قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي(6)، قال البوصيري في «مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة»: «هذا إسناد حسن رجاله ثقات»(7).
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: «إسناده حَسَن»(8).
ومن المستبعد أن النبي (صلى الله عليه وآله) يريد بهذا الحديث الرابطة النسبية بينه وبين الحسين (عليه السلام)، خصوصاً عند النظر إلى الشطر الثاني، «وأنا من حسين» فلابد أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله)، ناظراً إلى أمرٍ أدق وأعمق من ذلك، ولعله يشير إلى وحدة المنهج، والهدف، والروح الرسالية، التي يحملها الحسين (عليه السلام) في سبيل إرساء رسالة الله، والحفاظ على أصولها، والتي تهدف إلى إصلاح الإنسان،
____________
(1) الأدب المفرد: 85، مؤسسة الكتب الثقافية.
(2) مسند أحمد: 4/172، دار صادر.
(3) سنن ابن ماجة: 1/85، مكتبة المعارف.
(4) المستدرك على الصحيحين: 3/177، دار المعرفة.
(5) سنن الترمذي: 5/324، دار الفكر.
(6) المستدرك على الصحيحين وبذيله «تلخيص المستدرك»: 3/177، دار المعرفة.
(7) مصباح الزجاجة المطبوع بحاشية السنن: 1/85، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.
(8) مجمع الزوائد: 9/181، دار الكتب العلمية، بيروت.
الفضيلة الثالثة:
في دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لمحبّ الحسين (عليه السلام):
فقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «أحبّ الله من أحبّ حسيناً» وهذا المقطع هو إحدى تتمات الحديث السابق فلا داعي لذكر تخريجاته أو تصحيحاته؛ فإنّ عين ما تقدم في الفضيلة الثانية من تخريج وتصحيح يأتي هنا أيضاً.
ونشير هنا إلى أن دعاء النبي لمحبّ الحسين (عليه السلام) بهذهِ الألفاظ الشريفة يبين بوضوح عظمة الحسين (عليه السلام) ودرجته الرفيعة عند الله، سبحانه وتعالى، ومنها يتضح حال مبغضه ومعاديه، بل وكذا حال محبي أعدائه، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
الفضيلة الرابعة:
في أنّه سبط من الأسباط:
وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله): «حسين سبط من الأسباط» وهو تتمة الحديث المتقدم في الفضيلة الثانية والثالثة، فإن الحديث كما جاء في سنن الترمذي: «حسينٌ مني وأنا من حُسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط» فعين ما تقدم في الفضيلة الثانية، من تخريجات وتصحيحات يأتي هنا أيضاً.
لكن نشير إلى أنّه في بعض المصادر ورد: «الحسن والحسين سبطان من الأسباط»(1).
وقال الهيثمي معقّباً: «رواه الترمذي باختصار ذكر الحسن، ورواه الطبراني
____________
(1) التاريخ الكبير للبخاري: 8/415، المكتبة الإسلامية، ديار بكر، والمعجم الكبير للطبراني: 3/32، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
وأما معنى السبط في الحديث، فقد جاء في «لسان العرب»: «وفي الحديث أيضاً: الحسين سبط من الأسباط، أي أمة من الأمم في الخير، فهو واقع على الأمة والأمة واقعة عليه»(2). أي هو بمنزلة الأمة في الخير، وقال شارح «التاج الجامع للأصول» في كتابه «غاية المأمول، شرح التاج الجامع للأصول»: «والمراد هنا أن الحسين رضي الله عنه في أخلاقه وأعماله الصالحة في دنياه كأمة صالحة، كقوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، ويبعث الحسين في الآخرة له شأن وجاه عظيم، كأمة ذات شأن عظيم»(3)، ونفس هذا الكلام يأتي في الإمام الحسن (عليه السلام) لما قدمناه من أنّ بعض المصادر نقلت «الحسن والحسين سبطان من الأسباط».
الفضيلة الخامسة:
في محبة النبي (صلى الله عليه وآله) للحسين (عليه السلام):
أخرج الحاكم بسنده إلى أبي هريرة، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو حامل الحسين بن علي، وهو يقول اللهم إني أحبّه فأحبّه»(4).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روى بإسناد في الحسن مثله وكلاهما محفوظان»، ووافقه الذهبي(5).
____________
(1) مجمع الزوائد: 9/181، دار الكتب العلمية، بيروت.
(2) لسان العرب: 7/310، دار إحياء التراث العربي.
(3) غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصول، المطبوع بحاشية التاج الجامع للأصول: 3/359، دار الكتب العلمية، بيروت.
(4) المستدرك على الصحيحين: 3/177، دار المعرفة.
(5) المستدرك على الصحيحين وبهامشه «تلخيص المستدرك» للذهبي: 3/177، دار المعرفة.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي(1). وتقدم في الفضائل المشتركة ما يدلّ على ذلك أيضاً.
هذا وفضائل الحسين عديدة شهيرة نكتفي بما ذكرناه، ونحاول في ختام هذا الفصل، وحيث إننا في صدد ذكر سيد شباب أهل الجنّة، أنْ ننقل نموذجاً من الأخبار الصحيحة من كتب أهل السنّة حول شهادة الحسين (عليه السلام) وتعظيمه والبراءة من قاتليه وأعدائه وحرمة قبره الشريف، فإليكم ذلك: بعنوان:
أخبار وروايات تتعلق بعاشوراء:
الخبر الأول:
في أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان أشعث أغبر لقتل الحسين (عليه السلام):
أخرج أحمد في «المسند» بسندهِ إلى عمّار بن أبي عمّار عن ابن عباس قال: «رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلّم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئاً، قال: قلتُ يا رسول الله ما هذا؟
____________
(1) المصدر نفسه: 3/178.
وأخرجه عبد بن حميد في «منتخب مسند عبد بن حميد»(3)، والطبراني في «المعجم الكبير»(4)، والحاكم في «المستدرك»(5)، وغيرهم.
قال ابن كثير الدمشقي بعد أن نقل الخبر عن «المسند»: «إسناده قوي»(6).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»(7).
قال الهيثمي بعد نقل الخبر: «رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح»(8).
قال أحمد محمّد شاكر محقق كتاب «المسند»: «إسناده صحيح»(9).
الخبر الثاني:
في نوح الجن على الحسين بن علي (عليه السلام):
أخرج الطبراني بسنده إلى أمّ سلمة قالت: «سمعتُ الجن تنوح على
____________
(1) وفي بعض المصادر «التقطه» بل كذا في «مسند أحمد» في موضع آخر، انظر «المسند»: 1/283، وانظر «المستدرك»: 4/398.
(2) مسند أحمد: 1/242 و283، دار صادر.
(3) منتخب مسند عبد بن حميد: 235، مكتبة، النهضة العربية.
(4) المعجم الكبير: (3/110) و(12/143)، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
(5) المستدرك على الصحيحين: 4/398، دار المعرفة.
(6) البداية والنهاية: 8/218، مؤسسة التاريخ العربي.
(7) المستدرك على الصحيحين: 4/398، دار المعرفة.
(8) مجمع الزوائد: 9/194، دار الكتب العلمية، بيروت.
(9) مسند أحمد: 2/551، حديث (2165)، و3/155، حديث (2553)، دار الحديث، القاهرة.
وأخرجه الضحاك في «الآحاد والمثاني»(2)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»(3)، ورواه ابن كثير في «البداية والنهاية» وقال: «وهذا صحيح»(4).
ورواه الهيثمي في «مجمع الزوائد» وقال: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح»(5).
وأخرج الطبراني بسندهِ إلى ميمونه قالت: «سمعتُ الجن تنوح على الحسين»(6).
قال الهيثمي: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح»(7).
الخبر الثالث:
في طمس عيني رجل تهجّم على الحسين (عليه السلام):
أخرج الطبراني بسنده إلى قرّة بن خالد، قال: سمعتُ أبا رجاء العطاردي يقول: لا تسبـّوا علياً ولا أهل هذا البيت فإنّ جاراً لنا من بلهجيم قال: ألم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن علي قتله الله، فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره»(8).
____________
(1) المعجم الكبير: 3/121 و122، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
(2) الآحاد والمثاني: 1/ 308، دار الدراية.
(3) تاريخ مدينة دمشق: 14/239، 240، دار الفكر.
(4) البداية والنهاية: 6/259، مؤسسة التاريخ العربي.
(5) مجمع الزوائد: 9/199، دار الكتب العلمية.
(6) المعجم الكبير: 3/122، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
(7) مجمع الزوائد: 9/199، دار الكتب العلمية.
(8) المعجم الكبير: 3/112، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
قال الهيثمي: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح»(4).
الخبر الرابع:
في أنه ما رفع حجر في الشام وبيت المقدس يوم قتل الحسين إلا وجد تحته دم عبيط:
أخرج الطبراني بسنده إلى ابن شهاب الزهري قال: «ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم، رضي الله عنه»(5).
قال الهيثمي: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح»(6).
وأخرج الطبراني أيضاً بسنده إلى الزهري قال: «قال لي عبد الملك بن مروان أي واحد أنت إنْ أخبرتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي قال: قلتُ: لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط، فقال عبد الملك: إنّي وإياك في هذا الحديث لقرينان»(7).
قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات»(8).
____________
(1) تاريخ مدينة دمشق: 14/232، دار الفكر.
(2) تهذيب الكمال: 6/436، مؤسسة الرسالة.
(3) سير أعلام النبلاء: 3/313، مؤسسة الرسالة.
(4) مجمع الزوائد: 9/196، دار الكتب العلمية.
(5) المعجم الكبير: 3/113، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
(6) مجمع الزوائد: 9/196، دار الكتب العلمية.
(7) المعجم الكبير: 3/119، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
(8) مجمع الزوائد: 9/196، دار الكتب العلمية.
الخبر الخامس:
في قداسة وعظمة قبر الحسين (عليه السلام):
أخرج الطبراني بسنده عن الأعمش قال: «خرى رجل من بني أسد على قبر حسين بن علي رضي الله عنه، قال: فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وجذام ومرض وفقر»(1).
وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»(2)، ورواه الذهبي في «سير أعلام النبلاء»(3).
قال الهيثمي: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح»(4).
هذا، وروايات هذا الباب كثيرة جداً، نكتفي بما أشرنا إليه من الإيجاز ونحيل القارئ إلى مطالعة كتاب «سيرتنا وسنتنا» للشيخ الأميني صاحب الغدير، حيث جمع كمّاً هائلاً من الروايات الصحيحة في كتب أهل السنة عن هذا الموضوع.
وبهذا نختم هذا الفصل الموجز عن الإمامين الحسنين وننقل الكلام إلى الإمام الرابع علي بن الحسين عليهما السلام وهو موضوع الفصل الثالث.
____________
(1) المعجم الكبير: 3/120، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
(2) تاريخ مدينة دمشق: 14/244، دار الفكر.
(3) سير أعلام النبلاء: 3/317، مؤسسة الرسالة.
(4) مجمع الزوائد: 9/197، دار الكتب العلمية.
الفصل الثالث
الرابع من أئمة أهل البـيت
زين العابدين
علي بن الحـسين عليه السلام
نافذة إلى معرفة الإمام
سليل النبوّة، وفرع دوحة المجد، وغصن شجرة الإسلام الأصيلة، وأحد كواكب البيت العلوي الطاهر، وعَلَماً من أعلام الهداية، ذلك هو الإمام علي بن الحسين، زين العابدين (عليه السلام).
كان وما زال مثلاً أعلى يقتدى به، ومشعلاً وضّاء ينير الطريق بنور هديه وإشعاع معرفته.
جمع الفضائل، وحاز المكارم، وتألّق نجمه في عنان السماء يفيض على الوجود نور الإيمان، ووهج الحق، ويرسو بمَن ركب سفينته نحو شاطئ الأمن والأمان.
كان في ركب الخلود وقافلة المجد، قافلة أسراء آل محمّد (صلى الله عليه وآله)، فكسّر قيود أسره، بصرخات محمّد (صلى الله عليه وآله) صرخات الحق والعدالة.
تلك الصرخات الخالدة التي هزّت عروش بني أمية، وأيقظت نيام الأمة وأصحت كل ضمير حي.
نعم، استطاع إمامنا زين العابدين أنْ يُسقط كل أوراق التستّر الأموي؛ ليُبدي سوءة الجبابرة المتلبـّسين بلباس الدين، ويفضح مخططاتهم، وألاعيبهم أمام الملأ الإسلامي.
فحصحص الحق، وزهق الباطل وعاد الدم يدبُّ في جسد الأمة لتشمّ رائحة الحياة من جديد بعد أنْ كانت يائسة منها.
وهكذا استطاع إمامنا زين العابدين أنْ يُعرّف الناس بمغزى وحقيقة ثورة الإمام الحسين ويضع أولى لَبِنات النصر الإلهي الذي أسّس أساسه الدّم الحسيني الخالد.
وقد طبعت السجلاّت في صحائفها مزيداً من الكلمات في تبجيل الإمام وتعظيمه، وامتلأت الكتب في نقل مناقبه ومحاسنه، ونحاول في هذا الفصل أنْ ننقل شطراً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في حق الإمام عليه السلام، وقبل الدخول في ذلك، نعرض إلمامة قصيرة عن حياته (عليه السلام) فنقول:
ـ هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ـ أمّهُ: شاه زنان(1)، بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى، ويقال إن اسمها شهربانوا، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) ولّى حُريث بن جابر الحنفي جانباً من المشرق، فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى؛ فنحل ابنه الحسين (عليه السلام) شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين (عليه السلام)، ونحل الأخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر فهما ابنا خالة(2). وجاء في الخبر أنّ علياً (عليه السلام) قال لولده الحسين (عليه السلام): «أحسِن إلى شهربانويه فإنّها مرضيّة، فستلد لك خير أهل الأرض بعدك»(3).
____________
(1) كلمة فارسية معرّبها: ملكة النساء.
(2) الإرشاد للمفيد: 2/137، مؤسسة آل البيت.
(3) عيون المعجزات: 70 ـ 71.
ـ كنيته: أبو محمد، ويكنى بأبي الحسن أيضاً، وبأبي القاسم(2). وغيرها.
ـ ألقابه عديدة منها: سيد العابدين، زين العابدين، السجاد، ذو الثفنات وغيرها(3).
ـ تسلّم إمامة المسلمين عند شهادة أبيه الحسين (عليه السلام) في محرم سنة (61هـ) وكان له من العمر (23) سنة.
ـ عاصر في أيام إمامته خمسة من حكام بني أميّة وهم: يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك(4).
ـ شهد (عليه السلام) مأساة كربلاء وكان مريضاً فيها، وواكب ركب السبايا بعد الفاجعة إلى الكوفة ومنها إلى الشام.
ـ كان له (عليه السلام) دور كبير في فضح البيت الأموي وتبيين الحق والحقيقة أمام الملأ الإسلامي.
ـ توفي (عليه السلام) في المدينة مسموماً(5) سنة (95 هـ)(6).
ـ دفن في البقيع مع عمّه الحسن (عليه السلام)(7).
____________
(1) انظر «الإرشاد» للمفيد: 2/137، مؤسسة آل البيت.
(2) إعلام الورى للطبرسي: 1/480، مؤسسة آل البيت.
(3) المصدر نفسه: 1/480.
(4) انظر للمصدر نفسه: 1/481.
(5) انظر «الإتحاف بحب الأشراف»: 143، منشورات الرضي، طبعة مصوّرة على طبعة المطبعة الأدبية بمصر.
(6) الإرشاد للمفيد: 2/137، مؤسسة آل البيت.
(7) المصدر نفسه: 2/138.