الباب الثاني
مناظرات في التوحيد وصفات الله تعالى
عناوين الفصول:
الفصل الأول
مذهب الوهابيين وإمامهم ابن تيمية في التوحيد
عناوين المواضيع:
ابن تيمية يتبنى عقيدة التجسيم التوراتية!
يزعم أتباع ابن تيمية أنهم وحدهم الموحدون.. وأنهم وحدهم أصحاب العقيدة الصحيحة.. وأهل السنة والجماعة!! وأن بقية المسلمين الذين يخالفون رأيهم، هم أهل البدع والضلالة، وأكثرهم كفار مشركون!!
لكنك عندما تنظر إلى عقيدة ابن تيمية وأتباعه، يأخذك العجب، لأنها تقوم على أسس بعيدة كل البعد عن التوحيد الذي عليه المسلمون!!
فالتيميون يشبهون الله تعالى بخلقه! ويجسمون ذاته المقدسة! ويقولون إن صفات التجسيم لله الموجودة في التوراة المحرفة كلها صحيحة!!
والله عندهم على صورة البشر، وهو موجود في مكان خاص من الكون، وينزل إلى الأرض ويصعد، ويفرح ويضحك ويغضب!!.. الخ.
فمعبودهم جسم من نوع الطبيعة المخلوقة، وهو خاضع لقوانين الزمان والمكان اللذين خلقهما!!
وإذا قلت لهم: إن الله تعالى منزه عن أن يحويه مكان أو زمان، لأنه قبلهما، وهو في نفس الوقت في كل مكان وزمان، مهيمن عليهما وعلى كل
رؤية الله تعالى بالعين محال!
نعتقد بأن الله تعالى لا يمكن أن يرى بالعين لا في الدنيا ولا في الآخرة لأنه ليس كمثله شئ، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، ولا يحيطون به علما.. إلى آخر الآيات الصريحة بأن الله تعالى لا يمكن أن يرى بالعين، بل يرى بالعقل والقلب، وهي أعمق وأصح من رؤية العين.
وقد استدل أئمتنا عليهم السلام، وعلماؤنا رضي الله عنهم، على نفي التجسيم والرؤية بالكتاب والسنة والعقل.. واعتبروا أن ذلك من ضرورات مذهبنا، بل هو كالبديهيات حتى عند عوامنا.
وأول ما ظهر القول برؤية الله تعالى بعد النبي صلى الله عليه وآله من كعب الأحبار وأمثاله، فوقف أهل البيت عليهم السلام وجمهور الصحابة في وجه ذلك، وكافحوا ضد نسبة الرؤية بالعين إلى الإسلام، وما تستلزمه من التشبيه والتجسيم! ومنهم أم المؤمنين عائشة، وأحاديثها في ذلك صريحة مدونة في الصحاح!
والدليل البسيط على نفي إمكان رؤية الله تعالى بالعين:
أن ما تراه العين لا بد أن يكون موجودا داخل المكان والزمان، والله تعالى وجود متعال على الزمان والمكان، لأنه خلقهما وبدأ شريطهما من الصفر والعدم، فكيف تفرضه محدودا بهما خاضعا لقوانينهما؟!
لقد تعودت أذهاننا أن تعمل داخل الزمان والمكان حتى ليصعب عليها أن تتصور موجودا خارج قوانينهما، وحتى أننا نتصور خارج الفضاء والكون بأنه فضاء!
لكن عقل الإنسان يدرك أن الوجود لا يجب أن يكون محصورا بالمكان والزمان، وأن الإنسان بإمكانه أن يرتقي في إدراكه الذهني فيدرك ما هو أعلى من الزمان والمكان ويؤمن به، وإن عرف أنه غير قابل للرؤية بالعين.
وهذا الارتقاء الذهني هو المطلوب منا نحن المسلمين في نظرتنا إلى وجود الله تعالى، لا أن نحاول جره إلى محيط وجودنا ومألوف أذهاننا، كما فعل اليهود عندما شبهوه بخلقه وادعوا تجسده في عزير وغيره، أو كما فعل النصارى على أثرهم فشبهوه بخلقه وادعوا تجسده بالمسيح وغيره!
السؤال عن الله تعالى بأين وكيف ومتى سؤال غلط، فالمكان والزمان لم يكونا ثم كانا.. بدليل أن لهما آخر والخيط الذي له آخر لا بد أن يكون له أول!.
المكان هو ظرف المخلوقات، والزمان حركتها.. وقد بدأ الله تعالى شريطهما من العدم عندما أوجد ظرفا وأوجد داخله موجودا متحركا! أما هو سبحانه فوجود من نوع آخر ليس من نوع هذا الظرف ولا المظروف ولا الحركة.. إنه خالقها جميعا، وخالق قوانينها.. ولو كان يخضع لقوانينها لكان مخلوقا مثلهما!!
فكل سؤال يجعل تعالى داخل المخلوقات سؤال غلط.. ولا يوجد في القرآن ولا في السنة أبدا!
وإن رأيته مقبولا في مصدر من مصادر المسلمين فاعرف أنه غريب متسلل!!
وهذا الدليل يكفي للحكم بأن حديث أبي رزين هو تصور من عالم أبي رزين، أو من عالم الراوي الذي روى عنه، وأن أصله من تصورات كعب الأحبار أو ثقافة وثنيات العرب!!. يزعم أبو رزين أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله: أين كان الله قبل خلق الخلق؟ أي قبل جميع الخلق بما فيه المكان والزمان والفضاء والهواء والسحاب.. فقال له: كان في عماء تحته هواء وفوقه هواء!!
فزعم على لسان النبي صلى الله عليه وآله وجود الأين والهواء والسحاب قبل الله تعالى أو معه!! والعياذ بالله!!.
وقد أجاب أهل البيت عليهم السلام عن هذا السؤال فقال علي عليه السلام لمن سأله: متى وجد ربنا؟ قال له: ويحك أخبرني متى لم يكن أخبرك متى كان!!
إن قبول صيغة السؤال بأين عن الله تعالى لا وجود لها في ثقافة المسلمين..
وأينما وجدتها فابحث عن أصلها من ثقافة اليهود والنصارى، أو غيرهم!!
إن كل الضلال في مذاهب العقيدة، من عدم التوازن بين الحمد لله وسبحان الله فالجهمية أرادوا (التنزيه) بزعمهم فنفوا أن يكون الله تعالى شيئا
أما ابن تيمية فتصور أن صفات الله تعالى كصفات الأشياء الطبيعية، لا يمكن إثباتها لله تعالى إلا بأن يكون سبحانه جسما لا جسدا!! فوقع في التشبيه وفي الثنائية بين ذات الله تعالى وصفاته.. فخالفه لذلك جمهور المسلمين وبقي يدافع فيما تخبط فيه!!
ذلك أن جعل الذات الإلهية غير الصفات يعني وجود شيئين: الله تعالى وصفاته، وهذا يوجب السؤال: من كان قبل الآخر؟ وهي شبيهة جدا بثنائية الأب والابن النصرانية، التي لم يستطيعوا إلى الآن أن يخرجوا منها!!.
كما صحح ابن تيمية أحاديث التشبيه التي أدخلها المتأثرون باليهود وثقافتهم في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله، مثل حديث الحاخام وأم الطفيل، ونزول الله تعالى بذاته، وحديث (العماء) وأمثاله، فكانت نتيجة تفكيره: أن الله تعالى جسم! وهو يشبه الإنسان الذي خلقه على صورته!
وأن الإنسان شبيهه وليس مثيله! فوقع في التشبيه كالنصارى، ولم يستطع أن يخرج منه!!
ردا على مقولة العاملي في نفيه لصفات الله تعالى:
إن من أساس التوحيد الإيمان والإثبات بما وصف الله نفسه وما تحدث فيه القرآن الكريم أو تحدثت عنها الأحاديث النبوية الشريفة في إثبات الصفات لله تعالى. وسوف أذكر منها أشياء وليس كلها ولكن قدر ما أستطيع وإليك الآتي:
1) لله ذات:
قال تعالى: (قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد. ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد) وسبب هذه الآية أن كفار قريش قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صف لنا ربك، فنزلت هذه الآية... مروية في جميع كتب التفاسير.
وذات الله لا تشبه ذوات المخلوقين كما أن صفاته لا تشبه شيئا من صفات المخلوقين، فلله الكمال الذي لا كمال بعده. وقال تعالى منافيا المشابه بينه وبين خلقة حيث قال: (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير). سورة الشورى - 11
2) وجه الله سبحانه:
لله وجه، ووجهه لا يشبه وجوه المخلوقين من خلقه، نصدق بذلك ونؤمن به، لأن الله تعالى أخبرنا بذلك في كتابه ونص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه. قال تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) الرحمن - 27. ويقول ابن جرير في تفسيره لهذه الآية: وذو الجلال والإكرام نعت الوجه، فلذلك رفع. وقد نفى بعض الناس صفة الوجه لله تعالى وزعموا
رد عليهم الإمام ابن خزيمة فقال: هذه دعوى يدعيها جاهل بلغة العرب، لأن الله جل وعلا قال: (ذو الجلال والإكرام) فذكر الوجه مضموما في هذا الموضع مرفوعا، ولو أراد وصف نفسة لقال: ذي الجلال والإكرام.
ذكر أثر الإيمان بوجه الله تعالى:
إذا عملنا عملا صالحا إنما نقصد وجه ربنا بأعمالنا كما أرشد الله إلى ذلك في محكم كتابه، فأي عمل لا يقصد وجهه باطل، قال تعالى: (كل شئ هالك إلا وجهه). وبذلك إنفاق المال ابتغاء وجه الله قال تعالى: (وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) سورة الروم - 39.
وقد وصف الله عباده الصالحين بأنهم يريدون وجهه ولا شئ غير وجهه: ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا) سورة الإنسان - 9.
قال أيضا: (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) سورة الليل 19 - 20.
وقال جل وعلا: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) سورة الكهف - 28.
وكذلك روى ابن جرير وابن خزيمة في كتاب التوحيد والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله بوجهه الكريم. عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: لما نزلت: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) قال النبي: أعوذ بوجهك قال: (أو من تحت أرجلكم) قال النبي: أعوذ بوجهك قال (أو يلبسكم شيعا) قال النبي: هذا أيسر.
3) لله يدان سبحانه:
ولله يدان ولا يشبهان شيئا من أيدي مخلوقاته، قال تعالى: (بل يداه مبسوطتان) سورة المائدة - 64. وقال لإبليس اللعين: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) سورة ص: 75.
4) محبة الله تعالى:
جاء في الكتاب والسنة أن الله تعالى يحب الأعمال الصالحة كما يحب من الكلام معينا. قال تعالى: (إن الله يحب المحسنين)، وقال: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) سورة الصف - 4.
وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
5) رؤية الله تعالى:
قال تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) سورة القيامة. وجاء في كتاب العقيدة في الله، لعمر الأشقر، أن الإمام مالك - رضي الله عنه - سئل عن الرحمن على العرش استوى، وكيف يكون استواؤه؟. قال:
الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة... ص 168. فكل صفة من صفات الله معلومة والكيفية مجهولة لأن ليس كمثله شئ، ولكن الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
وأما قصة التجسيم: قال الإمام ابن القيم الجوزية في كتاب الروح، فصل في الفرق بين حقائق الأسماء والصفات وبين التشبيه والتمثيل: قال الإمام أحمد بن حنبل ووافقه من أئمة الهدى: أن التشبيه والتمثيل أن تقول: يد كيدي أو
وقال أحمد: فأي تمثيل وأي تشبيه لولا تلبيس الملحدين، فمدار الحق الذي اتفقت عليه الرسل على أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصف به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل.
وقال أحمد أيضا: إثبات الصفات ونفي مشابهة المخلوقات، فمن شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد حقائق ما وصف الله به نفسه فقد كفر، ومن أثبت له حقائق الأسماء والصفات ونفى عنه مشابهة المخلوقات فقد هدي إلى الصراط المستقيم.
هذا قول الإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك بن أنس، وهذا نقل ابن القيم واستشهاده. فعلام يلام ابن تيمية إذن؟؟ فما قول ابن تيمية يختلف عما سبقه من العلماء. هل هذا لأنه تعبير لحقدكم عليه وذلك لأنه أفحم إمامكم ابن مطهر الحلي، إن كان كذلك فلا لوم عليكم.
وكتب (جمال نعمة) بتاريخ 11 - 3 - 2000، الثامنة صباحا:
إذا سلمنا بأن الله له وجه (والعياذ بالله) ودليل أبي فراس: أن كل شئ هالك إلا وجهه. نقول وقع أبو فراس في مشكلة عويصة. لأن إذا هلك كل شئ إلا وجه الله معناها: أن جسم الله (والعياذ بالله) هو من الهالكين.
فماذا يبقى لدى أبي فراس من ربه.
قبل أن تتصدى لموضع، شغل عقلك قليلا بين فترة وأخرى، حتى لا يصيبه الصدأ. وتفسير ما ذكرت يا أبو (كذا) فراس أن كل عمل لا يراد به
إن العمل يجب أن يكون خالصا لله فقط. وإلا يوم القيامة سيقال: له خذ أجرك ممن عملت العمل لأجله.
فكتب (أبو فراس) بتاريخ 11 - 3 - 2000، الرابعة مساء:
الرد على جمال:
فقد قلت: إذا سلمنا بأن الله له وجه (والعياذ بالله) ودليل أبي فراس أن كل شئ هالك إلا وجهه. نقول وقع أبو فراس في مشكلة عويصة. لأن إذا هلك كل شئ إلا وجه الله معناها أن جسم الله (والعياذ بالله) هو من الهالكين. فماذا يبقى لدى أبي فراس من ربه.
الجواب بعد الاستعانة بالله تعالى: نرى الناس يؤلون الأشياء على حسب أهوائهم وعقلياتهم، تدل على خبثهم بأسلوب يكشفون عن وجوههم قناع الحياء والأدب لربهم والإيمان به، ويظهرون عكسه لقلة عقلهم على قدر تفكيرهم.
وقد جاء قوله تعالى (لمن الملك اليوم، لله والواحد القهار) ومن صفاته أنه حي لا يموت، ويوم القيامة يموت جميع خلقه ويبقى وحده هذا في النفخة الأولى ثم النفخة الثانية فإذا هم قيام ينظرون. فكيف أولت الآية أن يد الله وساقه وبصره يهلك إلا وجهه؟؟ إنما المقصود: ذاته تعالى فعبر بالوجه عن ذاته.
جاء في تفسير ابن كثير قوله: كل شئ هالك إلا وجهه، إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم، الذي تموت الخلائق ولا يموت، كما قال تعالى: (كل
وقد ثبت في الصحيح من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصدق كلمة قالها الشاعر لبيد (ألا كل شئ ما خلا الله باطل)، وقال مجاهد والثوري في قوله (كل شئ هالك إلا وجهه) أي: إلا ما أريد به وجهه، وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له، قال ابن جرير: ويستشهد من قال ذلك بقول الشاعر:
وهذا القول لا ينافي القول الأول، فإن هذا إخبار عن كل الأعمال بأنها باطلة إلا ما أريد به وجه الله تعالى من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة، والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وزائلة إلا ذاته تعالى وتقدس، فإنه الأول والآخر الذي هو قبل كل شئ وبعد كل شئ.
وكذلك تفسير القرطبي يوافقه تفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير الطبري وتفسير الرازي وتفسير سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن، وكذلك تفسير الشوكاني وتفسير الزجاج وتفسير البيضاوي والنسفي وغيرهم، كلهم أجمعوا أن معنى الآية كل شئ هالك إلا ذات الله تعالى بما فيه من صفاته تعالى.
فمن أين جئت بهذا الكلام يا فهيم؟؟ أفدل عقلك وأرشدك على هذا الأمر؟؟ هنيئا لك بهذا العقل النير. اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته.
وكتب (علي علي) بتاريخ 11 - 3 - 2000، الخامسة إلا ربعا عصرا:
في (البحار) باب الجنة ونعيمها: (من سره أن ينظر إلى الله بغير حجاب وينظر الله إليه بغير حجاب، فليتول آل محمد..).
واقرؤوا الآتي.. يقول فيلسوف الشيعة الملقب بصدر المتألهين محمد بن إبراهيم صدر الدين الشيرازي في تفسيره القرآن الكريم: (ألا ترى صدق ما قلناه لا تزال النار متألمة لما فيها من النقيص وعدم الامتلاء حتى يضع الجبار قدمه فيها كما ورد في الحديث، وهي أحد تينك القدمين المذكورتين في الكرسي).
وهذا الأمر ثابت لدى السنة، ولكن الشيعة كذبوه لأن راوي الحديث عندنا أبو هريرة رضي الله عنه..
هدانا الله وإياكم إلى طريق الصدق، إنه على كل شئ قدير.
تكلمت من عندك يا أبا فراس.. فأين المصدر من كلام إمامك؟!!
تفضل وقارن بين ما قلته وبين هذا الكلام الذي يصرح فيه إمامك بأن: الله تعالى جسم موجود في مكان، وله أعضاء، وله شبيه!
قال في كتاب تلبيس الجهمية ص 543:
وأما التمثيل فقد نطق القرآن بنفيه عن الله في مواضع كقوله ليس كمثله شئ، وقوله هل تعلم له سميا، وقوله ولم يكن له كفوا أحد، وقوله فلا
وقال في ص 814:
لكن الاعتقاد الذي يدعوهم إلى رفع أيديهم لا يجب أن يكون من التمثيل الباطل إذ لا يختص أهله بالرفع إلى الله. وإذا كان كذلك لم يكن مستند الناس كلهم في الرفع إلى الله باطلا، وإذا لم يكن مستندهم كلهم باطلا بل كان مستند بعضهم حقا، ثبت أن الله يرفع إليه الأيدي، وأن فاعل ذلك يكون اعتقاده صحيحا، وذلك يقتضي صحة الإشارة الحسية إليه إلى فوق وهو المطلوب!!! انتهى.
وانظر كيف زعم ابن تيمية أن النبي (ص) ارتضى عقيدة اليهود وتلقى منهم!! قال في منهاج سنته ج 2 ص 562:
وأما الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيثبتون إثباتا مفصلا وينفون نفيا مجملا! يثبتون لله الصفات على وجه التفصيل وينفون عنه التمثيل، وقد علم أن التوراة مملوءة بإثبات الصفات التي تسميها النفاة تجسيما! ومع هذا فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على اليهود شيئا من ذلك!! ولا قالوا أنتم مجسمون!! بل كان أحبار اليهود إذا ذكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من الصفات أقرهم الرسول على ذلك!! وذكر ما
فكتب (أبو فراس) بتاريخ 12 - 3 - 2000، الواحدة إلا ربعا صباحا:
أما القول بأن شيخ الإسلام ابن تيمية مفحم شيخكم ابن مطهر الحلي، أخذ هذه العقيدة من اليهود، فأين إثباته على هذا؟؟
أما احتجاجك بمقولة ابن تيمية في منهاج السنة في الرد على الشيعة في نفيهم للصفات وهو: (وأما الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيثبتون إثباتا مفصلا وينفون نفيا مجملا، يثبتون لله الصفات على وجه التفصيل وينفون عنه التمثيل وقد علم أن التوراة مملوءة بإثبات الصفات التي تسميها النفاة تجسيما ومع هذا فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على اليهود شيئا من ذلك ولا قالوا أنتم مجسمون!!.
بل كان أحبار اليهود إذا ذكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من الصفات أقرهم الرسول على ذلك وذكر ما يصدقه، كما في حديث الحبر الذي ذكر له إمساك الرب سبحانه وتعالى للسماوات والأرض المذكور في تفسير قوله تعالى: وما قدروا الله حق قدره الآية.. وقد ثبت ما يوافق حديث الحبر في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، من حديث ابن عمر وأبي هريرة وغيرهما. ولو قدر بأن النفي حق فالرسل لم تخبر به!!!)
وهذا إقرار من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لله صفات وقد أثبتها في كتابه الكريم، كما هي ثابتة في كتاب التوراة.
وقال تعالى: وأنزلنا التوراة فيها هدى ونور. ومن الإيمان أن تؤمن بكتبه تعالى ومن كتبه كتاب التوراة (ولكن ليس هذا الكتاب الذي بين أيديهم اليوم، لأنه محرف).
ولكن ابن تيمية لم يصرح أن صفات الله موجودة في التوراة كي يستشهد عليها ضدكم، بل يستشهد من كتاب الله القرآن الكريم ولكن وجد وعلم أن في كتاب التوراة من الصفات لله كما هي موجودة بالقرآن الكريم. فعلم أن الرسل كذلك أثبتوا الصفات، ولكن الصفات المثبتة لا يوجد بها تشبيه أو تمثيل.
أما أن يقول لله يد، صحيح لله يد وهذا ثابت في الكتاب والسنة، وأما يقول لله ذات، أجل لله ذات، ولكن هل قال: يد الله مثل يد كذا أو يشبه كذا؟؟ هذا لم يقله وما تلفظ به لأن هذا لا يجوز، لا يجوز التشبيه والتمثيل، لأن الله تعالى ليس كمثله شئ.
ومن المعلوم أن هناك يوجد توافق بين كتاب الله تعالى القرآن الكريم وما يوجد في كتبهم من التوراة، مثل قصص الرسل، خلق آدم ولكن هناك توجد زيادات في كتبهم في التوراة فنحن لا نصدقه ولا نكذبه.
ولكن صرح العلماء أن يجوز أن نستشهد من كتبهم أمر يوافق عليها القرآن الكريم والسنة النبوية هذا هو الشرط. ولكن لا نؤمن بها ونقرها بأنها
وهذا ما أقره القرآن أن اليهود يقرون بصفاته جل وعلا، حيث قال في كتابه الكريم: (وقالت اليهود يد الله مغلولة) سورة المائدة. فقال تعالى:
(غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) سورة المائدة - 64.
هذا إقرار منه تعالى على أنهم يثبتون أن لله يد (كذا) فقد أثبت جل وعلا على نفسه أن له يدان (كذا) فلم ينكرها عليهم بل لعنهم لأنهم وصفوه بصفة ليست من صفاته، وهي البخل حيث قالوا: يد الله مغلولة، فأجابهم:
بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. هذا دليل على صفته وهي الكرم فهو الكريم. أثبت صفة اليد له ونفي صفة البخل.
أما من ناحية التجسيم، كما تدعي أنت والفرقة الضالة، فأقول:
الكلام في الصفات كالكلام في الذات، فكما أنا نثبت ذاتا لا يشبه الذوات، وكذلك نقول إن من صفاته لا تشبه الصفات، فليس كمثله شئ لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فلا نشبه صفات الله بصفات مخلوقاته، ولا نزيل صفة من صفاته لأجل شناعة المشنعين وتلقيب المفترين، ولا نجحد صفة من صفات ربنا تبارك وتعالى لتسمية الجهمية والمعتزلة لنا مجسمة، فأقول كما قال الشاعر:
ملاحظة: الآية التي ذكرت جوابها بالآية التي ذكرتها أنا أنظر أعلاه.
أولا: لم تجب على بدعتك في صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله.
ثانيا: هل قرأت كتاب منهاج الكرامة للعلامة الحلي، الذي كتب ابن تيمية منهاج السنة ردا عليه، حتى تحكم أنه أفحمه؟!
ثالثا: تغاضيت عن تصريحات ابن تيمية بصفة الجسم، وأنه يشار إليه حسيا، وأن له شبيها، وأن صفات الله عند اليهود صحيحة، لقد أبهمت وأفرطت في إبهامك، واستعملت التقية في معبودك أكثر من إمامك..
وإليك ما لا تستطيع الفرار منه، ولا الإبهام معه:
قال ابن تيمية في كتابه (العقل في فهم القرآن)، صفحة 88 بلفظه:
(ومن المعلوم لمن له عناية بالقرآن أن جمهور اليهود لا تقول إن عزير ( كذا) ابن الله، وإنما قاله طائفة منهم كما قد نقل أنه قال فنحاص بن عازورا، أو هو وغيره!! وبالجملة إن قائلي ذلك من اليهود قليل، ولكن الخبر عن الجنس كما قال: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم، فالله سبحانه بين هذا الكفر الذي قاله بعضهم وعابه به. فلو كان ما في التوراة من الصفات التي تقول النفاة إنها تشبيه وتجسيم فإن فيها من ذلك ما تنكره النفاة وتسميه تشبيها وتجسيما بل فيها إثبات الجهة، وتكلم الله بالصوت، وخلق آدم على صورته وأمثال هذه الأمور، فإن كان هذا مما كذبته اليهود، وبدلته كان إنكار النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، وبيان ذلك أولى من ذكر ما هو دون ذلك!!
فكيف والمنصوص عنه موافق للمنصوص في التوراة!! فإنك تجد عامة ما جاء به الكتاب والأحاديث في الصفات موافقا مطابقا لما ذكر في التوراة!!
وقلنا إن هذا لو كان مخالفا لصريح المعقول لم يتفق عليه مثل هذين الرجلين اللذين هما وأمثالهما أكمل العالمين عقلا، من غير أن يستشكل ذلك وليهما المصدق ولا يعارض بما يناقضه عدوهما المكذب، ويقولان إن إقرار محمد صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب على ذلك من غير أن يبين كذبهم، فيه دليل على أنه ليس مما كذبوه وافتروه على موسى مع أن هذا معلوم بالعادة فإن هذا في التوراة كثير جدا، وليس لأمة كثيرة عظيمة منتشرة في مشارق الأرض ومغاربها غرض في أن تكذب من تعظمه غاية التعظيم بما يقدح فيه وتبين فساد أقواله، ولكن لهم غرض في أن يكذبوا كذبا يقيمون به رياستهم وبقاء شرعهم والقدح فيما جاء به من ينسخ شيئا منهم. كما لهم غرض في الطعن على عيسى بن مريم وعلى محمد صلى الله عليهما وسلم. فإذا قالوا ما هو جنس القدح في عيسى ومحمد كان تواطؤهم على الكذب فيه ممكنا، فأما إذا قالوا ما هو من جنس القدح في موسى فيمتنع تواطؤهم على ذلك في العادة، مع علمهم بأنه يقدح في موسى!! انتهى.
فلا تستعجل يا أبا فراس، واكتب تعليقك على هذه المصيبة اليهودية!!
فكتب (عمر) بتاريخ 12 - 3 - 2000، الواحدة والنصف صباحا:
لنقارن من الكافي وصف السماء والأرض لترى الخزعبلات، حديث الحوت على أي شئ هو؟:
قال: هي على حوت، قلت: فالحوت على أي شئ هو؟ قال: على الماء، قلت: فالماء على أي شئ هو؟ قال: على صخرة، قلت: فعلى أي شئ الصخرة؟ قال: على قرن ثور أملس، قلت: فعلى أي شئ الثور؟ قال: على الثرى، قلت: فعلى أي شئ الثرى؟ فقال: هيهات عند ذلك ضل علم العلماء.
56 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أحدهما (ع) قال: إن الله عز وجل خلق الأرض ثم أرسل عليها الماء المالح أربعين صباحا والماء العذب أربعين صباحا، حتى إذا التقت واختلطت أخذ بيده قبضة فعركها عركا شديدا جميعا ثم فرقها فرقتين، فخرج من كل واحدة منهما عنق مثل عنق الذر فأخذ عنق إلى الجنة وعنق إلى النار.
الحديث الأول يا عمر لا نصححه، والثاني يوجد في صحاحكم مثله أو شبيه به جدا، إن أردته استخرجته لك.. وما ربط ذلك بدعوة ابن تيمية إلى التوراة المحرفة المجسمة لربها، وتبنيه ل (توحيدها)!! أم تريد تضييع الموضوع ومساعدة أبي فراس؟!!!
أرجو أن لا تكرر هذه المداخلة الخارجة عن الموضوع.
أتكلم في أمر، وأنا على بينه فيه.
فكتب (العاملي) بتاريخ 12 - 3 - 2000، السادسة مساء:
شكرا لك يا أخ أبا فراس، على توقفك في الموضوع، وعدم الكلام فيه بغير علم.. ولكن اعلم يا أخي أن ابن تيمية هو هذا!! إنه مغرم بعقيدة اليهود وأحاديث حاخاماتهم، وهو يستشهد بها دائما في كتبه!! وهذا النص هو قنبلة في عقيدة ابن تيمية!! فهو يدعو المسلمين صراحة إلى الأخذ بعقيدة التوراة التي هي مملوءة من التجسيم والافتراء على الله تعالى.. وسوف أكتب لك نماذج منها، إن شاء الله.
وكتب (متى اللقيا) بتاريخ 19 - 3 - 2000، السادسة مساء:
للرفع. الحمد لله الذي جعل أعداءنا من الحمقى.
أتعجب من أتباع ابن تيمية، كيف يرون أنه يدعوهم إلى التجسيم اليهودي واتباع التوراة!!! ثم يسمونه شيخ الإسلام!
مولانا العاملي، مرة أخرى يا مرحبا يا مرحبا.
عزيزي، ما رأيك بكلام القائد الراحل - قدس الله سره - في كتابه التعليقة على الفوائد الرضوية، وتعدد الأنفس ومصدرها العقل الواحد.
يظهر أنه أعيتك الحيل يا فاروق لتخليص إمامك من تقليد اليهود..
فتحيلت بهذا المهرب؟!!
ابن تيمية يدعو المسلمين إلى الإيمان بمعبود اليهود حسب التوراة!!
وجدت لابن تيمية تصريحا خطيرا يكشف عن حقيقة عقيدته!!
فقد صرح بأن الذين كفروا من اليهود هم فقط الذين قالوا: عزير ابن الله، وأن هؤلاء قلة قليلة، أما عامة اليهود فعقيدتهم صحيحة وتوراتهم صحيحة!! وتجسيم الله الذي فيها، وأنه يجلس على كرسي ويحمل عرشه حيوانات.. وأنه وأنه.. كل ذلك صحيح!!
وزعم ابن تيمية أن الحاخامات جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وعرضوا عليه ذلك فأقره كله وصدقه!! فتطابقت العقيدة الإسلامية بالعقيدة اليهودية في تجسيم الله تعالى! ولذلك فإن التوراة عند ابن تيمية صحيحة وحجة على المسلمين، وعليهم أن يأخذوا عقيدتهم بالله تعالى منها!! قال في كتابه المسمى:
(العقل في فهم القرآن) صفحة 88 بلفظه: