المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين، محمد وآله الطّاهرين.
وبعد:
فهذا كتاب وضع للردّ على مزاعم وردت في كتاب صدر عن جماعة أطلقت على نفسها جمعية الشّباب الأوغندي.
وقد تجنّى الكاتب على الشّيعة ومذهب الشيعة ورماهم بكلّ عظيمة زوراً وبهتاناً، وهو لم يأت بشيء جديد، وجاء كتابه صدى وتكراراً لما حرّره من سبقه من خصوم الشيعة وأعدائهم جهلاً منهم بحقيقة الشيعة والتشيع واعتماداً منهم على المناوئين. فيما يحرّرون ويكتبون.
وليس من البعيد ان يكون هناك من يحرّكهم لإيقاع الفتنة وإحداث البلبلة وتفريق الكلمة بين المسلمين، واشتغالهم عمّا هو المهم من قضاياهم وشؤنهم، وذلك لأنّا نرى ونلمس آثار هذه الأساليب في بقاع مختلفة من العالم، الأمر الذي يؤكّد أنّ هناك من يسعى للوقيعة بالمسلمين ويغري البسطاء والجهلة ـ باسم الغيرة على الدين ـ ويحرّكهم بإحداث الفتن، فيستجيب هؤلاء جهلاً منهم بحقيقة الحال.
وقد عانى المسلمون في أوغندا شتّى انواع الأذى من قبل هذه الجمعية المزعومة واذا كان الدّفاع عن النّفس والمعتقد حقاً مكفولاً لكلّ احد فمن حقّنا أن ندافع عن أنفسنا ومعتقداتنا، وندعوا خصومنا إلى التريّث قبل إصدار الحكم لنا أو علينا، ليتسنّى لهم الوقوف على حقيقة الشيعة ومعرفة أفكارهم وآرائهم في مختلف القضايا الدينية، ليكون حكمهم صائباً أو قريباً من الصّواب.
ولذا قمنا بوضع هذا الكتاب ويتضمن إيضاح بعض
والعترة النّبويّة هم أهل البيت الّذين نصّ القرآن الكريم على نزاهتهم وطهارتهم في قوله تعالى: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) وقد روى الحفّاظ والمفسّرون أنّ هذه الآية نزلت في شأن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله كما سيأتي الحديث عن ذلك.
ولا ندّعي أننّا جئنا بشيء جديد، فإنّ علماء الشّيعة عبر تاريخهم المعطاء قد تصدّوا لردّ كلّ ما قيل أو ما يمكن ان يقال من الشبه والافتراءات حول الشيعة ومعتقداتهم، وأجابوا عن ذلك بالأدلّة والبراهين.
وإذا كان لنا من دور في هذا الكتاب فهو مواجهة هذا الكاتب والتصدّي للجواب عن مزاعمه بما استفدناه من علمائنا الأجلاء، وما أثبته علماء السنّة ورواتهم في كتبهم المختلفة مشاركة منّا في الدّفاع عن حريم التشيع المقدّس.
ونودّ قبل الدخول في دحض الاباطيل وردّ الإفتراءات أن نذكّر ببعض الأمور نراها مهمّة لمن يريد الدّخول في حوار مع أيّ طرف كان في مثل هذه المجالات.
الثاني: أن يكون رائده الحق وهو الهدف الأساسي الّذي يسعى إليه، كما قال تعالى: (الحق أحقّ ان يتّبع)(2).
الثالث: الإحتياط التام في نسبة قول أو عقيدة إلى أحد إلاّ عن دليل وبرهان، ويكون منصفاً في أقواله وحكمه على الأمور، ولا يلقي الكلام على عواهنه.
الرابع: أن يتجرّد عن العصبيّات تجرّداً تامّاً، وينظر إلى الأمور بواقعيّة ولا يبني أحكامه على قناعات معيّنة منشأها العاطفة وهوى النفس.
الخامس: إذا أراد ان يحكم على شيء او لشيء فلابد من التثبّت معتمداً في ذلك على المستند الموثوق والمصدر الصحيح المعترف به عند الطرف المقابل، لا أن يعتمد على الخصم ويبني حكمه على ما يقوله الخصم، فان ذلك إجحاف غير مقبول.
وبعد هذا فلابدّ لنا أن نذكر تعريفاً إجماليّاً عن الشّيعة
____________
1) سورة النحل، الآية 125.
2) سورة يونس، الآية 35.
1 ـ متى بدأ التشيّع:
إنّ من يرجع إلى ما دوّنه الحفّاظ، وكتب السّيرة، وتاريخ الإسلام في أيّامه الاولى يرى أنّ التشيّع كان معروفاً، وأنّ بعض الصحابة عرفوا به، بل إنّ هذا اللّفظ جاء على لسان النبي صلى الله عليه وآله في كثير من الروايات، وكان يعني به معناه اللّغوي المعروف.
وقد روى الحفّاظ كثيراً من الروايات في مدح الشّيعة،
____________
1) سورة الصافات، الآية 83.
2) سورة القصص، الآية 15.
3) مقدمة تاريخ ابن خلدون: ص 196 الفصل 27 مطبعة مصطفى محمد بمصر.
وإذا كان الأمر كذلك فإنّ مقتضى العدل والإنصاف الإعتراف بتقدّم مذهب الشّيعة الذي هو مذهب أهل البيت عليهم السلام، على سائر المذاهب الإسلامية الأخرى، وأنّه الأولى بالإتّباع؛ لأنّ الدليل يسانده والبرهان يعاضده (والحق أحقّ أن يتّبع).
2 ـ أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في الشّيعة والتشيّع:
وأمّا ما روي عن الرسّول صلى الله عليه وآله في التّعريف بالشيّعة والتشيّع والحثّ على اتّخاذ التشيّع للإمام علي عليه السلام ومتابعته مسلكاً ومنهاجاً يسير على طريقه الإنسان المسلم في مختلف القضايا والشّؤون الدّينية والدّنيوية، فقد بلغ من الكثرة حدّاً يمكن القول أنّه متواتر عند كلا الطّرفين الشّيعة والسنّة، ولم ينفرد بروايته
روى السّيوطي في الدرّ المنثور، عن ابن عساكر بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل عليّ عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة(1)، فنزل قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البريّة)(2).
وأخرج ابن عدي عن ابن عبّاس قال: لما نزل قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اٌولئك هم خير البريّة)(3) قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: هم أنت وشيعتك.
وأخرج ابن مردويه عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: ألم تسمع قول الله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات اولئك هم خير البريّة) هم أنت وشيعتك، وموعدي
____________
1) الدرّ المنثور لجلال الدين السيوطي: ج 6 ص 379.
2) سورة البيّنة، الآية 7.
3) نور الابصار، للشبلنجي في مناقب آل بيت النبي: ص 80، الطبعة الأخيرة 1398 هـ دار المكتبة العلمية بيروت ـ لبنان.
وروى ابن حجر في الصّواعق المحرقة: عن ابن عبّاس، قال: لما أنزل الله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البريّة) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوّك غضاباً مقمحين(2).
وروى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: عن أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي وشيعته هم فائزون يوم القيامة(3).
وروى الشبلنجي في نور الأبصار عن ابن عبّاس قال: لما نزلت هذه الآية: (إنّ الذين آمنوا وعلموا الصالحات أولئك هم خير البريّة) قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة
____________
1) الدرّ المنثور في التفسير المأثور لجلال الدين السيوطي: ج 6 ص 379.
2) الصواعق المحرقة لأحمد بن حجر الهيتمي المالكي: ص 161، الطبعة الثانية سنة 1385 هـ مكتبة القاهرة.
3) ينابيع المودة للشيخ سليمان ابن ابراهيم القندوزي الحنفي، باب 56 ج 2 ص 4، الطبعة الأولى مؤسسة الأعلمي بيروت ـ لبنان.
ورواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة(2).
وروى الحمويني الشافعي في فرائد السمطين(3) عن جابر قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل عليّ عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله: قد أتاكم اخي، ثم قال صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة.
وروى الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ثلاثة وعشرين حديثاً منها: ما أخرجه باسناده إلى علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي ألم تسمع قول الله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات اؤلئك هم خير البريّة) هم شيعتك وموعدي وموعدك الحوض يدعون غرّاً محجّلين(4).
____________
1) نور الأبصار، للشبلنجي: ص 87 الطبعة الاخيرة دار المكتبة العلمية، بيروت ـ لبنان.
2) الفصول المهمة في معرفة احوال الائمة لابن الصباغ المالكي: ص 123 مطبعة العدل في النجف، منشورات الاعلمي ـ طهران.
3) فرائد السمطين للحمويني الشافعي: ص 156 ج 1 الطبعة الاولى، مؤسسة المحمودي، بيروت ـ لبنان.
4) شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: ج 2 ص 356، 366، الحديث 1125 طبعة 1392 هـ منشورات مؤسسة الاعلمي، بيروت ـ لبنان.
وفي غاية المرام عن المغازلي بسند عن أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يدخل من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم، ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام فقال: هم شيعتك وأنت إمامهم(2).
ولا يخفى أنّ عدد سبعين يستعمل في لغة العرب للمبالغة ويراد به الكثرة، وقد ورد في القرآن الكريم في آية الاستغفار للمنافقين مضافاً إلى أنّ العدد لا مفهوم له كما قررّ في علم الأصول.
وان شئت المزيد من الوقوف على الرّوايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله فراجع الكتب التاليه:
كفاية الطالب للكنجي الشافعي(3).
____________
1) احقاق الحق وإزهاق الباطل: ج 7 ص 309 عن اسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار.
2) غاية المرام للبحراني: ص 328 الطبعة القديمة، باب 28 العقد الثاني.
3) كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص 353 مطبعة الغري، النجف الأشرف 1351 هـ.
ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر(2).
تفسير الطبري(3).
تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي(4).
فتح القدير للشوكاني(5).
روح المعاني للآلوسي(6).
____________
1) المناقب للخوارزمي الحنفي، تحقيق الشيخ المحمودي: ص 266، مؤسسة النشر الاسلامي، قم ـ ايران.
2) ترجمة الامام علي بن أبي طالب لابن عساكر: ج 2 ص 442 ح 958 تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، الطبعة الثانية 1400 هـ مؤسسة المحمودي للطباعة، بيروت ـ لبنان.
3) تفسير الطبري لابي جعفر محمد بن جرير الطبري: ج 12 ص 171 الطبعة الاولى، دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.
4) تذكرة الخواص لسبط ابن الحوزي الحنفي: ص 27. مؤسسة أهل البيت عليهم السلام بيروت ـ لبنان طبعة 1401 هـ.
5) فتح القدير لمحمّد بن علي بن محمّد الشوكاني: ج 5 ص 477 دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.
6) روح المعاني لآلوسي: ج 30 ص 207، دار احياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.
وهنا ينبغي أن ننبّه على أمر مهمّ وهو أنّ الرجوع إلى هذه المصادر لابدّ وان يكون الى طبعاتها الاولى لا الأخيرة؛ لأن الأيدي الامينة استطالت وأخذت تعبث بحذف الروايات الواردة في صالح الشّيعة في طبعاتها الأخيرة وهذه معضلة لا ندري ماذا نفعل بإزائها.
فإنّ البعض يعمد إلى الروايات التي يمكن للشيعة أن يحتجّ بها على ما تذهب إليه فيحذفها تحت شعارات التحقيق والضبط والتنقيح خلافاً للامانة العلميّة وخروجاً على الموازين الشرعية والآداب والاخلاق الإسلاميّة ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
3 ـ لماذا مذهب أهل البيت؟
بعد أن ذكرنا عدة روايات عن النبي صلى الله عليه وآله في مدح الشّيعة وأنهم الفائزون يوم القيامة وأحلنا على بعض المصادر، يتبيّن الوجه في ضرورة اتّباع مذهب أهل البيت عليهم السلام وأنه المذهب الحقّ الذي سار على منهجه الشّيعة عبر التاريخ وتحمّلوا في سبيل ذلك أشدّ انواع الأذى؛ لأنّهم لم يعدلوا عن الحقّ ولم يرضوا بغيره بدلاً
روى البخاري في صحيحه(2)، وأحمد بن حنبل في مسنده(3)، والثعلبي في تفسيره(4)، والحاكم في مستدركه(5)، والطبري في تفسيره(6)، والزمخشري في كشافه(7)، وابن الأثير في
____________
1) سورة الشورى، الآية 23.
2) صحيح البخاري: ج 5 ص 23 باب مناقب علي بن أبي طالب، دار إحياء التراث العربي وج 55 ص 171 باب غزوة خيبر.
3) احقاق الحق وازهاق الباطل: ج 3 ص 2.
4) احقاق الحق وإزهاق الباطل: ج 3 ص 6.
5) مستدرك الحاكم، للحاكم النيسابوري: ج 3 ص 172 ط، الاولى مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية حيدر آباد الهند سنة الطبع 1341 هـ.
6) جامع البيان في تفسير القرآن لمحمد بن جرير الطبري: ج 24 ص 15 وص 16 دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.
7) تفسير الكشاف: ج 3 ص 466 و 467 دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.
ولا يخفى أنّ وجوب المودّة يستلزم وجوب الطّاعة.
ومنها: قوله تعالى: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل...)(5).
وهذه الآية معروفة بآية المباهلة، وقد أجمع المفسّرون على أنّ الأبناء إشارة إلى الحسن والحسين عليهما السلام والنّساء إشارة إلى
____________
1) جامع الاصول في احاديث الرسول صلى الله عليه وآله لمبارك بن محمد (ابن الاثير الجزري) ج 9 ص 155، دار الفكر، بيروت ـ لبنان.
2) الفصول المهمة، لعلي بن محمد بن أحمد المغربي المالكي: ص 161، منشورات الاعلمي طهران.
3) الدّر المنثور لجلال الدين السيوطي: ج 6 ص 6 و7 منشورات محمد امين، بيروت ـ لبنان.
4) ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج 1 ص 105 و ج 2 ص 19، الطبعة الاولى، استانبول.
5) سورة آل عمران، الآية 61.
روى مسلم في صحيحه(1)، وأحمد بن حنبل في مسنده(2)، والطبري في تفسيره(3)، والحاكم في مستدركه(4)، والثعلبي في تفسيره(5)، وأبو نعيم الاصبهاني في دلائله(6)، والواحدي في
____________
1) صحيح مسلم: ج 7 ص 121 الطبعة المصرية.
2) مسند أحمد بن حنبل: ج 1 ص 185، دار صادر ـ بيروت.
3) جامع البيان في تفسير القرآن: ج 3 ص 192، الطبعة الميمنية بمصر.
4) مستدرك الحاكم: ج 3 ص 150، كتاب معرفة الصحابة، دار الفكر، بيروت ـ لبنان.
5) أحقاق الحق وازهاق الباطل: ج 3 ص 49، النجف الأشرف، منشورات الاعلمي، طهران.
6) دلائل النبوة لابي نعيم الاصبهاني: ج 2 ص 455 ـ 458 ط / الاولى، مكتبة العربية، بيروت ـ لبنان.
____________
1) اسباب النزول لابي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري: ص 59 وص 68 دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
2) معالم التنزيل في تفسير القرآن والتأويل لابي محمد الحسين البغوي: ج 7 ص 480، دار الفكر للطباعة.
3) تفسير الكشاف للزمخشري الخوارزمي: ج 1 ص 434، دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.
4) التفسير الكبير للفخر الرازي: ج 7 ص 85 ط / الثالثة.
5) تلخيص المستدرك لمحمد بن أحمد الذهبي: ج 3 ص 150، دار الفكر، بيروت ـ لبنان.
6) تذكرة الخواص للعلامة السبط ابن الجوزي، الباب الثاني في ذكر فضائل علي ابن ابي طالب: ص 24، مؤسسة اهل البيت، بيروت ـ لبنان..