توفي سنة 1315هـ، شاعر مفوّه أديب، يتصل نسبه بيحي بن الحسين بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين(عليهم السلام) ، ولد في يوم النصف من شعبان المعظم سنة 1277هـ.
ان تحتقر قدر العدى فلربما | قد قارف الذنب الجليل حقير |
أو انهم صغروا بجنبك همة | فالقوم جرمهم عليك كبير |
غصبوا الخلافة من أبيك وأعلنوا | أن النبوة سحرها مأثور |
والبضعة الزهراء أمك قد قضت | قرحى الفؤاد وضلعها مكسور |
وأبوا على الحسن الزكي بأن يرى | مثواه حيث محمد مقبور |
واسأل بيوم الطف سيفك إنه | قد كلم الأبطال فهو خبير |
من قصيدة(1) للشيخ محمد الملا:
توفي سنة 1322هـ، أديب كبير، وخطيب مفوّه، طرق كافّة النواحي بمحاضراته ومجالساته، وحصل على شهرة واسعة في الأوساط الأدبية.
حتى إذا صادف الهادي منيّته | ونحو أكرم دار مسرعاً ذهبا |
____________
1- أدب الطف ج8 ص180 ، وترجمته في ص175 .
صدّت بنو قيلة عن نهجه حسداً | والكل منهم لغصب الآل قد وثبا |
أضحت تقود عليا وهو سيدها | كرهاً لبيعة من غير الضلال أبى |
ماذا الذي استسهلوا مما جنوه على | مَن بالمناقب ساد العجم والعربا |
إسقاطهم لجنين الطهر فاطمة | أم وضعهم حول باب المنزل الحطبا |
أم ضرب رأس علي بالحسام ومن | دمائه شيبه قد راح مختضبا |
أم شربة السم إذ دسّت إلى حسن | منها ومن شربها كأس الردى شربا |
قد جلّ رزء الزكي المجتبى حسن | لكن رزء حسين قد سمى رتبا |
من قصيدة(1) للسيد باقر الهندي:
توفي سنة 1329هـ، أديب فاضل شاعر رقيق ولد في النجف عام 1332هـ من بيت علم لهم في العلم والأدب قدم راسخة.
خالفوا كلّما بهِ جاء طهَ | وهو إذْ ذاك ليس بالمقبورِ |
عدلوا عن أبي الهداة الميا | مين إلى بيعة الأثيم الكفورِ |
قدموا الرجسَ بالولايةِ للأمر | على أهل آية التطهيرِ |
لست تدريْ لِمَ أحرقوا البابَ | بالنار أرادوا إطفاءَ ذاكَ النورِ |
____________
1- رياض المدح والرثاء ص197 ، وترجمته في أدب الطف ج8 ص223 .
لست تدريْ ما صدرُ فاطمَ ما الـ | ـمسمارُ ما حال ضلعها المكسورِ |
ما سقوطُ الجنينَ ما حُمرةُ العينِ | وما بالُ قرطِها المنشور |
دخلوا الدارَ وهي حسرى بمرأىً | من عليّ ذاكَ الأبيِّ الغيورِ |
واستداروا بغياً على أسدِ الله | فأضحى يقادُ قودَ البعيرِ |
والبتولُ الزهراءُ في إثرهمْ | تعثرُ في ذيلِ بردها المجرورِ |
بأنينٍ أورى القلوبَ ضراماً | وحنينٍ أذابَ صِمّ الصخورِ |
ودعتهمُ خلوا ابنَ عمي عليّاً | أو لأشكو إلى السميع البصيرِ |
ما رعوها بل روعوها ومروا | بعلي ملبباً كالأسير |
بعض هذا يريك ممن تولى | بارز الكفر ليس بالمستور |
كيف حق البتول ضاع عناداً | مثل ما ضاع قبرها في القبور |
السيد عيسى الكاظمي(1).
توفي سنة 1330 هـ، قال عنه المحقق أغا بزرك الطهراني:.. عالم كامل وأديب جليل من رجال أسرته الأفاضل، وأعلام المعرفة الأماثل، قرأ على علماء عصره وبدع في الأدب ولا سيما الشعر. ترك آثاراً علمية جليلة، منها: شرح مقدمات الحدائق.
____________
1- ترجمته في نقباء البشر في القرن الرابع عشر ج4 ص1637.
كتاب المحصل. كتاب الوافي. كتاب العدة في الرجال.
قال في مرثيته الفاطمية:
خطبٌ له أمسيتُ أصفقُ راحتي | وذو المعالي منه تقرعُ نابها |
عطفت على القبر الشريف برنّة | تشكو إليه من اللئام مصابها |
والله ما أدري لأي مصيبة | تشكو فقد هدّ القوى ما نابها |
ألِعصرها بالباب حتى أسقطت؟! | أم حرقها يا للبرية بابها؟! |
أم لطمها حتى تناثر قِرطها؟! | وبه تقصّد عينها فأصابها |
أم ضربها حتى تكسّر ضلعها؟! | ضرباً يروم به الزنيم ايابها |
أم غصبهم من بعد ذلك نحلة؟! | أم أنّهم خرقوا لذاك كتابها |
أم قودهم لإمامهم بنجاده؟! | كيما يبايع جهرةً أذنابها |
والطهرُ تهتفُ خلفهم في رنةٍ | ملأت من البيد القفار رحابها |
ما عندهم لنبيهم فيها إذا | ما قد تولاّ في المعاد حسابها |
يوم به الزهراء تحمل محسناً | سقطاً فتذهل للورى ألبابها |
من قصيدة(1) للشيخ حسن علي ابن بدر الخطي:
توفي سنة 1334 هـ، وولد بالنجف الأشرف ودرس عند والده فقد كان من مشاهير عصره علماً وفقهاً، ثم رجع إلى القطيف وتتلمذ على يد أعلامها ثم عاد إلى النجف وهو ذلك المجتهد الكبير.
ألم تر آل الله كيف تراكمت | عليهم صروف الدهر أي تراكم |
أما شرقت بنت النبي بريقها | وجرعها الأعداء طعم العلاقم |
أما عصرت بين الجدار وبابها | أما نبت المسمار في ثدي فاطم |
أما أسقطوها لا رعى الله قومها | جنين حشاها محسنا يالهاشم |
أما روعت بالسوط قنع رأسها | ووشح متنيها به شر غاشم |
أما نابت الكرار منها نوائب | نوائب لكن عن سموم الأراقم |
أما قيدوه في حمائل سيفه | لأخبث ضليل واخبث ظالم |
أما أوقفوه لا رعى الله قومه | على رأس عجل القوم وقفة آثم |
____________
1- رياض المدح والرثاء ص336، والترجمة في أدب الطف ج8 ص286 .
ومن قصيدة(1) للشيخ جواد الحلي:
توفي سنة 1334 هـ، درس في النجف الأشرف فحظي بقسط وافر من الفضل والأدب، وكان ناظماً مكثراً جمع ديوان شعره في حياته.
ما آمنت بالله لمحة ناظر | مذ خالفته وحالفت أوثانها |
تركت ذوى القربى تكابد منهم | من بعد فرض مودة شنئآنها |
غصبوا البتول تراثها من بعدما | وأبدت لتقطع عذرهم برهانها |
لقيت خطوباً منهم لو بعضها | تلقى الرواسي لم تطق لقيانها |
لطماً وإسقاطا وضرباً مدمياً | كسر الضلوع وهضمها حرمانها |
وغدت تشكي الظلم منهم بضعة | الهادي ولكن لم تجد أعوانها |
لا بل في ماء الحيا من قينة | قبر فمنهم شاهدت خذلانها |
بعداً لهم نقضوا الذمام وضيعوا | عهد النبي وحاولوا هجرانها |
وتحكمت تلك الذباب بباسل | في يوم منه تيقنت امكانها |
حتى قضى فرعون أمة أحمد | فأقام فيهم بعده هامانها |
____________
1- رياض المدح والرثاء ص495، والترجمة في أدب الطف ج8 ص279 .
من قصيدة(1) للسيد محمد القزويني:
توفي سنة 1335هـ، وقد نال رتبة الإجتهاد بشهادة المجتهدين وزعماء الدين، وكان موسوعة علم وأدب، فإذا تحدّث فحديثه كمحاضرة وافية تجمع الفقه والتفسير والأدب واللغة والنقد والتاريخ.
قال علي نحن والأحبابُ | أشياعنا الذين قدما طابوا |
فزنا بما نلنا ورب الكعبه | فليشكرن كل فرد ربه |
يا عجباً يستأذن الأمين | عليهم ويهجم الخؤون |
قال سليم قلت يا سلمان | هل دخلوا ولم يك استئذان |
فقال إي وعزّة الجبار | ليس على الزهراء من خمار |
لكنّها لاذت وراء الباب | رعاية للستر والحجاب |
فمذ رأوها عصروها عصره | كادت بروحي أن تموت حسره |
تصيح يا فضّة اسنديني | فقد وربي قتلوا جنيني |
فأسقطت بنت الهدى وا حزنا | جنينها ذاك المسمى محسنا |
____________
1- أدب الطف ج8 ص296 ، وترجمته في ص290 . والقصيدة مذكورة كاملة في رياض المدح والرثاء ص3 .
الشيخ محمود سبتي(1).
توفي سنة 1336 هـ، قال عنه صاحب أدب الطف: الشاب النابغ محمد ابن الخطيب الشهير الشيخ كاظم سبتي، ولد بالنجف الأشرف سنة 1311… كان ذكياً فطناً حسن الخلق.
قال(2) في تخميسه لقصيدة الشيخ الكواز:
كم في سويدا قلبها من غلةٍ | وبجسمها نشبت مخالب علةٍ |
لم أنس إذ بكت النبي بعولةٍ | . ورنت إلى القبر الشريف بمقلةٍ |
عبرى وقلب مكمد محزون
وسياط قنفذ أثرت في جنبها | وسماء مقلتها تدر بسحبها |
حتى إذا احتنك الجوى في لبها | قالت وأظفار المصاب بقلبها |
غوثاه قل على العداة معيني
وبقلبها وجد ثوى فأقله | شم الرواسي لا تطيق نقله |
فدعت ومدمعها تدفق سيله | أبتاه هذا السامري وعجله |
____________
1- ترجمته في شعراء الغري ج11 ص197. 2- نفس المصدر.
تبعا ومال الناس عن هارون
ويل لقوم حاربوا ابنة أحمد | هتكوا حماها قبل دفن محمد |
فغدت تناديه بقلب مكمد | أي الرزايا أتقي بتجلد |
هو في النوائب مذ حييت قريني
وجدي تناهى ليس وجد فوقه | وشجاي أبعد عن لساني نطقه |
أي الخطوب أقله إن ألقه | فقدي أبي أم غصب بعلي حقه |
أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني
يا ليتني قد مت قبل منيتي | أو أنني ألحدت قبل مذلتي |
أي الخطوب له أنوح أذلتي؟ | أم أخذهم إرثي وفاضل نحلتي |
أم جهلهم حقي وقد عرفوني
من قصيدة(1) الشيخ حبيب شعبان:
توفي سنة 1336هـ، وكان فاضلاً كاملاً شاعراً أديباً، انتقل من النجف
____________
1- شرح خطبة الزهراء (عليها السلام) ص250 . وبعض أبيات هذه القصيدة مذكورة في أدب الطف ج8 ص315 .
الأشرف إلى كربلاء فقرأ على السيد محمد باقر الطباطبائي في الفقه مدّة، وكان من أخصّ ملازميه(1).
أيا منزلَ الأحبابِ مالكَ موحشاً | بزهرتكَ الأرياحُ أودتْ بما تسفي |
تَعفيتَ يا ربعَ الأحبةِ بعدَهمْ | فذكرتني قَبر البتولةِ إذْ عفَي |
رمتْها سهامُ الدهرِ وهيَ صوائبٌ | بشجوٍ إلى أنْ جُرّعتْ غصصَ الحتفِ |
شجاها فراقُ المصطفى واحتقارُها | لدى كلِّ رجس من صحابته جلف |
لقدْ بالغوا في هضمِها وتحالفوا | عليها وخانوا الله في محكمِ الصحفِ |
فآبتْ وزندُ الغيظِ يقدح في الحشا | تعثرُ بالأذيالِ مثنية العطف |
وجاءتْ إلى الكرارِ تشكو اهتضامَها | ومدتْ إليهِ الطرفَ خاشعةَ الطرف |
أبا حسنٍ يا راسخً العلمِ والحجى | إذا فرّت الأبطال رعباً من الزحف |
ويا واحداً أفنى الجموعَ ولمْ يزلْ | بصيحتِهِ في الروع يأتي على الألف |
أراكً تراني وابن تيمٍ وصحبَهُ | يسومونني ما لا أُطيقُ من الخسفِ |
ويلطمُ وجهي نصبَ عينيكَ ناصبُ | العداوةِ لي بالضربِ منّي يستشفي |
فتغضيْ ولا تُنضي حسامَكَ آخذاً | بحقي ومنهُ اليومَ قدْ صفرتْ كفّي |
لمنْ أشتكي إلاّ إليكَ وَمَنْ بهِ | ألوذُ وهلْ لي بعدَ بيتكَ منْ كهف |
وقدْ أضرموا النيرانَ فيهِ وأسقطوا | جنيني فوا ويلاهُ منهمْ ويا لهفي |
وما برحتْ مهضومةً ذاتَ علةٍ إلى | تأرقُها البلوى وظالمها مُغفي |
أنْ قضتْ مكسورةَ الضلعْ مسقطاً | جنينٌ لها بالضربِ مسودّة الكتف |
____________
1- أدب الطف ج8 ص312 .
الشيخ سلمان البحراني التاجر(1):
توفي سنة 1342 هـ، تلمذ على الشيخ محمد صالح بن أحمد آل طعان، والشيخ 'لي بن حسن الجشي وكانت دراسته أولاً في الهند لدى السيد أحمد بن علوي البنادرة البحراني وغيره من الأفاضل ثم عاد إلى البحرين وأكمل علومه على يد أساتذه المذكورين كما في (المنتظم) ص280.
قال(2) من قصيدة له في رثاء الزهراء عليها السلام وإسقاط المحسن:
قف على قبر فاطم بالبقيع | بعد مزق الحشى وسكب الدموع |
والثم الترب من حواليه وانشق | من شذاه نسيم زهر الربيع |
____________
1- ترجمته في الأزهار الأرجية للشيخ فرج العمران القطيفي ج5 ص9 مطبعة النجف 1384هـ، عن مجلة الموسم العدد (12) ص125. 2- راياض المدح والرثاء ص316.
وابلغنها السلام عني فإني | لمروع فيها بخطب مريع |
وتذكر أذية القوم فيها | وابك حزناً وعج بقبر الشفيع |
قف به موقف الحزين ولكن | لابساً بردتي تقى وخشوع |
واشك ما نال بنته من كروب | مفجعات تشيب رأس الرضيع |
قل له أيها النبي شكاة | لك عندي مشفوعة بدموعي |
فأعرني منك المسامع فيها | فصداها يصم أذن السميع |
إن تلك التي على بابها الأملا | ك تبدي الخشوع بعد الخضوع |
قد أحاطوا بالنار منزلها السا | مي بتطهيره بشأن رفيع |
أسقطوها بالباب محسن عصراً | بعد تأليمها بكسر الضلوع |
دخلوا بيتها عليها وقادوا | بعلها المرتضى بحال فظيع |
من قصيدة(1) للشيخ كاظم سبتي النجفي:
توفي سنة 1342هـ، ألزمه جماعة من علماء النجف بالعودة إلى النجف فكان خطيب
____________
1- رياض المدح والرثاء ص219 ، والترجمة في أدب الطف ج9 ص74 .
العلماء وعالم الخطباء، يلتذ السامعون بحديثه، ويقبلون عليه بلهفة وتشوّق، ولهم كلمات بحقّه تدل على فضله ونبله.
تنسى على الدار هجوم العدى | مذ أضرموا الباب بجزل ونار |
ورض من فاطمة ضلعها | وحيدر يقاد قهراً جهار |
كيف حسام الله قد فللت | منه الأعادي حد ذاك الغرار |
والطهر تدعو خلف أعدائها | يا قوم خلوا عن علي الفخار |
قد اسقطوا جنينها واعترى | من لطمة الخد للعيون احمرار |
فما سقوط الحمل ما صدرها | ما لطمها ما عصرها بالجدار |
ما وكزها بالسيف في ضلعها | وما انتثار قرطها والسوار |
ما دفنها بالليل سراً وما | نبش الثرى منهم عناداً جهار |
من قصيدة للشيخ محمد حسن سميسم(1):
الشيخ محمد حسن سميسم المتولد عام 1276هـ المتوفى عام 1344هـ (رحمه الله)، شاعرٌ عربي رقيق ولد في النجف ودرس علوم أهل البيت فيها، وله ديوان وقد توفي في النجف الأشرف.
____________
1- ترجمته في ادب الطف ج9 ص91 .
أعجبت ممن أخرّوا مقدامهم | بعد النبيّ وقدموا الأذنابا |
أو ما رققت لضلعها لما انحنى أفهلْ | كسراً ومنه تزجرُ الخطابا |
درى المسمارُ حين أصابها عتبي | من قبلها قلبَ النبيِّ أصابا |
على الأعتاب أُسقطَ محسنٌ | فيها وما انهالت لذاكَ ترابا |
آية الله الحجة الشيخ محسن بن شريف الجواهري(1):
ولد سنة 1295 هـ، وتوفي في 15 ذي الحجة سنة 1355 هـ، ودفن في النجف، كان من أقطاب الفضيلة في الحوزة العلمية، حضر في الفقه والأصول على شيخ الشريعة والشيخ محمد حسين الكاظمي والسيد علي الشرع وأجازه الحجة آية الله ميرزا محمد حسين النائيني إجازة اجتهاد، له من الآثار العلمية: شرح نجاة العباد. الفرائد الغوالي في شرح أمالي السيد المرتضى في الأدب والتاريخ والنقد أربع مجلدات. القلائد الغرر في إمامة الإثني عشر، وغيرها من الآثار الجليلة.
____________
1- موسوعة أدب المحنة ص491.
قال(1) في مقطوعته الفاطمية الرائعة:
ويوم اقتحام الدار يوم تهتكت | به حرمات الله حتى بدت حسرى |
فعن ملأ منهم أتوا بيت فاطم | مقرّ الهدى والدين والحجة الكبرى |
غداة غدى ركن الضلالة حاملاً | على ظهره أضعاف ما في الحشا أورى |
يحاول حرق الدار والدار تلتقي | على صبية لم تعرف الخوف والذعرى |
ينادي به اخرج يا علي وإن تقم | فللنار أعمال ستخرجكم قسرا |
فكم ريعت الكبرى بهذا وكم شكت | إلى جدها ما نالها منهم الصغرى |
وكم هتفت بالمسلمين وكم دعت | بيا لرسول الله لابنتك الزهرا |
ولا قائل منهم دعوها فإنها | سليلة خير الخلق والبضعة الحورا |
تناشدهم والمسلمين ولو دعت | بحق رسول الله صلد الصفا خرا |
تقول لهم يا قوم بيتي ولم يكن | نبي الهدى يوماً ليدخله قهرا |
فما كف عنها الرجس بل حركت له | حشى فيه نار الحقد كامنة دهرا |
وهاجم بنت الوحي والباب دونه | عقيلة آل الله مسندة صدرا |
ولم يرعها بل راعها وتزاحموا | على الباب أفواجاً فأبئس بهم طرا |
____________
1- وفاة فاطمة الزهراء (ع) للسيد عبد الرزاق المقرم ص132.
من قصيدة(1) للسيد محمد حسين بن السيد كاظم القزويني:
توفي سنة 1356هـ، فاضل مشارك في العلوم سابق في المنثور والمنظوم، له فكرة تخرق الحجب، وهمة دونها الشهب، إلى حسن أخلاق وطيب أعراق، ونسك وتقى بعيد عن الرياء والنفاق، وله شعر كثير بديع التركيب .
وجمعوا النار ليحرقوا بها | البيت الذي به الهدى تجمعا |
بيت علا سمك الصراح رفعة | وكان أعلى شرفا وأرفعا |
أعزه الله فما تهبط | كعبته الأملاك الا خضعا |
في بيت من القدس وناهيك به | محط أسرار الهدى وموضعا |
وكان مأوى المرتجى والملتجى | فما أعز شأنه وأمنعا |
فعاد بعد المصطفى منهكا | حريمه وفيئه موزعا |
وأخرجوا منه عليا بعدما | أبيح منه حقه وانتزعا |
قادوه قهراً بنجاد سيفه | فكيف وهو الصعب يمسي طيعا |
____________
1- رياض المدح والرثاء ص70 ، والمجالس السنية ج2 ص146 . والترجمة في أدب الطف ج9 ص164 .
فعاد الا انه عن حقه | صد عن مقامه قد دفعا |
ما نقموا منه سوى ان له | سابقة الإسلام والقربى معا |
وأقبلت فاطم تعدوا خلفه | والعين منها تستهل ادمعا |
فانتهروها بسياط قنفذ | وكسروا بالضرب منها أضلعا |
فانعطفت تدعوا أباها بحشى | تساقطت مع الدموع قطعا |
يا أبتا هذا علي اعرضوا | عنه ضلالا وابن تيم تبعا |
أهتف فيه لا أرى واعية | تعي ندائي لا ولا مستمعا |
إلى أن يقول:
حتى قضت من كمد وقلبها | كاد بفرط الحزن أن ينصدعا |
قضت ولكن مسقطا جنينها | مولعا فؤادها مروعا |
قضت ومن ضرب السياط جنبها | ما مهدت له الرزايا مضجعا |
قضت على رغم العدى مقهورة | ما طمعت أعينها أن تهجعا |
قضت وما بين الضلوع زفرة | من الشجا غليلها لن ينقعا |
الحاج مهدي الفلوجي الحلي(1):
توفي سنة 1357 هـ، قال عنه صاحب أدب الطف: .. من الطبقة
____________
1- ترجمته في أدب الطف ج9 ص170، وفي البابليات ج4 ص122.
العالية في الشعر وممن تفتخر به الفيحاء وتعتز بأدبه، حسن الأخلاق طاهر الضمير عف اللسان.
قال(1) من قصيدة له في رثاء الحسين والسيدة الزهراء عليهما السلام:
أدركت ثارها أمية منه | وشفت فيه حقدها طلقاها |
حرمت ماءها المباح عليه | بعدما أوطأ الخيول دماها |
أوطأته سنابك الخيل عدواً | بعدما أوطأ الخيول طلاها |
سوّد الله بالعراق وجوهاً | قتلت خير من يريد هداها |
قتلت خيرة الأنام حسيناً | بضبا ألعن الورى أشقاها |
أسفر الصبح عن دجى الليل وهم | ان تلك الأرجاس من أولاها |
طمعوا بالحياة وهي متاعٌ | بئس ما قدموا ليوم جزاها |
ظهر الإنقلاب منهم بفقد الـ | مصطفى والنصوص شقّوا عصاها |
وبقاع الغدير في يوم خمٍ | شهدت أن حيدراً مولاها |
غصبوا نحلة البتول عناداً | وإله السماء قد أولاها |
إنما نارها التي أضرموها | عند باب الزهراء ما أوراها |
أضرمت بالطفوف منها خيام | لبني الوحي فاستمر سناها |
دخلوا دار خدر من علموها | أن في وحيه الإله حباها |
أسقطوها الجنين رضاً وقادوا | من له الأمر لو يشاء محاها |
من له في الحروب أعلام فخر | عقدتها الأفلاك فوق ذراها |
____________
1- البابليات للشيخ محمد علي اليعقوبي ج4 ص122، دار البيان للطباعة والنشر.
السيد خضر القزويني(1):
توفي سنة 1357 هـ، قال عنه صاحب أدب الطف: .. خطيب أديب ولوذعي لبيب وغرّيد فريد نظم فأجاد.
له قصيدة(2) يستنهض فيها الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) جاء فيها:
إلى مَ التواني صاحب الطلعة الغرا | أما آن من أعداك أن تطلب الوترا |
فديناك لم أغضيت عما جرى على | بني المصطفى منها وقد صدّع الصخرا |
أتغضي وتنسى أمك الطهر فاطماً | غداة عليها القوم قد هجموا جهرا |
أتغضي وشبّوا النار في باب دارها | وقد أوسعوا في عصرهم ضلعها كسرا |
أتغضي ومنها أسقطوا الطهر محسناً | وقادوا علي المرتضى بعلها قسرا |
أتغضي وسوط العبد وشح متنها | ومن لطمة الطاغي غدت عينها حمرا |
أتغضي وقد ماتت وملؤ فؤادها | شجاً وعلي بعد شيعها سرّا |
____________
1- ترجمته في أدب الطف ج9 ص179. 2- شعراء الحسين، محمد باقر الإيرواني عن الديوان المخطوط.
الشيخ عبد الغني الحر العاملي(1):
توفي سنة 1358 هـ، قال عنه البحاثة الطهراني في نقباء البشر: .. عالم فاضل، وأديب شاعر. كان في النجف الأشرف من أهل العلم والفضلاء الأجلاء… ، وهو شاعر مكثر.
من قصائده الإستنهاضية قال فيها(2):
____________
1- ترجمته في أدب الطف ج9 ص184. 2- ديوان الشيخ عبد الغني الحر المكتبة الإسلامية طهران 1403 هـ.
أو تنسى حاشاك ماقد جنى الجبـ | تان في غصب فاطم حاشاكا |
أوتنسى إذ لببا صنو طه | وأباحا حمى الوصي حماكا |
أوتنسى إذ أوقفاه مقاداً | موثقاً في بنوده إمساكا |
فدعى بالنبي دعوة ها | رون لموسى إذ كان هذا كذاكا |
قائلاً يا ابن أم والبضعة الزهـ | راء تقفوا الوصي عدواً أباكا |
هؤلاء الملالي قد استضعفوني | كوحي الكليم عند أولاكا |
إلى أن يقول:
ما كفاهم عزلي عن الحق حتى | غصبوا فاطماً واعفوا بناكا |
وأراع الجبتان بنتك ظالماً | وبترويعها أسىً روعاكا |
أوجعاها بالسوط قرعاً وضرباً | مؤلماً جسمها كما أوجعاكا |
جرعاها كأساً أمر الصعا | ب مذاقاً كما الروى جرعاكا |
كيف يابن الوصي لا تضرم النا | ر على من لظى الأسى أصلياكا |
أوتنسى إذ أضرما النار بالبا | ب وعصر الباب الذي أشجاكا |
كسرا ضلع فاطمٍ أسقطاها | محسناً هيّجا أساها هناكا |
غادراها عليلة الجسم غدراً | من عناها لا تستطيع حراكا |
فقضت بالشجون والظلم ممن | عن مواليك نيّراً غيّباكا |
السيد صالح الحلي(1):
توفي سنة 1359 هـ، قال عنه صاحب أدب الطف: .. خطيب شهير أو أشهر خطباء المنبر الحسيني؛ إذ ان شهرته الخطابية لم يحصل على مثلها خطيب حتى اليوم، يتحلى بجرأة قوية وبسطة في العلم والجسم.
قال من قصيدة له:
أبا حسن ليس كيف وحد | يحدد ذاتك إلا الأحد |
ولولا حدوثك قلت القديم | وقلت هو الله لولا الولد |
إلى أن يقول:
أباب مدينة علم الرسول | أيحرق بابك عبد نكد |
ويا قائد الشوس يوم الوغى | ومردي بسيفك عمرو بن ود |
ألست المكسر أوثانها | وقاتل شجعانها في أحد |
فوا عجباً كيف يجري القضاء | وكيف تقود يد الله يد |
إذا ما دهتها دواهي الخطوب | تصيح به يا علي المدد |
جميع الشهود له بخبخت | وأنكره كل من قد شهد |
____________
1- ترجمته في أدب الطف ج9 ص204.
أيكسر ضلع ابنةِ المصطفى | ويسقط بالعصر منها الولد |
وتلطم جهراً على خدها | ويسودّ بالضرب منها العضد |
وله في استنهاض الحجة (عجل الله فرجه الشريف) قوله:
يا مدرك الثار البدار البدار | شنّ على حرب عداك المغار |
وأتي بها شعواء مرهوبة | تعقد أرضاً فوقها من غبار |
إلى أن يقول:
تنسى على الدار هجوم العدى | مذ أضرموا الباب بجزل ونار |
ورض من فاطمة ضلعها | وحيدر يقاد قسراً جهار |
كيف حسام الله قد فللت | منه الأعادي حد ذاك الغرار |
تعدو وتدعو خلف أعدائها | يا قوم خلوا عن علي الفخار |
قد أسقطوا جنينها واعترى | من لطمة الخد العيون احمرار |
فما سقوط الحمل ما صدرها | ما لطمها ما عصرها بالجدار |
ما وكزها بالسيف في ضلعها | وما انتثار قرطها والسوار |
ما ضربها بالسوط ما منعها | عن البكا وما لها من قرار |
ما الغصب للعقار منهم وقد | أنحلها رب الورى للعقار |
ما دفنها بالليل سرّاً وما | نبش الثرى منهم عناداً جهار |
تعساً لهم في ابنته ما رعوا | نبيهم وقد رعاهم مرار |
السيد مهدي الأعرجي(1):
توفي سنة 1359 هـ، شاعر مجيد وخطيب بارع درس فن الخطابة على خاله الخطيب الشهير الشيخ قاسم الحلي وزاول نظم الشعر وعمره أربعة عشر سنة كان متفانياً في حب أهل البيت (عليهم السلام).
من قصيدة له في رثاء الزهراء (عليها السلام)(2):
أشجاك ظعن العامرية إذ سرى | فجرى عليك من التفجع ما جرى |
أم هل تذكرت العقيق فأسبلت | عيناك أدمعها عقيقاً أحمرا |
إلى أن يقول:
هلا بكيت على البتولة فاطم | حزناً فواسيت النبي وحيدرا |
لم أنسها من بعد والدها وقد | جرَّعنها الأيام كأساً ممقرا |
____________
1- ترجمته في أدب الطف ج9 ص192. 2- شعراء الحسين محمد باقر الإيرواني ص155 نقلاً عن ديوان الشاعر.
هجموا عليها وهي حسرى فانزوت | عنهم وراء الباب كي تتسترا |
وعلى الوصي تجمّعوا حشداً إلى | أن أخرجوه وهو يندب جعفرا |
عصرت بمرآة ولولا أنه | موصى لما كانت هناك لتعصرا |
وله مخمساً والأصل للشاعر جواد بدقت:
عن فاطم قتل ابنها متفرع | وبطفلها بالطف أودت رضّع |
وبسيل أدمعها أسيلت أدمع
وبكسر ذاك الضلع رضت أضلع | في طيها سر الإله مصون |
الشيخ عبد الحسين صادق العاملي(1):
توفي سنة 1361 هـ. قال عنه صاحب أدب الطف: .. وهو في الطبقة الأولى من الشعراء. قال السماوي في الطليعة: رأيته يتفجر فضلاً ويتوقد ذكاء إلى أخلاق كريمة… توفي بالنبطية في 12 ذي الحجة الحرام عام 1361 هـ، ودفن هناك ورثاه الشعراء بقصائد كثيرة تعرب عن مقامه الرفيع.
____________
1- ترجمته في أدب الطف ج9 ص227، وأعيان الشيعة ج7 ص435.
قال من قصيدة له في رثاء الزهراء (عليها السلام):
وقائمة وهي الخلية من جوى | معرّسه أضحى الحيازم والصدرا |
رويدك نهنه من غرامك واتخذ | شعاريك في الخطب التجلد والصبرا |
فقلت وراك فاتني الصبر كله | لرزء أصيبت فيه فاطمة الزهرا |
غداة تبدت مستباحاً خباؤها | ومهتوكة حجب الخفارة والسترا |
على حين لا عين النبي أمامها | لتبصر ما عانته بضعته قسرا |
على حين لا سيف الرسول بمنتضى | الغرار ولم تنظر لرايته نشرا |
على حين لا مستأصل من يضيمها | ولا كاشف عنها الحوادث والشرا |
بنحلتها جاءت تطالب معشراً | بدا كفرهم من بعدما أضمروا الكفرا |
عموا عن هواها ثم صموا كثيرهم | كأن بسمع القوم من قولها وقرا |
لقد أرعشت بالوعظ صل ضغونهم | فثاروا لها والصل إن يرتعش يضرا |
فلو أنهم أوصى النبي بظلمهم | لها مااستطاعوا غير ماارتكبوا أمرا |
وأنى وهم طوراً عليها تراثها | أبوا وأبوا منها البكا تارة أخرى |
وهم وشموها تارة بسياطهم | وآونة قد أوسعوا ضلعها كسرا |
وخلي حديث ((الباب)) ناحية فما | تمثلته إلا جرت مقلتي نهرا |
بنفسي التي ليلاً توارت بلحدها. | وكان بعين الله أن دفنت سرا. |
آية الله الحجة الشيخ هادي كاشف الغطاء(1):
____________
1- ترجمته في أدب الطف ج9 ص223.
توفي سنة 1361 هـ. قال عنه صاحب أدب الطف: .. نظم الشعر في حداثة سنه مع أخدانه أبطال الشعر ونوابغ الفن… وتتلمذ على الملا كاظم الآخند كثيراً والشريعة الأصفهاني والسيد محمد كاظم اليزدي… ونال من الحظوة العلمية مرتبة الإجتهاد، وأصبحت قلوب الناس متعلقة به منجذبة إليه لفضله وعلمه وورعه وتقواه وتواضعه وسيرته الطيبة.
قال(1) من أرجوزته الطويلة في سيرة الزهراء سلام الله عليها:
فاطمة خير نساء الأمة | من كل ذنب عصمت ووصمة |
خير النساء فاطم الزهراء | يزهر نورها إلى السماء |
ثم يقول:
ويل لمن ماتت عليه غضبى | في شأنها لم يرع حق القربى |
قد بقيت بعد أبيها المصطفى | شهراً وعشراً فعلى الدنيا العفا |
إلى أن يقول:
وقيل في ذلك أقوال أخر | وما ذكرناه هو الذي اشتهر |
هذا ولكن أول الأقوال | أنسبها بمقتضى الأحوال |
فإنها لاقت من الأهوال | وسيء الأفعال والأقوال |
____________
1- وفاة الصديقة فاطمة الزهراء (ع) للسيد عبد الرزاق المقرم ص123.