الفصل السادس
السابع من أئمة أهل البـيت
الكاظم
موسى بن جعفر عليه السلام
نافذة إلى معرفة الإمام (عليه السلام)
صَفت نفسه الطاهرة، وخلُصتْ سريرته، فكان أحد كواكب البيت النبوي يُضيء طريق الأجيال ويُنوِّر ظلمات الدنيا بعطائه السيّال... تألق نجمه في عنان السماء، وارتقى إلى مشارف العُلى، علماً وحلماً، شجاعة وسماحة، فضلاً وكرماً... مضافاً إلى انقطاعه التام إلى الله سبحانه وتعالى، فصار مهوًى للقلوب والأفئدة، ولذلك تسابقت الأقلام على مختلف انتماءاتها تُشيدُ بفضله وتذكر مناقبه، وتبيّن علوَّ شأنه...
وقبل أن نغور في سرد كلمات علماء أهل السنّة في مدحه والثناء عليه، نحاول أن نقدّم بين يدي القارئ الكريم إلمامة سريعة بحياة الإمام سلام الله عليه فنقول:
ـ هو الإمام موسى بن جعفر الصادق بن محمَّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
ـ أمّه حميدة البربرية، ويقال لها حميدة المُصفّاة(1)، كانت من خيار النِّساء، وقد مدحها الإمام الصادق (عليه السلام) بكلمات تكشف عن عظمتها وسمُوّ قدرها فقال: «حميدة مُصَفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتى أُدّيَت إليّ كرامةً من الله لي والحُجّة من بعدي»(2).
____________
(1) إعلام الورى للطبرسي: 2/ 6، مؤسسة آل البيت.
(2) أُصول الكافي للكليني: 1/ 550، دار التعارف للمطبوعات.
ـ كنيته أبو الحسن، وهو أبو الحسن الأول، وأبو إبراهيم، وأبو علي، ويعرف بالعبد الصالح والكاظم (عليه السلام)(3).
ـ تسلّم إمامة المسلمين بعد وفاة أبيه الصادق (عليه السلام) في سنة 148 هـ وكان له من العمر عشرون سنة.
ـ عاصر في أيام إمامته أربعةً من الخلفاء العباسيين وهم: أبو جعفر المنصور، ثُمّ ابنه محمد المعروف بالمهدي، ثم ابنه موسى المعروف بالهادي، ثمّ أخوه هارون بن المهدي المُلقّب بالرشيد.
ـ عاش الإمام (عليه السلام) مدةً مديدةً من حياته في ظلمات السجون، فقد سجنه المهدي العباسي ثم أطلقه، ولما آلت النوبة إلى حكم هارون الرشيد عاد معتقلاً الإمام، وآخذاً ينقله من سجن إلى سجن حتى استشهد (عليه السلام) في سجن السندي بن شاهك في بغداد.
ـ كانت شهادته (عليه السلام) في الخامس والعشرين من شهر رجب لسنة مائة وثلاث وثمانين للهجرة (183 هـ)(4).
ـ دفن (عليه السلام) في المقبرة المعروفة بمقابر قريش(5) والمعروفة اليوم بالكاظمية.
____________
(1) الأبواء: بلدة بين مكة والمدينة فيها توفيت ودفنت آمنة بنت وهب أمّ الرسول الكريم.
(2) إعلام الورى للطبرسي: 2/ 6، مؤسسة آل البيت.
(3) المصدر نفسه: 2/6.
(4) المصدر نفسه: 2/6.
(5) المصدر نفسه: 2/6.
الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة:
إليك قارئي الكريم جانباً من كلمات علماء وأعلام أهل السنة وهي تشيد بمقام الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام):
1 ـ الإمام الشافعي (ت: 204 هـ):
قال في «تحفة العالم»: «قبر موسى الكاظم الترياق المجرب»(1). يريد إجابة الدعاء عنده.
2 ـ الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ):
علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين قائلاً: «لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته»(2).
3 ـ الحسن بن إبراهيم، أبو علي الخلال شيخ الحنابلة (من علماء القرن الثالث الهجري):
قال: «ما همّني أمرٌ، فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به، إلا سهّلَ الله تعالى لي ما أُحِبُّ»(3).
____________
(1) أئمتنا لمحمد علي دخيل: 2/ 65، عن «تحفة العالم»: 2/22، ونقله أحمد زيني دحلان في «الدرر السنية في الرد على الوهابية»: 4/ 6، مكتبة إيشيق، إسلامبول.
(2) أورده ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة»: 310، دار الكتب العلمية.
(3) نقل قوله الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد»: 1/120، دار الكتب العلمية، وابن الجوزي في «المنتظم»: 9/ 89، دار الكتب العلمية، بيروت.
4 ـ أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250 هـ):
ذكر الإمام الكاظم (عليه السلام) في رسائله عند مدحه لعشرة من الأئمة في كلام واحد عند ذكره الرد على ما فخرت به بنو أمية على بني هاشم فقال «ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدّه الطالبيون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن... هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكري] بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام)، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم»(1).
5 ـ محمد بن إدريس بن المنذر، أبو حاتم الرازي (ت: 277 هـ):
قال في حق الإمام أنّه: «ثقةٌ صدوق، إمامٌ مِن أئمة المسلمين»(2).
6 ـ الرازي ابن أبي حاتم (ت: 327 هـ):
قال: «صدوقٌ إمام»(3) كما نقل في كتابه «الجرح والتعديل» نص قول أبيه المتقدم مقراً به(4).
7 ـ الخطيب البغدادي (ت: 463 هـ):
قال في «تاريخ بغداد»: «أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن
____________
(1) رسائل الجاحظ: 106، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجارية الكبرى، مصر.
(2) ذكر قوله ابنه الرازي في «الجرح والتعديل»: 8/138، دار الفكر، والذهبي في «سير أعلام النبلاء»: 6/280، مؤسسة الرسالة، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: 8/393، دار الفكر.
(3) ذكر قوله الذهبي في «ميزان الاعتدال»: 4/ 201، دار الفكر.
(4) الجرح والتعديل: 8/ 139.
8 ـ عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت: 562 هـ):
قال في «الأنساب»: «وهو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب... ومشهده ببغداد مشهور يزار... زرته غير مرة مع ابنه محمد بن الرضا علي بن موسى»(2).
9 ـ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت: 597 هـ):
قال في كتابه «صفة الصفوة»: «كان يُدعى العبد الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل وكان كريماً حليماً إذا بلغه عن رجل يؤذيه بعث إليه بمال» ثم إنّه ذكر ابن الجوزي منقبة ظاهرةً من مناقبه وفضيلة رائعة من جميل فضائله، وهو ما جرى مع شقيق البلخي في طريقه إلى الحج، وما
____________
(1) راجع «تاريخ بغداد»: 13/ 27، دار الكتب العلمية.
(2) أنساب السمعاني: 5/405، مؤسسة الكتب الثقافية.
كما أنّ ابن الجوزي ترجم الإمام في كتابه «المنتظم» ومدحه بكلمات تقرب من النص المتقدم(2).
10 ـ الفخر الرازي (ت: 604 هـ):
قال عند تفسيره لمعنى الكوثر: «والقول الثالث الكوثر أولاده....فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قُتل من أهل البيت ثُم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)...»(3)
11 ـ ابن الأثير الجزري (ت: 630 هـ):
قال في كتابه «الكامل في التاريخ»: «وكان يلقّب بالكاظم لأنه كان يحسن إلى من يُسيء إليه، كان هذا عادته أبداً»(4).
____________
(1) راجع «صفة الصفوة»: 2/184، ترجمة رقم 191. دار المعرفة.
(2) انظر «المنتظم»: 9/ 87. دار الكتب العلمية، بيروت.
(3) تفسير الفخر الرازي: مجلد 16، ج32/ 125، دار الفكر.
(4) الكامل في التاريخ: 6/14، دار الفكر.
12 ـ العارف الشيخ محيي الدين محمد بن علي المعروف بابن عربي (ت: 638 هـ):
قال في «المناقب» المطبوع بآخر «وسيلة الخادم إلى المخدوم» للشيخ فضل الله الأصبهاني (ص296): «وعلى شجرة الطور، والكتاب المسطور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع، والسر المستور، والرق المنشور، والبحر المسجور، وآية النور، كليم أيمن الإمامة، منشأ الشرف والكرامة، نور مصباح الأرواح، جلاء زجاجة الأشباح، ماء التخمير الأربعيني، غاية معارج اليقيني، إكسير فلزات العرفاء، معيار نقود الأصفياء، مركز الأئمة العلوية، محور فلك المصطفوية، الآمر للصور والأشكال بقبول الاصطبار والانتقال، النور الأنور أبي إبراهيم، موسى بن جعفر عليه صلوات الله الملك الأكبر»(1).
13 ـ محمد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):
قال في كتابه «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول»: «هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكبير المجتهد الجاد في الاجتهاد، المشهور بالعبادة المواظب على الطاعات، المشهود له بالكرامات، يبيت الليل ساجداً وقائماً، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظماً، كان يُجازي المسيء بإحسانه إليه، ويقابل الجاني بعفوه عنه، ولكثرة عبادته كان يُسمّى بالعبد الصالح، ويعرف بالعراق باب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به، كرامته تحار منها العقول، وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق لا تزل ولا تزول... وأما مناقبه
____________
(1) أورده السيد المرعشي في «شرح إحقاق الحق»: 28/570.
14 ـ سبط ابن الجوزي (ت: 654 هـ):
قال في كتابه «تذكرة الخواص»: «وكان موسى جواداً حليماً وإنما سمّي الكاظم لأنه كان إذا بلغه عن أحد شيء بعث إليه بمال» وذكر بإسناده إلى شقيق البلخي القصة المشار إليها فيما سبق(2).
15 ـ ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: 655 هـ):
نقل ما تقدم من كلام الجاحظ(3) مقرّاً له عليه بدلالة قوله في أول البحث «ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم ونضيف إليه من قبلنا أموراً لم يذكرها فنقول...»(4).
كما أنه قال عن الإمام في نفس الفصل: «ومن رجالنا موسى بن جعفر بن محمد ـ وهو العبد الصالح ـ جمع من الفقه والدين والنسك والحلم والصبر»(5).
16 ـ ابن الساعي (ت: 674 هـ):
قال في «مختصر تاريخ الخلفاء»: «أما الإمام الكاظم فهو صاحب الشأن
____________
(1) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 2/120، مؤسسة أمّ القرى.
(2) تذكرة الخواص: 312.
(3) شرح نهج البلاغة: 15 /278، دار الكتب العلمية، طبعة مصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربية.
(4) المصدر نفسه: 270.
(5) المصدر نفسه: 291.
17 ـ ابن خلّكان (ت: 681 هـ):
قال في كتابه «وفيات الأعيان»: [هو] «أحد الأئمة الاثني عشر، رضي الله عنهم أجمعين» ثم نقل ما تقدم ذكره من قول الخطيب البغدادي من دون تعليق عليه(2).
18 ـ أبو الحجاج يوسف المزي (ت: 742 هـ):
ذكر في كتابه «تهذيب الكمال» نصّ قول أبي حاتم المتقدم، كما أنّه اقتصر على ذكر أخبار عديدة في مدح الإمام والثناء عليه(3).
19 ـ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748):
قال في «سير أعلام النبلاء»: «الإمام، القدوة، السيد أبو الحسن العلوي، والد الإمام علي بن موسى الرضا، مدني، نزل بغداد».
____________
(1) حياة الإمام موسى بن جعفر لباقر شريف القرشي: 1/166 عن «مختصر أخبار الخلفاء»: 39.
(2) انظر «وفيات الأعيان»: 4/503. دار الكتب العلمية.
(3) تهذيب الكمال: 29/43 وما بعدها، مؤسسة الرسالة.
وقد نقل في هذين الكتابين قول أبي حاتم المتقدم في أنّ الإمام: «ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين» من دون أي تعليق عليه(1).
وقد ترجم له أيضاً في «تاريخ الإسلام»، وقال عنه: «وكان صالحاً، عالماً عابداً، متألهاً... »(2).
20 ـ اليافعي اليمني المكّي (ت: 768 هـ):
قال في كتابه «مرآة الجنان»: «وفيها [أي سنة 183 هـ] توفي السيد أبو الحسن موسى الكاظم ولد جعفر الصادق، كان صالحاً عابداً جواداً حليماً كبير القدر، وهو أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، وكان يُدعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده، وكان سخياً كريماً. كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصُرّة فيها ألف دينار...»(3).
21 ـ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت: 774 هـ):
قال في «البداية والنهاية»: «وكان كثير العبادة والمروءة، إذا بلغه عن أحد أنّه يؤذيه أرسل إليه بالذهب والتّحف... وأهدى له مرّة عبد عصيدة فاشتراه واشترى المزرعة التي هو فيها بألف دينار وأعتقه ووهب المزرعة له...»(4).
22 ـ محمد خواجة البخاري (ت: 822 هـ):
____________
(1) راجع «سير أعلام النبلاء»: 6/270، مؤسسة الرسالة، و «ميزان الاعتدال»: 4/ 201، دار الفكر، و «العبر»: 1/222. دار الكتب العلمية.
(2) تاريخ الإسلام: حوادث وفيات (181 ـ 190 هـ)، ص417، دار الكتاب العربي.
(3) مرآة الجنان: 1/ 305، أحداث سنة 183 هـ، دار الكتب العلمية.
(4) البداية والنهاية: 10/ 197، أحداث سنة 183 هـ، مؤسسة التاريخ العربي.
23 ـ ابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ):
نقل في كتابه «تهذيب التهذيب» نصّ قول أبي حاتم المتقدّم، كما ذكر قول يحيى بن الحسن بن جعفر النسابة: «كان موسى بن جعفر يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده».
وبعد أن نقل تاريخ وفاته قال: «ومناقبه كثيرة»(2).
24 ـ ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855):
نقل في كتابه «الفصول المهمة» قول بعض أهل العلم قائلاً: «قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، والأوحد الحجة الحبر، الساهر ليله قائماً القاطع نهاره صائماً، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله وذلك لنجح قضاء حوائج المسلمين(3) وقال في موضع آخر: «وأما مناقبه وكراماته الظاهرة وفضائله وصفاته الباهرة فتشهد له بأنّه قبة الشرف وعلاها وسما إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها وذللت له كواهل السيادة وامتطاها، وحكم في غنائم
____________
(1) ذكر قوله القندوزي الحنفي في «ينابيع المودة» ص459، منشورات الشريف الرضي.
(2) تهذيب التهذيب: 8/ 393، دار الفكر.
(3) الفصول المهمة: 221، دار الأضواء.
25 ـ جمال الدين يوسف بن تغري بردي الأتابكي (ت: 874 هـ):
قال في كتابه «النجوم الزاهرة»: «وفيها [سنة 183] توفي موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن السيد الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم أجمعين). كان موسى المذكور يدعى بالعبد الصالح لعبادته وبالكاظم لعلمه(2)، ولد بالمدينة سنة ثمان أو تسع وعشرين ومائة وكان سيداً عالماً فاضلاً سَنِياً جواداً، ممدوحاً مجاب الدعوة»(3).
26 ـ أحمد بن عبد الله الخزرجي (ت بعد 923 هـ):
نقل في كتابه «خلاصة تذهيب تهذيب الكمال» نصّ قول أبي حاتم المتقدّم من دون أي تعليق عليه مما يدل على قبوله وإمضائه له(4).
27 ـ عبد الوهاب الشعراني (ت: 973 هـ):
قال في «طبقاته»: «أحد الأئمة الاثني عشر، وهو ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين... كان يكنّى بـ (العبد الصالح) لكثرة عبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وكان إذا بلغه عن أحد يؤذيه يبعث إليه بمال»(5).
____________
(1) المصدر نفسه: 222.
(2) هكذا في المطبوع ولعل الصحيح (لحلمه).
(3) النجوم الزاهرة: 2/112 نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.
(4) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 3/63 مكتبة القاهرة.
(5) طبقات الشعراني الكبرى: 1/55، دار الفكر.
28 ـ ابن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):
قال في «الصواعق المحرقة»: «موسى الكاظم: وهو وارثه [أي جعفر الصادق] علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً، سُمّيَ الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم... ومن بديع كراماته: ما حكاه ابن الجوزي والرامهرمزي وغيرهما عن شقيق البلخي...»(1).
29 ـ أحمد بن يوسف القرماني (ت: 1019 هـ):
قال في كتابه «أخبار الدول»: «هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المُسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج، لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجة قط... وكان له كرامات ظاهرة ومناقب باهرة، اقترع قمة الشرف وعلاها، رسماً إلى أوج المزايا(2) فبلغ عُلاها فمن ذلك ما ذكره ابن الجوزي في كتابه «مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن» عن شقيق البلخي قال:...» وذكر قصة شقيق التي تقدمت الإشارة إليها(3).
30 ـ ابن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):
قال في «شذرات الذهب»: «وفيها [سنة 183 هـ توفي] السيد الجليل أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ووالد علي بن موسى الرضا. ولد
____________
(1) الصواعق المحرقة: 307 ـ 308 دار الكتب العلمية.
(2) كذا في المطبوع ولعل الصحيح: «افترع قمة الشرف وعلاها، وسما إلى أوج المزايا».
(3) أخبار الدول: 1/337. عالم الكتاب.