فلما نزلت هذه الآية أنفذ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) جارية اليها للخدمة وسمّاها فِضّة(1).
(176) قوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كُلّ البسط فتقعد ملوماً محسوراً}(2).
199 ـ كان سبب نزولها أن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) كان لا يردّ أحداً يسأله شيئاً عنده، فجاءه رجل فسأله فلم يحضره شيء، فقال: " يكون إن شاء اللّه ".
فقال: يا رسول اللّه، اعطني قميصك، وكان (عليه السلام) لا يردّ أحداً عما عنده، فأعطاه قميصه، فأنزل اللّه (ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط) الآية، فنهاه أن يَبْخَل أو يُسرِف ويقعد محسوراً من الثياب.
قال: فقال الصادق (عليه السلام): " المَحسور: العُريان "(3).
200 ـ روي أنه (عليه السلام) بذل جميع ماله حتى قميصه، وبقي في داره عريانا على حصيره، إذ أتاه بلال وقال: يا رسول اللّه، الصلاة، فنزل: (ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) وأتاه بحُلّة فِردوسية(4).
(177) قوله تعالى: {وما جعلنا الرءيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً}(5).
201 ـ [قال] سهل بن سعد، قال: رأى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بني أمية ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكاً حتى مات، فنزلت هذه الآية(6).
____________
1- المناقب، ابن شهرآشوب، ج3، ص341.
2- الاسراء، الآية: 29.
3- تفسير القمي، ج2، ص18.
4- حلية الابرار، ابن شهرآشوب، ج1، ص156.
5- الاسراء، الآية: 60.
6- العمدة، ابن البطريق، ص453، ح943، وتحفة الابرار، ص188.
(178) قوله تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً}(1).
202 ـ عن عبدالرحمن بن سالم، في قول اللّه: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً)، قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ونحن نرجو أن تجري لمن أحبّ اللّه من عباده المسلمين(2).
(179) قوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الأخرة أعمى وأضلُ سبيلاً}(3).
203 ـ قال ابو عبداللّه (عليه السلام): " (ومن كان في هذه أعمى فهو في الأخرة أعمى وأضل سبيلاً)، قال: نزلت فيمن يُسوّف الحج حتى مات ولم يحج، فعُمي عن فريضة من فرائض اللّه "(4).
(180) قوله تعالى: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً}(5).
204 ـ عن أبي يعقوب، عن أبي عبداللّه (عليه السلام) قال: سألته عن قول اللّه: (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً).
قال: " لما كان يوم الفتح أخرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أصناماً من المسجد، وكان منها صنم على المروة، فطلبت اليه قريش أن يتركه، وكان مُستحياً فهمّ بتركه ثم أمر بكسره، فنزلت هذه الآية "(6).
(181) قوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}(7).
205 ـ عن قتادة، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال لي جابر بن عبداللّه: دخلنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) مكة، وفي البيت وحوله ثلاثمائة وستون صَنماً، فأمر بها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فألقيت كلها على وجوهها، وكان على البيت صنم طويل يقال له هُبَل فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) الى علي (عليه السلام)، وقال له: " يا علي، تركب عليّ أو أركب عليك لألقي هُبل عن
____________
1- الاسراء، الآية: 65.
2- تفسير العياشي، ج2، ص301، ح112.
3- الاسراء، الآية: 72.
4- تفسير القمي، ج2، ص24.
5- الاسراء، الآية: 74.
6- تفسير العياشي، ج2، ص306، ح132.
7- الاسراء، الآية: 81.
قال (عليه السلام): " يا رسول اللّه، بل تركبني ".
قال (عليه السلام): " فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة، فقلت: يا رسول اللّه بل أركبك، فضحك ونزل وطأطأ ظهره واستويت عليه، فوالذي فلقَ الحبّ وبرأ النسمة لو أردت أن أمسِك السماء لمسكتها بيدي، فألقيت هُبَل عن ظهر الكعبة، فأنزل اللّه: (وقل جاء الحق وزهق الباطل). الآية(1).
(182) قوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً * وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث اللّه بشراً رسولاً * قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً}(2).
206 ـ إنها نزلت في عبداللّه بن أبي أمية أخي أم سلمة (رحمة اللّه عليها)، وذلك أنه قال هذا لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بمكة قبل الهجرة، فلما خرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الى فتح مكة استقبله عبداللّه بن أبي أمية فسلّم على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فلم يردّ (عليه السلام)، فأعرض عنه فلم يُجبه بشيء، وكانت أخته أم سلمة مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فدخل عليها فقال: يا أختي، إن رسول اللّه قد قبل اسلام الناس كلّهم، وردّ عليّ إسلامي فليس يقبلني كما قبل غيري.
فلما دخل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الى أم سلمة قالت: بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه سَعِد بك جميع الناس إلا أخي مِن بين قُريش والعرب رَددتَ إسلامه، وقبِلت إسلام الناس كلّهم؟
____________
1- المناقب، ابن شهرآشوب، ج2، ص135.
2- الاسراء، الآية: 90 ـ 95.
قالت أم سلمة: بأبي أنت وأمي ـ يا رسول اللّه ـ ألم تَقُل أن الاسلام يجُبُّ ما كان قبله؟
قال: " نعم "، فقبل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إسلامه(1).
(183) قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً}(2).
207 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السلام): في قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً)، قال: " كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إذا كان بمكة جَهر بصوته، فيعلم بمكانه المشركون، فكانوا يؤذونه، فأنزلت هذه الآية عند ذلك "(3).
سورة الكهف
(184) قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون
____________
1- تفسير القمي، ج2، ص26.
2- الاسراء، الآية: 110.
3- تفسير العياشي، ج2، ص318، ح175.
208 ـ نزلت في سلمان الفارسي، كان عليه كِساء فيه يكون طعامه وهو دِثاره ورداؤه، وكان كساءً من صوف، فدخل عُيينة بن حِصن على النبي (صلى الله عليه وآله) وسلمان عنده، فتأذّى عُيينة بريح كِساء سلمان، وقد كان عَرِق فيه وكان يومئذ شديد الحر، فعرق في الكساء، فقال: يا رسول اللّه، اذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا وحِزبَه من عندك، فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت، فأنزل اللّه: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) وهو عيينة بن حصن بن خذيفة بن بَدر الفَزاري(2).
(185) قوله تعالى: {واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعاً ـ الى قوله تعالى ـ وما كان منتصراً}(3).
209 ـ قوله: (واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعاً) قال: نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار، كما حكى اللّه عزوجل، وفيهما نخل وزرع وماء، وكان له جار فقير، فافتخر الغني على ذلك الفقير، وقال له: (أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً) ثم دخل بستانه وقال: (ما أظن أن تبيد هذه أبداً * وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدنّ خيراً منها منقلباً).
فقال له الفقير: (أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلاً * لكنّا هو اللّه ربي ولا أشرك بربي أحداً) ثم قال الفقير للغني: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه إن ترنِ أنا أقل منك مالاً وولداً).
ثم قال الفقير: (فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حُسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً) أي محترقا (أو يُصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلباً).
فوقع فيها ما قال الفقير في تلك الليلة (فأصبح) الغني، يُقلب كفّيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول: يا ليتني لم أشرك بربي أحداً (ولم تكن له فئة
____________
1- الكهف، الآية: 28.
2- تفسير القمي، ج2، ص34.
3- الكهف، الآية: 32 ـ 43.
(186) قوله تعالى: {واضرب لهم مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلناه من السماء ـ الى قوله تعالى ـ والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيرٌ أملاً}(2).
210 ـ عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ضُريس الكُناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " مرّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) برجل يَغرس غرساً في حائط له فوقف عليه، وقال: ألا أدلّك على غرس أثبت أصلاً وأسرع إيناعاً وأطيب ثمراً وأبقى؟
قال: بلى، فدُلني يا رسول اللّه.
قال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، فإن لك ـ إن قلته ـ بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهن من الباقيات الصالحات ".
قال: " فقال الرجل: إني أشهدك ـ يا رسول اللّه ـ أن حائطي هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين من أهل الصدقة، فأنزل اللّه عزوجل الآيات من القرآن: (فأما من أعطى واتقى * وصدّق بالحُسنى * فسنيسره لليسرى)(3) "(4).
(187) قوله تعالى: {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كُنت متخذ المضلين عضُداً}(5).
211 ـ عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كُنت متخذ المضلين عضُداً).
قال: " إن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال: اللّهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن
____________
1- تفسير القمي، ج2، ص35.
2- الكهف، الآية: 45 ـ 46.
3- الليل، الآية: 5 ـ 7.
4- الكافي، الكليني، ج2، ص367، ح4.
5- الكهف، الآية: 51.
(188) قوله تعالى: {ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق ـ الى قوله تعالى ـ ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبراً}(2).
212 ـ في قوله تعالى (ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق) أي يدفعوه (واتخذوا أياتي وما أنذروا هزواً) الى قوله: (بل لهم موعد) فهو محكم.
قال: وقوله تعالى: (لن يجدوا من دونه موئلا) أي ملجأ: (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً) أي يوم القيامة يدخلون النار، فلما أخبر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قريشاً خبر أصحاب الكهف، قالوا: أخبرنا عن العالم الذي أمر اللّه موسى أن يتّبعه، وما قصته، فأنزل اللّه عزوجل: (واذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حُقُباً) "(3).
(189) قوله تعالى: {ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكراً ـ الى قوله تعالى ـ وكان وعد ربي حقاً}(4).
213 ـ فلما أخبر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بخبر موسى وفتاه والخِضر، قالوا له: فأخبرنا عن طائف طاف المشرق والمغرب، من هو، وما قصته؟ فأنزل اللّه (ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكراً * إنا مكّنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سبباً) "(5).
(190) قوله تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}(6).
214 ـ نزلت في اليهود، وجرت في الخوارج(7).
____________
1- تفسير العياشي، ج2، ص328، ح39.
2- الكهف، الآية: 56 ـ 82.
3- تفسير القمي، ج2، ص37.
4- الكهف، الآية: 83 ـ 98.
5- تفسير القمي، ج2، ص40.
6- الكهف، الآية: 103 ـ 104.
7- تفسير القمي، ج2، ص46.
قال: " كفرة أهل الكتاب، اليهود والنصارى، وقد كانوا على الحق، فابتدعوا في أديانهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً "(1).
(191) قوله تعالى: {إنّ الّذين أمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنت الفردوس نُزلاً}(2).
216 ـ حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبداللّه بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عليه السلام)، في قوله: (خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً)(3)،قال: " خالدين فيها لا يخرجون منها " و (لا يبغون عنها حولاً)، قال: " لا يريدون بها بَدلاً ".
قلت: قوله: (ان الذين أمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنت الفردوس نزلاً)، قال: " نزلت في أبي ذر، وسلمان الفارسي، والمقداد، وعمار بن ياسر، جعل اللّه لهم جنات الفردوس نزلاً، أي مأوى ومنزلاً "(4).
سورة مريم
(192) قوله تعالى: {أفرءيت الذي كفر بأياتنا وقال لأُوتين مالاً وولداً ـ الى قوله تعالى ـ
____________
1- الاحتجاج، الطبرسي، ج1، ص260.
2- الكهف، الآية: 107.
3- الكهف، الآية: 108.
4- تفسير القمي، ج2، ص46.
217 ـ في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله تعالى: (أفرءيت الذي كفر بأياتنا وقال لأُوتين مالاً وولداً).
قال: " وذلك أن العاص بن وائل القرشي ثم السهمي، وهو أحد المستهزئين، وكان لخباب بن الأرتّ على العاص بن وائل حق، فأتاه يتقاضاه، فقال له العاص: ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب والفضة والحرير؟
قال: بلى، قال: فموعد بيني وبينك الجنة، فواللّه لأوتين فيها خيراً مما أوتيت في الدنيا: يقول اللّه (أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً * كلا سنكتب ما يقول ونمدُ له من العذاب مدّاً * ونرثه ما يقول ويأتينا فرداً * واتخذوا من دون اللّه ألهة ليكونوا لهم عزاً * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً)، والضد: القرين الذي يقرن به "(2).
(193) قوله تعالى: {وقالوا اتّخذ الرحمن ولداً ـ الى قوله تعالى ـ إنّ الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدّاً}(3).
218 ـ حدثنا جعفر بن أحمد بن عبداللّه بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السلام): قوله: (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً).
قال: " هذا حيث قالت قريش: إن للّه ولداً، وإن الملائكة إناث، فقال اللّه تبارك وتعالى ردّاً عليهم: (لقد جئتم شيئاً إدّاً) أي ظلماً.
(تكاد السموات يتفطرن منه)، يعني مما قالوا ومما رموه.
(وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً) مما قالوا (أن دعوا للرحمن ولداً) فقال اللّه تبارك وتعالى: (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً * إن كل من في السموات والارض إلا أتي
____________
1- مريم، الآية: 77 ـ 83.
2- تفسير القمي، ج2، ص54.
3- مريم، الآية: 88 ـ 96.
219 ـ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عون بن سَلاّم، عن بشر بن عمارة الخثعمي، عن أبي رَوق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية في علي (عليه السلام): (إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدّاً)، قال: محبّة في قلوب المؤمنين(2).
220 ـ قال الصادق (عليه السلام): " كان سبب نزول هذه الآية، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان جالساً بين يدي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فقال له: قل ـ يا علي ـ اللّهم اجعل لي في قلوب المؤمنين وُدّاً، فأنزل اللّه: (ان الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً) "(3).
221 ـ مرفوعاً الى عبداللّه بن العباس (رحمه الله)، قال: نزلت هذه الآية في أمير المومنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً) قال: محبّة في قلوب المؤمنين(4).
سورة طه
(194) قوله تعالى: {طه * ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى}(5).
222 ـ روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يرفع احدى رجليه في الصلاة ليزيد تَعَبه، فأنزل اللّه
____________
1- تفسير القمي، ج2، ص57.
2- تأويل الآيات، ج1، ص308، ح17، والدر المنثور، السيوطي، ج5، ص544.
3- تفسير القمي، ج2، ص56، ونحوه في تذكرة الخواص، سبط ابن الجوزي، ص17.
4- خصائص الأئمة، السيد الرضي، ص71.
5- طه، الآية: 1 ـ 3.
(195) قوله تعالى: {ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يُقضى اليك وحيه وقل رب زدني علماً}(2).
223 ـ كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) اذا نزل عليه القرآن بادَرَ بقراءته قبل نزول تمام الآية والمعنى، فأنزل اللّه: (ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يُقضى اليك وحيه) أي يُفرغ من قراءته (وقل رب زدني علماً) "(3).
(196) قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس أبى}(4).
224 ـ عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عمن أخبره، عن علي بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: " لما رأى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) تيماً وعَدِياً وبني أمية يركبون منبره، أفظعه، فأنزل اللّه تعالى قرآنا يتأسّى به: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس أبى) ثم أوحى اليه: يا محمد، إني أمرت فلم أُطع، فلا تجزع أنت اذا أمرتَ فلم تُطع في وصيِّك "(5).
(197) قوله تعالى: {وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها}(6).
225 ـ حدثنا عبدالعزيز بن يحيى، عن محمد بن عبدالرحمن بن سلام، عن أحمد بن عبداللّه بن عيسى بن مصقلة القمي، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه علي بن الحسين (عليه السلام) في قول اللّه عزوجل: (وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها).
قال: نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يأتي باب فاطمة (عليها السلام) كل سحرة، فيقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته، الصلاة
____________
1- مجمع البيان، الطبرسي، ج7، ص4.
2- طه، الآية: 114.
3- تفسير القمي، ج2، ص65.
4- طه، الآية: 116.
5- الكافي، الكليني، ج1، ص353، ح73.
6- طه، الآية: 132.
سورة الحج
(198) قوله تعالى: {ومنكم من يُتوفى ومنكم من يُرد إلى أرذل العمر ـ الى قوله تعالى ـ ثاني عطفه ليُضل عن سبيل اللّه}(3).
226 ـ ثم ضرب اللّه للبعث والنشور مثلاً، فقال: (وترى الأرض هامدة) أي يابسة ميتة (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) أي حسن (ذلك بأن اللّه هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير * وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور).
وقوله: (ومن الناس من يجادل في اللّه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير).
قال: نزلت في أبي جهل (ثاني عطفه) قال: تولى عن الحق (ليضل عن سبيل اللّه) قال: عن طريق اللّه والايمان(4).
(199) قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد اللّه على حرف ـ الى قوله تعالى ـ ذلك هو الضلال البعيد}(5).
227 ـ حدثني أبي، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، عن حماد، عن ابن الطيّار، عن أبي عبداللّه (عليه السلام)، قال: (نزلت هذه الآية في قوم وحّدوا اللّه، وخلعوا عِبادة من
____________
1- الاحزاب، الآية: 33.
2- تأويل الآيات، ج1، ص322، ح22.
3- الحج، الآية: 5 ـ 9.
4- تفسير القمي، ج2، ص79.
5- الحج، الآية: 11 ـ 12.
(200) قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}(2).
228 ـ عن ابراهيم بن عبداللّه بن مسلم، عن حجاج بن المِنْهال، بإسناده عن قيس بن سعد بن عبادة، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أنّه قال: " أنا أول من يَجثو للخصومة بين يدي الرحمن "، وقال قيس: وفيهم نزلت: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) وهم الذين تبارزوا يوم بدر، علي (عليه السلام) وحمزة وعبيدة، وشيبة وعتبة والوليد(3).
229 ـ عن مسلم والبخاري ـ في حديث ـ في قوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) نزلت في علي، وحمزة، وعبيدة بن الحارث الذين بارزوا المشركين يوم بدر: عُتبة وشَيْبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة(4).
(201) قوله تعالى: {ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل اللّه والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد}(5).
____________
1- تفسير القمي، ج2، ص79.
2- الحج، الآية: 19.
3- تأويل الآيات، ج1، ص334، ح3.
4- كشف الغمة، الأربلي، ج1، ص313، وصحيح مسلم، ج4، ص2323، ح3033، وصحيح البخاري، ج6، ص181، ح264.
5- الحج، الآية: 25.