الصفحة 374
ذلك. كانت ولادته في سر من رأى في الثالث والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين...»(1).

11 ـ شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي الحنفي (ت: 953 هـ):

قال في كتابه: «الأئمة الاثنا عشر»: «وثاني عشرهم ابنه محمد بن الحسن، وهو أبو القاسم محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.

ثاني عشر الأئمة الاثني عشر، على اعتقاد الإمامية، المعروف بالحجة وهو الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر، والقائم، والمهدي...

كانت ولادته رضي الله عنه يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولما توفي أبوه المتقدم ذكره، رضي الله عنهما، كان عمره خمس سنين.... ثم ذكر أبياتاً شعرية في أئمة أهل البيت وهي من نظمه جاء فيها:

____________

(1) وأما نص كلامه في الكتاب فهو: «وي امام دوازدهم است وكنيت وي أبو القاسم است ولقبه الإمامية بالحجة والقائم والمهدي والمنتظر وصاحب الزمان. وهو عندهم خاتم الاثني عشر إماماً وانهم يزعمون أنه دخل السرداب الذي في سر من رأى وأمّه تنظر إليه فلم يخرج إليها وذلك في سنة خمس وستين ومائتين وقيل في سنة ست وستين ومائتين وهو الأصح، فاختفى إلى الآن على زعمهم. مادر وي أم ولد بوده است صيقل نام وقيل سوسن وقيل نرجس وقيل غير ذلك، وولادت وي در سر من رأى بوده است، في الثالث والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين» «شواهد النبوة»: (404 ـ 405)، انتشارات وحيد.


الصفحة 375

عـليكَ بالأئمةِ الاثني عـشرْمن آل بيت المصطفى خير البشر
أبـو تـرابٍ حَـسَنٌ حُسَينُوبـغـض زيـن العابدين شـين
مـحمد الباقر كـم علم درىوالصادق ادعُ جعفراً بيـن الورى
موسى هو الكاظم وابنُه عليلـقّبـه بـالـرضـا وقدْرُهُ علي
مـحمد التقي قـلبه معمورُعـلـيْ الـتـقـي دره مـنثُورُ
والعـسكري الحسن المطهرمـحـمد المهدي سوف يظهر(1)

ويظهر من هذهِ الأبيات بل صريحها القول بالمهدوية وأن محمد بن الحسن هو المهدي المنتظر على اعتقاد ابن طولون وفقاً للشيعة والله العالم.

12 ـ حسين بن محمد الديار بكري القاضي المؤرخ (ت: 966 هـ):

قال في كتابه «تاريخ الخميس»: «وفي سنة ستين ومائتين، مات الحسن بن علي الجواد بن الرضا العلوي، أحد الأئمة الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم وهو والد منتظرهم محمد بن الحسن»(2).

13 ـ أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت: 974 هـ):

قال في «الصواعق المحرقة»، في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر: «أبو محمد الحسن الخالص، وجعل ابن خلّكان هذا هو العسكري، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ـ إلى أن قال ـ مات بسر من رأى، ودفن عند أبيه وعمه، وعمره ثمانية وعشرون سنة. ويقال: إنّه سُمّ أيضاً، ولم يخلف غير

____________

(1) الأئمة الاثنا عشر: الفصل الخاص بالحجة المهدي (117 ـ 118)، منشورات الرضي المصورة على طبعة دار صادر، بيروت، لبنان.

(2) تاريخ الخميس: 2/343، دار صادر.


الصفحة 376
ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر، قيل: لأنه سُتر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب»(1).

14 ـ محمد بن الحسين بن عبد الله الحسيني السمرقندي المدني (ت: 996 هـ):

قال في كتابه «تحفة الطالب» بعد ذكر الإمام العسكري (عليه السلام): «وأما ولده محمد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم ورحمة الله عليهم أجمعين، فهو الثاني عشر من الأئمة. ولد يوم الجمعة منتصف شعبان، سنة خمس وخمسين ومائتين. وقيل ولد تاسع عشر شهر ربيع الثاني سنة ثمان وخمسين ومائتين. وقيل ولد ثامن شعبان سنة ست وخمسين ومائتين، وهو الأصح. وكنيته: أبو القاسم. وألقابه: الحجة، والخلف الصالح، والقائم، والمنتظر، وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي. وصفته: شاب، ربعة، حسن الوجه والشعر، أقنى الأنف، أجلى الجبهة. وكان عمره حين توفي أبوه خمس سنين. والشيعة يقولون: إنه دخل السرداب في دار أبيه وأمه تنظر إليه، فلم يخرج منه، وذلك في سنة خمس وستين ومائتين، وعمره يومئذ تسع سنين، وقيل: كان عمره حين دخل السرداب أربع سنين، وقيل: خمس سنين. وقيل: دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين، وعمره يومئذ سبع عشرة سنة.

____________

(1) الصواعق المحرقة: 313 ـ 314، دار الكتب العلمية.


الصفحة 377
وهم ينتظرون خروجه من السرداب في آخر الزمان وذلك في سرّ من رأى، وأقاويلهم فيه كثيرة، والله أعلم أنّى ذلك كان»(1).

15 ـ الشيخ الملاّ علي القاري (ت: 1014 هـ):

قال في كتابه «مرقاة المفاتيح» بعد ذكر حديث اثني عشرية الخلفاء: «قلت: وقد حمل الشيعة الاثني عشر على أنهم من أهل بيت النبوة متوالية أعم من أن تكون لهم خلافة حقيقية أو استحقاقاً، فأولهم علي، فالحسن، فالحسين، فزين العابدين، فمحمد الباقر، فجعفر الصادق، فموسى الكاظم، فعلي الرضا، فمحمد التقي، فعلي النقي، فحسن العسكري، فمحمد المهدي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين على ما ذكره زبدة الأولياء خواجة محمد بارسا في كتاب (فصل الخطاب) مفصلة، وتبعه مولانا نور الدين عبد الرحمن الجامي في أواخر «شواهد النبوة» وذكر فضائلهم ومناقبهم وكراماتهم ومقاماتهم مجملة، وفيه رد على الروافض حيث يظنون بأهل السنة أنهم يبغضون أهل البيت باعتقادهم الفاسد ووهمهم الكاسد»(2).

وواضح من هذا الكلام بأنه يعتقد بما نقله عن الشيعة من أن محمد المهدي مولود وهو ابن العسكري (عليه السلام).

16 ـ أحمد بن يوسف القرماني (ت: 1019 هـ):

قال في «كتابه أخبار الدول وأثار الأول» تحت عنوان: في ذكر أبي القاسم

____________

(1) تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبد الله وأبي طالب: 54، الناشر، دار المجتبى للتوزيع والنشر، تحقيق، الشريف أنس الكتبي الحسني.

(2) مرقاة المفاتيح: 9/ 3864، شرح حديث رقم 5983، دار الفكر للطباعة والنشر.


الصفحة 378
محمد الحجة الخلف الصالح: «وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله فيها الحكمة، كما أوتيها يحيى (عليه السلام) صبياً...»(1).

17 ـ أبو المجد عبد الحق الدهلوي البخاري (ت: 1052 هـ):

قال في رسالة خاصة بمناقب الأئمة: «وأبو محمد الحسن العسكري ولده م ح م د رضي الله عنهما معلوم عند خواص أصحابه وثقاته»(2).

18 ـ شهاب الدين، أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد بن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):

قال في كتابه «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» عند ذكره لوفاة الإمام الحسن العسكري في أحداث سنة (260هـ): «وفيها: [أي توفي] الحسن بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، أحد الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة فيهم العصمة، وهو والد المنتظر محمد صاحب السرداب»(3).

19 ـ عبد الملك بن حسين بن عبد الملك المكي العصامي (ت: 1111 هـ):

قال في كتابه سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي: «وهو الإمام محمد المهدي بن الحسن العسكري بن علي التقي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

____________

(1) أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ: 1/353. عالم الكتب.

(2) نقل كلامه صاحب «كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأنظار»: 62 ـ 63.

(3) شذرات الذهب في أخبار من ذهب: 2/290، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.


الصفحة 379
ولد يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وقيل سنة ست وهو الصحيح، أمّه أُمّ ولد، اسمها صقيل، وقيل سوسن، وقيل نرجس، كنيته أبو القاسم، ألقابه الحجة، والخلف الصالح، والقائم، والمنتظر، وصاحب الزمان، والمهدي وهو أشهرها...»(1).

20 ـ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي (ت: 1171 هـ):

قال في كتابه «الإتحاف بحب الأشراف»: «الثاني عشر من الأئمة أبو القاسم محمد الحجة الإمام، قيل هو المهدي المنتظر، ولد الإمام محمد الحجة ابن الإمام الحسن الخالص رضي الله عنه بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين قبل موت أبيه بخمس سنين، وكان أبوه قد أخفاه حين وُلد وستر أمره لصعوبة الوقت وخوفه من الخلفاء؛ فإنهم كانوا في ذلك الوقت يتطلبون الهاشميين ويقصدونهم بالحبس والقتل ويريدون إعدامهم. وكان الإمام محمد الحجة يلقب أيضاً بالمهدي والقائم والمنتظر والخلف الصالح وصاحب الزمان وأشهرها المهدي ولذلك ذهبت الشيعة أنه الذي صحت الأحاديث بأنه يظهر آخر الزمان وأنه موجود في السرداب الذي دخله في سر من رأى ولهم في ذلك تأليف. والصحيح خلاف ماذهبوا إليه وأنّ المهدي الذي صحّت به الأحاديث وأنه يظهر آخر الزمان خلافه، وإنْ كان أيضاً من أشراف آل البيت الكريم لكنه يولد وينشأ كغيره لا أنه من المعمّرين.

وقد أشرق نور هذهِ السلسلة الهاشمية والبيضة الطاهرة النبوية والعصابة

____________

(1) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي: 4/ 138، المكتبة السلفية، القاهرة.


الصفحة 380
العلوية وهم اثنا عشر إماماً، مناقبهم عليـّة وصفاتهم سنيـّة ونفوسهم شريفة أبيّة. وأرومتهم كريمة محمدية. وهم محمد الحجة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين أخي الإمام الحسن ولدي الليث الغالب علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين(1).

21 ـ أحمد بن علي بن عمر شهاب الدين أبو النجاح المنيني الحنفي الدمشقي (ت: 1172 هـ):

في كتاب «فتح المنان» وهو شرح لقصيدة الشيخ بهاء الدين العاملي المسماة «وسيلة الفوز والأمان، في مدح صاحب الزمان».

وقد قال في مقدمة الشرح: «... وليعلم أن هذهِ القصيدة في مدح المهدي الموعود به أنه يخرج في آخر الزمان.

وذهب الإمامية، ومنهم الناظم، إلى أنه محمد بن الحسن العسكري، أحد الأئمة الاثني عشر ـ باصطلاحهم ـ الذين أثبتوا لهم العصمة في اعتقادهم، وأنه مختف بسرداب بسر من رأى، إلى أن يأتي أوان ظهوره، وهذا باطل، لأن محمد بن الحسن العسكري توفي في حياة والده، وأخذ ميراث والده عمّه جعفر...»(2).

____________

(1) الإتحاف بحب الأشراف: 179 ـ 180، منشورات الرضي المصورة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية بمصر.

(2) شرح الشيخ أحمد المنيني على قصيدة بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول والمطبوعة في آخر الكشكول لبهاء الدين العاملي، الجزء الثاني، دار إحياء الكتب العربية، وقد نقل نسخة مصوّرة منها، الشيخ فقيه إيماني في كتابه المهدي عند أهل السنة: 1/ 524 وما بعدها.


الصفحة 381
فالرجل إذن، يعترف بولادة محمد بن الحسن، وليته أخبرنا بسنة وفاته وكيفيتها وأخبرنا بمكان قبره!!.

22 ـ السيد عباس بن علي المكي (ت: 1180 هـ):

قال في كتابه «نزهة الجليس»: «ترجمة الإمام المهدي المنتظر أبي القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

هو القائم المنتظر على رأي الإمامية، وهو صاحب السرداب... وللإمامية فيه أقوال كثيرة وهم ينتظرون خروجه آخر الزمان، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ولمّا توفي أبوه وقد تقدم ذكره، كان عمره خمس سنين واسم أمه نرجس... إلى أن قال: والصحيح أنّ ولادته في ثامن شعبان سنة ست وخمسين ومائتين ودخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين وعمره سبع عشرة سنة...»(1).

23 ـ الشيخ عثمان العثماني (ت: 1200 هـ):

قال في «تاريخ الإسلام والرجال»: «الثاني عشر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا يكنى أبا القاسم وتلقّبه الإمامية بالحجة والقائم

____________

(1) نقل كلامه الأستاذ الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي في كتابه «من هو المهدي»: ص442، مؤسسة النشر الإسلامي، التابعة لجماعة المدرسين، عن «نزهة الجليس»: 128، طبع القاهرة.


الصفحة 382
والمنتظر وصاحب الزمان إلى أن قال: ولد في سرّ من رأى في الثالث والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين..»(1).

24 ـ النسابة أبو الفوز محمد أمين السويدي (ت: 1246 هـ):

قال في كتابه «سبائك الذهب»: «وكان عمره ـ أي محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام ـ عند وفاة أبيه خمس سنين وكان مربوع القامة حسن الشعر أقنى الأنف صبيح الجبهة...»(2).

25 ـ الشيخ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت: بعد 1308 هـ):

قال في كتابه «نور الأبصار»: «فصل: في ذكر مناقب محمد بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم...»(3).

26 ـ خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):

قال في كتابه «الأعلام»: «محمد بن الحسن العسكري (الخالص) بن علي الهادي، أبو القاسم: آخر الأئمة الاثني عشر عند الإمامية. وهو المعروف عندهم بالمهدي، وصاحب الزمان، والمنتظر، والحجة، وصاحب السرداب. ولد في سامراء. ومات أبوه وله من العمر نحو خمس سنين. ولما بلغ التاسعة أو العاشرة أو التاسعة عشرة، دخل سرداباً في دار أبيه ولم يخرج منه...»(4).

____________

(1) المصدر نفسه: 440، عن «تاريخ الإسلام والرجال».

(2) سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب: 78، المكتبة العلمية.

(3) نور الأبصار: 185، دار الفكر، النسخة المصوّرة على طبعة القاهرة، سنة 1948م.

(4) الأعلام: 6 /80، دار العلم للملايين.


الصفحة 383

27 ـ الشيخ علاء الدين أحمد بن محمد السماني، في ذكر الأبدال والأقطاب:

قال: «وقد وصل إلى رتبة القطبية محمد المهدي بن الحسن العسكري، وهو إذ اختفى دخل في دائرة الأبدال متدرجاً طبقة بعد طبقة إلى أن صار سيد الأبدال...»(1).

28 ـ عارف أحمد عبد الغني:

قال في كتابه «الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف» عند ذكره للإمام العسكري (عليه السلام): «وهو والد الإمام المهدي، ثاني عشر الأئمة عند الإمامية، وهو القائم المنتظر عندهم»(2).

29 ـ الشريف أنس الكتبي الحسيني:

قال في تحقيقه لكتاب «تحفه الطالب» عند ذكر الماتن لمحمد المهدي: أقول: «اختفى الإمام المهدي في سن مبكر، والأمر مسلّم بين الشيعة والسنة على اختفائه وعدم ظهوره، وقد أثبتت لنا الكتب التاريخية أن المهدي دخل السرداب وهو صغير السن...»(3).

____________

(1) نقله العصامي في تاريخه «سمط النجوم العوالي»: 4/ 138، المكتبة السلفية، القاهرة.

(2) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف: 1/160 ـ 161، دار كتاب للطباعة والنشر.

(3) انظر كتاب «تحفة الطالب»: 55، دار المجتبى للطباعة والنشر.


الصفحة 384

القسم الثاني
طائفة من أقوال علماء وأعلام أهل السنّة الذاهبين إلى ولادة
محمد بن الحسن وأنّه المهدي المنتظر (عليه السلام)

1 ـ الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري (ت: 339 هـ):

حيث التقى بالإمام محمد بن الحسن، ونقل عنه رواية بلا واسطة كما جاء ذلك في كتاب «أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب» لشمس الدين بن الجزري الشافعي؛ حيث نقل فيه رواية يتصل إسنادها بالبلاذري محدثاً فيها عن محمد بن الحسن، واصفاً إياه بإمام عصره. وقبل أن ننقل الرواية بإسنادها ننوّه إلى أن شمس الدين بن الجزري ذكر في مقدمة كتابه هذا، بأنه لا ينقل فيه إلاّ ما تواتر أو صحّ أو حسن من الروايات، وعليه فتكون هذه الرواية معتبرة خصوصاً مع مراعاة أوصاف رواتها المثبتة في السند. وإليك قارئي تمام الرواية:

قال شمس الدين بن الجزري:

أخبرنا شيخنا الإمام جمال الدين محمد بن محمد الجمالي زاهد عصره، قال أخبرنا الإمام سعيد الدين محمد بن مسعود محدث فارس في زمانه، أخبرنا الشيخ ظهير الدين إسماعيل بن المظفر بن محمد الشيرازي عالم وقته، أخبرنا أبو طاهر عبد السلام بن أبي الربيع الحنفي محدث زمانه، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن شاهور القلانسي شيخ عصره، أخبرنا أبو المبارك عبد العزيز بن محمد بن منصور الآدمي إمام أوانه، أخبرنا سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان نادرة دهره، حدثنا أبو صالح أحمد بن عبد

الصفحة 385
الملك بن علي النيسابوري غريب وقته حدثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي فريد دهره،حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه ثنا محمد بن الحسن بن علي إمام عصره حدثنا أبي الحسن بن علي السيد المحجوب [حدثنا أبي علي بن محمد الهادي،حدثنا أبي محمد بن علي الجواد](1) حدثنا أبي علي بن موسى الرضا، حدثنا أبي موسى بن جعفر الكاظم، حدثنا أبي جعفر بن محمد الصادق، حدثنا أبي محمد بن علي الباقر، حدثنا أبي علي بن الحسين زين العابدين، حدثنا أبي الحسين بن علي سيد الشهداء، حدثنا أبي علي بن أبي طالب سيد الأولياء رضي الله عنهم، أخبرني سيد الأنبياء محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلم، قال: أخبرني جبرائيل سيد الملئكة، قال: قال الله تعالى سيد السادات: إني أنا الله لا إله إلاّ أنا مَنْ أقرّ لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمِنَ من عذابي»(2).

قال الشمس ابن الجزري: كذا وقع هذا الحديث بهذا السياق من المسلسلات السعيدية والعهدة فيه على البلاذري والله أعلم(3).

وستأتيك ترجمة البلاذري في ملحق الكتاب، وتعرف أنه من الحفّاظ

____________

(1) قال الشيخ محمد باقر المحمودي الذي هذّب وحقق كتاب: «أسنى المطالب» وسماه بـ «اسمى المناقب»: «كذا في أصلي المطبوع بمكة المكرمة زادها الله شرفا وكرامة،غير أن ما بين المعقوفين كان قد سقط من الأصل المذكور».أنظر«أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب»:99-100.

(2) أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن ابي طالب:86-87.

(3) المصدر نفسه.


الصفحة 386
والثقات على مبانيهم وها هو يعترف بكلّ صراحة ووضوح بأن محمد بن الحسن هو إمام العصر وهو عين ما تقول به الشعية الإمامية.

2 ـ الحافظ محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، أبو الفتح البغدادي (ت: 412 هـ):

في أربعينه، الحديث الرابع.

قال: أخبرنا محمود بن محمد الهروي... قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله عن سعد بن عبد الله عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن عيسى الأشقري عن أبي حفص أحمد بن نافع البصري، قال: حدثني أبي وكان خادماً للإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام [قال: حدثني الرضا] قال حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر الصادق، قال حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي قال حدثني سيد العابدين علي بن الحسين، قال: حدثني أبي سيد الشهداء الحسين بن علي قال حدثني أبي سيد الأوصياء علي بن أبي طالب (عليهم السلام) أنه قال، قال لي أخي رسول الله (ص): من أحب أن يلقى الله عزّ وجلّ وهو مقبل عليه غير مُعرض عنه فليوال علياً (عليه السلام)، ومن سرّه أن

الصفحة 387
يلقى الله عز وجل وهو راضٍ عنه فليوال ابنك الحسن (عليه السلام)، ومن أحب أن يلقى الله عز وجل ولا خوف عليه فليوال ابنك الحسين، ومن أحب أن يلقى الله وهو تمحص عنه ذنوبه فليوال علي بن الحسين عليهما السلام فإنه كما قال الله تعالى {سِـيْمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} ومن أحب أن يلقى الله عز وجل وهو قرير العين فليوال محمد بن علي عليهما السلام ومن أحب أن يلقى الله عز وجل فيعطيه كتابه بيمينه فليوال جعفر بن محمد عليهما السلام، ومن أحب أن يلقى الله طاهراً مطهراً فليوال موسى بن جعفر النور الكاظم عليهما السلام، ومن أحب أن يلقى الله وهو ضاحك فليوال علي بن موسى الرضا عليهما السلام، ومن أحب أن يلقى الله وقد رفعت درجاته وبدلت سيئاته حسنات فليوال ابنه محمد، ومن أحب أن يلقى الله عز وجل فيحاسبه حساباً يسيراً ويدخله جنة عرضها السموات والأرض فليوال ابنه علي، ومن أحب أن يلقى الله عزوجل وهو من الفائزين فليوال ابنه الحسن العسكري. ومن أحب أن يلقى الله وقد كمل إيمانه وحسن إسلامه فليوال ابنه صاحب الزمان المهدي، فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمة الهدى وأعلام التقى فمن أحبهم ووالاهم كنت ضامناً له على الله الجنة»(1).

وواضح أنه معتقد بصحة الخبر وإلا لما أورده في أربعينه خصوصاً أنه قال في آخر كلامه ما نصه: «وإنما ملتُ إلى تفضيلهم ـ يعني أهل البيت عليهم السلام ـ بعد أن تقدمت مذاهب فعرفتها وبان لي الحقيقة فعرفتها وتبينت الطريقة فسلكتها بالشواهد اللائحة والأخبار الصحيحة الواضحة ونبأت بها من الثقات وأهل الورع والديانات وكذلك أديناها حسب مارويناها، قال رسول الله (ص): من كذب علي متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار»(2).

3 ـ أحمد بن الحسن النامقي الجامي (ت: 536 هـ):

على ما في «ينابيع المودة» في آخر الباب السادس والثمانين حيث قال

____________

(1) نقله صاحب «كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار»:60.

(2) المصدر نفسه: 61.


الصفحة 388
القندوزي الحنفي: «وأما شيخ المشايخ العظام أعني حضرة شيخ الإسلام أحمد الجامي النامقي والشيخ عطار النيشابوري وشمس الدين التبريزي وجلال الدين مولانا الرومي والسيد نعمة الله الولي والسيد النسيمي وغيرهم (قدس الله أسرارهم) ووهب لنا عرفانهم وبركاتهم، ذكروا في أشعارهم في مدائح الأئمة من أهل البيت الطيبين (رضي الله عنهم) مدح المهدي في آخرهم متصلاً بهم فهذهِ أدلة على أن المهدي ولد أولاً (رضي الله عنه) ومن تتبع آثار هؤلاء الكاملين العارفين يجد الأمر واضحاً عياناً»(1).

4 ـ يحيى بن سلامة بن حسين بن أبي محمد عبد الله الديار بكري الطنزي الحصكفي (ت: 553 هـ)(2).

ذكر ولادة الإمام المهدي في قصيدة طويلة جاء فيها:


وسائل عن حب أهل البيت هلأقـر إعلاناً به أم أجحــدُ
هـيهات ممزوج بلحمي ودميحبهم وهو الهدى الرشــد
حـيـدرة والـحـسنان بـعدهثـم عـلي وابنه مـحمــد
وجـعفر الصـادق وابن جعفرموسى ويتلوه علي السيــد
أعـني الرضا ثـم ابنه محمدثم عـلي وابـنه المســدّد

____________

(1) ينابيع المودة: 2/ 566، منشورات الشريف الرضي المصورة على المطبعة الحيدرية سنة 1965م.

(2) ذكر الذهبي في السير جـ20، ص32، مؤسسة الرسالة أن وفاته في سنة (551هـ) بينما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية، وابن الدمياطي في المستفاد من تاريخ بغداد وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص أن وفاته في سنة (553هـ).