نحن يا عزيزتي لا نرغب بأمة إسلامية أشبة بجرة الخزف، لا تحوي بداخلها إلا الفراغ، فإن مذهبا بما يحمل من حقيقة هو الذي فرض أن تكون الرسالة للعالم، فلا يظم (كذا) له الصوت العمري، ولا يشوبه التراث الأموي.
مهلا يا عزيزتي، أنا ما تهجمة (كذا) على أسلوبك من حيث إنه لأنثى، ولكن انتقدته من حيث أنثى تشيع. وما رضيت ما قلتي (كذا) ولا أرضى به، نعم وأنت ممن على مذهبي وذلك لأن الحسن من أي أحد حسن، ومنك أحسن، والقبيح من أي أحد قبيح ومنك أقبح.
هذه ساحة سخرت لإبراز عقيدت (كذا) طالما أرادوا وأدها فأبى الله إلا إتمام نوره وهداية البشرية بها فهل سندعو البشرية للاعتقاد بمبادئ عمرية أم مبادئ إسلامية؟ وهل الإسلام إلا التشيع وهل التشيع إلا الإسلام؟
وما أظمأ البشرية لمعرفة تراث هذه الطائفة، وما أحوجهم إلى عذب رحيقها ونفح أريجها.
فكتبت (إيمان) بتاريخ 31 - 1 - 2000، العاشرة ليلا:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواني الشيعة، الموسوي والفاتح..
جزاكم الله تعالى خيرا على ردودكم ومناصحتكم الأخوية، وسددنا الله تعالى جميعا إلى ما يحب ويرضى.. وبعد..
كنت قد قررت بيني وبين نفسي أن لا أرد على مداخلتكما الأخيرة خوفا من أن يكون في ردي شيئا (كذا) من الانتصار لرأيي.. والحق أني ما كرهت لنفسي ولإخواني شيئا قدر كرهي للمراء والجدال.. كيف لا؟ وقد أبلغ الرسول صلى الله عليه وآله في تحذرينا منه: لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وإن كان محقا..
ثم أنني بعد ذلك راجعت الأمر فرأيت الرد أولى، إذ لعل في رسالتي هذه فائدة أحبها لإخواني وإن كرهت الرد لنفسي...
بلى يا أخوي، إن أختكم أجهل الجهلاء.. وكما يقول أخي الموسوي..
لم أقرأ كتاب الأسرار للإمام الخميني رضوان الله عليه.. بل لم أقرأ شيئا يعد لي.. ولا يقف جهلي عند ذلك بل يفوقه بكثير، كما يقول أخي الفاتح - وقد شرفني أن تناديني بابنتي - فإنني أنثى الشخصية والتشيع والتفكير..
وبالطبع لا أملك من خبرة الرجال وتفوقهم الفكري شيئا..
ولأنني بهذا الحال فقد تعلمت من جهلي العلمي وضعفي البشري وخيالي الأنثوي ما أحببت أن أطلعكم عليه.. فإن من عامة الناس من لا يكون أفضل حالا مني.. وإن من واجب من نصب نفسه في مقام الدعوة أن يعتبر مستوى من يدعوه، ومن القبح أن يطالب البشر بما لا يقدر الداعية نفسه عليه..
ليتنا فعلا نعلم حقيقة أنفسنا!! فمتى ما عرفناها وتعاملنا في حياتنا من منطلق هذه المعرفة كفتنا عن الخطأ والزلل.. ألا يقول الحديث الشريف (من عرف نفسه فقد عرف ربه).. فهل عرفنا أننا لو لم نولد شيعة لكنا غالبا كمن نتهمهم في هذه الساحة بالنواصب ولسخرنا أقلامنا وجهودنا في عكس ما نسخره اليوم؟
لماذا إذن لا نتواضع للحق قليلا ونعترف أن تبصرنا لما نبصر ليس لنباهة عقولنا ونبوغ أفهامنا (فمن غيرنا من هو أنبغ منا) بل لأننا ورثنا ما نحن عليه؟ لماذا لا نتعامل مع الخلق من هذا المنطلق إذن وتتسع صدورنا أكثر لما يقولون ما دمنا على الحق كما نقول؟!!
وهل عرفنا كيف أن النفس لا تكره شيئا قدر كرهها للانتقاد وتسفيه الرأي؟ فلماذا إذن لا نطبق هذا في دعوتنا فنترك انتقاد ممارسات وفكر الآخرين لهم؟.. ونكتفي بنقد ذاتنا وعيوبنا لأنفسنا؟..
ونترك المساحة المتصلة بيننا للعمل في التعاون والتعارف والتعلم.. وفي نفس الوقت تحبيبهم إلى مذهبنا عن طريق حسن التمثيل لأخلاق أئمتنا عليهم السلام في تعاملهم مع المخالفين؟
أم هل عرفنا أن النفس لا تدع مجالا للعقل كي يبصر الحق حتى نستجلبها أولا باللطف والمحبة واللين؟
فالحكمة جاءت أولا لأن الحكمة قائمة على معرفة النفس وما يستجلبها من حسن الحديث الذي يلائم الفطرة.. ثم تتلوها النصيحة التي هي أثقل على النفس، ولكن لا يأتي الداعية إليها إلا بعد أن يلين بالحكمة ما خشن من النفس..
وآخر الأساليب التي لا يلجأ إليها إلا بعد كسر الحواجز النفسية تأتي المجادلة (الحسنة)!! هذا هو أسلوب الداعي وهذا أمر الله تعالى إلينا.. أليس هذا تطبيقا لقوله تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)..
فكيف طبقناه في نقاشاتنا هنا؟!!
ألسنا نريد الدعوة إلى أئمتنا عليهم السلام.. أفندعو إليهم بأمرهم أم بأمر أنفسنا؟!!
هم يقولون (كونوا لنا دعاة بغير ألسنتكم)..
فماذا نقول نحن؟ أنقول: عذرا ولكننا نفهم أسلوب دعوة أفضل وهي في هذا الموقع وفي هذا الزمان بهذه الكيفية الممتازة (ولا أعرف بعد من قال بها)؟!!
ألسنا هنا جميعا من أجل هدف.. فما هو هدفنا؟!
إذا استطعنا تحديد هدفنا يا أخي الموسوي فلن يصعب علينا تحديد الأولويات.. فلنحدد إذن سر اجتماعنا ومشاركتنا هنا ولماذا تبذل هذه الجهود؟
هل هدفنا بيان الحق وكشف مظلومية آل البيت عليهم السلام؟
إذن علينا أن نحدد أولا لمن نريد كشفه؟ ثم نحدد ما هي الأساليب التي تبلغنا هذا الهدف؟ ثم نحكم بإنصاف هل أن ما يجري هنا قد بلغنا شيئا من هذا أو لا؟
ولمجرد المساعدة أنصحكم بقراءة موضوع وعد المسيحي على ما يدور في هذه الساحة، وهو مجرد نموذج لغير المسلمين وقيسوا عليه ردود أفعال الناظرين من الخارج لما يجري هنا..
أو انظروا بحياد في موقف الزوار من السنة من أهل البيت عليهم السلام بعد هذه الفترة لتروا ما وقع هذه المواضيع الخلافية عليهم..
أو زوروا مواقع الوهابية لتعرفوا كيف أن مثل هذه الحوارات قد أحيت اللعن والتكفير على الشيعة مرة أخرى، ووجدوا هذه المرة أكبر دافع، بل لقد منحهم العذر من كان لا يعذرهم لما رأوا في مثل هذه الساحات تعريضا واضحا بمقدساتهم.. ثم احكموا بعدل هل أدت هذه الأساليب إلى إنصافهم عليهم السلام أم إلى مظلوميتهم بدرجة أكبر؟!!!
هل تعتبر الوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب من أهدافنا وخصوصا وأن الأخ الموسوي يذكر أن الإمام الخميني رضوان الله عليه أوصانا بها أم لا؟
فإن كانت من أهدافنا فهل يخدم هذا الذي يجري هنا هذا الهدف أم لا؟
إخواني.. لا أريد أن أطيل عليكم الحديث وأنتم أفضل مني وأقدر على فهم هذه الأمور.. ولكن أرجو مراجعة ما يجري على هذه الساحة والعمل
وإن كل مراقب منصف لما يجري في هذه الساحة، يخبركم فداحة الخطر الذي وعظم الفتنة التي ستحدث بين المسلمين فيما لو استمرت وتصاعدت هذه النقاشات بيننا..
وإذا كنتم ما تزالون ترون أن هذه الحوارات بالطريقة التي تجري فيها فاعلة في تحقيق أي هدف من أهدافنا، فأرجو ذكر أمثلة حية لما رأيتموه هنا حتى نحكم بدليل..
بل أقول بثقة من خبر غير هذا الأسلوب وراقب تأثيره، أن أي خير يرتجى من هذه الساحة فهو من مثل دعوات الأخ الغيور وأمثاله ممن يسيرون على هذا النهج..
وإني آمل أن تكونوا معنا أخوي في هذا الأمر الهام.. وجزاكم الله خيرا..
(ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار).
وكتب (الراصد) بتاريخ 1 - 2 - 2000، الرابعة والنصف عصرا:
ليس عندي ما أضيفه لكن أتذكر من الأخت الفاضلة إيمان في إحدى ردودها على أحد الأخوة على موضوع أعتقد أنه يحمل نفس الفكرة هنا، وهي تقول له اترك الآخرين ورأيهم واجعل الحكم وقول الفصل القرآن الكريم.
كلمات رائعة جدا، وهي تذكر الإنسان المؤمن بكتاب الله وما جاء فيه من تبيان وهدى للناس، وأنا من تلك الكلمات سوف أستعرض الآيات
(أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون).
(كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).
(ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون).
فحري بنا أيها الأخوة أن ننفتح على القرآن الكريم لنتعرف على الأسلوب القرآني عندما نحاور الآخرين ونتعرف على المفاهيم الإسلامية التي تدعونا إلى الأخوة في الله والوحدة في سبيله، لكي نكون أمة قوية عزيزة لها موقعها المميز الذي أراده الله لها.
فهل يكون ذلك ونحن نكفر بعضنا البعض!! ويشتم بعضنا الآخر!!.
هل يا ترى علماء الدين الذين يستشهد بهم بعض الأخوة يريدون منا أن نكون متعصبين متحجرين في فكرنا وفي أسلوبنا، أوليس هو القائل: إن كل من
هدانا الله وإياكم إلى الطريق القويم.
وكتب (العاملي) بتاريخ 1 - 2 - 2000، الخامسة والنصف عصرا:
قرأت الموضوع وتعقيبات الأخت والأخوة الكرام.. ورأيت أن اللبس في الموضوع جاء من عدم تحرير محل النزاع فيه.. وهذه عناوين أعتقد أنها تتصل به وتنفع فيه:
فالبديل المطلوب هو الوحدة السياسية في مواجهة أعدائها، والعمل لاسترداد حقوقها، وأخذ مكانتها اللائقة بين أمم العالم.
كلها افتراءات وكذب وحقد!! وتراهم يقفون ضد أي تقارب سياسي أو إنساني معهم، كالذي حصل في التقارب الإيراني السعودي.
لقد كان عداؤهم وبغضهم للشيعة وما زال شغلهم الشاغل، حتى أنساهم إسرائيل والغرب.. وأنساهم ذكر الله!! ولا ندري مدى جدية ما ظهر منهم في حركة بن لادن!
والجميع رأى أن أساليب السب والشتم، والشدة والحدة، والبعد عن المنطقية في البحث والنقاش، هو من صفاتهم الصارخة.. والقليل الذي صدر من الشيعة من ذلك، كان ردا، والبادي أظلم.
حفظ الأدب، ومراعاة الأخلاق الإسلامية.
والمنطق العلمي، وليس التهريج.
ومن الطبيعي أنه سيكون في ساحات الحوار المفتوحة ما ينافي ذلك..
ولكن النتيجة أن الشتامين يتضاءلون ويذهبون، ويبقى ويستمر أهل الفكر والبحث والمنطق.. وآثار النقاش المفيدة للجميع.
وكتب (فاتح) بتاريخ 1 - 2 - 2000، الثامنة مساء:
إيمان، زادك الله إيمانا وشرفا وعفة، أختي وابنتي العزيزة، ابنة التشيع والرسالة: لا تنسي أننا مشتركان في الغرض، فكل ما أريده هو ما تريديه (كذا) إنما الخلاف بيننا في الأسلوب، ولا تتصوري أن يكون ما بيننا من خلاف هو خلاف جذري، إنما هو خلاف صوري يرجع إلى منهجية البحث، وكل ما أردت أن أقول لك أن المرحلة الحالية تحتاج عدم تهاون لأنه إذا كان الطرف الآخر يحتاج إلى اللين إن لا (كذا) نستعمله معه فنحن نجادل بالتي هي أحسن، وإن لكل حادث حديث (كذا) ولكل مقام مقال. فربما ما يكون حسنا هنا يكون سيئا هناك، وما يكون سيئا هناك حسنا هنا.
هذا خلاصة ما عندي من النقض أقول لك إن هذا ما توصل له فكري وهو ليس فكر معصوم لا يقبل الخطأ لكن هذا ما أعتقده وأراه حجة بيني وبين ربي.
وكتب (العاملي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 20 - 3 - 2000، الواحدة والنصف ظهرا، موضوعا بعنوان (من لا يعتقد أن في النقاش ثوابا... فلا يناقش!!) قال فيه:
الوضوح في الحكم والموضوع هو البصيرة اللازمة لأعمالنا..
فمن شروط العمل عند المتدين العاقل أن يعتقد أنه مشروع يرضي الله تعالى ويظهر أن البعض متحير هل أن مناقشة النواصب، والمخالفين لمذهب أهل البيت عليهم السلام، ورد شبهاتهم، وجوابهم بما يناسبهم.. هل ذلك عمل يرضي الله تعالى ورسوله، أو أنه عمل يضر في وحدة المسلمين وتحاببهم، وأسلوب غلط، والواجب اتباع أسلوب آخر..
لهؤلاء الإخوة نقول:
إن الأحكام الشرعية وسيرة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام وتلاميذهم، وعلماء المذهب الحق.. تدل على وجوب الدفاع ورد الشبهات بمختلف الأساليب المشروعة، ومنها المناظرات..
وإلا انعزلوا عن بعضهم، وكفروا بعضهم وتعادوا وتقاتلوا.. كما حدث في الماضي.. ومن لم يؤمن بصحة النقاش والمناظرة، فليترك النقاش، وليعذر من يعتقدون به..
- أخرج الصدوق رحمه الله في من لا يحضره الفقيه: 4 / 399:
إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد، ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء.
- وفي علل الشرائع للصدوق: 2 / 394:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله عز وجل العالم والعابد، فإذا وقفا بين يدي الله عز وجل قيل للعابد: انطلق إلى الجنة، وقيل للعالم قف تشفع للناس بحسن تأديبك لهم.
- وفي التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 344:
وقال علي بن موسى الرضا (عليهما السلام): يقال للعابد يوم القيامة:
نعم الرجل كنت، همتك ذات نفسك وكفيت الناس مؤنتك، فادخل الجنة.
إلا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره، وأنقذهم من أعدائهم، ووفر عليهم نعم جنان الله، وحصل لهم رضوان الله تعالى.
ويقال للفقيه: يا أيها الكافل لأيتام آل محمد الهادي لضعفاء محبيه ومواليه، قف حتى تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك، فيقف فيدخل الجنة ومعه
وكتب (النداء الأخير) بتاريخ 20 - 3 - 2000، الثانية عشرة مساء:
السلام عليكم.
أحببت أن أسأل الأخ العاملي سؤال واحد (كذا):
لماذا نناقش؟؟؟ لماذا نحب أن نتطرق إلى هذه المواضيع بالذات، ونريد أن نثبت بطولاتنا؟؟
لا أعلم، فهل لك أن تخدمني، ما الطائل من وراء هذه النقاشات المذهبية؟
أحببت أن أجد لديكم جوابا مقنعا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فأجابه (التلميذ) بتاريخ 21 - 3 - 2000، الثانية عشرة والثلث:
النداء الأخير:
إذا كنت أخي العزيز عاجزا عن النقاش ورد شبهات المخالفين... فلا يحق لك أن تطلب من الآخرين الكف عن ذلك.
وإن كنت أنت قد شخصت عدم الجدوى من النقاش فغيرك شخص خلاف ما أنت شخصت...
ومن قال لك إن المسألة مسألة بطولات...
سبحان الله هكذا يرمى الكلام على عواهنه...
أخي إذا لا يعجبك هذا النقاش... فهناك منتديات ليس بها ذلك، ومنابر لا نقاش مذهبي بها... فزرها واترك عنك هذه...
التلميذ - مدافع عن الحقيقة
ثم أجابه (العاملي) بتاريخ 21 - 3 - 2000، الثانية عشرة والنصف ظهرا:
أناقش أولا، لأدفع الافتراءات والشبهات عن الإسلام الحق والمذهب الحق، مذهب خير الخلق، محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم.. لأنهم مظلومون ممن يزعم حبهم، بينما هو ظالم لهم.
وأناقش ثانيا، لأبين مقامهم صلوات الله عليهم، لأن الله تعالى جعلهم الواسطة التي يعرف بها ويطاع عن طريقها.. فلا معرفة حقيقية إلا عن طريقهم، ولا خير إلا عن طريقهم.. ولا تكامل لإنسان في دنياه فضلا عن آخرته، إلا بمعرفتهم واتباعهم.
ولو استطعت أن أصرخ في آذان الدنيا: ما لكم غافلون عن هؤلاء العظماء الربانيين.. ما لكم تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير..
ما لكم لا تعرفون طريق تكاملكم وفوزكم في الدارين.. لفعلت.
ووالله إني أحب أن أصرف وقتي في غير النقاش، ولكني أقتطع من وقتي ونومي لهذا الواجب الذي أخاف الإثم بترك ما يجب منه!
وهناك: ثالثا ورابعا وخامسا... أيها الأخ..
ثم.. أرجو أن لا تأخذ موضوعا لأطفال المناقشين، وسفهائهم وتصدر الحكم منه.. بل خذ مجموع المواضيع والمواقع، وحركة النقاش في السنة المنصرمة وآثارها...
كما أرجو أن لا تنظر إلى النتيجة الآنية مع طرفي النقاش، بل انظر إلى سير هذا النقاش في مجتمعات أمتنا وفكرها ومشاعرها.. وأن الجو العام بالنتيجة
وشكرا.
وكتب (الخزاعي) بتاريخ 21 - 3 - 2000، الثانية عشرة وأربعين دقيقة:
الأخ العزيز النداء الأخير:
لو لم تكن هناك فائدة من النقاش المذهبي لما طالبنا بترشيده واتباع الأساليب المثلى. واسمح لي أن أقول إن توقيعكم يعني النقاش بشكل عام ويدخل فيه المذهبي!
وبطرحنا هذا لا يعني أننا نلغي الفائدة تماما بل هناك بعض النقاشات المذهبية موضوعية ونموذجية.
وخلاصة القول هو المطالبة بالكف عن التراشق الذي يبدأ في كثير من الأحيان من عنوان الموضوع!!
فمثلا لما يكتب العنوان (أهل الفلتة والجماعة أعمالهم الصالحة باطلة..) مع اعتذاري لصاحب الموضوع ولا أعرف من هو - وهكذا.. فماذا تتوقع من محاورك؟!!
إن أقل ما تتوقعه هو الرد بالمثل لأنك عمدت على استفزازه.
وكتب (العاملي) بتاريخ 21 - 3 - 2000، الواحدة وعشر دقائق:
الحمد لله أننا متفقون أيها الأخ الخزاعي، وقد أجبتك على سؤالك في الموضوع الأصلي، وأرجو أن تلاحظ اقتراح النقاش المحدود.
أشكر الأخ التلميذ على مداخلته،
وكتب (الفاروق) بتاريخ 21 - 3 - 2000:
أتعرفون أيها السادة أن أكثر ما يؤلمني ويحز في نفسي هو أن تتحول هذه النقاشات العقيمة إلى أرض الواقع بكل ما تحمله من حقد وسباب وغيرها من الأمور التي إن تحولت إلى أرض الواقع بين المدن والأسواق والساحات لأصبحت مجازر دموية، ونسأل الله أن يكفينا شر الفتن.
وليس هذا أن النقاش البناء وعلى أسس قيمة يسود فيها الحب والاحترام بين الطرفين، ليس له ثواب، بل إن الإسلام دين دعوة والدعوة حوار ونقاش.
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى.
وكتب (أبو الفضل) بتاريخ 21 - 3 - 2000، الثانية عصرا:
الأخوة العاملي والتلميذ وخزاعي.
السلام عليكم يا من ركبتم سفينة أهل بيت رسول الله.
والله إنكم وإن شاء الله من الناجون. (كذا).
أحيي فيكم روح الحوار والمواضيع التي تدل على جهادكم في سبيل الله وفي سبيل رفع كلمة الإسلام.
إني معكم في كل ما أنتم فيه، أنا عضو جديد في الحوار العام قرأت الكثير منه ولم أستطع كبح نفسي من الاشتراك ولو في أي شئ.
لقد عشت أكثر سنين حياتي بين السنة وكنت أتوضأ وضوء هم وأصلي صلاتهم، حتى أنار الله بصري وبصيرتي إلى الحق وليس بعده حق.
وهو مذهبنا مذهب الأئمة الطاهرين من كل رجس.
وأحمد الله وأشكره على نعمته. والسلام عليكم. والله ولي التوفيق.
وكتب (الأشتر) بتاريخ 21 - 3 - 2000، الثالثة والنصف عصرا:
صدقت يا عاملي، فإن مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء، ولكن لمن توجه النصيحة أخي العزيز؟
ما الفائدة من قيام البعض بتخصيص مواضيع فيها الشتم وفيها السب؟..
وكتب (النداء الأخير) بتاريخ 21 - 3 - 2000، الرابعة عصرا:
السلام عليكم.
بل.. بل.. بل..
بالراحة عليي اشوي! عاد خلوني افسر المغزى من السؤال؟
يا أخي التلميذ لا توجه سؤالي الوجهة التي تريد الرد بها، ولكن وجهه إلى الوجهة العامة، كما أطلقته إطلاقا عاما؟
لقد كان سؤالي مجرد استفسار عن النقاش.. همم..
لأني بصراحة لا أقول بعدم جدية النقاش من الناحية الفكرية، لكن من الناحية الواقعية أريد أن أعرف لماذا قبل أن ندخل في تفاصيله، فالتفاصيل لن تخدم بدون خطوط واضحة للنقاش.
فلست بالعاجز ولست بالقاصر أو المقصر، ولي ثقافة تكفيني وتنزهني عن الدخول في مهاترات من النوع الذي حاولت أن تبتدأ فيه.
وشكرا جزيلا يا أخي العاملي، ولي معك وقفة أخرى لنكمل حديثنا، ولكني في عجلة من أمري في الوقت الحالي.
والأخ الخزاعي: أيضا لنا وقفة معكم أيضا هذا المساء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتب (خالد 78) بتاريخ 21 - 3 - 2000، السادسة والنصف مساء:
النقاش العلمي مطلوب بل من الضروري جدا ومفيد لجميع الأطراف.
المشكلة الأساسية أن جميع الأطراف تكذب بعضها البعض.
أي نعم قد تظهر بعض الحقائق الدامغة من بعض الأطراف من خلال تبادل الأكاذيب والادعاءات، لكن هل هذا هو النقاش العلمي المرجو فيه الفائدة؟
أعلم أن ما أقوله ليس بجديد، ولكن الإعادة صفة أساسية من صفات هذا المنتدى لذا أود أن أعيد وأكرر وأذكر بأنه يجب أن تكون هناك قواعد وأسس يبنى عليها النقاش. وإلا فما يحدث الآن ليس بنقاش، بل هو تراشق بالكلمات بدل الرصاص، والفقرات بدل القنابل، إلا من رحم ربي وهو قليل.
كيف يمكن أن نصل إلى تفاهم إذا كان كل ما يرويه السنة مشكوك فيه، وكذلك كل ما يرويه الشيعة. اللهم إلا تبادل التهم والسباب؟!
وكتب (الوجه الآخر) في شبكة أنا العربي، بتاريخ 8 - 7 - 1999، التاسعة مساء موضوعا بعنوان (إلى الأخ العاملي بالخصوص). قال فيه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية لك ولكل الأخوة المشاركين.
أطلب منك بما أنك متحمس للنقاش في القضايا العقائدية بحسب ما أراه أمامي في الساحة، أن تبين لنا موقعنا كمسلمين في العالم الإسلامي في قبال المسيحية، في قبال اليهودية، في قبال الديانات الأخرى، وتطرح الدفاع عن الإسلام بما أنك من المسلمين، وبيان الشبه التي تطرح ضد الإسلام في الغرب والشرق، وتعطي هذا الجانب شيئا من اهتمامك، ولا تطغى عليك النزعة الشيعية التي لا تنتهي ما دام الخطان متنافسان (كذا).
فإننا بحاجة ماسة إلى بيان ما يطرح ضدنا كمسلمين، ولي معك لقاء لبيان بعض الشبه.
فكتب (العاملي) بتاريخ 8 - 7 - 1999، الحادية عشرة مساء:
الأخ الوجه الآخر المحترم، بعد السلام عليكم، حماسي - حسب تعبيرك - للنقاش في الأمور المذهبية هو تكليف شرعي بوجوب رد سيل التهم والافتراءات والتصورات الخاطئة، وهو لا ينسجم مع هواي الذي هو البحث العلمي في موضوعاتي التي اخترتها، وتحتاج إلى وقت وشئ من الراحة! وهو عين الدفاع عن الإسلام وليس نوعا آخر غيره!
فالأمة يا أخي ما لم تنصف أهل بيت نبيها صلى الله عليه وآله لا يمكن أن تنهض من انهيارها..
الأول: مخزون الفكر الإسلامي الشيعي، وهو مخزون علمي مميز في النوعية والكمية، وأهل الفكر والفقه ذووا المستويات العليا يعرفون قيمته وأثره الإيجابي الكبير في الأمة وفي العالم، وإن أنكره أو ظلمه أشباه المتعلمين والجهلة المتعصبون.
والثاني: مخزون الشخصية الشيعية، وأقصد الطاقة الكامنة في الشيعي المتدين العادي، فالمسلم الشيعي بسبب معاناته وعيشه في جو ولاية أهل البيت وقضيتهم، يملك طاقة شخصية (ذرية) لم تكشف منها الأحداث ولا عمليات شباب الشيعة ضد إسرائيل إلا قليلا!!
وستعرف الأمة أنها بأمس الحاجة إلى هذا المخزون الفكري والاستشهادي في معركتها الكبرى القادمة! فلا تقل: تطغى عليك النزعة الشيعية، فإنما هي العمل الإسلامي، والمطالبة بأن يرفع خصوم التشيع ظلمهم عن هذا المذهب، لتستفيد الأمة من موقعه المتقدم وفاعليته المميزة في معركتها مع أعداء الإسلام.
أما عن شبه أعداء الإسلام وعملهم الدائب لتشويه الإسلام وثقافته وجميع المنتمين إليه بكل مذاهبهم، فأنا معك في ضرورة الرد عليهم، ولكن قد أختلف معك لأني أرى أن أهمية الرد الفكري عليهم تأتي بالدرجة الثالثة، فأعداء الإسلام يقدسون القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية ويخضعون لها، أضعاف ما يخضعون للمنطق والحجج الفكرية العلمية!
وكتب (الوجه الآخر) بتاريخ 9 - 7 - 1999، الثامنة والنصف صباحا:
إلى الأخ العاملي: السلام عليكم، نحن لا نشك في أنك عندما تتكلم وتناقش بأن ذلك من منطلق التكليف الشرعي، فنحن حملا لك على الصحيح نرى أنك تتكلم كذلك، وأما عن التهم والافتراءات والتصورات الخاطئة التي تكال لك أو لمذهبك فإن أخوك (كذا) السني يقول نفس الكلام الذي أنت تقوله، ويقول لك إنه لا يوجد لك امتياز عليه فهو من حقه أن يقول نفس الكلام الذي تقوله، وتبقى المسألة بينك وبين السني أنت تقول شئ (كذا) وهو يقول شئ (كذا) وكل منكما يقول إنه من منطلق الدفاع عن الإسلام يتكلم، ويبقى العدو اللدود، العدو الحقيقي، لا يواجهه أحد، وكأن التركيز مع السني والسني مع الشيعي هو همنا الأكبر وهو المشكلة الوحيدة التي هي أهم مشكلة.. كلا يا أخي...
لا أوافقك على هذا ولا أعتقد أنك لو تأملت في مقصودي أن تخالفني الرأي وثالثا!: أنا شخصيا أرى أن التركيز على المشكلة العالقة بين الشيعة والسنة منذ أن وجد التشيع كخط منفصل ومتشخص لا يوجد له حل ما لم تنبذ روح العصبيات، وينصف السني الشيعي، من نفسه ويرضخ الجميع للدليل..
لا يوجد حل.. لأنه يا أخي إذا كان الطرف المقابل لك لا يعرف كيفية الاستدلال ولا يعرف وجوب اتباع الدليل ما أرى فائدة لكيل الأدلة عليه..
لأنه ليس بمستوى ذلك وهذا أمر واضح لكل من له أدنى تأمل في واقع التأريخ...
ورابعا: ما قلته عن المخزون الفكري الشيعي ومخزون الشخصية الشيعية فنفس هذا الكلام سوف يقوله السني عن المخزون الفكري السني ومخزون الشخصية السنية والطاقة الكامنة في الفرد السني الكلام نفس الكلام....
وخامسا: أراك غضبت عندما قلت لك بأنك تطغى عليك النزعة الشيعية فإذا كان هذا يغضبك ولا يريحك فأنا سوف أبدل لك هذه الكلمة بأخرى وهي الإحساس بالمسؤولية الدينية فكذلك يا أخي السني يدعي ذلك...
وسادسا: ما قلته حول شبه أعداء الإسلام التي يرومون من وراءها تشويه صورة الإسلام فإن تصنيفك لها في المرتبة الثالثة بأي وجه حددتها بهذه المرتبة؟؟؟
وماذا تقول لو بقيت تلك الشبه بدون رد عليها وبقينا في شبه السنة والسنة في شبه الشيعة وهكذا إلى ما لا نهاية له؟ لن تصل بك النوبة إلى المرتبة الثالثة.
ثم أين هي المرتبة الثانية؟
ثم إنني لم أقل لك من أول الأمر أن تترك هذه الشبه وتصب كل جهدك
على تلك الشبه، بل أقول إنه ينبغي أن تكون هناك موازنة بين الأمرين،
وترجيح أحدهما على الآخر يحتاج إلى تعمق في خطر المشكلة من ذاك الجانب
لا أن نوجهها بأن أعداء الإسلام يقدسون القوة العسكرية فحسب بل إنه يا
أخي بقدر ما يقدسون القوة العسكرية كذلك يقدسون القوة الفكرية، فتعال
معي إلى واقعنا اليوم لنرى مدى تأثر مجتمعاتنا المسلمة بالفكر الغربي الكنيسي