جاء فيها: (أخي في الإسلام العاملي: بادئ ذي بدء أحيي فيك ردك الممتاز على الوهابي الذي أطلق لسان عنانه على الشيعة والصوفية يكفرهم تارة ويرميهم بالألقاب تارة أخرى.
حقيقة أخي في الله أنا من السنة الأحناف، ودرست في مدارس الوهابية، وسمعتهم كيف يترحمون على يزيد بن معاوية (...) وكيف أنهم كانوا يقولون في الشيعة وفي الصوفية أقوالا بعيدة كل البعد عن منظور الأدب الإسلامي في الحوار، وعرفت بطلان مذهبهم، وقد كنت أسمع من والدي رحمه الله...
وكيف أنهم قتلوا الكثير من الأحناف ضربا بالسياط في الحرم النبوي باتهامهم بالتصوف، لا بارك الله فيهم!
المهم أخي العاملي، لقد لمست في ردك على الوهابي مدى علمك، وحقيقة هناك أسئلة تدور في ذهني منذ زمن، وهي أنني بالفعل أريد أن أدرس المذهب الجعفري دراسة تريني الحق والحقيقة...
هناك أسئلة كثيرة وأرجو منك أخي أن تساعدني في حلها...
أرجو منك الرد سريعا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين). انتهى.
إن الوضع الطبيعي للإنسان الذي يعرف قدر نفسه أن يتحدث باسمه الشخصي، أو باسم الذين يحمل أفكارهم وعقائدهم، أما إذا كان يعتبرهم مشركين بسبب زيارتهم القبور وأمثالها، فأقل ما يجب عليه أن يسكت عن الحديث باسمهم!!
وحتى فلسطين، فيها قبر هاشم جد النبي صلى الله عليه وعلى آله وأجداده، وهو مزار ومصلى، رغم أن الوهابيين يعتبرونه كافرا!!
وقد سألت إحدى الشخصيات الفلسطينية عن قبر هاشم فقال: مسألته عند شعبنا محلولة وثابت عندهم إيمانه، والكل يذهبون إلى غزة لزيارته والصلاة عند قبره.
قلت له: ألم يؤثر في الناس كلام الوهابيين وفتاواهم؟
قال: أبدا، إن دعوة هؤلاء إنما تنجح في مناطق التخلف الفكري فقط، كما ترى في قرى الهند وباكستان وأفغانستان، ولا نصيب لها في شعبنا!
الفصل الثالث
الشيعة في شبكات الحوار
عناوين المواضيع:
شهادات من مثقفين سنيين
كتب (هشام العابر) وهو مثقف من الرياض يعيش في الغرب، في شبكة هجر الثقافية بتاريخ 5 - 1 - 2000، السابعة صباحا مقالا بعنوان (مبروك للإخوة الشيعة انتصاراتهم المتتالية) قال فيه:
كما يعلم جميع الإخوة أنني مسلم سني. ولكن من خلال مشاركتي في ساحات الحوار منذ عام تقريبا، وأنا أشاهد الانتصارات التي يحققها الإخوة الشيعة من خلال الدعوة إلى الله بالحسنى، وقبول الآخرين ممن يخالفونهم بكل رحابة صدر، تنم عن روح إسلامية حقة.
يقابل ذلك هزائم متوالية للمذهب السني لا نتيجة عيب منهجي في المذهب نفسه، ولكن بسبب الحماس الزائد لدى البعض، وتهور بعض الصبية من أمثال هذا الجلاد الذي خرج مؤخرا. مع العلم أن هذا الجلاد وجماعته لا يمكن أن يحكم على السنة أو على شعب البلد الذي ينتمون إليه من خلالهم، فمشكلة هؤلاء وأمثالهم ناتجة عن مرض نفسي بسبب إدمان العادة السرية والعياذ بالله. لكن هؤلاء المرضى يسيئون لمذهبهم شر إساءة وهم لا يعلمون .. رغم أنني أشك في أنهم لا يعلمون. لأنني لا أعتقد بأن هناك تربية تصل بالإنسان إلى هذا المستوى من الانحطاط.
فكتب (مالك الحزين) بتاريخ 5 - 01 - 2000، الحادية عشرة والنصف مساء:
ليس انتصارا للإخوة الجعفرية يا عزيزي.. بل هي انتكاسة للأمة.. الشيعة والسنة ليسا دينين منفصلين في نهاية المطاف.. وما بينهما من فوارق لا تعادل عشر ما بين الكاثوليك والبروتسانت مثلا...
نحن كسنة لا نختلف مع الجعفرية في الذات والطبيعة الإلهية.. كما هو الحال بين بعض المذاهب المسيحية أو اليهودية.... لكن هناك من قرر أن يدفع بصنبور الخراب ليغرق الحرث والزرع بهؤلاء الأوباش... صغار الأسنان سفهاء الأحلام...
وحينها سيجلس الجميع ليشاهدوا فصول مباراة لمصارعة الديوك بين الشيعة والسنة...
وغدا بين الحنابلة والشافعية... وبعده بين الإمامية والزيدية.... وبعده بين إمامية إيران وإمامية العرب... وبعده بين تلاميذ بن باز وطلبة آل الشيخ.. وسنصبح نحن يهود التاريخ... نسكن (جيتو) طالبان.... ونتلذذ بالصوت ولا صدى... ونحرس خيرات لا نملكها... ونملك خيرات لا نحرسها... ولسان حال أبناء العمومة يردد: تبقى قابلوني.
الأحناف ينتقدون الخوارج
كتب (سيد محمود كاساني) في 5 - 5 - 1999، الحادية عشرة والنصف ليلا، في شبكة الساحة الإسلامية موضوعا بعنوان (إلى أدعياء السلفية):
سبب إضافة موضوعي هذا هو أنني أرى في هذه الساحة مواضيع يكتبها أشخاص هم بعيدون كل البعد عن فهم الإسلام الحنيف وروحه وتعليماته.
أرى أشخاص (كذا) ليس همهم إلا التعرض للإخوة الصوفية والإخوة الاثني عشرية بالسب والشتم والاستهتار، وكأنهم ليسوا بمسلمين مثلنا.
ماذا استفدنا من هذه المجادلات؟ لا شئ ماذا استفاد اليهود والنصارى منها؟ كل شئ.
ليس كل الصوفية يعتقدون في الحلول والاتحاد، وليس كل الشيعة يقولون بتحريف القرآن أو بما تتهمونهم من أباطيل.
أنا لست صوفيا ولا شيعيا، ولكنني مسلم والحمد لله، وأرى أن الوحدة الإسلامية لا تقوم ونحن نرجم آخرنا بالحجارة ونتجادل بمواضيع لا فائدة فيها.
الشخص الذي يؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر هو مسلم بكامل إسلاميته. من أين تعرف بما في قلبه وقربه إلى الله سبحانه وتعالى. الله سبحانه وتعالى هو الذي سيحاسبنا على أعمالنا وبما في قلوبنا.
من أعطاكم الحق في تكفير أو في تسفيه الصوفية أو الإخوة الاثني عشرية؟
هل أنتم في الجنة وهم في النار؟
أريد جوابا واضحا: الصوفية هم مسلمون مؤمنون موحدون، والشيعة الاثنا عشرية كذلك، ونحن معهم تحت مشيئة الرحمن إن شاء عذبنا وإن شاء غفر لنا، والله من وراء القصد.
الأزهر ينتقد الخوارج
كتب (مالك الحزين) في شبكة هجر الثقافية واحة الحوار المعاصر بتاريخ 14 - 1 - 2000، السادسة والنصف مساء، موضوعا بعنوان (مساجد وأضرحة آل البيت في مصر)، قال فيه:
http://home.moe.edu/arabic/library/general/mosque/fatemy/elfatmy.htm
وهذا عنوان موقع فيه تعريف بأهم المساجد والمشاهد في مصر، ومنها بضعة عشر مشهدا تتعلق بأهل البيت وذرياتهم عليهم السلام.
فكتب (العاملي) بتاريخ 14 - 1 - 2000، الثامنة والنصف مساء:
أشكرك جدا يا دكتور مالك على هذا الموضوع.. لقد أثرت حنيني إلى مصر وربوعها ومشاهدها، وعبق أهل البيت النبوي فيها.. وعسى أن أتوفق لتجديد العهد بها والأنس بأهلها، والتزود من أجواء مشاهدها الروحانية.
وأخشى أن يأتي شيخ ويقول هذا شرك، والشعب المصري شعب مشرك!!
فكتب (أبو هاجر) بتاريخ 14 - 1 - 2000، التاسعة إلا الثلث مساء، متسائلا ساخرا!!:
هل زرت سور الصين أيضا!!
وكتب (النورس) بتاريخ 14 - 1 - 2000، التاسعة والربع مساء:
يا سلام عليك يا دكتور، تصدق شوقتنا مرة نجي نشوف مصر.
وكتب (العاملي) بتاريخ 14 - 1 - 2000، التاسعة والنصف مساء:
أعد قراءة آيات القرآن، لترى أنه يوجد: أولياء من دونه الله، وأولياء بأمره. وشفعاء من دون الله، وشفعاء بإذنه.
ومتوسل بهم من دونه، ومتوسل بهم بقوله (اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة).
وأخيرا.. يوجد دعاة إلى الله بإذنه، ودعاة بدون إذنه.. وما رأيك لو ناقشك أحد في دعوتك إلى إقامة كيان الإسلام وتطبيقه، وأثبت لك أنك لا تملك الشرعية، وأنك داعية إلى الله بغير إذنه!!
وكتب (عبد الحسين البصري) بتاريخ 14 - 1 - 2000، العاشرة إلا ربعا مساء:
شكرا لك يا مالك. وفقك الله لكل خير. سأكون في تلك الربوع وربوع مصر الحبيبة الشهر القادم إن شاء الله تعالى. آمل أن نلتقي.
اللهم ثبتنا على ولاية محمد وآل محمد. اللهم آمين يا رب العالمين.
وكتب (أبو هاجر) بتاريخ 14 - 1 - 2000، العاشرة والنصف مساء:
الأخ الكريم العاملي: قولك: ومتوسل بهم بقوله (اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) بدون الدخول في جدال، هل تتكرم علينا بإكمال الآية ليسهل فهمها؟
قولك: وما رأيك بمن لو ناقشك في دعوتك إلى إقامة كيان الإسلام وتطبيقه، لأثبت لك أنك لا تملك الشرعية، وأنك داعية إلى الله بغير إذنه!!
بكل سرور يا أخي، المهم الإثبات. والسلام عليكم.
فكتب (العاملي) بتاريخ 14 - 1 - 2000، الحادية عشرة ليلا:
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي فريضة عامة عينية وكفائية..
- والجهاد الدفاعي، لدفع عدوان الكفار على بلاد المسلمين، وهي فريضة عامة عينية وكفائية..
- والعمل لإقامة حكم إسلامي، في حال عدم وجوده، أو الخروج على الحاكم الشرعي سابقا، في حال جواز هذا الخروج أو وجوبه.. وهذا إنما يجوز لمن يملك الشرعية وحق الحكم.
وحق الحكم الإسلامي محصور في مذاهب الخلافة القرشية بعالم قرشي، أي من الثلاث وعشرين قبيلة التي تتكون منها قريش.
ومحصور في مذهب أهل البيت في زمن الفترة وغيبة الإمام المعصوم بالمرجع الجامع للشروط، أعلم الفقهاء..
فحتى يكون عملك شرعيا، لا بد لك من خليفة يأمرك بالدعوة إليه..
وإلا كان عملك فاقدا للشرعية، بل حراما، لأنه يشوش على الخليفة الشرعي الذي يجب أن يكون.
وكذا الأمر في المسلم الشيعي فلا بد أن يكون عمله بأمر مرجع جامع للشروط.
وكتب (مالك الحزين) في 14 - 1 - 2000 الثانية عشرة إلا ربعا ليلا:
الأخ الفاضل العاملي: نعم يا أخي، توقعت وأنا أكتب هذا الموضوع أن يأتي أحدهم ليقول ما قاله أبو هاجر.. وأتوقع المزيد.. أعتبره فخا لاصطياد هذا الصنف من المخلوقات التي تكره كل ما هو طيب وجميل...
بالطبع لا بد لنا أن نتقابل، وهذا رقم هاتفي المحمول بمجرد وصولك مصر أرجو أن تهاتفني وسوف أسعد بهذا: 0123564159 الأخت الكريمة بنت الكرام النورس:
شكرا على إطرائك الذي يذيبني خجلا من أدبك الجم، والشئ من معدنه لا يستغرب.
وكتب (صعصعة بن صوحان) في 15 - 1 - 2000، لخامسة صباحا:
حبيبنا مالك:
بل هو فخ لنا الشيعة قبل أن يكون للآخرين، ولكنه فخا (كذا) للقلوب، فخا للحنين، فخا لكل من يحمل الولاء لأهل البيت سلام الله عليهم.
آه قتلتنا شوقا لهذه المراقد المباركة الشريفة العظيمة.
الأخ عبد الحسين:
وفقكم الله وتقبل الله أعمالكم، ونسألكم الدعاء عند هذه البقاع المباركة.
وكتب (العاملي) بتاريخ 15 - 1 - 2000، الثالثة ظهرا:
الأخ أبا هاجر،
زيارة مشاهد أهل البيت عليهم السلام، في مصر وغيرها، وضرائح الأولياء عموما، وتعميرها، وإعمارها، والصلاة فيها.. مما أجمعت عليه الأمة على اختلاف مذاهبها ومشاربها، من القرن الأول إلى يومنا هذا. فعلى أي مذهب كنت، ستجد في فقهه وتاريخه إثبات ذلك..
وقد كان الإمام أحمد يزور قبر الشافعي ويتوسل به إلى الله تعالى، بل رووا أنه غسل قميص الشافعي وشرب ماءه..
وإلى اليوم قبر الإمام أحمد مزار في بغداد، فهل تريد من صدام أن يمنع الناس من زيارته ويهدمه؟!
والجهاد في الآية 35 من سورة المائدة (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة، وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون).. أعم من جهاد المعرفة وجهاد هوى النفس وجهاد العدو.. وهو إلى الأولين أقرب لذكره بعد التقوى والبحث عن الوسيلة.. ويؤيده أنه لا جهاد إلا مع إمام، والإمام يجب أن يكون أقرب، أو من أقرب الناس وسيلة إلى الله.. وهذا يتصل بموضوع الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بإذنه أو بغير إذنه..
وحسب فقه المذاهب، فإنه لا تبرأ ذمة المسلم في الجهاد ولا في العمل لإقامة حكم الإسلام، إلا بالعمل مع إمام، عادل، وقد أجازوا الجهاد مع الإمام الجائر.
وكتب (أبو هاجر) بتاريخ 15 - 1 - 2000، الثالثة والثلث ظهرا:
الأخ الكريم العاملي: مع احترامي وتقديري الصادق، كلامك غير صحيح.
التفصيل: قولك: زيارة مشاهد أهل البيت عليهم السلام في مصر وغيرها، وضرائح الأولياء عموما، وتعميرها، وإعمارها، والصلاة فيها..
مما أجمعت عليه الأمة على اختلاف مذاهبها ومشاربها، من القرن الأول إلى يومنا هذا.... وقد كان الإمام أحمد يزور قبر الشافعي ويتوسل به.. إلخ.
ليس فيه أي دليل شرعي يعتد به، بل هو مجرد روايات تاريخية.
قولك: والجهاد في الآية 35 من سورة المائدة (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة، وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون).. أعم من جهاد المعرفة وجهاد هوى النفس وجهاد العدو.. وهو إلى الأولين أقرب لذكره بعد التقوى.. الخ.
وما حاولت أن تقيسه (كما أنه ينبغي أن يكون للجهاد أمير، فكذلك الوسيلة ينبغي أن تكون موجهة لشخص) هو غير صحيح، لأن الجهاد لا يشترط في أميره أن يكون أتقى الناس وإنما أعلم الناس بفنون الحرب، ولم يكونوا قادة السرايا على عهد الرسول أتقى من في الجيش.. والرسول أقر خالد بن الوليد وامتدحه عندما تولى القيادة في مؤتة.. أما باقي أنواع الجهاد فلا يشترط لها أمير أصلا... فلا محل للقياس.
قولك: حسب فقه المذاهب، فإنه لا تبرأ ذمة المسلم في الجهاد ولا في العمل لإقامة حكم الإسلام، إلا بالعمل مع إمام، عادل، وقد أجازوا الجهاد مع الإمام الجائر). يؤيد قولي أعلاه. والسلام عليكم.
وكتب (أبو زهراء) بتاريخ 16 - 1 - 2000:
شكرا لك يا دكتور نبيل على هذه المواقع الجميلة، ولقد أضفتها إلى المفضلة لدي.
وكتب (عبد الحسين البصري) بتاريخ 16 - 1 - 2000:
شكرا لك يا دكتور، وسأتشرف بلقاءك إن شاء الله تعالى.
أخوك: عبد الحسين البصري.
اللهم ثبتنا على ولاية محمد وآل محمد. اللهم آمين يا رب العالمين.
وكتبت (النورس) بتاريخ 23 - 1 - 2000:
مواضيع الدكتور للأعلى دائما.
إذا قلت لشئ هذا مستحيل.. فقد جعلته مستحيلا.
وكتب (علي الأول) بتاريخ 26 - 1 - 2000:
للرفع. الناس أعداء ما جهلوا...
وكتب (العاملي) في شبكة هجر، بتاريخ 19 - 2 - 2000، الثالثة والنصف بعد الظهر موضوعا بعنوان (مكانة أهل البيت رضي الله عنهم، بقلم: شيخ الأزهر الشيخ الطنطاوي) جاء فيه:
مكانة أهل البيت رضي الله عنهم
قال الله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله عز وجل، حبل ممدود بين السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
ولقد مدح الله سبحانه وتعالى وأثنى على أهل البيت في القرآن الكريم فقال جل شأنه: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت).
وروي عن أبي بكر رضي الله عنه فيما أخرجه الإمام البخاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، ارقبوا محمدا في أهل بيته).
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا بني عبد المطلب، إني سألت الله لكم ثلاثا: أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله، أن يجعلكم جودا، نجداء، رحماء) ومن طريق عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن وحسين، هذا على عاتقه وهذا على عاتقه، وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا، فقال: (من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني).
(الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحببته ومن أحببته أحب الله، ومن أحبه الله، أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغي عليهما ما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرجه الطبراني: (ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم)؟
والذي نفسي بيده لا يدخل قبل امرئ الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني.
والسنة الشريفة والأسانيد الصحيحة في محبة آل البيت ومكانتهم ومنزلتهم لا تعد ولا تحصى - حتى أن أصحاب الكتب الصحاح أفردوا لها أبوابا كاملة وعنوانا لما بقولهم: (فضل آل البيت (أو) مناقب أهل البيت).
وقد ذخرت كتب التراث الإسلامي الأصيل بذكر أسمائهم ممن خلد الشرع ذكراهم، ودون التاريخ سيرتهم. وحفلت الشريعة بنصوص الترغيب في حب أهل البيت وحسن المعاملة معهم والمحافظة على مودتهم - كما أنهما جاءت مليئة بالنهي عن بغضهم وعدم مودتهم والتحذير من عداوتهم.
وحكمة الترغيب في حبهم، إيصال نتيجة لهم وهو النفع الدنيوي لهم ونية التقرب بذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم والعفو عن مسيئهم وليس أول على ذلك مما فعله أمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه كما ثبت في قصته مع جعفر بن سليمان العباسي - عامل المدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة وأعظم التحية - أنه لما ضربه ونال منه قال:
(أشهدكم أني جعلت ضاربي في حل) ثم سئل عن ذلك فقال: خفت أن أموت وألقى النبي صلى الله عليه وسلم واستحى منه أن يدخل بعض آله النار بسببي.
ومحبة أهل البيت المعتمدة هي المحبة التي توصل إلى حب الله سبحانه وتعالى دنيا وأخرى، وهي المحبة القلبية التي تمتزج باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي محبة أهل البيت يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، ويوال وليه، وليقتدي بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي - خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي - فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي - لا أنا لهم الله شفاعتي.
وفي الختام نتمثل بقول القائل:
اللهم حببنا في آل البيت وارض عنهم وارض عنا معهم، وارض عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا، الذين قال الله تعالى فيهم (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،
شيخ الأزهر الشريف
دكتور محمد سيد طنطاوي
13 جمادى الآخرة 1418 هـ 15 اكتوبر 1997 م
فكتب الدكتور (مالك الحزين) بتاريخ 19 - 2 - 2000، الحادية عشرة والربع مساء:
ليس تعصبا لأحد، لكن هكذا اعتدنا من مدرسة الأزهر.. بصرف النظر عن أسماء القائمين عليها.. تتبدل الأسماء والوجوه، وتظل تلك المنارة شامخة سامقة، تأبى الخضوع لكهنة التعصب وأبواق التكفير.. وتدعم كل ما له صلة بالتقارب بين المسلمين...
ثم إن هذه المدرسة تعكس الفهم المصري للإسلام، وهو القائم على التسامح وقبول الآخر، وبغض التعصب والجلافة، فالمصريون جميعا، باستثناء من طالتهم لوثة التعصب السلفي التي تفشت في المنطقة مؤخرا لسباب غير خافية...
وفي الآخر، فإن الأزهر نفسه كان من أوائل الجامعات التي تدرس الفقه وأصول الدين على المذاهب الأربعة، إلى جانب المذهب الشيعي الذي صدرت فتوى صريحة بجواز التعبد به من الشيخ شلتوت كما تعرفون...، وأظن أن المخرج الحقيقي لهذه الأمة هو التسامح، فليس من المتصور أن
وتفضلوا موفور الاحترام وخالص المحبة قدسوا الحرية، حتى لا يحكمكم طغاة الأرض...
(فكتب أبو المقداد) بتاريخ 20 - 2 - 2000، الثانية والثلث صباحا:
يا مالك!
ما لك... تشيعت؟!!
سل العاملي عن أبي بكر وعمر!
وبعد ذلك تكلم في المذهب الشيعي!
المذهب الشيعي الذي أفتى الشيخ شلتوت بجواز التعبد به، لا يحتوي على لعن الخليفتين أبو بكر وعمر.
بالله عليك إن كنت تخشى الله سله عن عمر وأبي بكر.
فأجاب (العاملي) بتاريخ 20 - 2 - 2000، التاسعة والنصف صباحا:
يا أبا مقداد لا تحمل الخشبة بالعرض..
مع أن شيخ الأزهر والدكتور مالك يحملان المحبة والاحترام لأبي بكر وعمر، فانظر إلى هذه العاطفة الغزيرة عندهما تجاه أهل البيت عليهم السلام..
وسعة الصدر لمن يتبعون مذهبهم.
ولماذا تفترض أن حب أهل البيت والتفهم لشيعتهم يستوجب تكفير أبي بكر وعمر؟! أرجو أن تكون مسلما طبيعيا، لا متنطعا يا أبا مقداد!
فكتب (أبو عمر) بتاريخ 20 - 2 - 2000، الحادية عشرة وعشر دقائق صباحا:
المحترم الأستاذ العاملي. سأورد ردك أولا على الحيدري في مسألة النصب والنواصب ثم تجد استفساراتي بعدها بإذن الله.
(الأخ الكريم الحيدري.. هذه المسألة اجتهادية، وفيها عدة آراء حول مفهوم الناصب.. تبدأ من القول بأن النصب لا يتحقق إلا بنصب العداوة قلبا وقولا وعملا، وتصل إلى القول بأن عدم إطاعة النبي فيهم نصب، وتفضيل غيرهم عليهم نصب، وعدم حبهم نصب، وحبهم مع مخالفيهم نصب.. وما بين الطرفين متوسطات..
أعاذنا الله وإياكم من كل أنواع النصب، ومن روائحه الكريهة، وروائح ما جاورها ومن جاورها، ورائحة من لا يشمها.) الأستاذ العاملي:
كان هذا هو ردك على الحيدري، وقد فهمت منه بناء على قول بعض فقهائكم إنه لا يخلو أحد منا أهل السنة من النصب، حتى الشيخ طنطاوي نفسه الذي أتيت بمقالته يعتبر ناصبى (كذا) بناء على مقولتك المدونة أعلاه.
أو ليس دعائه لآل البيت وللصحابة جميعا كما قال، يعتبر على الأقل جمع بين حبهم وحب مخالفيهم. ولك مني التحية. مالك الحزين (الناصبي)!!
بل تعلم أنهم كانوا الفئة الوحيدة في مصر التي وقفت للهالك السادات عند استقباله لأخاه (كذا) الهالك شاه إيران، وأن التهمة التي لا تكاد تخلوا منها أي قضية يتهم فيها إخواننا هي تهمة العمالة لإيران، تلميحا أو تصريحا!!
والصحافة المصرية وأنت أدرى مني بها، دائما ما تشير إلى ذلك.
وتعلم أيضا أن السبب الرئيسي لعدم عودة العلاقات المصرية الإيرانية إلى طبيعتها هو وجود اسم خالد الاسلامبولي على أحد شوارع طهران، كما قال مبارك، وكما قال مستشاره أسامة الباز، في أكثر من مناسبة.
إذن فمن اتهمتهم بالسلفية في مصر، والتعميم الذي عممته ليس صحيحا.
فالأولوية عندنا ليست للخلاف الشيعي السني وإن كان يؤذينا أشد الأذى ما نراه ونسمعه من الشيعة، ولكننا نصبر ونحتسب، ونعلم أن عدونا لا يفرق بين مسلم سني ومسلم شيعي، حتى أعداؤنا من أبناء جلدتنا عندما تقع الواقعة لا يفرقون بيننا.
وإن كان هناك شئ من الغزل الآن بين الشيعة وبعض الطوائف الأخرى فسينتهي سريعا، لأنه ليس حبا في الشيعي خاصة الملتزم منهم، ولكنه كراهية في السني الملتزم أو الستي السلفي.
تبقى كلمة أخيرة: وهي ما تفسيرك للكلام الذي ساقه الأستاذ العاملي في رده على الحيدري؟ وهل هذا الكلام يساعد على التعايش والتقريب؟؟؟؟؟
إذن فبناء على ما ذكره الأستاذ العاملي فنحن جميعا نواصب! وبما أن الغالبية عندنا من النواصب، لذا أنصح تغيير اسم مصر من (جمهورية مصر العربية) إلى جمهورية مصر الناصبية.
نقطة أخيرة، وأرجو أن تسمح لأخاك (كذا) الصغير أن يقولها لك:
إن كان لا بد من الهجوم فاعدل في هجومك، فالتشدد والتنطع والتكفير موجود هنا أيضا تحت عينيك، ولكنك تغض الطرف عنه.
وتقبل مني التحية. أبو عمر
فأجابه (العاملي) بتاريخ 20 - 2 - 2000، الثالثة عصرا:
لا تستعجل يا أخ أبا عمر، مثل أبي المقداد..
فجوابي للأخ الحيدري عن أقوال فقهاء الشيعة عبر القرون في تعريف الناصبي وحكمه.. وكان الأحرى بك أن تسألني ماذا يتبنى فقهاء الشيعة المعاصرون في المسألة؟
فاعلم أن الأكثرية الساحقة من فقهاء مذهبنا قديما وحديثا يفتون بأن الناصب هو المبغض المعادي لأهل البيت عليهم السلام، المعلن عداءه. فهذا هو الناصب المحكوم بنفاقه في الأحاديث الصحيحة وكفره..
وبقية الأقوال المتشددة يتبناها قلة من فقهائنا مثل الشيخ المفيد والشهيد الثاني والمحقق البحراني..
- قال المحقق الحلي في شرائع الإسلام ج 3 ص 639:
الناصب، وهو الذي يسب أو يعادي الأئمة الاثني عشر أو بعضهم، فإنه بحكم الكافر وإن صام وصلى.
- وقال المحقق الحلي في الرسائل التسع ص 278:
وما روي أن الناصب من قدم علينا، لا يعمل به، وليس الناصب إلا من نصب العداوة لأئمة الدين كالخوارج، حسب.
- وقال العلامة الحلي في قواعد الأحكام ج 3 ص 308:
الذابح، ويشترط فيه الإسلام أو حكمه، والتسمية. فلو ذبح الكافر لم يحل، وإن كان ذميا. وكان ميتة.
ولا يحل لو ذبحه الناصب، وهو المعلن بالعدواة لأهل البيت عليهم السلام كالخوارج، وإن أظهر الإسلام، ولا الغلاة.
- وقال في منتهى المطلب ج 1 ص 152:
الناصب، فإنه قادح في أمير المؤمنين عليه السلام، وقد علم بالضرورة من الدين تحريم ذلك، فهو من هذه الحيثية داخل في الكفار لخروجه عن الاجماع.
وأما الغلاة فإنهم وإن أقروا بالشهادة إلا أنهم خارجون عن الإسلام أيضا.
- وقال في منتهى المطلب ج 3 ص 224:
حكم الناصب حكم الكافر، لأنه ينكر ما يعلم من الدين ثبوته بالضرورة، والغلاة أيضا كذلك، وهل المجسمة والمشبهة كذلك؟ الأقرب المساواة، لاعتقادهم أنه تعالى جسم، وقد ثبت أن كل جسم محدث.
الناصب، وهو من يتظاهر ببغضه أحد من الأئمة عليهم السلام.
- وقال الشهيد الأول في الدروس الشرعية ج 1 ص 111:
الصلاة على كل مسلم ومن بحكمه، ممن بلغ ست سنين.
ولو اشتبه المسلم بالكافر صلي على الجميع بإفراد المسلم بالنية، ولا يصلى على الكافر، والغالي، والناصب.
- وقال الشيخ الجواهري في جواهر الكلام ج 6 ص 66:
ومن جميع ما ذكرنا يظهر لك الحال في الفرق المخالفة من الشيعة من الزيدية والواقفية وغيرهم، إذ الطهارة فيهم أولى من المخالفين قطعا.
- وروى في جواهر الكلام ج 30 ص 99:
عن الفضيل بن يسار: سألت أبا جعفر (الإمام محمد الباقر عليه السلام) عن المرأة العارفة هل أزوجها الناصب؟
قال: لا، إن الناصب كافر.
قال: فأزوجها الرجل الغير الناصب ولا العارف؟
فقال: غيره أحب إلى منه.....
نعم لا يصح نكاح الناصب المعلن بعداوة أهل البيت عليهم السلام، ولا نكاح الناصبية كذلك، لارتكابه ما يعلم بطلانه من دين الإسلام، مع فرض تدينهما بذلك، فهو حينئذ إنكار لضروري من ضروريات الدين، ودخول في سبيل الكافرين، كغيره ممن كان كذلك بلا خلاف أجده فيه، بل الاجماع بقسميه عليه، والنصوص كادت تكون متواترة فيه، بل هي كذلك.
وقال السيد الخميني في تحرير الوسيلة ج 2 ص 146: