ومنها: قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين)(1).
ومنها: قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس)(2).
وقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً)(3).
وقوله تعالى: (إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(4).
وقوله تعالى: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً)(5).
وقوله تعالى: (وقفوهم إنّهم مسئولون)(6).
وقوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات
____________
1) سورة الشعراء، الآية 214.
2) سورة المائدة، الآية 67.
3) سورة المائدة، الآية 3.
4) سورة المائدة، الآية 44.
5) سورة الاحزاب، الآية 33.
6) سورة الصافات، الآية 24.
وقوله تعالى: (إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد)(2).
وغيرها من الآيات، وارجع الى ما ذكرنا من المصادر في الآيتين الاوليين لتقف وتعرف من المعنيّ بهذه الآيات وعلى ماذا تدلّ؟
وأما ما ورد من احاديث النبي صلى الله عليه وآله في شأن أهل البيت عليهم السلام فأكثر من أن يحصى، وإليك طرفاً مما رواه الحفّاظ في كتبهم.
1 ـ " إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي "(3).
2 ـ " مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلّف عنها غرق وهوى "(4).
3 ـ " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى الاّ أنّه لا نبي بعدي "(5).
____________
1) سورة البقرة، الآية 207.
2) سورة الرعد، الآية 7.
3) راجع صحيح الترمذي: ج 5 ص 328، ط / بيروت.
4) أخرجه الحاكم في مستدركه: ج 3 ص 163.
5) صحيح مسلم: ج 7 ص 120، مطبعة محمد بن علي صبحي بمصر.
5 ـ " علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض "(2).
6 ـ " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن اراد البيت فليأت الباب "(3).
7 ـ " من سرّه ان يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي فليوال عليّاً من بعدي وليوال وليّه وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً وعلماً، وويل للمكذّبين بفضلهم من أمّتي القاطعين فيهم صلتي،
____________
1) راجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج 1 ص 53 طبعة استانبول، نشر (مؤسسة الاعلمي) بيروت ـ لبنان.
2) كنز العمال في سنن الاقوال والافعال لعلاء الدين الهندي: ج 11 ص 653، الحديث 32912 عن ام سلمة، مؤسسة الرسالة بيروت ـ لبنان الطبعة الخامسة وراجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج 1 ص 270 باب 20 دار الاسوة للطباعة والنشر.
3) شواهد التنزيل: ج 1 ص 81 و 82 ح 118 و 121 والصواعق المحرقة: ص 37.
8 ـ " من أحبّ ان يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال علياً وليعاد عدوّه وليأتمّ بالائمة الهداة من ولده فإنّهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على خلقه من بعدي وسادات أمّتي وقوّاد الأتقياء إلى الجنّة حزبهم حزبي وحزبي حزب الله وحزب أعدائهم حزب الشيطان "(2).
9 ـ " يا امّ سلمة علي منّي وأنا من علي لحمه من لحمي ودمه من دمي "(3).
10 ـ " من كنت مولاه فعلي مولاه "(4).
11 ـ " أعلم أمّتي علي بن ابي طالب "(5).
12 ـ " اقضى امّتي علي "(6).
13 ـ " انت أخي ووصيي وقاضي ديني وخليفتي من
____________
1) الاصابة: ج 1 ص 559.
2) ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج 2 ص 83 ط / استانبول.
3) فرائد السمطين لعلي بن محمد الجويني: ج 1 ص 150 ب 29، مؤسسة المحمودي، بيروت ـ لبنان.
4) المناقب للخوارزمي: ص 222، مكتبة نينوى.
5) ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج 1 ص 216، دار الاسوة.
6) المصدر السابق: ص 83 الطبعة الاولى، ط / استانبول.
14 ـ " علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصورٌ من نصره مخذولٌ من خذله "(2).
15 ـ " علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي "(3).
16 ـ " علي أخي في الدنيا والآخرة "(4).
17 ـ " عليّ باب حطّة، من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً "(5).
18 ـ " علي عيبة علمي "(6).
19 ـ " عليّ منّي، وأنا من عليّ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو
____________
1) المناقب للشافعي ابن المغازي: ص 261.
2) كنز العمال في سنن الاقوال والافعال لعلاء الدين الهندي: ج 11 ص 602 ح 32909 ط / الخامسة مؤسسة الرسالة، بيروت ـ لبنان.
3) الجامع الصغير: ج 2 الحديث 5597 ص 177 الطبعة الاولى.
4) الجامع الصغير: ج 2 ص 176 الحديث 5589 الطبعة الاولى 1410 هـ ـ 1981 م.
5) نفس المصدر، الحديث 5592 ص / 177.
6) نفس المصدر، الحديث 5593 ص 177.
20 ـ " عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني "(2).
21 ـ " علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه "(3).
22 ـ " علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين "(4).
23 ـ " علي يقضي ديني "(5).
24 ـ " من آذى عليّاً فقد آذاني "(6).
25 ـ " من أحبّ علياً فقد أحبّني، ومن أبغض علياً فقد ابغضني "(7).
26 ـ " من كنت وليه فعلي وليه "(8).
27 ـ " لولاك يا علي ما عرف المؤمنون من بعدي "(9).
____________
1) نفس المصدر، الحديث 5595 ص 177.
2) نفس المصدر، الحديث 5596 ص 117.
3) نفس المصدر، الحديث 5598 ص 177.
4) نفس المصدر، الحديث 5600 ص 178.
5) نفس المصدر، الحديث 5601 ص / 178.
6) نفس المصدر، الحديث 8266 ص 547.
7) نفس المصدر، الحديث 8319 ص 554.
8) الجامع الصغير: ج 2 ص 642 الحديث 9001.
9) كنز العمال: ج 13 ص 152، الحديث 36477 مؤسسة الرسالة.
29 ـ " عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب "(2).
30 ـ " النظر إلى وجه علي عبادة "(3).
31 ـ " حبّ علي يأكل الذنوب كما تأكل النّار الحطب "(4).
32 ـ " الحق مع ذا، الحق مع ذا ـ يعني علياً "(5).
33 ـ " عادى الله من عادى عليّاً "(6).
34 ـ " سيكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن ابي طالب فإنّه الفاروق بين الحق والباطل "(7).
وارجع إلى ما ذكرنا من المصادر لتجد هذه الروايات وغيرها رويت عن النبي صلى الله عليه وآله وإنّما ذكرنا نماذج بسيطة والاّ فالمروي أضعاف ما ذكرنا والاستقصاء يدعونا لخروج عن خطّة الكتاب،
____________
1) نفس المصدر: ج 11، الحديث 32931 ص 606.
2) نفس المصدر، الحديث 32900 ص 601.
3) نفس المصدر، الحديث 32895 ص 601.
4) نفس المصدر، الحديث 33021 ص 621.
5) نفس المصدر، الحديث 33018 ص 621.
6) نفس المصدر، الحديث 32899 ص 601.
7) نفس المصدر، الحديث 32964 ص 612.
وإذا كان علماء السنّة وحفّاظهم قد رووا هذه الرّوايات ودوّنوها في كتبهم ونقلوها عن ثقاتهم، فهل يلام الشيعة على الاخذ بها واتّباعها والإلتزام بمضامينها؟!
وهل في اتّباع عترة أهل البيت عليهم السلام وهم عترة النبي صلى الله عليه وآله الذين امرنا الله في كتابه العظيم بمحبّتهم والسير على خطاهم وحثنا النبي على التمسّك بهم وهل في ذلك عيب؟!
هل في ذلك انحراف عن الخطّ المستقيم الذي رسمه الله تعالى وبيّنه النبي صلى الله عليه وآله؟!
أليس من واجب كل المسلمين ان يسيروا على هذا المسلك وينهجوا هذا المنهج؟
أليس القرآن يقول: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(1)؟
اليس القرآن يقول: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة)(2)؟
فنحن الشيعة على منهاج رسول الله نأتمر بأمره وننتهي بنهيه
____________
1) سورة الحشر، الآية 8.
2) سورة السجدة، الآية 21.
فليتق الله من يرمينا بالكفر والإنحراف فلسنا الاّ تابعين للقرآن وللنبي صلى الله عليه وآله ولأهل بيته عليهم السلام حيث قامت الادلّة والبراهين على ما نحن عليه.
4 ـ عقيدة الشيعة الإمامية
ونذكر هنا مجمل معتقدات الشيّعة دون الدخول في تفاصيلها، فإن لذلك مجالاً آخر فنقول:
تعتقد الشّيعة الإمامية الإثنا عشرية بأنّ الله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، لا شريك له في العبوديّة، متّصف بصفات الجمال والإكرام من العلم والقدرة والإختيار والحياة والارادة والكراهة وإلادراك والقدم والأزليّة والبقاء والسرمديّة والتكلّم والصّدق، منزّه عن الكذب والإفتراء، متعال عن الإتّصاف بنقائص الأشياء، ومتّصف بصفات الجلال وهي نفي التركيب عنه ونفي الجسميّة والعرضية وكونه محلاً للحوادث، ونفي الرؤية عنه، ونفي الشّريك، ونفي المعاني والأحوال ونفي الإحتياج، وكلّ ذلك مبرهن عليه بالأدلّة العقليّة
وتعتقد الشيعة أنّه تعالى عدل لا يجور في قضائه، ولا يتجاوز في حكمه، يثيب المطيعين وينتقم بمقدار الذنب من العاصين، ويكلّف الخلق بمقدورهم، ويعاقبهم على تقصيرهم دون قصورهم، ولا يأمر عباده إلاّ بما فيه صلاحهم، ولا يكلّفهم إلاّ بما فيه فوزهم ونجاحهم، الخير منشأه منه، والشرّ صادر عنهم لا عنه، وهو تعالى غنيّ عن الظلم منزّه عن فعل القبيح، وقد أمر بالعدل والإحسان وذمّ الظلم ولعن الظّالمين وقامت على ذلك الآيات والبراهين(1).
وتعتقد الشيعة أنّ الله لطيف بعباده، وأنّ من لطفه بهم أن فتح لهم باب التوبة، ونهاهم عن القنوط من رحمته، وقال: (قلّ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً)(2) وقال تبارك وتعالى: (إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)(3) ومع ذلك فقد حذّر من المعصية وتوعّد بالعقاب كلّ من يخالف أوامره ونواهيه، وهنا أبحاث كثيرة ومطالب مهمّة لا يسعنا عرضها بالتفصيل،
____________
1) العقائد الجعفرية: ص 17 بتصرف.
2) سورة الزمر، الآية 53.
3) سورة النساء، الآية 48.
وتعتقد الشيعة أنّ النبوة وإرسال الأنبياء لطف من ألطاف الله بعباده، ومهمّة هؤلاء الأنبياء إخراج الناس من الظّلمات إلى النور، وتعريفهم الحلال والحرام، وإرشادهم إلى طاعة الله وكيفيّتها، وتحذيرهم من معصية الله وعاقبتها.
وتعتقد الشيعة بجميع الأنبياء والرّسل الذين بعثهم الله إلى الامم، وانّ آخرهم وخاتمهم هو النبي محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء والمرسلين ولا نبيّ بعده، وأنّه صلى الله عليه وآله بلّغ الرسالة كاملة عن الله تعالى، وأنّه صلى الله عليه وآله جاء بالقرآن معجزته الخالدة الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنّ النبي وهو أفضل البشر على الإطلاق في صفاته ومناقبه وجميع الكمالات وكان المثل الأعلى للبشريّة جمعاء، وأنّه معصوم عن الخطأ والسهو والنسيان في جميع أحواله قبل البعثة وبعدها حال التبليغ أو في سائر أحواله بلا فرق بينها، وله من الخصائص في نفسه وبدنه وعبادته وجميع شؤنه ما لا يشاركه فيها أحد من الناس.
وتعتقد الشيعة بالإمامة وأنّها في أهل البيت بنصّ القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وأنّ الإمامة امتداد لمسيرة النبوّة وأنّها من الله لا من الناس، فكما أنّ النبي لا يمكن تعيينه واختياره من
بذلك وردت النصوص عن النبي صلى الله عليه وآله ورواها الثقات والحفّاظ.
ومسألة الإمامة هي نقطة الخلاف والإختلاف بين الشّيعة والسنّة، فالشيعة تذهب إلى أنّ الإمامة بالتّعيين من الله على يد
وأمّا السنّة، فقالوا: إنّ الإمامة بالرأي والاختيار.
وقد أقام الشيعة الادلّة العقليّة والنقليّة على أنّ الإمامة لا يمكن ان تكون بالرأي والاختيار، وساقهم البرهان إلى الاعتقاد بما هم عليه واستدلّوا بروايات وردت في صحاح كتب السنّة كصحيح البخاري(1) وصحيح مسلم(2) ومسند أحمد(3) وغيرها من كتب الحديث، مضافاً إلى البراهين العقليّة التي أقاموها على ذلك.
ويمكن القول إنّ أساس الاختلاف بين السنّة والشيعة يرجع إلى مسألة الخلافة والإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وعلى هذه المسألة يدور النزاع والصراع الفكري بين الطرفين. وامّا بقيّة المسائل كالفقهيّة والأصوليّة والكلاميّة، فهي وأن كانت موارد للخلاف، والخلاف فيها قد يصل الى حدّ التباين، الاّ أنّ الأساس في ذلك مسألة الإمامة وما يتفرّع عليها.
وتعتقد الشيعة بالمعاد يوم القيامة، وانّ المعاد جسماني
____________
1) صحيح البخاري بحاشية السندي لأبي عبد الله محمد بن اسماعيل: ج 3 ص 86، دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.
2) صحيح مسلم بشرح النوري: ج 8 ص 174 و 175 و 176 و 177.
3) مسند أحمد بن حنبل: ج 1 ص 174 و 175 و 177.
هذه هي أصول الاعتقاد عند الشيعة على الإجمال وما عداها من سائر المعتقدات يرجع إليها.
ونكتفي بعرض هذا القدر للتعريف الإجمالي بعقيدة الشيعة. وأمّا تفاصيلها والأدلّة عليها، فقد ذكرت في كتبهم الكلاميّة فليرجع الباحث الى كتبهم ويقف بنفسه على أقوالهم وأدلّتهم ولا يعتمد على كتب خصومهم أو السماع من أعدائهم، ثم يحكم عليهم بالزيغ والضلال من دون بيّنة وبرهان.
(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)(1).
والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.
محمد علي المعلم
____________
1) سورة يوسف، الآية 108.