قال: فوضعوا أصابعهم في آذانهم، وخرجوا هُرّاباً، وهم يقولون ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة، ان هذا الا اختلاق.
فأنزل الله تعالى في قولهم: (ص والقرءان ذي الذكر) الى قوله تعالى: (إلا اختلاق)(1).
307 ـ قوله: (كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص) أي ليس هو وقت مفرّ، وقوله: (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم)، قال: نزلت بمكة، لما أظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الدعوة بمكة اجتمعت قريش الى أبي طالب، فقالوا: يا أبا طالب، ان ابن أخيك قد سفّه أحلامنا، وسبّ آلهتنا، وأفسد شبّاننا، وفرّق جماعتنا، فان كان الذي يحمله على ذلك العَدَم ; حملنا له مالا حتى يكون أغنى رجل في قريش، ونملّكه علينا.
فأخبر أبو طالب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، فقال: " لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي ما أردته، ولكن يعطونني كلمة يملكون بها العرب، ويدين لهم بها العجم، ويكونون ملوكاً في الاخرة ".
فقال لهم أبو طالب ذلك، فقالوا: نعم، وعشر كلمات.
فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): " تشهدون أن لا اله الا الله، وأني رسول الله ".
فقالوا: نَدَع ثلاث مائة وستين الهاً، ونعبد الهاً واحداً؟!
فأنزل الله تعالى: (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذّاب * أجعل الألهة إلهاً واحداً) الى قوله (إلا اختلاق)، أي تخليط (ءأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري)(2). الى قوله: (من الأحزاب)(3) يعني الذين تحزبوا يوم
____________
1- الكافي، الكليني، ج2، ص474، ح5.
2- ص، الآية: 8.
3- ص، الآية: 11.
(264) قوله تعالى: {أم نجعل الذين أمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}(2)
308 ـ عن تفسير أبي يوسف الفسوي، وقبيصة بن عقبة، عن الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله تعالى: (أم نجعل الذين أمنوا وعملوا الصالحات) الآية، نزلت في علي، وحمزة، وعبيدة (كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) عتبة، وشيبة، والوليد(3).
سورة الزمر
(265) قوله تعالى: {أمّن هو قانت ءاناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الأخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكر أولوا الألباب}(4).
309 ـ عن النيسابوري في (روضة الواعظين)، أنه قال عروة بن الزبير: سَمِع بعض التابعين أنس بن مالك يقول: نزلت في علي (عليه السلام): (أمّن هو قانت ءاناء الليل ساجداً وقائماً) الآية، قال الرجل: فأتيت علياً (عليه السلام) وقت المغرب فوجدته يصلي ويقرأ القران الى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوءه، وخرج الى المسجد، وصلى بالناس صلاة الفجر، ثم قعد في التعقيب الى أن طلعت الشمس، ثم قصده الناس فجعل يقضي بينهم الى أن قام الى صلاة الظهر، فجدد الوضوء، ثم صلى بأصحابه الظهر، ثم قعد في التعقيب
____________
1- تفسير القمي، ج2، ص 228.
2- ص، الآية: 28.
3- المناقب، ابن شهر اشوب، ج3، ص118.
4- الزمر، الآية: 9.
(266) قوله تعالى: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}(2)
310 ـ نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام)(3).
311 ـ عن الواحدي في (أسباب النزول) و (الوسيط)، قال عطاء في قوله تعالى: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه): نزلت في علي (عليه السلام) وحمزة (فويل للقاسية قلوبهم) في أبي جهل وولده(4).
(267) قوله تعالى: {إنّك ميت وإنّهم ميتون}(5)
312 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما نزلت هذه الآية (إنّك ميت وإنّهم ميتون)، قلت: يارب أيموت الخلائق كلهم ويبقى الانبياء؟
فنزلت: (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون)(6) "(7).
(268) قوله تعالى: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم}(8)
313 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن ادريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن فضال، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " لا يعذر الله أحداً يوم القيامة بأن يقول: يارب، لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة، وفي ولد فاطمة (عليهم السلام) أنزل الله هذه الآية خاصة: (يا عبادي الذين
____________
1- المناقب، ابن شهر اشوب، ج2، ص124.
2- الزمر، الآية: 22.
3- تفسير القمي، ج2، ص 248.
4- المناقب، ابن شهر اشوب، ج3، ص 80.
5- الزمر، الآية: 30.
6- العنكبوت، الآية: 57.
7- عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ابن بابويه، ج2، ص32، ح51.
8- الزمر، الآية: 53.
(269) قوله تعالى: {أن تقول نفس يا حسرتي على مافرطت في جنب الله}(2)
314 ـ محمد بن ابراهيم المعروف بابن زينب النعماني، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب، قال: حدثني أبي، قال: حدثني علي بن هاشم، والحسن بن السكن، قال: حدثني عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرني أبي، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل اليمن، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " جاءكم أهل اليمن يَبُسّون بَسيساً ".
فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " قوم رقيقة قلوبهم، راسخ ايمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفاً، ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك ".
فقالوا: يا رسول الله ومن وصيك؟
فقال: " هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)(3).
فقالوا: يارسول الله بّين لنا ما هذا الحبل؟
فقال: " هو قول الله: (إلا بحبل من الله وحبل من الناس)(4)، فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي ".
فقالوا: يا رسول الله، من وصيك؟
فقال: " هو الذي أنزل الله فيه: (أن تقول نفس ياحسرتي على مافرطت في جنب
____________
1- تأويل الآيات، ج2، ص518، ح21.
2- الزمر، الآية: 56.
3- آل عمران، الآية: 103.
4- آل عمران، الآية: 112.
فقالوا: يارسول الله، وما جنب الله هذا؟
فقال: " هو الذي يقول الله فيه: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا)(1) هو وصيي، والسبيل الي من بعدي ".
فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق أرناه، فقد اشتقنا اليه، فقال: " هو الذي جعله الله آية للمتوسمين، فان نظرتم اليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ; عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت اليه قلوبكم فانه هو، لان الله عز وجل يقول في كتابه: (فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم)(2) اليه والى ذريته ".
قال: فقام أبو عامر الاشعري، في الاشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان وعثمان بن قيس وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الاصلع البطين، وقالوا: الى هذا أهوت أفئدتنا، يارسول الله.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أنتم نخبة الله حين عرفتم وصيي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟ ".
فرفعوا أصواتهم يبكون، وقالوا: يا رسول الله، نظرنا الى القوم فلم تَحِنَّ لهم (قلوبنا)، ولمّا رأيناه وجفت قلوبنا ثم اطمئنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وتبلجت صدورنا حتى كأنه لنا أب، ونحن له بنون.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)(3) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعدون ".
قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمل
____________
1- الفرقان، الآية: 27.
2- ابراهيم، الآية: 37.
3- آل عمران، الآية: 7.
(270) قوله تعالى: {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيّها الجاهلون}(2)
315 ـ الطبري والواحدي بإسنادهما، عن السدي، وروى ابن بابويه في كتاب (النبوة)، عن زين العابدين (عليه السلام): " أنه اجتمعت قريش الى أبي طالب ورسول الله (صلى الله عليه وآله) عنده، فقالوا: نسألك عن ابن أخيك النصف منه.
قال: وما النصف منه؟
قالوا: يكُفّ عنا ونكفّ عنه، فلا يكلمنا ولانكلمه، ولا يقاتلنا ولا نقاتله، ألا ان هذه الدعوة قد باعدت بين القلوب، وزرعت الشحناء، وأنبتت البغضاء، فقال: يابن أخي، أسمعت؟
قال: ياعم لو أنصفني بنو عمي لاجابوا دعوتي وقبلوا نصيحتي، ان الله تعالى أمرني أن أدعو الى الحنيفية ملة ابراهيم، فمن أجابني فله عند الله الرضوان، والخلود في الجنان، ومن عصاني قاتلته حتى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين.
فقالوا: قل له أن يكفّ عن شتم الهتنا فلا يذكرها بسوء.
فنزل: (قل أفغير الله تأمروني أعبد أ يّها الجاهلون)(3).
(271) قوله تعالى: {ولقد أوحي اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}(4).
316 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن القاسم، عن عبيد بن مسلم، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن الحسن بن اسماعيل الافطس، عن أبي موسى المشرقاني، قال: كنت عنده وحضره قوم من الكوفيين، فسألوه عن قول الله عز وجل:
____________
1- غيبة النعماني، ص39، ح1.
2- الزمر،الآية:64 3- المناقب، ابن شهر اشوب، ج1، ص59.
4- الزمر، الآية: 65.
سورة غافر
(272) قوله تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين أمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من أبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنّك أنت العزيز الحكيم}(3).
317 ـ حدثنا علي بن عبد الله بن أسد، باسناده يرفعه الى أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " قال علي (عليه السلام): لقد مكثت الملائكة سبع سنين وأشهراً لا يستغفرون الا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولي، وفينا نزلت هذه الآية [والتي بعدها] (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين أمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات
____________
1- المائدة، الآية: 67.
2- تأويل الآيات، ج2، ص522، ح32.
3- غافر، الآية: 7ـ8.
فقال علي (عليه السلام): سبحان الله، أما من آبائنا ابراهيم واسماعيل؟ أليس هؤلاء آباؤنا؟ "(1).
(273) قوله تعالى: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم}(2).
318 ـ حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " كان خازن فرعون مؤمناً بموسى، قد كتم ايمانه ستمائة سنة، وهو الذي قال الله تعالى: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) "(3).
____________
1- تأويل الآيات، ج2، ص527،ح2.
2- غافر، الآية: 28.
3- تفسير القمي، ج2، ص 137.
سورة الشورى
(274) قوله تعالى: {أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير * وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أُنيب}(1).
319 ـ من كتاب العلوي البصري أن جماعة من اليمن أتوا الى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: نحن بقايا الملك المقدّم من آل نوح، وكان لنبينا وصي اسمه سام، وأخبر في كتابه: ان لكل نبي معجزة، وله وصي يقوم مقامه ; فمن وصيك؟
فأشار بيده نحو علي (عليه السلام)، فقالوا: يامحمد، ان سألنا أن يرينا سام بن نوح، فيفعل؟
فقال (صلى الله عليه وآله): " نعم، باذن الله " وقال: " ياعلي، قم معهم الى داخل المسجد فصلّ ركعتين، واضرب برجلك الارض عند المحراب ".
فذهب علي، وبأيديهم صحف، الى أن بلغ محراب رسول الله (صلى الله عليه وآله) داخل المسجد، فصل ركعتين، ثم قام فضرب برجله على الارض فانشقت الارض وظهر لحد وتابوت، فقام من التابوت شيخ يتلألأ وجهه مثل القمر ليلة البدر، وينفض التراب من رأسه، وله لحية الى سرّته، وصلى علي (عليه السلام)، وقال: أشهد أن لا اله الا الله، وأن محمداً رسول الله، سيد المرسلين، وأنك علي وصي محمد، سيد الوصيين، أنا سام بن نوح.
فنشروا اولئك صحفهم، فوجدوه كما وصفوه في الصحف، ثم قالوا: نريد أن يقرأ من صحفه سورة.
فأخذ في قراءته حتى تمم السورة، ثم سلّم على علي، ونام كما كان، فانضمت الارض، وقالوا بأسرهم: ان الدين عند الله الاسلام.
وامنوا، فأنزل الله تعالى: (أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى) الى قوله: (أنيب)(2).
____________
1- الشورى، الآية: 9ـ10.
2- المناقب، ابن شهر اشوب، ج2، ص339.
(275) قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجراً الا المودة في القربى}(1).
320 ـ عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن اسماعيل بن عبد الخالق، قال: سمعت أبا عبد الله (صلى الله عليه وآله) يقول لابي جعفر الاحول، وأنا أسمع: " أتيت البصرة؟ " فقال: نعم.
قال: " كيف رأيت مسارعة الناس الى هذا الامر، ودخولهم فيه؟ " فقال: والله انهم لقليل، وقد فعلوا، وان ذلك لقليل.
فقال: " عليك بالاحداث، فانهم أسرع الى كل خير ".
ثم قال: " ما يقول أهل البصرة في هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجراً الا المودة في القربى)؟ " قلت: جعلت فداك، انهم يقولون: [انها] لاقارب رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال: " كذبوا، انما نزلت فينا خاصة، في أهل البيت، في علي وفاطمة والحسن والحسين، أصحاب الكساء (عليهم السلام) "(2).
(276) قوله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}(3).
321 ـ حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب، وجعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنهما)، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من أهل العراق (الى قوله) ثم قال أبو الحسن (عليه السلام): " حدثني أبي عن
____________
1- الشورى، الآية: 23.
2- الكافي، الكليني، ج8، ص93، ح66.
3- الشورى، الآية: 25.
فقال المنافقون: ما حمل رسول الله على ترك ماعرضنا عليه الا ليحثنا على قرابته [من بعده]، ان هو الا شيء افتراه في مجلسه.
فكان ذلك من قولهم عظيماً، فأنزل الله عز وجل: (أم يقولون افتراه قل ان افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم)(1)، فبعث اليهم النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: هل من حدث؟
فقالوا: اي والله، قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه.
فتلا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) [الآية]، فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله عز وجل: (هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) "(2).
____________
1- الاحقاف، الآية: 8.
2- عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ابن بابويه، ج1، ص233، ح1.
سورة الزخرف
(277) قوله تعالى: {ستكتب شهادتهم ويسئلون}(1)
322 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي، عن ابراهيم بن اسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد، عن عمرو بن شمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر وعمر وعلياً (عليه السلام) أن يمضوا الى الكهف والرقيم، فيسبغ أبو بكر الوضوء ويصف قدميه ويصلي ركعتين، وينادي ثلاثاً، فان أجابوه والا فليقل مثل ذلك عمر، فان أجابوه والا فليقل مثل ذلك علي (عليه السلام)، فمضوا وفعلوا ما أمرهم به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يجيبوا أبا بكر ولاعمر، فقام علي (عليه السلام) وفعل ذلك فأجابوه، وقالوا: لبيك لبيك ثلاثاً، فقال لهم: ما لكم لم تجيبوا الاول والثاني، وأجبتم الثالث؟
فقالوا: انا أمرنا ألا نجيب الا نبياً أو وصي نبي.
ثم انصرفوا الى النبي (صلى الله عليه وآله)، فسألهم ما فعلوا؟
فأخبروه، فأخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) صحيفة حمراء، وقال لهم: اكتبوا شهادتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم وسمعتم، فأنزل الله عز وجل: (ستكتب شهادتهم ويسئلون) يوم القيامة "(2).
323 ـ حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن خلف، عن حماد بن عيسى، عن أبي بصير، قال: ذكر أبو جعفر (عليه السلام) الكتاب الذي تعاقدوا عليه في الكعبة وأشهدوا فيه وختموا عليه بخواتيمهم فقال: " يا [أبا] محمد، ان الله أخبر نبيه بما يصنعونه قبل أن يكتبوه، وأنزل الله فيه كتاباً ". قلت: وأنزل فيه كتاباً؟
____________
1- الزخرف، الآية: 19.
2- تأويل الآيات، ج2، ص553،ح7.
(278) قوله تعالى: {وقالوا لولا نزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم}(2).
324 ـ حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام): " انه عروة بن مسعود الثقفي، وكان عاقلا لبيباً، وهو الذي أنزل الله تعالى فيه: (وقالوا لولا نزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم) "(3).
(279) قوله تعالى: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون}(4).
325 ـ حدثنا علي بن عبد الله، عن ابراهيم بن محمد، عن علي بن هلال، عن محمد بن الربيع، قال: قرأت على يوسف الازرق حتى انتهيت في الزخرف [الى قوله تعالى:] (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون)، قال: يامحمد، أمسك، فأمسكت، فقال يوسف: قرأت على الاعمش، فلما انتهيت الى هذه الآية قال: يايوسف، أتدري فيمن نزلت؟
قلت: الله أعلم.
قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، (فإما نذهبن بك فإنا منهم) بعلي (منتقمون) محيت والله من القرآن، واختلست والله من القرآن(5).
(280) قوله تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنّك على صراط مستقيم}(6).
326 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا علي بن عبد الله، عن ابراهيم بن محمد، عن علي بن هلال، عن الحسن بن وهب، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قول الله عز وجل: (فاستمسك بالذي أوحي إليك) قال: " في علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(7).
____________
1- تأويل الآيات، ج2، ص555، ح9.
2- الزخرف، الآية: 31.
3- تفسير القمي، ج2، ص 310.
4- الزخرف، الآية: 41.
5- تأويل الآيات، ج2، ص560، ح20.
6- الزخرف، الآية: 43.
7- تأويل الآيات، ج2، ص560، ح21.