خامساً: نقده لابن عباس من دون استحياء، لأنّه نسب سبب أمومة المؤمنين إلى أسرته، وكذلك صديقية أبيها. وأن ذلك من صنع الله.
فنقول له: لئن غلبتك عائشتك في الدفاع عن أم المؤمنين، فهل استحوذت على مشاعرك حتى أنستك مباديء المعاني والبيان والمثل القائل (أنبت الربيع البقل)؟
وإذا كان قد بعد العهد بذلك فقد غاب عنك ما قاله عمر بن الخطاب للحسين بن عليّ - سبط الرسول وريحانته - وقد صعد إليه على المنبر وقال له: «إنزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك، فقال عمر: لم يكن لأبي منبر، فأخذه وأجلسه معه، ولمّا نزل أخذه معه إلى منزله وقال له من علّمك؟ فقال: والله ما علّمنيه أحد. قال له يا بني لو جعلت تغشانا؟ فأتاه يوماً وهو خال بمعاوية وابن عمر على الباب فرجع فلقيه بعد فقال: لم أرك فقال: جئت وأنت خالٍ بمعاوية
____________
(1) النور /54، والعنكبوت /18.
وهذا ما أخرجه ابن سعد في الطبقات(1)، والخطيب البغدادي في تاريخه(2)، ورواه في كنز العمال وقال: أخرجه ابن سعد وابن راهويه والخطيب(3)، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر(4)، والذهبي في سير أعلام النبلاء وصححه(5)، وابن حجر العسقلاني في الإصابة وصححه(6)، وأخرجه ابن حجرالمكي في الصواعق(7) إلاّ أنّه قال ذلك مع الحسن (عليه السلام).
وربّما بعدت عليه الشقّة عن هذه المصادر فهل غاب عنه قول الله سبحانه لعيسى بن مريم روحه وكلمته {إذ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إذ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} إلى قوله تعالى: {وَإذ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي...}(8) إلى آخر الآية. وأياً ما كان فلا منافاة بين أن يكون الأمر بتوفيق من الله سبحانه وإرادته ثمّ هو يجعل سبب التشريف بالفعل بيد غيره كما مرّ في الآية المباركة وقول عمر والمثل العربي. فتصح نسبة الفعل إلى الغير.
سادساً: قال: «وكلّ مسلم يعلم أنّ زواج عائشة كان بوحي من الله».
____________
(1) طبقات ابن سعد 1/394 ط الطائف تح ـ د محمّد بن صامل السُلمي.
(2) تاريخ بغداد 1/141.
(3) كنز العمال 7/105 ط الاُولى حيدر آباد و 16/ 264 أيضاً حيدر آباد ط 2.
(4) مختصر تاريخ ابن عساكر 7/127.
(5) أعلام النبلاء 3/285.
(6) الإصابة 2/77 - 78.
(7) الصواعق المحرقة /107 ط الاُولى.
(8) المائدة /110.
ولتنوير القارئ حول هذا الموضوع نقول له:
إنّ أسانيد روايات زواجها ترجع إليها ويرويها غالباً عنها ابن اختها عروة بن الزبير وعنه ابنه هشام بن عروة، وهو متهم في سماعه وحديثه، قال يعقوب بن شيبة ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلاّ بعد ما صار إلى العراق فإنّه انبسط في الرواية عن أبيه ممّا كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه. وقال ابن خراش: كان مالك لا يرضاه. وقال ابن لهيعة: كان أبو الأسود يعجب من حديث هشام عن أبيه، وربّما مكث سنة لا يكلّمه(1).
وأخيراً فليراجع القارئ معجم الطبراني الكبير سيجد ثلاثة أحاديث حول هذا الزواج المزعوم، تختلف اختلافاً بيّناً في المتن مع أنّها جميعاً عن هشام عن أبيه عن عائشة، كما يجد حديثاً عن قتادة فيه: «وقد زعموا أن جبريل قال هذه امرأتك قبل أن يتزوجها». وهذا أيضاً في اسناده زهير بن العلاء القيسي وقد تكلم فيه، ومع ذلك فهو مرسل، لأنّ قتادة لم يدرك عائشة(2).
وبالتالي: إنّ المتيقن في زواج احدى زوجات النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من السماء ليس إلاّ زواج زينب بنت جحش وهي ابنة عمته فقد نزل في ذلك القرآن وذلك قوله
____________
(1) تهذيب التهذيب 11/50 - 51.
(2) المعجم الكبير 23/16- 17 (المتن والهامش).
ويبقى زعم الأفغاني في تزويج عائشة بأمر الوحي لا يعلمه إلاّ هو ومن على شاكلته، وكان عليه أن يحتاط في تعميمه العلم في قوله: «وكلّ مسلم يعلم...» فليس كلّ مسلم يعلم ذلك، وما ذكره فهو كسائر خصائصها الّتي نافت عنده على الأربعين فيما ذكرها في مقدمة كتاب (الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة)، وهي دعاوى فارغة من دون حجة بالغة.
ولنا عودة مع سعيد الأفغاني حول ما جاء في تحقيقه كتاب الإجابة عند ذكر استدراكها على ابن عباس وهي ثمانية أحاديث، سوف نذكرها ونناقشها في الحلقة الثالثة من تاريخه العلمي إن شاء الله تعالى.
سابعاً: ما ذكره عن المسعودي متحاملاً عليه بوصفه (المؤرخ الحزبي) ومتهجماً عليه بأنّ جعله ممّن لا عقل له ولا رويّة ومن المؤرخين العصبيين، ولستُ بصدد الدفاع عن المسعودي بقدر ما يهمنّي بيان الخطأ في كلام الأفغاني.
فقد قال: «أمّا الّذي لا يمكن أن يقبله امرؤ ذو رويّة فما رواه المسعودي (المؤرخ الحزبي) فقد زعم أنّ عائشة قالت لعليّ بعد خطب طويل كان بينها: إني أحبّ أن أقيم معك فأسير إلى قتال عدوك عند مسيرك، فقال عليّ: بل ارجعي إلى البيت الّذي تركك فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(3).
____________
(1) الأحزاب /37.
(2) المحبّر /86.
(3) مروج الذهب 2/9.
فنقول له: أمّا ما ذكرته من حملة مسعورة فلا مبرّر لها، فالرجل مؤرخ كسائر المؤرخين يروي ما وجده في كتب الأقدمين، وقد أحصيت من ذكرهم في أوّل كتابه فنافوا على الثمانين، وهو رقم عالٍ جداً لم يبلغه غيره فيما أحسب. ومن كان يروي عن كتب أولئك والّتي لم يصلنا منها إلاّ بضعه قليلة لا تبلغ العشرة، أمّا الباقي فقد ضاع ولم نعلم منها وعنها إلاّ ما ذكره المسعودي في كتابه، فلا سبيل للتحامل عليه بما تهوى النفوس.
ثمّ إنّ الخبر المذكور أقصى مناقشته الأفغاني له، إنّه يرى في موقف عائشة انقلاباً فجائياً من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار - كما يقول - ويبدو أن الأفغاني أمرؤ نسيّ، ألم يمرّ عنده في كتابه (ص68) موقف مشابه لهذا الموقف، حيث تبدلت عائشة بمنتهى الخفة والسرعة الخاطفة، فمن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ولا بأس بأن ننقل للقارئ ما كتبه بنفسه وبلفظه في كتابه قال: «فلمّا قضت عمرتها خرجت متوجهة نحو المدينة، فلمّا انتهت إلى(سَرٍف) لقيها رجل من أخوالها من بني ليث، وكانت السيدة واصلة لهم رقيقة عليهم يقال له عبيد بن أبي سلمة ويعرف بأمه أم كلاب، قادماً من المدينة، فقالت (مهيم) فأصمّ ودمدم(1) فقالت: ويحك علينا أم لنا؟ فقال: لا ندري، قتل عثمان وبقوا
____________
(1) المصدر السابق ـ الطبري ـ 3/468 مهيم كلمة استفهام من معانيها: ماوراءك؟ الدمدمة: الغضب.
فمنك البداء ومنك الغير | ومنكِ الرياح ومنك المطر |
وأنت أمرت بقتل الإمام | وقلت لنا: إنه قد كفر |
فهبنا(2) أطعناك في قتله | وقاتله عندنا من أمر |
ولم يسقط السقف من فوقنا | ولم ينكسف شمسنا والقمر |
وقد بايع الناس ذا تدراءِ | يزيل الشبا ويقيم الصعر(3) |
ويلبس للحرب أثوابها | وما من وفى مثل من غدر(4) |
وانصرفت السيدة راجعة إلى مكة وهي لا تقول شيئاً ولا يخرج منها شيء(5)»(6). هذا ما كتبه.
____________
(1) مرّ بك دحض هذه الفرية عن السيدة /44.
(2) هناك رواية ثانية فيها: (ونحن) مكان (فهبنا).
(3) رجل ذو تُدرَاءٍ: مدافع ذو عز ومنعة ـ الشبا: العلو، الحد ـ الصعر: إمالة الخد عن النظر إلى الناس تهاوناً وكبراً.
(4) يقع في خلدي أنّ هذه الأبيات مصنوعة لنصرة هوىً سياسي فزيدت في هذا الخبر.
(5) جمعنا بين روايتين للطبري 3/468/477، ويزيد صاحب الإمامة والسياسة /42: أن طلحة لما لقيها بمكة وأخبرها بما جرى قائلاً: بايعوا عليّاً ثمّ أتوني فاكرهوني ولببّوني حتى بايعت. قالت: وما لعليّ يستولي على رقابنا؟ لا أدخل المدينة ولعليّ فيها سلطان.
(6) عائشة والسياسة /68 نفس الصفحة السابقة.
(تنبيه) الهوامش المذكورة فيما نقلنا عنه كلها للأفغاني ذكرها في كتابه.
ثمّ لنرجع البصر الحديد من جديد إلى ما مرّ منه من استبعاد أن يصدر ذلك من ابن عباس مع امرأة مهزومة ثمّ تأكيده عدم تصديق ذلك لما سيمرّ به - فيما يقول - من معاملة عليّ ونبله لعائشة ومخالفيه، ممّا يجعل المنصفين يضربون بكثير من روايات ابن أبي الحديد أو صنّاع بعض أخباره ممّا يرويه الصديق الجاهل عرض الحائط. فهل لنا أن نسأله ولنفترضه هو العدو العاقل كيف لنا أن نضرب بجميع - أو بكثير على الأصح - ممّا رواه أنصار عائشة من مواقفها المتشنجة مع أهل البيت بدءاً من سيدهم عليّ ومروراً بابنائه الحسنين وانتهاءً بالهاشميين؟
مواقف عائشة المتشنجة مع أهل البيت:
ولعل الأفغاني غافل أو جاهل، أو يتعامى عن ملاحظة ما في تلك المواقف، الّتي تؤكد صحة مفردات المحاورة الّتي دارت بين ابن عباس وبين عائشة.
وإلى القارئ بعض تلك المواقف:
1- فمع عليّ:
وقد ذكرها هو في كتابه فقال: «الفصل الأوّل في طبيعة علائقهما - يعني عليّاً وعائشة - الماضية - ثمّ ساق أموراً جنح فيها إلى جانب عائشة حسبنا ما ذكره فقال -:
أمّا الأولى فقد رواها عطاء بن يسار قال جاء رجل فوقع في عليّ وفي عمّار (رضي الله عنهما) عند عائشة فقالت: «أمّا عليّ فلست قائلة لك فيه شيئاً، وأمّا عمّار فإني سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: لا يخيّر بين أمرين إلاّ اختار أرشدهما»(1).
وأمّا الثانية فلهجتها في نفي الوصاية: «سئلت: أكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أوصى إلى عليّ؟ فقالت: لقد كان رأسه في حجري فدعا بالطست فبال فيها، فلقد انخنث (انعطف) في حجري وما شعرت به، فمتى أوصى إلى عليّ؟»(2).
وأمّا الثالثة وفيها البلاغ ولقد نبّه إليها داهية بني هاشم عبد الله بن عباس فإليك حديثها عن الطبري: «روي عن عائشة أنّها قالت: لمّا أشتد بالرسول وجعه دعا نساءه فاستأذنهنّ أن يمرّض في بيتي، فأذنّ له، فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر، تخط قدماء الأرض عاصباً رأسه حتى دخل بيتي.
قال راوي الحديث: فحدثت بهذا الحديث عنها عبد الله بن عباس فقال: هل تدري من الرجل الآخر؟ قلت: لا، قال: عليّ بن أبي طالب، ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع»(3).
____________
(1) مسند أحمد 6/113.
(2) طبقات ابن سعد 8/49، والإصابة /94.
(3) تاريخ الطبري 2/433 ـ لكن ابن عبد ربه روى عن السيدة تقريظاً لعليّ موفياً على الغاية في الثناء، قالت وقد ذكر يوماً عندها: ((ما رأيت رجلاً أحبّ إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منه، ولا إمرأة كانت أحب إليه من امرأته)) (تريد السيدة فاطمة) العقد الفريد 3/94.
فألقت عصاها واستقر بها النوى | كما قرّ عيناً بالإياب المسافر |
فمن قتله؟ فقيل رجل من مراد فقالت:
فإن يك نائياً فلقد نعاه | غلام ليس في فيه التراب |
فذكروا أنّ زينب بنت أبي سلمة كانت حاضرة فقالت: «ألعليّ تقولين؟ فقالت: إنّي أنسى فإذا نسيت فذكّروني»(1).
قال الأفغاني: وأنا أجد هذا الخبر مفصحاً عن طويّتها نحو عليّ خير إفصاح، وشارحاً ما قدمت لك من إنها تخضع من حيث لا تريد لتوجيه عاطفتها (اللاشعورية)، ولست أشك أنّها كانت حينئذ شاردة، وأن عقلها الباطن هو الّذي تمثل بهذين البيتين قبل أن تنبّه إلى ما فيهما من بُعد عن الجميل»(2).
أقول: ولقد فاته ما هو أصرح دلالة على ما تكنّه عائشة من شنآن لعليّ، ولعله أعرض عنه عمداً، ومهما يكن فالخبر رواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن
____________
(1) تاريخ الطبري الطبري 4/115.
(2) عائشة والسياسة /61.
هذا ما اردنا نقله عن الأفغاني متناً وهامشاً، ولئن اقتصر في تخريجه الأخير على الطبري فانا نضيف إليه طبقات ابن سعد 3 ق1/27، ومقاتل الطالبين /42 وفيه انها تمثلت بعد هذا:
ما زال أهـداء الـقصـائـد بـينـنا | باسم الصديق وكثرة الالقـاب |
حتى تركت وكأن قولك فيهم | فـي كـل مـجـتمع طـنين ذباب |
مضافاً الي الموفقيات للزبير بن بكار /131، وأنساب الأشراف للبلاذري ترجمة الإمام تح ـ المحمودي /505، وكامل ابن الأثير /157.
وقد جاوز الحزام الطبيين - كما في المثل - حين قالت: «والله لوددت أني لم أذكر عثمان بكلمة قط وإني عشت في الدنيا برصاء سالخ، ولأصبع عثمان الّذي يشير بها إلى السماء خير من طلاع الأرض من عليّ»(2).
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: «على أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أكرمها وصانها وعظم من شأنها... ولو كانت فعلت بعمر ما فعلت به، وشقت عصا الأمة عليه ثمّ ظفر بها لقتلها ومزّقها إربا أربا، ولكن عليّاً كان حليماً كريماً»(3).
2- ومع الحسنين:
قال الأفغاني: «ولعل آخر تعبير عن موقفها السلبي من عليّ بن أبي طالب، انقباضها عن ولديه الحسن والحسين، فلقد كانت تحتجب منهما وهما لها من المحارم: انّهما سبطا زوجها لا تحل لهما ولا يحلان لها، ومن المعروف بداهة أنّه (لا تحل امرأة الرجل لولده ولا لولد ولده ولا لأولاد بناتهم)(4).
____________
(1) طبقات ابن سعد 2 ق 2/51.
(2) نعيم بن حماد - الفتن تح ـ أبو عبد الله محمّد محمّد عرفة /80 برقم 208 انتشارات المكتبة الحيدرية.
(3) شرح النهج لابن أبي الحديد 17/254.
(4) طبقات ابن سعد 8/50.
ولقد علّق على هذا الحادث ابن عباس بقوله: «إنّ دخولهما عليها لحلّ»(2).
أقول: ولعلماء التبرير في هذا مداخلة تضليل!
فقد روى ابن سعد في طبقاته قال: «أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي جعفر محمّد بن عليّ قال: كان الحسن والحسين لا يريان أمهات المؤمنين فقال ابن عباس: إنّ رؤيتهن لهما لحلال»(3) (لأنهنّ زوجات جدهما رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم)(4)
فيا هل ترى يصح ذلك؟ أو ليس هو نحو تحوير وتدجيل لما مرّ من منع عائشة وقول ابن عباس في ذلك.
ولكن من يقرأ سيرتها مع عليّ وآل عليّ ليدرك مدى انقباضها منهم، وليس منعها دفن الحسن عند جده إلاّ بعض ذلك وإن ناقش الأفغاني في ذلك ولكن سيأتي تحقيقه في مورده.
وحسبنا شهادة ابن أخيها القاسم بن محمّد بن أبي بكر - وهو أحد فقهاء المدينة السبعة - قال: «كانت أم المؤمنين إذا تعودت خُلُقاً لم تحب أن تدعه»(5). فهي قد تعوّدت أنقباضها من بني هاشم ولم تكتم بغضها لهم حتى البلد الّذي هم فيه تبغضه كما مرّ في المحاورة.
____________
(1) عائشة والسياسة /218.
(2) انظر طبقات ابن سعد 8/50 و128.
(3) طبقات ابن سعد 1/279 تح ـ محمّد بن صايل السلمي.
(4) نفس المصدر 8/50 و 128.
(5) نفس المصدر 8/50.