الصفحة 282
سنة ثمان وعشرين ومائة. روى عن أبيه، قال أبو حاتم: ثقة إمام من أئمة المسلمين وقال غيره: كان صالحاً عابداً، جواداً حليماً، كبير القدر. بلغه عن رَجُل الأذى له فبعث إليه بألف دينار...»(1).

31 ـ عبد الله الشبراوي (ت: 1171 هـ):

قال في «الإتحاف بحب الأشراف»: «كان من العظماء الأسخياء، وكان والده جعفر يحبه حباً شديداً...» ثم تحدث عن الإمام ونقل بعض كلامه(2).

32 ـ الحسن بن عبد الله البخشي (ت: 1190 هـ):

قال في كتابه «النور الجلي في نسب النبي»: «وهو الإمام الكبير القدر، والكثير الخير، كان رضي الله عنه يسهر ليله ويصوم نهاره، وسمي كاظماً لفرط تجاوزه عن المعتدين، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج، لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجته قط، وكانت له كرامات ظاهرة ومناقب باهرة، تسنم ذروة الشرف وعلاها وسما أوج المزايا فبلغ أعلاها...»(3).

33 ـ الشيخ محمد بن علي الصبان (ت: 1206 هـ):

قال في كتابه «إسعاف الراغبين»: «أما موسى الكاظم فكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله وكان من أعبد أهل زمانه ومن أكابر

____________

(1) شذرات الذهب: 1/ 486. دار الكتب العلمية.

(2) الإتحاف بحب الأشراف: 148، منشورات الشريف الرضي، النسخة المصورة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية بمصر.

(3) حياة الإمام موسى بن جعفر للشيخ القرشي: 1/ 167 عن «النور الجلي»: 97.


الصفحة 283
العلماء الأسخياء... ولقّب بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه»(1).

34 ـ محمد أمين السويدي (ت: 1246 هـ):

قال في كتابه «سبائك الذهب»: «موسى الكاظم هو الإمام الكبير القدر الكثير الخير، كان يقوم ليله ويصوم نهاره، وسمّي الكاظم لفرط تجاوزه عن المعتدين»(2).

35 ـ الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: بعد 1308 هـ):

قال في «كتابه نور الأبصار» تحت عنوان فصل في ذكر مناقب سيدنا موسى الكاظم...: «قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الحَبْر، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله؛ وذلك لنجح قضاء حوائج المتوسلين به. (ومناقبه) رضي الله عنه كثيرة شهيرة...»(3).

36 ـ يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت: 1350 هـ):

قال في كتابه «جامع كرامات الأولياء»: «موسى الكاظم أحد أعيان أكابر الأئمة من ساداتنا آل البيت الكرام هداة الإسلام رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم، وأماتنا على حبهم وحبّ جدهم الأعظم صلى الله عليه

____________

(1) إسعاف الراغبين المطبوع بهامش «نور الأبصار»: 246، دار الفكر الطبعة المصورة على الطبعة المصرية المطبوعة سنة 1948م.

(2) سبائك الذهب: 75، المكتبة العلمية.

(3) نور الأبصار: 164، طبعة دار الفكر المصورة على الطبعة المصرية لسنة 1948م.


الصفحة 284
وسلم»(1).

37 ـ علي جلال الحسيني المصري (ت: 1351 هـ):

قال: «جمع من الفقه والدين والنسك والحلم والصبر، مالا مزيد عليه...»(2).

38 ـ الدكتور زكي مبارك (ت: 1371 هـ):

قال في «شرح زهر الآداب»: «كان موسى بن جعفر سيداً من سادات بني هاشم وإماماً مقدّماً في العلم والدين»(3).

39 ـ السيد علي فكري (ت: 1372 هـ):

قال في «أحسن القصص»: «قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الحبر، جمع من الفقه والدين بما لا مزيد عليه...»(4).

40 ـ خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):

قال في كتابه «الأعلام»: «كان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد»(5).

41 ـ محمود بن وهيب القراغولي الحنفي:

قال في «جوهرة الكلام»: «هو الوارث لأبيه رضي الله عنهما علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً سمّي بـ (الكاظم) لكظمه الغيظ، وكثرة تجاوزه وحلمه. وكان

____________

(1) جامع كرامات الأولياء: 2/ 495. دار الفكر، 1992م.

(2) أئمتنا لمحمد علي دخيل: 2/ 69 عن «الحسين»: 2/ 207.

(3) أئمتنا لمحمد علي دخيل: 69 عن «شرح زهر الآداب»: 1/ 132.

(4) حياة الإمام موسى بن جعفر: 1/168 عن «أحسن القصص»: 4/293.

(5) الأعلام: 7/321، دار العلم للملايين.


الصفحة 285
معروفاً عند أهل العراق بـ (باب قضاء الحوائج عند الله)، وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم...»(1).

42 ـ عبد السلام الترمانيني:

قال في «أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين»: «هو موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية. كان يلقّب بالكاظم لأنه كان يحسن لمن أساء إليه... وكان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد...»(2).

43 ـ عارف أحمد عبد الغني (معاصر):

قال في «كتابه الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف» عند ذكره للإمام الكاظم (عليه السلام): «كان أسود اللون، عظيم الفضل، رابط الجأش، واسع العطاء.

لقّب بالكاظم لكظمه الغيظ وحلمه وكان يخرج في الليل وفي كمّه صرر من الدراهم، فيعطي لمن لقيه، ومَن أراد برّه، وكان يضرب المثل بصرّة موسى وكان أهله يقولون: عجباً لمن جاءته صرّة موسى فشكا القلة...»(3).

هذا وقد أجمع أهل هذا الفن على جلالة الإمام موسى بن جعفر وعظم منزلته، نكتفي بما تقدّم من كلماتهم توخياً للاختصار ومنعاً للإطالة.

____________

(1) أئمتنا: 2/68 عن «جوهرة الكلام»: 139.

(2) أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين: ج1، مجلد2، ص1070. أحداث سنة 183 هـ.

(3) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف: 1/41، دار كتاب للطباعة والنشر.


الصفحة 286

الصفحة 287

الفصل السابع



الثامن من أئمة أهل البـيت
الرضا
علي بن موسى عليه السلام





الصفحة 288

الصفحة 289

نافذة إلى معرفة الإمام (عليه السلام)

نشأ في بيت الرسالة، وارتضع من معين الوحي، وتربى في أحضان الإمامة؛ فكان قمّةً شامخة، لا يُقاس به عظيمٌ ولا يرقى إليه راقٍ.

صار مدرسة تفيض على الوجود بأنواع العطاء وتغذي البشرية ألواناً من القيم والفضائل والمكارم.

استطاع بحكمته البالغة وبفضل عناية الباري سبحانه وتعالى أنْ يحطم كلّ آمال المأمون العباسي التي أراد تحقيقها من خلال مسرحية ولاية العهد، فحوّل سنة (201هـ) وهي سنة ولاية العهد إلى سنة ازدهار للتشيع والفكر الشيعي فبيـّن أسُسه ومبانيه وأصوله وحقيقته، كما أنّه ذاد عن الإسلام المحمدي الأصيل «فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة والملحدين والدهرية، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين له إلاّ قطعه وألزمه الحجة»، فذاع صيته وانتشر خبره ودانت له العلماء وأخذت الناس تقول «والله إنه أولى بالخلافة من المأمون».

فخلُد في ذاكرة التاريخ وأبت الصحف إلاّ أن تسطر في طياتها ثناءً ومدحاً لتلك الشخصية الخالدة، وقبل أن نقدم للقارئ الكريم كلمات علماء أهل السنة في مدح الإمام (عليه السلام)، نضع بين يديه إلمامة سريعة بحيـاة الإمام (عليه السلام):

ـ هو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).


الصفحة 290
ـ كانت لأمّه أسماء عديدة منها: نجمة، وأروى، وتكتم...(1). وتكنى بأمّ البنين(2)، وكانت أفضل النساء في عقلها ودينها وكانت على ما في بعض الروايات ملكاً لحميدة أمّ الإمام موسى بن جعفر، وورد أنها كانت تعظّم مولاتها حميدة حتى أنها ما جلست بين يديها قط إجلالاً لها، وجاء في الخبر أيضاً أن حميدة قالت لابنها موسى (عليه السلام): يابني! إن تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ولست أشك أن الله تعالى سيظهر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتها لك فاستوص خيراً بها، فلما ولدت له الرضا (عليه السلام) سمّاها الطاهرة...(3).

ـ وُلد (عليه السلام) في المدينة المنوّرة، يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة، سنة ثمان وأربعين ومائة (11/ ذو القعدة/ 148هـ)(4).

ـ كان يكنى (عليه السلام) بأبي الحسن ويلقب بألقاب عديدة(5)، أشهرها الرضا.

ـ تسلّم إمامة المسلمين بعد شهادة أبيه الكاظم (عليه السلام) سنة (183هـ) وكان له من العمر خمس وثلاثون سنة.

ـ كانت مدة إمامته عشرين سنة عاصر خلالها ثلاثة من حكام بني العباس

____________

(1) انظر «عيون أخبار الرضا» للشيخ الصدوق: ج1، ب2، رقم3، ص26، منشورات الشريف الرضي.

(2) انظر «الإرشاد» للشيخ المفيد: 2/ 245، مؤسسة آل البيت، و «إعلام الورى» للشيخ الطبرسي: 2/ 40، مؤسسة آل البيت.

(3) انظر «عيون أخبار الرضا» للشيخ الصدزق: جـ1، ب2، رقم 2، ص24.

(4) البحار: 49/ 9، رقم 16، 17، 18.

(5) كالصابر، والرضي، والوفي وغيرها.


الصفحة 291
وهم: هارون الرشيد، وولداه الأمين والمأمون الذي استشهد الإمام في حكومته.

ـ أُجبر على قبول ولاية العهد من قِبَل المأمون العباسي في سنة 201هـ(1). ولذلك أُرغم على ترك مدينة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتوجه إلى مرو عاصمة الدولة العباسية آنذاك في سنة (200هـ)(2).

ـ استشهد (عليه السلام) في طوس في آخر صفر لسنة (203هـ)(3).

ـ دفن (عليه السلام) في دار حُميد بن قحطبة في قرية يقال لها «سناباد» في أرض طوس في نفس الموضع الذي دفن فيه هارون الرشيد، وقبر أبي الحسن (عليه السلام) بين يديه في قبلته(4).

____________

(1) كشف الغمة للأربلي: 2/ 853، منشورات الشريف الرضي.

(2) عيون أخبار الرضا للصدوق: جـ2، ب40، ح19. ص158 ـ 159.

(3) إعلام الورى للطبرسي: 2/ 41 و86، مؤسسة آل البيت.

(4) الإرشاد للمفيد: 2/ 271، مؤسسة آل البيت.


الصفحة 292

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة:

إليك ـ قارئي العزيز ـ جانباً من كلمات علماء وأعلام أهل السنة والجماعة وهي تشيد بفضل الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وتبين جلالة قدره وسموّ منزلته:

1 ـ محمد بن عمر الواقدي (ت: 207 هـ):

قال: «سمع علي الحديث من أبيه وعمومته وغيرهم وكان ثقة يفتي بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة وهو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة»(1).

2 ـ الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين قائلاً: «لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته»(2).

3 ـ أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250 هـ):

ذكر الإمام الرضا (عليه السلام) في «رسائله» عند مدحه لعشرة من الأئمة في كلام واحد عند ذكره الرد على ما فخرت به بنو أمية على بني هاشم فقال: «ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم عالم

____________

(1) نقل كلامه سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص»: 315، مؤسسة أهل البيت، بيروت.

(2) أورده ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة»: 310، دار الكتب العلمية.


الصفحة 293
زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكري] بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام)، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم»(1).

4 ـ ابن حبان (ت: 354 هـ):

قال في كتابه «الثقات»: «وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم... ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته... وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يُزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مراراً كثيرة، وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرتُ قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت عني تلك الشدة وهذا شيء جربته مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين»(2).

5 ـ الحاكم النيسابوري (ت: 405 هـ):

قال في «تاريخه»: «كان يُفتي في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن نيف وعشرين سنة. روى عنه من أئمة الحديث: آدم بن أبي إياس ونصر بن علي

____________

(1) رسائل الجاحظ: 106 جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجارية الكبرى، مصر.

(2) الثقات: 8/ 456 ـ 457، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الهند، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية.


الصفحة 294
الجهضمي ومحمد بن رافع القشيري وغيرهم...»(1).

6 ـ الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت: 597هـ):

قال في «المنتظم»: «علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب... سمع أباه وعمومته وكان يُفتي في مسجد رسول الله وهو ابن نيف [وعشرين] سنة، وكان المأمون قد أمر بإشخاصه من المدينة فلما قدم نيسابور خرج وهو على بغلة شهباء فخرج علماء البلد في طلبه مثل يحيى بن يحيى وإسحاق بن [راهويه] ومحمد بن رافع وأحمد بن حرب وغيرهم...»(2).

7 ـ عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت: 562 هـ):

قال في «الأنساب»: «والرضا كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب...»(3).

8 ـ الفخر الرازي (ت: 604 هـ):

قال عند تفسيره لمعنى الكوثر: «والقول الثالث الكوثر أولاده....فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)..»(4).

____________

(1) نقل قوله ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: 5/ 746.

(2) المنتظم: 10/ 120، نشر دار الكتب العلمية، سنة النشر: 1412هـ ـ 1992م.

(3) الأنساب: 3/ 74، مؤسسة الكتب الثقافية.

(4) تفسير الفخر الرازي: مجلد16، ج32، ص125، دار الفكر.


الصفحة 295

9 ـ عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (ت: 623 هـ):

قال في كتابه «التدوين»: «علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الرضا، من أئمة أهل البيت وأعاظم ساداتهم. وأكابرهم...»(1).

10 ـ العلامة العارف الشيخ محيي الدين ابن عربي (ت: 638 هـ):

قال في كتابه «المناقب» المطبوع في آخر «وسيلة الخادم إلى المخدوم» للشيخ فضل الله بن روزبهان الأصفهاني: «وعلى السر الإلهي والرائي للحقائق كما هو النور اللاهوتي والإنسان الجبروتي والأصل الملكوتي والعالم الناسوتي مصداق معلم المطلق والشاهد الغيبي المحقق، روح الأرواح وحياة الأشباح، هندسة الموجود الطيار في منشآت الوجود كهف النفوس القدسية، غوث الأقطاب الأنسية، الحجة القاطعة الربانية، محقق الحقائق الإمكانية، أزل الأبديات وأبد الأزليات، الكنز الغيبي والكتاب اللاريبي، قرآن المجملات الأحدية وفرقان المفصلات الواحدية، إمام الورى، بدر الدجى، أبي محمد علي بن موسى الرضا (عليه السلام)»(2).

11 ـ ابن النجار (ت: 643 هـ):

قال في «ذيل تاريخ بغداد»: «وكان من العلم والدين بمكان، كان يفتي في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن نيف وعشرين سنة»(3).

____________

(1) التدوين في أخبار قزوين: 3/ 269.

(2) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: 28/657، عن «المناقب»: 96، ط. قم.

(3) ذيل تاريخ بغداد: 4 /135. دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1417هـ.


الصفحة 296

12 ـ محمد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):

قال في «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول»: «قد تقدم القول في أمير المؤمنين علي، وفي زين العابدين علي، وجاء هذا علي الرضا ثالثهما، ومن أمعن النظر والفكرة وجده في الحقيقة وارثهما، فيحكم كونه ثالث العليين، نمى إيمانه وعلا شأنه، وارتفع مكانه، واتسع إمكانه، وكثر أعوانه، وظهر برهانه، حتى أحلّه الخليفة المأمون محل مهجته... وصفاته سنيـّة، ومكارمه حاتمية، وشنشنته أخزمية، وأخلاقه عربية، ونفسه الشريفة هاشمية، وأرومته الكريمة نبوية، فمهما عدّ من مزاياه كان أعظم منه، ومهما فصّل من مناقبه كان أعلى رتبة منه»(1).

13 ـ سبط ابن الجوزي (ت: 654 هـ):

قال في «تذكرة الخواص»: «كان من الفضلاء الأتقياء الأجواد وفيه يقول أبو نؤاس:


قيل لي أنـت أوحد الناس طراًفــي كلام من المقال بديه
لـك فـي جـوهر الكلام فنونيـنثر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسىوالـخصال التي تجمعن فيه
قلـتُ لا أهـتدي لمـدح إمـامكان جبرائيل خادماً لأبيه(2)

14 ـ ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: 655 هـ):

نقل ما تقدم من كلام الجاحظ عند مدحه لعشرة من أئمة أهل البيت(3)

____________

(1) مطالب السؤول: 2/ 128.

(2) تذكرة الخواص: 321، مؤسسة أهل البيت، بيروت.

(3) نقله في «شرح نهج البلاغة»: 15/ 278.


الصفحة 297
مقراً له عليه بدلالة قوله في أول البحث «ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم ونضيف إليه من قبلنا أموراً لم يذكرها فنقول...»(1).

كما أنه قال عن الإمام في نفس الفصل: «ومن رجالنا موسى بن جعفر بن محمد ـ وهو العبد الصالح ـ جمع من الفقه والدين والنسك والحلم والصبر. وابنه علي بن موسى المرشح للخلافة والمخطوب له بالعهد كان أعلم الناس وأسخى الناس وأكرم الناس أخلاقاً»(2).

15 ـ ابن خلّكان (ت: 681 هـ):

قال في «وفيات الأعيان»: «وهو أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، وكان المأمون قد زوجه ابنته أمّ حبيب في سنة اثنتين ومائتين وجعله ولي عهده، وضرب اسمه على الدنانير والدراهم، وكان السبب في ذلك أنّه استحضر أولاد العباس الرجال منهم والنساء، وهو بمدينة مرْو من بلاد خراسان، وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفاً ما بين الكبار والصغار، واستدعى علياً المذكور فأنزله أحسن منزله، وجمع خواص الأولياء وأخبرهم أنّه نظر في أولاد العباس وأولاد علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، فلم يجد في وقته أحداً أفضل ولا أحق بالأمر من علي الرضا، فبايعه وأمر بإزالة السواد من اللباس والأعلام(3)... وفيه يقول أبو نؤاس:

____________

(1) المصدر نفسه: 270.

(2) المصدر نفسه: 291.

(3) إن أفضلية الإمام على سائر الناس ليست هي السبب في إعطائه ولاية العهد، والموضوع يحتاج إلى مزيد من البيان وإنما أثبتنا المتن كما هو ليرى القارئ أن القوم يقرّون بأفضلية الإمام (عليه السلام) على سائر من سواه.