الصفحة 182
لذلك، حين يصف غطيطه وصفيره في نومه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكيفية لباسه وستأتي شواهد كثيرة في تاريخه العلمي حين نذكر(فقهه) أمّا الآن فنكتفي بذكر بعضها:

1- عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: «ألا أخبركم بوضوء رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فغرف بيده اليمنى ثمّ صبّ على اليسرى صبّة»(1).

2- عن عطاء بن يسار عن ابن عباس: أنّه توضأ فغسل كلّ عضو منه غسلة واحدة ثمّ ذكر أنّ النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم كان يفعله(2).

3- أخرج البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى:{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}(3) قال: «كان النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرّك شفتيه، فقال لي ابن عباس: أحرّكهما لك كما كان رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يحرّكهما - فقال سعيد: أنا أحرّكهما كما كان ابن عباس يحرّكهما -،... قال - ابن عباس - فكان رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم إذا أتاه جبريل (عليه السلام) أستَمَع فاذا أنطلق جبريل قرأه النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم كما أقرأه»(4).

4- أخرج عبد الرزاق عن سليمان بن يسار: أنّه سمع ابن عباس وأبا هريرة، ورأى أبا هريرة يتوضأ ثمّ قال يابن عباس أتدري من ماذا أتوضأ؟ قال: لا، قال توضأت من أتوار(5) أقط أكلتها. قال ابن عباس: ما أبالي ممّا توضأت، أشهد

____________

(1) المصنف لعبد الرزاق 1/42.

(2) صحيح البخاري (باب الوضوء مرة مرة) 1/43، المصنف لعبد الرزاق 1/41، مسند أحمد 5/36.

(3) القيامة /16.

(4) صحيح البخاري 9/153ط بولاق.

(5) جمع تور وهي قطعة من الأقط وهو لبن جامد مستحجر.


الصفحة 183
لرأيت رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أكل كتف لحم ثمّ قام إلى الصلاة وما توضأ(1).

5- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن محمّد بن أسحاق عن خاله - موسى بن يسار- قال: «كان ابن عباس يوم الجمعة يبسط له في بيت ميمونة فيتحدث. فقال له رجل: أخبرني عما مسّت النار؟ فقال ابن عباس: لا أخبرك إلاّ ما رأيت من رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، كان هو وأصحابه في بيته، فجاء المؤذن فقام إلى الصلاة حتى إذا كان بالباب أتي بصحفة فيها خبز ولحم، فرجع بأصحابه فأكل وأكلوا، ثمّ رجع إلى الصلاة ولم يتوضأ»(2).

6- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن عطاء بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم إذا نظر في المرآة قال: (الحمد لله الّذي حسّن خَلقي، وزان مني ما شان من غيري)، فإذا أكتحل جعل في كلّ عين ثنتين وواحدة بينهما، وكان إذا لبس بدأ باليمين، وإذا خلع خلع اليسرى، وكان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى، وكان يحبّ التيمّن في كلّ شيء إذا أخذ وإذا أعطى»(3).

7- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما قـال: «كان رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يرفع يديه في كلّ ركعة»(4).

____________

(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/157عن ابن جريج، وأحمد في المسند من طريق المصنف لعبد الرزاق 1/165.

(2) المعجم الكبير للطبراني 10/310.

(3) نفس المصدر 10/314.

(4) المعجم الكبير 11/24، ورواه أبو داود في سننه برقم /726، والنسائي في سننه2/232.


الصفحة 184
8- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن طاووس عن ابن عباس قال: «رأيت رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يصلي في خميصة»(1).

9- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن طاووس عن ابن عباس قال: «رأيت رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يصلي في جبّة صوف وحدها»(2).

10- أخرج الطبراني في معجمه قال: «سأل رجل ابن عباس أدركت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ قال نعم أدركته وأنا غلام، وكان بغيته أن يحضر عيد، فخرج فأمر بعنزة فركزت له عند دار كثير بن الصلت فصلّى إليها، ثمّ ذكّر الناس فوعظهم ثمّ أرتفع إلى النساء ليس معه ذكر غير بلال فذكّرهن ووعظهنّ وحثـّهنّ على الصدقة فرأيتهنّ يهوين إلى آذانهن وحلقوهن ليدفعن الصدقة»(3).

وفي حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «خرجت مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة: لا أذان ولا إقامة ثمّ ركب راحلة فخطب عليها ثمّ أتى النساء... ثمّ رجع إلى أهله».

11- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن طاووس عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: «سافرت مع رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثمّ دعا بإناء فشرب ليراه الناس ثمّ أفطر حين (حتى) دخل مكة وأفتتح مكة في رمضان»(4).

____________

(1) المعجم الكبير 11/23.

(2) نفس المصدر 11/24.

(3) نفس المصدر 12/112.

(4) المعجم الكبير 11/26، وأخرجه البخاري في صحيحه برقم /1948و 4279، ومسلم برقم / 1113، والنسائي 4/184، وابو داود برقم 2378، وأحمد في مسنده برقم /2350 - 51 - 52 و 2996.


الصفحة 185
12- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن ابن عباس قال: «دخلت على رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم في سفر وهو يقرأ سورة ص فسجد فيها»(1).

13- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن ثابت بن يزيد الخولاني أنّه قدم المدينة فلقي ابن عباس فسأله عن الخمر فقال: «سأخبرك عن الخمر، اني كنت عند رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم في المسجد، فبينما هو محتب حلّ حبوته ثمّ قال: (من كان عنده من الخمر شيء فليؤذنّي به) فجعل الناس يأتونه فيقول أحدهم: عندي راوية خمر، ويقول الآخر: عندي راوية ويقول الآخر: عندي زقاق وما شاء الله أن يكون عنده. فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم (اجمعوه ببقيع كذا وكذا ثمّ اذنوني) ففعلوا ثمّ آذنوه، فقام وقمت معه، فمشيت عن يمينه وهو متكيء عليّ فلحقنا أبو بكر، فأخذني رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فجعلني عن يساره، وجعل أبا بكر مكاني، ثمّ لحقنا عمر بن الخطاب فأخذه فجعله عن يساره فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر قال للناس: (أتعرفون هذه؟) قالوا: نعم يا رسول الله هذه الخمر قال: (صدقتم إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وآكل ثمنها) ثمّ دعا بسكين فقال: (أشحذوها) ففعلوا، ثمّ أخذها رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يخرق الأزقاق. فقال الناس: انّ هذه الأزقاق منفعة فقال: (أجل، ولكني إنّما أفعل ذلك غضباً لله لما فيها من سخطه) » (2).

____________

(1) المعجم الكبير 11/49.

(2) نفس المصدر 12/180برقم 12977.


الصفحة 186
14- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن ابن عباس قال: «كنا في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء أيّهم أفضل؟ فذكرنا نوحاً وطول عبادته ربّه، وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن، وذكرنا موسى كليم الله، وذكرنا عيسى بن مريم، وذكرنا رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، فبينما نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فقال: (ما تذاكرون بينكم؟) قلنا: يا رسول الله تذاكرنا فضائل الأنبياء وأيّهم أفضل؟ ذكرنا نوحاً وطول عبادته، وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن، وذكرنا موسى كليم الله، وذكرنا عيسى بن مريم، وذكرناك يا رسول الله قال: (فمن فضلتم؟) قلنا: فضّلناك يا رسول الله، بعثك الله إلى الناس كافة، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر، وأنت خاتم الأنبياء فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم: (أمّا أنّه لا ينبغي لأحد أن يقول انا خير من يحيى وزكريا) قلنا: يا رسول الله ومن أين ذاك؟ قال: (أما سمعتم الله كيف وصفه في القرآن؟ فقال:{يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (1) - فقرأ حتى بلـغ - {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ}(2) لم يعمل سيئة قط ولم يهمّ بها) »(3).

15- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن ابن عباس: «أنّ رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أخذ بعضادتي الباب ونحن في البيت فقال: (يا بني عبد المطلب هل فيكم أحد من غيركم؟) قالوا: أبن أخت لنا فقال: (أبن أخت القوم

____________

(1) مريم /12.

(2) آل عمران /39.

(3) المعجم الكبير 12/168ط الموصل.


الصفحة 187
منهم)، ثمّ قال: (يا بني عبد المطلب إذا نزل بكم كرب أو حمة أو جهد أو لأواء فقولوا: الله الله ربنا لا شريك له) »(1).

16- أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن ابن عباس قال: «أهدى رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم إلى أبي بكَارة(2) فاستصغرها، ثمّ قال لي: انطلق بها إلى رسول الله صلّى الله عليه(وآله) وسلّم يا بنيّ فقل: إنّا قوم نعمل فإن كان عندك أسنّ منها فابعث بها إلينا، فأتيت بها فقال: (ابن عمي وجهها إلى أبل الصدقة).

ثمّ أتيته في المسجد فصليت معه العشاء فقال: (ما تريد أن تبيت عند خالتك الليلة قد أمسيت) فوافقت ليلتها من رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، فأتيتها فعشتني ووطأت لي عباءة بأربعة فافترشنيْها، فقلت لأعلمنّ ما يعمل النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، فدخل رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فقال: (يا ميمونة) قالت: لبّيك يا رسول الله قال: (أفلا عشّيتـيه إن كان عندك شيء؟) قالت: قد فعلت، قال: (فوطئتِ له؟) قالت: نعم، فمال إلى فراشه فلم يضطجع عليه، وأضطجع حوله ووضع رأسه على الفراش، فمكث ساعة، فسمعته قد نفخ في النوم، فقلت نام وليس بالمستيقظ وليس بقائم الليلة، ثمّ قام حيث قلت ذهب الربع، الثلث من الليل، فأتى سواكاً له ومطهرة، فأستاك حتى سمعت صرير ثناياه تحت السواك وهو يتلو هذه الآيات:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}(3)، ثمّ وضع السواك ثمّ قام إلى قربة فحلّ شناقها، فأردت أن أقوم

____________

(1) نفس المصدر 12/132 ط الثانية.

(2) البكارة: ولد الناقة والفتيّ منها أو الثني إلى أن يجدع، أو أبن المخاض إلى أن يثنّي او ابن اللبون، كلّ ذلك يقال له بكارة (قطر المحيط بكر).

(3) البقرة /164.


الصفحة 188
فأصبّ عليه، فخشيت أن يذر شيئاً من عمله، فلمّا توضأ دخل مسجده فصلّى أربع ركعات، فقرأ في كلّ ركعة مقدار خمسين آية، يطيل فيها الركوع والسجود، ثمّ جاء إلى مكانه الّذي كان عليه، فاضطجع هوياً فنفخ وهو نائم - فقلت ليس بقائم الليلة حتى يصبح - فلمّا ذهب ثلثا الليل أو نصفه أو قدر ذلك، قام فصنع مثل ذلك، ثمّ دخل مسجده فصلّى أربع ركعات على قدر ذلك، ثمّ جاء إلى مضجعه فأتكّأ عليه فنفخ ـ فقلت ذهب به النوم ليس بقائم حتى يصبح - ثمّ قام حين بقي سدس الليل أو أقل فاستاك ثمّ توضأ ثمّ دخل مسجده فكبّر فأفتتح بفاتحة الكتاب ثمّ قرأ:{سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ثمّ ركع وسجد، ثمّ قام فقرأ بفاتحة الكتاب و{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثمّ ركع وسجد،ثمّ قام فقرأ بفاتحة الكتاب و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثمّ قنت فركع وسجد، فلمّا فرغ قعد حتى إذا ما طلع الفجر ناداني قلت: لبيك يا رسول الله قال: (قم) فوالله ما كنت بنائم فقمت فتوضأت وصليت خلفه فقرأ بفاتحة الكتاب و{قُـلْ هـُوَ اللَّهُ أَحــَدٌ} ثمّ ركــع وســجد، ثمّ قـــام في الثـــانية فقــرأ بفاتحة الكتاب و{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فلمّا سلّم سمعته يقول: (اللّهم أجعل في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً ومن بين يدي نوراً، ومن خلفي نوراً وعن يميني نوراً وعن شمالي نوراً ومن فوقي نوراً ومن تحتي نوراً وأعظم لي نوراً يا رب العالمين) » (1).

17- أخرج الطبراني في معجمه عن ابن عباس قال: «رأيت النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يأكل العنب خرطاً»(2).

____________

(1) المعجم الكبير 12/102.

(2) نفس المصدر 12/115.


الصفحة 189
18- وأخرج الطبراني أيضاً بسنده عن أبي العالية عن ابن عباس قال: «كان يعلّمنا الركوع كما كان رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يعلّمهم ثمّ يستوي لنا راكعاً، حتى لو قطرت بين كتفيه قطرة من ماء ما تقدمت ولا تأخرت»(1).

19- وأخرج الطبراني في معجمه بسنده عن ابن عباس قال: «دخل رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم حائطاً لبعض الأنصار، فجعل يتناول من الرطب فيأكل وهو يمشي وأنا معه، فألتفت إليَّ فقال: (يابن عباس لا تأكل بأصبعين، فإنها أكلة الشيطان، وكل بثلاثة أصابع) »(2).

20- وأخرج الطبراني في معجمه عن محمّد بن عمرو بن عطاء قال: دخلت بيت ميمونة زوج النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فوجدت فيه ابن عباس، فتذاكرنا الوضوء ممّا مسّت النار، فقال ابن عباس: «كان رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يأكل ممّا مسّت النار، ثمّ يصلي ولا يتوضأ، فقلنا: أنت رأيته؟ فأشار إلى عينيه فقال: بصر عيني»(3).

21- وأخرج الطبراني في معجمه بسنده عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: «كنت نائماً فأتيت فقيل لي: أنّ الليلة ليلة القدر، فقمت وأنا ناعس فتعلقت رجلي ببعض أطناب فسطاط رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأتيت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو قائم يصلي، قال ابن عباس: فنظرت في الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين»(4).

22- وأخرج الطبراني في معجمه بسنده عن ابن عباس: «أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يشرب في الإناء ثلاثة أنفاس»(5).

____________

(1) نفس المصدر 12/123.

(2) نفس المصدر 11/103.

(3) نفس المصدر 10/324.

(4) نفس المصدر 11/233.

(5) نفس المصدر 11/255.


الصفحة 190
23- وأخرج أيضاً بسنده إلى ابن عباس: «أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعث إلى أبي طيبة ليلاً فحجمه وأعطاه أجره»(1).

24- وأخرج أيضاً بسنده إلى ابن عباس قال: «خط رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الأرض أربعة خطوط - أخطط - ثمّ قال: تدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمّد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم»(2).

25- وأخرج أيضاً بسنده عن ابن عباس قال: «كنا مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سفر فحضر النحر فاشتركنا في البقرة سبعة وفي البعير عشرة»(3).

26- وأخرج أيضاً بسنده عن ابن عباس قال: «أنّ زوج بريرة كان عبداً يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للعباس: يا عباس ألا تعجب من شدة حبّ مغيث بريرة ومن شدة بغض بريرة مغيثاً!؟ فقال لها النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لو راجعتيه فأنه أبو ولدك. قالت يا رسول الله أتأمرني؟ فقال: إنّما أنا شافع، قالت: فلا حاجة لي فيه»(4).

27- وأخرج أيضاً بسنده عن ابن عباس: «أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) جاء إلى السقاية فأستسقى فقال العباس للفضل: يا فضل اذهب إلى أمك فأئت رسول الله بشراب من عندها، فقال: (أسقني)، فقال: يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه،

____________

(1) نفس المصدر 11/259.

(2) نفس المصدر 11/266.

(3) نفس المصدر 11/266.

(4) المعجم الكبير 11/273، ورواه البخاري في صحيحه 7/48 ط بولاق.


الصفحة 191
فقال: (أسقني) فشرب منه، ثمّ أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال: (أعملوا فإنكم على عمل صالح ثمّ قال: لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع على هذه، يعني عاتقه وأشار إلى عاتقه) »(1).

28- وأخرج أحمد(2)، والطيالسي(3)، والبلاذري(4)، واللفظ له بأسناده عن أبي حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول: «مرّ بي رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وأنا ألعب مع الغلمان، فاختبأت منه خلف باب فدعاني فحطأني حطأة(5) ثمّ بعثني إلى معاوية، فرجعت إليه فقلت: هو يأكل، ثمّ بعثني إليه فقـلت: هو يأكل بعدُ، فقال النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم: (لا أشبع الله بطنه) ».

قال أبو حمزة: فكان معاوية بعد ذلك لا يشبع»(6).

____________

(1) المعجم الكبير 11/273.

(2) مسند أحمد 1/240 و 291 و 335 و 338.

(3) مسند الطيالسي 2/359.

(4) أنساب الأشراف 1ق 4/125 - 126.

(5) الحطأة: التحريك مزعزعاً، وحطأ فلانا ضرب ظهره بيده مبسوطة (قطر المحيط).

(6) روى ذلك أيضاً ابن عبد البر في الأستيعاب، وأبن الأثير في أسد الغابة، والذهبي في سير أعلام النبلاء كلّهم في ترجمة معاوية، ورواه غيرهم من المؤرخين كابن كثير، وقد ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 11/121 عن طريق أبي داود الطيالسي في مسنده وقال: وهذا إسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات رجال مسلم، وفي أبي حمزة القصاب وأسمه عمران بن أبي عطاء كلام من بعضهم لا يضرّه فقد وثقه جماعة من الأئمة منهم أحمد وابن معين وغيرهما، ومن ضعّـفه لم يبيّن السبب فهو جرح مبهم غير معقول، وكأنه لذلك أحتج به مسلم وأخرج له هذا الحديث في صحيحه 8/27 من طريق شعبة عن أبي حمزة القصّاب به وأخرجه أحمد 1/240 و 291 و 335 و 338 عن شعبة وأبي عوانة عنه به دون قوله: (لا أشبع الله بطنه) وكأنه من أختصار أحمد أو بعض شيوخه وزاد في رواية (وكان كاتبه) وسندها صحيح. ثمّ قال: وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا مطعناً في معاوية وليس فيه ما يساعدهم على ذلك، كيف وفيه أنّه كان كاتب

=>


الصفحة 192
29- وأخرج الطبراني في معجمه الكبير بسنده عن ابن عباس قال: «قرأ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في صلوات، وسكت في صلوات فنحن نقرأ فيما قرأ فيه نبيّ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونسكت فيما سكت فيه، فقيل له: فلعل نبيّ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قرأ في نفسه فغضب وقال: أو يتهم رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟! أو يتهم رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) »(1)؟!

____________

<=

النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولذلك قال الحافظ ابن عساكر 16/249/2 إلى أنّه أصح ما ورد في فضل معاوية، فالظاهر أن هذا الدعاء منه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غير مقصود؟ بل هو ما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نيّة. أقول: وأستمر في محاولة تبريره لجعل الدعاء لمعاوية لا عليه وإن أدّى ذلك على حساب مقام النبوة فيقول: ويمكن أن يكون منه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بباعث البشرية وساق بعض ما رواه مسلم في نفس الباب الّذي عنونه ـ باب من لعنه النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة ـ ثمّ حلل قوله النبوي في شرحه لمسلم: وأمّا دعاؤه على معاوية ففيه جوابان:

أحدهما: أنّه جرى على اللسان بلا قصد.

والثاني: أنّه عقوبة له لتاخره، وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب وجعله غيره من مناقب معاوية لأنّه في الحقيقة يصير دعاء له.

الى آخر كلامه الّذي جرى فيه على هواه في معاوية شأن غيره من علماء التبرير ولا يخفى ما في ذلك من اتباع الهوى على القارئ البصير.

ولهؤلاء من التنطع في المقام ما يبعث على القرف والأشمئزاز، بعد أن لم يسعهم الطعن في الأسناد، فجهدوا في تأويل المتن والأستفادة منه، وجعلها فضيلة لمعاوية، ولكن الذهبي وغيره لم يرضهم التأويل فقال الذهبي في سير أعلام النبلاء هذا ـ يعني الحديث ـ ما صح والتأويل ركيك، راجع صحيح مسلم باب البر والصلة ستجد ما ينسب إليه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من قوله: (اللّهم من سببته أو شتمته من الأمة فأجعلها له رحمة)، سير أعلام النبلاء 4/287 ط دار الفكر.

(1) المعجم الكبير للطبراني 11/283.

وفي مسألة الجهر والإخفات، اختلاف وقع بين الصحابة بعد موت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فكان ابن عباس يعلن برأيه مستنكراً على الجبهة المعارضة بقوله: ما جهر النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جهرنا وما سكت سكتنا. (اُنظرالمعجم الكبير للطبراني 11/274).


الصفحة 193
30- وأخرج أيضاً بسنده عن ابن عباس: «أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دخل على عائشة وحفصة وهما صائمتان، ثمّ خرج فرجع وهما تأكلان فقال: (ألم تكونا صائمتين؟) قالتا: بلى ولكن أهدي لنا هذا الطعام فأعجبنا فأكلنا منه قال: (صوموا يوماً مكانه) »(1).

31- وأخرج أيضاً بسنده عن ابن عباس قال: «ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ بتكبيره»(2) (3).

32- وأخرج أيضاً بسنده عن ابن عباس قال: «أصبحنا يوماً ونساء النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يبكين، عند كلّ إمرأة منهن أهلها، فخرجت إلى المسجد فاذا هو ملأ من الناس، فجاء عمر فصعد إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو في غرفة فسلّم فلم يجبه فقال: أطلّقت نساءك؟ قال: لا ولكني آليت. فمكث إلى تسع وعشرين ثمّ نزل إلى أهله»(4).

33 - وأخرج ابن سعد في طبقاته بسنده عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فكان جبريل يلقاه كلّ ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أجود بالخير من الريح المرسلة»(5).

____________

(1) نفس المصدر 11/288.

(2) نفس المصدر 11/335.

(3) وهذا ما عليه الشيعة اليوم إستناناً بسنّة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويشهّر بهم من لا حريجة له في الدين بأنهم يقولوا: خان الأمين.

(4) المعجم الكبير للطبراني 11/343، ورواه البخاري في صحيحه 7/28 ط بولاق كتاب النكاح باب موعظة الرجل أبنته لحال زوجها، والنسائي في سننه 6/166ـ 167 بصورة أوسع فليراجع.

(5) طبقات ابن سعد 1ق 2/93.


الصفحة 194

وصايا نبوية خاصة له:

فمن تلك الوصايا ما قال له وقد أردفه خلفه، وأخذ بيده فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) له:

(يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهنّ؟ قال ابن عباس: بلى، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده أمامك، تعرّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدّة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا أستعنت فاستعن بالله، قد جفّ القلم بما هو كائن، فلو أنّ الخلق كلّهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لم يقدروا، وان أرادوا أن يضرّوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلم أنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)(1).

____________

(1) أخرج هذه الوصية الثمينة والدرة اليتيمة كثير من الحفاظ وأئمة الحديث، كابن منده والترمذي وابي نعيم في أخبار أصبهان 2/204، وفي الحلية 1/314، والطبراني في معجمه الكبير في عدة مواضع من أحاديث ابن عباس فراجع 11/184 و 12/100 و 143 و 178 وغيرها، وأحمد في مسنده 1/25، والنووي في أربعينه الحديث /19، وشرحها ابن دقيق العبد والفشني وابن حجر والتفتازاني في شروحهم للأربعين النووية، وشرحها شرحاً وافياً ابن رجب الحنبلي وسماه ـ نور الأقتباس في مشكاة وصية النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لابن عباس ـ وقد طبع سنة 1365 بمصر شركة مساهمة. كما أخرجها أيضاً الخطيب البغدادي في تاريخه 14/126، وابن تيمية في رسالة قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة /38 ط مصر سنة 1373، وأخرجها الزمخشري 3/505 في ربيع الأبرار، والسبكي في تفريج المهج بهامش حل العقال /13، والديريني في طهارة القلوب بهامش نزهة الجليس 1/182، والسراج الطوسي في اللمع /143 وغيرهم وغيرهم، ودليل الفالحين لطرق رياض الصالحين 1/284 ـ 291، وتاريخ جرجان للسهمي /46. وإنما أطلت بذكر المصادر لأنها كلّها مجمعة على أن الوصية صدرت من النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى عبد الله بن عباس، إلاّ أن هناك مصادر أخرى ذكرت أن الوصية بمضمونها كانت من النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى الفضل بن العباس، وإن وجد في ألفاظها بعض اختلاف، واحتمال التعدد غير ممتنع لكنه بعيد، خصوصاً وان في أوّل وصيته إلى الفضل مؤشر على أنّه كان غلاماً ووضع يده في ظهر الغلام حين أرتدفه وذلك خشية سقوطه، وإذا علمنا بأن الفضل أكبر من عبد الله وانه جاوز البلوغ،

=>


الصفحة 195
فهذه الوصية الجليلة، كفيلة بتنمية الفضائل والكمالات، وجديرة بالعناية بها والالتزام بمضمونها للأستفادة منها، فلا يفوتنّ القارئ ما فيها من هدىً ونور.

ومن تلك الوصايا وصية أخرى أوصاه بها تنير له السبيل عندما تتشعّب السُبل بعده، وتنهج له الطريق الواضح المعالم عندما يكثر العثار في المسالك، وتلزمه الصراط المستقيم الّذي هو سبيل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أعطاني الله تبارك وتعالى خمساً وأعطى عليّاً خمساً:

1- أعطاني جوامع الكلم، وأعطى عليّاً جوامع العلم.

2- وجعلني نبيّاً، وجعله وصيّاً.

3- وأعطاني الكوثر، وأعطاه السلسبيل.

____________

<=

فبعيد أن يحافظ عليه من السقوط بوضع يده الكريمة خلف ظهره. وان يقول أحملوا هذا الغلام خلفي.

واليكم الحديث بلفظ الشيخ الطوسي في أماليه 2/287 ط النجف بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) يقول: خرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يريد حاجة، فاذا هو بالفضل بن العباس.

قال: فقال: احملوا هذا الغلام خلفي. قال: فاعتنق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بيده من خلفه على الغلام ثمّ قال: يا غلام خف الله تجده أمامك، يا غلام خف الله يكفك ما سواه وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، ولو أن جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا عنك شيئاً قد قدّر لك لم يستطيعوا، ولو أن جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا اليك شيئاً لم يقدّر لك لم يستطيعوا. واعلم أن النصر مع الصبر، وان الفرج مع الكرب، وان اليسر مع العسر، وكل ما هو آت قريب، ان الله يقول: ولو أن قلوب عبادي أجتمعت على قلب اشقى عبد لي ما نقصني ذلك من سلطاني جناح بعوضة، ولو ان قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبدٍ لي ما زاد ذلك إلاّ مثل ابرة جاء بها عبد من عبادي فغمسها في بحر، وذلك إن عطائي كلام وعدتي كلام وانما أقول للشيء كن فيكون.

وقد ذكر الشيخ الصدوق في الفقيه 4/296 هذه الوصية للفضل في النوادر وهو آخر أبواب الكتاب إلى قوله: ان مع العسر يسرا.

ووردت في بعض وصايا النبيّ لأبي ذر أيضاً كما في 2/149 أمالي الطوسي ط النعمان، فراجع.


الصفحة 196
4- وأعطاني الوحي، وأعطاه الألهام.

5- وأسري بي إليه، وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إليّ ونظرتُ إليه.

ثمّ بكى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقلت: «ما يبكيك فداك أبي وأمي؟»، فقال: يابن عباس إنّ أوّل ما كلمني به ربّي أن قال: يا محمّد انظر تحتك، فنظرت إلى الحجب قد أنحرفت والى أبواب السماء قد فتحت، ونظرت إلى عليّ وهو رافع رأسه إليّ فكلّمني وكلمته، وكلمني ربي (عزّ وجل).

قال ابن عباس: «فقلت يا رسول الله بم كلمك ربّك؟»

قال: قال لي يا محمّد اني جعلت عليّاً وصيّك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فأمر الله الملائكة أن تسلّم عليه، ففعلت فرد عليهم السلام، ورأيت الملائكة يتباشرون به، وما مررت بملأ منهم إلاّ هنأوني، وقالوا: يا محمّد والّذي بعثك بالحقّ لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله (عزّ وجل) لك ابن عمك، ورأيت حملة العرش وقد نكّسوا رؤوسهم، فسألت جبرئيل (عليه السلام) فقال: إنهم استأذنوا الله في النظر إليه فإذن الله.

فلمّا هبطت إلى الأرض جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني، فعلمت أني لم أطأ موطئاً إلاّ وقد كشف لعليّ عنه.

قال ابن عباس (رضي الله عنه): «فقلت يا رسول الله أوصني»، فقال: عليك بحب عليّ ابن أبي طالب.

قال ابن عباس (رضي الله عنه): «فقلت يا رسول الله أوصني»، فقال: عليك بمودة عليّ ابن أبي طالب، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً انّ الله لا يقبل من عبد حسنة حتى يسأله