الصفحة 255

وكتب (إسماعيل الحكاك) بتاريخ 19 - 8 - 1999، الواحدة صباحا:

يا مشارك، إن الفائدة موجودة في كل وقت بشرط أن تكون طالبا للحق وأهل الحق، لا نكران الحق وأهله!

وأنت لو حكمت عقلك مبتعدا عن العصبية لرأيت أن الشيعة والسنة يعبدون الله وحده، ولا يشركون به طرفة عين أبدا، وإن قبلتهم واحدة، ودينهم الإسلام، وكتابهم القرآن، وهو الذي بين الدفتين، ولا تحريف فيه، أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وما اختلفا فإنما هو كاختلاف علماء المذهب الواحد في المسائل لا غير!!

ثم هل سألت مرة واحدة: لماذا الشيعة تستدل على أحقيتها من كتبكم أنتم؟ أليس هذا فخرا للشيعة والفخر ما شهدت به الأعداء!

ثم انظر أليس هذا الأمر مما يثبت لك أن المذهب الذي تمسكت به هو بمرور الزمان يبتعد عن الصراط المستقيم أكثر فأكثر؟ فلماذا لا تتحقق عن أحقية الشيعة أكثر فأكثر لتستفيد حق الاستفادة؟!

وكتب (المشارك) بتاريخ 19 - 8 - 1999، الثانية صباحا:

يا حكاك: أسألكم ماذا استفدنا من النقاش وتأتي لتناقش!!! ألا تفهم ما المقصود؟

وكتب (هادي 2) بتاريخ 19 - 8 - 1999، الثالثة صباحا:

يسرني أن أخبرك ماذا استفدنا؟

استفدنا يقينا زائدا ودليلا ساطعا على مذهب الإمامية الحق، واستفدنا في إيصال رسالة التشيع لعل من كان على الفطرة السليمة يهتدي إلى سبيل الحق،

الصفحة 256
واستفدنا زيادة في المعرفة والاطلاع على المذهب الآخر لعلنا لو سئلنا لأمكننا الجواب بحق، وفي الأخير: الحوار مفيد مهما كان الأمر وإن لم يمكن الوصول إلى حسم.

وكتب (الشيباني) بتاريخ 19 - 8 - 1999، الخامسة صباحا:

عجبا لك يا عمار؟!! وهل العمل بالقياس إلا ضرب من استعمال العقل؟! لأن من الأدلة على العمل بالقياس قوله تعالى (فاعتبروا يا أولي الأبصار) فهل يعتبر من ليس له عقل؟!؟!

وكتب (جميل 50) بتاريخ 19 - 8 - 1999، السادسة صباحا:

طبعا هذا العنوان لا يصلح أن يدرج تحته نقاش، كما قال المشكك في الفائدة (مشارك) ولكن لا عليك يا شيباني هل تعرف ما هي أقسام القياس؟؟؟؟ وهل بوسعك أن تميز بين القياس والوهم الذي لا ينطلق من قرار عقلي أزيد من كونه وهميا؟؟؟؟؟

وهل تحسن أن تفرق بين القياس البرهاني والقياس التمثيلي وأيهما من شعب العقل الذي يصطلح عليه بالفكر لدى علماء الميزان والمنطق؟؟؟؟؟

هذا ما نجيب الأخوة عليه في صفحة مستقلة.

* *

وكتب (المشارك) في شبكة هجر الثقافية بتاريخ 21 - 8 - 1999، الخامسة عصرا، موضوعا بعنوان (للجميع): هل نوقف صراع الديكة ونستبدله بهذا؟ قال فيه:

للجميع، هل توافقون؟ لقد أتعبتمونا وأتعبناكم.


الصفحة 257
حقيقة الغالب على الكثير من النقاشات هنا أن يقوم السني مثلا بذكر قول أو شبهة عن مذهب الشيعة الاثني عشرية، فيأتي الاثني (كذا) عشري ويحاول جاهدا أن يرد هذا القول، وأننا لا نقول به، أو يحاول مستميتا الدفاع عن هذا القول وأنه صحيح.

وأيضا العكس صحيح: يقوم الاثني (كذا) عشري مثلا بذكر قول أو شبهة عن مذهب أهل السنة والجماعة، فيأتي السني ويحاول جاهدا أن يرد هذا القول، وأننا لا نقول به، أو يحاول مستميتا الدفاع عن هذا القول وأنه صحيح.

ويصر الاثنى (كذا) عشري جاهدا على الرد على كل موضوع جاء به السني حتى يبين أن مذهبه هو الحق..

ويصر السني جاهدا على الرد على كل موضوع جاء به الاثنى (كذا) عشري حتى يبين أن مذهبه هو الحق..

والسؤال الذي يطرح نفسه: متى سننتهي من هذه الدوامة؟

هل لو أثبتنا لكم أن أحد علمائكم أخطأ في مسألة ما؟ هل يكفي هذا لجعلكم تتركوا (كذا) ما أنتم عليه؟

هل لو أثبتم لنا أن أحد علمائنا أخطأ في مسألة ما؟ هل يكفي هذا لجعلنا نترك ما نحن عليه؟

حقيقة في بادئ الأمر كنت مهتما بالرد على كل شبهة، ولكن وجدت أن الأمر لن ينتهي فأنتم نشطاء، وكذلك نحن نشطاء فتساءلت في نفسي إلى متى؟


الصفحة 258
والآن أقترح عليكم اقتراحا: ما رأيكم أن نحصر النقاشات في الأمور التي نظن لو اقتنع بها الاثنى (كذا) عشري لترك الاثني عشرية وأصبح سنيا؟

وكذلك الأمور التي تظنون لو اقتنع بها السني لترك السنة وأصبح اثني عشريا؟ ونتجاهل بقية النقاشات والمواضيع الجانبية، التي لو أقنعتونا (كذا) بها أو أقنعناكم بها، لما غيرنا مذهبنا ولا غيرتم مذهبكم. إن اتفقنا على ذلك، فهيا شاركوا معي في ذكر الأمور التي ينطبق عليها هذا الضابط.

فكتب (هادي 2) بتاريخ 21 - 8 - 1999، الخامسة والنصف مساء:

الأخ مشارك، النقطة الأولى الجديرة بالذكر هو (كذا) تعبيرك عنا بالإثنا (كذا) عشرية وهذا تعبير يدل على حسن نية وبادرة جيدة بعد أن كان التعبير بكلمة الروافض هو الساري على اللسان، وما قلته وذكرته صحيح..

فالمبادرة إلى حوار حر ومفيد يكون في المسائل الرئيسة، ومنها ينطلق البحث وأشير إلى أن أهم تلك المسائل هو:

مسألة الإمامة والخلافة بعد النبي لمن تكون..

وما هو المعيار في شرعية الخلافة والإمامة.

* *


الصفحة 259

آراء المخالفين للحوار ومناقشتها

كتب (المسلم الغيور) في شبكة الموسوعة الشيعية موضوعا بعنوان (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)، بتاريخ 27 - 1 - 2000، السادسة صباحا، قال فيه:

إن المتمعن في ما يدور في ساحات الحوار في موقعي (موسوعة الشيعة) و (سحاب) من تقاذف وتكفير من خلال الكثير من المواضيع المطروحة ليأسف عليه كل مسلم في قلبه ذرة من الإيمان، وشيئا (كذا) من الغيرة على هذه الأمة، خاصة وأن تلك المواضيع تطرح وتناقش من قبل أشخاص ليس لديهم الكفاءة في التحقيق والجرح والتعديل ناهيك عن التعصب البغيض التي (كذا) تنطلق منه مناقشاتهم لها، تنطلق هذه المناقشات..

(وإن شئت أطلق عليها الدعوة إلى فرقة هذه الأمة وتمزيق أوصالها) في وقت الأمة الإسلامية مثخنة بجراح الهزيمة والذل والضعف.

ليت شعري بأن توجه تلك الجهود إلى لم الشمل وتوحيد هذه الأمة، فمن هذا المنبر أستحلف بالله أولئك الذين يثيرون مثل تلك المواضيع بأن يسألوا أنفسهم الأسئلة أدناه فيجيبوا عليها بكل صدق وإخلاص مستحضرين قوله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقوله تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم): هل فعلا مدركون مصلحة هذه الأمة؟

هل فعلا تعملون لتحقيق مصلحة هذه الأمة؟ (أم كل حزب بما لديهم فرحون)؟


الصفحة 260
هل تلك المواضيع المطروحة من أولويات هذه الأمة؟

هل طرح تلك المواضيع خاصة في هذا الوقت يحقق مصلحة هذه الأمة؟

هل طرح تلك المواضيع ومناقشتها يتم من قبل من قد لا يحسن الوضوء؟

هل تلك المواضيع وليدة اليوم؟ لماذا إثارتها خاصة في هذا الوقت؟

هل طرح تلك المواضيع يعمل على تحقيق وحدة هذه الأمة؟

أم هدم ما بقي لها من أركان إن وجدت؟

هل الهدف من طرح تلك المواضيع الوصول إلى الحق أم أنها غالب ومغلوب؟

هل قضايا الأمة المصيرية تم حلها ولم يتبق غير تلك المواضيع المطروحة؟

لماذا لا تترك تلك المواضيع لمناقشتها من قبل أهل الاختصاص وأعني بهم العلماء؟

لا شك أن هذه الأسئلة بحاجة إلى من يجيب عليها بكل أمانة لا يخاف في الله لومة لائم، واضعا نصب عينيه مصلحة هذه الأمة فوق كل اعتبار، خاصة وأن النقاش خرج عن باب الأدب الذي يجب أن يتصف به المسلم الحق حيث وصل الأمر إلى التطاول على القرآن والصحابة بل وفي بعض الأحيان على الذات العلية (سبحانه وتعالى عما يشركون).

لا شك أن مثل هذه المهاترات تؤدي بصاحبها إلى الكفر والعياذ بالله، إذا لم تقيد بالضوابط الشرعية.

فدعوة أوجهها إلى كل غيور على هذه الأمة بأن يعمل جاهدا على تحقيق لم شمل هذه الأمة، والفرار من كل ما يؤدي إلى تفريقها وتمزيقها.


الصفحة 261
وأختم هذه الدعوة ببعض الأبيات من قصائد متفرقة للشاعر المسلم الغيور على دينه وأمته أبي مسلم رحمه الله تعالى، لعلها تدق آذان أولئك الذين يدندنون على أوتار الأمور الخلافية بين المسلمين:

فيا أمة المختار هل فيك غيرة * فإن محب الله فيه غيور
ويا ظهرة الإيمان هل فيك منعة * وهيهات عزت منعة وظهير
خير القرون قرين المصطفى وكذا * حكم القرينين لا ينفك من أثر
فمات عنهم رسول الله عدتهم * كالأنبياء عدول الحكم والسير

وقال رحمه الله تعالى في قصيدته العصامية الطويلة بعنوان: أفيقوا بني القرآن:

وليت بني الإسلام قرت صفاتهم * فما زعزعتها للغرور الزعازع
وليتهم ساسوا بنور محمد * ممالكهم إذ باغتتها القواقع
وليتهم لم ينحروا بسلاحهم * نحورهم إذ جاش فيها التقاطع
لقد مكن الأعداء منا انخداعنا * وقد لاح آل في المهامه لامع
وتمزيق هذا الدين كل لمذهب * له شيع فيما ادعاه تشايع
وما الدين إلا واحد والذي نرى * ضلالات أتباع الهوى تتقارع
وما ترك المختار ألف ديانة * ولا جاء في القرآن هذا التنازع
فيا ليت أهل الدين لم يتفرقوا * وليت نظام الدين للكل جامع
لو التزموا من عزة الدين شرطها * لما اتضعت منها الرعان الفوارع
وما ذبح الإسلام إلا سيوفنا * وقد جعلت في نفسها تتقارع
ولو سلت السيفين يمنى أخوة * لدكت جبال المعتدين المصارع


الصفحة 262

وما صدعة الإسلام من سيف خصمه * بأعظم مما بين أهليه واقع
فكم سيف باغ حز أوداج دينه * بأفظع مما سيف ذي الشرك باخع
هراشا على الدنيا وطيشا على الهوى * وذلك سم في الحقيقة ناقع
وما حرش الأضغان في قلب مسلم * على مسلم إلا من النعي وازع
ولو نصح القلبان لم يتباغضا * ولا ضام متبوع ولا ضيم تابع

فيا ليت قومي يسمعون ويعون، وما ذلك على الله بعزيز (فالخير لا يزال في أمة محمد إلى أن تقوم الساعة) فسيأتي اليوم الذي يفرح فيه المؤمنون الغيورون بنصر الله، فتعود لهذه الأمة عزتها ويظهر دينها وتنعم البشرية بعدله وما ذلك على الله بعزيز.

(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).

وكتب (أبو القاسم) بتاريخ 27 - 1 - 2000، الواحدة إلا ربعا ظهرا:

أخي المسلم الغيور أوافقك الرأي، فعندنا مواجهة اليهود وطردهم من بلداننا هو الأهم، وكذلك النهوض ببلداننا الإسلامية وتوحيد كلمة المسلمين، ولكن هناك قضايا نواجهها نحن الشيعة يجب أن لا نتجاهلها، أنظر إلى شيعتنا في البحرين وفي الأحساء والقطيف وفي الدمام في المدينة المنورة، إيران بأسرها مقاطعة من قبل بعض الدول الإسلامية لماذا كل هذا يحدث لنا؟؟

أنا أقول لك!! لأننا شيعة، فلكي نستطيع توحيد كلمة المسلمين يجب أن نرد على من يظلمنا فيقول: أنتم كفار، يجب أن نرد، أو يقول: أنتم عبدة قبور فنسكت ويحاربنا.. عن رأيي أقول شخصيا:

أخيرا: الوهابيين إما أن تقبلوا بنا بما نحن عليه لنا مذهبنا ولكم مذهبكم ونظل إخوانا تحت راية الإسلام، أو أن تقبلوا أن نرد على كل ما تزعمون

الصفحة 263
فنقنعكم وتقنعونا، والذي يقتنع بكم هو معكم ولا اعتراض، أو يقتنع بمبدأ أهل البيت عليهم السلام فيكون معنا ولا اعتراض.

إلى كل سني أنا أخوك وأنت أخي، ما لم تكفرني.

وكتب (العباس) بتاريخ 27 - 1 - 2000، الثالثة ظهرا:

الوحدة هي المطلب الوحيد الذي يتمناه كل مسلم، حيث بالوحدة لا يستطيع الأعداء من (كذا) النيل منا كما هو حاصل في الوقت الحاضر.

فلماذا لا نتحد؟؟؟؟؟

المسلمون لا يتحدون، لأن السلطة وحب النفس والعناد قد أعماهم عن الوحدة.

نحن نؤمن بالله ربا وبمحمد نبيا فهذان الشيئان مشتركان بين الشيعة والسنة فلماذا لا نتحد. دعوا الخلافات العقائدية وانتبهوا لأعدائكم.

وكتبت (إيمان) بتاريخ 27 - 1 - 2000، الرابعة عصرا:

الأخ المسلم الغيور.. جزاك الله خيرا على هذا الطرح المفيد.. أسأل الله تعالى أن يجعل كلماتك القيمة نورا ينفذ إلى قلوب إخواننا في هذه الساحة (الذين لم تصل إلى قلوبهم كلماتي قبلك).. وأن تكون مثل هذه الدعوات وقفات لمراجعة النفس ودوافعها، والسير وفق أولويات الإسلام ومصلحة الأمة، لا من منطلق التعصب والحمية للنفس ومعتقداتها..

ألا يكفينا ما ضيعناه من عمرنا ونحن نتقاتل بيننا، وأعداؤنا بنا يشمتون؟!!

لا حول ولا قوة إلا بالله..


الصفحة 264
إن المتأمل في حال الساحة هنا يدمى قلبه لما يرى من المنكر ولا يستطيع تبديله من دون تعاون البعض ممن يصر على رأيه ويرى أن إثارة المواضع الخلافية التي تشعل الفتنة والشقاق بين الطوائف المختلفة هي جهاد مقدس لا يمس.. فأي جهاد هذا؟!! وهل تخاصمنا من أعداء الحاضر والمستقبل لنتفرغ في التاريخ وننبش أحداثه لإحياء الأحقاد والخلاف بيننا؟!!

متى ستصل أصواتنا إلى إخواننا الأعزاء؟ ومتى ينتبهوا (كذا) ليروا ما يحيكه أعداء الإسلام ضدنا ونحن عنهم بالقتال والخلاف بيننا غافلون؟!!

اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة.. بحق محمد وآله الطاهرين..

وصلى الله على محمد وآله وسلم.

وكتب (فاتح) بتاريخ 29 - 1 - 2000، الواحدة إلا ربعا صباحا:

كي لا تطغى أنوثتك على كتابتك، لما ننكر الخلاف ونجامل أنفسنا في سبيل ادعاء قيم وهمية.

هل بقولنا ذلك سوف ننفي الخلاف الواقع بين الأمة الإسلامية؟ إن الخلاف أمر يتجسد في واقعنا الخارجي فنحن لا نثيره، بل نحاول إصلاحه وبيان الخطأ فيه.

ليت شعري، أين قوله عليه السلام لئن يهدي بك الله رجل (كذا) خير لك مما طلعت عليه الشمس، أليس الأولى أن يبدأ الإنسان بعيوبه فيصلحها؟

إبدأ بنفسك فانهاها عن غيها، أليست الأمة مثل النفس الواحدة التي يجب أن نستأصل السرطان من بينها؟

كيف سنقول للعالم إن ديننا الإسلامي يحمل بين طياته خمسة مذاهب يكفر بعضنا بعضا، أم ندلس الحقائق يوم تبليغها؟


الصفحة 265
فأرجو منك يا أختي العزيزة الكتابة بواقعية وتعايش بما يناسب الحدث والساعة.

وكتب (الموسوي) بتاريخ 29 - 1 - 2000، الثانية صباحا:

لن أنطلق في حديثي مما قام به وقاله العشرات بل المئات من العلماء والمراجع في دفاعهم عن مذهب أهل البيت عليهم السلام كالشيخ المفيد، والشيخ الصدوق، والمحقق الكركي، والقاضي التستري، والعلامة المجلسي فإن البعض من أصحاب النظرة العصرية!! لا يرى لمواقفهم قيمة.

ولهذا سأستشهد بموقف الإمام الخميني قدس سره باعتباره أكبر داعية للوحدة: ألم يؤلف كتاب كشف الأسرار؟

ألم يحذر من الوهابية في وصيته؟ ألم يوص بالتمسك بالثقلين في بداية وصيته؟

ألم يرد على الوهابية عندما اعترضوا على حديثه في الإمام المهدي (ع)؟

فعلى أي أساس تستندون في رفض النقاشات العقائدية؟

إنهم يشككون أبناءكم وإخوانكم في عقيدتهم وأنتم تفرحون لأنكم جلستم مع خمسة (يتربصون بكم الدوائر خلف الكواليس) على طاولة واحدة!!

لعلكم ستعرفون أهمية ما يقوم به الأخوة جزاهم الله خيرا، عندما تسمعون أنهم استطاعوا أن يسرقوا أحد أبنائكم نتيجة سكوتكم ورفضكم الدخول في النقاشات العقائدية؟

الوحدة العملية أمر نصبو إليه جميعا، ولكن لا يعني هذا أن نتنازل عن عقيدتنا وطرح ما لدينا؟


الصفحة 266

وكتبت (إيمان) بتاريخ 29 - 1 - 2000، الرابعة والنصف عصرا:

الأخ الكريم الفاتح.. شكرا لتعقيبك على مداخلتي..

أخي.. الحديث عن الوحدة ونبذ الخلافات لا دخل له بالخيال الأنثوي..

ونقيض ذلك لا دخل له بالبطولة والواقعية الذكورية..

الخيال هو إغماض العين عن الواقع، وبناء قصور في الهواء وتوهم المدينة الفاضلة بمجرد التشدق بكلمات مثالية عن الحق والفضيلة..

الخيال هو تصور نهاية الاختلافات بين البشر بعصا سحرية بمجرد أن نتلو ما قرأناه من التاريخ وننظر فيما تعلمناه من صغرنا ونحلم بأن للبشر كلهم نفس الرغبة والقدرة على أن يروا رؤيتنا وبأساليبنا ووفق الجدول الزمني الذي نضعه لهم!!

مهلا.. إذا كان الحق والوصول إليه بهذه السهولة، فلماذا لم يتسنى (كذا) ذلك لمن هم أجدر منا؟..

لماذا لم يخضع الكفار لأنبيائهم بمجرد أن أعلنوا الحق وأظهروا المعجزات؟!

لماذا لم يتحقق ذلك للأئمة عليهم السلام قبلنا؟ أترى أننا اليوم أقدر منهم في ذلك؟

كيف ولماذا؟!!!

الواقعية يا أخي هي تفهم الطبيعة البشرية التي تنبع منها المعرفة بكيفية هداية البشر، ولهذا قال الأمير عليه السلام لئن يهدي بك الله رجل (كذا) خير لك مما طلعت عليه الشمس..


الصفحة 267
نعم إنه مطلب عسير لا يتسنى بالأساليب العشوائية.. ولو كنت على مذهب غير المذهب الذي ولدت به لعرفت معنى ذلك حقا ولكن أسفا فلسنا نعيش إلا مرة واحدة، أنفسنا تحجب أعيننا عن النظر من خارج سجن الذات..

وأما حديثك عن الاختلافات بين المسلمين فلم ينكرها أحد وقد كانت ولن تزال بيننا إلى أن يأذن الله تعالى برفعها على يد الموحد بيننا عليه السلام..

وليست دعوتي يا أخي بأن نلغي الاختلافات بيننا، بل أن نتعايش مع هذه الاختلافات ونحصرها كي لا تصل إلى درجة الخلاف والتكفير والتعصب للرأي.. فلكل عقيدته وآراؤه الخاصة والتعامل بيننا ينبغي أن يكون على ما نتفق عليه.. فالنظرة الأحادية للأمور ورفض الفكر الآخر هي مشكلتنا..

والهداية تكون بأساليب الهداية لا بالأساليب التي تعجبنا وتزيح عنا هم الكبت لما نستشعره من مظلومية.. يا لسخرية الأعداء منا!!

هل نحن مؤهلين (كذا) لحمل رسالة الإسلام العظيمة في عصر العولمة إلى جميع البشر ونحن بعد غير قادرين على التعايش والتسامح بيننا؟ كيف نطمح أن يتقبل غير المسلمون (كذا) ديننا الإسلامي ونحن نعكسه بهذه الصورة من الانغلاقية والعصبية لوجهة نظر واحدة؟

والله إن الناظر بعين الإنصاف الخارج عن الذاتية يرى أن ما يعكسه الغرب من انفتاح وتسامح رغم علاته أكثر إنسانية مما نعكسه بهذه التعصبات ودعوات التكفير والانغلاق على الذات..

ها أنت لم تطق سماع صوت وأسلوب يخالف ما تعودت عليه رغم أنني على مذهبك، وأدعو إلى ما تدعو إليه ودعوتني بالخيالية وأفكاري بالأنثوية

الصفحة 268
بدون أي مراعاة لحق زمالتنا وأخوتنا، فما بالك بالتعامل مع هذا العالم المفتوح اليوم ومع من يخالفك فكرا ومنطقا وعقيدة؟!!

نعم هذا هو الوهم والخيال!! نتشدق بكلمات عن قدراتنا بحمل الإسلام إلى العالم، ونحن غير قادرين على التعايش بيننا، وتحمل اختلافات هينة بين آراؤنا (كذا)..

لا تظن أن وصفك لأسلوبي آلمني، فالحمد لله إنني على بصيرة من أمري.

ولقد أراني من فضله ما لهذا الأسلوب الخيالي (كما تسميه) من أثر لم ولن يرى مثله أسلوب العصبية للرأي والانغلاق على الرؤية الواحدة (الذي دعوت لنبذه).. فإن لم تكن قرأت بعد مساهماتي في هذه الساحة (في قسمها العربي والإنجليزي) وردات فعل الآخرين عليها فأرجو أن تقرأ قبل الحكم لعلها تفيدك.. والحق أنني وجدت لدعوتي في غير هذا المكان صدى أكبر مما رأيته هنا وذلك لطغيان وكثرة من يتبنى الأسلوب الواقعي (بتعريفك) والذي يعيق التحرك لمن يدعو لنبذ الخلاف هنا..

ولكن هذا لن يوقفني بإذن الله تعالى وتوفيقه عن مواصلة أسلوبي، فلست أعمل من أجل الحصول على شهادة تقدير من أحد لكي يوقفني مثل هذا الهجوم.. والله تعالى ولي التوفيق..

(وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).

الأخ الموسوي:

تقول: (الوحدة العملية أمر نصبو إليه جميعا ولكن لا يعني هذا أن نتنازل عن عقيدتنا وطرح ما لدينا) وأعتقد إن المفهوم من الوحدة غير واضح،

الصفحة 269
فالتنازل عن العقيدة غير وارد إطلاقا، وطرح ما لدينا غير مرفوض ولكن ليكن الطرح على حسب الموقف وبالنظر إلى الأولويات ومصلحة الأمة الإسلامية.. فالطرح ليس من أجل الطرح بل هو مجرد وسيلة لغاية أكبر..

والعاقل من يتخير الوسيلة الأفضل.. وينبذ كل وسيلة لا تتفق مع الغاية..

وعلى هذا يمكنك أن تقيس أقوال العلماء الأفاضل وكتبهم الذين استشهدت بهم، فلكل زمان أولوياته ولكل مقام مقال!! إذن المرفوض هو الطرح الذي يؤجج الخلاف ويثير الشقاق.. وإن شئت ارجع لبعض حواراتي مع الإخوة السنة هنا لتعرف مقصودي.. والله الموفق.. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين..

وكتب (الموسوي) بتاريخ 29 - 1 - 2000، الرابعة والنصف عصرا:

الأخت الفاضلة إيمان، هل تقصدين أن الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه كان في زمان آخر غير زماننا؟؟

وإذا كان الأمر كذلك فوصيته لمن كانت؟

فكتبت (إيمان) بتاريخ 30 - 1 - 2000، السابعة والنصف صباحا:

الأخ الموسوي.. سؤالك وجيه..

وأقول: سيكون أكثر وجاهة لو كان اليوم بالأمس.. هل تعلم يا أخي أن يوما واحدا من أيامنا هذه تساوي عاما كاملا قبل عشر سنوات؟..

فكر بالأمر وسترى ما أعنيه.. ولكن إن كان خلافك على وصية الإمام الخميني رضوان الله عليه فتأمل معي فيما تذكره لترى هل يخالف ما أقول أو لا:

1 - ألم يؤلف كتاب كشف الأسرار؟ بلى ألف ذلك..


الصفحة 270
وإذا كنا بمنطق وأسلوب الإمام الخميني وحجته وكنا نكتب كتبا تخصصية فجميل أن نكتب مثله.. ولكننا لسنا بصدد ذلك ولسنا مؤهلين له..

2 - ألم يحذر من الوهابية في وصيته؟

أخذ الحذر يعني معرفة كيفية التعامل معهم، وإبطال مخططاتهم.. وأهل السنة ليسوا هم الوهابية.. الوهابية تعمل على نصب نفسها ممثلا عن السنة، وتريد أن تفرق بين المسلمين بتكفيرها.. والحذر التفطن إلى هذا المخطط والعمل ضده..

3 - ألم يوص بالتمسك بالثقلين في بداية وصيته؟

بالطبع على كل شيعي أن يتمسك بالثقلين، وما دخل هذا بحديثنا عن نبذ الخلاف والوحدة؟

4 - ألم يرد على الوهابية عندما اعترضوا على حديثه في الإمام المهدي (ع)؟

نرد على كل أحد يطعن في أي مقدس من مقدساتنا بالحجة والمنطق.. ولا نبدأ بالطعن في أي مقدس للآخرين حرصا على الوحدة.. هذا هو ما دعوت إليه مرارا وتكرارا..

وأخيرا تقول: (على أي أساس تستندون في رفض النقاشات العقائدية؟) لم نرفض النقاشات العقائدية بل ندعو إلى ضبطها وفق الأولويات الإسلامية.. ندعو لأن تكون حوارات هادئة لا تبعث على إثارة الخلاف، ولا تخرج عن خدمة الأهداف والمصالح العليا للأمة.. وإثارة المواضيع الخلافية لا يخدم المطلوب..


الصفحة 271
وأخيرا: المواضيع الخلافية معظمها تاريخي وليس عقائدي (كذا) لو تتأمل..

وختاما، ذكرت الكثير من الوصايا عن الإمام الخميني رضوان الله عليه ولكن لم تذكر أي (كذا) من وصاياه العديدة في الوحدة بين المسلمين ونبذ الخلاف بينهم.. نعم قلت إنه أكبر داعية للوحدة ولكن بدلا من التعميم الذي يشكك سامعيه في مقصوده (خصوصا في معرض استشهادك) ألا تذكر بعض وصاياه التطبيقية في هذا المجال؟؟

أخشى أن ذكرك لوجه واحد من العملة (خصوصا في مثل هذه المواقع) يسئ إلى شخصية الإمام من حيث لا تدري؟ وفقك الله تعالى لما يرضيه..

فكتب (الموسوي) بتاريخ 30 - 1 - 2000، الخامسة عصرا:

الأخت الفاضلة إيمان، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

في البداية أرجو أن أنطلق معك من نقطة مهمة وهي أن تحديد الأولويات هو في صميم التكليف الشرعي، فهذا الأمر إما أن يكون موكولا بنا وإما أن نتبع فيه رأي من يكون قوله حجة في حقنا كالمرجع مثلا.

وإذا كان المتبع هو رأي المرجع فحوارنا هذا تكون قيمته فقط في إبراز دليل كل مرجع، أما إن كان رأي كل واحد منا في جهة ورأي المرجع في جهة مع أن المفروض أن يكون رأيه هو المتبع فهذه طامة ومصيبة!

أما إن كان الرأي موكولا بنا، وتشخيص الأولوية بأيدينا فهذا سيجعل مسار البحث ينحى (كذا) منحى آخر، وسيكون كل واحد منا ملزم (كذا) بما توصل إليه.


الصفحة 272
وحينها فتكون قيمة الحوار في التأثر بالرأي الآخر المخالف أو التأثير على صاحب ذاك الرأي، وستكون قيمة الحوار هنا ذو (كذا) تأثير حقيقي.

وسأحاول أختي الفاضلة أن أنطلق في حديثي من خلال هاتين النظرتين معا في الحوار إما الكشف عن الرأي الملزم أو تشخيص أهمية هذه النقاشات.

فأقول وبالله المستعان:

إن أهمية الوقت والزمان وتطور مجريات الأحداث والعصرنة والانفتاح والعولمة كل ذلك لا يمكن أن يغير من جوهر الأمور وواقعيتها فيجعل المتقدم متأخرا أو العكس، وإن حصل شئ من هذا في الواقع وبسبب الجهل والإهمال والتهاون فهذا لن يؤثر في القيمة الواقعية للأمور المطلوبة والمستندة على الأسس القرآنية والحديثية.

كما أن وجود اهتمامات وابتلاءات تعصف بالأمة الإسلامية وهي غير خافية علينا جميعا لا يعني أن ننسى دور الأرضية التي يستند عليها العاملون للإسلام.

ترى هل نريد إسلاميين من قبيل الطالبان؟ يغلقون المدارس؟ ويقتلون الشيعة لأنهم كفرة؟ ويستبيحون أعراض نسائهم لأنهم كفرة؟ من سيواجه المد الوهابي بكل إمكانياته؟ ذلك المد الذي تحركه دول ومؤسسات مالية ضخمة؟

هل تستطيعين من خلال الدعوة للالتفات حول أولويات - لم تذكريها بالضبط ما هي - ستتمكنين من وقف موجة هذا المد؟

وكما تدير أمريكا في نظام القطب الأوحد دفة الأمور في العالم فإن للوهابية بما لديها من إمكانيات وتمويل من قبل دول تعرفينها كالسعودية

الصفحة 273
ومؤسسات مالية متناثرة في كل مكان وبالأخص في دول الخليج دورا كبيرا في بث أفكارهم المنحرفة وتضليل الشباب؟

كيف ستتعاونين مع شخص في سبيل الوقوف بوجه إسرائيل وهو يقول لك إنكم أشر من اليهود؟ هل واجهتك حتى الآن مثل تلك العينات؟؟ إن لم تواجهك فنحن نواجه العشرات منهم وما ساحة سحاب عنك ببعيد!!

والآن لنعود (كذا) إلى بعض تعليقاتك.

قلت: بلى ألف ذلك.. وإذا كنا بمنطق وأسلوب الإمام الخميني وحجته، وكنا نكتب كتبا تخصصية فجميل أن نكتب مثله.. ولكننا لسنا بصدد ذلك ولسنا مؤهلين له..

أقول: نحن لا ندعي أننا بمستوى الإمام الخميني، كلا وألف كلا، ولكننا نسعى أن نأخذ من أفكارهم وننشرها ونستدل بأقوالهم. وهل الاهتمام بالجانب العقائدي مقصور على تأليف الكتب التخصصية فقط؟ ولكن لي سؤال: هل قرأت كتاب كشف الأسرار؟ أظنك لو قرأتيه (كذا) فإنك ستصدمين بما فيه من بيان فضائح الشيخين؟

قلت: أخذ الحذر يعني معرفة كيفية التعامل معهم، وإبطال مخططاتهم..

وأهل السنة ليسوا هم الوهابية.. والوهابية تعمل على نصب نفسها ممثلا عن السنة وتريد أن تفرق بين المسلمين بتكفيرها.. والحذر التفطن إلى هذا المخطط والعمل ضده.

أقول: ومن طرق إبطال مخططاتهم بيان خوائهم الفكري والعقائدي وأن مذهبهم يقوم على الخرافات والتكفير وغير ذلك من فضائحهم.


الصفحة 274
والظاهر يا أختي أنك لم تقرأي العديد مما كتبته سابقا في هذا المنتدى وقلت فيه: إن الوهابية وأتباع ابن تيمية يسعون أن ينصبوا أنفسهم كممثلين لأهل السنة فلا خلاف بيننا في هذه النقطة.

وأنا بصدد إعداد مقالة أبين فيها بعض نقاط الاشتراك بين الفكر الوهابي وفكر ابن تيمية فترقبيه.

قلت: بالطبع على كل شيعي أن يتمسك بالثقلين، وما دخل هذا بحديثنا عن نبذ الخلاف والوحدة؟

أقول: الظاهر يا أختي أنك لم تعرفي ما أقصد، فالإمام الخميني عندما تحدث في وصيته عن الثقلين كان خطابه لبقية المذاهب، وقال: إن حديث الثقلين حجة قاطعة على جميع البشر وبالخصوص المسلمين من المذاهب المختلفة، ويجب على كل المسلمين أن يكونوا مستعدين للإجابة عن هذا الحديث الذي هو حجة تامة عليهم، وإن كان هناك عذر للجهلة القاصرين فلا عذر لعلماء المذاهب الأخرى. راجعي الوصية وتمعني فيها وستدركين ما أعني.

قلت: نرد على كل أحد يطعن في أي مقدس من مقدساتنا بالحجة والمنطق..

ولا نبدأ بالطعن في أي مقدس للآخرين حرصا على الوحدة.. هذا هو ما دعوت إليه مرارا وتكرارا..

أقول: وأنا أوافقك الرأي وعدم الطعن يعني أن لا نسب ولا نلعن من يحبونهم في العلن كما أمرنا أئمتنا أما بيان مثالبهم وزيف عقيدتهم وجرائمهم فذاك أمر آخر.


الصفحة 275
قلت: لم نرفض النقاشات العقائدية بل ندعو إلى ضبطها وفق الأولويات الإسلامية.. ندعو لأن تكون حوارات هادئة لا تبعث على إثارة الخلاف، ولا تخرج عن خدمة الأهداف والمصالح العليا للأمة.. وإثارة المواضيع الخلافية لا يخدم المطلوب.. وأخيرا المواضيع الخلافية معظمها تاريخي وليس عقائدي (كذا) لو تتأمل..

أقول: كلامك هذا فيه تناقض! فمرة تقولين ندعو لحوارات هادئة، ثم تقولين إن إثارة المواضيع الخلافية (بدون قيد أو تحديد بالهادئة وغيرها) لا يخدم الأولويات؟

طبعا إن اتفقنا معك في تحديد الأولويات، وهل وجود أولوية ما تعني أن تنفرد تلك الأولوية لتلغي بقية الأولويات؟ وبمعنى آخر، هل هناك أولوية واحدة أن يمكن أن تكون هناك أولويات عديدة في نفس الوقت وكل يعمل في جانب؟.

أما قولك إن المواضيع الخلافية معظمها تاريخي؟

أقول: وهل التاريخ مفصول عن الجانب العقائدي؟ مع أن هذا محل كلام، فالمسائل الخلافية تستند على أصول عقائدية وهي في النهاية تعود إلى الاحتكام إلى أهل البيت أم الصحابة؟

إلى مدرسة الإمامة والنص أم الشورى والغلبة؟

وأخيرا، فلا أريد أن أبرز وجها واحدا من العملة، بل لكي أبرز الوجه الآخر فقط، لمن لم يره حتى الآن!!

أما الوجه الذي تعنينه فواضح بالنسبة لي وأنا لا أنكر أهميته!

وفي عدة مناقشات ومنها مع الأخ الراصد كنت أقول دوما:


الصفحة 276
الاهتمام بجانب لا يلغي الآخر فتفطني رحمك الله. وفقك الله لكل خير.

وكتب (فاتح) بتاريخ 31 - 1 - 2000، الثانية عشرة وسبع دقائق صباحا:

ابنتي العزيزة إيمان:

إنه يؤسفني أن تكون فتاة مهذبة تدعو إلى مثل ما تدعين إليه، وإني لأعذرك فإن طريق الحياة سيبين لك لاحقا عبر سنيها إن شاء الله ما تطمحين له الآن.

بنيتي العزيزة: لا بد أن تعلمي بأن أسلوب الدعوة يجب أن يكون خاليا من الملابسات والغموض لأننا نؤدي رسالة سماوية، يجب أن تبدأ بالدعوة بالحكمة والموعظة والمجادلة بالتي هي أحسن، وأنت يا ابنتي أقحمتي (كذا) في المرتبة الأخيرة وهي المجادلة بالتي هي أحسن، ونحن في مثل هذه الصفحات نجادل بالتي هي أحسن، ومعنى الجدال بالتي هي أحسن هو ذكر الحقائق بالأسلوب المهذب المناسب للعرض، فإن مقام الدعوة يحتاج لكشف الحقائق، وليس أن نعيش حياة من الخيال الجغرافي تجمع بين همزتها عقائد متشاكسة متنابذة يجب كما قلت لك سابقا أن نبين الحق والحقائق.

وأما القول بأننا نعيش فترة عصيبة، فهذه من أوهن أوهام الفكر، ولعمري لقد مرت الطائفة بليل كالح إبان موت الرسول وغصب الخلافة.

فيا أيتها الأنثى، ألم تلاحظي ما عملته فاطمة، لبوة الرسالة وأسطورة المعرفة، وكمال الخلق ونفس الرسول؟ لم تهادن ولم تستقر ولم تهدأ ولم تسكن، بل أعلنت ثورة وبركان (كذا) يعصف بالسقيفة السوداء، واستمر بنوها عليهم السلام على ذلك، نعم، ربما اقتضى ريب الزمان منهم