ترجمـة المؤلّـف(1)
اسمه ونسـبه:
هو: أبو نُعيم أحمد بن عبـد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى ابن مهران، الإمام الحافظ، الثقة العلاّمة، شيخ الإسلام، المهراني الأصبهاني، سـبط الزاهد محمّـد بن يوسف البنّاء، صاحب كـتاب " حلية الأولياء "، كان من أعلام المحدّثين، وأكابر الحفّـاظ والثقات.
ولد في أصفهان في شهر رجب سـنة 336 هـ في بيت علم وأدب، فقد كان والده من المحدّثين وعلماً من أعلام البلد.
وكديدن كبار العلماء قام أبو نُعيم برحلات عديدة طلباً للعلم والمعرفة، امتدّت على طول البلاد وعرضها آنذاك، حتّى وصل إلى الأندلس مروراً ببغداد ومكّة والبصرة والكوفة ونيسابور، ولقي في كلّ بلد الأئمّـة الّذين كانوا فيها وسمع منهم.
ألـمّ أبو نُعيم بكـثير من فنون العلم، فمن ذلك أنّه كان محدّثاً ومؤرّخاً ومفسّـراً وفقيهاً وقارئـاً، وله مصنّـفات عديدة في كلِّ فنّ
____________
1- اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية:
وفيات الأعيان 1 / 91 رقم 33، تذكرة الحفّاظ 3 / 1092 رقم 993، سـير أعلام النبلاء 17 / 453 رقم 305، طبقات الشافعية الكبرى 4 / 18 رقم 254، تنقيح المقال 6 / 249 رقم 1096.
شـيوخـه:
لأبي نُعيم شـيوخ كـثيرون، نقتصر على ذِكر بعضهم:
1 ـ أبو محمّـد عبـد الله بن محمّـد بن جعفر، المعروف بأبي الشيخ الأنصاري.
2 ـ أبو أحمد الحاكم محمّـد بن محمّـد النيسابوري، صاحب التصانيف الكـثيرة.
3 ـ أبو القاسم الطبراني، صاحب التصانيف.
4 ـ القاضي أبو أحمد محمّـد بن أحمد بن العسّال.
5 ـ أبو بكر بن الهيثم الأنباري.
بعض تلامذته:
1 ـ الخطيب البغدادي، صاحب " تاريخ بغـداد ".
2 ـ هبـة الله بن محمّـد الشـيرازي.
3 ـ أبو بكر بن علي الذكواني.
4 ـ القاضي أبو علي الوخش.
5 ـ أبو صالح المؤذّن.
بعض مؤلّـفاته:
1 ـ حلية الأولياء.
2 ـ معرفة الصحابة.
3 ـ دلائل النبـوّة.
4 ـ المسـتخرج على البخاري.
5 ـ تاريخ أصفهان.
6 ـ المسـتخرج على مسلم.
7 ـ الأربعون حديثاً منتقاة في شأن المهديّ (عليه السلام)، وهي الرسالة التي بين أيدينا.
8 ـ معجم الصحابة.
9 ـ عمل اليوم والليلة.
10 ـ صفة الجنّـة.
أقوال بعض العلماء فيه:
قال الخطيب البغدادي: لم أرَ أحداً أُطلق عليه اسم الحافظ غير رجلين، هما: أبو نُعيم الأصبهاني وأبو حازم العبدي الأعـرج.
وقال ابن خلّـكان: الحافظ المشهور صاحب كـتاب " حلية الأوليـاء "، كان من أعلام المحدّثين وأكابر الحفّاظ الثقات، أخذ من
وقال الذهبي: الحافظ الكبير، محدّث العصر، الصوفي الأوّل.
وقال السـبكي: الإمام الجليل الحافظ، الصوفي الجامع بين الفقه والتصوّف، والنهاية في الحفظ والضبط... أحد الأعلام الّذين جمع الله لهم بين العلـوّ في الرواية والنهاية في الدراية.
وقال ابن مردويه: كان أبو نُعيم في وقته مرحولا إليه، ولم يكن في أُفق من الآفاق أسـند ولا أحفظ منه، كان حفّاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كلّ يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربّما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر، ولم يكن له غذاء سوى التصنيف أو التسميع.
وقال حمزة بن العبّـاس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نُعيم أربع عشـرة سـنة بلا نظير، لا يوجد شـرقاً ولا غرباً أعلى إسـناداً منه ولا أحفظ.
وفـاته:
اختلف العلماء والمؤرّخون في يوم وشهر وفاة أبي نُعيم، إلاّ أنّهم اتّفقوا على سـنة وفاتـه، فمنهم من قال بأنّه توفّي في العشرين من المحرّم سـنة أربعمئة وثلاثين، ومنهم من قال: بأنه توفّي في الثامن والعشرين من المحرّم سـنة أربعمئة وثلاثين، ومنهم من قال
وبهذا أصبح من الواضح والثابت أنّ سـنة الوفاة غير مختلف فيها، وأنّ الفارق بين هذه التواريخ لا يتعدّى الشهر، وبهذا يكون أبو نُعيم قد عاش أربعة وتسـعين عاماً.
دُفن في بلدته أصفهان، في المقبرة المعروفة المشهورة بـ: آب بخشـگان، قبره في آخرها ممّـا يلي المشرق.
ترجمة صاحب " كشف الغمّـة "(1)
هو: الشيخ أبو الحسن بهاء الدين عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الأربلّي، كان عالماً، فاضلا، محدّثاً، ثقة، شاعراً، أديباً، جامعاً للفضائل والمحاسـن.
اشـتُـهِر في الإنشاء والأدب العربي الجديد أثر انقراض أثر الدولة العبّـاسـية ببغـداد.
كان والده أميراً حاكماً بأربل أيّام الصاحب تاج الدين محمّـد ابن الصلايا الحسـين.
كـتب لمتولّي أربل، ثمّ عمل ببغـداد في ديوان الإنشاء.
مصنّـفاته:
له مصنّـفات عديـدة منها:
1 ـ كشف الغمّـة في معرفة الأئمّـة، كـتاب جامع حسن، فرغ من تأليفه سـنة 678 هـ.
____________
1- اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية:
فوات الوفيات 2 / 57 ـ 60 رقم 347، كشف الظنون 2 / 1492 و 1939، هديّـة العارفين 5 / 714، الأعلام 4 / 318، معجم المؤلّفين 2 / 484 رقم 9805، معجم رجال الحديث 13 / 114 رقم 8360، وانظر: مقـدّمة " كشف الغمّـة ".
3 ـ رسالة الطيف، توجد نسخة مخطوطة منها في مكتبة الفاتيكان.
4 ـ نزهة الأخيار في ابتداء الدنيا وقدر القويّ الجبّار.
5 ـ العشّاق وخلوة المشـتاق.
6 ـ حياة الإمامين زين العابدين ومحمّـد الباقر عليهما السلام.
7 ـ حدائق البيان في شرح التبيان ; في المعاني والبيان.
8 ـ ديوان شعر.
شـيوخه في الرواية:
1 ـ السـيّد رضي الدين عليّ بن طاووس.
2 ـ السـيّد جلال الدين عليّ بن فخار.
3 ـ تاج الدين أبو طالب عليّ بن أنجب، الشهير بابن الساعي البغـدادي.
4 ـ الحافظ أبو عبـد الله الكنجي الشافعي.
5 ـ كمال الدين أبو الحسـن عليّ بن وضّـاح.
الرواة عنـه:
1 ـ الحسن بن يوسف بن عليّ بن المطهّر، المعروف بالعلاّمة الحلّي.
3 ـ السـيّد شمس الدين محمّـد بن فضل العلوي الحسـني.
4 ـ الشـيخ تقي الدين بن إبراهيم بن محمّـد بن سالم.
شـعره:
له شعر كـثير في مدائح الأئمّـة (عليهم السلام)، ذكر جملة منها في كـتابه " كشف الغمّـة "، منها قوله في قصيـدة:
وإلى أمير المؤمنين بعثتُـها | مثل السفاين عمن في تيّارِ |
تحكي السهام إذا قطعن مفازةً | وكأنّها في فقة الأوتارِ |
تنحو بمقصدها أغرّ شأي الورى | بزكاء أعراق وطيب نجارِ |
حمّال أثقال ومسعف طالب | وملاذ ملهوف وموئل جارِ |
شرف أقـرّ به الحسود وسؤدد | شاد العلاء ليعْـرب ونزارِ |
سل عن عليّ مقامات عرفن به | شدّت عرى الدين في حلّ ومرتحلِ |
مآثر صافحت شهب النجوم عُلا | مشـيدة قد سمت قدراً على زحلِ |
كم من يد لك فينا يا أبا حسن | يفوق نائلها صوب الحيا الهطلِ |
وقوله من قصيدة في مدح الإمام الحسـن (عليه السلام):
إلى الحسن بن فاطمة أُنيرت | بحـقّ أينـق المدح الجيادِ |
أقـرّ الحاسدون له بفضل | عوارفه قلائد في الهوادِ |
وقوله من قصيدة في رثاء الإمام الحسـين (عليه السلام):
إنّ في الرزء بالحسـين الشهيدِ | لعناء يودي بصبر الجليدِ |
إنّ رزء الحسـين نجـل عليّ | هـدَّ ركناً ما كان بالمهدودِ |
والثمِ الأرض إن مررت على | مشهد خير الورى عليّ بن موسى |
وأبلِغَنّه تـحيّةً وســلامــاً | كشَذا المِسك من عليِّ بن عيسى |
وقوله من قصيدة في مدح الإمام المهديّ (عليه السلام):
عداني عن التشبيب بالرشأ الأحوى | وعن بانتي سلع وعن علمي حزوى |
غرامي بناء عن عناني وفكرتي | تمثّله للقلب في السرّ والنجوى |
من النفر الغرّ الّذين تملّـكوا | من الشرف العادي غايته القصوى |
هم القوم من أصفاهم الودّ مخلِصاً | تمسّك في أُخراه بالسـبب الأقوى |
هم القوم فاقوا العالمين مآثراً | محاسنها تجلى وآياتها تروى |
ترجمة صاحب " العَرف الوردي "(1)
هو: الحافظ جلال الدين عبـد الرحمن بن أبي بكر بن محمّـد الشافعي الخضيري السـيوطي، صاحب المصنّفات الكـثيرة الشهيرة، عالم حافظ مشارك في أنواع العلوم.
وُلد في القاهـرة سـنة 849 هـ، ونشأ بها يتيماً بعد أن توفّي والده سـنة 855 هـ ـ الذي كان من فقهاء الشافعية ـ، وهو في السادسة من عمره، لكنّ الله منحه ذاكرة خصبة، وذكاءً وقّاداً، وقدرة على الحفظ والاسـتنباط اسـتطاع من خلال ذلك شقّ طريقه في ميدان الدرس، فبعد أن حفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره قرأ على جماعة من العلماء بلغوا نحواً من خمسـين.
ولمّا بلغ أربعين سـنة اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل منزوياً عن أصحابه جميعاً، فألّف أكـثر كتبه، والتي قيل: إنّها بلغت نحو سـتّـمئة مصنّـف.
____________
1- اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية:
شذرات الذهب 8 / 51 ـ 55، الضوء اللامع 4 / 65 ـ 70 رقم 203، النور السافر: 51 ـ 54، الأعلام 3 / 301، معجم المؤلّفين 2 / 82 رقم 6792، وقد ترجم لنفسه ترجمة وافية في حسن المحاضرة 1 / 288 ـ 294 رقم 78.
شـيوخه:
لجلال الدين السيوطي العديد من المشايخ، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصـر:
1 ـ علم الدين صالح البلقيني.
2 ـ شهاب الدين أحمد بن عليّ الشارمساحي.
3 ـ شرف الدين المناوي.
4 ـ تقي الدين الشـبلي الحنفي.
5 ـ محيي الدين محمّـد بن سليم الكافيجي.
6 ـ سـيف الدين محمّـد بن محمّـد الحنفي.
7 ـ شمس الدين محمّـد بن موسى السـيرائي الحنفي.
8 ـ قاضي القضاة العزّ أحمد بن إبراهيم الكناني.
9 ـ بدر الدين محمّـد بن الحافظ ابن حجر.
10 ـ الحافظ تقي الدين ابن فهد.
تلاميـذه:
أخذ عنه العلم وتخـرّج عليه كـثيرون، نذكر منهم:
1 ـ عليّ بن محمّـد الشاذلي.
3 ـ شمس الدين محمّـد الشامي.
4 ـ شمس الدين محمّـد بن علي، الشهير بابن طولون الدمشقي.
5 ـ محمّـد بن بدر الدين بن محمّـد رضي الدين الغزي.
6 ـ شمس الدين محمّـد بن محمّـد، الشهير بابن العجيمي المقدسي الشافعي.
مصنّـفاته في أهل البيت (عليهم السلام):
ألّف السـيوطي كـتباً ورسائل في أهل بيت النبيّ (عليهم السلام)ومناقبهم وفضائلهم، منها:
1 ـ كشف اللبـس عن حديث ردّ الشمس.
2 ـ إحياء الميت بفضائل أهل البيت (عليهم السلام).
3 ـ الثغور الباسمة في مناقب السـيّدة فاطمـة.
4 ـ العَرف الوردي في أخبار المهدي.
5 ـ شـدّ الأثواب في سـدّ الأبواب ; مطبوع ضمن كـتابه " الحاوي للفتاوي ".
6 ـ القول الجليّ في فضائل عليّ.