الصفحة 25

سَـيِّدي إنْ مَـنَـعُوا عَنْـكَ الـفُراتْ
وَسَـقَـوْا مِنْـكَ ظِماءَ المُرْهَـفاتْ
فَـسَـنَـسْـقِـي كَـرْبَـلا بِالـعَـبَـراتْ
وَكَـفاً مِـنْ عَـلَـقِ القَـلْبِ الأَسُوفْ

سَـيِّدي أَبْـكِيكَ مَـنْـهُوبَ الـرِّحالْ
سَـيِّدي أَبْـكِيكَ مَسْـبِـيَّ العِـيالْ
بَيْنَ أَعْداكَ عَلى عُجْفِ الجِمالْ
في الفَيافي بَعْـدَ هاتِـيكَ السُّجُوفْ

سَـيِّدي إنْ نَـقْـضِ دَهْـراً في بُـكاكْ
ما قَضَيْنا البَعْضَ مِنْ فَرْضِ وَلاكْ
أو عَـكَـفْـنا عُـمْـرَنا حَـوْلَ ثَـراكْ
ما شَـفى غُـلَّـتَـنـا ذاك العُـكُوفْ

لهف نفسي لنساك المعولات
واليتامى إذ غدت بين الطغاة
باكيات شاكيات صارخات
ولّها حولك تسعى وتطوف

*  *  *


الصفحة 26
ومن شعر الشيخ البلاغي ـ رضوان الله عليه ـ الذي سارت به الركبان، قصيدته التي نظمها ردّاً على قصيدة أحد علماء بغداد المنكرين لوجود الإمام الثاني عشر المهديّ المنتظَر (عليه السلام)، والتي بعثها إلى علماء النجف الأشرف عام 1317 هـ، التي يقول فيهـا:


أيا عُلَماءَ العَصْرِ يا مَنْ لَهُمْ خُبْرُبِكُلِّ دَقِيق حارَ في مِثْلِـهِ الفِكْرُ
لَـقَـدْ حارَ مِنّي الفِكْرُ في القائِمِ الذيتَـنازَعَ فيـهِ الناسُ والْـتَـبَـسَ الأمْرُ

فأجابه العلاّمة البلاغي بقصيدة طويلة تقع في أكثر من مئـة بيت، وهي من عيون شعره، ومطلعها:


أَطَـعْتُ الهَوى فِيهِمُ وَعاصانِيَ الصَّبْرُفَها أنا ما لِي فيـهِ نَهْيٌ وَلا أمْرُ
أَنِسْـتُ بِهِمْ سَهْـلَ القِفارِ وَوَعْـرَهافَما راعَنِي مِنْـهُـنَّ سَهْلٌ وَلا وَعْرُ
أخا سَفَر وَلْهـانَ أغْـتَنِـمُ السُّرىمِنَ اللَيـلِ تَغْلِـيساً إذا عَرَّسَ السَّفْرُ

ومنها قوله:


الصفحة 27

وفي خَـبَـرِ الثِّقلَـيْـنِ هاد إلى الّذيتَـنازَعَ فيـهِ الناسُ وَالْـتَـبَـسَ الأمْرُ
إذا قال خَـيْـرُ الـرُّسْلِ: لَنْ يَـتَـفَـرَّقافَكَيْفَ إذاً يَخْلُو مِنَ العِتْرَةِ العَصْرُ؟!
وما إنْ تَـمَسَّـكْـتُـمْ بِتَـيْـنِـكَ إنّـهُمْهُمُ السادَةُ الهادُونَ والقادَةُ الغُرُّ

ومنها قوله أيضاً:


وغـابَ بـأَمـرِ اللهِ لِـلأَجـلِ الّـذييَـراهُ لَـهُ في عِـلْـمِـهِ، وَلَهُ الأمرُ
وأَوْعَـدَهُ أنْ يُـحْيِـيَ الدِّينَ سَـيْـفُـهُوفِيهِ لِدِينِ المُصطفى يُدْرَكُ الوِتْرُ
وَيُـخْـدِمُـهُ الأَمـلاكَ جُـنـداً وإنّــهُيَشُـدُّ لَهُ بالـرُّوحِ في مُـلْـكِـهِ أَزْرُ
وإنّ جميـعَ الأرضِ تَـرْجِـعُ مُـلْـكَـهُويَملأُها قِسطاً وَيَـرْتَـفِـعُ المَـكْـرُ
فـأَيْـقَـنَ أنّ الـوَعْـدَ حَـقٌّ وأنّـهُإلى وَقتِ عيسى يَسـتطيلُ لهُ العُـمْـرُ
فَـسَـلَّـمَ تَـفـوِيـضـاً إلى اللهِ صـابراًوعَنْ أمرِهِ مِنـهُ النُّهوضُ أوِ الصَّبْرُ


الصفحة 28

وَلَمْ يَكُ مِنْ خَوفِ الأَذاةِ اختِفاؤهُولكنْ بأمرِ اللهِ خِـيْـرَ لـهُ السَّـتْـرُ
وحاشاهُ مِن جُبْن ولكنْ هُوَ الّذيغَدا يَخْتَشِـيهِ مَنْ حَوى البَرُّ والبَحرُ
أَكُلَّ اختِفاء خِلْتَ مِن خِيفَةِ الأذى؟!فَرُبَّ اختِفاء فيهِ يُسْـتَـنْـزَلُ النَصْرُ
وَكُـلَّ فِـرار خِـلْـتَ جُـبْنـاً فَرُبَّـمايَـفِـرُّ أخُـو بَـأْس لِـيُمْـكِـنَـهُ الكَـرُّ
فَكَمْ قَـدْ تَمادَتْ لِلـنَّبِـيِّـينَ غَيْـبَـةٌعلى مَوْعِد فيها إلى رَبِّهمْ فَرُّوا
وإنّ بِـيَـومِ الغـارِ والشِّـعْبِ قَـبْـلَـهُغَناءً كَما يُغْني عَنِ الخَبَرِ الخُبْرُ
ولَمْ أَدرِ لِم أَنكَرْتَ كَوْنَ اختِفائهِبأمرِ الذي يَـعْيى بَحِكْـمَتِهِ الفِكْرُ؟!
أَتَحصُرُ أمرَ اللهِ في العَجْزِ، أَمْ لَدىإقامةِ ما لَفَّقْتَ أَقعَدَكَ الحَصْرُ؟!
فَذلكَ أَدهى الداهِياتِ ولَم يَقُلْبهِ أحَدٌ إلاّ أخو السَّـفَـهِ الغِمْرُ


الصفحة 29

ودُونَـكَ أمرَ الأنبـيـاءِ وما لَـقُواففيـهِ لِذي عَـينَـينِ يَـتَّضِـحُ الأمرُ
فمِنْهُمْ فَريقٌ قَدْ سَقاهُمْ(1) حِمامُهُمْـ بكأس الهَوانِ ـ القَتلُ والذَّبحُ والنَّشْرُ
أَيَعْجَزُ رَبُّ الخَلْقِ عَنْ نَصرِ حِزْبِهِعلى غَيرِهِمْ؟! كَلاّ، فَهذا هُوَ الكُفْرُ
وَكَمْ مُخْـتَـف بَيـنَ الشِّعابِ وهارِبإلى اللهِ في الأجْبالِ يَـألَـفُـهُ النَّسْرُ
فَـهَـلاّ بَدا بَيْنَ الوَرى مُتَحَمِّلامَشَقَّةَ نُصْحِ الخَلْقِ مَنْ دَأبُهُ الصَّبْرُ؟!
وإنْ كُنتَ في رَيب لِطُولِ بَقائِهِفَهَلْ رابَكَ الدَّجّالُ والصالحُ الخِضْرُ؟!
أَيَرْضى لَـبِـيـبٌ أنْ يُـعَـمَّـرَ كافِـرٌوَيَأْباهُ في باق لِيُمْحى بهِ الكُفْرُ؟!

ومنها أيضاً:


فَدَعْ عَنكَ وَهْماً تِهْتَ في ظُلُماتِهِولا يَرْتَضِيهِ العَبْدُ، كلاّ، وَلا الحُرُّ

____________

1- أي: أمرُ الله.


الصفحة 30

وإنْ شِـئتَ تَـقْرِيبَ المَدى فَـلَـرُبَّمايَـكِلُّ بِمَـيْـدانِ الجِيادِ بِكَ الفِكْرُ
فَمُذْ قادَنا هادي الدَليلِ بِما قَضىبهِ العَقلُ والنَقلُ اليَقِـينانِ والذِّكْرُ
إلى عِصمَةِ الهادِينَ آلِ مُحمّـدوأنّهُمْ في عَصْرِهِمْ لَهُمُ الأمرُ
وقَد جاءَ في الآثارِ عَنْ كُلِّ واحدأحاديثُ يَعْيى مِنْ تَواتِرِها الحَصْرُ
تُـعَـرِّفُـنـا ابنَ العَسكَريِّ وأنّههُوَ القائمُ المَهديُّ والواتِرُ الوِتْرُ
تَبِعْنا هُدى الهادي فَأَبْلغنا المدىبِنُورِ الهُدى والحَمدُ للهِ والشُّكْرُ


*  *  *

وله قصيدة عينية طويلة ذات معان فلسفية عالية، عارض بها عينية ابن سـينا في النفس، التي مطلعها:


هَبَطَتْ إليكَ مِنْ المَحَلِّ الأرفَعِعَـنْـقـاءَ ذاتَ تَـعَـزُّز وَتَـمَـنُّـعِ

فممّا قال فيها ـ قـدّس الله نفسه الزكية ـ ردّاً عليـه:


الصفحة 31

نَعِمَتْ بِأنْ جاءَتْ بِخَلْقِ المُبْدِعِثُمَّ السَعادَةُ أنْ يَقولَ لَها: (ارجِعي)
خُلِقَتْ لأَِنفَعِ غاية يا لَـيْـتَـهاتَبِعَتْ سَبيلَ الرُّشْدِ نَحْوَ الأَنفَعِ
اللهُ سَوّاها وألْهَمَها فَهَلْ تَنْحُوالسَّـبـيـلَ إلى الـمَـحَـلِّ الأَرفَـعِ
نَعِمَتْ بِنَعْماءِ الوُجُودِ وَنُودِيَتْهذا هُداكِ وما تَشائي فاصنَعي
ودَعِي الهَوى المُرْدِي لِئلاّ تَهْبِطيفي الخُسْرِ ذاتَ تَوَجُّع وتَفَـجُّعِ
إنْ شِـئْتِ فَارتَـفِعي لأَِرفَـعِ ذُرْوَةوحَذارِ مِنْ دَرْكِ الحَضِيضِ الأَوضَعِ
إنّ السَـعادةَ والغِـنى إنْ تَـقْـنَعيمَوْفُورَةٌ لكِ، والشَّقا إنْ تَطْمَعي


*  *  *

وله قصيدة في ثامن شوّال سنة 1343 هـ، وهو اليوم الذي هُدمت فيه قبور أئمّة الهدى الأطهار (عليهم السلام) في البقيع من قبل الوهّـابـيّـين، ومطلعها:


الصفحة 32

دَهاكَ ثامِنَ شَوّال بِما دَهَمافَحَقَّ لِلْـعَـيْنِ إهْمالُ الدُّمُوعِ دَما

ومنهـا:


يَومَ الـبَـقِـيعِ لَقَدْ جَلَّتْ مُصِـيـبَـتُهُوَشارَكَتْ في شَجاها كَرْبَلا عِظَما


*  *  *

وله (قدس سره) مراسلات شعرية وغير شعرية ـ علمية ووجدانيّة ـ جرت بينه وبين السيّد محسن الأمين العاملي (رحمه الله)، تنمُّ عن أدبه الجمّ وخلقه الرفيع السامي، أوردها السيّد الأمين في: أعيان الشـيعة 4 / 257 ـ 261.

وله ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ مراسلات شعرية أُخرى جرت بينه وبين آخرين، ومراث وتهان، وأغراض شعرية غير ذلك، مذكورة في أغلب المصادر التي ترجمت له.

تـلامذتـه:

قد مرَّ ذِكر أسماء شيوخه وأساتذته، أمّا من أخذ العلم عند الشيخ البلاغي ـ رضوان الله عليه ـ فهم عدد كبير من أعيان الطائفة وعلمائها المشهورين، فمن جملة الّذين نهلوا من معين

الصفحة 33
علمه وتخرّجوا على يده، أو حضروا مجلس درسه، أو رووا عنـه:

1 ـ الشيخ مرتضى المظاهري النجفي (ت 1414).

2 ـ السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي (ت 1413).

3 ـ السيّد شهاب الدين محمّـد حسين الحسيني المرعشي النجفي (ت 1411).

4 ـ الشيخ مجتبى اللنكراني النجفي (ت 1406).

5 ـ الشيخ ذبيح الله بن محمّـد علي المحلاّتي (ت 1405).

6 ـ الشيخ محمّـد رضا الطبسي النجفي (ت 1405).

7 ـ الشيخ محمّـد المهدوي اللاهيجي (ت 1403).

8 ـ الشيخ نجم الدين جعفر العسكري (ت 1397).

9 ـ السيّد محمّـد هادي الحسيني الميلاني (ت 1395).

10 ـ الشيخ علي محمّـد البروجردي (ت 1395).

11 ـ السـيّد صدر الدين الجزائري (ت 1394).

12 ـ السيّد محمّـد صادق بحر العلوم (ت 1390).

13 ـ الشيخ محمّـد رضا آل فرج الله (ت 1386).

14 ـ الشيخ محمّـد علي الأُردوبادي (ت 1380).


الصفحة 34
15 ـ الشيخ جعفر باقر آل محبوبة (ت 1378).

16 ـ الميرزا محمّـد علي التبريزي المدرّس (ت 1373).

17 ـ الشيخ مهدي بن داود الحجّار (ت 1358).

18 ـ الميرزا محمّـد علي أديب الطهراني.

19 ـ الشيخ إبراهيم بن مهدي القريشي.

وفاته ومرقده ورثاؤه:

توفّي ـ نوَّر الله مرقده ـ بمرض ذات الجنب، ليلة الاثنين 22 شعبان 1352 هـ، الموافق 9 / 12 / 1933 م، وما أن انتشـر خبر وفاته حتّى ارتُجّت النجـف الأشرف وهـبّت تبكي هذا النجم المنكسف، الذي فُجع الإسلام بوفاته، وثُلم بموته الدين ثلمـة لا يسدّها شيء، فشُـيّع تشـييعاً مهيباً يليق بمقامه، سار فيه آلاف من الجماهير يتقدّمهم عظماء المجتهدين وأساطين العلم والأدب، ودُفن في حجرة آل العاملي، وهي الحجرة الثالثة الجنوبية من طرف مغرب الصحن الشريف لمرقد أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

ومن العجيب أنّ مطلع إحدى قصائده ـ المذكورة آنفاً ـ في مدح الإمام الحجّة المنتظَر (عليه السلام)، في ذكرى مولده السعيد المبارك، قوله:


الصفحة 35

حَيِّ شعبانَ فهو شهرُ سعوديوَعْدُ وَصْلي فيه وليلةُ عِيدي

فكان كما أجراه الله على لسانه، إذ وصل إلى رحمة ربّه في شعبان، ففـقد الدين أحد رجالاته، وخسر العلم رائداً من روّاده ; تغمّـده الله بواسع رحمتـه، وحَباه برضوانه الأكبر.

وقد رثاه أكابر العلماء والأُدباء بعيون الشعر الحزين الدامع، وكان في طليعتهم خاله العلاّمة السيّد رضا الهندي (رحمه الله)في قصيدة رائعة ضمّنها بعض أسماء كتبه، ومطلعها:


إنْ تُمْسِ في ظُلَمِ اللُّحُودِ مَوَسَّدافَلَقَدْ أَضَأْتَ بِهِنَّ (أنوار الهُدى)
وَلَئِنْ يُفاجِئْكَ الرَّدى فَلَطالَماحاوَلْتَ إنقاذَ العِبادِ مِنَ الرَّدى
هذا مَدى تَجْري إلَيهِ فَسابِقٌفي يَومِهِ أو لاحِقٌ يَمْضي غَدا
قَدْ كُنْتُ أَهْوى أنّني لَكَ سابِقٌهَيْهاتَ قَدْ سَبَقَ (الجَوادُ) إلى المَدى
فَلْيَنْدُبِ (التَّوْحيدُ) يَوْمَ مَماتِهِسَيْفاً عَلى (التَّثْلِيثِ) كانَ مُجَرَّدا


الصفحة 36

وَلْيَبْكِ دِينُ مُحمّد لِمُجاهِدأَشْجَتْ رَزِيَّتُهُ النَّبِيَّ مُحمّدا
وَلْيُجْرِ أَدْمُعَهُ اليَراعُ لِكاتِبأَجراهُ في جَفْنِ الهِدايةِ مِرْوَدا
وَجَدَ الهُدى أَرِقاً فَأَسْهَرَ جَفْنَهُحِرْصاً عَلى جَفْنِ الهُدى أنْ يَرْقُدا
أَأُخَيَّ كَمْ نَثَرَتْ يَداك مِنَ (الهُدى)بَذْراً، فَطِبْ نَفْساً فَزَرْعُكَ أَحْصَدا
إنْ كُنتَ لَمْ تُعْقِبْ بَنِينَ فَكُلُّ مَنْيَهْدِيهِ رُشْدُكُ فَهْوَ مِنْكَ تَوَلَّدا

.. إلى آخرها، وهي طويلة، وكلّها من هذا النمط العالي.

وله (رحمه الله) قصيدة أُخرى في رثائه (قدس سره)، وقد ضمّنها بعض أسماء كتبه كذلك، منها:


قَد خَصَّكَ الرحمنُ في (آلائِهِ)فَدَعاكَ داعِيهِ لِدارِ لِقائِهِ
عَمَّتْ رَزِيَّتُكَ السَّما والأرضَ ياداعي هُداهُ بأرضِهِ وَسَمائِهِ


الصفحة 37

يا مُحييَ الدِّينِ الحَنيفِ تَلافَهُفالدِّينُ أَوْشَكَ أنْ يَموتَ بِدائِهِ
أَوْقَدْتَ (أنوارَ الهُدى) مِنْ بَعدِماقَد جَدَّ أهلُ الكُفرِ في إطفائِهِ
وَرَفَعْتَ (للتَّوحيدِ) رايةَ باسِلرَدَّ الضَّلالَ مُنَكِّساً لِلِوائِهِ
يا بارِيَ القَلَمِ الذي إنْ يَجْرِ فيلَوْح أَصابَ الشِّركَ حَتْمُ قَضائِهِ
ما السُّمْرُ تُشبِهُ مِنهُ حُسْنَ قِوامِهِكَلاّ، ولا الأَسيافُ حَدَّ مَضائِهِ
عَجباً لهُ يُمْلي بَيانَكَ أَخْرَساًوتَرى الأَصَمَّ مُلَبِّياً لِدُعائِهِ
هُوَ مُعْجِزٌ طَوْراً ويَسْحَرُ تارةًأهلَ الحِجى إنْ شاءَ في إنشائِهِ

ورثاه العالم الأديب العلاّمة الشيخ محمّد رضا المظفّر (قدس سره)في قصيدة مطلعها:


يا طَرْفُ جُدْ بِسَوادِ العَيْنِ أوْ فَذَرِماذا انتِفاعُكَ بَعْدَ الشَّمسِ بالنَّظَرِ؟!

ومنهـا:


الصفحة 38

قَد كانَ كالبَدْرِ في لَيلِ الشِّتا وَمَضىكالشَّمسِ معروفَة بالعَيْنِ والأَثَرِ

وفي رثائه ـ كذلك ـ قال السيّد مسلم الحلّي قصيدة، منها هـذا البيت:


إنّي أرى المَوتَ الزُّؤامَ مُمَثِّلالِلناسِ فِعْلَ الصَّيْرَفِ النَّقَّادِ

وقد أرّخ عام وفاته السيّد محمّد الحلّي بأبيات، فقال:


دُهِيَ الإسلامُ إذْبِهِ تَداعى سُورُهُ
وَشَرْعُ طه أَسفاًلَمّا مَضى نَصِيرُهُ
مُذْ غابَ أَرّخْتُ ألاغابَ (الهُدى) و (نُورُهُ)

وقال أحـد معـارفه:


في ذِمّةِ اللهِ نَفْسٌ بالجِهادِ قَضَتْفكانَ آخرَ شيء فارَقَتْ قَلَمُ

ورثاه الشيخ محمّـد تقي الفقيه ـ أحد علماء جبل عامل ـ بمرثيـة، منها:


أَفْنَيْتَ نَفْسَكَ بالجِهادِ وطالَمابِدِمائِها رَوّى اليَراعَ الظامي