وانصاع لهذه المسألة غير واحد من البصريين، واستمر الخلاف حولها بعد ذلك حتى انفصل واصل بن عطاء عن الحسن البصري وانضم إلى واصل عمرو ابن عبيد، وعلى ذلك انبثقت الفرق النظامية والهذيلية والحائطية والجاحظية وكلّها فرق بصرية المنشأ بغدادية الثمر حتى قال أحمد: «إنّ ثلث أهل البصرة قدرية»(2).
فهذه المخلّفات شكّلت تركة ثقيلة يصعب على الوالي الجديد تصريفها ومعالجتها من دون وعي وحزم مع صبر وأناة، مضافاً إلى التعقيدات الفكرية الّتي كان أصحاب الديانات الأخر كاليهود والنصارى ممّن كانوا في البصرة يلقونها في أذهان المسلمين فيشوّشوا أفكارهم، وقد ورد اسم أبي الجلد ممّن كان يقرأ التوراة والقرآن، وذكروا له لقاءات مع ابن عباس، وسيأتي مزيد بيان عنه في الحلقة الثالثة من الموسوعة ان شاء الله تعالى، فكل تلك التراكمات والتداعيات تستدعي من ابن عباس أن يبذل جهداً مضاعفاً لهداية الناس وتوجيههم نحو السبيل الأمثل والطريق الأقوم، وقد فعل ذلك بكلّ حنكة ودربة، وتحمّل من العناء جهداً كبيراً.
ولابدّ لنا من المرور ببعض الشواهد الدالة على التخلف الديني عند بعض شرائح المجتمع البصري ـ يومئذ ـ ولنأخذ بعض المسائل العبادية مثلاً
____________
(1) كما مرّ في جوابها لابن عباس فراجع محاوراتها برواية البدء والتاريخ للمقدسي.
(2) تهذيب التهذيب لابن حجر 8/114.
1- فمثلاً في الصلاة كانوا ـ أولئك ـ يجهلون جواز الجمع بين الصلاتين.
فقد أخرج الطبراني في معجمه بسنده عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: «خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غابت الشمس وبدت النجوم، وعلق الناس(1) ينادونه الصلاة، وفي القوم رجل من بني تميم ينادي، فقال ابن عباس: تعلّمني السنّة لا أم لك، إنّي شهدت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جمع بين العصر والظهر، والمغرب والعشاء. فلقيت أبا هريرة فوافقه»(2).
أقول: وهذا أخرجه أحمد في مسنده وفيه: «قال عبد الله: فوجدت في نفسي من ذلك شيئاً فلقيت أبا هريرة فسألته فوافقه»(3)، ورواه أحمد ثانية في كتابه(4) وصححهما معاً أحمد شاكر، وروى الحديث أيضاً مسلم في صحيحه(5).
ولا يخفى على القارئ أنّ عبد الله بن شقيق هذا كان عثمانياً ترجمه ابن حجر في تهذيبه وحكى فيه بأنّه كان عثمانياً يبغض عليّاً ويحمل عليه(6)، فلا غرابة منه لو ارتاب في نفسه المريضة من حديث ابن عباس وان كان هو حبر الأمة وترجمان القرآن، وراح يستثبت حديثه من أبي هريرة، لكن الغرابة حين
____________
(1) علق الناس أي طفقوا.
(2) المعجم الكبير للطبراني 12/162 ط 2.
(3) مسند أحمد 4/70 برقم 2269.
(4) نفس المصدر 5/100 برقم 3293.
(5) صحيح مسلم 1/197.
(6) تهذيب التهذيب 5/254.
اللّهمّ احفظ عقول أمة محمّد من هذا التخبط والتخليط، فرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول لعليّ (عليه السلام): (لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق)(3)، وابن معين يقول: هو من خيار المسلمين!! {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ}(4)، فقد أخرج ابن عساكر بسنده عن محمّد بن منصور الطوسي قال: «سمعت أحمد بن حنبل وقد سأله رجل عن قول النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (عليّ قسيم النار) فقال: هذا حديث يضطرب طريقه عن الأعمش، ولكن الحديث الّذي ليس عليه لبس قول النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا عليّ لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق) وقال الله (عزّ وجلّ): {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ}(5) فمن أبغض عليّاً فهو في الدرك الأسفل من النار»(6).
____________
(1) نفس المصدر.
(2) نفس المصدر.
(3) راجع كتاب (علي إمام البررة 1/93 ط دار الهادي).
(4) سورة المدثر /35.
(5) النساء /145.
(6) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام 2/253، وهذا أخرجه أيضاً الكنجي الشافعي في كفاية الطالب /72 ط الحيدرية سنة 1390 هـ كما ذكره ابن أبي يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة 1/320.
فقد أخرج أبو داود(1) والنسائي(2) وأحمد(3) والدار قطني(4) والزيلعي واللفظ له عن الحسن عن ابن عباس: «انّه خطب في آخر رمضان على المنبر بالبصرة، فقال: أخرجوا صدقة صومكم، فكأن الناس لم يعلموا، قال: مَن ههنا من أهل المدينة؟ قوموا إلى إخوانكم فعلّموهم فإنّهم لا يعلمون فرض رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذه الصدقة، صاعاً من تمر أو شعير، أو نصف صاع من قمح على كلّ حر أو مملوك، ذكر أو أنثى صغير أو كبير»(5).
وفي لفظ أحمد المطول: «فجعل الناس ينظر بعضهم إلى بعض».
لماذا صار الناس ينظر بعضهم إلى بعض؟ لأنّه فاجأهم بحكم شرعي مفروض من الله على لسان نبيّه، وهم يجهلونه، ولو كان الولاة قبل ابن عباس قد ذكروه لهم أو عملوا به لمّا استغربوا خطبة ابن عباس في ذلك. (فظن بالولاة شراً ولا تسأل عن الخبر).
3- وحتى صدقات البقول لم يكن يعطونها حتى أخذها منهم ابن عباس.
روى يحيى بن آدم القرشي في كتابه الخراج بسنده عن أبي رجاء العطاردي قال: «كان ابن عباس بالبصرة يأخذ صدقاتها حتى دساتج الكرّاث»(6).
____________
(1) سنن أبي داود 2/114 بتحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد باب من روى نصف صاع من قمح.
(2) سنن النسائي في باب الحنطة وفي الجمعة في باب حث الإمام على الصدقة في الخطبة.
(3) مسند أحمد برقم 2018 مختصر 3291 مطولة بتحقيق أحمد محمّد شاكر ط مكتبة التراث الإسلامي.
(4) سنن الدارقطني /225.
(5) نصب الراية 2/418 ط الأولى 1357.
(6) الخراج لأبي يوسف /144ط السلفية.
وذلك فيما رواه طاووس عن ابن عباس: «أنّ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) استعمل يعلى بن أمية على البحر فكتب إليه في عنبرة وجدها رجل على الساحل يسأله عنها وعمّا فيها فكتب إليه عمر: أنّه سيب من سيب، فيها وفيما أخرج الله جل ثناؤه من البحر الخمس. قال: وقال عبد الله بن عباس: وذلك رأيي»(1). والبصرة يحدّها البحر من جهة الشرق.
5- وفي التعريف خارج عرفة لا يعلمون جواز ذلك لولا ما أعلمهم به ابن عباس عملياً.
فقد أخرج ابن سعد في ترجمة ابن عباس: «انّ الحكم بن أيوب المرسل إلى الحسن ـ البصري ـ يسأله: من أوّل من جمع بالناس في هذا المسجد يوم عرفة؟
فقال: أوّل من جمع ابن عباس قال: وكان مثجّة ـ أحسب في الحديث ـ يثير العلم.
قال: وكان يصعد المنبر فيقرأ سورة البقرة فيفسّرها آية آية»(2).
وهذا رواه عبد الرزاق في المصنف(3)، والبيهقي في السنن الكبرى(4)، والذهبي في سير أعلام النبلاء(5).
____________
(1) نفس المصدر /70.
(2) طبقات ابن سعد /157 تح ـ السُلمي ط الطائف.
(3) المصنف 4/376.
(4) السنن الكبرى 5/118.
(5) سير أعلام النبلاء 3/35.
ومن الغريب تفسير عبد السلام محمّد هارون لكلمة (أوّل من عرّفَ بالبصرة) فقال: «كذا ضبطت هذه الكلمة في ل، ب. والتعريف هنا بمعنى التعليم»(2)، ولم يتنبّه إلى معنى التعريف في الخبر وأنّ المراد به جمع الناس في يوم عرفة كما مرّ في تفسير الحسن البصري حسب رواية طبقات ابن سعد.
6- وفي مسألة إحرام من أرسل الهدي إلى الحرم وواعد بتقليد الهدي.
فقد روى مالك في الموطأ بسنده عن ربيعة بن عبد الله بن الهُدير: «أنّه رأى رجلاً متجرّداً بالعراق فسأل الناس عنه فقالوا: انّه أمر بهديه أن يُقلّد فلذلك تجرّد، قال ربيعة: فلقيت عبد الله بن الزبير فذكرت له ذلك فقال: بدعة وربّ الكعبة»(3).
وهذا الخبر بما أحاطه من الضبابية على جهالة اسم المتجرّد ولعل مالكاً لم يذكره رعاية للعباسيين الذين أحاطوه بإفضالهم فكتب لهم الموطأ، لكن الراوي نمّ على أن ذلك الشخص المتجرّد ممّن له شأن يذكر فسأل عنه، وفي جواب ابن الزبير أيضاً ما يدلّ على التعريض به. وإذا بحثنا لمعرفة تلك الشخصية الّتي لفّها
____________
(1) البيان والتبيين 1/331 تح ـ هارون.
(2) هامش المصدر السابق.
(3) الموطأ 1/249.
أقول: لقد مرّ الحديث عن هذا في حديث واحد خير شاهد فراجع.
7- وفي مسألة تحريم تصوير ذوات الأرواح لم يكن المصورون يعلمون الحكم فيه. حتى إذا صار عبد الله بن العباس والياً عليهم وفقّههم، أتاه من المصوّرين مَن يسأله عن عمله.
فقد روى أحمد في مسنده بسنده عن سعيد بن أبي الحسن ـ وهو أخ الحسن البصري ـ قال: «جاء رجل إلى ابن عباس فقال: يا بن عباس إني رجل أصوّر هذه الصور وأصنع هذه الصور فأفتني فيها؟ قال: أدن مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (كلّ مصوّر في النار يُجعل له بكل صورة صوّرها نفس تعذبه في جهنم)، فإن كنت لابدّ فاعلاً فاجعل الشجر وما لا نَفسَ له»(3). وهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه.
وكان يتبع في تهذيب أهل البصرة دينياً مختلف الأساليب التربوية قولاً وعملاً، فربّما رغّبهم وربّما رهبّهم، فهو لا يصعد المنبر حتى يؤدي حقّ ذلك
____________
(1) المصنف 4ق1/88 ط باكستان.
(2) فتح الباري 4/294 ط مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر سنة 1378 هـ.
(3) مسند أحمد 4/290 برقم 2811.
8- ما رواه ابن سعد في ترجمة ابن عباس بسنده عن الحسن البصري قال: «أوّل من عرّف بالبصرة عبد الله بن عباس. قال: وكان مثجة كثير العلم، قال: فقرأ سورة البقرة ففسّرها آية آية.
فمن غيره من الولاة الذين كانوا قبله صنع مثل ذلك؟»(1).
وكان يعلّمهم الدعاء كما يعلّمهم السورة من القرآن ـ كما يقول طاووس ـ: «يقول ابن عباس قولوا: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات»(2). وعلى نمط هذا.
9- ما رواه أحمد في مسنده بسنده عن أبي نضرة قال: «كان ابن عباس على منبر أهل البصرة فسمعته يقول: إنّ نبيّ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يتعوّذ في دُبر صلاته من أربع يقول: أعوذ بالله من عذاب القبر، وأعوذ بالله من عذاب النار، وأعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بالله من فتنة الأعور الكذاب»(3).
10- ومن خطبه في ولايته بالبصرة الّتي أمات فيها باطلاً وأحيى بها حقاً كما أمره الإمام في كتابه إليه كما تقدم، ما أخرجه الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن عبد الوارث قال: «بينا ابن عباس (رحمه الله) يخطب عندنا على منبر البصرة
____________
(1) طبقات ابن سعد /158 تح ـ السُلمي ط الطائف.
(2) مسند أحمد 4/27 برقم 2168 تح ـ أحمد محمّد شاكر.
(3) نفس المصدر 4/231 وأخرجه ثانيه في /275 برقم 2779 واسناده في المرتين صحيح.
11- ومن تكريمه لأهل العلم، صنيعه مع أبي العالية رُفيع بن مهران، قال: «دخلت على ابن عباس وهو أمير البصرة فناولني يده حتى استويت معه على السرير، فقال رجل من بني تميم انّه مولى، قال: وعليَّ قميص ورداء وعمامة بخمسة عشر درهماً»(2).
وعند الذهبي: «فتغامزت بي قريش، فقال ابن عباس: هكذا العلم يزيد الشريف شرفاً، ويجلس المملوك على الأسرّة»(3). وستأتي ترجمة أبي العالية وفيها شواهد عن ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) في الحلقة الثالثة إن شاء الله.
12- أتاه رجل بسعاية فقال له: «يا هذا إن كنت صادقاً مقتناك، وإن كنت كاذباً عاقبناك وإن شئت أقلناك. فقال: أقلني»(4).
وهذا مأخوذ من الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قولاً وفعلاً، فقد أتاه رجل يسعى إليه برجل فقال: «يا هذا نحن نسأل عمّا قلت، فإن كنت صادقاَ مقتناك، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أن نقيلك. فقال: أقلني يا أمير المؤمنين»(5).
____________
(1) أمالي الطوسي 1/62 و 97 مط النعمان والآية من سورة الشعراء /227.
(2) انظر طبقات ابن سعد 7/80 ـ 85.
(3) سير أعلام النبلاء 5/208.
(4) إحياء العلوم للغزالي بشرح اتحاف السادة المتقين 9/352.
(5) نفس المصدر.
____________
(1) الصافات /89.
(2) الأنبياء /63.
قال: ثمّ آتي باب الجنة فأخذ بحلقة باب الجنة فأقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فأقول: محمّد، فيُفتح لي، فأرى (نور) ربّي (عزّ وجلّ) وهو على كرسّيه أو سريره، فأخرّ له ساجداً، وأحمده بمحامد لم يحمده
وختاماً لحديثنا عن جهود ابن عباس في حقل التوجيه الديني والعلمي نختم بما جاء في أخبار الدولة العباسية بالسند عن أبي عرابة الهجيمي قال: «كان ابن عباس يفطّر الناس في شهر رمضان بالبصرة، فكانوا لا ينقلبون في كلّ ليلة أن يسمعوا فائدة في دين أو دنيا، فكانوا إذا فرغوا من العشاء تكلّم فأقل وأوجز، فقال لهم ليلة: ملاك أمركم الدين، وزينكم العلم، وحصون أعراضكم الأدب، وعزّكم الحلم، وصلتكم الوفاء، وطَولكم في الدنيا والآخرة المعروف، فاتقوا الله يجعل لكم من أمركم يُسرا.
فقال رجل: يا أبا العباس من أشعر الناس؟ فإنا قد تمارينا في ذلك منذ اليوم فكان كلّ قوم يقول شاعرنا. وأقبل عبد الله على أبي الأسود فقال: يا أبا الأسود من أشعر الناس؟ فقال أبو الأسود الّذي يقول:
ولقد اغتدى يدافع ركني | أجوليٌ ذو ميعة إضريجُ |
مخلطٌ مزيلٌ مِعَنٌ مِغَنٌ | مِنفحٌ مِطرَحٌ سبوحٌ خَروجُ |
سَلهبٌ شرجَبٌ كأنّ رَماحاً | حملته وفي السراة دُموجُ |
تتعادى به قوائم لأمٍ | وحوامٍ صُمّ الحوافر عُوجُ |
____________
(1) مسند أحمد 4/187 برقم 2546 و 4/241 برقم 2692 تح ـ أحمد محمّد شاكر.
مقبلاتٌ في الجري أو مدبراتٌ | بهوى طائعٍ بهن يهيج(1) |
هذا الشعر لأبي داود الأيادي وكان أبو الأسود يفضله.
فقال ابن عباس: إنّ شعراءكم قد قالوا فبلغ كلّ رجل منهم بعض ما أراد، ولو كانت لهم غاية يستبقون إليها يجمعهم فيها طريق واحد، لعلمنا أيهم أسبق إلى تلك الغاية، فإن يك قال ولم يقل عن رغبة ولا رهبة فامرؤ القيس بن حجر»(2).
وقد روي هذا الخبر برواية راو آخر في نفس المصدر قال: «كان ابن عباس مثجاً ينحدر غَرَبا، وكان أمير البصرة يعشّي الناس في شهر رمضان، فلا ينقضي الشهر حتى يفقههم، وكان إذا كانت آخر ليلة من شهر رمضان يعظهم، ويتكلم بكلام يردعهم ويقول: ملاك أمركم الدين، وصلتكم الوفاء، وزينتكم العلم، وسلامتكم الحلم، وطَولكم المعروف، إن الله كلّفكم الوسعَ فاتقوا الله ما استطعتم.
قال: فقام أعرابي فقال: من أشعر الناس أيها الأمير؟
قال: أفي أثر العظة؟ قل يا أبا الأسود، قال فقال أبو الأسود الدؤلي: أشعر الناس الّذي يقول:
فإنك كالليل الّذي هو مدركي | وإن خلتُ أن المنتأى عنك واسع |
قال: نابغة بني ذبيان»(3).
____________
(1) الأبيات في الأغاني 16/376 بتفاوت في اللفظ.
(2) أخبار الدولة العباسية /29.
(3) نفس المصدر /33 ـ 34.