الوصول للنتائج:
يقول الأخ شريف: " من هنا تجلّت لي الحقيقة بعد التتبع الذي أجريته حول هذا الحديث، إذ لا مناص من التمسك بمذهب أهل البيت(عليهم السلام) والأخذ بسبيلهم، فركبت السفينة وأنجيت نفسي من التيارات المتلاطمة التي كانت تعصف بي من كل جانب، والتي أخذت مني مأخذاً كبيراً ولم تدع لي مجالا للاستقرار والسكينة، ومن ذلك الحين وفي عام 1991م بالتحديد جندّت قواي وأصبحت مبلغاً في " كيغاما " لمذهب أهل البيت(عليهم السلام) وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب ".
(28) شكيم علي الفردي
(مالكي / الجزائر)
ولد عام 1976م بمدينة " قسنطينة " في الجزائر(1)، نشأ في أوساط عائلة تعتنق المذهب المالكي، فشب مالكياً تبعاً لأسرته.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) عام 2001م في سوريا.
بداية التعرف على التشيع:
يقول الأخ شكيم: " لم يكن لي أي إلمام أو معرفة بمذهب التشيّع! وفي يوم من الأيام دار حديث بيني وبين أحد أصدقائي ـ الذي عرفت بعد ذلك أنّه من أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ـ حول وضع المسلمين وانتماءاتهم لشتى الفرق والطوائف، واختلافهم في الأحكام الشرعية والأمور العقائدية ـ لاسيما الفرعية ـ ثم استعرضنا بعض معتقدات كل طائفة، حتى طرق سمعي اسم الشيعة، وبدأ صديقي يحدثني عن أسس هذا المذهب وبداية نشوئه والمراحل التي مرّ بها منذ
____________
1- الجزائر: تقع في شمال افريقيا، تطلّ على البحر المتوسّط، تحيط بها المغرب وليبيا ومورتانيا ومالي والنيجر وتونس، يبلغ عدد سكانها (34) مليون نسمة، يشكل المسلمون نسبة 99% منهم وأغلبيتهم من المالكية، أمّا الشيعة فلهم تواجد جيد في هذا البلد.
فأدهشني حديثه! فطلبت منه المزيد وجعلت أقارن بين ما عند الشيعة وما عندنا أبناء العامة.
بدعة صلاة التراويح:
واستمر الحديث فيما بيننا حتى ذكر صديقي أمراً لفت انتباهي بشدّة، وذلك حينما قال: إنّ بعض الطقوس التي يمارسها أبناء العامة ما أنزل الله بها من سلطان، وأنّ مصدر تشريعها محض رغبة شخصية لا أكثر، كصلاة التراويح التي يقيمونها في شهر رمضان، فهي بدعة ليست من الدين في شيء، إذ لم ينزل بها قرآن ولم يقمها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يصلها أبو بكر طيلة خلافته، ولا عمر في أوّل خلافته، بل سنّها بعد ذلك بفترة بلا دليل ولا مجوز شرعي من الكتاب أو السنة! ".
ومن الواضح أنّ الإسلام قد شدّد في أمر البدعة، واعتبرها ضلالة مؤدية إلى النار، لأنّ المبتدع غير قانع بما شرّع الله، فهو بمنزلة المستدرك على ربّه ـ كما أنّه عندما يعطى لنفسه حق التشريع يكون بمثابة من نزل نفسه بمنزلة الند لله جلّوعلا ـ في حين أنّ الله تعالى حسم أمر الرسالة بقوله الكريم: ( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكْم وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينَاً )(1).
____________
1- المائدة: 3.
فورد عن جابر أنّه قال: " خطبنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له، ثم قال: أما بعد، فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وأنّ أفضل الهدي هدي محمّد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة... "(1).
وعن حذيفة أنّه قال: " يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم... قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي... "(2).
وعن أبي هريرة قال: " إنّ رسول الله خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين... وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادنّ رجال عن حوضي كما يُذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم! فيقال: إنّهم قد بدّلوا بعدك، فأقول سحقاً سحقاً "(3).
أمّا كلمات الأعلام بهذا الخصوص فكثيرة، نقتصر على قول لإمام المالكية ذكره الشاطبي: " من إبتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أنّ محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) خان الرسالة، لأنّ الله تعالى يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)، فما لم يكن يومئذ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً "(4).
ويقول الدكتور يوسف القرضاوي: "... الابتداع في الدين إتّهام للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بالخيانة وعدم تبليغ الرسالة بكمالها "(5).
____________
1- أنظر: مسند أحمد: 3 / 310 (14373)، سنن ابن ماجة: 1 / 30 (45)، سنن النسائي: 3 / 188 كتاب خطبة العيدين، صحيح البخاري: 6 / 5655 (6849)، صحيح مسلم: 2 / 592 (867).
2- أنظر: صحيح مسلم: 3 / 1475 (1847)، السنن الكبرى للبيهقي: 8 / 329 (16790).
3- أنظر: صحيح مسلم: 1 / 218 (248)، صحيح ابن حبان: 3 / 321 (1046).
4- أنظر: الاعتصام للشاطبي: 1 / 33.
5- أنظر: السنة والبدعة للقرضاوي: 28.
كما أنّ البدعة ـ وإن منحها البعض عنوان الحسنة! ـ تفتح الباب على مصراعيه أمام الدجّالين والمتاجرين بالدين، ليبتدعوا أموراً تأتي على دعائم الدين وتمحو معالمه الحقة، وقد قال الإمام عليّ(عليه السلام): " ما أحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنة، فاتقوا البدع وألزموا المهيع، إنّ عوازم الأمور أفضلها، وإنّ محدثاتها شرارها "(1).
فالبدعة فرقة للأمّة وتمزيق لصفوفها، لأنّ المؤمنين يرفضونها والمبطلين يتبعونها، وهكذا يبدأ الشرخ في جسد الأُمّة الواحدة فيتضعضع كيانها، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ )(2)، ويقول سبحانه أيضاً: (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(3)، فلماذا يأخذ بعض المسلمين بما لم يأت به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كصلاة التراويح ـ ويتّبعون السبل ويشذون عن صراط الله تعالى؟!.
وخلاصة القول: إنّ تشريع الله شامل وكامل ومستوعب لكل أمور الدين والدنيا، وبنصّ كتاب الله عزّوجلّ: (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْء)(4)، لأنّ الإسلام خاتم لجميع الشرائع السماوية.
يقول الأخ شكيم: " جعلتني هذه الحقائق في حيرة من أمري، ووجدت العقل ينبذ تشريع الإنسان الذي لايملك التخويل الرباني! مع روايات عديدة
____________
1- أنظر: نهج البلاغة: خطبة 145، بحار الانوار للمجلسي: 2 / 264 / 15.
2- الانعام: 153.
3- الحشر: 7.
4- الانعام: 38.
فلم أجد سبيلاً غير إتباع الشرع لأنني قرّرت من بدء البحث الانسياق وراء الأدلّة والبراهين، وترك التمسك بالموروث الذي لا أعرف له دليل أو مستند ".
مسألة زيارة القبور:
ويقول الأخ شكيم: " وتطرّقنا في الحديث لمسألة زيارة القبور، وكان قد طرق سمعي من قبل أنّ هناك فرقة تحسب نفسها على الإسلام ولكنّها تكفّر أهل القبلة لزيارتهم قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وقبور الأولياء والصالحين، فتأملت في الأمر فتبيّن لي أنّ هذه الرؤية جامدة ومحدودة، لا يقول بها أحد يعرف معنى التذكرة والاعتبار ".
فقد ذكر القرآن الكريم جملة من الآيات الدالّة على جواز القيام على القبور واتخاذ المساجد حول مقامات وقبور الأنبياء والصالحين، فقال تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى)(1)، وقال تعالى بخصوص أصحاب الكهف: (قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً)(2).
كما ذكرت كتب الحديث والسيرة والتفسير روايات عديدة تجوّز هذا الأمر:
فقد جاء في صحيح مسلم والنسائي وابن ماجة والترمذي، عن بريدة عن أبيه قال: " قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها "،
____________
1- البقرة: 125.
2- الكهف: 21.
وجاء في صحيح البخاري(2) ما ملخصه: " إنّ إسماعيل وإبراهيم(عليهما السلام)لمّا كانا يبنيان البيت، جعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء إسماعيل بهذا الحجر له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة"، وذلك هو مقام إبراهيم(عليه السلام) الذي أمرنا الله أن نتخذه مصلى ومحلا للعبادة.
وقد نصّت التواريخ والسير على أن حجر إسماعيل(عليه السلام) الذي يتمسّح به الحجيج ويقيمون فيه الصلاة يضم قبر إسماعيل وأمّه هاجر(عليهما السلام)(3)، وكما هو واضح أنّ الصلاة في هذا المكان من الأمور المستحبة، فإذا كان الأمر كذلك فكيف يجتمع هذا المستحب مع الشرك كما يزعم منتحلوا الإسلام؟!
ولو راجعنا التاريخ الإسلامي لوجدنا أنّ الوقوف على القبور وزيارتها، إنّما هو عين التأسي والاقتداء برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) وقف على قبر أُمّه السيدة آمنة بنت وهب (رضي الله عنها) وبكى(4).
____________
1- صحيح مسلم: 2 / 672 (975)، سنن النسائي: 3 / 69 (4518)، سنن ابن ماجة: 1 / 492 (1571)، سنن الترمذي: 2 / 357 (1054)، سنن أبي داود: 3 / 172 (3235)، وأنظر: موطأ مالك (عن أبي سعيد الخدري): 2 / 33.
2- صحيح البخاري: كتاب الأنبياء: 3 / 1229 (3184).
3- أنظر: سيرة ابن هشام: 1 / 6، تاريخ الطبري: 1 / 314، البداية والنهاية لابن كثير: 1 / 153، الطبقات لابن سعد: 1 / 44، وغيرها.
4- أنظر: الطبقات لابن سعد: 1 / 94، سنن النسائي: 1 / 654 (2116)، سنن أبي داود: 3 / 171 (3234)، سنن ابن ماجة: 1 / 492 (1572)، وغيرها.