لو كان يخلد أقوام بمجدهم | أو ما تقدّم من أيامهم خلدوا |
أو كان يقعد فوق الشمس من كَرَمٍ | قومٌ بأولهم أو مجدهم قعدوا |
قوم أبوهم سنان حين تنسبهم | طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا |
إلى آخر ما أنشده.
فجثا عمر على ركبتيه ثمّ قال: ما لهذا الشاعر قاتله الله، لقد قال كلاماً حسناً ما كان ينبغي أن يقال إلاّ في أهل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما خصّهم الله به من النبوة والكرامة. إلى آخر ما جرى بين ابن عباس وعمر حول صرف قريش الخلافة عن أهل البيت، وأنتهت المحاورة بقول عمر لجلسائه: «لله در ابن عباس، واهاً لابن عباس والله ما رأيته لاحى أحداً قط إلاّ خصمه».
وهذه المحاورة مع أمثالها ستأتي في الحلقة الثانية من الموسوعة إن شاء الله تعالى.
وحسبنا ما ذكرنا من شواهد دلّت على جهوده وجهاده في نشر الوعي الديني في المجتمع البصري الّذي كان متخلّفاً كثيراً في هذا الجانب، ولا شك في أنّ الولاة قبل ابن عباس يتحملون نصيباً كبيراً من وزر ذلك التخلّف، ومن
ومع ما كان عليه ابن عباس من فهم وعلم، إذا استعصى عليه أمر كتب إلى الإمام فيه فيكتب الإمام إليه بالجواب كما في مسألة ميراث الجد مع ستة أخوة، فكتب إليه: «إجعله كأحدهم وامح كتابي» كما في المصنف(1)، ويبدو لي وقوع تصحيف في آخره، وأنّ الصواب كما في كتاب ذكر أخبار اصبهان، فقد ذكر أبو نعيم الاصبهاني في ترجمة محمّد بن الحارث الصيداوي الأسدي حديثاً رواه عن قيس بن الربيع عن سليمان وفراس المكتب: «كتب ابن عباس إلى عليّ في سبعة أخوة وجدة فكتب إليه أقسم المال بينهم، وانسخ كتابي ولا تجلّده»(2)، وهذا النصّ يدلنا على أنّ ابن عباس كان ينسخ كتاب الإمام وأنّه كان يجلّد الكتب الّتي ترده من الإمام (عليه السلام)، وعليه فيمكن عدّ ابن عباس من الأوائل الذين جمعوا كلام الإمام في مجلد. وإن لم يشر إلى ذلك دارسو نهج البلاغة، وهذا نص له دلالته الإيجابية.
ثمّ إنّه قد وردت عن ابن عباس مرويات في شتى فنون المعرفة رواها عنه رواة بصريون يعدّون بالعشرات، ستأتي تراجمهم في الحلقة الثالثة من الموسوعة إن شاء الله تعالى، وهؤلاء كانوا امتداداً لمدرسته في البصرة.
3- السلوك الشخصي:
أمّا عن سلوكه الشخصي في البصرة، فهو جزء متشابك مع النشاط الإداري والسياسي والتوجيه الديني والعلمي ولما كانت البصرة مهبط إبليس - كما مر
____________
(1) مصنف أبي شيبة 11/293 ط باكستان.
(2) أخبار اصبهان 2/113ط أفست إسماعيليان عن ط ليدن.
غير أنّه بما أتاه الله من قوة الشخصية مع حدّة الفهم وبُعد النظر ما ينفذ به إلى بواطن الأمور، وكان على حدّ قول الإمام فيه، وهو مربّيه ومولّيه: (كأنّما ينظر إلى الغيب من وراء ستر رقيق)(1)، ثمّ هو على حدّ وصفه له في خطبة ولايته بالفقه والتقوى والورع، فلمّا كان كذلك كان من الطبيعي أن لا يفسح المجال أمام الإنتهازيين، فكان شديداً بلا عُنف، وليّناً بلا ضعف.
وإلى القارئ نموذجَين من مواقفه: أحدهما مع نمّام، وآخر مع هجّاء.
فقد روي أنّ رجلاً أتاه بنميمة، فقال له: يا هذا إن شئت سألنا عما جئت به، فإن كنت صادقاً مقتناك، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أقلناك، فاستعفى الرجل، ومن الطبيعي أن يعرف ذلك المتزلّفون إلى الحكّام بالنميمة، فقد
____________
(1) جاء في فيض القدير للمناوي 1/60 قال فيه - ابن عباس - عليّ كرّم الله وجهه (كأنّما ينظر إلى الغيب من وراء ستر رقيق).
أمّا عن شريحة الشعراء الهجّائين فيكفي ما صنعه ابن عباس مع عيينة بن مرداس ـ وحديثه: «قالوا: أتى عيينة بن مرداس ـ وهو ابن فسوة ـ عبد الله بن العباس (عليهما السلام)، وهو عامل لعليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه على البصرة ـ وتحته يومئذ شميلة بنت جنادة ابن بنت أبي أزهر الزهرانية، وكانت قبله تحت مجاشع بن مسعود السُلمي ـ فاستأذن عليه فأذن له ـ وكان لا يزال يأتي أمراء البصرة فيمدحهم فيعطونه ويخافون لسانه ـ فلمّا دخل على ابن عباس قال له ما جاء بك إليَّ يا بن فسوة؟ فقال له: وهل عنك مقصراً، ووراءك معدَى، جئتك لتعينني على مرؤتي وتصل قرابتي.
فقال له ابن عباس: وما مرؤة من يعصي الرحمن ويقول البهتان، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل، والله لئن أعطيتك لأعيننك على الكفر والعصيان، انطلق فأنا أقسم بالله لئن بلغني أنّك هجوت أحداً من العرب لأقطعنّ لسانك.
فأراد الكلام فمنعه مَن حضر، وحبسه يومه ذلك، ثمّ أخرجه من البصرة، فوفد إلى المدينة بعد مقتل عليّ (عليه السلام)، فلقي الحسن بن عليّ (عليه السلام) وعبد الله بن جعفر (عليهما السلام) فسألاه عن خبره مع ابن عباس (عليه السلام) فأخبرهما، فاشتريا عِرضه بما أرضاه، فقال يمدح الحسن وابن جعفر (عليهما السلام) ويلوم ابن عباس (رضي الله عنهما):
أتيت ابن عباس فلم يقض حاجتي | ولم يرج معروفي ولم يخش منكري |
حبست فلم أنطق بعذر لحاجة | وشُدّ خِصاص البيت من كلّ منظر |
وجئت وأصوات الخصوم وراءه | كصوت الحمام في القليب المغوّر |
وما أنا إذ زاحمت مصراع بابه | بذي صولة باقٍ ولا بحزوّر |
فلو كنت من زهران لم ينس حاجتي | ولكنني مولى جميل بن معمر(1) |
وباتت لعبد الله من دون حاجتي | شميلة تلهو بالحديث المقتّر |
ولم يقترب من ضور نار تحتَها | سُميلة إلاّ أن تصلي بمجمر |
تطالع أهل السوق والباب دونها | بمستفلك الذفرى أسيل المدثّر |
إذا هي همت بالخروج يردّها | عن الباب مصراعاً منيف محبّر(2) |
فليت قلوصي عريت أو رحلتها | إلى حسن في داره وابن جعفر |
إلى ابن رسول الله يأمر بالتقى | وللدين يدعو والكتاب المطهّر |
إلى معشر لا يخصفون نعالهم | ولا يلبسون السَبت ما لم يخصّر |
فلما عرفت اليأس منه وقد بدت | أيادي سبا الحاجات للمتذكر |
تسنّمت حرجوجاً كأن بغامها | أحيح ابن ماء في يراع مفجّر |
فما زلت في التسيار حتى أنختها | إلى ابن رسول الأمة المتخيّر |
فلا تدعني إذ رحلتُ اليكم | بني هاشم أن تصدروني لمصدر |
وهي قصيدة طويلة هذا ذكر في الخبر منها... اهـ.»(3).
فهذا الّذي رواه صاحب الأغاني رواه أيضاً غيره، فالبلاذري روى ذلك بأخصر ممّا رواه الاصفهاني، وجاء عنده: «فقال له ابن جعفر: أنا أعطيك ما
____________
(1) وكان حليفاًَ لجميل بن معمر القرشي.
(2) وجدت بخط إسحاق الموصلي: محيّر.
(3) الأغاني 19/143.
وقال: إنّ عبد الله بن عباس دعا على ابن فسوة فخرس وأصابه خبل مات فيه...»(1). وروى الخبر ابن قتيبة(2).
وقد يساور الشك بعض القراء فيتخيل البخل في ابن عباس حيث لم يتق شر لسان ابن فسوة، فيسد فمه بلهوة، ولكن سرعان ما يتبدد ذلك الخيال حين يقرأ نماذج من أقوال معاصريه في سخائه.
كقول عطاء: «ما رأيت مجلساً قط أكرم من مجلس ابن عباس أكثر علماً وأعظم جفنة»(3).
وقول مجاهد: «كان ابن عباس أمدّهم قامة، وأعظمهم جفنة، وأوسعهم علماً»(4).
وقول الضحاك: «ما رأيت بيتاً أكثر خبزاً ولحماً من بيت ابن عباس»(5).
فمن كان كذلك في بذله الطعام، وإكرام الكرام، لا يذهب الوهم بالقارئ أنّه منع ابن فسوة بخلاً، وإنّما رأى في إعطائه معونة على الكفر والعصيان فلا يحلّ له إكرامه، وهو يعصي الرحمن ويقول البهتان.
وحسبنا دليلاً على وضعه الكرم موضعه حديث وفادة أبي أيوب الأنصاري على ابن عباس بالبصرة وإكرامه، حتى خرج عن داره فأنزله فيها ـ كما أنزل
____________
(1) أنساب الأشراف (ترجمة ابن جعفر) 2/49 تح ـ المحمودي.
(2) الشعر والشعراء /137.
(3) أنظر تاريخ بغداد 1/174.
(4) أنظر طبقات ابن سعد ترجمة ابن عباس تح ـ السُلمي ص203.
(5) أنظر سير أعلام النبلاء للذهبي 4/451 ط دار الفكر.
وكذلك ما روي في أخبار الدولة العباسية قال: وقدم ركب من بني عبد الله بن بلال ـ كذا والصواب: هلال ـ بن عامر البصرة، فبلغ ذلك عبد الله بن العباس وهو يومئذ عامل عليّ بن أبي طالب على البصرة فأرسل إليهم فأتوه فقال: ما منعكم من النزول على ابن اختكم ـ وكانوا أخواله ـ فقالوا: نزلنا في بني هلال، وكرهنا جماعة الناس وغمّ الأزقة، وأحببنا فسحة هذا الظهر نسرح فيه.
قال: إذن لا تبعدوا من أن يأتيكم القرى، فكانت الجفان تغدو عليهم وتروح بألوان الطعام، فقال ابن المنتخب الهلالي:
انّ ابن عباس وجود يمينه | كفى كلّ معتلّ قراناً وباخل |
وأرحلنا عنه ولم ينأ خيرُه | ولا غاله عن برّنا أم غافل |
تروح وتغدو كلّ يوم جفانُهُ | بكل سديف النيّ للجوع قاتل(1) |
وروى الغزالي(2)، والقاضي التنوخي في المستجاد(3)، والفيض الكاشاني(4)، وعبد الحفيظ أبو السعود(5)، وغيرهم: «انّه اجتمع قرّاء البصرة إلى ابن عباس وهو عامل بالبصرة، فقالوا: لنا جارٌ صوّام قوّّام يتمنى كلّ واحد منّا
____________
(1) أخبار الدولة العباسية /124 تح ـ الدوري والمطلبي.
(2) إحياء العلوم 3/215.
(3) المستجاد من فعلات الأجواد /34 تح ـ محمّد عليّ كرد علي ّط الترقي بدمشق سنة 1365.
(4) المحجة البيضاء 6/67.
(5) محمّد وصحبه ط دار الكتاب العربي بمصر سنة 1367.
وروى البلاذري: «إنّ ابن عباس كان يعشّي الناس بالبصرة في شهر رمضان ويحدّثهم ويفقههم فإذا كانت آخر ليلة من الشهر ودّعهم ثمّ قال: ملاك أمركم الدين، ووصلتكم الوفاء، وزينتكم العلم، وسلامتكم في الحاكم، وطَولكم في المعروف، إنّ الله كلّفكم الوسع فاتقوه ما استطعتم»(1).
هذه نبذة مقتطفة من تاريخ حياته في البصرة. ولم أقف على أصدق واصف له في أيام ولايته من صعصعة بن صوحان العبدي (رحمه الله)، وذلك عندما قدم إلى الكوفة فسأله الإمام عنه فقال: «يا أمير المؤمنين، إنّه آخذ بثلاث وتارك لثلاث:
آخذ بقلوب الناس إذا حَدّثَ، وبحسن الاستماع إذا حُدِّث، وبأيسر الأمر إذا خولف. وتارك المراء، ومقارنة اللئيم، وما يعتذرَ منه»(2).
ولم يخطيء صعصعة في وصفه، كما أنّه لم يبالغ، فقد كان ابن عباس كذلك منذ كان فتى لم تستو شؤون رأسه كما قال عمر في حقه، ولقد رآه
____________
(1) أنساب الأشراف (ترجمة ابن عباس) برقم 117 نسخة مخطوطة بقلمي.
(2) مختصر تاريخ دمشق 12/313.
إنّي وجدت بيان المرء نافلة | تُهدى له ووجدت العيّ كالصمم |
والمرء يبلى ويبقى الكلم سائرة | وقد يلام الفتى يوماً ولم يلم(1) |
وصدق وصف القائل فيه:
صموت إذا ما زين الصمت أهله | وفتّاق أبكار الكلام المختّم |
وعن ماحوى القرآن من كلّ حكمة | وسيطت له الآراء باللحم والدم(2) |
حل مشكلة في التاريخ:
نقرأ أحياناً في التاريخ أحداثاً لفّها الغموض الزماني بضبابية تكاد تخفي حقائقها، وإذا دققنا النظر فيها ملاحظين البُعد الزماني والمكاني، نجد ما حَدَث من تشويش إنّما هو من فعل المؤرخين، حين يذكرون النصوص المختلفة وأحياناً متضادة ومتنافرة، ثمّ لا يتحمّلون عناء معالجتها، مكتفين بسياقها مسندة ـ كما فعل الطبري وابن اعثم ـ أو نسبتها إلى القيل، وبذلك يحسبون أنهم رفعوا عن أنفسهم إصر التبعة، غافلين عن حساب البُعد الزماني والمكاني في تكوين الحَدَث، ومهما كان عذرهم، فإنّ المشكلة الّتي تواجهنا فعلاً، هي تحديد الفترة الّتي أقامها الإمام في الكوفة بدءاً من دخوله إليها في 12 رجب سنة 36 إلى أن
____________
(1) عيون الأخبار لابن قتيبة 1/229 ط دار الكتب، والإصابة 2/352، والاستيعاب بهامش الإصابة 2/346 ط مصطفى محمّد.
(2) الروض الأنف للسهيلي 2/313 ط مصر.
ولنأخذ نموذجاً منهم المسعودي المتوفى سنة 346هـ، فقد قال: «وولى على البصرة عبد الله بن عباس وسار إلى الكوفة، فكان دخوله لأثنتي عشرة ليلة مضت من رجب... وصرف عن همدان جرير بن عبد الله البجلي وكان عاملاً لعثمان... ووجّه بجرير بن عبد الله إلى معاوية، فلمّا قدم عليه جرير دافعه وساءله أن ينتظره وكتب إلى عمرو بن العاص... فقدم جرير على عليّ فأخبره خبرهم...»(1).
وقال: «وكان سير عليّ من الكوفة إلى صفين لخمس خلون من شوال سنة ست وثلاثين...»(2).
وقال: «ولمّا كان أوّل يوم من ذي الحجة بعد نزول عليّ على هذا الموضع ـ يعني شريعة الماء بصفين ـ بعث إلى معاوية يدعوه إلى اتحاد الكلمة، فاتفقوا على الموادعة إلى آخر المحرم سنة سبع وثلاثين...»(3).
فهذا نموذج واحد ولم يبعد عنه الآخرون في ضبط الأحداث باليوم والشهر والسنة، وهذا ما يبعث على العجب! وأعجب منه ما رواه أبو هلال
____________
(1) مروج الذهب 2/381 تح ـ محمّد محي الدين عبد الحميد.
(2) نفس المصدر /348.
(3) نفس المصدر /387.
فإنّ الزمن الّذي حددوه ـ ومنهم المسعودي ـ من دخول الإمام إلى الكوفة في 12 رجب سنة 36هـ وبين خروجه منها إلى صفين في 5 شوال سنة 36هـ لم يبلغ ثلاثة أشهر، مع أنّ المسعودي بالذات ذكر في كتابه قولاً: «أن كان بين دخول الإمام الكوفة وبين التقائه معاوية للقتال بصفين ستة أشهر وثلاثة عشر يوماً»(2) ولم يعقب على ذلك القول بشيء، ممّا دل على رضاه به. وهذا التحديد على ما فيه أحسبه أقرب إلى الواقع إذا ما جعلناه ستة عشر شهراً وثلاثة عشر يوماًَ، واحتملنا سقوط (عشر) من بعد الستة من الناسخ. وحينئذ يتفق مع قول الشعبي الّذي رواه نصر بن مزاحم: «إنّ عليّاً قدم من البصرة مستهل رجب وأقام بها سبعة عشر شهراً يجري الكتب فيما بينه وبين معاوية وعمرو بن العاص...»(3).
فإنّا إذا اعتمدنا هذا القول في تحديد الفترة تكشفت بعض الجوانب من الضبابية، لأنّها ـ الفترة ـ حينئذٍ تسع لتلك الأحداث المذكورة.
وللتوضيح وعلى سبيل المثال، فلنأخذ حدثاً له أبعاد زمانية ومكانية تنير الدرب أمامنا. ذلك هو كتاب الإمام إلى جرير بن عبد الله وكان عاملاً لعثمان على همدان وإرساله إلى معاوية ولنرجع في حكايته على طولها إلى أقدم مصدر بين أيدينا هو كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم المتوفى سنة 212هـ.
____________
(1) جمهرة الأمثال 2/158.
(2) مروج الذهب 2/360.
(3) وقعة صفين /89 ـ 90.
ثمّ ذكر نصر: خطبة جرير في الناس وخطبة زحر بن قيس وذكر من الشعر لابن أخت جرير ولجرير ولغيرهما ممّا لا يعنينا ولا يغنينا ذكره، سوى أنّ الّذي يعنينا قول الراوي: «فأجاب جرير وكتب جواب كتابه بالطاعة»(2)، وهذا الّذي جرى كلّه يحتاج إلى زمان لا يقل عن الشهر.
وقال أيضاً: «ثمّ أقبل جرير سائراً من ثغر هَمَدان حتى ورد على عليّ (عليه السلام) بالكوفة فبايعه ودخل فيما دخل فيه الناس من طاعة عليّ واللزوم لأمره»(3).
____________
(1) نفس المصدر /19 فما بعدها.
(2) نفس المصدر /20.
(3) نفس المصدر /24.