ومن بني أسد بن عبد العزى: الزبير بن العوام وابنه عبد الله، وعبد الله بن عبد الرحمن بن العوام المقتول مع عثمان يوم الدار(2)، وعبد الله الأكبر بن وهب ابن زمعة المقتول أيضاً مع عثمان يوم الدار(3)، وعدي بن نوفل والي عثمان على حضرموت(4)، وحكيم بن حزام بن خويلد أحد المصلين على عثمان(5).
ومن بني زهرة: سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأخوه عبد الله بن عوف قتل مع عثمان(6)، وعبد الله بن الأرقم ولاه عثمان بيت المال ثمّ عزله(7)، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث(8)، والمسور بن مخرمة ومن بني نوفل: جبير بن مطعم - وقد مرّ ذكره - وهو الّذي صلّى على عثمان(9).
ومن بني مخزوم: عبد الله بن عياش.
ومن بني سهم: عمرو بن العاص.
____________
(1) جمهرة أنساب العرب لابن حزم /156.
(2) نفس المصدر /125.
(3) نفس المصدر /119، وهذا هو الّذي ضرب بابن مسعود الأرض (أنساب الأشراف 1ق4/525 تح ـ احسان عباس).
(4) نفس المصدر /120.
(5) أنساب الأشراف 1ق4/593.
(6) جمهرة أنساب العرب لابن حزم /571.
(7) نفس المصدر /129، وسيأتي حديث عزله وهو في أنساب الأشراف 1ق4/547 تح ـقيق إحسان عباس.
(8) أنساب الأشراف 1ق4/544.
(9) نفس المصدر 1ق4/593.
ومن بني ربيعة بن عبد شمس: محمّد بن أبي حذيفة فقد ربّاه عثمان(2)،?أضف إليهم بني أمية رهط عثمان وأهل بيته.
فكلّ هؤلاء هم من قريش الّتي أحبّت عثمان بن عفان حتى قال القائل:
ولم يكتم القائل سبب الحب القاتل، فقد جعله مشروطاً بشرطه وهو عدم عند عدمه، فما دام الميزان يزن الأصفر الرنان فقريش تحب عثمان. ولكن سوف نعرف سرعان ما ضاع الوزن والوزّان. فانقلب السحر على الساحر ولم يجد منهم عاذر، ولا قوة ولا ناصر.
وستأتي قائمة بأسماء المحظيين الصفوة وما نالهم من حظوة وحبوة، وبعد ذا انقلبت الموازين إلى الجفوة. وقبل ذلك ينبغي التنبيه إلى أن عثمان لما حمى الحمى وثارت عليه زوبعة الناقدين له. وجاءه الناس وكان لسانهم سعد بن أبي وقاص فعددوا ما ينقمون عليه إلى أن قالوا: ننقم عليك إنّك حميت الحمى. قال: جاءتني قريش فقالت: إنّه ليس من العرب قوم إلاّ لهم حمىً يرعون فيه غيرنا. فقلت: ذلك لهم...(4).
____________
(1) جمهرة أنساب العرب /78.
(2) نفس المصدر /77، وأنساب البلاذري 1ق4/539.
(3) أنساب الأشراف 1ق4/495 تح ـ إحسان عباس، المعارف لابن قتيبة /192 تح ـ ثروت عكاشة، العقد الفريد 4/285 تح ـ أحمد أمين ورفيقيه.
(4) المصنف لابن أبي شيبة 15/221 ط باكستان.
وهؤلاء هم قريش الذين عناهم عثمان في قوله للإمام عليّ ما ذنبي إليك إذا لم تحبّك قريش وقد قتلت منهم سبعين كأن وجوههم سيوف الذهب، كما سيأتي في موقف عثمان من بني هاشم.
ثمّ هؤلاء هم قريش الذين حذّر عمر عثمان منهم حين قال له: «فإن وليت هذا الأمر فاتق الله ولا تحمل آل أبي مُعيط على رقاب الناس»(1).
السخط والساخطون أسباب ونتائج:
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الشقشقية: (إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه، بين نثيله ومعتلفَه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته).
وقال من خطبة له (عليه السلام) في معنى قتل عثمان: (وأنا جامع لكم أمره: أستأثر فأساء الإثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع، ولله حكم واقع في المستأثر والجازع)(2).
وفي قولي الإمام (عليه السلام) كان جماع أمر السخط أسبابه ونتائجه. أمّا تفصيل ذلك فهو على النحو التالي في محاور ثلاثة:
الأوّل: (أسباب السخط).
الثاني: (معرفة الساخطين).
الثالث: (نتائج السخط).
____________
(1) أنساب الأشراف 1ق4/501.
(2) شرح النهج لابن أبي الحديد 1/157 ط مصر الاُولى.
1- ما يتعلق بمخالفة الشريعة في الأحكام.
2- ما يتعلق بمخالفة الشريعة في الأموال.
3- ما يتعلق بمخالفة الشريعة في الولايات.
4- ما يتعلق بمخالفة السيرة العمرية.
فإلى معرفة الأسباب:
مخالفاته للشريعة في الأحكام:
1- فمن المخالفات في الأحكام تعطيله الحدّ في عبيد الله بن عمر قاتل الهرمزان وابنة أبي لؤلؤة وجفينة:
قال ابن سعد في الطبقات: بعد ذكره قتل عبيد الله بن عمر للهرمزان وابنة أبي لؤلؤة: «وأراد عبيد الله ألاّ يترك سبياً بالمدينة يومئذ إلاّ قتله، فاجتمع المهاجرون الأولون فأعظموا ما صنع عبيد الله من قتل هؤلاء، واشتدوا عليه وزجروه عن السبي فقال: والله لأقتلنّهم وغيرهم يعرّض ببعض المهاجرين(2) فلم يزل عمرو بن العاص يرفق به حتى دفع إليه سيفه، فأتاه سعد فأخذ كلّ واحد منهما برأس صاحبه يتناصيان - أي يأخذ كلّ واحد بناصية الآخر - حتى حجز بينهما الناس، فأقبل عثمان وذلك في الثلاثة الأيام الشورى قبل أن
____________
(1) الرياض النضرة 2/137.
(2) وتعريضه هـذا يوجه أصابع الإتهام إلى اشتراك بعض المهاجرين فـي التآمر على قتل أبيه.
وقال أيضاً عن أبي وجرة عن أبيه قال: «رأيت عبيد الله بن عمر يومئذ وإنه ليناصي عثمان وان عثمان ليقول: قاتلك الله قتلتَ رجلاً يصلي وصبيته صغيرة وآخر من ذمة رسول الله (صلعم) ما في الحقّ تركك.
قال: فعجبت لعثمان حين ولي كيف تركه، ولكن عرفت أن عمرو بن العاص كان دخل في ذلك فلفته عن رأيه»(2).
وقال أيضاً عن محمود بن لبيد قال: «ما كان عبيد الله يومئذ إلاّ كهيئة السبع الحَرب يعترض العجم بالسيف حتى حبس في السجن، فكنت أحسب أن عثمان إن ولي سيقتله، لما كنت أراه صنع به كان هو وسعد أشدّ أصحاب رسول الله (صلعم) عليه»(3).
وقال أيضاً عن عبد المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: «قال عليّ لعبيد الله ابن عمر ما كان ذنب بنت أبي لؤلؤة حتى قتلتها، قال: فكان رأي عليّ حين أستشاره عثمان ورأي الأكابر من أصحاب رسول الله على قتله، لكن عمرو بن العاص كلّم عثمان حتى تركه. فكان عليّ يقول: لو قدرتُ على عبيد الله بن عمر ولي سلطان لأقتصصت لله»(4).
____________
(1) طبقات ابن سعد 5/8، وقارن المصنف لعبد الرزاق 5/479، وتاريخ الإسلام للذهبي 2/71 ط القدسي.
(2) طبقات ابن سعد 5/9.
(3) نفس المصدر.
(4) نفس المصدر.
وروى عبد الرزاق في المصنف في حديث له: «قال الزهري وأخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر قال: يرحم الله حفصة إن كانت لممن شجّع عبيد الله على قتل الهرمزان وجفينة»(2).
وأخرج البيهقي في سننه حديثاً عن عبيد الله بن عبيد بن عمير جاء فيه: «فقيل لعمر إنّ عبيد الله قتل الهرمزان قال: ولم قتله؟ قال انّه قتل أبي... قال عمر ما أدري ما هذا؟ انظروا إذا أنا متّ فأسألوا عبيد الله البينة على الهرمزان هو قتلني؟ فإن أقام البيّنة فدمه بدمي، وإن لم يقم البيّنة فأقيدوا عبيد الله من الهرمزان. فلمّا ولي عثمان قيل له: ألا تمضي وصية عمر في عبيد الله؟...»(3).
وذكر اليعقوبي: انّه أكثر الناس في دم الهرمزان وإمساك عثمان عبيد الله بن عمر، فصعد المنبر فخطب الناس ثمّ قال: ألا إنّي ولي دم الهرمزان وقد وهبته لله ولعمر وتركته لدم عمر.
فقام المقداد بن عمرو فقال: إن الهرمزان مولى لله ولرسوله، وليس لك أن تهب ما كان لله ولرسوله قال: فننظر وتنظرون. ثمّ أخرج عثمان عبيد الله بن عمر من المدينة إلى الكوفة وأنزله داراً فنسب الموضع إليه (كويفة بن عمر) وروى غير واحد أبيات زياد بن لبيد البياضي وهو من الأنصار:
____________
(1) نفس المصدر.
(2) المصنف لعبد الرزاق 5/480.
(3) السنن الكبرى 8/61.
أبا عمروٍ عبيد الله رهـن | فلا تـشكك بقتل الهرمزان |
فإنّك إن غفرت الجرم عنه | وأسباب الخطا فرسا رهان |
أتعفو إذ عفوتَ بغير حقّ | فما لك بالذي تحكي يدان(1) |
إلى آخر ما هنالك من ملابسات القضية، وكلّ ما حيك لها من أعذار بعد ذلك لم ترفع عن عثمان إصر إهدار الدم كما لم تمحُ إصرار المسلمين على أخذ القصاص من عبيد الله نحو ما روى البلاذري في الأنساب: «عن المدائني عن غياث بن إبراهيم أن عثمان صعد المنبر فقال: أيها الناس إنا لم نكن خطباء وان نعش تأتكم الخطبة على وجهها إن شاء الله، وقد كان من قضاء الله أن عبيد الله ابن عمر أصاب الهرمزان، وكان الهرمزان من المسلمين ولا وارث له إلاّ المسلمون عامة، وأنا أمامكم وقد عفوتُ أفتعفون؟ قالوا: نعم فقال عليّ: أقد الفاسق فإنه أتى عظيماً، قتل مسلماً بلا ذنب. وقال لعبيد الله يا فاسق لئن ظفرت بك يوماً لأقتلنك بالهرمزان»(2).
2- مخالفة عثمان للحكم الشرعي في تعطيله الحد على الوليد:
وأعطف على موقف عثمان في تعطيله الحد على عبيد الله بن عمر تعطيله الحد على أخيه الوليد بن عتبة عامله على الكوفة لما شرب الخمر بالكوفة وقاءها في المحراب، فخرج في أمره إلى عثمان أربعة نفر: أبو زينب وجندب بن زهير وأبو حبيبة الغفاري والصعب بن جثامة. فأخبروه خبره. فقال عبد الرحمن بن عوف: ما له أجُنّ؟ قالوا: لا ولكنه سكر. فأوعدهم عثمان وتهددهم وقال
____________
(1) تاريخ اليعقوبي 2/141.
(2) أنساب الأشراف 1ق4/510 تح ـ احسان عباس.
قال أبو إسحاق الهمداني: فأتى الشهود عائشة فأخبروها بما جرى بينهم وبين عثمان، وأنّ عثمان زبَرهم فنادت عائشة: إن عثمان أبطل الحدود وتوعّد الشهود(1)، ويقال: أن عائشة أغلظت لعثمان وأغلظ لها وقال: وما أنتِ وهذا، إنما أمرتِ أن تقرّي في بيتك، فقال قوم مثل قوله، وقال آخرون: ومن أولى بذلك منها، فاضطربوا بالنعال، وكان ذلك أوّل قتال بين المسلمين بعد النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم(2)، وأستنكر المسلمون ذلك على عثمان. فقد أتاه عليّ بعد ما أتاه الشهود وشكوا إليه ضرب عثمان لبعضهم. فقال له: عطلت الحدود وضربت قوماً شهدوا على أخيك فقلبت الحكم، وقد قال عمر: لا تحمل بني أمية وآل أبي معيط خاصة على رقاب الناس. قال: فما ترى؟ قال: أرى أن تعزله ولا توليه شيئاً من أمور المسلمين وأن تسأل عن الشهود، فإن لم يكونوا أهل ظنّة ولا عداوة أقمت على صاحبك الحدّ(3)... إلى أخر ما هنالك.
3- ومن أسباب السخط على عثمان في مخالفته فيما يتعلق بأمور الشريعة أيضاً إتمامه الصلاة بمنى:
قال الطبري في تاريخه آخر حوادث سنة 29: وحج بالناس في هذه السنة عثمان، فضرب بمنى فسطاطاً، فكان أوّل فسطاط ضربه عثمان بمنى، وأتم الصلاة بها وبعرفة.
____________
(1) نفس المصدر 1ق4/521.
(2) أنساب الأشراف 1ق4/522، وقارن بالأغاني 5/119.
(3) أنساب الأشراف 1ق4/522.
قال الواقدي: وحدثني داود بن خالد عن عبد الملك بن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن عمه قال: صلّى عثمان بالناس بمنى أربعاً. فأتى آتِ عبد الرحمن بن عوف فقال: هل لك في أخيك؟ قد صلّى بالناس أربعاً، فصلّى عبد الرحمن بأصحابه ركعتين، ثمّ خرج حتى دخل على عثمان فقال له: ألم تصلّ في هذا المكان مع رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ركعتين؟ قال: بلى. قال: أفلم تصل مع أبي بكر ركعتين؟ قال: بلى، قال: أفلم تصل مع عمر ركعتين؟ قال: بلى قال: ألم تصل صدراً من خلافتك ركعتين؟ قال: بلى، قال فاسمع مني أبا محمّد إنّي أخبرت أن بعض من حج من أهل اليمن وجفاة الناس. قد قالوا في عامنا الماضي: ان الصلاة للمقيم ركعتان، هذا إمامكم عثمان يصلي ركعتين، وقد أتخذت بمكة أهلاً، فرأيت أن أصلي أربعاً لخوف ما أخاف على الناس، وأخرى قد أتخذت بها زوجة، ولي بالطائف مال. فربّما أطلعته فأقمت فيه بعد الصَدرَ.
فقال عبد الرحمن بن عوف: ما من هذا شيء لك فيه عُذر. أمّا قولك: أتخذتَ أهلاً، فزوجتك بالمدينة تخرج بها إذا شئت وتقدم بها إذا شئت، إنّما تسكن بسكناك.
فقال عبد الرحمن بن عوف: قد بلغني أنّه صلّى أربعاً، فصليت بأصحابي ركعتين، وأمّا الآن فسوف يكون الّذي تقول. يعني نصلي معه أربعاً(1).
ذكر البلاذري في حديث له عن ابن عمر قال: «صليت مع رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم بمنى ركعتين ومع أبي بكر وعمر ومع عثمان صدراً من خلافته، ثمّ أتمها أربعاً فتكلّم الناس في ذلك فأكثروا، وسئل أن يرجع عن ذلك فلم يرجع»(2).
وأخيراً سأل حميد الضمري ابن عباس فقال: إنّي أسافر فأقصّر الصلاة في السفر أم أتمها؟ فقال ابن عباس: لست تقصرها ولكن تتمها وسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) آمناً لا يخاف إلاّ
____________
(1) قارن تواريخ ابن الأثير 3/42 ط بولاق، وابن كثير 7/154 ط السعادة، وابن خلدون 2/386 ط مصر الأولى.
(2) أنساب الأشراف 1ق4/527 تح ـ إحسان عباس.
وقول ابن عباس: «لست تقصرها ولكن تتمها» استفسار منه لتسمية السائل الصلاة في السفر بالقصر، بينما التمام الآن الفريضة في السفر أن يصلي ركعتين ركعتين فهي التمام.
4- ومن مخالفته للشريعة استحداثه الأذان الثالث بعد الأذان والإقامة:
أخرج البخاري في صحيحه باب الأذان في يوم الجمعة عن السائب بن يزيد أنّ الّذي زاد التأذين الثالث يوم الجمعة عثمان بن عفان... وأيضاً في باب التأذين عند الخطبة بسنده عن السائب بن يزيد قال: «أنّ الأذان يوم الجمعة كان أوله حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر في عهد رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وأبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) فلمّا كان في خلافة عثمان (رضي الله عنه) وكثروا، أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذن به على الزوراء، فثبت الأمر على ذلك»(2)، وهذا أخرجه أصحاب السنن الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيرهم.
5- ومن مخالفته للشريعة أخذ الزكاة من الخيل ولم يوجبها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا من بعده لكن عثمان أوجبها على الناس فنقموا ذلك عليه:
روى البلاذري بسنده عن الزهري ان عثمان كان يأخذ من الخيل الزكاة، فأنكر ذلك من فعله الصحابة ومنهم ابن عباس فقد روى عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق وليس فيما دون المائتين زكاة»(3).
____________
(1) كنز العمال 4/240 ط الأولى و 8/154 ط الثانية بحيدر آباد.
(2) صحيح البخاري 2/8و 9 ط بولاق كتاب الجمعة.
(3) أنساب الأشراف 1ق4/513 تح ـ إحسان عباس، ومجمع الزوائد 3/69 نقلا عن الطبراني في الصغير والأوسط.
وهو أوّل من فعل ذلك وقد عدّه السيوطي والسكتواري من أولياته في كتابيهما في الأوائل. وجاء في نيل الأوطار للشوكاني عن أبي غسان قال: «أوّل من خطب الناس في المصلى على منبر عثمان بن عفان، ويبدو ممّا ذكره ابن حجر في فتح الباري انّه كان أولاً يصلي ثمّ يخطب، ثمّ غيّر ذلك بعد فعيب عليه»(1).
قال ابن حجر في فتح الباري: «روى ابن المنذر عن عثمان بإسناد صحيح إلى الحسن البصري قال: أوّل من خطب قبل الصلاة عثمان صلّى بالناس ثمّ خطبهم، فرأى أناساً لم يدركوا الصلاة ففعل ذلك، أي صار يخطب قبل الناس وهذه العلة غير الّتي أعتل بها مروان، لأن عثمان رأى مصلحة الجماعة في إدراكهم الصلاة، وأمّا مروان فراعى مصلحتهم في اسماعهم الخطبة، لكن قيل: إنّهم كانوا في زمن مروان يتعمدون ترك سماع خطبته لما فيها من سبّ ما لا يستحق السبّ، والافراط في مدح بعض الناس. فعلى هذا إنّما راعى مصلحة نفسه، ويحتمل أن يكون عثمان فعل ذلك أحياناً بخلاف مروان فواظب عليه...اهـ»(2).
ولا يخفى تصوير التعذير من علماء التبرير، وحسبنا في إنكار ذلك بقول ابن عباس: وقد أخرجه البخاري باب الخطبة بعد العيد عن ابن عباس قال: «شهدت العيد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأبي بكر وعمر وعثمان (رضي الله عنهم) فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة»(3).
____________
(1) نيل الأوطار 3/376.
(2) فتح الباري 2/361.
(3) صحيح البخاري 2/18.
7- ومن مخالفته للشريعة في مسائل الحج نهيه عن متعة الحج:
أخرج أحمد في مسنده بإسناده عن عبد الله بن الزبير قال: «والله إنا لمع عثمان بن عفان بالجحفة، ومعه رهط من أهل الشام فيهم حبيب بن سلمة الفهري إذ قال عثمان وذكر له التمتع بالعمرة إلى الحج، إنّ أتمّ للحج والعمرة أن لا يكونا في أشهر الحج، فلو أخّرتم هذه العمرة حتى تزوروا هذا البيت زورتين كان أفضل فإنّ الله تعالى قد وسّع في الخير. وعليّ بن أبي طالب في بطن الوادي يعلف بعيراً له، قال: فبلغه الّذي قال عثمان، فأقبل حتى وقف على عثمان فقال: أعمدت إلى سنّة سنّها رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، ورخصة رخّص الله تعالى بها للعباد وفي كتابه تضيّق عليهم فيها وتنهى عنها. وقد كانت لذي الحاجة ولنائي الدار؟ ثمّ أهّل بحجة وعمرة معاً»(2).
وأخرج أحمد أيضاً الحديث بأخصر ممّا مرّ عن مروان بن الحكم وفيه: «كنّا نسير مع عثمان فإذا رجل يلبّي بهما جميعاً فقال عثمان من هذا؟ فقالوا عليّ. فقال: ألم تعلم أنّي قد نهيت عن هذا؟ قال: بلى، ولكن لم أكن لأدع قول رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم لقولك»(3).
وفي حديث ثالث لأحمد عن عبد الله بن شقيق: «كان عثمان ينهي عن المتعة وعليّ يأمر بها فقال عثمان لعليّ: أنّك كذا وكذا (؟)»(4).
____________
(1) نفس المصدر 2/116.
(2) مسند أحمد 2/90 ح 707 تح ـ أحمد محمّد شاكر.
(3) نفس المصدر 2/102 ح 733.
(4) نفس المصدر 2/102 ح 756.