الصفحة 389

الحسن التالي ويتلو تلوهمحمد بن الحسن المفتقد
فـإنهم أئـمتي وسادتيوإنْ لحاني معشر وفندوا

إلى أن قال:


ولست أهواكم ببغض غيركمإني إذن أشقى بكم لا أسعد
فلا يظن رافضي أننيوافقته أو خارجي مفسد
محمد والخلفاء بعدهأفضل خلق الله فيما أجد
هم أسسوا قواعد الدين لناوهم بنو أركانه وشيدوا
ومن يخن أحمد في أصحابهفخصمه يوم المعاد أحمد
هذا اعتقادي فالزموه تفلحواهذا طريقي فاسلكوه تهتدوا
والشافعي مذهبي مذهبهلأنه في قوله مؤيد
تبعته في الأصل والفرع معاًفليتبعني الطالب المرشد
إني باذن الله ناج سابقإذا ونى الظالم ثم المفسد(1)

وقد نقلت المقطع الأخير لأدلك على أن الرجل ليس من الشيعة كما ينسبه البعض.

5 ـ العلامة أبو محمد بن الخشاب عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر البغدادي النحوي المحدث الفقيه الحنبلي (ت: 567 هـ):

قال في كتاب «تواريخ مواليد الأئمة ووفياتهم»: حدثنا صدقة بن موسى،

____________

(1) نقل الأبيات المتقدمة ابن كثير في «البداية والنهاية»: 12/ 297 ـ 298، مؤسسة التاريخ العربي، ونقل مقطعاً منها «فيه موضع الشاهد على ولادة المهدي عليه السلام» سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص»: 327، مؤسسة أهل البيت، بيروت.


الصفحة 390
حدثنا أبي، عن الرضا (عليه السلام) قال: الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن علي وهو صاحب الزمان وهو المهدي.

وحدثني الجراح بن سفيان قال حدثني أبو القاسم طاهر بن هارون بن موسى العلوي عن أبيه هارون عن أبيه موسى قال: قال سيدي جعفر بن محمد عليهما السلام: الخلف الصالح من ولدي، المهدي اسمه محمد كنيته أبو القاسم يخرج في آخر الزمان يقال لأمه صيقل.

قال لنا أبو بكر الدراع: وفي رواية أخرى بل أمه حكيمة وفي رواية أخرى ثالثة يقال لها نرجس ويقال بل سوسن والله أعلم بذلك، يكنى بأبي القاسم وهو ذو الاسمين خلف ومحمد يظهر في آخر الزمان على رأسه غمامة تظله من الشمس تدور معه حيث ما دار تنادي بصوت فصيح هذا المهدي.

حدثني محمد بن موسى الطوسي، قال حدثنا أبو السكين عن بعض أصحاب التاريخ أنّ أمّ المنتظر يقال لها حكيمة، حدثني عبيد الله بن محمد عن الهشيم بن عدي قال: يقال: كنيته الخلف الصالح أبو القاسم وهو ذو الاسمين صلّى الله عليه وآبائه أجمعين(1).

6 ـ أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم (ت: 568 هـ):

حيث نقل بعض الأحاديث الدالة على ولادة الإمام المهدي من دون أن

____________

(1) تاريخ مواليد الأئمة: ص44 ـ 46، مطبعة الصدر، الناشر مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم.


الصفحة 391
يعلّق عليها(1).

7 ـ فريد الدين عطار النيشابوري (ت: 627 هـ):

على ما نقله القندوزي الحنفي في «ينابيع المودة» آخر الباب السادس والثمانين حيث قال: «وأما شيخ المشايخ العظام أعني حضرة شيخ الإسلام أحمد الجامي النامقي والشيخ النيشابوري وشمس الدين التبريزي وجلال الدين مولانا الرومي والسيد نعمة الله الولي والسيد النسيمي وغيرهم، (قدس الله أسرارهم) ووهب لنا عرفانهم وبركاتهم ذكروا في أشعارهم في مدائح الأئمة من أهل البيت الطيبين (رضي الله عنهم) مدح المهدي في آخرهم متصلاً بهم فهذه أدلة على أنّ المهدي ولد أولاً (رضي الله عنه) ومن تتبع آثار هؤلاء الكاملين العارفين يجد الأمر واضحاً عياناً»(2).

ثم إنه ذكر في الباب السابع والثمانين بعض أشعار الشيخ عطار النيشابوري باللغة الفارسية فقال: «ومن كلمات الشيخ عطار النيشابوري (قدس الله سره) وأفاض علينا علومه وبركاته في كتابه مظهر الصفات:


مصطفى ختم رسل شد در جهانمـرتضى ختم ولايت در عيان
جـمـلة فـرزندان حـيدر أولياجمله يك نورند حق كرد اين ندا

____________

(1) انظر «مقتل الخوارزمي»: الفصل السادس، في فضائل الحسن والحسين حديث رقم 21 ص144 ـ 145 وحديث 23 ص146، نشر أنوار الهدى وانظر «ينابيع المودة»: 2/534، منشورات الشريف الرضي.

(2) ينابيع المودة: 2/ 566، منشورات الشريف الرضي، المصوّرة على الطبعة الحيدرية سنة 1965م.


الصفحة 392
وبعد تعداد أسماء الأئمة الأحد عشر قال:


صد هزاران اولياء روي زميناز خدا خواهند مهدي را يقين
يـا إلـهي مهديم از غـيب آرتا جـهان عـدل گردد آشكار
مهـدي هـاديسـت تـاج اتقيابـهـترين خلق برج أولياء(1)

8 ـ الشيخ محيي الدين محمد بن علي المعروف بابن عربي الطائي الأندلسي (ت: 638 هـ):

قال في الباب السادس والستين وثلاثمائة من «الفتوحات المكية»: «واعلموا أنه لابد من خروج المهدي (عليه السلام) لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد طوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة وهو من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة رضي الله عنها، جده الحسين بن علي بن أبي طالب ووالده حسن العسكري ابن الإمام علي النقي ـ بالنون ـ ابن محمد التقي ـ بالتاء ـ ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي بن الإمام

____________

(1) المصدر نفسه: 2/567. وترجمة مضمون هذه الأبيات هو:


إن المصطفى صار خاتم الرسل في العالموالمـرتـضـى خاتـم الولاية علانية
وجـــــمــــيــع أولاد حــــــيــدر أولــــــيــــــاءوكلهم نور واحد والحق نادى بهذا


*  *  *

آلاف مـن أولـيـاء الله في الأرضيـطـلبون من الله ظهور المهدي
يا إلهي اظهر مهدينا من الغيبحتـى يشـتهر العدل في العالم
المـهـدي هـادٍ وتـاج الأتقـيـــــاءأفـضــل الـخـلـق قـمــة الأوليـاء


الصفحة 393
الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه...»(1).

9 ـ الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):

قال في كتابه «مطالب السؤول»: «محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب، المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر عليهم السلام ورحمة الله وبركاته.


فهذا الخلف الحجة قد أيده اللههداه منهج الحق وأتاه سجاياه

إلى آخر الأبيات ثم أثنى على الإمام بكلماته الرائعة وبعدها قال:

فأما مولده: فبسر من رأى في ثالث وعشرين رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين للهجرة(2).

10 ـ العلامة يوسف بن فرغلي المعروف بسبط ابن الجوزي الحنفي (ت: 654 هـ):

____________

(1) نقل كلامه عبد الوهاب الشعراني في الجزء الثاني من كتاب «اليواقيت والجواهر» وقد أدرج الشيخ مهدي فقيه إيماني نسخة مصورة من الفصل المتعلق بالموضوع في كتابه «المهدي عند أهل السنة»:(1/410) وما بعدها.

كما نقل كلامه أيضاً الصبّان الشافعي في «إسعاف الراغبين» المطبوع في هامش «نور الأبصار»: 154، دار الفكر، النسخة المصورة على طبعة القاهرة، 1948.

ومن المؤسف أن الأيدي التي تدعي أنها أمينة على التراث قد حذفت هذه العبارة من كتاب الفتوحات المكية المتداول فعلاً؟!!

(2) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 2/ 152، طبعة مؤسسة أمّ القرى، بيروت.


الصفحة 394
قال في كتابه «تذكرة الخواص»: «فصل في ذكر الحجة المهدي: هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم وهو الخلف الحجة صاحب الزمان، القائم المنتظر، والتالي، وهو آخر الأئمة...»(1).

11 ـ الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي (ت: 658 هـ):

قال في الباب الثامن من الأبواب التي ألحقها بأبواب الفضائل من كتابه كفاية الطالب بعد ذكر الأئمة من ولد أمير المؤمنين (عليه السلام) ما لفظه «وخلف ـ يعني علي الهادي (عليه السلام) ـ من الولد أبا محمد الحسن ابنه» ثم ذكر تاريخ ولادته ووفاته وقال: «ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه وخلف ابنه وهو الإمام المنتظر صلوات الله عليه ونختم الكتاب بذكره مفرداً انتهى»(2). وقال في نهاية الكتاب: «ويتلوه ذكر الإمام المهدي (عليه السلام) في كتاب مفرد وسمته بـ (البيان في أخبار صاحب الزمان)».

وقال في كتابه «البيان في أخبار صاحب الزمان» في الباب الخامس والعشرين وهو آخر الأبواب في الدلالة على كون المهدي حياً باقياً منذ غيبته إلى الآن: «ولا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى وإلياس والخضر من أولياء الله تعالى وبقاء الدجال وإبليس الملعونين من أعداء الله تعالى...»(3).

____________

(1) تذكرة الخواص: 325، مؤسسة أهل البيت، بيروت.

(2) كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: 312، مطبعة الغري.

(3) البيان في أخبار صاحب الزمان: ص148، توزيع دار التعارف للمطبوعات.


الصفحة 395

12 ـ الشيخ جلال الدين الرومي (ت: 672 هـ):

تقدم إن القندوزي الحنفي ذكره في آخر الباب السادس والثمانين(1).

ونضيف أنه ذكر له أبياتاً شعرية باللغة الفارسية في الباب السابع والثمانين، تفيد ذلك أيضاً(2).

13 ـ الشيخ العارف عامر بن بصري (ت: 696 هـ):

قال في قصيدته التائية المسماة بذات الأنوار(3):


إمام الهدى حتى متى أنت غائبفـمنّ عـلـينا يا أبانا بأوبة
تـراءت لنا رايات جيشك قادماًففاحت لنا منها روايح مسكة
وبـشـرت الدنيا بذلك فاغتدتمـباسـمها مفرة عن مسرة
مـلـلنا وطال الانتظار فجد لنابـربك يا قطب الوجود بلقية

14 ـ المحدث الكبير إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الشافعي (ت: 722 هـ):

حيث أخرج في الباب الثاني والثلاثين من الجزء الثاني حديث اللوح في صياغات مختلفة، فيه ذكر الأئمة الاثني عشر واحداً واحداً، وأن آخرهم القائم، المهدي المنتظر بن الحسن العسكري (عليه السلام)(4).

____________

(1) تقدم القول في الصفحة 388، 391.

(2) ينابيع المودة: 2/ 568، انتشارات الشريف الرضي، طبعة مصورة على الطبعة الحيدرية في النجف 1965م.

(3) نقل الأبيات صاحب «كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار»:88، إصدار مكتبة نينوى الحديثة.

(4) فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم عليهم السلام: 2/136 ـ 141. أحاديث رقم (432 ـ 435). مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر، بيروت.


الصفحة 396
كما أخرج بسنده إلى دعبل الخزاعي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: «يا دعبل، الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره...»(1).

15 ـ الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي (ت: 747 هـ):

قال في «كتاب معراج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول»: «الإمام الثاني عشر، صاحب الكرامات المشتهر الذي عظم قدره بالعالم واتباع الحق والأثر القائم ـ مولده على ما نقلته الشيعة ليلة الجمعة من شعبان سنة خمس وخمسين ـ بالحق والداعي إلى منهج الحق الإمام أبو القاسم محمد بن الحسن، وكان بسر من رأى في زمان المعتمد وأمه نرجس بنت قيصر الرومية أم ولد»(2).

16 ـ علي بن محمد بن شهاب الهمداني (ت: 786 هـ):

في «مودة القربى»، حيث ذكر في المودة العاشرة المعنونة بعنوان: في عدد الأئمة وأن المهدي منهم (عليهم السلام)، ذكر بعض الروايات الدالة على ولادته ومن دون أن يعلق عليها برفض مما يدل على قبوله ذلك(3).

17 ـ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف بخواجه بارسا النقشبندي (ت: 822هـ):

قال في كتابه «فصل الخطاب»: «وكانت مدة بقاء الحسن العسكري بعد

____________

(1) المصدر نفسه: 2/ 337. حديث رقم (591).

(2) نقلاً عن كتاب «أئمتنا» لمحمد علي دخيل: 2/435.

(3) نقل الكتاب القندوزي الحنفي في «ينابيع المودة»:ج 1، من ص288 إلى 317.


الصفحة 397
أبيه (رضي الله عنهما) ست سنين ولم يخفِ(1) ولداً غير أبي القاسم محمد المنتظر المسمّى بالقائم، والحجة، والمهدي وصاحب الزمان وخاتمة الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، وكان مولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين. وأمه أم ولد يقال لها نرجس، توفي أبوه (رضي الله عنه) وهو ابن خمس سنين فاختفى إلى الآن (رضي الله عنه).

وهو محمد المنتظر ولد الحسن العسكري (رضي الله عنهما) معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله... وقالوا: آتاه الله تبارك وتعالى الحكمة وفصل الخطاب، وجعله آية للعالمين كما قال: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَةٍ، وآتَينَاهُ الحُكْمَ صَبِـيّاً} وقال تعالى: {وَقَالُوا كَيْفَ نُكَلّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِـيّاً} وطوّل الله تبارك وتعالى عمره كما طوّل عمر الخضر وإلياس عليهما السلام. وقال بعض كبراء العارفين يعني الشيخ محيي الدين العربي (قدس الله سره) في المهدي (رضي الله عنه) فانه يكون معه ثلاثمائة وستون رجلاً من رجال الله الكاملين يبايعونه بين الركن والمقام، أسعد الناس به أهل الكوفة ويقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ويفصل في القضية...»(2).

18 ـ شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي المعروف بملك العلماء (ت: 849 هـ):

قال في كتابه الموسوم بـ «هداية السعداء»: «ويقول أهل السنة: إن خلافة

____________

(1) في بعض النسخ الأخرى «يخلّف» انظر المصدر بطبعة دار الأسوة: 4/171.

(2) نقله القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: 2/464 ـ 465، منشورات الشريف الرضي الطبعة المصورة على الطبعة الحيدرية في النجف، 1965م.


الصفحة 398
الخلفاء الأربعة ثابتة بالنص، كذا في عقيدة الحافظية، قال النبي (صلى الله عليه وآله): خلافتي ثلاثون سنة، وقد تمت بعلي وكذا خلافة الأئمة الاثني عشر أولهم: الإمام علي كرم الله وجهه، وفي خلافته ورد حديث: الخلافة ثلاثون سنة، والثاني: الإمام الشاه حسن (رضي الله عنه)، قال (صلى الله عليه وآله): هذا ابني سيد سيصلح بين المسلمين، والثالث: الإمام الشاه حسين (عليه السلام)، قال (صلى الله عليه وآله): هذا ابني ستقتله الباغية وتسعة من ولد الشاه حسين، قال (صلى الله عليه وآله): بعد الحسين بن علي كانوا من أبنائه تسعة أئمة آخرهم القائم.

وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: دخلت على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين يديها ألواح فيها أسماء أئمة من ولدها فعددت أحد عشر اسماً آخرهم القائم، ثم أورد على نفسه سؤالاً أنه لم يدع زين العابدين الخلافة؟ فأجاب عنه بكلام طويل حاصله: أنه رأى ما فعل بجده أمير المؤمنين وأبيه عليهما السلام من الخروج والقتل والظلم، وسمع أن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى في منامه أن أجرية الكلاب تصعد على منبره وتعوي فحزن فنزل عليه جبرائيل بالآية: {لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} وهي مدة ملك بني أميّة وتسلطهم على عباد الله، فخاف وسكت إلى أن يظهر المهدي من ولده فيرفع الألوية ويخرج السيف فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً» إلى أن قال: «وأولهم الإمام زين العابدين والثاني الإمام محمد الباقر والثالث الإمام جعفر الصادق عليهم السلام والرابع الإمام موسى الكاظم ابنه، والخامس علي الرضا ابنه، والسادس الإمام محمد التقي ابنه، والسابع الإمام علي النقي ابنه، والثامن الإمام الحسن العسكري ابنه، والتاسع الإمام حجة الله القائم الإمام المهدي ابنه، وهو غائب وله عمر طويل،

الصفحة 399
كما بين المؤمنين عيسى وإلياس وخضر، وفي الكافرين الدجال والسامري»(1).

19 ـ نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي (ت: 855 هـ):

ذكر ذلك خلال الفصل الخاص بالإمام المهدي من كتابه «الفصول المهمة في معرفة الأئمة».

وجاء في جملته «ولد أبو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة وأما نسبه أباً وأمّاً فهو أبو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين... وأما لقبه فالحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان وأشهرها المهدي...»(2).

20 ـ الشيخ أبو المعالي محمد سراج الدين الرفاعي (ت: 885 هـ):

ذكر في كتابه الموسوم بـ «صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار» في ترجمة أبي الحسن الهادي (عليه السلام) ما لفظه: «وأما الإمام علي الهادي ابن الإمام محمد الجواد ولقبه التقي والعالم والفقيه والأمير والدليل والعسكري والنجيب ولد في المدينة سنة اثنتي عشر ومائتين من الهجرة،

____________

(1) نقل كلامه الشيخ علي اليزدي الحائري في كتابه «إلزام الناصب»: 1/297، تحقيق السيد علي عاشور.

(2) الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة: 282 ـ 283، دار الأضواء.


الصفحة 400
وتوفي شهيداً بالسم في خلافة المعتز العباسي يوم الإثنين بسر من رأى لثلاث ليال خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين، وكان له خمسة أولاد الإمام الحسن العسكري والحسين ومحمد وجعفر وعائشة.

فالحسن العسكري أعقب صاحب السرداب الحجة المنتظر ولي الله الإمام محمد المهدي (عليه السلام)...»(1).

21 ـ محمد بن داود النسيمي (ت: 901 هـ): على ما في ينابيع المودة(2).

22 ـ الفضل بن روزبهان (ت: بعد 909 هـ):

قال في كتابه «إبطال الباطل»: «ما ذكر من فضائل فاطمة صلوات الله على أبيها وعليها وعلى سائر آل محمد والسلام، أمر لا ينكر، فإن الإنكار على البحر برحمته وعلى البر بسعته وعلى الشمس بنورها وعلى الأنوار بظهورها وعلى السحاب بجوده وعلى الملك بسجوده إنكار لا يزيد المنكر إلا الاستهزاء به، ومن هو قادر على أن ينكر على جماعة هم أهل السداد وخزان معدن النبوة وحفاظ آداب الفتوة صلوات الله وسلامه عليهم ونعم ما قلت فيهم منظوماً:


سلام على المصطفى المجتبىسلام على السيد المرتضى
سلام على ستنا فاطمــــةمَن اختارها الله خير النسا
سلام على المسك أنفاســهعلى الحسن الألمعي الرضا
سلام على الأورعي الحسينشـهـيد يرى جسمه كربلا

____________

(1) صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار: 55 ـ 56، ركابي للتوزيع.

(2) وقد تقدم نص عبارة صاحب الينابيع في الصفحات 388، 391.