الصفحة 76

الحديث الحادي والعشرون
في ذِكر اسم أبيـه


عن عبـد الله بن عمر، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، (يملأُها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً)(1) "(2).

____________

1- في " ع ": " فيملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ".

2- عقد الدرر: 29 عن أبي نُعيم في " صفة المهديّ "، وانظر: مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 678 ح 193، المعجم الكبير 10 / 133 ح 10213، مسند الشاشي 2 / 110 ح 634، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: 227، المستدرك على الصحيحين 4 / 489 ذ ح 8364.

وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، العَرف الوردي: 31 ح 11، نامه دانشواران 7 / 15.

أقـول: وقد تناول الأُسـتاذُ السـيّد ثامر العميدي بحثَ الأحاديث التي وردت فيها عبارة " واسم أبيه اسم أبي "، في مقالة له نشرتها مجلّة " تراثـنا " الغـرّاء في العددين الثالث والرابع من السـنة الحادية عشرة / رجب ـ ذو الحجّة 1416 هـ، تحت عنوان " تطبيق المعايير العلمية لنقد الحديث على أحاديث المهديّ (عليه السلام) بكـتب الفريقين ".

ونظراً لأهمّـيّة هذه المقالة، فإنّـا نورد فقرات منها، خدمةً للقـرّاء الأعزّاء والباحثين عن حقيقة نسـب الإمام المهديّ (عليه السلام).

يقول الأُسـتاذ العميدي: " إنّ تشخيص اسم والد الإمام المهديّ (عليه السلام) في كـتب الحديث يعدُّ من موارد الاختلاف المهمّة التي يجب تسليط الضوء عليها في هذا البحث، خصوصاً وأنّ منكري الاعتقاد بصحّة أحاديث المهديّ قد تذرّعوا في إنكارهم بأنّ الأحاديث الواردة في هذا الحقل لم تـتّفق على اسم معيّن، بل وحتّى القائلين بتواتر أحاديث المهديّ من علماء الإسلام لم تـتّـفق كلمتهم على اسم المهديّ الكامل تبعاً لاختلاف الموارد في بيان اسم أبيه.

فبعضها يقول: إنّ اسم والد المهديّ (عبـد الله) كاسم والد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، لحديث (اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي)، وهو ما سـيأتي مفصّـلا.

=>


الصفحة 77

____________

<=

وبعضها ينفي ذلك ويقول: إنّ اسم والده هو (الحسن)، وبالتحديد الإمام الحسن العسكري ابن الإمام عليّ الهادي عليهما السلام، وقد تبنّى هذا القول الشـيعة الإمامية الاثنا عشرية برمّتهم، ووافقهم عليه جملة من علماء أهل السُـنّة أيضاً كما سـتأتي الإشارة إليه في محلّـه ".

ويضيف الأُستاذ العميدي قائلا: " هناك عدّة أحاديث مختلفة الألفاظ متّحدة المعنى في تحديد اسم أبي المهديّ، ألا وهو (عبـد الله) كاسم أبي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم). ونودّ الإشارة قبل بيان تلك الأحاديث إلى جملة من الأُمور وهي:...

إلى أن قال: وبعد بيان هذه الأُمور نسـتعرض ما وقفنا عليه من تلك الأحاديث وهي:

  • الحديث الأوّل: (لا تذهب الدنيـا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).

    وأهـمّ مـن أخرج هـذا الحديث ابن أبي شيبـة، والطبراني، والحاكـم ; كلّـهم من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبـد الله بن مسـعود، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).

    كما أخرجه من الشـيعة المجلسيُّ الثاني في (بحار الأنوار)، عن الأربلّي، ونقله الأخير عن كـتاب (الأربعين) لأبي نُعيم الأصبهاني.

  • الحديث الثاني: (لا تقوم الساعة حتّى يملك الناس رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).

    =>


    الصفحة 78

    ____________

    <=

    والذي أخرج هذا الحديث هو أبو عمرو الداني، وكذلك الخطيب البغدادي، أخرجاه من طريق عاصم بن أبي النجود بسـنده عن ابن مسعود أيضاً، ولم يخرجه الشـيعة.

  • الحديث الثالث: (المهديّ يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).

    وأهمّ من أخرجه من أهل السُـنّة: الخطيب البغدادي، وابن حجر، وقد أخرجاه من طريق عاصم ـ أيضاً ـ بسـنده عن ابن مسعود.

    وأخرجه من الشـيعة ابن طاووس، نقلا عن ابن حمّـاد.

    هـذا، وقد وقع في سـند الخطيب لهذا الحديث: أبو نُعيم، والطبراني، وابن أبي حاتم، وابن حمّاد، فهؤلاء كلّهم من رواته.

    وهذه الأحاديث الثلاثة هي أهمّ ما روي في هذا الشأن، ومن أخرجها من العلماء ـ كما تقدّم ـ أصبحوا الأساس لجميع من تأخّر من العلماء الّذين أوردوها عنهم، وقلّما انفرد بعضهم بطريق آخر لم يتّصل بعاصم بن أبي النجود، فهو العمدة في المقام كما صرّح به الأعلام.

    إنّ ممّا يلحظ على الأحاديث المتقدّمة أنّها غير معروفة عند غالبية الحفّاظ والمحـدِّثين، مع تصريحهم بأنّ الأكـثر والأغلب على رواية: (واسمه اسمي) فقـط، من غير زيادة (واسم أبيه اسم أبي).

    =>


    الصفحة 79

    ____________

    <=

    فالحديث الأوّل مثلا، رواه الإمام أحمد في مسنده في عدّة مواضع من غير تلك الزيادة.

    كما رواه الترمذي من غير هذه الزيادة أيضاً، وقال: (وفي الباب: عن عليّ، وأبي سعيد، وأُمّ سلمة، وأبي هريرة، وهذا حديث حسن صحيح).

    أمّـا الطبراني، فقد أخرج الحـديث الأوّل بأكـثر من عشرة طرق من غير هـذه الـزيـادة، وذلـك في الأحـاديـث التـي تحـمـل الأرقـام التـاليـة: 10214 و 10215 و 10217 و 10218 و 10219 و 10220 و 10221 و 10223 و 10225 و 10226 و 10227 و 10229 و 10230، وهكذا فعل غيره مثل ابن أبي شـيبة والحاكم وغيرهما من أقطاب المحـدِّثين.

    وممّا يزيد الأمر وضوحاً هو تصريح مَن أورد الحديث الأوّل بعدم وجود (واسم أبيه اسم أبي) في أكـثر كـتب الحفّاظ، قال المقدسي الشافعي بعد أن أورد الحديث عن أبي داود: (أخرجه جماعة من أئمّة الحديث في كـتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سـننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشـيخ أبو عمرو الداني، كلّهم هكذا) يريد: (اسمه اسمي) فقط بدون زيادة (واسم أبيه اسم أبي).

    ولا يمكن أن يكون هؤلاء الأئمّة الحفّاظ لا علم لهم بهذه الزيادة المرويّة من طريق عاصم بن أبي النجود، مع أنّهم أخرجوا تلك الأحاديث من طريق عاصم نفسه، وهذا يدلّ على عدم اعتقادهم بصحّة هذه الزيادة، وإلاّ لَما أعرضوا عن روايتها، ولا يُـتّهم أحدهم بأنّه قد أسقطها عمداً، خصوصاً وأنّ لهذه الزيادة أهمّـيّـتها في النقض على ما يدّعيه الطرف الآخر من اسم والد المهديّ (عليه السلام).

    ومن هنا يتبيّن أن عبارة (واسم أبيه اسم أبي) هي من زيادة أحد الرواة عن عاصم; ترويجاً لفكرة كون المهديّ هو محمّـد بن عبـد الله بن الحسن، أو ابن المنصور الخليفة العبّـاسي.

    وممّا يؤكّد هذا أنّ في لسان الأوّل رتّـةً، وإذا بنا نجد من يضع على الصحابي أبي هريرة حديثاً يشهد على نفسه بافتقاره لمخائل الصدق، وهو حديث: (إنّ المهديّ اسمه محمّـد بن عبـد الله، في لسانه رتّـةٌ)!

    =>


    الصفحة 80

    ____________

    <=

    هذا، وقد ردّ زيادةَ (واسم أبيه اسم أبي) زيادةً على من أعرض عن روايتها بعض أعلام هذا الفنّ من أهل السُـنّة، منهم الآبري (ت 363 هـ) على ما في (البيان) للكنجي الشافعي ; إذ روى الكنجي عن كـتاب أبي الحسن الآبري المسمّى بـ (مناقب الشافعي)، فقال: (ذَكَرَ هذا الحديث، وقال فيه: وزاد زائدة في روايته: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يومٌ لطـوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله رجلا منّي ـ أو: من أهل بيتي ـ، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قِسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً).

    ولمّا كانت الأحاديث الثلاثة المتقدّمة كلّها من رواية عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيـش، عن عبـد الله بن مسعود، فلا بأس ببيان ما جمعه الحافظ أبو نُعيم من طرق هذا الحديث المنتهية إلى عاصم، والتي اتّفقت جميعها على روايته بلفظ: (واسمه اسمي) فقط، ولم يرد في طريق واحد منها لفظ: (واسم أبيه اسم أبي)، في ما صـرّح به الكنجي الشافعي في كـتابه (البيان) ".

    ويقول أيضاً: " وقد حاول بعض علماء الفنّ من الفريقين تأويل هذه الزيادة على فرض صحّة صدورها، وقد تعرّض الكنجي الشافعي إلى بعض تأويلاتهم في المقام ; إلاّ أنّه اسـتنكرها بقوله: (وهذا تكلُّفٌ في تأويل هذه الرواية، والقول الفصل في ذلك: إنّ الإمام أحمد ـ مع ضبطه وإتقانه ـ روى هذا الحديث في مسـنده [ في ] عـدّة مواضع: واسمه اسمي).

    ومن هنا يتّضح: أنّ حديث: (واسم أبيه اسم أبي) لا يصحّ في حسابات فـنّ الدرايـة أن يكـون متعارضـاً مع أحـاديث كون اسـم والد المهديّ هـو الحسـن (عليه السلام)، المرويّة بعشرات الطرق من الفريقين، مع موافقته لحديث: (واسمه اسمي) المرويّ عن عليّ (عليه السلام)، وابن مسعود، وأبي سعيد، وحذيفة، وسلمان، وأبي هريرة، وابن عمر، وأُمّ سلمة، وغيرهم.

    هـذا، زيادة على إطباق كلمة أهل البيت (عليهم السلام) من لدن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) على ذلك، مضافاً إلى تأييد مئة وثمانية وعشرين عالماً ومحدِّثاً ومؤرّخاً من أهل السُـنّة إلى أحاديث كون المهديّ من وُلْد الإمام الحسن العسكري، وقد فصّلنا الكلام عنهم وعن أسمائهم وأقوالهم، ورتّبناهم بحسـب القرون، ابتداءً من القرن الرابع الهجري وانتهاء بالقرن الرابع عشر الهجـري.

    وهذا ما يجعل حديث: (واسم أبيه اسم أبي) على فرض صحّته ليس بقوّة ثبوت الحديث الآخر، ممّا يجب طرحه أو تأويله، وسـيأتي عند الحديث عن كون المهديّ من أولاد الحسن أو الحسين عليهما السلام ما له علاقة وطيدة ببيان الاسم الصحيح لوالد الإمام المهديّ (عليه السلام) ".

    انـتهى ما نقلناه عن مجلّـة " تراثـنـا ".


    الصفحة 81

    الحديث الثاني والعشرون
    في ذِكر عـدله


    عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

    " لـتُمـلأنّ الأرضُ ظلماً وعدواناً، ثمّ ليخرجنّ رجل من أهل بيتي حتّى يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً(1) وعدوانـاً "(2).

    ____________

    1- في " ك " و " ن ": " جـوراً ".

    2- كنز العمّال 14 / 266 ح 38670 عن الحارث بن أُسامة في " مسنده "، حلية الأولياء 3 / 101، عقد الدرر: 19، وانظر: المعجم الأوسط 8 / 217 ح 8325، مسند البزّار 8 / 257 ـ 258 ح 3323، تاريخ أصبهان 2 / 134 عن قرّة.

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 471، العَرف الوردي: 46 ح 53، نامه دانشواران 7 / 15.


    الصفحة 82

    الحديث الثالث والعشرون
    في خلـقـه


    (1) عن عبـد الله، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

    " يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلـقي، يمـلأُها قسـطاً وعـدلا(2) "(3).

    ____________

    1- في " ك " و " ن " هنا زيادة: " عن زرّ ".

    وزرّ هو: زر بن حبـيـش بن حباشة بن أوس الأسدي، من أسد بن خزيمة، يكـنّى أبا مريم، وقيل: أبا مطرف، كان فاضلا عالماً بالقرآن، توفّي سـنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مئـة سـنة وعشرين سـنة.

    انظر: حلية الأولياء 4 / 181 رقم 274، أُسد الغابة 2 / 101 رقم 1735، الإصابـة 2 / 633 رقم 2973.

    2- في " ع " زيادة: " كما ملئت ظلماً وجوراً ".

    3- المعجم الكبير 10 / 136 ـ 137 ح 10229، مسند البزّار 5 / 207 ح 1808، التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ 6 / 227 رقم 2245، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 8 / 291 ح 6876، السنن الواردة في الفتن ـ للداني ـ: 255 ح 557، عقد الدرر: 31، كنز العمّـال 14 / 273 ح 38702.

    وراجـع: كشـف الغمّـة 2 / 471، العـرف الوردي: 46 ح 54، نامـه دانشواران 7 / 15.


    الصفحة 83

    الحديث الرابع والعشرون
    في عطائـه


    عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

    " يكون عند(1) انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن، رجل يقال له: المهديّ، يكون عطـاؤه هنيئـاً "(2).


    *  *  *

    ____________

    1- في " ك " و " ن ": " عن ".

    2- انظر: مسـند أحمد 3 / 80، مصنّـف ابن أبي شيبة 8 / 678 ح 185، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: 224، السنن الواردة في الفتن ـ للداني ـ: 235 ـ 236 ح 510، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ 6 / 514، تاريخ بغداد 10 / 48 رقم 5178، عقد الدرر: 63، البيان في أخبار صاحب الزمان: 506، البداية والنهاية 6 / 184.

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 472، العَرف الوردي: 46 ح 55، نامه دانشواران 7 / 15.


    الصفحة 84

    الحديث الخامس والعشرون
    في ذِكر المهديّ وعمله بسُـنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)


    عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

    " يخرج رجل من أهل بيتي، ويعمل بسُـنّـتي، وينزل الله له البركة(1) من السماء، وتخرج له الأرض بركـتها(2)، (ويملأُهـا عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً)(3)، ويعمل على هذه الأُمّـة سـبع سـنين، وينزل بيت المقـدس "(4).


    *  *  *

    ____________

    1- في " ع ": " القطر ".

    2- في " ك " و " ن ": " بركاتها ".

    3- في " ك " و " ن ": " وتُملأ به الأرض عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً "، وفي " ع ": " تُـملأ الأرض منه قسطاً وعدلا ".

    4- انـظـر: الـمـعـجـم الأوسـط 1 / 421 ح 1079، السـنـن الـواردة فـي الفـتـن ـ للداني ـ: 263 ح 585، عقد الدرر: 20 وقال: " أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سـننه، وأخرجه الحافظ أبو نُعيم في صفة المهديّ "، مجمع الزوائد 7 / 317 وقال: " قلت: رواه الترمذي وابن ماجة باختصار "، المنار المنيف: 151 ح 343.

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 472، العَرف الوردي: 43 ح 41، نامه دانشواران 7 / 15.


    الصفحة 85

    الحديث السادس والعشرون
    في مجيئه وراياته


    عن ثوبان(1)، أنّـه قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

    " إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حَـبْـواً(2) على الثلج، فإنّ فيها خليفة الله المهديّ(3) "(4).

    ____________

    1- هو: ثوبان بن بُجدد ـ وقيل: ابن جحدر ـ، مولى رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يكـنّى أبا عبـد الله، وقيل: أبو عبـد الرحمن، والأوّل أصحّ، وهو من حِمير من اليمن، وقيل: هو من السراة، موضع بين مكّة واليمن، وقيل: هو من سعد العشـيرة من مذحج، أصابه سـباء فاشـتراه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعتـقه.

    ثبت على ولاء النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يزل معه سـفراً وحضـراً إلى أن توفّي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فخرج إلى الشام فنزل مدينة حمص، وتوفّي بها سـنة 54 هـ.

    انظر: المعجم الكبير 2 / 91 رقم 172، معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ 1 / 501 رقم 422، أُسد الغابة 1 / 296 رقم 624.

    2- حَـبا حُـبُـوَّاً: مشى على يديه وبطنه، وحَـبَا الصَّبِـيُّ حَبْواً: مشى على اسْـتِه وأشرف بصدره ; انظر: لسان العرب 3 / 36 مادّة " حبا ".

    3- أقـول: لعلّ المراد من " فيها خليفة الله المهديّ " أنّ فيها دعوته وأنصاره، وقد أوضحنا في هامش الحديث السابع بأنّ مبدأ خروج الإمام المهديّ (عليه السلام)يكون من المسجد الحرام في مكّـة المكـرّمة ; فراجـع!

    4- مسند أحمد 5 / 277، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: 188، المستدرك على الصحيحين 4 / 547 ح 8531، الملاحم ـ لابن المنادي ـ: 194 ح 138، البدء والتاريخ 1 / 188، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ 6 / 516، عقد الدرر: 125.

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 472، العَرف الوردي: 47 ح 56، نامه دانشواران 7 / 16.


    الصفحة 86

    الحديث السابع والعشرون
    في مجيئه من قبل المشرق


    عن عبـد الله(1)، قال: بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبلت فتية من بني هاشم، فلمّا رآهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اغرورقت عيناه وتغـيّر لونه، قالوا(2): ما نزال نرى في وجهك شـيئاً نكرهه؟! فقال:

    " إنّـا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهل بيتي سـيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتّى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود، فيَسألون الحقَّ فلا يُعطونه، فيقاتلون فينصرون فـيُعطون ما سألوا، فلا يقبلون حتّى يدفعوه إلى رجل من أهل بيتي، فيملأُها قسطاً كما مَـلأَُوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حَـبْـواً على الثلج(3) "(4).

    ____________

    1- في " ك " و " ن ": " عن عبـد الله بن عمر "، وفي " ع ": " عن ابن مسعود ".

    2- في " ك " و " ن ": " فقالوا: يا رسول الله "، وفي " ع ": " فقلت ".

    3- في " ع " زيادة: " فإنّـه المهديّ ".

    4- سنن ابن ماجة 2 / 1366 ح 4082، مصنّـف ابن أبي شيبة 8 / 697 ح 74، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: 188، مسند البزّار 4 / 354 ـ 355 ح 1556 و 1557 و ص 310 ح 1491، مسند الشاشي 1 / 347 ح 329، مسند أبي يعلى 9 / 17 ح 5084 نحوه مختصراً، الكنى والأسماء 2 / 26 مختصراً، الملاحم ـ لابن المنادي ـ: 193 ح 136، العلل الواردة في الأحاديث النبويّة ـ للدارقطني ـ 5 / 184 السؤال رقم 808، المسـتدرك عـلى الصحيحيـن 4 / 511 ح 8434، السـنن الـواردة فـي الفـتن ـ للداني ـ: 251 ح 547 عن عبـد الله بن مسعود، عقد الدرر: 124 عن عبـد الله بن مسعود، البيان في أخبار صاحب الزمان: 491، ذخائر العقبى: 17، ميزان الاعتـدال 2 / 92 رقم 4300.

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 472، العَرف الوردي: 34 ح 21، نامه دانشواران 7 / 16.


    الصفحة 87

    الحديث الثامن والعشرون
    في مجيئه وعود الإسلام به عزيزاً


    عن حذيفـة، قال: سمعت رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [ يقول ](1):

    " ويح هذه الأُمّة من ملوك جبابرة(2)، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين(3)، إلاّ مَنْ أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقي يصانعهم

    ____________

    1- أثبتـناه من " ك " و " ع " و " ن ".

    2- فـي الأصـل: " الجـبابـرة "، ولعـلّـه تصـحـيـف، ومـا أثبتـناه من " ك " و " ع " و " ن ".

    3- في الأصل: " المطيعون "، وهو تصحيف، وما أثبتـناه هو الصحيح، كما في " ك " و " ع " و " ن ".


    الصفحة 88
    بلسانه (ويفـرّ منهم)(1) بقلبه، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يعيد الإسلام عزيزاً قصم كلّ جبار عنيد، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أُمّـةً بعد فسـادها.

    فقال (عليه السلام)(2): يا حذيفة! لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه، ويظهر الإسلام، ولا يخلف وعده، وهو سريع الحساب "(3).


    *  *  *

    ____________

    1- في " ع ": " ويقـوّمهم ".

    2- لم ترد في " ع ".

    3- عقد الدرر: 62 ـ 63 عن أبي نُعيم في " صفة المهديّ ".

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 472 ـ 473، العَرف الوردي: 47 ح 57، نامه دانشواران 7 / 17.


    الصفحة 89

    الحديث التاسع والعشرون
    في تنعّم الأُمّـة في زمن المهديّ (عليه السلام)


    عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال:

    "(1) يتنعّم(2) أُمّتي في زمان(3) المهديّ نعمة لم يتنعّموا مثلها قطّ، يرسل [ الله ](4) السماء عليهم مدراراً، ولا تدع(5)الأرض شـيئاً من نباتها (إلاّ أخرجتـه)(6) "(7).


    *  *  *

    ____________

    1- في " ع " زيادة: " يكون في أُمّتي المهديّ، إن قصر عمره فسـبع سـنين، وإلاّ فثمان، وإلاّ فتـسـع سـنين ".

    2- في " ك " و " ع " و " ن ": " تـتنـعّم "، وفي بعض المصادر: " تنعم ".

    3- في " ك " و " ن ": " زمن "، وفي " ع ": " زمانه ".

    4- أثبتـناه من " ك " و " ع " و " ن ".

    5- في " ع ": " ولا تـدّخر ".

    6- ما بين القوسـين لم يرد في " ع ".

    7- الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: 223، عقد الدر: 144 ـ 145 عن الطبراني في " معجمـه " وأبي نعيم في " صفـة المهديّ "، البـيان في أخبار صاحب الزمـان: 519.

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 44 ح 47، نامه دانشواران 7 / 17.


    الصفحة 90

    الحديث الثلاثون
    في ذِكر المهديّ وهو سـيّد من سادات الجنّـة


    عن أنس بن مالك، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

    " نحن سـبعة(1) بنو(2) عبـد المطّلب سادات(3) أهل الجنّة، (أنا، وأخي عليّ، وعمّي حمزة، وجعفر، والحسـن، والحسـين، والمهديّ)(4) "(5).


    *  *  *

    ____________

    1- لم ترد في " ك " و " ن ".

    2- في " ع ": " وُلـد ".

    3- في " ع ": " سادة ".

    4- في " ع ": " أنا وحمزة وعليّ وجعفر والحسن والحسـين والمهديّ ".

    5- الفتن ـ لابن كثير ـ: 27 عن البخاري في " التاريخ "، سنن ابن ماجة 2 / 1368 ح 4087، عقد الدرر: 144 عن الطبراني في " معجمه "، المستدرك على الصحيحين 3 / 233 ح 4940، تاريخ أصبهان ـ لأبي نعيم ـ 2 / 95 رقم 1196، تاريخ بغداد 9 / 434 رقم 5050، تلخيص المتشابه 1 / 197، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 95 ح 71، فردوس الأخبار 1 / 47 ح 145، البيان في أخبار صاحب الزمان: 488، فرائد السمطين 2 / 32 ح 370.

    وراجـع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 28 ح 7، نامه دانشواران 7 / 17 ـ 18.


    الصفحة 91

    الحديث الحادي والثلاثون
    في مُـلكـه


    عن أبي هريرة، أنّـه قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

    " لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة، لملك فيها رجل من أهل بـيتي "(1).


    *  *  *

    ____________

    1- الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 7 / 576 ح 5922، الملاحم ـ لابن المنادي ـ: 183، المعجم الكبير 10 / 133 ح 10216 عن ابن مسعود، عقد الدرر: 18، وانظر: سـنن الترمذي 4 / 438 ذ ح 2231 نحـوه.

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 48 ح 58، نامه دانشواران 7 / 18.


    الصفحة 92

    الحديث الثاني والثلاثون
    في خلافـتـه


    عن ثوبـان، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

    " يقتتل عند كـنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، (1) لا يصير إلى واحد منهم، ثمّ تجيء(2) الرايات السود(3)، فيقتلونهم(4) قتلا لم يقتله قوم، ثمّ يجيء خليفة الله المهديّ، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه(5)، فإنّـه خليفـة الله المهديّ "(6).


    *  *  *

    ____________

    1- في " ك " و " ن " زيادة: " ثمّ ".

    2- في " ع ": " تطلع ".

    3- في " ع " زيادة: " من قِـبل المشرق ".

    4- في " ع ": " فيقتلونـكم ".

    5- في " ع " زيادة: " ولو حبواً على الثلج ".

    6- سنن ابن ماجة 2 / 1367 ح 4084، مسند الروياني 1 / 251 ح 637، المستدرك على الصحيحيـن 4 / 510 ح 8432، دلائل النبـوّة ـ للبيـهقي ـ 6 / 515، الملاحـم ـ لابـن المنـادي ـ: 194 نحـوه، السـنن الـواردة في الفتـن ـ للداني ـ: 252 ح 549، عقد الدرر: 58، البيان في أخبار صاحب الزمان: 489.

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 35 ح 22، نامه دانشواران 7 / 18.


    الصفحة 93

    الحديث الثالث والثلاثون
    في قوله (عليه السلام): إذا سمعتم بالمهديّ فأتوه فبايعوه


    عن ثوبـان، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

    " تجيء الرايات السود من قبل المشرق، كأنّ قلوبهم زبر الحديد(1)، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم(2) ولو حَـبْواً على الثلـج "(3).


    *  *  *

    ____________

    1- زبر الحديد: القطعة الضخمة منه، والجمع زُبَـرٌ، قال الله تعالى: (آتوني زُبَـرَ الحديد)، وزُبُـرٌ ـ بالرفع أيضاً ـ، قال الله تعالى: (فتقـطّعوا أمرهم بينهم زُبُـراً)، أي: قطعاً ; انظر: لسان العرب 6 / 12 مادّة " زبر ".

    2- في " ع ": " فليبايعهم ".

    3- الحـاوي للفتـاوي 2 / 64 عن الحسـن بن سفيان في " مسـنده "، عقـد الدرر: 129 عـن أبي نُعيم في " صفـة المهديّ "، وانـظر: مسـند أحمـد 5 / 277، الفـتـن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: 188، الملاحم ـ لابن المنادي ـ: 194، البدء والتاريخ 1 / 188، المستدرك على الصحيحين 4 / 547 ح 8531، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ 6 / 516.

    وراجع: كشف الغمّة 2 / 473، العَرف الوردي: 48 ح 59، نامه دانشواران 7 / 18.