الصفحة 224

سورة الجن


(340) قوله تعالى: {قل اني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً * قل إنّي لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً * إلا بلاغاً من الله ورسالاته}(1).

399 ـ محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام)، قال: قلت: قوله: (انّا لمّا سمعنا الهدى أمنا به)(2) قال: " الهدى، الولاية، امنا بمولانا فمن امن بولاية مولاه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً ".

قلت: تنزيل؟

قال: " لا، تأويل ".

قلت: قوله (لا أملك لكم ضراً ولا رشداً) قال: " ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا الناس الى ولاية علي (عليه السلام)، فاجتمعت اليه قريش، فقالوا: يامحمد، أعفنا من هذا، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا الى الله ليس الي.

فاتهموه وخرجوا من عنده، فأنزل الله: (قل إنّي لا أملك لكم ضراً ولا رشداً * قل انّي لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً * إلا بلاغاً من الله ورسالاته) في علي ".

قلت: هذا تنزيل؟

قال: " نعم، ثم قال توكيداً: (ومن يعص الله ورسوله) في ولاية علي (فان له نار جهنم خالدين فيها أبداً) ".

____________

1- الجن، الآية: 21-23.

2- الجن، الآية: 13.


الصفحة 225
قلت: " (حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقل عدداً)(1): " يعني بذلك القائم (عليه السلام) وأنصاره "(2).



سورة المزمل


(341) قوله تعالى: {ان ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ماتيسر من القرءان}(3).

400 ـ وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله تعالى: (ان ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه): " ففعل النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك، وبشّر الناس به، فاشتد ذلك عليهم ".

وقوله: (علم أن لن تحصوه) وكان الرجل يقوم ولا يدري متى ينتصف الليل، ومتى يكون الثلثان، وكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة أن لا يحفظه، فأنزل الله: (ان ربك يعلم أنك تقوم) الى قوله: (علم أن لن تحصوه) يقول: متى يكون النصف، والثلث، نسخت هذه الآية: (فاقرءوا ماتيسر من القرءان) واعلموا أنه لم يأت نبي قط الا خلا بصلاة الليل، ولا جاء نبي قط بصلاة الليل في أول الليل.

قوله: (فكيف تتقون ان كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً)(4) يقول: كيف أن كفرتم

____________

1- الجن، الآية: 24.

2- الكافي، ج1، ص359، ح91.

3- المزمل، الآية: 20.

4- المزمل، الآية: 17.


الصفحة 226
تتقون ذلك اليوم الذي يجعل الولدان شيباً؟(1).



سورة المدثر


(342) قوله تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيداً * وجعلت له مالا ممدوداً * وبنين شهوداً * ومهدت له تمهيداً * ثم يطمع أن أزيد * كلا انه كان لأياتنا عنيداً * سأرهقه صعوداً}(2).

401 ـ انها نزلت في الوليد بن المغيرة، وكان شيخاً كبيراً مجرباً من دهاة العرب، وكان من المستهزئين برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقعد في الحجرة ويقرأ القران، فاجتمعت قريش الى الوليد بن المغيرة، فقالوا: يا أبا عبد شمس، ما هذا الذي يقول محمد، أشعر هو أم كهانة أم خطب؟

فقال: دعوني أسمع كلامه.

فدنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يامحمد، أنشدني من شعرك.

قال: " ماهو شعر، ولكن كلام الله الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه ورسله ".

فقال: اتل علي منه شيئاً، فقرأ عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حم السجدة، فلما بلغ قوله (فإن أعرضوا) يامحمد، يعني قريشاً (فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود)(3) فاقشعر الوليد، وقامت كل شعرة على رأسه ولحيته، ومر الى بيته، ولم يرجع الى قريش من ذلك

____________

1- تفسير القمي، ج2، ص 392.

2- المدثر، الآية: 11-17.

3- فصلت، الآية: 13.


الصفحة 227
فمشوا الى أبي جهل، فقالوا: يا أبا الحكم، ان أبا عبد شمس صبا الى دين محمد، أما تراه لم يرجع الينا؟

فغدا أبو جهل الى الوليد، فقال (له): ياعم، نكست رؤوسنا وفضحتنا، وأشمتّ بنا عدوّنا، وصبوت الى دين محمد! فقال: ماصبوت الى دينه، ولكني سمعت (منه) كلاماً صعباً تقشعر منه الجلود.

فقال له ابو جهل: أخطب هو؟

قال: لا، ان الخطب كلام متصل، وهذا الكلام منثور، ولا يشبه بعضه بعضاً، قال: فشعر هو؟

قال: لا، أما اني قد سمعت أشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر، قال: فما هو؟

قال: دعني أفكر فيه.

فلما كان من الغد قالوا له: يا أبا عبد شمس، ماتقول فيما قلنا؟

قال: قولوا هو سحر، فانه اخذ بقلوب الناس.

فأنزل الله عز وجل على رسوله في ذلك: (ذرني ومن خلقت وحيداً) وانما سمي وحيداً لانه قال لقريش: اني أتوحد بكسوة الكعبة سنة، وعليكم بجماعتكم سنة.

وكان له مال كثير وحدائق، وكان له عشر بنين بمكة، وكان له عشرة عبيد، عند كل عبد ألف دينار يتجر بها، وملك القنطار في ذلك الزمان، ويقال: ان القنطار جلد ثور مملوء ذهباً، فأنزل الله عزو وجل (ذرني ومن خلقت وحيداً) الى قوله تعالى: (صعوداً)(1).

____________

1- تفسير القمي، ج2، ص 393.


الصفحة 228

سورة القيامة


(343) قوله تعالى: {فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى * ثم ذهب الى أهله يتمطى * أولى لك فأولى})(1).

402 ـ انه كان سبب نزولها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا الى بيعة علي (عليه السلام) يوم غدير خم، فلما بلغ الناس وأخبرهم في علي (عليه السلام) ما أراد الله أن يخبرهم به، رجع الناس، فاتكأ معاوية على المغيرة بن شعبة وأبي موسى الاشعري، ثم أقبل يتمطى نحو أهله، ويقول: والله لانقر لعلي بالولاية أبداً، ولا نصدق محمداً مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره (فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى * ثم ذهب الى أهله يتمطى * أولى لك فأولى) العبد الفاسق، فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر وهو يريد البراءة منه، فأنزل الله عز وجل (لا تحرك به لسانك لتعجل به)(2) فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يسمه.

403 ـ قال الباقر (عليه السلام): " قام ابن هند وتمطى [وخرج] مغضباً، واضعاً يمينه على عبد الله بن قيس الاشعري، ويساره على المغيرة بن شعبة، وهو يقول: والله لا نصدق محمداً على مقالته، ولانقر علياً بولايته، فنزل: (فلا صدق ولا صلى) الآيات، فهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يرده فيقتله، فقال له جبرئيل (عليه السلام): (لاتحرك به لسانك لتعجل به)(3)فسكت عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) "(4).

____________

1- القيامة، الآية: 31-34.

2- القيامة، الآية: 16.

3- القيامة، الآية: 16.

4- تفسير القمي، ج2، ص 397.


الصفحة 229

سورة الدهر


(344) قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً * إنّا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقهم اللّه شرَّ ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنّة وحريراً * متكئين فيها على الآرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً * ودانية عليهم ظلالها وذُللت قطوفها تذليلاً * ويطاف عليهم بأنية من فضة وأكواب كانت قواريرا * قواريرا من فضة قدّروها تقديرا * ويُسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً * عيناً فيها تُسمى سلسبيلا * ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثوراً * وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً ومُلكاً كبيراً * عليهم ثياب سندس خُضر وإستبرق وحُلّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً * إنّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً}(1).

404 ـ حدثني أبي، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " كان عند فاطمة (عليها السلام) شعير، فجعلوه عصيدة، فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين، فقال المسكين: رحمكم الله، أطعمونا مما رزقكم الله، فقام علي (عليه السلام) وأعطاه ثلثها، فلم يلبث أن جاء يتيم، فقال اليتيم: رحمكم الله، أطعمونا مما رزقكم الله، فقام علي (عليه السلام) وأعطاه الثلث الثاني، ثم جاء أسير، فقال الاسير: رحمكم الله، أطعمونا مما رزقكم الله، فقام علي (عليه السلام) وأعطاه الثلث الباقي، وما ذاقوها، فأنزل الله [فيهم] هذه الآية (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) الى قوله تعالى (وكان سعيكم مشكوراً)(2) في أمير المؤمنون (عليه السلام)، وهي جارية في كل مؤمن فعل مثل ذلك لله عز وجل بنشاط فيه "(3).

____________

1- الدهر، الآية: 8-22.

2- الدهر، الآية: 8-22.

3- تفسير القمي، ج2، ص 398.


الصفحة 230

سورة النبأ


(345) قوله تعالى: {عم يتساءلون * عن النبإ العظيم * الذي هم فيه مختلفون * كلا سيعلمون}(1).

405 ـ مارواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر، في تفسير قوله تعالى: (عم يتساءلون * عن النبإ العظيم * الذي هم فيه مختلفون) يرفعه الى السدي، قال: أقبل صخر بن حرب حتى جلس الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يامحمد، هذا الامر من بعدك لنا أم لمن؟

قال: " ياصخر، الامرة من بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى ".

فأنزل الله: (عم يتساءلون * عن النبإ العظيم) منهم المصدق بولايته وخلافته، ومنهم المكذب بها، ثم قال: (كلا) وهو ردّ عليهم (سيعلمون) سيعرفون خلافته اذ يسألون عنها في قبورهم، فلا يبقى يومئذ أحد في شرق الارض ولا غربها، ولا في بر ولا بحر، الا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين وخلافته بعد الموت، يقولان للميت: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ومن امامك؟(2).

____________

1- النبأ، الآية: 1-4.

2- اليقين، ص151.


الصفحة 231

سورة عبس


(346) قوله تعالى: {عبس وتولى * أن جاءه الاعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهّى})(1).

406 ـ نزلت في عثمان وابن أم مكتوم، وكان ابن أم مكتوم مؤذناً لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان أعمى، فجاء الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده أصحابه، وعثمان عنده، فقدّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولّى عنه، فأنزل الله: (عبس وتولى) [يعني عثمان] (أن جاءه الاعمى * وما يدريك لعله يزكى) أي يكون طاهراً زكيّاً (أو يذكر) قال: يذكره رسول الله (صلى الله عليه وآله) (فتنفعه الذكرى).

ثم خاطب عثمان، فقال: (أما من استغنى * فأنت له تصدى)، قال: أنت إذا جاءك غني تتصدى له وترفعه: (وما عليك ألا يزكى) أي لا تبالي زكياً كان أو غير زكي، إذا كان غنياً (وأما من جاءك يسعى) يعني ابن أم مكتوم (وهو يخشى * فأنت عنه تلهى) أي تلهو ولا تلتفت اليه.

407 ـ روي عن الصادق (عليه السلام): أنها نزلت في رجل من بني أمية، كان عند النبي (عليه السلام) فجاء ابن أم مكتوم، فلما راه تقذر منه وعبس وجهه وجمع نفسه، وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك عنه وأنكره عليه "(2).

____________

1- عبس، الآية: 1-10.

2- مجمع البيان، الطبرسي، ج10، ص664.


الصفحة 232

سورة المطففين


(347) قوله تعالى: {ويل للمطففين}(1)

408 ـ وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " نزلت على نبي الله حين قدم المدينة، وهم يومئذ أسوأ الناس كيلا، فأحسنوا الكيل، وأما الويل فبلغنا ـ والله أعلم ـ انه بئر في جهنم "(2).

(348) قوله تعالى: {إنّ الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا الى أهلهم انقلبوا فَكهين * وإذا رأوهم قالوا إنّ هؤلاء لضالون * وما أرسلوا عليهم حافظين * فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون * على الآرائك يَنظرون * هل ثُوِّبَ الكفّار ما كانوا يفعلون}(3).

409 ـ محمد بن العباس: عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي، عن علي (عليه السلام)، أنه كان ـ يمر بالنفر من قريش فيقولون: انظروا الى هذا الذي اصطفاه محمد، واختاره من بين أهله! ويتغامزون، فنزلت هذه الآيات (إنّ الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون)، الى آخر السورة(4).

410 ـ حدثنا محمد بن محمد الواسطي، باسناده الى مجاهد، [في] قوله تعالى: (إنّ الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون)، قال: ان نفراً من قريش كانوا يقعدون بفناء الكعبة، فيتغامزون بأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويسخرون منهم، فمرو بهم يوماً علي (عليه السلام) في نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم،

____________

1- المطففين، الآية: 1.

2- تفسير القمي، ج2، ص410.

3- المطففين، الآية: 29-36.

4- تأويل الآيات، ج2، ص780، ح13.


الصفحة 233
وقالوا: هذا أخو محمد، فأنزل الله عز وجل: (إنّ الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون)، فاذا كان يوم القيامة أدخل علي (عليه السلام) من كان معه الجنة، فأشرفوا على هؤلاء الكفار، ونظروا اليهم، فسخروا وضحكوا عليهم، وذلك قوله تعالى: (فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون)(1).



سورة الأعلى


(349) قوله تعالى: {سبح اسم ربك الاعلى})(2).

411 ـ عن تفسير القطان، قال ابن مسعود: قال علي (عليه السلام): " يا رسول الله، ما أقول في الركوع؟ " فنزل: (فسبح باسم ربك العظيم)(3)،قال: " ما أقول في السجود؟ ".

فنزل (سبح اسم ربك الاعلى)(4).

____________

1- تأويل الآيات، ج2، ص781، ح15.

2- الاعلى، الآية: 1.

3- الواقعة، الآية: 74.

4- المناقب، ابن شهر اشوب، ج2، ص15.


الصفحة 234

سورة الفجر


(350) قوله تعالى: {ياأيتها النفس المطمئنة * ارجعي الى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي})(1).

412 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله عز وجل: (ياأيتها النفس المطمئنة * ارجعي الى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي)، قال: " نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(2).



سورة الليل


(351) قوله تعالى: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * وما خلق الذكر والأنثى * إن سعيكم لشتى * فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسيسره للعسرى * وما يغني عنه ماله إذا تردى})(3).

413 ـ عبد الله بن جعفر الحميري: عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سمعته يقول في تفسير (والليل إذا يغشى)، قال: " ان رجلا [من الانصار] كان لرجل في حائطه نخلة، وكان يضر به، فشكا ذلك الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فدعاه، فقال: أعطني نخلتك بنخلة في الجنة، فأبى، فسمع ذلك رجل من الانصار يكنى أبا الدحداج، فجاء الى صاحب النخلة، فقال:

____________

1- الفجر، الآية: 27-30.

2- تأويل الآيات، ج2، ص795، ح6.

3- الليل، الآية: 1 ـ 11.


الصفحة 235
بعني نخلتك بحائطي، فباعه، فجاء الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله قد اشتريت نخلة فلان بحائطي، قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فلك بدلها نخلة في الجنة، فأنزل الله تعالى على نبيه (صلوات الله عليه): (وما خلق الذكر والأنثى * ان سعيكم لشتى * فأما من أعطى) يعني النخلة (واتقى * وصدق بالحسنى)، هو ماعند رسول الله (صلى الله عليه وآله) (فسنيسره لليسرى) الى قوله: (تردى) "(1).

414 ـ عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) برجل يغرس غرساً في حائط له، فوقف عليه، فقال: ألا أدلك على غرس أثبت أصلا، واسرع ايناعاً، وأطيب ثمراً وأبقى؟

قال: بلى، فدلني يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر.

فان لك ان قلته بكل كلمة تسبيح عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهنّ [من] الباقيات الصالحات.

قال: فقال الرجل: اني أشهدك ـ يا رسول الله ـ أن حائطي هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة، فأنزل الله عز وجل ايات من القران: (فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى)(2).

____________

1- قرب الاسناد، ص156.

2- الكافي، الكليني، ج2، ص367،ح4.


الصفحة 236

سورة الضحى


(352) قوله تعالى: {والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * وللأخرة خير لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى})(1).

415 ـ وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله: (ماودعك ربك وما قلى): " وذلك أن جبرئيل أبطأ على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وانه كانت أول سورة نزلت (اقرأ باسم ربك الذي خلق)(2) ثم أبطأ عليه، فقالت خديجة: لعل ربك قد تركك، فلا يرسل اليك.

فأنزل الله تبارك وتعالى: (ماودعك ربك وما قلى) "(3).

416 ـ محمد بن العباس: عن أبي داود، عن بكار، عن عبد الرحمن، عن اسماعيل بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله بن العباس، قال: عرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما هو مفتوح على أمته من بعده كفراً كفراً، فسر بذلك، فأنزل الله عز وجل (وللأخرة خير لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى)، قال: فأعطاه الله عز وجل ألف قصر في الجنة، ترابه المسك، وفي كل قصر ما ينبغي له من الازواج والخدم، وقوله: كفراً كفراً، أي قرية قرية، والقرية تسمى كفراً(4).

____________

1- الضحى، الآية: 1-5.

2- العلق، الآية: 1.

3- تفسير القمي، ج2، ص 428.

4- تأويل الآيات، ج2، ص810، ح1.