الفصل الرابع
عوامل نشأة التجسيم عند السنيين
عوامل نشأة التجسيم عند السنيين
يصل المتأمل في المسألة إلى أن مشكلة التجسيم عند بعض السنيين، نشأت من العوامل التالية:
العامل الأول: ميل العوام إلى التشبيه والتجسيم.
فللذهن البشري حالة ابتدائية طفولية يتصور فيها كثيرا من الأمور تصورا خاطئا، حتى إذا تعمق في الفكر والتجربة تصححت نظرته!...
العامل الثاني: الخوف من أن يؤدي التنزيه إلى التعطيل.
فقد أفرط بعضهم في التأكيد على الصفات السلبية وتنزيه الله تعالى، فخاف الآخرون من سلب فاعليته تعالى وتأثيره في الوجود، فوقعوا في الافراط من الجهة الأخرى في الصفات الثبوتية! فتصوروا أن فاعلية الله تعالى وتدبيره للكون يتوقف على أن يكون وجودا محدودا، يتجول في سماواته وينزل إلى أرضه ويتجسد في صورة إنسان. إلخ.
ونلاحظ أن هذين الخطين من الافراط والتفريط موجودان عند المتكلمين والفلاسفة من الأمم السابقة، كما هما في هذه الأمة!
ونفس الكلام يرد أيضا في أفعال الإنسان، أو الجبر والاختيار، أو القضاء والقدر، فقال الأشاعرة بالجبر للدفاع عن فاعلية الله تعالى في الوجود..
بينما قال المعتزلة بحرية الإنسان ومسؤوليته عن أعماله للدفاع عن عدل الله تعالى وتنزيهه عن الظلم.
أما أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم فلهم موقف ثالث، يمثل أصالة الدين الإلهي من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله، في تنزيه الله تعالى وتحميده في آن واحد، فنفوا عنه التشبيه والتجسيم والرؤية، كما نفوا عنه الظلم والإجبار، وأثبتوا فاعليته تعالى وهيمنته الشاملة على الوجود، ومسؤولية الإنسان عن عمله، كما سترى - إن شاء الله تعالى -.
العامل الثالث: مضاهاة بعض المسلمين لليهود.
فقد كان الجدل بين المسلمين واليهود كثيرا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وفي صدر الإسلام، ومن أبرز مسائله: المفاضلة بين نبينا صلى الله عليه وآله وبين النبي موسى عليه السلام.
وقد حاول بعض المسلمين مضاهاة اليهود بمعارضة كل فضيلة يذكرونها لموسى عليه السلام بإثبات فضيلة مقابلها من نوعها لنبينا صلى الله عليه وآله..
وكأن المسألة مغالبة بين نبيين، وكأن أذهان البشر هي التي تزن فضائل الأنبياء وتعطي أحدهم درجة الأفضلية أو المساواة! ولهذا عارض هؤلاء فضيلة تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام التي نص عليها القرآن، باختراع حديث رؤية النبي صلى الله عليه وآله لربه، لكي يتم بذلك تقسيم الفضائل بين الأنبياء عليهم السلام، ويكون الترجيح لفضائل نبينا صلى الله عليه وآله!!
فقد بلغ من تحريف اليهود لدينهم أنهم قالوا بتشبيه الله تعالى بخلقه، وأنه محدود بشكل مادي، ثم جعلوا له ولدا، فقالوا: عزير ابن الله، بل قالوا:
إن كل اليهود أبناء الله وأحباؤه وشعبه المختار.. إلى آخر ما حكى الله تعالى عنهم في القرآن.
وفي ما يلي نصوص من توراتهم الموجودة المطبوعة باسم العهد القديم والجديد، طبعة مجمع الكنائس الشرقية في بيروت:
جاء في العهد القديم ص 4: 27:
فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه ذكرا وأنثى خلقهم.
وجاء في ص 6:
وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار. فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة. فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت؟ فقال: سمع صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت.
فقال: من أعلمك أنك عريان. هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها. فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة، فأكلت.
وجاء في الإنجيل ص 42:
فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه. ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه. ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه... إلى آخره!!
بالله عليك، ألا تجد شبها إلى حد وحدة الحال، بين هذه النصوص اليهودية والمسيحية، وبين عقائد ابن تيمية؟!!! انتهى.
فلم يعلق أحد من أتباع ابن تيمية على هذا الموضوع بشئ!!.
الأخ العاملي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحسنت وجزاك الله خير الجزاء.
الفصل الخامس
التجسيم عند اليهود والنصارى
عناوين المواضيع:
من نصوص التوراة في تحريف التوحيد..!
بلغ من تحريف اليهود لدينهم أنهم قالوا بتشبيه الله تعالى بخلقه، وأنه محدود بشكل مادي، ثم جعلوا له ولدا، فقالوا: عزير ابن الله، بل قالوا: إن كل اليهود أبناء الله وأحباؤه وشعبه المختار. إلى آخر ما حكى الله تعالى عنهم في القرآن.
في ما يلي نصوص ننقلها من توراتهم الموجودة المطبوعة باسم العهد القديم والجديد، طبعة مجمع الكنائس الشرقية في بيروت:
جاء في العهد القديم ص 431:
وعاد الرب يتراءى في شيلوه، لأن الرب استعلن لصموئيل في شيلوه بكلمة الرب. فأرسل الشعب إلى شيلوه وحملوا من هناك تابوت رب الجنود الجالس على الكروبيم.
وفي ص 491:
وقام داود وذهب هو وجميع الشعب الذي معه من بعلة يهوذا، ليصعدوا من هناك تابوت الله الذي يدعى عليه بالاسم، اسم رب الجنود الجالس على الكروبيم.
فقال: رأيت كل إسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها.
فقال الرب: ليس لهؤلاء أصحاب فليرجعوا كل واحد إلى بيته بسلام. فقال ملك إسرائيل ليهوشافاط: أما قلت إنه لا يتنبأ علي خيرا بل شرا. وقال:
فاسمع إذا كلام الرب. قد رأيت الرب جالسا على كرسيه، وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره. فقال الرب: من يغوي أخآب فيصعد ويسقط في راموت جلعاد؟ فقال: هذا هكذا، وقال: ذاك هكذا.
وفي ص 799:
يا راعي إسرائيل اصغ، قائد يوسف كالضأن، يا جالسا على الكروبيم أشرق قدام أفراي وبنيامين ومنسي، أيقظ جبروتك وهلم لخلاصنا.
وفي ص 840:
الرب في هيكل قدسه، الرب في السماء كرسيه، عيناه تنظران، أجفانه تمتحن بني آدم. الرب يمتحن الصديق، أما الشرير ومحب الظلم فتبغضه نفسه.
يمطر على الأشرار فخا نارا وكبريتا، وريح السموم نصيب كأسهم.
وفي ص 998:
في سنة وفاة عز الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل. السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة. باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك، وقال: قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملأ كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخانا. فقلت: ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود.
وكان بينما هم يقتلون وأبقيت أنا أني خررت على وجهي وصرخت وقلت: آه يا سيد الرب. هل أنت مهلك بقي إسرائيل كلها بصب رجزك على أورشليم فقال لي: إن إثم بيت إسرائيل ويهوذا عظيم جدا جدا، وقد امتلأت الأرض دماء وامتلأت المدينة جنفا. لأنهم يقولون الرب قد ترك الأرض والرب لا يرى.
وفي الإنجيل ص 42:
فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه. ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه.
وفي ص 280:
فالرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده. وأما المرأة فهي مجد الشيطان. لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل.
وفي ص 321:
فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس.
وفي ص 325:
الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا. الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة.
ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا، بالخزي، فجلس في يمين عرش الله.
وفي ص 399:
من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبي في عرشه. من له أذن فليسمع ما يقول الروح للكنائس.
وفي ص 399 - 400:
بعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء والصوت الأول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا: إصعد إلى هنا فأريك ما لا بد أن يصير بعد هذا.
وللوقت صرت في الروح وإذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس.
وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد. وحول العرش أربعة وعشرون عرشا.
ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب.
ومن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات.
وأمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله.
وفي ص 400:
وشكرا للجالس على العرش إلى أبد الآبدين.
وفي ص 401:
ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف. وكل خليقة مما في السماء
وفي ص 403:
من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمون نهارا وليلا في هيكله، والجالس على العرش يحل فوقهم.
وفي ص 417:
والأربعة والعشرون شيخا، والأربعة الحيوانات، وسجدوا لله الجالس على العرش.
وجاء في ص 419:
وقال الجالس على العرش: ها أنا أصنع كل شئ جديدا. وقال لي:
أكتب فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة.
تاريخ اليهود في عبادة الأوثان!!
قال الدكتور أحمد شلبي في كتاب مقارنة الأديان ج 2 ص 243، طبعة مكتبة النهضة المصرية 1973، تحت عنوان (الله عند اليهود):
لم يستطع بنو إسرائيل في أي فترة من فترات تاريخهم أن يستقروا على عبادة الله الواحد الذي دعا له الأنبياء، وكان اتجاههم إلى التجسيم والتعدد والنقيصة واضحا في جميع مراحل تاريخهم، وعلى الرغم من ارتباط وجودهم بإبراهيم إلا أن البدائية الدينية كانت طابعهم، وكثرة أنبيائهم دليل على تجدد الشرك فيهم، وبالتالي تجدد الحاجة إلى أنبياء يجددون الدعوة إلى التوحيد، وكانت هذه الدعوات قليلة الجدوى على أي حال، فظهروا للتاريخ بدائيين يعبدون الأرواح والأحجار، وأحيانا مقلدين يعبدون معبودات الأمم المجاورة التي كانت لها حضارة وفكر قلدهما اليهود.
ويقول: إن اليهود كانوا في مطلع ظهور التاريخ بدوا رحلا تسيطر عليهم الأفكار البدائية كالخوف من الشياطين، والاعتقاد في الأرواح، وكانوا يعبدون الحجارة والأغنام والأشجار، ويقول: إن اليهود اتخذوا في بيوتهم أصناما صغيرة كانوا يعبدونها ويتنقلون بها من مكان إلى مكان (1) وقد ظل بنو إسرائيل على هذا الاعتقاد حتى جاء موسى وخرج بهم من مصر. ولكن بني إسرائيل - كما يقول ول ديورانت - (2) لم يتخلوا قط عن عبادة العجل والكبش والحمل، ولم يستطع موسى أن يمنع قطيعه من عبادة العجل الذهبي.
عبادة العجول كانت لا تزال حية في ذاكرتهم منذ كانوا في مصر، وظلوا زمنا طويلا يتخذون هذا الحيوان القوي آكل العشب رمزا لإلههم.
وقد عبد أهاب ملك إسرائيل الأبقار بعد سليمان بقرن واحد (5).
وقال في هوامشه: (1) 176. (2) قصة الحضارة ص 338. (3) خروج 32: 18 26 والقرآن الكريم يقرر: أن السامري هو الذي عمل العجل. (4) الملوك الأول 12: 26 28. (5) ول ديورانت ج 2 ص 339.
وقال الدكتور شلبي في ج 1 ص 174:
وبعد موسى وفي عهد القضاة، تأثر بنو إسرائيل بمعبودات الكنعانيين تأثرا كبيرا، ويوضح أن إله الكنعانيين (بعل) أصبح معبودا لبني إسرائيل في كثير من قراهم، وفي أحوال كثيرة أصبح للطائفتين معبد واحد به تمثال يهوه وتمثال بعل، بل أصبح يهوه ينادى بعل، وقد ظل ذلك إلى عهد يوشع.
(1) وقال في هامشه: 94.
PPOPEL HEPREW THE OF HISTERY : FOSTER CHARLES
وقال الدكتور شلبي في ج 1 ص 187:
ويوضح الكتاب المقدس أن بني إسرائيل عبدوا أنواعا من هذه الآلهة، وقد ندد بها أرميا في سفره، ومنه نقتبس بعض النصوص: اسمعوا كلمة الرب يا
وحين تقولون: لماذا صنع الرب إلهنا كل هذه أقول لكم: كما أنكم تركتموني وعبدتم آلهة غريبة في أرضكم.
(2) يقول الرب: أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلف كذبا، وتبخرون للبعل وتسيرون وراء آلهة أخرى (3).
- يقول الرب: قد تركوني وذهبوا وراء آلهة أخرى، وعبدوها وسجدوا لها، وإياي تركوا وشريعتي لم يحفظوها، وأنتم أسأتم في عملكم أكثر من آبائكم، وها أنتم ذاهبون كل واحد وراء عناد قلبه الشرير، حتى لا تسمعوا لي (4). وعلى هذا فمع وجود إلهين في عهد سليمان كانت عبادة آلهة الأجانب منتشرة، وينسب العهد القديم لسليمان نفسه أنه أقام مذابح للآلهة الخارجية التي كانت تعبدها زوجاته الأجنبيات، فبنى مذبحا لعشتروت رجاسة الصيدونيين، ولكموش رجاسة المؤابيين، ولملكوم إلهة بني عمون (5) وعقب موت سليمان انقسم ملكه بين ابنيه يربعام ورحبعام، وهذا التغيير في تاريخ العبرانيين صحبه تغير في عقيدتهم، فإسرائيل في الشمال كانت دولة غنية حظي سكانها بالاستقرار، وقبلوا عادات الكنعانيين وعبدوا آلهتهم (بعل)، أما دولة يهوذا في الجنوب فكانت دولة فقيرة يشتغل سكانها بالزراعة والرعي وظلوا على تبعيتهم لإلههم يهوه، إله الفقراء، وإلى هذه الفترة ينسب الأنبياء (6) وقد صنع يربعام عجلين من ذهب ووضع أحدهما في بيت إبل وثانيهما في دان، وبنى عندهما مذابح وقال لشعبه:
وقال في هامشه: 1 - أرميا: 2: 4 5. 2 - أرميا 5: 19 20.
3 - أرميا 7: 9 10. 4 - أ رميا 13. 5 - الملوك الثاني 33: 12.
33 - 32 PP WERLED THE OF IRINS BERRY
إقرأ الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الملوك الثاني.
وقال الدكتور شلبي في ج 1 ص 267:
يروي التلمود أن الله ندم لما أنزله باليهود وبالهيكل، ومما يرويه التلمود على لسان الله قوله: تب لي لأني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهب أولادي.
وليست العصمة من صفات الله في رأي التلمود، لأنه غضب مرة على بني إسرائيل فاستولى عليه الطيش، فحلف بحرمانهم من الحياة الأبدية، ولكنه ندم على ذلك بعد أن هدأ غضبه، ولم ينفذ قسمه، لأنه عرف أنه فعل فعلا ضد العدالة.
ويقرر التلمود أن الله هو مصدر الشر كما أنه مصدر الخير، وأنه أعطى الإنسان طبيعة رديئة وسن له شريعة لم يستطع بطبيعته الرديئة أن يسير على نهجها، فوقف الإنسان حائرا بين اتجاه الشر في نفسه، وبين الشريعة المرسومة إليه، وعلى هذا فإن داود الملك لم يرتكب خطيئة بقتله أوريا واتصاله بامرأته، لأن الله هو السبب في كل ذلك (التلمود شريعة إسرائيل ص 17 - 19).
- وقال ص 192 تحت عنوان: اليهود والألوهية عموما:
على أن مسألة الألوهية كلها، سواء اتجهت للوحدانية أو للتعدد، لم تكن عميقة الجذور في نفوس بني إسرائيل، فقد كانت المادية والتطلع إلى أسلوب
ونقتبس في ما يلي سطورا من هذه الرواية:
الصبي يحب أن يذهب إلى الكنيس مع أمه، ولكنه عندما عاد مرة من المعبد الذي لا يذهب إليه إلا القليلون، ثار أبوه في وجهه بحديث له مغزى عميق، قال له: أيام زمان حين كنا يهودا في روسيا وغيرها، كان من الضروري بالنسبة لنا أن نطيع التعليمات ونحافظ على ديننا، فقد كان الدين اليهودي لنا وسيلتنا لنتعاون ونتعاطف ونذود عنا الردى، أما الآن فقد أصبح لدينا شئ أهم هو الأرض، أنت الآن إسرائيلي ولست مجرد يهودي، إني قد تركت في روسيا كل شئ، ملابسي ومتاعي وأقاربي وإلهي، وعثرت هنا على رب جديد، هذا الرب الجديد هو خصب الأرض وزهر البرتقال، ألا تحس بذلك؟
وأخذ إيفرى حفنة من تراب الأرض وسكبها في كف ابنه، وقال له:
إمسك هذا التراب، إقبض عليه، تحسسه، تذوقه، هذا هو ربك الوحيد، إذا أردت أن تصلي للسماء فلا تصل لها لكي تسكب الفضيلة في أرواحنا، ولكن قل لها: أن تنزل المطر على أرضنا، هذا هو المهم، إياك أن تذهب مرة أخرى إلى المعبد. انتهى.
افتراء اليهود على أنبيائهم أنهم عبدوا الأصنام!!
رأسه ذهب ابريز.
قصصه مسترسلة.
حالكة كالغراب.
عيناه كالحمام.
على مجاري المياه..
خداه كخميلة الطيب.
والام رياحين ذكية.
شفتاه سوسن.
تقطران مرا رائعا.
يداه حلقتان من ذهب.
مرصعتان بالزبرجد.
بطنه عاج أبيض.
مغلف بالياقوت الأزرق.
ساقاه عمودا رخام.
مؤسستان على قاعدتين من إبريز. انتهى.
أستغفر الله ربي وأتوب إليه... هل هذا تجسيم أم " بلا كيفية "؟.
وسأله (سماحة):
المصدر؟
المصدر: Holy Bible Songe of Solomons_chapters p680
وتوجد إشارات كثيرة في كتاب أحد المؤرخين الأوروبيين وعنوانه (الحقيقة والأسطورة في التوراة).
نحن نؤمن بالكتاب والسنة وبما جاء فيهما، ولا نأخذ ديننا مما جاء في التوراة المحرفة، وأيضا لا نأخذ ديننا من الفلاسفة والزنادقة، الذي (كذا) أرادوا تنزيه الله حتى جعلوه كالعدم، وهذا حال أهل البدع.
وأنا أسألك يا عرفج: ماذا تعرف عن ربك، وهل أنت من المعطلة الذين لا يستطيعون إثبات أي شئ لله.
اعتقادنا بالله تعالى أنه شئ لا كالأشياء، ولا نقول جسم لا كالأجسام كالوهابيين!
وقولنا (شئ) لكي نخرجه عن الحدين: حد التعطيل، وحد التشبيه.
فالتعطيل مساوق لنفي وجوده، وهو كفر به والعياذ بالله. والتشبيه جعله جسما خاضعا للزمان والمكان، وهو توثين وتصنيم له، والعياذ بالله!
واليهود والنصارى بدل أن يرتقوا بفكرهم وذهنهم إلى الإيمان بمن هو فوق قوانين الزمان والمكان والموجودات فيهما، لأنه قبلهما عز وجل.. حاولوا أن يجروا ربهم إلى داخل الزمان والمكان، وأضفوا عليه صفات المكين والزمين!! وهي طفولة ذهنية، ونزعة مادية، بسبب حبهم للماديات وتأثرهم بالوثنيات التي حولهم!
وفي هذه الأمة من وافقهم على هذا التصور لله تعالى، فقالوا: إن إثبات الصفة للشئ حتى لله تعالى غير ممكنة، حتى يكون جسما!!.
فإذا لم تقل إن الله جسم له صفات فأنت معطل، يعني ملحد تنفي وجود الله تعالى! لأنه حسب ذهنهم يستحيل أن يكون الشئ موجودا إذا لم يكن جسما!!
وإذا لم يجسم المسلمون ربهم تعالى مثل هؤلاء، قالوا عنهم: (معطلة، جهمية، ينفون صفات الله تعالى)!!
يعني إما أن تكون مجسما، وإلا فأنت ملحد!!
هل عرفتم هذه العصا العلمية التي يستعملونها؟!!
سئل علي عليه السلام: متى وجد الله تعالى؟
فقال: ويحك! أخبرني متى لم يكن أخبرك متى كان!
وعندهم أنه تعالى متصف من الأول بالأين! وأنه كان قبل خلق جميع الخلق في عماء (سحاب) تحته هواء وفوقه هواء، فكان معه المكان والغيم والهواء! وإذا كانت هذه الثلاثة من الأزل مع الله تعالى، فهي والعياذ بالله آلهة معه، أو قبله!!
وهكذا يصير توحيدهم تربيعا، ورحم الله التثليث، بالأب والابن والروح القدس!
الحمد لله الذي أجرى الحق على يديك أيها الجليل العاملي. وكفى الله المؤمنين شر القتال. كان غرضي الأساس هو تبيان منبع هذا الفكر الذي تسلل إلى عقائد المسلمين. والحمد لله الذي باعد بيني وبين المجسمة والمعطلة.
قال القفاري، في كتابه الظالم عن عقائد الشيعة ج 1 ص 530 - 531:
إذن تشبيه الله سبحانه بخلقه كان في اليهود وتسرب إلى التشيع، لأن التشيع كان مأوى لكل من أراد الكيد للإسلام وأهله، وأول من تولى كبره هشام بن الحكم، ثم تعدى أثره إلى آخرين عرفوا بكتب الفرق بمذاهب ضالة غالية، ولكن شيوخ الاثني عشرية يدافعون عن هؤلاء الضلال الذين استفاض خبر فتنهم واستطار شرهم، ويتكلفون تأويل كل بائقة منسوبة إليهم أو تكذيبها، حتى قال المجلسي: ولعل المخالفين نسبوا إليهما هذين القولين معاندة.
ولو أن هذا القفاري، قرأ الأحاديث التي يصححها أئمته، للمس بيديه قبل عينيه أن مقولة التجسيم ظهرت في الناس في زمن عائشة، وقد استنكرها أهل البيت عليهم السلام، واستنكرتها عائشة، وقالت عنها: إنها فرية عظيمة على الله تعالى!! ولكن الذين يتباكون عليها لا يسمعون كلامها! ولا يؤمنون به حتى لو رواه البخاري!!
أما أفكار هذه الفرية فقد ظهرت على يد كعب الأحبار وجماعته في زمن الخليفة عمر، يعني قبل أن يولد جد هشام بن الحكم، أو جد جده!
فقد روت مصادرهم حديث أطيط العرش وصريره وأزيزه من ثقل الله تعالى بروايات صحيحة عندهم، منها ما رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 1 ص 83: عن عمر رضي الله عنه، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تبارك وتعالى، وقال: إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
- وقال عنه في مجمع الزوائد ج 10 ص 159: رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن خليفة الهمذاني وهو ثقة.
وقال عنه في كنز العمال ص 373: (ع، وابن أبي عاصم، وابن خزيمة، قط في الصفات، طب في السنة، وابن مردويه، ص). وقال عنه في ج 2
- وقال السيوطي في الدر المنثور ج 1 ص 328: وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي عاصم في السنة، والبزار، وأبو يعلى، وابن جرير، وأبو الشيخ، والطبراني، وابن مردويه، والضياء المقدسي في المختارة، عن عمر، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تبارك وتعالى، وقال: إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، ما يفضل منه أربع أصابع.
وقال الديلمي في فردوس الأخبار ج 3 ص 86: عمر بن الخطاب: على العرش استوى، حتى يسمع أطيط كأطيط الرحل. انتهى.
فلم يجب مشارك ولا غيره بشئ!!
محاولة بعض اليهود أن يتبرؤوا من التشبيه والتجسيم
- قال ابن حزم في الفصل في الملل ج 1 جزء 1 ص 140:
قال في التوراة: إن الله عز وجل قال لبني إسرائيل: لقد رأيتموني كلكم من السماء فلا تتخذوا معي آلهة الفضة، ثم قال بعد ذلك: ثم صعد موسى وهارون. ونظروا إله إسرائيل...
ذكر في هذا المكان (من التوراة) أن يعقوب صارع الله عز وجل! حتى قالوا: إن الله عز وجل عجز عن أن يصرع يعقوب، أن يعقوب قال:
رأيت الله مواجهة وسلمت عليه.
وقال في ص 212:
ونقل في توراتهم وكتب الأنبياء بأن رجلا اسمه إسماعيل، كان إثر خراب البيت المقدس سمع الله يئن كما تئن الحمامة، ويبكي وهو يقول: الويل الويل لمن أخرب بيته.. أخربت من بيتي، ويلي على ما فرقت من بيتي، وبناتي.
وقال في ص 218:
وفي بعض كتبهم: إن الله تعالى قال لبني إسرائيل: من تعرض لكم فقد تعرض حدقة عيني.
وقال في ص 221:
- وجاء في هامش المطالب العالية ج جزء 2 ص 25:
في التوراة: أن الله إله واحد. وفي التوراة: أن الله ليس كمثله شئ. ففي الإصحاح السادس من سفر التثنية: إسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد. فأحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قدرتك ولتكن هذه الكلمات التي أنا آمرك بها اليوم في قلبك، وكررها على بنيك وكلمهم بها إذا جلست في بيتك، وإذا مشيت في الطريق، وإذا نمت وإذا قمت، واعقدها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك واكتبها على عضائد أبواب بيتك وعلى أبوابك. تثنية 6: 4 9 ترجمة اليسوعيين.
وفي الإصحاح الثالث والثلاثين سفر التثنية: لا كف ء لله. وفي ترجمة البروتستانت: ليس مثل الله. ت: 26.
وقال موسى بن ميمون في دلالة الحائرين: إن ما ورد في التوراة مما يوحي بأن الله شبه إنسان بأعضائه وبصفاته، فذلك مؤول على معنى: أن الله يقرب ذاته إلى عقول الخلق، حديثه عن نفسه كأنه واحد منهم. أما هو فليس مثل إنسان وليس كمثله شئ، وذلك ليفهم الخلق ذات الله على نحو قريب من تصوراتهم.
وما جاء عن مشبهة اليهود: أن الله يبكي على خراب هيكل سليمان ويلعب مع الحيتان، فهو قول قال به سفهاء من اليهود لا وزن لهم عند الله ولا عند الناس. انتهى.
وقد وجدنا في نسخة التوراة المذكورة النصوص التالية في التوحيد:
جاء في العهد القديم ص 98:
فقال موسى لفرعون: عين لي متى، أصلي لأجلك ولأجل عبيدك وشعبك لقطع الضفادع عنك وعن بيوتك، ولكنها تبقى في النهر. فقال: غدا.
فقال كقولك لكي تعرف أن ليس مثل الرب إلهنا. فترتفع الضفادع عنك وعن بيوتك وعبيدك وشعبك.
وفي ص 100:
لأني هذه المرة أرسل جميع ضرباتي إلى قلبك وعلى عبيدك وشعبك، لكي تعرف أن ليس مثلي في كل الأرض.
وفي ص 493:
لذلك قد عظمت أيها الرب الإله، لأنه ليس مثلك وليس إله غيرك حسب كل ما سمعناه بآذاننا.
وفي ص 530:
مثلك، ولا إله غيرك، حسب كل ما سمعناه بآذاننا.
وجاء في ج 2 ص 43:
أذكروا الأوليات منذ القديم، لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي.