فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): آية بُشرى وانتقام.
فأباحَ اللّه قتلَ المشركين حيثُ وُجدوا، فَقتَلهم اللّه على يدي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وأحِبائه، وعجّل اللّه له ثواب صبره، مع ما ادّخر له في الآخرة من الأجر "(2).
123 ـ عن علي بن أحمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح، عن علقمة، عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السلام) قال: قال لي: " ألم ينسبوه ـ يعني رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ـ الى الكذب في قوله إنه رسول من اللّه اليهم، حتى أنزل اللّه عزّوجل: (ولقد كُذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأُذوا حتى أتاهم نصرنا)؟ "(3).
(110) قوله تعالى: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سُلماً في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين}(4).
124 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله: (وإن كان كبر عليك إعراضهم).
قال: " كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يُحب إسلام الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، دَعاه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وجَهَد به أن يُسلِم، فغلب عليه الشقاء، فشقّ ذلك على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فأنزل اللّه: (وإن كان كبر عليك إعراضهم ـ الى قوله ـ نفقاً في الأرض) يقول: سَرَباً "(5).
(111) قوله تعالى: {قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب اللّه بغتة أو جهرَة هل يُهلك إلا القوم الظالمون}(6).
____________
1- الأعراف، الآية: 137.
2- تفسير القمي، ج1، ص196.
3- الأمالي، الصدوق، ص92، ح3.
4- الانعام، الآية: 35.
5- تفسير القمي، ج1، ص197.
6- الانعام، الآية: 47.
(112) قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين}(2).
126 ـ كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يُسمّون أهل الصُفة، وكان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أمرهم أن يكونوا في صُفَّة يأوون اليها، وكان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يتعاهدهم بنفسه، وربما حمل اليهم ما يأكلون، وكانوا يختلفون الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فيقربهم ويقعد معهم، ويؤنسهم، وكان اذا جاء الأغنياء والمُترفون من أصحابه أنكروا عليه ذلك ويقولون له: اطردهم عنك.
فجاء يوماً رجل من الأنصار الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وعنده رجلٌ من أصحاب الصُفة، قد لَصِق برسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ورسول اللّه يحدّثه فقَعدَ الأنصاري بالبعد منهما، فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): " تقدّم " فلم يفعل، فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): " لعلك خِفتَ أن يلزق فَقره بك؟! ".
فقال الأنصاري: اطرد هؤلاء عنك.
فأنزل اللّه: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين) "(3).
____________
1- تفسير القمي، ج1، ص201.
2- الانعام، الآية: 52.
3- تفسير القمي، ج1، ص202.
(113) قوله تعالى: {واذا جاءك الذين يؤمنون بأياتنا فقل سلـمٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهـلة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم}(1).
127 ـ عن ابن عباس، في قوله تعالى: (وإذا جاءك الذين يؤمنون بأياتنا) الآية: نزلت في علي وحمزة [وجعفر] وزيد(2).
(114) قوله تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً أو قال أُوحي إليَّ ولم يُوح اليه شيء ومن قال سأُنزل مثل ما أنزل اللّه ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملـئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على اللّه غير الحق وكنتم عن أياته تستكبرون}(3)
128 ـ عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن قول اللّه عزّوجل: (ومَن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً أو قال أُوحي إليّ ولم يُوح اليه شيء).
قال: " نزلت في ابن أبي سرح الذي كان عثمان استعمله على مصر، وهو ممن كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة هَدَر دمه، وكان يكتب لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فإذا أنزل اللّه عزّوجل: (إن اللّه عزيز حكيم) كتب: إن اللّه عليم حكيم، فيقول له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) دَعْها فإن اللّه عزيز حكيم.
وكان ابن أبي سرح يقول للمنافقين: إني لأقول من نفسي مثل ما يجيء به فما يُغيَّر عليّ.
فأنزل اللّه تبارك وتعالى فيه الذي أنزل "(4).
129 ـ قيل: نزلت في مسيلمة حيث ادعى النبوّة.
وقوله: (سأُنزل مثل ما أنزل اللّه) نزلت في عبداللّه بن سعد بن أبي سرح، فإنه
____________
1- الانعام، الآية: 54.
2- تفسير الحبري، ص265، ح26.
3- الانعام، الآية: 93.
4- الكافي، الكليني، ج8، ص200، ح242.
واذا قال: اكتب (غفوراً رحيماً) كتب عليماً حكيماً، وارتدّ ولحِقَ بمكة، وقال: سأنزل مثل ما أنزل اللّه(1).
سورة الأعراف
(115) قوله تعالى: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثَرهُم لفاسقين}(2).
130 ـ عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحسين بن الحَكَم، قال: كتبتُ الى العبد الصالح (عليه السلام) أخبره أني شاك، وقد قال ابراهيم (عليه السلام): (ربّ أرني كيف تُحيي الموتى) وإني أُحبُ أن تريني شيئاً من ذلك، فكتب: " إن ابراهيم كان مؤمناً وأحَبّ أن يزداد إيماناً، وأنت شاك والشاك لا خير فيه ".
وكتب (عليه السلام): " إنما الشك مالم يأتِ اليقين، فإذا جاء اليقين لم يَجُزِ الشكَّ ".
وكتب: " إن اللّه عزّ وجل يقول: (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين"" قال: "نزلت في الشاك"(3).
(116) قوله تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول اللّه اليكم جميعاً الذي له ملك
____________
1- مجمع البيان، الطبرسي، ج4، ص518.
2- الاعراف، الآية: 102.
3- الكافي، الكليني، ج2، ص293، ح1.
131 ـ عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبداللّه بن جَبَلة، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبداللّه، عن أبيه، عن جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: " جاء نفر من اليهود الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا محمد، أنت الذي تزعم أنك رسول اللّه، وأنك الذي يُوحى اليك كما أوحي الى موسى ابن عمران؟
فسكتَ النبي (صلى الله عليه وآله) ساعة، ثم قال: نعم، أنا سيّد ولد آدم ولا فَخر، وأنا خاتم النبيين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين.
قالوا: الى مَن، الى العرب أم الى العجم، أم إلينا؟
فأنزل اللّه عزّوجل: (قل يا أ يّها الناس إني رسول اللّه إليكم جميعاً) "(2).
(117) قوله تعالى: {وإذ نتقنا الجبل فَوقَهم كأنه ظلّة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون}(3).
132 ـ عن معاوية بن عمار، عن أبي عبداللّه (عليه السلام)، قال: قلت له: أيضع الرجل يده على ذراعه في الصلاة؟
قال: " لابأس، إن بني اسرائيل كانوا إذا دخل وقت الصلاة دخلوها متماوتين كأنهم موتى، فأنزل اللّه على نبيه (صلى الله عليه وآله): خذ ما آتيتك بقوة، فإذا دخلت الصلاة فادخل فيها بجلد وقوة، ثم ذكرها في طلب الرزق " فإذا طلبت الرزق فاطلبه بقوة "(4).
(118) قوله تعالى: {واتلُ عليهم نبأ الذي أتيناه فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان
____________
1- الاعراف، الآية: 158.
2- الأمالي، الصدوق، ص157، ح1.
3- الاعراف، الآية: 171.
4- تفسير العياشي، ج2، ص36، ح100.
133 ـ في قوله تعالى: (واتلُ عليهم نبأ الذي أتيناه فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) إنها نزلت في بلعم من باعوراء، وكان من بني اسرائيل(2).
(119) قوله تعالى: {وممن خلقنا أُمة يهدون بالحق وبه يعدلون}(3).
134 ـ عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " إن فيك مثلاً من عيسى أحبّه قوم فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فهلكوا فيه، فقال المنافقون: أما يرضى له مَثلاً إلا عيسى ابن مريم؟
فنزل قوله تعالى: (وممن خلقنا أُمة يهدون بالحق وبه يعدلون)(4).
(120) قوله تعالى: {يسئلونَكَ عن الساعة أيان مرسها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلونَكَ كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند اللّه ولكن أكثر الناس لا يعلمون}(5).
135 ـ قوله تعالى: (يسئلونَكَ عن الساعة أيان مرسها) فإن قريشاً بعثوا العاص بن وائل السهمي والنضر بن حارث بن كلدة وعقبة بن أبي معيط الى نجران ليتعلموا من علماء اليهود مسائل ويسألوا بها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله).
وكان فيها: سلوا محمداً متى تقوم الساعة؟ [فإن ادعى عِلمَ ذلك فهو كاذب، فإن قيام الساعة لم يُطلع اللّه عليه مَلكاً مُقرباً ولا نبياً مرسلاً، فلما سألوا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): متى تقوم الساعة؟] أنزل اللّه تعالى: (يسئلونك عن الساعة أيان مرسها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلونَكَ كأنْك حفي عنها) أي جاهل بها (قل) لهم يا محمد: (إنما علمها عند اللّه ولكن اكثر الناس لا يعلمون) "(6).
____________
1- الاعراف، الآية: 175.
2- تفسير القمي، ج1، ص248.
3- الاعراف، الآية: 181.
4- كشف الغمة، الأربلي، ج1، ص321.
5- الاعراف، الآية: 187.
6- تفسير القمي، ج1، ص249.
سورة الأنفال
(121) قوله تعالى: {يسئلُونَكَ عن الأنفال قُل الأنفال للّه والرسول فاتقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا اللّه ورسوله إن كنتم مؤمنين}(1)
136 ـ عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن اسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السلام) عن الانفال، فقال: " هي القرى التي قد خربت وانجلى أهلها، فهي لله وللرسول، وما كان للملوك فهو للامام، وما كان من أرض خربة، ومالم يُوجَفْ عليها بِخَيْل ولا رِكاب، وكل أرض لا ربّ لها والمعادن منها، ومن مات وليس له مولى، فماله من الأنفال ".
وقال: " نزلت يوم بدر لما انهزم الناس، وكان أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على ثلاث فرق: فصنف كانوا عند خيمة النبي (صلى الله عليه وآله)، وصنف أغاروا على النهب وفرقة طلبت العدوَّ وأسروا وغنموا، فلما جمعوا الغنائم والأسارى، تكلمت الأنصار في الأسارى، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الارض)(2).
فلما أباح اللّه لهم الأسارى والغنائم تكلّم سعد بن مُعاذ، وكان ممن أقام عند خيمة النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول اللّه، ما منعنا أن نطلب العدوّ زهادة في الجهاد، ولا جُبناً من العدو، ولكنا خِفنا أن نعدو موضعك فتميل عليك خَيلُ المشركين، وقد أقام
____________
1- الانفال، الآية: 1.
2- الأنفال، الآية: 67.
وخاف أن يقسِّم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الغنائم وأسلابَ القتلى بين مَنْ قاتل، ولا يُعطي مَن تخلّف عند خيمة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) شيئا، فاختلفوا فيما بينهم حتى سألوا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقالوا: لمَنْ هذه الغنائم؟
فأنزل اللّه: (يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرسول)(1) فرجع الناس وليس لهم في الغنيمة شيء.
ثم أنزل اللّه بعد ذلك: (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن للّه خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل)(2) فقسّم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بينهم، فقال سعد بن أبي وقاص: يا رسول اللّه، أتُعطي فارس القوم الذي يحميهم مثل ما تُعطي الضعيف؟
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ثكلتك أمّك، وهل تُنصرون إلا بضعفائكم؟ ".
قال: " فلم يُخمّس رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ببدر، قسّمه بين أصحابه، ثم استقبل يأخذ الخمس بعد بَدْر، ونزل قوله: (يسئلونك عن الانفال) بعد انقضاء حرب بدر، فقد كتب ذلك في أول السورة، وذكر بعده خروج النبي (صلى الله عليه وآله) الى الحرب "(3).
(122) قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم}(4).
137 ـ قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم) إنها نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) وأبي ذر وسلمان والمقداد(5).
(123) قوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}(6).
138 ـ قيل: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما نظر الى كثرة عدد المشركين وقلّة عدد المسلمين
____________
1- الأنفال، الآية: 1.
2- الانفال، الآية: 41.
3- تفسير القمي، ج1، ص254.
4- الانفال، الآية: 2.
5- تفسير القمي، ج1، ص255.
6- الانفال، الآية: 9.
فمازال يهتف ربّه مادّاً يديه، حتى سقط رداؤه من منكبيه، فأنزل اللّه: (إذ تستغيثون ربكم) الآية(1).
(124) قوله تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن اللّه قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن اللّه رمى وليُبلي المؤمنين منه بلاءً حسناً إن اللّه سميع عليم}(2).
139 ـ عن عمرو بن أبي المقدام، عن علي بن الحسين (عليه السلام)، قال: " ناول رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) قبضة من تراب التي رمى بها في وجوه المشركين، فقال اللّه: (وما رميت إذ رميت ولكن اللّه رمى)(3).
(125) قوله تعالى: {إنّ شر الدواب عند اللّه الصُم البكم الذين لا يعقلون}(4).
140 ـ قال الباقر (عليه السلام): " نزلت الآية في بني عبدالدار، لم يكن أسلم منهم غير مُصعب بن عمير، وحليف لهم يُقال له: سُوَيبط "(5).
(126) قوله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا استجيبوا للّه وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنه اليه تحشرون}(6).
141 ـ عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، والحسين بن سعيد، جميعاً، عن النضر بن سُويد، عن يحيى الحلبي، عن عبداللّه بن مسكان، عن زيد بن الوليد الخثعمي، عن أبي الربيع الشامي، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السلام) عن قول اللّه عزوجل: (يا أيها الذين أمنوا استجيبوا للّه وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
____________
1- مجمع البيان، الطبرسي، ج4، ص807.
2- الأنفال، الآية: 17.
3- تفسير العياشي، ج2، ص52، ح34.
4- الانفال، الآية: 22.
5- مجمع البيان، الطبرسي، ج4، ص818.
6- الانفال، الآية: 24.
(127) قوله تعالى: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الارض تخافون أن يتخطفكم الناس فأواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبـت لعلكم تشكرون}(2).
142 ـ إنها نزلت في قريش خاصة(3).
(128) قوله تعالى: {يا أيّها الذين أمنوا لا تخونوا اللّه والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}(4).
143 ـ عن الباقر والصادق (عليهما السلام) والكلبي والزهري: نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري، وذلك أن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) حاصر يهود قريظة احدى وعشرين ليلة، فسألوا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير على أن يسيروا الى إخوانهم الى أذْرِعات وأريحا من أرض الشام، فأبى أن يعطيهم ذلك رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة، وكان مُناصِحاً لهم، لأن عياله وماله وولده كانت عندهم، فبعثه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فأتاهم، فقالوا: ما ترى يا أبا لُبابة ـ أننزل على حكم سعد بن معاذ؟
فأشار أبو لُبابة بيده الى حَلقِه، أنه الذبح فلا تفعلوا، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فأخبره بذلك، قال أبو لبابة: فواللّه مازالت قَدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت اللّه ورسوله، فنزلت الآية فيه، فلما نزلت شدّ نفسه على سارية من سواري المسجد، وقال: واللّه لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت، أو يتوب اللّه عليّ.
فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً ولا شراباً حتى خرّ مَغشيّاً عليه، ثم تاب اللّه عليه، فقيل له: يا أبا لُبابة، قد تيبَ عليك.
فقال: لا واللّه، لا أحُلُّ نفسي حتى يكون رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) هو الذي يَحلّني.
____________
1- الكافي، الكليني، ج8، ص248، ح349.
2- الانفال، الآية: 26.
3- تفسير القمي، ج1، ص271.
4- الانفال، الآية: 27.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " يُجزيك الثلث أن تَصدّق به "(1).
(129) قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين}(2).
144 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أحدهما (عليه السلام): " أن قريشا اجتمعت فخرج من كل بطن أناس، ثم انطلقوا الى دار الندوة ليتشاوروا فيما يصنعون برسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فاذا هم بشيخ قائم على الباب، فإذا ذهبوا اليه ليدخلوا، قال: ادخلوني معكم.
قالوا: ومن أنتَ، يا شيخ؟
قال: أنا شيخ من بني مُضر، ولي رأي أُشيرُ به عليكم، فدخلوا وجلسوا وتشاوروا وهو جالس، وأجمعوا أمرهم على أن يُخرجوه.
فقال: هذا ليس لكم برأي إن أخرجتموه أجلبَ عليكم الناس فقاتلوكم.
قالوا: صدقتَ ما هذا برأي.
ثم تشاوروا وأجمعوا أمرهم على أن يُوثقوه.
قال: هذا ليس برأي، إن فعلتم هذا ـ ومحمد رجل حُلو اللسان ـ أفسد عليكم أبناءكم وخَدَمَكم، وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه وامرأته.
ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يقتلوه، ويُخرجوا من كل بطن منهم بشاب، فيضربوه بأسيافهم، فأنزل اللّه تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك) الى آخر الآية(3).
____________
1- مجمع البيان، الطبرسي، ج4، ص823.
2- الانفال، الآية: 30.
3- تفسير العياشي، ج2، ص53، ح42.
(130) قوله تعالى: {وإذ قالوا اللّهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وما كان اللّه ليعذبهم وأنت فيهم وما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون}(1).
145 ـ إنها نزلت لما قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لقريش: " إن اللّه بعثني أن أقتل جميع ملوك الدنيا وأجري الملك اليكم، فأجيبوني لما دعوتكم اليه.
تملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، وتكونوا ملوكاً في الجنة ".
فقال أبو جهل: اللّهم إن كان هذا الذي يقول محمد هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، حسداً لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ثم قل: كنا وبنو هاشم كَفَرَسي رهان نحمل إذا حملوا، ونطعن اذا طعنوا، ونوقد اذا أوقدو، فلما استوى بنا وبهم الركب، قال قائل منهم: أنابني.
لا نرضى أن يكون في بني هاشم، ولا يكون في بني مخزوم.
ثم قال: غُفرانك اللّهم، فأنزل اللّه في ذلك: (وما كان اللّه ليعذبهم وأنت فيهم وما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون)، حين قال: غفرانك اللّهم.
فلما همّوا بقتل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وأخرجوه من مكة، قال اللّه: (وما لهم ألا يعذبهم اللّه وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه) يعني قريشاً ما كانوا أولياء مكة (أن أولياؤه إلا المتقون)(2) أنت وأصحابك ـ يا محمد ـ فعذّبهم اللّه بالسيف يوم بدر فقُتِلوا(3).
(131) قوله تعالى: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل اللّه فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}(4).
____________
1- الانفال، الآية: 32 ـ 33.
2- الأنفال، الآية: 34.
3- تفسير القمي، ج1، ص276.
4- الانفال، الآية: 36.
(132) قوله تعالى: {وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك اللّه هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين}(2).
147 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، قال: حدثنا جعفر بن سَلمة الأهوازي، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا العباس بن بكار، عن عبدالواحد بن أبي عمرو، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، قال: " مكتوب على العرش: أنا اللّه لا إله إلا أنا، وحدي لا شريك لي، ومحمد عبدي ورسولي، أيّدته بعلي، فأنزل عزوجل: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) فكان النصر علياً، ودخل مع المؤمنين، فدخل في الوجهين جميعاً "(3).
(133) قوله تعالى: {يا أيها النبي حسبك اللّه ومن اتبعك من المؤمنين}(4).
148 ـ نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو المعني بقوله (المؤمنين) "(5).
(134) قوله تعالى: {الئن خفف اللّه عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين}(6).
149 ـ كان الحُكم في أول النبوة في أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أن الرجل الواحد وجب
____________
1- تفسير القمي، ج1، ص277.
2- الانفال، الآية: 62.
3- الأمالي، الصدوق، ص179، ح3، وكفاية الطالب، ص234.
4- الانفال، الآية: 64.
5- تأويل الآيات، شرف الدين النجفي، ج1، ص196، ح11.
6- الانفال، الآية: 66.