الصفحة 508

4 ـ وقال بطريرك بيت المقدس: " إن المسلمين قوم عادلون، ونحن لانلقى منهم أي أذى أو تعنّت "(1).

تعامل المسيحيين مع المسلمين في القرون الوسطى:

إنّ الناظر للتاريخ يجد تعامل بعض المسيحيين مع المسلمين يباين ويخالف تماماً الروح الإنسانية، خصوصاً في المناطق التي خضعت للنفوذ المسيحي في القرون الوسطى، فقد ارتكب المسيحيون مجازر رهيبة مع المسلمين، واستخدموا أساليب وحشية كانت وما تزال وصمة عار وخزي في تاريخ الكنيسة وزعامتها الدينية!.

فقد حفظ التاريخ في سجلاته قصص الموت الرهيب التي يتحاشاها أكثر المؤرخين والباحثين المسيحيين، ويمرون بها مروراً عابراً وسريعاً بإعتبارها حقبة سوداء في تاريخهم(2)، ولكن مع ذلك قد سجّل بعضهم هذه الأحداث الفظيعة التي جرت على المسلمين، كان منهم:

1 ـ " غوستاف لوبون "، حيث يقول: " كان بطرس الناسك على رأس أهم العصابات الزاحفة إلى الشرق، ولكن لم تكد تصل إلى بلغاريا حتى بدأ أفرادها ينهبون القرى، ويذبحون أهاليها، ويأتون ما يفوق الوصف من الأعمال الوحشية، فكان من أجنّ ضروب اللهو إليهم قتل من يلاقونهم من الأطفال المسلمين، وتقطيعهم إرباً إرباً وشيّهم!! كما روت (آن كومنين) إبنة قيصر الروم "(3).

2 ـ " الراهب روبرت "، حيث يقول: "... أحضر (يوهيمند) جميع الذين أعتقلوا في برج القصر، فأمر بضرب رقاب عجائزهم وشيوخهم وضعافهم،

____________

1- أنظر: تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الوسطى للدكتور سعيد عاشور: 19. 2- أنظر: قصة الأديان: 415، في خطى محمّد: 219.

3- أنظر: حضارة العرب: 323.


الصفحة 509
وبسوق فتيانهم وكهولهم إلى إنطاكية لكي يباعوا فيها! "(1).

وأضاف أيضاً: " حدث قتل المسلمين في يوم الأحد المصادف 16 ديسمبر، وإذا لم يكن إنجاز كل شيء في ذلك اليوم، قتل قومنا ما بقي من أولئك في اليوم التالي! "(2).

والجدير بالذكر: يقدّر كثير من العلماء عدد المسلمين الذين قتلوا وذبحوا وأحرقوا منذ دخل " فرديناند " غرناطة، وحتى أجلاءهم الأخير بثلاثة ملايين مسلم(3)، ولقد شن هؤلاء حرباً ـ يزعمون أنّها مقدسة ـ باركها ودعمها رجال الكنيسة بشتى الصور! لاستئصال شأفة الإسلام والمسلمين، ولكنهم فشلوا مع ذلك في تحقيق أغراضهم.

وقد أقر بذلك المبشّر " غاردنر " بقوله: " لقد خاب الصليبيون في إنتزاع القدس من أيدي المسلمين، ليقيموا دولة مسيحية في قلب العالم الإسلامي، والحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ هذه المدينة، بقدر ما كانت لتدمير الإسلام "(4).

التحرّر من التيه المظلم:

تقول الدكتورة مونتسدات: " لقد كنت أحمل نظرة مشوهة عن المسلمين، شأني في ذلك شأن بقية الأوربيين بشكل عام! إلاّ أنّ انكشاف الحقائق وتعرفي على بعض الوقائع التاريخية من قبل صديقتي، غيّرا كل ذلك.

واستمرت اللقاءات بيني وبين صديقتي، وبمرور الزمان إزدادت معرفتي

____________

1- المصدر نفسه: 325.

2- المصدر نفسه: 332.

3- أنظر: تعدد الأديان وأنظمة الحكم لجورج قرم: 169.

4- أنظر: التبشير والاستعمار للدكتور عمر فروخ: 115.


الصفحة 510
بالإسلام، وكانت صديقتي تحمل معها نسخة من القرآن الكريم، وكانت تستشهد بآياته أثناء الكلام، وأهدتني مصحفاً وبعض الكتب الإسلامية، فبدأت أقارن بين القرآن والإنجيل، فعرفت خلال ذلك جملة من الأمور، منها إنسانية عيسى المسيح(عليه السلام) وعدم الوهيته! ".

ومن العجب! أن يدّعي النصارى أنّ النبيّ عيسى (عليه السلام) هو الأب ـ الذي هو الخالق عندهم ـ في حين أننا نجد أنّ الإنجيل يقرّر حقيقة كونه رجلاً مخلوقاً قد منّ الله عليه بالكرامة، حيث يؤكد بطرس ذلك بقوله: " يا بني إسرائيل، أسمعوا هذا الكلام: إنّ يسوع الناصري رجل أيده الله بمعجزات وعجائب أجراها على يده بينكم، كما تعلمون "(1).

لكنهم يناقضون أنفسهم بأنفسهم! لأنّ أي شخص ولدته أمّه لايمكن أن يكون إلهاً، وهذا ما يقول به الإنجيل أيضاً(2)، ونبيّ الله عيسى(عليه السلام)أمهُ السيدة مريم بنت عمران، فأين إلوهيته من هذا القول؟!

وتناقضاتهم بوصفهم لعيسى(عليه السلام) تارة بـ (ابن الإنسان)! وأخرى بـ (ابن الله)!، حيث جاء وصفه بأنّه ابن الإنسان 83 مرّة، وأنّه ابن الله 13 مرّة في العهد الجديد!.

وفي الحقيقة أنّ النبيّ عيسى(عليه السلام) مبعوث من قبل الله تعالى، والإدعاء بأنّه ربّ أو شريك له يفنده الواقع، وقد أبطله عيسى(عليه السلام)بنفسه عندما أقرّ بعدم علمه بيوم القيامة، حيث جاء في الإنجيل عنه(عليه السلام): " وأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، لا الملائكة الذين في السماء ولا الإبن إلاّ الأب "(3).

____________

1)أنظر: التفسير التطبيقي للكتاب المقدس: 3273، أعمال الرسل: 2 / 22.

2)أنظر: التفسير التطبيقي للكتاب المقدس: 1106، أيوب: 25 / 4 ـ 6.

3- أنظر: التفسير التطبيقي للكتاب المقدس: 2033، مرقس: 13 / 32.


الصفحة 511

الكنيسة وطقوسها المبهمة:

تقول الدكتورة مونتسدات: " بدأت تتضح لي الحقائق أكثر فأكثر يوماً بعد آخر، وبقدر ماكانت تتسع مطالعاتي ومناقشاتي كنت أصل إلى حلول مقنعة للأسئلة والاستفسارات في خلدي من مسائل واستفسارات.

كما تبيّن لي أنّ العقيدة الإسلامية عقيدة سهلة سمحاء، لا يشوبها ذلك التعقيد الذي تلبست به المسيحية ".

وقد أقرّ بهذا التعقيد المسيحيون أنفسهم!

إذ يقول " رونالد بنتون " صاحب كتاب (الكنيسة من النشوء إلى القرن العشرين): " وتكاد تكون أكثر الأديان السماوية والوضعية تعقيداً، وقد علّمها عيسى(عليه السلام)ديناً بسيطاً سهلا، ولكن التعقيد طرأ عليها بعد ذلك، حتى أصبح عسيراً جداً فهم كثير من مبادئها، وحتى أصبح غموضها طبيعة واضحة فيها.

ويقول أيضاً: إنّ المسيحية بدأت بسيطة ولكن الناس عقّدوها بعقائد صعبة عصفت بها "(1).

ولكثرة تعقيد المسيحية أصبحت لاتوضّح مقصوداً، فهي عبارات وفقرات إنشائية غامضة لا أكثر!، وخلاصة القول بخصوص العقيدة المسيحية في التثليث كما يقول القس وهيب عطا الله: " إنّ التجسيد قضية فيها تناقض مع العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية، ولكننا نصدّق ونؤمن أنّ هذا ممكن حتى ولو لم يكن معقولا! "(2).

____________

1- أنظر المسيحية لأحمد شلبي: 21.

2- طبيعة السيد المسيح: 18.


الصفحة 512

انتشال النفس من الأوهام:

ومن هذا المنطلق تقول الدكتورة مونتسدات: " اعتنقت الإسلام عن وعي وبصير، فأحسست بعد ذلك بالراحة النفسية عندما لامست روحي شفافية هذا الدين، المتجلية في عقيدته السمحاء، وعبادته التي تنمي الروح الخيرة المحبّة الصادقة في الإنسان، فتغيرت نظرتي للمجتمع وللكون والحياة تبعاً لذلك، وإنّي أحمد الله تعالى إذ هداني للدين الحقّ، وأنقذني من ظلمات الشرك والظلال ".


الصفحة 513

(47) نوزاد طاهر شريف
(حنفي / عراق)




ولد عام 1966م بمدينة " السليمانية " في العراق(1)، من عائلة كردية تعتنق المذهب الحنفي، أكمل دراسته إلى حدّ الإعدادية ثم توجه إلى العمل الحرّ.

تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) عام 1997م على اثر عناية ربانية دفعته ليلتقي بأحد أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) فيوضّح له ذلك الشخص معالم والسبل الصحيحة الموصلة إلى رضوان الله سبحانه وتعالى.

أوّل إلتفاته إلى التشيع:

يقول الأخ نوزاد طاهر: " تعرّفت على رجل من أهل الموصل عن طريق شرائه بعض ما يحتاج من الأقمشة مني، وصادف أن رأيته في مسجد السوق وقت الصلاة، فكان مما أثار استغرابي أنني وجدته يصلي على خلاف ما كنت ألفه من أبناء طائفتي، حيث كان يسجد على التربة ولم يتكتف في القيام.

فدفعني حبّ الاستطلاع أن أستفسر منه سبب ذلك، وأحببت أن لا أفاجئه في ذلك، فدعوته لمحل عملي.

____________

1- العراق: أنظر الترجمة رقم (10).


الصفحة 514
ولمّا حانت الفرصة سألته عن سبب أدائه بعض أجزاء الصلاة على خلاف ما نحن عليه، فذكر لي أنّه من معتنقي المذهب الجعفري، ومن أتباع أئمة أهل البيت(عليهم السلام)، ونحن نأخذ معالم الدين والمعارف الإسلامية منهم ونسير على ضوء ما بيّنوه لنا من الدين، فنحن إنّما نصلي وفق ما رواه لنا أهل البيت (عليهم السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا نعبأ بما اجتهد به غيرهم ".

عقائد الشيعة الاثنى عشرية:

تعتقد الشيعة الإثنى عشرية أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يترك أمّته وأتباعه من بعده هملا بلا راع تتقاذفهم الأهواء والأغراض، بل عيّن(صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام عليّ(عليه السلام) والعترة من أهل بيته(عليهم السلام)خلفاء من بعده بأمر من الله عزّوجلّ.

وبما أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)كان يدرك حجم الأخطار التي تهدّد مستقبل الإسلام نصّ على هؤلاء ليكونوا من بعده صمّام الأمان الذي يعصم الأمة من الاختلاف والتمزق والفرقة، وصيانة الدين والشريعة من الانحراف، والضمان الوحيد في هداية الإنسانية نحو السعادة الحقيقية والكمال المنشود، وليكونوا مع القرآن السبب الوحيد لاعتصام الأمة من الضلال، وألقى(صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر من الله عزّوجلّ على عاتقهم مهمة تصحيح الفهم الخاطىء للشريعة وتصحيح المسار الاجتماعي وحمايته ودفعه في الإتجاه المطلوب.

مرحلة الحيرة والاستغراب:

يقول الأخ نوزاد طاهر: " استغربت من كلام هذا الشخص، فطلبت منه المزيد من التوضيح حول ما ذهب إليه، فقبل مني ذلك، ووعدني أن يلتقي بي في المستقبل.


الصفحة 515
وبقيت بعد ذلك متحيراً في أمري، فقرّرت أن أواصل البحث حتى أجد لأسئلتي الحائرة جواباً مقنعاً، وأكثر ما كانت تتوق إليه نفسي معرفة موقف الإمام علي(عليه السلام)إزاء الخلفاء الذين سبقوه واستولوا على زمام الحكم!.

وعندما إلتقيت بصديقي مرّة أخرى عرضت عليه أسئلتي واستفساراتي، وطرحت عليه ما كان عالقاً في ذهني حول هذا الموضوع، فأهداني كتاب (نهج البلاغة) للإمام عليّ(عليه السلام) لأجد بنفسي موقفه وكلامه في هذا المجال، ولكنني حيث كنت لا أجيد اللغة العربية اعتمدت على شخص آخر ليترجم لي كلام الإمام عليّ(عليه السلام).

موقف الإمام عليّ(عليه السلام) ممن تقدمه:

إنّ الباحث لو أمعن النظر في كلام وأقوال الإمام عليّ(عليه السلام)، لوجد أنّ العترة من أهل بيت الرسول(عليهم السلام) هم أحقّ بالخلافة من غيرهم.

فقد قال(عليه السلام) في خطبة له بعد انصرافه من صفين: " لا يقاس بآل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)من هذه الأمة أحد، ولا يُسوّي بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حقّ الولاية، وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله، ونقل إلى منتقله "(1).

وقال(عليه السلام) أيضاً: " أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطي الهدى، وبنا يستجلى العمى، إنّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة في غيرهم "(2).

____________

1- أنظر: نهج البلاغة: الخطبة 2.

2- المصدر نفسه: الخطبة: 144.


الصفحة 516
وقال(عليه السلام): " فوالله ما زلت مدفوعاً عن حقي، مستأثراً عليَّ منذ قبض الله تعالى نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يوم الناس هذا! "(1).

وقال(عليه السلام) في جوابه لبعض أصحابه، وقد سأله قائلا: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام، وأنتم أحقّ به؟

فقال (عليه السلام): " يا أخا بني أسد... أعلم: أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً، والأشدّون برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نوطاً ـ أي تعلقاً والتصاقاً ـ، فإنّها كانت أثَرةً ـ أي الاختصاص بالشيء دون مستحقه ـ شحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين "(2).

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) في مناظرة مع بعضهم يبيّن فيها أحقيته بالخلافة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): " وقال قائل: إنّك ـ يابن أبي طالب ـ على هذا الأمر لحريص! فقلت: بل أنتم والله أحرص وأبعد، وأنا أخصّ وأقرب، وإنّما طلبت حقاً لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه!

ثم قال مواصلا كلامة: اللهم إنّي أستعديك على قريش، ومن أعانهم، فإنّهم قطعوا رحمي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي "(3).

وروي له(عليه السلام) شعراً في هذا المعنى:


فإن كنت بالشورى ملكت أمورهمفكيف بهذا والمشيرون غُيَّبُ؟!
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهمفغيرك أولى بالنبيّ وأقرب(4)

وقال(عليه السلام) لمّا بلغه أنّ المهاجرين احتجوا على الأنصار للاستيلاء على خلافة

____________

1- المصدر نفسه: الخطبة 6.

2- المصدر نفسه: الخطبة 162.

3- المصدر نفسه: الخطبة 172.

4- المصدر نفسه: قصار الحكم 190.


الصفحة 517
الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّهم من قريش وهم قوم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأولى الناس: " احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة "(1).

وللإمام عليّ(عليه السلام) شكوى من أمر الخلافة بيّنها في خطبته المشهورة بـ " الشقشقية " إذ قال فيها:

" أما والله لقد تقمّصَها فلان وانّه ليعلم أنّ محلي منها محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إليّ الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ـ أي مقطوعة ـ أو أصبر على طخية ـ أي ظلمة ـ عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه!

فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت، وفي العين قذى وفي الحلق شجا، أرى تراثي نَهبا، حتى مضى الأوّل لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده....

فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته! لشد ما تشطرا ضرعيها ـ أي: اقستماه، فأخذ كل منهما شطراً ـ... فصبرت على طول المدّة وشدّة المحنة حتى إذا مضى لسبيله، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم!

فيا لله وللشورى، متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر!... "(2).

أمور تدفع الباحث للتأمّل:

يقول الأخ نوزاد طاهر: " تعرفت من خلال احاطتي بموقف الإمام عليّ(عليه السلام)وكلامه في شأن الخلافة، أنّه صاحب الحقّ في هذا الأمر وأنّه وأهل بيته(عليهم السلام) أولى

____________

1- المصدر نفسه: الخطبة 66، وأنظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 33.

2- المصدر نفسه: الخطبة 3.


الصفحة 518
بالخلافة من غيرهم، وأنّ الخلافة أمر إلهي يصطفى الله لها من يشاء من عباده ".

فقد قال الإمام علي(عليه السلام): " إنّما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده، لايدخل الجنة إلاّ من عرفهم، ولايدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه "(1).

وكما هو واضح أنّ عدم طاعة الناس للذي يصطفيه الله عزّوجلّ للإمامة لايعني فقدانه الشرعية، بل هم أئمة وحكام شرعيين وإن لم يسنح لهم ممارسة الحكم عملياً لعدم انصياع الناس لهم وعدم نصرتهم إياهم.

والواقع أنّ المبغضون قد أنجزوا مبتغاهم بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، فأبعدوا العترة(عليهم السلام) عن منازلهم التي عيّنها لهم الباري، وتشبثوا بشتى السبل للاستيلاء على الحكم والسلطة، ولم يكن ذلك نابع إلاّ عن حسد، كما قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً)(2)، وما هؤلاء المحسودون إلاّ آل محمّد الذين بيّنهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)في مواقف عديده أنّهم سفينة نوح، وأحد الثقلين، وباب حطة، والعترة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً.

نماذج تاريخية لرفض الاصطفاء الإلهي:

وليس هذا الرفض من الأكثرية بمستغرب، فله أمثلة في تاريخ البشرية، يذكره الباري في محكم كتابه بقوله تعالى: (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ

____________

1- المصدر نفسه: الخطبة 152.

2- النساء: 54.


الصفحة 519
وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)(1).

فالتاريخ يعيد نفسه هنا، حيث ورد أنّ عليّاً(عليه السلام)لمّا أُخذ قهراً إلى بيعة أبي بكر، احتج على القوم بأدلّة مقنعة وبراهين ساطعة بأنّه أحقّ بأمر الخلافة، فقال له أبو عبيده بن الجراح: يابن عم، إنّك حديث السن وهؤلاء مشيخة قومك، وليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك، وأشد احتمالا واضطلاعاً به، فسلم لأبي بكر هذا الأمر(2).

وبهذه الأعذار والحجج الواهية انتزع القوم أمر الخلافة من محلها الذي عينه الباري!.

الرجوع إلى الحق والأخذ به:

ومن هنا يقول الأخ نوزاد طاهر: " أسفرت نقاشاتي العديدة مع صديقي الشيعي وتتبعي في بطون الكتب لمعرفة الحقّ عن نتائج أدت إلى إنشاء تغيير جذري في رؤيتي العقائدية السابقة، ولم أتهيب من مواجهة الواقع، بل تقبلته بروح بناءة، فكانت النتيجة اعتناقي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1997م بمدينة " السليمانية ".

____________

1- البقره: 247.

2- أنظر: الإمامة والسياسة لابن قتيبه: 28.


الصفحة 520

الصفحة 521

(48) يحيى طالب
(زيدي / اليمن)




ولد عام 1974م بمحافظة " الجوف " في اليمن(1)، ونشأ في أوساط عائلة زيدية المذهب، ودرس قرابة سبع سنوات في المدارس الزيدية.

تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) عام 1997م في مدينة " صنعاء " اليمنية بعد بحث ودراسة عميقة.

الإمامة عند الزيدية:

يقول السيد يحيى: " كانت هوايتي مطالعة الكتب الدينية، وحيث أنّ الزيدية تعتبر من الفرق الشيعة فكنت أقرأ بعض الكتب الإمامية الاثنى عشرية، وكان محور قراءاتي تدور حول مسألة الإمامة والخلافة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنّي كنت أرى هذه المسألة منشأ الاختلافات التى أدت إلى تفرق المسلمين بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

وبما أنّ بحث الإمامة في الفكر الزيدي يكتنفه الغموض والإبهام، ونظريتهم (النصّ الجلي والنصّ الخفي) نظرية مرتبكه ومضطربه من ناحية تطبيق الشروط،

____________

1- اليمن: أنظر الترجمة رقم (9).


الصفحة 522
مع وجود نقاط مبهمة فيها، اندفعت للبحث عن هذه المسألة عند سائر فرق المسلمين لعلّي أجد نظرية متكاملة في هذا المجال ".

الإمامة في الفكر الشيعي:

إنّ الإمامية يعتقدون أنّ الإمامة استمرار لوظائف النبوّة سوى تحمل الوحي، وأنّها منصب إلهي يتعين بالنصّ، ولايتولى زمامها إلاّ الذين اصطفاهم الله تبارك وتعالى.

وهي غير خاضعة لاختيار الأمّة التى قد يميل بها الهوى وتخضع للضغوط في تعيين الخليفة، وعندئذ تكون طاعة الإمام المنصّب ناشئة عن هوى أو خوف، فتدفع الأمّة جراء ذلك أبهظ الأثمان، وتتكبد أفدح الخسائر المادية والمعنوية ـ وهذا ما حدث بالفعل ـ.

كما يعتقدون أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قد عيّن الأوصياء من بعده، لعلمه أنّ الأمّة مازالت حبيسة للروح القبلية، وأنّ المجتمع فيه رواسب الجاهلية، فحفظاً لها من الضياع وصيانة لها من التنازع حدّد ولي الأمر من بعده في مواقف عديدة، التي كان منها يوم (غدير خم) بعد حجة الوداع، فنصّب بأمر من الله تعالى الإمام عليّ ابن أبي طالب(عليه السلام) خليفة له، وكان ذلك بمحضر عشرات الآلاف من المسلمين.

فإنّ من غير المعقول أن يترك الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أمته هملاً تتخبط في أخطر أمر يبتني عليه كيان الإسلام!.

أدلّة إمامة عليّ بن أبي طالب(عليه السلام):

يقول السيد يحيى: " طالعت بتمعن معتقدات الشيعة الاثنى عشرية ونظريتهم بخصوص الإمامة، فوجدتها متكاملة مستنبطة من القرآن الكريم

الصفحة 523
والسنة النبوية المطهّرة ".

فاستدلّ الإمامية على إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام) بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بآيات وأحاديث كثيرة، منها: آية المباهلة، والإنذار، والتبليغ و...، وحديث المنزلة، والطير، والغدير و....

وقد استدلّوا أيضاً بأحاديث الثقلين والسفينة والأمان على أنّها نصوص دالّة على إمامة أئمة أهل البيت(عليهم السلام)، كما استدلّوا على تعيين الأئمة الاثني عشر(عليهم السلام)بنصوص أخرى، كما في الحديث الذي يرويه ابن بابويه:

"... فقام جابر بن عبدالله الأنصاري فقال: يا رسول الله ومن الأئمة من ولد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)؟ قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، ثم سيد العابدين في زمانه ابن الحسين، ثم الباقر محمّد بن عليّ وستدركه ياجابر، فإذا أدركته فاقرأه مني السلام ـ ثم الصادق جعفر بن محمّد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا عليّ بن موسى، ثم التقي محمّد بن عليّ، ثم النقي عليّ بن محمّد، ثم الزكي الحسن بن عليّ، ثم إبنه القائم بالحقّ مهدي أمتي، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي... "(1).

والجدير ذكره أنّ هذه النصوص لم تتنفرّد بها الشيعة الإمامية، بل روت العامة مثل هذه الروايات واتفقت مع الإمامية بشكل يوجب الحكم بصحتها!(2).

____________

1- أنظر: كمال الدين للصدوق: 289، الصراط المستقيم لأبي محمد العاملي: 2 / 123 ـ 135، الكافي للكليني: 1 / 525 ـ 535، أعلام الورى للطبرسي: 2 / 157 ـ 198.

2- أنظر: فرائد السمطين للجويني: 2 / 132 (430)، الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي: 68 /، ينابيع المودة للقندوزي: 3 / 281.


الصفحة 524
ولو تأمّل الباحث يجد أنّ هذه الأحاديث هي التفسير الوحيد للحديث المتواتر الوارد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " يكون لهذه الأمّة اثنا عشر خليفة "(1)، وأنّها لا تخرج بمضمونها عن العدد الذي حصره رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

صلة الزيدية بالشهيد زيد بن عليّ:

يقول السيد يحيى: " من هنا إلتفت إلى الفرق بين معتقدات مذهبي الزيدي في الإمامة وبين ما تتبناه الإمامية، فقرّرت البدء بالبحث بصورة جادّة لأصل إلى العقيدة التي تحقق لي الراحة النفسية والاطمئنان، فبدأت من حياة الشهيد زيد بن عليّ لأتعرّف على بدء نشوء الزيدية ومستندهم فيما ذهبوا إليه.

وفي بادىء الأمر تبيّن لي أنّ انتماء الزيدية لزيد الشهيد ليس كإنتماء أبناء العامة لأئمتهم الأربعة، لأنّ زيد بن عليّ لم يكن صاحب منهج عقائدي أو فقهي خاص، بل كان مرتبطاً بمنهج الأئمة(عليهم السلام)! ".

فقد قال الإمام الصادق(عليه السلام) بحقه: " إنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد(عليهم السلام) لو ظهر لوفى بما دعاكم إليه "(2).

وقال الإمام الرضا(عليه السلام) في جواب المأمون عن إدعاء زيد ما لم يكن له من حقه: " إنّ زيد بن عليّ لم يدّع ما ليس له بحق، وإنّه كان أتقى لله من ذلك، إنّه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد(عليهم السلام)، وإنّما جاء ما جاء فيمن يدعي أنّ الله نصّ عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد بن عليّ

____________

1- أنظر: مسند أحمد: 5 / 106، صحيح مسلم: 3 / 1452، صحيح البخاري: 6 / 2640، سنن الترمذي: 4 / 106 (2223)، سنن أبي داود: 4 / 85 (4280).

2- أنظر: الكافي للكليني، الروضة: 264 (281).


الصفحة 525
والله ممن خوطب بهذه الآية (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ)(1) "(2).

فزيد الشهيد كان مرتبطاً بأهل البيت(عليهم السلام) ولم يحد عن نهجهم، وإنّ انتساب الزيدية له ليس إلاّ إشادة بشرفه وعلو مقامه، إذ أنّه بثورته ضدّ هشام بن عبد الملك مثّل رمزاً للثورة ضد الظلم والطغيان، فانتسب الزيدية لهذا الرمز.

تعاطف الزيدية مع المعتزلة:

إنّ ما عليه الزيدية اليوم من تعاطف مع المعتزلة لم يكن إلاّ في العصور المتأخرة، وإنّ ما نسب إلى زيد من آراء، إنّما هي آراء علماء الزيدية وليست هي آراء الشهيد زيد بن عليّ!، وذلك لأنّنا لا نجد أثراً من هذه الآراء المنسوبة إليه فيما هو موروث عنه.

والواقع أنّ بعض أئمة الزيدية كالقاسم الرسي (170 ـ 242 هـ) رأس القاسمية، والناصر الأطروش (230 ـ 304 هـ) رأس الناصرية ومؤسس المذهب الزيدي في الديلم وبلاد الجبل، والإمام الهادي (245 ـ 298 هـ) رأس الهادوية في اليمن و...، اجتهدوا في بعض المسائل وتوصّلوا إليها بعد تأثرهم ببعض التيارات الفكرية الدخيلة، فكانت النتائج التي توصلوا إليها بخلاف ما كان يذهب إليه زيد بن عليّ نفسه!.

ومن هذه المسائل مسألة الإمامة، حيث إنتهز البعض موقف زيد وثورته على الظالمين، فجعل الثورة وإن لم تتوفر شرائطها من شروط الإمامة، وانّها لكلّ من نسب لذرية الحسن والحسينعليهما السلام إذا شهر السيف بوجه الحاكم الظالم! وكان دافعهم لذلك هو إضفاء الشرعية على إمامة أئمتهم.

____________

1- الحج: 78.

2- أنظر: عيون أخبار الرضا(عليه السلام) للصدوق: 1 / 226 الباب 25.


الصفحة 526

جهة الاشتراك بين الزيدية والإمامية:

على الرغم من الافتراق بين الفكر الزيدي والجعفري يجد الباحث أنّ هناك جهات مشتركة بين الإمامية والزيدية التي يكون منبعها من أهل البيت(عليهم السلام) ـ بالتحديد إلى ما قبل ثورة زيد التي حصل بعدها هذا الافتراق ـ إذ لم تخل مصادر الزيدية من النصوص المثبتة لإمامة الإمام عليّ بن الحسين(عليه السلام) وعصمته، فضلاً عن أبيه وجدّه، المؤدية بالتالى إلى وجوب اتباعهم والاقتداء بهم.

أمّا باقي الأئمة الاثنا عشر فقد أقر أئمة الزيدية وعلمائهم، بفضلهم وعلمهم كالباقر والصادق والرضا(عليهم السلام)(1) وجواز تقليدهم!

كما قال صاحب (شرح الأزهار) ابن مفتاح: " والأئمة المشهورون من أهل البيت(عليهم السلام) بكمال الاجتهاد والعدالة سواء كانوا ممن قام ودعى كالهادي والقاسم، أم كزين العابدين والصادق وغيرهم أولى من تقليد غيرهم عندنا "(2).

ويؤكد هذا السيد الفضيل بقوله: " إنّ الزيدية لا تعتقد بأنّ الإمام زيد بن عليّ أولى بالتقليد من غيره كالإمام جعفر الصادق مثلاً "(3).

وقد اعتبرت الزيدية الإمام الرضا(عليه السلام) ـ الإمام الثامن حسب النصّ عند الإمامية الاثنى عشرية ـ واحداً من أئمتهم القائمين(4)، بل أكثر من ذلك فإنّ جملة من الزيدية المتقدمين يرون النصّ على الاثني عشر بدون تعيين لهم،

____________

1- أنظر: تراجم الزيدية في شرح الأزهار لابن مفتاح: 10 ـ 34، لوامع الأنوار للمؤيدي: 1 / 348.

2- شرح الأزهار: 1 / 15.

3- الزيدية نظرية وتطبيق: 13.

4- أنظر: مطلع البدور لأحمد بن أبي الرجال 1092 هـ (مخطوط): 4 / 184 ـ 185، ينابيع النصيحة للحسين بن محمد 663 هـ: 272 ـ 273، عدة الاكياس لأحمد بن محمد الشرقي 1055 هـ: 2 / 374.


الصفحة 527
وطبّقوه على عدد من الأئمة عينوهم فيما بعد(1)!.

ويقترب الهادي يحيى بن الحسين من الفكر الإمامي بقوله: " فكل من قال بإمامة أمير المؤمنين ووصيته، فهو يقول بالوصية على أن الله عزّوجلّ أوصى بخلقه على لسان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين، وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين، أوّلهم عليّ بن الحسين وآخرهم المهدي، ثم الأئمة فيما بينهما "(2).

نهاية المطاف:

يقول السيد يحيى طالب: " أزالت هذه النصوص وغيرها الحجب التي كان تمنع بصيرتي من الاهتداء إلى الحقّ في مسألة الخلافة والإمامة، وأدركت بأنّ الحقّ يتجسد فيما يذهب إليه الاثنى عشرية، وأنّ الأئمة(عليهم السلام) هم الذين نصّ عليهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كناية وصراحة، فالتزمت ـ من ذلك الحين ـ نهجهم وتمسكت بحبلهم، وواليت وليهم وتبرأت من عدوهم، وأعلنت استبصاري في مدينة صنعاء عام 1997م ".

____________

1- أنظر: الأساس في عقائد الأكياس للقاسم بن محمد.

2- أنظر: المجموعة الفاخرة: 221، كتاب فيه معرفة الله عزّوجلّ من العدل والتوحيد.


الصفحة 528