3) فقد تبين ولله الحمد، أن عمدتهم على قدم العالم إنما تدل على نقيض قولهم وهو حدوث كل ما سوى الله، ولله الحمد والمنة [ 6 - 366 ].
4) فقد سلم لهم ما ادعواه من قدم العالم كالأفلاك وجنس المولدات ومواد العناصر وضلوا ضلالا عظيما، خالفوا به صرائح العقول وكذبوا به كل رسول فإن الرسل مطبقون على أن كل ما سوى الله محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن ليس مع الله شئ قديم بقدمه، وأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام [ 9 - 281 ].
5) ثم يقال لهؤلاء إن كنتم تقولون بقدم السماوات والأرض ودوامها فهذا كفر وهو قول بقدم العالم وإنكار انفطار السماوات والأرض وانشقاقهما، وإن كنتم تقولون بحدوثهما، فكيف كان قبل خلقهما هل كان منتشرا متفرقا معدوما ثم لما خلقهما صار موجودا مجتمعا، هل يقول هذا عاقل [ 2 - 188 ].
6) وكان ما علم بالشرع مع صريح العقل أيضا راد لما يقوله الفلاسفة الدهرية من قدم شئ من العالم مع الله، بل القول بقدم العالم قول اتفق جماهير العقلاء على بطلانه، فليس أهل الملة وحدهم تبطله بل أهل الملل كلهم وجمهور من سواهم من المجوس وأصناف المشركين، مشركي العرب ومشركي الهند وغيرهم من الأمم وجماهير أساطين الفلاسفة كلهم معترفون بأن هذا العالم محدث [ 5 - 565 ].
7) وبين أن قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأنه صادر عن موجب بالذات متولد عن العقول والنفوس الذين يعبدون الكواكب العلوية ويصنعون لها التماثيل السفلية كأرسطو وأتباعه أعظم كفرا وضلالا من مشركي العرب
9) كما أن الله إذا كفر من أثبت مخلوقا يتخذ شفيعا معبودا من دون الله فمن أثبت قديما دون الله يعبد ويتخذ شفيعا كان أولى بالكفر، ومن أنكر المعاد مع قوله بحدوث هذا العالم فقد كفره الله، فمن أنكره مع قوله بقدم العالم فهو أعظم كفرا عند الله تعالى 17 - 292.
ومن أراد المزيد فليرجع إلى مجموع الفتاوى أو غيرها من كتبه...
الظاهر أنك لم تفهم مذهب ابن تيمية في قدم العالم يا شعاع، وعبرت عليك عباراته إنه لا يقبل حديث (كان الله ولم يكن شئ معه)، والشئ
ومعنى هذا أن أنواع العالم تتجدد، ولكن العالم قديم مع الله تعالى..
وسبب شبهته أن يقول إن قدرة الله لا يصح أن تكون بلا مقدور.
وكذلك مذهبه في العرش، فهو بزعمه قديم مع الله ولكنه يتجدد، فهو قائل بقدم العرش النوعي لا العيني.
وهذا نفس ما يقوله الفلاسفة الذين كفرهم علماء المسلمين، لأنهم يثبتون موجودا واجب الوجود قديما مع الله تعالى!!
فتأمل في كل ما نقلته عنه يا شعاع، ولاحظ أن هجومه على القائلين بالقدم العيني فقط لا النوعي!!.
لا أدري ما هو المصدر الذي تنتقي منه كلامك... عموما كلام الشيخ واضح وتلفيقاتك وشبهاتك مردودة من كلامه.... وكلام الشيخ معروف وهو مذهب أهل السنة... أن صفات الله قديمة (أزلية)... بمعنى أنه خالق قبل وجود مخلوق ونحوه... وعالم قبل وجود المعلوم ونحوه... ولم يكتسب شيئا من الصفات بعد خلق الخلق... أما باقي أقوالك فأتحداك أن تثبتها من أقوال شيخ الإسلام... وأين ضعف الحديث؟..
وإن كنت صادقا فيما تقول فهات دليلك على كل نقطة تدعيها...
واذهب إلى (السقاف) لعله يفيدك...
مما كتبته إلى محب السنة في موضوع ابن حجر:
أيها الخبير بكتب ابن تيمية كخبرة أهل مكة بشعابها.. هذا الشعب لابن تيمية اسمه: شعب قدم العالم ووجوده مع الله تعالى!!!.
قال في (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول) المطبوع بهامش منهاج السنة: 1 - 245: قلت هذا من نمط الذي قبله، فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث.
وقال في: 2 - 5: وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم، فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديما.
وقال في (شرح حديث عمران بن حصين) صفحة 193: وإن قدر أن نوعها لم يزل معه!! فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل!! بل هي من كماله!! انتهى.
فهل تقنع، يا شعاع، أم تطير نفسك شعاعا؟!
يا عاملي قد شرح شيخ الإسلام مقصوده، فهل أنت أفهم منا بعلمائنا؟
وما بالك لو أن شيخ الإسلام لم يشرح مقصوده، هل كنت تكفره؟؟.
وكالعادة يالعاملي... دوما ما تثبت جهلك وأنك تنقل ما لا تعلم معناه..
وهل تفهم معنى قدم نوع العالم؟؟ يعني أن الله خالق قبل وجود الخلق وعليم قبل وجود المعلوم، وهكذا. انتهى.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج 16 ص 366:
وإذا كان الخلق فعله فهو بمشيئته، إذ يمتنع أن يكون فعله بغير مشيئة وما كان بالمشيئة امتنع قدم عينه، بل يجوز قدم نوعه....
والثاني: أنه يمتنع حدوث ذلك فإن من لا يكون متكلما يمتنع أن يجعل نفسه متكلما، ومن لا يكون عالما يمتنع أن يجعل نفسه عالما، ومن لا يكون حيا يمتنع أن يجعل نفسه حيا، فهذه الصفات من لوازم ذاته وكذلك من لا يكون خالقا يمتنع أن يجعل نفسه خالقا، فإنه إذا لم يكن قادرا على أن يخلق فجعله خالقة أعظم فيكون هذا ممتنعا بطريق الأولى...... وهذا يبطل أصل الجهمية، وهذا مما يدل على أنه لم يزل حيا عليما قديرا مريدا متكلما فاعل إذ لا مقتضى لهذه الأشياء إلا ذاته وذاته وحدها كافية في ذلك، فيلزم قدم النوع، وأنه لم يزل متكلما إذا شاء لكن أفراد النوع تحصل شيئا بعد شئ بحسب الامكان والحكمة. انتهى.
وحتى لو سلمنا تأويلات المؤولين لكلام ابن تيمية، فإن تبنيه لحديث أبي رزين صريح في قدم العالم مع الله تعالى، بالذات لا بالنوع!!!
عندما يعجزون عن تبرئة ابن تيمية تسوء أخلاقهم!
وبعد أن عجز مشارك عن الدفاع العلمي عن ابن تيمية وأكثر من التهويل على العاملي، وفتح موضوعات عديدة ضده بأنه يكذب على ابن تيمية!!
قال الشيخ مشارك بتاريخ 19 - 7 - 1999، ردا على موضوعي عن تجسيم ابن تيمية والوهابيين:
كعادتك في الكذب والافتراء يا عاملي تقول: قالوا كان الهواء قبل معبودهم أو معه! ولكن قال ابن تيمية في مجموعة الرسائل ج 2 جزء 4 ص 95: حديث أبي رزين العقيلي.. أنه سأل النبي (ص)، فقال يا رسول الله: أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟. فقال: كان في عماء، ما فوقه هواء ما تحته هواء. فلماذا هذا الكذب والافتراء يا صاحب الهوى، من أين أثبت أن أهل السنة والجماعة يقولون أن الهواء كان موجودا قبل الله. انتهى.
ثم نقل مشارك جزءا من كلام ابن تيمية وتبناه، ومنه قوله: ولا ريب أن الله تعالى ليس كمثله شئ، ولكن ليس مقصودهم إلا أن حقيقة التشبيه منتفية عنه حتى لا يثبتون أمرا متفقا عليه وتحقيق هذا الموضع بالكلام في معنى التشبيه والتمثيل: أما التمثيل فقد نطق الكتاب بنفيه عن الله في غير موضع كقوله تعالى: ليس كمثله شئ. وقوله: هل تعلم له سميا. وقوله: ولم يكن له كفوا أحد. وقوله: فلا تجعلوا لله أندادا. وقوله فلا تضربوا له الأمثال.
وكذلك اعترفت بأنك تعتقد بصحة حديث أم الطفيل الذي صححه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في آخر كتاب التوحيد..!!
وسؤالي: بالله عليك ألا أخبرتني بدون تقية في صفات ربك؟!!.
أولا: من هو شبيه الله تعالى، برأيك؟؟.
وثانيا: هل تعرف نص حديث أم الطفيل من المصادر المختلفة يا مشارك؟
وما أدراك ما حديث أم الطفيل؟!....
هل أقريت (كذا) بكذبك عندما لم ترد على هذا كعادتك في الكذب والافتراء، يا عاملي؟ تقول: (وقالوا كان الهواء قبل معبودهم أو معه!!
قال ابن تيمية في مجموعة الرسائل ج 2 جزء 4 ص 95: حديث أبي رزين العقيلي.. أنه سأل النبي (ص)، فقال يا رسول الله: أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ فقال: كان في عماء، ما فوقه هواء ما تحته هواء. فلماذا هذا الكذب والافتراء يا صاحب الهوى. من أين أثبت أن أهل السنة والجماعة يقولون أن الهواء كان موجودا قبل الله. انتهى . ثم هاجمني مشارك شاتما على عادته بسبب أني نقلت عن ابن بطوطة مشاهدته التي رواها في رحلته، مع أنه روى شبيها بها ثلاثة مؤلفين غيره عن ابن تيمية وأن ابن تيمية قال بالتجسيد... ثم قال مشارك: فالحمد لله على
ألا تستحي من الله، أتظن أن من يقرأ هذا الكلام غبي لا يقرأ ولا يفهم..
انتهى.
وهذه عادة في المجسمين المشبهين وأسلوبهم في المناظرة، فهم يستعملون التقية مع المسلمين في معبودهم!! وعندما يرون عدة أدلة تدينهم يسكتون عن الأدلة القوية التي لا يستطيعون التنفس في مقابلها، ويتشبثون بما يظنونه نقطة هروب في أحدها!!.
ولهذا أخذ مشارك حديث (العماء) ونتفا من غيره، وترك الأدلة الساطعة على تجسيمهم، ومنها تصحيح الألباني لحديث أم الطفيل، وحديث الحاخام، وبقية نصوص ابن تيمية الصريحة بأن الله تعالى جسم وله شبيه، وأنه موجود في مكان، وأن الأين بزعمه ثابت له!! وهي جميعا موجودة في مقالاتي في هذا الموقع لمن أراد معرفة الحق!.
وزيادة في الاستدلال، ومن أجل أن تتضح الحقيقة لمن كان له قلب، فقد حققت حديث العماء وبينت أن عمدة علماء الجرح والتعديل السنيين ضعفوه، أو حكموا بوضعه، وأنه من خيالات البدوي أبي رزين واسمه (لقيط بن فلان العقيلي)!!
وغرضي هنا أن أثبت أن عقيدة ابن تيمية بالله تعالى مأخوذة من تصورات اليهود، ومن الأعراب الذين أخذوا من اليهود، مثل أبي رزين!!.
الفصل الثاني
عائشة تحكم بكفر ابن تيمية وأسلافه!!
عائشة تحكم بكفر ابن تيمية وأسلافه!!
تدل نصوص الحديث والتاريخ على أن الجو الذي كان سائدا في صحابة النبي في عهده صلى الله عليه وآله وعهد الخليفة أبي بكر، أن الله تعالى ليس من نوع ما يرى بالعين أو يحس بالحواس الخمس.. لأنه وجود أعلى من الأشياء المادية فلا تناله الأبصار، بل ولا تدركه الأوهام وإنما يدرك بالعقل ويرى بالبصيرة.. ورؤيتها أرقى وأعمق من رؤية البصر.
ثم ظهرت أفكار الرؤية والتشبيه، وشاعت في المسلمين في عهد الخليفة عمر وما بعده، فنهض أهل البيت عليهم السلام وبعض الصحابة لردها وتكذيبها.
وقد فوجئت أم المؤمنين عائشة كغيرها بهذه المقولات الغريبة عن عقائد الإسلام، المناقضة لما بلغه النبي صلى الله عليه وآله عن ربه تعالى! فأعلنت أن هذه الأحاديث مكذوبة على رسول الله، بل هي فرية عظيمة على الله تعالى وسوله، ويجب على المسلمين ردها وتكذيبها.
- روى البخاري في صحيحه ج 6 ص 50: عن مسروق، قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أمتاه، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟
فقالت: لقد قف شعري مما قلت! أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد
ولا يبعد أن يكون أصل تعبير (الفرية على الله) نبويا، فقد روى أحمد شبيها له في مسنده ج 3 ص 491 عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أعظم الفرية ثلاث... إلخ.
كما لا يبعد أن يكون في أصله وصفا لليهود، فقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 4 ص 122 أن عبد الله بن رواحة قاله ليهود خيبر: (فلما طاف في نخلهم فنظر إليه قال: والله ما أعلم من خلق الله أحدا أعظم فرية عند الله وعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم منكم). انتهى.
وأوضح من ذلك الرواية التالية التي تدل على أن اليهود منبع (الفرى) على الله تعالى! فقد روى المجلسي في بحار الأنوار ج 36 ص 194:
عن ابن عباس، أنه حضر مجلس عمر بن الخطاب يوما وعنده كعب الحبر، إذ قال (عمر):
يا كعب، أحافظ أنت للتوراة؟
قال كعب: إني لأحفظ منها كثيرا.
فقال رجل من جنبة المجلس: يا أمير المؤمنين سله أين كان الله جل ثناؤه قبل أن يخلق عرشه، ومم خلق الماء الذي جعل عليه عرشه؟
فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، نجد في الأصل الحكيم أن الله تبارك وتعالى كان قديما قبل خلق العرش، وكان على صخرة بيت المقدس في الهواء، فلما أراد أن يخلق عرشه تفل تفلة كانت منها البحار الغامرة واللجج الدائرة، فهناك خلق عرشه من بعض الصخرة التي كانت تحته، وآخر ما بقي منها لمسجد قدسه!
قال ابن عباس: وكان علي بن أبي طالب عليه السلام حاضرا، فعظم علي ربه، وقام على قدميه، ونفض ثيابه!
فأقسم عليه عمر لما عاد إلى مجلسه، ففعله.
قال عمر: غص عليها يا غواص، ما تقول يا أبا الحسن، فما علمتك إلا مفرجا للغم.
فالتفت علي عليه السلام إلى كعب، فقال: غلط أصحابك، وحرفوا كتب الله وفتحوا الفرية عليه!!
يا كعب ويحك! إن الصخرة التي زعمت لا تحوي جلاله ولا تسع عظمته، والهواء الذي ذكرت لا يحوز أقطاره، ولو كانت الصخرة والهواء قديمين معه لكان لهما قدمته، وعز الله وجل أن يقال له مكان يومي إليه، والله ليس كما يقول الملحدون ولا كما يظن الجاهلون، ولكن كان ولا مكان، بحيث لا تبلغه الأذهان، وقولي: (كان) عجز عن كونه، وهو مما علم من البيان، يقول الله عز وجل: (خلق الإنسان علمه البيان)، فقولي له: (كان) ما علمني من البيان لأنطق بحججه وعظمته، وكان ولم يزل ربنا مقتدرا على ما يشاء، محيطا بكل الأشياء، ثم كون ما أراد بلا فكرة حادثة له أصاب، ولا
يا كعب ويحك، إن من كانت البحار تفلته على قولك، كان أعظم من أن تحويه صخرة بيت المقدس أو يحويه الهواء الذي أشرت إليه أنه حل فيه!
فضحك عمر بن الخطاب وقال: هذا هو الأمر، وهكذا يكون العلم، لا كعلمك يا كعب. لا عشت إلى زمان لا أرى فيه أبا حسن. انتهى.
فهذه النصوص القوية وغيرها، تجعل الباحث يطمئن إلى أن وجود إصبع الثقافة اليهودية في المسألة هو الذي أوجب كل هذا الاستنفار والموقف الحاسم من أهل البيت عليهم السلام وعائشة!
جزيت خير الجزاء، وجعله الله في ميزان أعمالك.
هذه عقائدهم، فماذا عن فقههم؟!
رفع مشارك وجماعته شعار (واغيرتاه.. واغيرة الدين)، لأن الشيعة أدانوا خروج عائشة على أمير المؤمنين عليه السلام! واتهمونا بأنا - والعياذ بالله - نتهم عائشة بأمر أخلاقي!! فإن كانوا صادقين في إخلاصهم لأم المؤمنين عائشة، فهذه هي تحكم بكفر ابن تيمية، لأنه يتبنى في عقيدته فرية عظيمة على الله تعالى على حد تعبيرها!!! فما رأيك بقولها يا مشارك؟!!
هل تعتبرونها أم المؤمنين حقيقة أم تقية؟ أجبني عن هذا أولا؟
إعتقادي الشخصي أن الحصانة الربانية التي منحها الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وآله، لها جانبان: جانب الحساب في الآخرة، والجانب التشريعي الحقوقي على المسلمين. ولعل أهم ما في الأخير: لقب أم المؤمنين.
ومن البعيد أن الله تعالى جعله مطلقا بدون أي شرط، فمن المفيد أن نبحث عن شرطه الشرعي الذي يدور الاستحقاق مداره، وهل توفر فيهن إلى أن توفين، أو انتفى عنهن؟
من جهة أخرى، رأيت في بعض مصادرنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى نساءه بطاعة علي عليه السلام من بعده، وأعطاه حق نزع اللقب عن التي تستوجب ذلك منهن!!
وهذه مسألة تحتاج إلى بحث أيضا.. ولم أبحثها إلى الآن.
ثم.. لا تهرب يا مشارك عن الواقع، وعن الموضوع!
كاد المريب أن يقول خذوني. لماذا لا تكون شجاعا مثل العروة الوثقى يا عاملي، فقد أعلنها صريحة. وإلى أن تصل إلى قناعة في موضوع أم المؤمنين عائشة، فبعد ذلك تستطيع أن تستدل بكلامها، أليس كذلك يا عاملي ويا أحسائي، وبعد هذا نستطيع أن نناقشك فيما توصلت إليه بفهمك.
لم يبق لك عذر، فدافع عن ابن تيمية وأجب عن: (الفرية العظيمة على الله تعالى ودينه) التي حكمت بها أم المؤمنين عائشة على من زعم أن الله تعالى يرى بالعين! انتهى.
وغاب مشارك ولم يجب هو ولا غيره على تكفير أمهم لإمامهم!!.
الوهابيون وعصمة ابن تيمية!
تراهم يقبلون أن ينسب الخطأ إلى النبي صلى الله عليه وآله! وأن فلانا كان يصحح له أخطاءه، ولا يقبلون أن ينسب أي خطأ إلى ابن تيمية!!.
وتراهم يردون أحاديث البخاري، ولا يردون كلام ابن تيمية! وإذا ناقش أحد ابن تيمية نقاشا علميا، انتفخت أوداجهم واتهموه بالكذب والتجني..
وإذا وقفت سفينتهم عند (حديث العماء) الذي قبله ابن تيمية واستشهد به في كتبه مرات عديدة..
قالوا له: هل صححت الحديث من مصادره؟!!.
وإذا جئت لهم بتصريح ابن تيمية بأن الله تعالى: (جسم وله شبيه..
جسم وله شبيه.. جسم وله شبيه).. صاروا مؤولة للدفاع عن إمامهم، والتأويل عند إمامهم حرام!!. أليس هذا زعما بعصمة ابن تيمية؟
وكيف تكون العصمة حمراء.. أو صفراء؟!!.
كاذب كذوب كذاب كبير الكذابين، دجال مكابر معاند مستكبر كبير الدجاجلة، وماذا أيضا. أين جعلت ابن تيمية معصوما يا كبير الأبالسة، أكل هذا لأني طالبتك بنص الحديث!!.
أنتم لا تقولونها صراحة، ولكنكم لا تقبلون تخطئته، وتقبلون أن تخطئوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتنسبون إليه أنه المقصود بقوله تعالى (عبس وتولى) حتى تبعدوا التهمة عن عثمان!
راجع فضائل عمر، والكثير الكثير! إنا لله وإنا إليه راجعون! والسلام لأهله.
المسألة بسيطة لا تحتاج إلى الحدة والاتهام!
أنت متخصص في ابن تيمية وقد درست كتبه الكثيرة، فإن كنت لا تعتقد بعصمته، فاذكر لي فكرة أساسية خاطئة من أفكاره!
وسأوافيك إن شاء الله بحديث العماء الذي اعتمد عليه، وتفسيراته المختلفة له في كتبه!!
يكفي ما تشبعتم به من حقد وأفكار على ابن تيمية، وليس من عادتي ذكر أخطاء علمائنا وخصوصا في مثل هذا الموقع، ولكن سبق أن سألتني سؤالا قريبا من هذا وأجبتك: كل يؤخذ من قوله ويرد، إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلماذا الافتراء علي، يا عاملي.
ثق أني لن أسامحك في هذه أبدا ما لم تعتذر.
الحمد لله أني لم أسبك.. أما أنت، فإن شئت كلفت عاملا بأن يلم لك كيسا من سبك وشتمك لنا!!!
ثم.. ما هذا القضاء العادل يا شيخ مشارك: أن المشتوم يجب أن يعتذر من الشاتم؟! فهل هذا من فتاوى ابن تيمية أيضا؟!!
أحسنت أيها الأخ العاملي كثير الاحسان، ولعمري لقد أفحم مشارك أيما إفحام. وأعتقد أنه لا يعود لمثلها، إن كان ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
أنت افتريت علي يا عاملي بأن مكانة ابن تيمية عندي أكبر من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم، وأني أقول أن ابن تيمية معصوم، مع أني سبق أن أكدت لك هذا.
وثق أني لن أسامحك في هذا حتى تعتذر، وعند الله الحساب.
حسبي الله ونعم الوكيل.
نعم هكذا أنتم يا شيخ مشارك: كل شئ إلا بن تيمية. هذا كل شئ...
والسلام من الله خير تحية...
سبحان الذي أذل عباده بالموت.
الفصل الثالث
أهل البيت عليهم السلام يردون على مذهب المجسمين اليهود
أهل البيت عليهم السلام يردون على مذهب المجسمين اليهود
- روى الكليني في الكافي: 1 / 295:
عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى قال:
سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام، فاستأذنته في ذلك فأذن لي، فدخل عليه، فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد، فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين، فقسم الكلام لموسى ولمحمد الرؤية.
فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والإنس: لا تدركه الأبصار، ولا يحيطون به علما، وليس كمثله شئ، أليس محمد! قال: بلى. قال: كيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا، فيخبرهم أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله، فيقول: لا تدركه الأبصار، ولا يحيطون به علما، وليس كمثله شئ، ثم يقول: أنا رأيته بعيني، وأحطت به علما، وهو على صورة البشر! أما تستحيون؟! ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشئ، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر؟!
فقال أبو الحسن عليه السلام: إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى، حيث قال: ما كذب الفؤاد ما رأى، يقول: ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى، فقال: لقد رأى من آيات ربه الكبرى، فآيات الله غير الله، وقد قال الله: ولا يحيطون به علما، فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة!
فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات! فقال أبو الحسن عليه السلام: إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها. وما أجمع المسلمون عليه أن لا يحاط به علما، ولا تدركه الأبصار، وليس كمثله شئ. انتهى.
وقال محققه في هامشه: وقد أفرد العلامة المجاهد السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي - قدس سره - كتابا أسماه: كلمة حول الرؤية فجاء - شكر الله سعيه - وافيا كما يهواه الحق ويرتضيه الإنصاف، ونحن نذكر منه بعض الأدلة العقلية: منها: أن كل من استضاء بنور العقل يعلم أن الرؤية البصرية لا يمكن وقوعها ولا تصورها إلا أن يكون المرئي في جهة ومكان ومسافة خاصة بينه وبين رائيه، ولا بد أن يكون مقابلا لعين الرائي، وكل ذلك ممتنع على الله تعالى مستحيل بإجماع أهل التنزيه من الأشاعرة وغيرهم.
ومنها، أن الرؤية التي يقول الأشاعرة بإمكانها ووقوعها، إما أن تقع على الله كله فيكون مركبا محدودا متناهيا محصورا يشغل فراغ الناحية المرئي فيها، فتخلو منه بقية النواحي، وإما أن تقع على بعضه فيكون مبعضا مركبا متحيزا، وكل ذلك مما يمنعه ويبرأ منه أهل التنزيه من الأشاعرة وغيرهم.
ومنها: أن الرؤية بالعين الباصرة لا تكون في حيز الممكنات ما لم تتصل أشعة البصر بالمرئي، ومنزهو الله تعالى من الأشاعرة وغيرهم مجمعون على امتناع اتصال شئ ما بذاته جل وعلا.
ومنها، أن الاستقراء يشهد أن كل متصور لا بد أن يكون إما محسوسا أو متخيلا، من أشياء محسوسة أو قائما في نفس المتصور بفطرته التي فطر عليها، فالأول كالأجرام وألوانها المحسوسة بالبصر وكالحلاوة والمرارة ونحوهما من المحسوسة بالذائقة، والثاني كقول القائل: أعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد، ونحوه مما تدركه المخيلة مركبا من عدة أشياء أدركه البصر.
والثالث: كالألم واللذة والراحة والعناء والسرور والحزن ونحوها مما لا يدركه الإنسان من نفسه بفطرته، وحيث أن الله سبحانه متعال عن هذا كله، لم يكن تصوره ممكنا. انتهى.
وروى النيسابوري في روضة الواعظين ص 33 حديث أبي قرة المتقدم.
ورواه المجلسي في بحار الأنوار ج 4 ص 36، وقال في ص 37:
قوله تعالى: ما كذب لفؤاد ما رأى، يحتمل كون ضمير الفاعل في رأى راجعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى الفؤاد. قال البيضاوي: ما كذب الفؤاد ما رأى ببصره من صورة جبرئيل، أو ما كذب الفؤاد بصره بما حكاه له، فإن الأمور القدسية تدرك أولا بالقلب، ثم تنقل منه إلى البصر، أو ما قال فؤاده لما رآه: لم أعرفك، ولو قال ذلك كان كاذبا، لأنه عرفه بقلبه
الإمام الكاظم والإمام الرضا عليهما السلام: يكشفان تحريف حديث النزول!
- قال الصدوق في كتابه التوحيد ص 183:
عن يعقوب بن جعفر الجعفري، عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام قال: ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فقال: إن الله تبارك وتعالى لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل، إنما منظره في القرب والبعد سواء، لم يبعد منه قريب ولم يقرب منه بعيد، ولم يحتج بل يحتاج إليه، وهو ذو الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم. أما قول الواصفين:
إنه تبارك وتعالى ينزل، فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به، فظن بالله الظنون فهلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد، فتحدوه بنقص أو زيادة أو تحرك أو زوال أو نهوض أو قعود، فإن الله جل عن صفة الواصفين، ونعت الناعتين، وتوهم المتوهمين.
- وقال الصدوق في كتابه التوحيد ص 176:
عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا؟
انتهى.
وصدق رسول الله وآله صلى الله عليه وعليهم.