وقال في «سير أعلام النبلاء»: في الجزء الثالث عشر، عند ذكره للإمام الصادق (عليه السلام): «جعفر الصادق: كبير الشأن، من أئمة العلم، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور»(2).
كما ذكر له في الجزء السادس ترجمة طويلة فيها توثيقات ومدائح العديد من العلماء كالشافعي ويحيى بن معين وأبي زرعة وأبي حنيفة وغيرهم، كما تفرقت أقواله عن الإمام في طيـّات هذهِ الترجمة، فقد قال في أحد المواضع: «شيخ بني هاشم أبو عبد الله القرشي الهاشمي العلوي النبوي المدني، أحد الأعلام»(3)، وقال في موضع آخر عنه وعن أبيه الباقر (عليه السلام): «وكانا من جلة علماء المدينة»(4) وقال في موضع ثالث: «جعفر ثقة صدوق»(5).
كما أن الذهبي ترجم الإمام ترجمة مطوّلة شبيهة بما في «سير أعلام النبلاء» وذلك في كتابه تاريخ الإسلام(6). وقال في آخرها: «مناقب جعفر كثيرة، وكان يصلح للخلافة، لسؤدده وفضله وعلمه وشرفه رضي الله عنه».
____________
(1) تذكرة الحفّاظ: 1 / 166، نشر مكتبة الحرم المكي (إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية).
(2) سير أعلام النبلاء: 13 / 120، مؤسسة الرسالة.
(3) المصدر نفسه: 6 / 255.
(4) المصدر نفسه: 6 / 255.
(5) المصدر نفسه: 6 / 257.
(6) تاريخ الإسلام: حوادث وفيات ـ 141 هـ ـ 160 هـ): 93 / دار الكتاب العربي.
25 ـ صلاح الدين الصفدي (ت: 764 هـ):
قال في كتابه «الوافي بالوفيات»: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. هو المعروف بالصادق الإمام العَلَم المدني...» إلى أن قال: «وحدّثَ عنه أبو حنيفة، وابن جريج وشُعبة والسفيانان ومالك ووهيب وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وخلق غيرهم كثيرون آخرهم وفاةً أبو عاصم النبيل، وثقه يحيى بن معين والشافعي وجماعة».
ثم نقل توثيق ومدح أبي حنيفة وأبي حاتم المتقدم ذكرهما...، إلى أن قال: «وله مناقب كثيرة وكان أهلاً للخلافة لسؤدده وعلمه وشرفه... وتوفي سنة ثمان وأربعين ومئة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد الباقر وجده علي زين العابدين وعم جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. فللّه درّه من قبر ما أكرمه وأشرفه. ولقّب بالصادق لصدقه في مقاله...»(1).
26 ـ أبو عبد الله أسعد بن علي بن سليمان اليافعي (ت: 768 هـ):
قال في كتابه «مرآة الجنان» في أحداث سنة «148 هـ»: «فيها توفيّ الإمام السيد الجليل، سلالة النبوة ومعدن الفتوّة، أبو عبد الله جعفر الصادق بن أبي جعفر محمّد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي العلوي، وأمّه أم فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر... ولد سنة ثمانين في المدينة الشريفة وفيها توفي.
ودفن بالبقيع في قبرٍ فيه أبوه محمّد الباقر وجدّه زين العابدين وعم جدّه الحسن بن علي رضوان الله عليهم أجمعين، وأكرِمْ بذلك القبر وما جمع من
____________
(1) الوافي بالوفيات: 11 / 126 ـ 128، دار النشر: فرانز شتايز، شتوتغارت.
27 ـ المحدّث محمّد خواجه بارساي البخاري (ت: 822 هـ):
قال في كتابه «فصل الخطاب»: «ومن أئمة أهل البيت أبو عبد الله جعفر الصادق «رضي الله عنه»... وكان جعفر الصادق «رضي الله عنه» من سادات أهل البيت... روى عنه ابنه موسى الكاظم «رضي الله عنه» ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبو حنيفة وابن جريج ومالك ومحمّد بن إسحاق وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة ويحيى بن سعيد القطان (رحمهم الله) واتفقوا على جلالته وسيادته»(2).
28 ـ الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ):
قال في «تقريب التهذيب»: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله، المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين [أي 148 هـ]»(3).
____________
(1) مرآة الجنان وعبرة اليقظان: 1 / 238، دار الكتب العلمية.
(2) نقله القندوزي الحنفي في «ينابيع المودّة»: 2 / 457، منشورات الشريف الرضي، المصوّرة على الطبعة الحيدرية.
(3) تقريب التهذيب: 1 / 91، دار الفكر للطباعة والنشر.
29 ـ ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855 هـ):
قال في كتابه «الفصول المهمة»: «كان جعفر الصادق (عليه السلام) من بين أخوته خليفة أبيه ووصيـّه، والقائم من بعده، برز على جماعة بالفضل وكان أنبههم ذكراً وأجلّهم قدراً، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته وذكره في سائر البلدان، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من الحديث، وروى عنه جماعة من أعيان الأمة مثل يحيى بن سعيد، وابن جريج، ومالك بن أنس والثوري، وأبو عيينة، وأبو حنيفة، وشعبة، وأبو أيوب السجستاني وغيرهم، وصّى إليه أبو جعفر (عليه السلام) بالإمامة وغيرها وصية ظاهرة، ونصّ عليه نصّاً جلياً» إلى أن قال: «وأما مناقبه فتكاد تفوت من عدّ الحاسب، ويحير في أنواعها فهم اليقظ الكاتب وقد نقل بعض أهل العلم أنّ كتاب الجفر الذي بالمغرب، الذي يتوارثه بنو عبد المؤمن بن علي هو من كلامه، وله فيه المنقبة السَّنيـّة والدرجة التي هي في مقام الفضل عليـّة» وقال في آخر الفصل: «مناقب أبي جعفر الصادق (عليه السلام) فاضلة وصفاته في الشرف كاملة وشرفه على
____________
(1) انظر «تهذيب التهذيب»: 2 / 68 ـ 70، دار الفكر.
مات الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام سنة ثمان وأربعين ومائة في شوّال... وقبره في البقيع، دُفن في القبر الذي فيه أبوه وجدّه وعمّ جدّه، فللّه درّه من قبرٍ ما أكرمه وأشرفه...»(1).
30 ـ عبد الرحمن بن محمّد الحنفي البسطامي (ت: 858 هـ):
قال في «مناهج التوسل»: «جعفر بن محمّد، ازدحم على بابه العلماء، واقتبس من مشكاة أنواره الأصفياء، وكان يتكلّم بغوامض الأسرار، وعلوم الحقيقة وهو ابن سبع سنين»(2).
31 ـ المؤرّخ يوسـف بن تغـري بردي، جمال الديـن الأتابكي (ت: 874هـ):
قال في «النجوم الزاهرة» عند ذكره لأحداث سنة (148 هـ): «وفيها توفي جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، الإمام السيّد أبو عبد الله الهاشمي العلوي الحسيني المدني... وهو من الطبقة الخامسة من تابعي أهل المدينة، وكان يلقّب بالصابر، والفاضل والطاهر، وأشهر ألقابه الصادق... حدّث عنه أبو حنيفة وابن جريج وشعبة والسفيانان ومالك وغيرهم، وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد»(3).
____________
(1) الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة: 211 ـ 219 دار الأضواء.
(2) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر: 1 / 55 عن «مناهج التوسل»: 106.
(3) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: 2 / 8، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والطباعة والنشر، نسخة مصوّرة على طبعة دار الكتب.
32 ـ محمد بن سراج الدين الرفاعي (ت: 885 هـ):
قال في «صحاح الأخبار»: «قال العميدي: ولد الصادق بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع الفجر سنة ثلاث وثمانين من الهجرة... وعاش خمساً وستين سنة وكانت إمامته أربعاً وثلاثين سنة، وقد نقل الناس عنه على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم ما سارت به الركبان، وقد عد أسماء الرواة عنه فكانوا أربعة آلاف رجل...»(1). وواضح من اسم الكتاب ومقدمته أنه يتبنّى كل ما جاء فيه.
33 ـ أحمد بن عبد الله الخزرجي (ت: بعد 923 هـ):
قال في «خلاصته»: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله، أحد الأعلام... [حدّث] عنه خلق كثير لا يحصون، منهم ابنه موسى وشعبة والسفيانان ومالك، قال الشافعي وابن معين وأبو حاتم، ثقة»(2).
34 ـ شمس الدين محمّد بن طولون (ت: 953 هـ):
قال في «الأئمة الاثنا عشر»: «وهو أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
كان من سادات أهل البيت ولقّب بالصادق لصدقه في مقالته، وفضله
____________
(1) صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار: 44، الركابي المصوّرة على طبعة نخبة الأخبار في الهند.
(2) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال: 63، نشر مكتبة المطبوعات الإسلامية بحلب.
35 ـ الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):
قال في «الصواعق المحرقة» في آخر كلامه عن الإمام الباقر (عليه السلام): «وخلّف ستة أولاد أفضلهم وأكملهم جعفر الصادق، ومن ثمّ كان خليفته، ووصيّه، ونقل عنه الناس من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريج ومالك والسفيانَين، وأبي حنيفة وشعبة، وأيوب السختياني...»(2).
36 ـ الملاّ علي القاري (ت: 1014 هـ):
قال في «شرح الشفا»: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن أبي طالب الهاشمي المدني المعروف بالصادق... متفق على إمامته وجلالته وسيادته»(3).
37 ـ أحمد بن يوسف القرماني (ت: 1019 هـ):
قال في «أخبار الدول» عند ترجمته الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): «كان [رضي الله عنه] من بين أخوته خليفة أبيه ووصيـّه، ونقل عنه من العلوم ما لم ينقل من غيره.
وكان رأساً في الحديث، روى عنه يحيى بن سعيد، وابن جريج ومالك بن أنس، والثوري، وابن عيينة، وأبو حنيفة، وشعبة، وأبو أيوب السجستاني،
____________
(1) الأئمة الاثنا عشر: 85، منشورات الشريف الرضي.
(2) الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة: 305، دار الكتب العلمية.
(3) شرح الشفا: 1 / 43 ـ 44، دار الكتب العلمية.
38 ـ محمّد بن عبد الرؤوف المنّاوي القاهري (ت: 1031 هـ):
قال في «الكواكب الدريـّة»: «جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب... كان إماماً نبيلاً... قال أبو حاتم: (ثقة لا يُسأل عن مثله)، وله كرامات كبيرة ومكاشفات شهيرة منها: أنه سُعي به عند المنصور، فلما حجّ أحضر الساعي وقال للساعي: أتحلف؟ قال: نعم، فحلف: فقال جعفر للمنصور: حلّفهُ بما أراه، فقال: حلِّفه؟ فقال: قل برئتُ من حول الله وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي، لقد فعل جعفر كذا وكذا فامتنع الرجل، ثم حلف فما تمّ حتى مات مكانه.
ومنها: أنّ بعض الطغاة قتل مولاه فلم يزل ليلته يصلّي ثم دعا عليه عند السحر فسُمِعَت الضجة بموته.
ومنها: أنه لمّا بلغه قول الحكم بن عباس الكلبي في عمّه زيد:
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة | ولم نرَ مهدياً على الجذع يصلب |
قال: اللهم سلّط عليه كلباً من كلابك فافترسه الأسد...»(2).
____________
(1) أخبار الدول وآثار الأول: 1 / 334 ـ 336، عالم الكتب، وقد أثبتنا الأقواس كما هي في النسخة التي اعتمدنا عليها أمانة للنقل.
(2) الكواكب الدريّة: 94، وورسة تجليد الأنوار، مصر.
39 ـ أحمد بن شهاب الدين الخفاجي (ت: 1069 هـ):
قال عن الإمام الصادق (عليه السلام): «جعفر الصادق، أبو عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، روى عنه كثيرون، كمالك والسفيانان وابن جريح وابن إسحاق، واتفقوا على إمامته وجلالته وسيادته، ولد سنة 80 هـ وتوفي سنة 148 هـ قيل مسموماً، وثّقه في روايته الشافعي وابن معين وأبو حاتم والذهبي، وهو من فضلاء أهل البيت وعلمائهم»(1).
40 ـ الشيخ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت: بعد 1083 هـ):
قال في كتابه «نور الأبصار» تحت عنوان: فصل في ذكر مناقب سيدنا جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: «... ومناقبه كثيرة تكاد تفوت عدّ الحاسب ويحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب، روى عنه جماعة من أعيان الأئمة وأعلامهم كيحيى بن سعيد ومالك بن أنس والثوري وابن عيينة وأبي حنيفة وأيوب السختياني وغيرهم. قال أبو حاتم جعفر الصادق ثقة لا يُسأل عن مثله... وفي حياة الحيوان الكبرى، فائدة، قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب وكتاب الجفر كتبه الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر رضي الله عنهما فيه كل ما يحتاجون علمه إلى يوم القيامة، وإلى هذا الجفر أشار أبو العلاء المعرّي بقوله:
لقد عجبوا لآل البيت لما | أتاهم علمهم في جلد جفر |
____________
(1) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر: 1 / 59، ونقله محمد علي دخيل في «أئمتنا»: 1/485 عن «شرح الشفا»: 1 / 124.
ومرآة المنجم وهي صغرى | تريه كل عامرة وقفر |
... وفي الفصول المهمة: نقل بعض أهل العلم أنّ كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن بن علي من كلام جعفر الصادق وله فيه المنقبة السَّنيـّة والدرجة التي في مقام الفضل عليـّه و(كان) جعفر الصادق رضي الله عنه مجاب الدعوة، إذا سأل الله شيئاً لا يتمّ قوله إلاّ وهو بين يديه...»(1).
41 ـ شهاب الدين أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد بن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):
قال في كتابه «شذرات الذهب» في أحداث سنة (148 هـ): «وفيها توفي الإمام، سلالة النبوة، أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي العلوي... وكان سيد بني هاشم في زمانه، عاش ثمانياً وستين سنة وأشهراً.
وولد سنة ثمانين بالمدينة، ودفن بالبقيع في قبـّة أبيه وجدّه، وعمّ جدّه الحسن، وقد ألّف تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتاباً في ألف ورقة يتضمن رسائله، وهي خمسمائة، وهو عند الإمامية من الاثني عشر بزعمهم...
وقال في «المغني» جعفر بن محمّد بن علي ثقة... وقد وثّقه ابن معين وابن عدي...»(2).
42 ـ حسين بن محمّد الديار بكري (ت: 1111 هـ):
قال في «تاريخ الخميس»: «وفي سنة ثمان وأربعين ومائة توفي سيّد بني
____________
(1) نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار: 160 ـ 161، دار الفكر طبعة مصوّرة على طبعة القاهرة 1948م.
(2) شذرات الذهب في أخبار من ذهب: 1 / 362، دار الكتب العلمية.
43 ـ محمّد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي (ت: 1122 هـ):
قال في «شرحه على موطأ الإمام مالك»: «جعفر بن محمّد، أبو عبد الله، فقيه صدوق إمام، مات سنة ثمان وأربعين ومائة»(2).
44 ـ الشيخ عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي (ت: 1171هـ):
قال في كتابه «الإتحاف بحب الأشراف»: «السادس من الأئمة جعفر الصادق، ذو المناقب الكثيرة والفضائل الشهيرة، روى عنه الحديث أئمة كثيرون مثل مالك بن أنس وأبي حنيفة، ويحيى بن سعيد وابن جريج والثوري وابن عيينة وشعبة وغيرهم رضي الله عنهم، ولد رضي الله عنه بالمدينة المنوّرة سنة ثمانين من الهجرة وغرر فضائله وشرفه على جبهات الأيام كاملة. وأندية المجد والعز بمفاخره ومآثره آهلة. وتوفي رضي الله عنه سنة ثمان وأربعين ومائة في شوّال يقال إنه مات بالسم في أيام المنصور ودفن بالبقيع في القبـّة التي دفن فيها أبوه وجدّه...»(3).
45 ـ محمّد أمين السويدي (ت: 1246 هـ):
قال في «سبائك الذهب»: «جعفر الصادق، كان من بين أخوته خليفة أبيه
____________
(1) تاريخ الخميس: 2 / 325، دار صادر المصوّرة على الطبعة الوهبية بمصر لسنة 1183 هـ.
(2) شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك: 2 / 403، دار الكتب العلمية.
(3) الإتحاف بحب الأشراف: 146 ـ 147، منشورات الرضي، الطبعة المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية بمصر.
46 ـ خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):
قال في كتابه «الأعلام»: «جعفر بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط، الهاشمي القرشي، أبو عبد الله، الملقّب بالصادق: سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية.
كان من أجلاّء التابعين، وله منزلة رفيعة في العلم. أخذ عنه جماعة منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك، ولقّب بالصادق لأنه لم يُعرف عنه الكذب قط، له أخبار مع الخلفاء من بني العبـّاس وكان جريئاً عليهم صدّاعاً بالحق، له «رسائل» مجموعة في كتاب، ورد ذكرها في «كشف الظنون»، يقال أنّ جابر بن حيان قام بجمعها. مولده ووفاته بالمدينة»(2).
47 ـ محمود بن وهيب البغدادي (لم نعثر على سنة وفاته):
قال في «جوهرة الكلام»: «جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وكنيته أبو عبد الله، وقيل أبو إسماعيل، وألقابه الصادق والفاضل والطاهر وأشهرها الأول، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان وروى عنه الأئمة الكبار كيحيى ومالك وأبي حنيفة»(3).
____________
(1) سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب: 74، المكتبة العلمية.
(2) الأعلام: 2 / 126، دار العلم للملايين.
(3) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر: 1 / 59 عن «جوهرة الكلام»: 59.
تنبيه:
قال أسد حيدر في كتابه «الإمام الصادق والمذاهب الأربعة» حول نسبة الزجر والفال إلى الإمام الصادق عليه السلام: «وهذا من الخطأ والاشتباه، وإنما الإمام يستشف ما وراء الحجب باستقراء الحوادث السياسية، وينظر المستقبل بحكمته وصفاء بطنه، يخبر بالحوادث قبل وقوعها، وقد أخبر بأن الخلافة للسفّاح ومن بعده للمنصور وتبقى في أولاده من بعده، وأخبر بمقتل محمّد وإبراهيم على يد المنصور.
وكان معارضاً لبيعة محمّد في المؤتمر الذي عقده الهاشميون من عباسيين وعلويين لبيعة محمّد بن عبد الله، وقال لعبد الله بن الحسن: لا تفعلوا فان الأمر لم يأتِ بعد، فقال عبد الله: لقد عملتَ خلاف ما تقول، قال الصادق: لا، ولكن هذا وأبناؤه دونك وضرب بيده على أبي العباس ثم نهض فأتبعه عبد الصمد بن علي وأبو جعفر المنصور فقالا له: أتقول ذلك؟ قال: نعم، أقوله والله وأعلمه.
وليس في وسعنا بسط القول في علمهم (عليهم السلام) وانكشاف حقائق الأشياء لهم، فقد أخبروا بكثير من الحوادث قبل وقوعها وقد صدر عن الصادق كثير من ذلك مما لا يتّسع المجال لذكره.
وأمّا نسبة الزجر والفال إليه فهو خطأ نشأ من اشتباه في الاسم وتقارب في الزمن، وذلك أن جعفر بن محمّد البلخي المعروف بأبي معشر الفلكي كان مشهوراً بالزجر والفال وأستاذ عصره في التنجيم ونقل الناس أخباره وشاع ذكره.
تلك كانت مجموعة من كلمات علماء أهل السنّة في مدح الإمام سلام الله عليه، وثمة توثيقات للإمام من علماء آخرين لم نفرد لهم عناوين مستقلة، نشير إليهم هنا إتماماً للفائدة وهم:
1 ـ محمّد بن إدريس الشافعي(3).
2 ـ النّسائي(4).
3 ـ يحيى بن معين(5).
4 ـ أبو زرعة(6).
____________
(1) نسبه أسد حيدر إلى البداية والنهاية: 11 / 51، لكنّ الذي عثرنا عليه يختلف قليلاً عمّا في المتن فقد جاء في البداية والنهاية: 11 / 60، مؤسسة التاريخ الإسلامي: والظاهر أن الذي نسب إلى جعفر بن محمّد الصادق من علم الرجز والطرف واختلاج الأعضاء... الخ» ولعلّ الرجز هنا اشتباهاً والأصحّ هو الزجر.
(2) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 1 / 63 ـ 64، دار الكتاب العربي.
(3) نقل قوله الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: 6 / 256 ـ 257، مؤسسة الرسالة وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: 2 / 69، دار الفكر، وغيرهما.
(4) نقل قوله ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: 2 / 69، دار الفكر.
(5) نقل قوله الذهبي في «سير أعلام النبلاء» 6 / 257، مؤسسة الرسالة، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: 2 / 69، دار الفكر.
(6) نقل قوله الرزاي في «الجرح والتعديل» 2 / 487، دار الفكر.
فاتضح، إذن، إجماع العلماء على جلالة قدره وعظم منزلته، ومن يراجع، يجد مزيداً من الكلمات في مدحه والثناء عليه.
____________
(1) نقل قوله ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: 2 / 69، دار الفكر.