الصفحة 148

موعده جنّة عـلـيينحـرمها الله على الضنين
وللبخيل موقف مهينتهوى به النار إلى سجين

شرابه الحميم والغسلين

فقالت فاطمة (ع):


أطـعمه ولا أبـالي الساعهأرجو إذا أشبعت ذا مجاعه
أن ألحق الأخيار والجماعهوأسـكن الخلد ولي شفاعه

قال فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء القراح، ولما كان اليوم الثاني طحنت فاطمة من الشعير وصنعت منه خمسة أقراص وصلّى علي (ع) المغرب وجاء إلى المنزل فجاء يتيم فوقف على الباب فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي أطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنّة؟ فقال علي (ع):


فـاطم بـنت السـيـد الكريمبـنت نبـي ليس بالذميم
قـد جـاءنـا الله بـذا اليتيمقد حرم الخلد على اللئيم
يحمل في الحشر إلى الجحيمشـرابه الصديد والحميم
ومـن يـجود اليوم في النعيمشـرابه الرحيق والتسنيم

فقالت فاطمة (ع):


إنّي أطعمه ولا أباليوأوثر الله على عيالي

أمسوا جياعاً وهم اشبالي

فرفعوا الطعام وناولوه إيّاه، ثم أصبحوا وأمسوا في اليوم الثاني كذلك كما كانوا في الأول فلما كان في اليوم الثالث طحنت فاطمة باقي الشعير ووضعته

الصفحة 149
فجاء علي (ع) بعد المغرب فجاء أسير فوقف على الباب وقال السلام عليكم يا أهل بيت محمّد أسير محتاج تأسرونا ولا تطعمونا أطعمونا من فضل ما رزقكم الله فسمعه علي (عليه السلام) فقال:


فاطمة يا بنت النبي أحمدبـنـت نـبــي سـيد مـسوّد
منّي على أسيرنا المقيـّدمـن يـطعم اليوم يجده في الغد
عند العلي الماجد الممجدمن يزرع الخيرات سوف يحصد

فقالت فاطمة (ع):


لم يبق عندي اليوم غير صاعقد مجلت كفي مع الذراع
ابـنـاي والله مـن الجـياعأبوهما للخير ذو اصطناع

ثم رفعوا الطعام وأعطوه للأسير، فلما كان اليوم الرابع دخل علي (ع) على النبي (ص) يحمل ابنيه كالفرخين فلمّا رآهما رسول الله (ص) قال وأين ابنتي؟ قال في محرابها فقام رسول الله (ص) فدخل عليها ولقد لصق بطنها بظهرها وغارت عيناها من شدة الجوع فقال النبي (ص) واغوثاه بالله آل محمّد يموتون جوعاً فهبط جبرئيل وهو يقرأ {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} الآية، فإن قيل فقد أخرج هذا الحديث جدّك في الموضوعات.

وقال: أخبرنا به ابن ناصر عن محمّد بن أبي نصر الحميدي عن الحسن بن عبد الرحمان عن أبي القاسم السقطي عن عثمان بن أحمد الدقاق عن عبد الله بن ثابت عن أبي الهذيل عن عبد الله السّمرقندي عن عبد الله بن كثير عن الأصبغ بن نباتة قال مرض الحسن والحسين وذكره ثم قال جدك قد نزّه الله ذينك الفصيحين عن هذا الشعر الركيك. ونزّههما عن منع الطفلين عن

الصفحة 150
أكل الطعام، وفي إسناده الأصبغ بن نباتة: متروك الحديث، والجواب أمّا قوله قد نزّه الله ذينك الفصيحين عن هذا الشعر الركيك فهذا على عادة العرب في الرجز والخبب كقول القائل: (والله لو لا الله ما اهتدينا) ونحو ذلك وقد تمثل به النبي (ص) وأمّا قوله عن الأصبغ بن نباتة فنحن ما رويناه عن الأصبغ ولا له ذكر في إسناد حديثنا، وإنما أخذوا على الأصبغ زيادة زادوها في الحديث وهي أن رسول الله (ص) قال في آخره اللهم أنزل على آل محمّد كما أنزلت على مريم بنت عمران فإذا (جفنة) تفور مملوة ثريداً مكللة بالجواهر وذكر الفاظاً من هذا الجنس.

والعجب من قول جدي وإنكاره وقد قال في كتاب (المنتخب) يا علماء الشرع أعلمتم لم آثرا وتركا الطفلين عليهما أثر الجوع أتراهما خفي عنهما سر: ابدأ بمن تعول، ما ذاك إلاّ لأنهما عَلِما قوة صبر الطفلين وأنهما: غصنان من شجرة أظل عند ربي، وبعض جملة: فاطمة بضعة مني، وفرخ البط سابح.

فصل:

وقد اشتملت سورة {هل أتى} من فضائل أهل البيت على معاني، منها قوله { يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} لِمَ ذكر الكافور وهو لا يشرب؟ فالجواب من وجوه أحدها: أنه أراد بياض الكافور في حسنه وطيب ريحه وبرده كقوله حتى إذا جعله ناراً أي كنار، والثاني: إنّ الكافور اسم لعين في الجنّة، والثالث: إنّه لما غلبت عليهم حرارة الخوف في الدنيا مزج لهم الكافور في الجنّة، ومنها أنّ الهاء في قوله { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} تعود على الله تعالى وقيل على حب الثواب؛ وقيل على حب الطعام لفاقتهم إليه ومنها قوله

الصفحة 151
{لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا} المراد بالزمهرير القمر قال الشاعر:


وليلة ظلامها قد اعتكرقطعتها والزمهرير ما ظهر

ومنها قوله: {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا} فإن قيل فالمنظوم أحسن فالجواب إن المراد به الانتشار في الخدمة لما تعبوا في الدنيا أقام الحق لهم خدّاماً في الآخرة، ومنها إنّ الله تعالى ذكر في هذه السورة جميع ما يتعلق بنعيم الجنة ولذّاتها كالأشجار والأنهار والولدان والطعام والقصور وجميع ما يتعلق بهذا الباب إلا الحور حتى عجب العلماء من شرح هذه الأمور واستطرفوا عدم ذكرهن في هذا النعيم المذكور فقيل لهم ما ذاك إلا غيرة على زهراء الأنس من ذكر الضراير أو لأن الحور مملوكات والمملوكات لا يذكرن مع الحراير.

وسمعت جدي ينشد في مجالس وعظه ببغداد في سنة ست وتسعين وخمسمائة بيتين ذكرهما في كتاب (تبصرة المبتدي) وهما:


أهـوى عـلياً وإيـماني محبتهكـم مـشـرك دمـه من سيفه وكفا
إن كنت ويحك لم تسمع فضائلهفاسمع مناقبه من (هل أتى) وكفى»(1)

انتهى كلام سبط ابن الجوزي.

هذا وفضائل أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم عديدة جداً وقد ألّف الحاكم الحسكاني كتاباً في جزئين أسماه «شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم» فمن شاء الاستزادة، فليراجع.

____________

(1) تذكره الخواص: 281 ـ 284، مؤسسة أهل البيت.


الصفحة 152

فضائل الحسنين في السنة النبوية الشريفة

وهي على قسمين:

الأول: الفضائل المشتركة:

الثاني: الفضائل الخاصة لكل واحد منهما.

أما الأول: فهو بدوره مشتمل على فضائل عامة تشمل غير الحسنين من أهل البيت (عليهم السلام) وفضائل خاصة بهما عليهما السلام، وسنجعل لهذا القسم باباً واحداً بعنوان الفضائل المشتركة.

أما الثاني: وهي الفضائل الخاصة بكل واحد منهما فستكون على قسمين الأول يتعلق بفضائل الإمام الحسن الخاصة والثاني يتعلق بفضائل الإمام الحسين الخاصة، فيكون التقسيم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: الفضائل المشتركة.

الثاني: فضائل الإمام الحسن الخاصة.

الثالث: فضائل الإمام الحسين الخاصة.

وسيراً على نهجنا في الكتاب فإن الغرض ليس سرد الفضائل واستيفاءها بل هو ذكر جملة موجزة من ذلك، والله المستعان.

القسم الأول
الفضائل المشتركة

الفضيلة الأولى:

حديث الثقلين، وهو قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي. ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض».


الصفحة 153
وقد تقدّم الكلام عن هذا الحديث ودلالاته ومضامينه في الفصل الأول وعرفنا أنه شامل للحسن والحسين عليهما السلام فلا نعيد.

الفضيلة الثانية:

حديث الاثني عشر خليفة، وهو قول النبي محمّد (صلى الله عليه وآله): «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة... كلهم من قريش».

وتقدّم الكلام عنه أيضاً.

الفضيلة الثالثة:

حديث السفينة وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله): «مَثَل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق» تقدّم أيضاً.

الفضيلة الرابعة:

في كونهم أماناً لأهل الأرض، وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله): «النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض».

تقدّم.

الفضيلة الخامسة:

قول الرسول (صلى الله عليه وآله) لعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام): «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم».

تقدّم.

الفضيلة السادسة:

في وجوب الصلاة على أهل البيت (عليهم السلام)، وهو قول النبي لأصحابه مُعلّماً إياهم كيفية الصلاة عليه: «قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد».

وقد تقدّم الكلام عنه، وننوه هنا إلى أنّ مسلماً في «صحيحه» أخرج الحديث تحت باب: «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم بعد التشهد»(1).

____________

(1) انظر «صحيح مسلم» كتاب الصلاة، باب 17: 1/305، دار الفكر.


الصفحة 154
فالصلاة على الآل إنما هي واجبة على كل مسلم في الصلاة اليومية، فأي فضيلة هذه، وأي مقام سامٍ يضعهم الله فيه!!؟.

الفضيلة السابعة:

قوله وهو آخذ بيد الحسنين: «من أحـبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة».

تقدّم.

الفضيلة الثامنة:

قول النبي (صلى الله عليه وآله): «والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلاّ أدخله الله النّار».

وهذا تقدم أيضاً.

فهذه ثماني فضائل شاملة للحسن والحسين عليهما السلام، تقدّمت في الفصل الأول، ونضيف هنا بعضاً آخر من فضائلهما عليهما السلام:

الفضيلة التاسعة:

في أنّ النبي راضٍ عنهما:

أخرج الطبراني في «الأوسط» بسنده إلى ربعي بن حراش، عن علي (عليه السلام): «أنه دخل على النبي صلّى الله عليه وسلم وقد بسط شملة فجلس عليها هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين ثم أخذ النبي صلّى الله عليه وسلم بمجامعه فعقد عليهم ثم قال: اللهم ارض عنهم كما أنا راضٍ عنهم»(1).

وأورده الهيثمي في «المجمع» وقال: «رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبيد بن طفيل وهو ثقة»(2).

فالنبي، إذن راضٍ عن علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، ومنه يُعلم

____________

(1) المعجم الأوسط: 5/348، دار الحرمين.

(2) مجمع الزوائد: 9/169، دار الكتب العلمية.


الصفحة 155
حال مخالفيهم ومعاديهم ومبغضيهم، فتأمّل.

الفضيلة العاشرة:

في أنّهما سيدا شباب أهل الجنّة:

أخرج أحمد في «مسنده» بسنده إلى أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة»(1).

وأخرجه الترمذي في «سننه»(2)، والنسائي في «الخصائص»(3)، والحاكم في «المستدرك»(4)، وغيرهم.

قال الترمذي: «حديث حسن صحيح»(5)، ووافقه الألباني في «الصحيحة» بقوله: «وهو كما قال»(6).

وقال الحاكم معلقاً على أحد الطرق: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي(7)، ووافقهما الألباني أيضاً(8).

والحديث بهذا الطريق، أعني من طريق أبي سعيد الخدري، قال بصحته أو حُسنه، جمع آخر من العلماء، منهم الهيثمي في «مجمع الزوائد»(9)،

____________

(1) مسند أحمد: 3/3، 62، 64، 82، دار صادر.

(2) سنن الترمذي: 5/321، دار الفكر.

(3) تهذيب خصائص الإمام علي للنسائي بتحقيق الحويني الأثري: 104 ـ 105، دار الكتب العلمية.

(4) المستدرك على الصحيحين: 3/ (154، 166 ـ 167)، دار المعرفة.

(5) سنن الترمذي: 5/321، دار الفكر.

(6) سلسلة الأحاديث الصحيحة: 2/423، حديث رقم (796). مكتبة المعارف.

(7) المستدرك على الصحيحين وبهامشه «تلخيص الذهبي»: 3/154، دار المعرفة.

(8) سلسلة الأحاديث الصحيحة: 2/424، حديث (796). مكتبة المعارف.

(9) مجمع الزوائد: 9/201، دار الكتب العلمية.


الصفحة 156
ومصطفى بن العدوي في «الصحيح المسند من فضائل الصحابة»(1). والحويني الأثري في تحقيقه على «خصائص أمير المؤمنين»(2)، وكذا الداني بن منير آل زهوي(3)، وحمزة أحمد الزين محقق كتاب «مسند أحمد»(4).

وأخرج أحمد بسنده إلى حذيفة قال: «سألتني أمّي منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقلتُ منذ كذا وكذا، قال: فنالت مني وسبتني، قال: فقلتُ لها دعيني فإني آتي النبي صلّى الله عليه وسلم فأصلّي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصلّيتُ معه المغرب، فصلّى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم انفتل فتبعته، فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب فاتبعته فسمع صوتي فقال «من هذا» فقلتُ: حذيفة، قال: «مالكَ؟» فحدّثته بالأمر، فقال: «غفر الله لك ولأمّك» ثم قال: «أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟» قال: قلتُ بلى، قال: «فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذهِ الليلة، فاستأذن ربّه أنْ يُسلّم علي ويبشّرني أنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وأنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة»(5).

____________

(1) الصحيح المسند من فضائل الصحابة: 257، دار ابن عفان.

(2) تهذيب خصائص الإمام علي بتحقيق الحويني الأثري: 99 حديث (124). دار الكتب العلمية.

(3) خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بتحقيق آل زهوي: 107، حديث رقم (140)، المكتبة العصرية.

(4) مسند أحمد بتحقيق حمزة أحمد الزين: 1/101، 195، 204، 259، أحاديث رقم (10941) (11537) (11561) (11716)، دار الحديث، القاهرة.

(5) مسند أحمد: 5/391، دار صادر.


الصفحة 157
وأخرجه الترمذي في «سننه» وحسّنه(1)، وعقّب عليه الألباني قائلاً: «وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رجال «الصحيح» غير ميسرة ـ وهو ابن حبيب ـ وهو ثقة»(2).

وأخرج الحديث بألفاظ مختلفة من طريق حذيفة من غير زيادة «وأنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة» جمع منهم: أحمد في «مسنده»(3)، وابن حبان في «صحيحه»(4)، والحاكم في «المستدرك»(5)، وغيرهم.

والحديث صحّحه الحاكم ووافقه الذهبي(6)، وصحّحه الألباني بطريق أحمد الثاني أيضاً بقوله: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم(7).

وصحّح كلا طريقي أحمد محقق كتاب «المسند»، حمزة أحمد الزين(8).

وعن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما» أخرجه الحاكم وقال: «هذا حديث صحيح بهذهِ الزيادة ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي(9).

هذا، والحديث رواه جمع آخر من الصحابة أيضاً منهم: علي بن أبي

____________

(1) سنن الترمذي: 5/326، دار الفكر.

(2) سلسلة الأحاديث الصحيحة: 2/426، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(3) مسند أحمد: 5/392، دار صادر.

(4) صحيح ابن حبان: 15/413، مؤسسة الرسالة.

(5) المستدرك على الصحيحين: 3/381، دار المعرفة.

(6) المستدرك على الصحيحين وبهامشه «تلخيص الذهبي»: 3/381، دار المعرفة.

(7) سلسلة الأحاديث الصحيحة: 2/426، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(8) مسند أحمد: 16/591 ـ 592، حديث (23222) و(23223)، دار الحديث، القاهرة.

(9) المستدرك على الصحيحين وبهامشه «تلخيص الذهبي»: 3/167، دار المعرفة.


الصفحة 158
طالب، وعبد الله بن عمر، والبراء بن عازب، وجابر بن عبد الله، وعمر بن الخطاب، وأبو هريرة، وقرّة بن إياس، وغيرهم(1)، وله طرق متكثرة لذا قال السيوطي بتواتره(2) وكذا السمعاني(3)، ومعه لا حاجة لذكر طرق أخرى، ونكتفي بما قدّمناه.

وإذا عرفت أنّهما سيدا شباب أهل الجنّة، فتأمّل في حال من جَيَّش الجيوش لقتالهما، أو تسبـّب في ذلك، فضلاً عمّن اشترك، أو أعان، بل تأمّل في حال من رضي بذلك أيضاً، على مرّ العصور ومدار الزمان.

الفضيلة الحادية عشرة:

في أنّهما ريحانتا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله):

عن ابن عمر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هما ريحانتاي من الدنيا» يعني الحسن والحسين.

أخرجه البخاري في «صحيحه» في موضعين(4)، والترمذي في سننه بلفظ: «سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا» وقال: «هذا الحديث صحيح»(5). وأخرجه أيضاً، أبو داود الطيالسي في «مسنده»(6)، وأبو يعلى في «مسنده»(7)، والطبراني في «الكبير»(8)،

____________

(1) انظر طرفاً من رواياتهم في «مجمع الزوائد»: 9/182، 183، 184، 201، دار الكتب العلمية.

(2) انظر «تحفة الأحوذي» 10/186، دار الكتب العلمية، و «فيض القدير» للمنّاوي: 3/550، دار الكتب العلمية

(3) الأنساب: 3/477، دار الجنان، بيروت.

(4) صحيح البخاري:(4/217)، (7/74)، دار الفكر.

(5) سنن الترمذي: 5/322، دار الفكر.

(6) مسند أبي داود: 261، دار الحديث، بيروت.

(7) مسند أبي يعلى: 10/106، دار المأمون للتراث.

(8) المعجم الكبير: 3/127، دار إحياء التراث العربي.