أي تتبع أفكار بن عبد الوهاب؟؟ فاهدأ... وأنا فعلا أهرف بما لا أعرف، فأنا والله لا أعرف أن لله ساقا ولا... إلخ.. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.. والسلام من الله خير تحية
هل هذه صفات معبودك يا مشارك؟!.
فتى أمرد جعد الشعر!!
- ميزان الاعتدال ج 1 ص 593:
عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: فلما تجلى ربه للجبل.
قال: أخرج طرف خنصره وضرب على إبهامه فساخ الجبل.
فقال حميد الطويل لثابت: تحدث بمثل هذا؟!
قال: فضرب في صدر حميد، وقال: يقوله أنس، ويقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكتمه أنا؟!! رواه جماعة عن حماد وصححه الترمذي.
إبراهيم بن أبي سويد وأسود بن عامر، حدثنا حماد، عن قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا: رأيت ربي جعدا أمرد، عليه حلة خضراء.
وقد يكون له أذن، وقد يكون ممسوح الأذن!
فقد تحير الألباني في هذه المسألة وتوقف فيها! راجع فتاواه ص 344.
وقالوا: إنه يمشي وقد يركض ويهرول!.
- فتاوي الألباني ص 506: سؤال: حول الهرولة، وهل أنكم تثبتون صفة الهرولة لله تعالى؟ جواب: الهرولة كالمجئ والنزول، صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها.
وقالوا: إنه يلبس قباء وجبة، ويركب على جمل!
- لسان الميزان ج 2 ص 238:
ومما رواه في الصفات له (حدثنا) أبو حفص بن سلمون، ثنا عمرو بن عثمان ثنا أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني، ثنا شعيب بن بيان الصفار، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه مرفوعا: إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الأذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه: إنني أنا الله لا إله إلا أنا، يقف في قبلة كل مؤمن مقبلا عليه، فإذا سلم الإمام صعد إلى السماء.
وروى عن ابن سلمون بإسناد له: رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار! انتهى.
ورواه في ميزان الاعتدال ج 1 ص 512.
وقالوا: إنه يضحك ويظل يضحك!
- قال النويري في نهاية الأرب 7 جزء 14 ص 292، عن لقيط بن عامر العقيلي (وهو أبو رزين صاحب حديث العماء!) قال: أتينا رسول الله (ص) لما انصرف من صلاة الغداة فقام خطيبا، فقال أيها الناس. يشرف عليك فيظل يضحك، قد علم أن غوثكم قريب. قال لقيط له: لن نعدم من
وقالوا: منطقه كالرعد، وضحكه كالبرق!
- فردوس الأخبار للديلمي ج 5 ص 366 أبو هريرة: ينشئ الله عز وجل السحاب ثم ينزل فيه، لا شئ أحسن من ضحكه، ولا شئ أحسن من منطقه، منطقه الرعد وضحكه البرق!
بدأنا أنا و (هادي 2) نقاشا في مسألة الصفات، تستطيع أن تشاركنا فيه، أو نبدأ أنا وأنت في موضوع مستقل، لو أحببت فهل توافق؟.
جزى الله هاديا وجميع الهادين خيرا، وإن لم تجبني على سؤالي عن (تكالبت حججك) فسأظل أوجه الأسئلة إليك، أو أطرحها موضوعا بلا سؤال.
بإمكانك أن تتهرب كما تشاء لو أردت، ولكن حتى أقفل عليك الطريق، هل ستكمل معي موضوع العقيدة وتجيب على السؤال الرابع والخامس هناك لو أجبتك على تكالبك، أم أنك سوف تتهرب وتأتي بسؤال جديد تتهرب به من إكمال تلك الإجابات بعد أن أحسست بالورطة التي أوقعتك فيها!!
سوف أجيبك إن شاء الله عن كل الأسئلة التي في ذهنك، ولكن بعدم إجابتك لي عن أي سؤال، يكون لي الحق أن أختار أسلوب الإجابة.
لم أفهم ما تقصد يا عاملي، ولكن ألم تعد أكثر من مرة أنك ستكمل تلك الأسئلة، إذا لماذا تتهرب الآن؟.
أحسنت يا عاملي جزاك الله خيرا.
ما هذه العقيدة يا مشارك؟!.
الفصل التاسع
من ردود العلماء السلفيين على تجسيم ابن تيمية
وأئمته التوراتيين
عناوين المواضيع:
رد الفخر الرازي
في نقاشي في صفات الله تعالى مع المدعو (مشارك) أراد أن يلبس تجسيم ابن تيمية للفخر الرازي، ويعتبر ابن تيمية ناقلا كلام الرازي فقط! نعم هكذا جهارا نهارا!
وهو وغيره يعلم أن الرازي حمل حملة مركزة على المجسمين والمشبهين والقائلين بوجود الله تعالى في مكان.. وأن ابن تيمية حاول أن يرد أدلته القوية التي هي أدلة من قبله ومن عاصره من علماء المسلمين السنة والشيعة..
فكانت ردود ابن تيمية ضعيفة، وأحيانا مضحكة!
لذلك احتجنا إلى نقل الموضوع من كتاب الرازي، المطالب العالية، الذي لا أظن مشاركا رآه، وفيما يلي قسم منه، والكتاب بتحقيق الدكتور أحمد حجازي السقا، نشر دار الكتاب العربي، بيروت، لجزء الثاني ص 57، قال:
الفصل السادس: في حكاية شبهات مثبتي الجسمية والمكان
إعلم: أن القوم عولوا على وجوه من الكلمات: فالشبهة الأولى: (من شبهات مثبتي الجسمية) أن قالوا: لما خلق الله تعالى العالم. فإما أن يقال:
الشبهة الثانية: قالوا: لا شك أن هذا العالم موجود، وذات الله تعالى موجودة أيضا، وكل موجودين فلا بد وأن يكون أحدهما ساريا في الآخر، أو مباينا عنه بجهة من الجهات الست. وأما الذي لا يكون ساريا ولا مباينا عنه في شئ من الجهات، فهذا هو العدم المحض، والنفي الصرف. فالقول به تصريح بنفي الصانع، وذلك باطل، ألا ترى أنا إذا قلنا في الشئ: إنه غير حاصل في الدار، وغير حاصل أيضا خارج الدار، كان هذا تصريحا بكونه عدما محضا (ونفيا صرفا، فيثبت أنه تعالى لو لم يوجد خارج العالم كان معدوما محضا) وذلك باطل. فوجب القول بكونه موجودا خارج العالم....
إلى آخر الشبهات الثمانية التي أوردها الرازي وأجاب عنها. وقد حاول ابن تيمية أن يرد كلام الرازي، ويثبت أن الله تعالى يرى بالعين في الدنيا والآخرة!!!
وهنا أيضا غاب مشارك، ولم يجب بشئ، ولكن ظل يكتب موضوعات مستقلة، ويتهمنا أننا نكذب على ابن تيمية!!.
رد ابن حجر العسقلاني
- قال ابن حجر في فتح الباري ج 3 ص 23:
استدل به من أثبت الجهة، وقال هي جهة العلو، وأنكر ذلك الجمهور، لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز تعالى الله عن ذلك. وقد اختلف في معنى النزول على أقوال: فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة، تعالى الله عن قولهم! ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزلة، وهو مكابرة.
والعجب أنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك، وأنكروا ما في الحديث، إما جهلا وإما عنادا.... إلى آخر الموضوع.
فلم يجب أحد منهم مع أنهم يتفاخرون بابن حجر، ويعدونه منهم!!
رد الشيخ محمد أبو زهرة
- قال الشيخ محمد أبو زهرة في تاريخ المذاهب الإسلامية ج 1 ص 225:
سنناقش بعض آرائهم من حيث كونها مذهب السلف، وأولئك ظهروا في القرن الرابع الهجري وكانوا من (الحنابلة) وزعموا أن جملة آرائهم تنتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل الذي أحيا عقيدة السلف وحارب دونها! ثم تجدد ظهورهم في القرن السابع الهجري، أحياه شيخ الإسلام ابن تيمية وشدد في الدعوة إليه، وأضاف إليه أمورا أخرى قد بعثت إلى التفكير فيها أحوال عصره، ثم ظهرت تلك الآراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري، أحياها محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وما زال الوهابيون ينادون بها، ويتحمس بعض العلماء من المسلمين لها، ولذلك كان لا بد من بيانها.
وقد تعرض هؤلاء الحنابلة للكلام في التوحيد وصلة ذلك بالأضرحة، كما تكلموا في آيات التأويل والتشبيه، وهي أول ما ظهروا به في القرن الرابع الهجري، ونسبوا كلامهم إلى الإمام أحمد بن حنبل، وناقشهم في هذه النسبة بعض فضلاء الحنابلة.
وقد كانت المعارك العنيفة تقوم بينهم وبين الأشاعرة، لأنهم كانوا يظهرون حيث يكون للأشاعرة سلطان قوي لا ينازع، فتكون بين الفريقين الملاحاة الشديدة وكل فريق يحسب أنه يدعو إلى مذهب السلف، وقد بينا مذهب الأشاعرة في ذاته وإن كنا لم نبين مقدار صلته بالآراء التي أثرت عن
- وقال أبو زهرة في ج 1 ص 232:
وهكذا يثبتون كل ما جاء في القرآن أو السنة من أوصافه سبحانه أو شؤونه، فيثبتون له المحبة والغضب والسخط والرضا والنداء والكلام والنزول إلى الناس في ظلل الغمام، ويثبتون له الاستقرار على العرش والوجه واليد من غير تأويل ولا تفسير بغير الظاهر... فابن تيمية بهذا يرى أن مذهب السلف يثبت لله اليد من غير كيف ولا تشبيه، والوجه من غير كيف، والفوقية والنزول وغير ذلك من ظواهر النصوص القرآنية، ويقصد الظواهر الحرفية لا الظواهر ولو مجازية، وهو يعد ذلك المذهب ليس مجسما ولا معطلا ويقول في ذلك: (ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل فلا يمثلون صفات الله تعالى بصفات خلقه، كما لا يمثلون ذات بذوات خلقه، ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، فيعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العليا ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويلحدون في أسماء الله وآياته، وكل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل جامع بين التعطيل والتمثيل). ويكرر هذا المعنى فيقول مؤكدا: إن الله ينزل ويكون في فوق وتحت من غير كيف، ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من سلف الأمة ولا من الصحابة والتابعين ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف، حرف واحد يخالف ذلك لا نصا ولا ظاهرا، ولم يقل أحد منهم إن الله ليس في السماء، ولا أنه ليس على العرش، ولا أنه في كل مكان ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء، ولا أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل، ولا أنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها.
كذلك يقرر ابن تيمية أن مذهب السلف هو إثبات كل ما جاء في القرآن من فوقية وتحتية واستواء على العرش ووجه ويد ومحبة وبغض، وما جاء في السنة من ذلك أيضا من غير تأويل وبالظاهر الحرفي، فهل هذا هو مذهب السلف حقا؟
نقول في الإجابة عن ذلك: لقد سبقه بهذا الحنابلة في القرن الرابع الهجري كما بينا وادعوا أن ذلك مذهب السلف، وناقشهم العلماء في ذلك الوقت، وأثبتوا أنه يؤدي إلى التشبيه والجسمية لا محالة، وكيف لا يؤدي إليهما والإشارة الحسية إليه جائزة؟!
ولذا تصدى لهم الإمام الفقيه الحنبلي الخطيب ابن الجوزي، ونفى أن يكون ذلك مذهب السلف، ونفى أيضا أن يكون ذلك رأي الإمام أحمد، وقال ابن الجوزي في ذلك: (رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح... فقد كتبوا كتبا شانوا بها المذهب ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام فحملوا الصفات على مقتضى الحس، فسمعوا أن الله خلق آدم على صورته، فأثبتوا له صورة، ووجها زائدا على الذات، وفما، ولهوات، وأضراسا، وأضواء لوجهه، ويدين وإصبعين، وكفا، وخنصرا، وإبهاما، وصدرا، وفخذا، وساقين، ورجلين، وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس!
وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات فسموها بالصفات تسمية مبتدعة، ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من صفات الحدث. ولم يقنعوا أن يقولوا: صفة فعل حتى قالوا:
نحن أهل السنة!! وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام، وقد نصحت التابع والمتبوع وقلت: يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل واتباع، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل يقول وهو تحت السياط: كيف أقول ما لم يقل، فإياكم أن تبتدعوا من مذهبه ما ليس منه. ثم قلتم في الأحاديث:
تحمل على ظاهرها، فظاهر القدم الجارحة، ومن قال: استوى بذاته المقدسة فقد أجراه سبحانه مجرى الحسيات، وينبغي ألا يهمل ما يثبت به الأصل وهو العقل، فإنا به عرفنا الله تعالى وحكمنا له بالقدم، فلو أنكم قلتم نقرأ الأحاديث ونسكت ما أنكر أحد عليكم، وإنما حملكم إياه على الظاهر قبيح فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل السلفي ما ليس فيه!).
وقال ابن الجوزي في بيان بطلان ما اعتمدوا عليه من أقوال... ولقد قال ذلك القول الذي ينقده ابن الجوزي القاضي، أبو يعلى الفقيه الحنبلي المشهور المتوفى سنة 457 وكان مثار نقد شديد وجه إليه، حتى لقد قال فيه بعض فقهاء الحنابلة: (لقد شان أبو يعلى الحنابلة شينا لا يغسله ماء البحار)!!!
وقال مثل ذلك القول من الحنابلة: ابن الزاغوني المتوفى سنة 527، وقال فيه بعض الحنابلة أيضا: (إن في قوله من غرائب التشبيه ما يحار فيه النبيه).
وتقبلها اللغة وليست غريبة عنها، لوصلنا إلى أمور قريبة، فيها تنزيه، وليس فيها تجهيل.
أحسنت وبارك الله فيك، ورحم الله والديك.
الأخ العاملي المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حييت أيها البطل المغوار وبارك الله فيك وفي ما تبذله من جهد جبار، وجعلك الله ممن ينتصر به لدينه، قال الله تعالى: لينصرن الله من نصره.
الفصل العاشر
الأشاعرة متأولة أيضا.. يؤولون الصفات
ولا يحملونها على ظاهر اللفظ
الأشاعرة متأولة أيضا.. يؤولون الصفات
ولا يحملونها على ظاهر اللفظ
أما بعد فهذه بعض النصوص المنقولة عن السلف رضوان الله عليهم في إثبات تفويضهم لبعض النصوص وتأويلهم للبعض الآخر.
كما أننا سنذكر لكم بعض الآيات والأحاديث التي يجب تأويلها، لبيان أن التأويل حاصل في الكتاب والسنة وذلك على مقتضى اللغة العربية التي نزل بها القرآن، وهي مليئة بالاستعارات والمجازات.
وقد بينا معنى التفويض والتأويل وثبوت هذان (كذا) المذهبان عند العلماء كالنووي وغيره، (راجع - التنبيه إلى عقيدة التنزيه).
أولا: التأويل في القرآن الكريم: قول الله تعالى: (نسوا الله فنسيهم)، وقوله تعالى (إنا نسيناكم) فبهذه الآية لا نثبت لله تعالى صفة النسيان، وإن
والنسيان في الآيتين السابقتين يؤول بالترك، وكذلك لا يجوز لعاقل أن يقول يضحك لا كضحكنا، أو تتبعه بقولك (بلا كيف) أو (كما يليق بجلاله)، ونقول: إن الله لا يخاطبنا إلا بما نفهم، ونحن لا نفهم الضحك الذي تطلقه حقيقة على الله إلا بالانفعال أو التبسم أو القهقهة كما تفهم العرب! وهذا محال على الله إلا إذا أولت ذلك بالرحمة، كما أولها البخاري اتباعا للسان العربي في مجازه. ولا يقاس على قولنا: سميع لا كسمعنا، بصير لا كبصرنا، بقولهم: ينزل لا كنزولنا ويتحرك لا كحركتنا، فهذا قياس باطل، لأن المراد بقولنا هذا: إثبات صفة السمع مع نفي كون ذلك بجارحة أو آلة السمع وهي الأذن لأنه سبحانه منزه عن الأدوات والأعضاء.
ولكننا نفهم من الخطاب صفة السمع، وتفويض علم ذلك إلى الله تعالى لأننا لا ندركها.
وكذلك في البصر نثبت الصفة مع نفي الآلة، وتفويض علمه إلى الله مع الإيمان به.
أما عن الحركة والهرولة والنزول الذي يطلقه البعض دون ترو أو بصيرة على الله تعالى، لا يتصور فيها وجود شئ يمكن إثباته بعد نفي عنصر التشبيه منها، وتفويض معناه إلى الله عز وجل، كما فعلنا في صفتي السمع والبصر، فالحركة لا يفهم منها إلا الانتقال من محل إلى آخر ولا تعقل إلا بذلك، فإن نفى الانتقال بعد إثباتها لم تعد حركة، فيبطل ما أثبته من البداية وناقض نفسه، لأنه لم يبق شئ يمكن إثباته، خلافا للسمع والبصر، فالمرض والنسيان المضافان لله تعالى لا يمكن اعتبارهما صفة لله تعالى للقاعدة التي ذكرناها.
ثانيا: الحديث في صحيح مسلم (يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك أنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مريضا (كذا) فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده.) الحديث.
فهل يجوز لنا أن نثبت بهذا الحديث أن لله تعالى صفة المرض ولكن ليس كمرضنا، وهل يجوز أن نعتقد أن الله عند العبد المريض حقيقة، لا والله، إن هذا محال على الله وهو الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ولا يقول بهذا أحد تمكنت في قلبه عقيدة التنزيه، مع كون التاء المضمومة تدل على أن المرض متعلق بالمتكلم، وهذا محال! إذ إن الظاهر غير مراد، وهو مصروف مؤول عند جميع المسلمين. وهذا دليل أن السنة جاءت بالتأويل، ولا ينكره إلا مكابر.
ومعنى الحديث كما قال الإمام النووي في شرحه 16 - 126:
(قال العلماء: إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى، والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له، قالوا: ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي..) ا. ه فتبصر.
وعلى هذا سار الصحابة والتابعون، ومن تبعهم، ولننقل لك بعض من تأويلاتهم:
أول سيدنا ابن عباس، قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق)، فقال:
(يكشف عن شدة)، فأول الساق بالشدة. ذكر الحافظ في الفتح 13 - 428
(قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد).
ا ه. وقد نقل ذلك الطبري عن: مجاهد وسعيد بن جبير، وقتادة وغيرهم من السلف.
وأول سيدنا ابن عباس، قوله تعالى (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) قال: (بقوة) الطبري 7 - 27، ولفظة أيد: هي جمع يد وهي الكف، كما في القاموس المحيط في مادة يدي، حيث جاء فيه: (اليد: الكف، أو من أطراف الأصابع إلى الكتف) وانظر تاج العروس شرح القاموس 10 - 417 - 418. ومنه: (أم لهم أرجل يمشون بها، أم لهم أيد يبطشون بها)، وتستعمل لفظة: أيد مجازا وتؤول في عدة معان منها: القوة، كقوله تعالى:
(والسماء بنيناها بأيد): أي بقوة، ومنها: الأنعام والتفضل، ومنه قوله تعالى: (واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب). ا ه.
وأول ابن عباس، النسيان: (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم) بالترك، الطبري 8 - 201، قال الحافظ الطبري: (أي ففي مثل هذا اليوم، وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول نتركهم في العذاب)، فقد أول الحافظ ابن جرير الطبري النسيان بالترك، وهو صرف لهذا اللفظ عن ظاهره لمعنى جديد مجازي، ونقل هذا التأويل الصارف عن الظاهر ورواه بأسانيده عن ابن عباس ومجاهد وغيرهم من الصحابة والتابعين، إذن ثبت التأويل فيما يتعلق بالأخبار الإضافية أو بما يسمى بالصفات بلا شك ولا ريب، وعلى ذلك سار الأشاعرة الذين استعملوا التأويل، فمن الظلم تضليلهم وهم على الحق سائرون بهدي الكتاب والسنة. والحمد لله رب العالمين.
تأويل الإمام البخاري، نقل الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات ص 470 عن البخاري أنه قال: (معنى الضحك: الرحمة) ا ه.
وقال الحافظ البيهقي ص 298: (روى الفربري، عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى أنه قال: معنى الضحك فيه - أي الحديث - الرحمة).
وقد نقل هذا التأويل الحافظ ابن حجر في الفتح (6 - 40). تأويل النضر بن شميل، وهو من رجال السنة المولود سنة (122 ه): ذكر البيهقي (الأسماء والصفات ص 352) وابن الجوزي (دفع شبه التشبيه) أن النضر قال: إن معنى حديث: (حتى يضع الجبار قدمه) أي من سبق في علمه، أنه من سبق في علمه أنه من أهل النار. وقاله الإمام أبو منصور الأزهري كما في (دفع الشبه لابن الجوزي.
وقال ابن الجوزي أيضا: (وقد حكى أبو عبيدة الهروي - صاحب كتاب غريب القرآن والحديث - عن الحسن البصري أنه قال: القدم، هم الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبته لهم).
تأويل الطبري في تفسيره 1 - 192 عند تأويل قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء) ما نصه:
فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال).
فاتضح بهذا أن السلف كانوا يؤولون الاستواء بعلو الملك والسلطان والقهر وهو علو رتبة (معنوي)، لا علو حسي حقيقي، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
أول الحافظ ابن حبان (ت 354 ه) في صحيحه 1 - 502، حديث (حتى يضع الرب قدمه فيها) أي جهنم، فقال: (هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة، وذلك أن يوم القيامة يلقي في النار من الأمم والأمكنة التي يعصى الله فيها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والأمكنة فتمتلئ فتقول: قط قط، تريد: حسبي حسبي، لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا: لهم قدم صدق عند ربهم) يريد: موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار، جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه) ا ه . تأويل الإمام مالك رحمه الله تعالى، روى الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 7 - 143 وذكر الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 8 - 105، أن الإمام مالك أول النزول الوارد في الحديث بنزول أمره وهذا النص من السير: (قال
حسن والله، ولم أسمعه من مالك)، ورواية ابن عبد البر، من طريق أخرى، وهذا التأويل مشهور عن الإمام مالك، غني عن الإسناد فيه ولذلك نقله الإمام النووي في شرح مسلم 6 - 37 عنه. ذكر الحافظ الترمذي في سننه 4 - 692 بعد حديث الرؤية الطويل الذي فيه لفظة (فيعرفهم نفسه)، فقال: ( ومعنى قوله في الحديث: فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم) ا ه. ذكر الذهبي في السير 7 - 274 في ترجمة إمام حفاظ عصره: سفيان الثوري أن معدان سأل الثوري عن قوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم) فقال: بعلمه.
وهذا تأويل ظاهر وصرف للفظ عن ظاهره ولا سيما أن لفظة (هو) الواردة في قوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم) تعود على الذات لا على الصفات أصلا، ومع ذلك لما كان ظاهرها مستحيلا صرفت إلى المجاز. فأولت. ا ه.
خاتمة: وبعد أن أوردنا صورا من تأويلات السلف، لم تعد هناك حجة للمنكر على الأشاعرة الذين هم في حقيقة الأمر متبعين (كذا) للسلف في تأويلهم وتفويضهم.
وخوفا من الإطالة ذكرنا لكم صورا من أقوال السلف في التفويض، وهو تفويض المعنى والكيف بلا شك ولا ريب. انتهى.
ولم يجبه أحد من أتباع ابن تيمية، مع أن الشبكة لهم!
الفصل الحادي عشر
الأباضية يقفون إلى جانب الشيعة
في التنزيه والرد على المجسمين
الأباضية يقفون إلى جانب الشيعة في التنزيه ورد التجسيم
بمشيئة الله تعالى سنحاول عرض مواضيع عن بعض العقائد الفاسدة التي تتعلق بالذات الإلهية، والتي يتمسك بها بعض أدعياء السلفية تحت عنوان - وقفات مع أدعياء السلفية - وستكون على النحو التالي:
الوقفة الأولى: - وقوع المجاز في القرآن الكريم.
الوقفة الثانية: - نفي العلو الحسي.
الوقفة الثالثة: - نفي الجلوس والاستقرار.
الوقفة الرابعة: - نفي الجوارح.
الوقفة الخامسة: - نفي النزول الذاتي.
نبين فيها بالأدلة النقلية والعقلية، بأقوال علماء المذاهب الأربعة بطلان هذه العقائد.
هذا جواب من شريط سمعي بعنوان (لقاء مع إذاعة صوت العرب) لسماحة شيخنا بدر الأمة الخليلي حفظه الله تعالى (مفتي عمان) عن معنى قوله تعالى: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) وقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)، وإليكم الجواب:
العلماء يقولون: إن العرش أعظم مخلوقات الله تعالى، ويقولون أنه محيط بجميع خلقه، وحملوا قوله سبحانه تعالى: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) على أن العرش محمول لملائكة الله بحسب ما أراد سبحانه وتعالى، وعلى الكيفية التي أرادها عز وجل، ولا نعرف هل هؤلاء ثمانية آلاف، أو ثمانية صفوف، وعلم ذلك يوكل إلى الله تعالى، ويعد ذلك من المتشابه الذي لا يمكن أن يتبين وجه معناه بالقطع، كل ذلك محتمل.
أما قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى): فالمقصود: أنه سبحانه وتعالى مستول على كل شئ في هذا الكون، قاهر لكل موجود فيه، فإن العرش هو أعظم مخلوقات الله على العرش فقد استولى على غيره فمخلوقات الله سبحانه وتعالى يصرفها كيف يشاء، ومجئ استوى بمعنى استولى موجود في اللسان العربي، فقد نص على ذلك أئمة اللغة، فقد نص على ذلك صاحب القاموس وشارحه وصاحب التاج، ونص على ذلك صاحب لسان العرب. ونص على ذلك عدد كبير من أئمة العربية واستشهدوا له بشواهد من ذلك
وذهب بعض العلماء إن هذا من باب الكناية، لأنه يقال: (جلس الحاكم على السرير)، وإن لم يكن له سرير، أو قعد على العرش، وإن لم يكن له عرش، وإنما يقصد بذلك أن الحاكم قهر واستولى على ملكه، وهذا من باب الكناية كما يقال (زيد طويل النجاد): كناية عن طول قامته وإن لم له نجاد، وكما يقال: (حاكم جبان الكلب) وإن لم يكن له كلب، وإنما المقصود بذلك وصفه بالكرم، بحيث يغشى بيته الناس حتى تجبن كلابه عن نباح الناس، لأنها ألفت غشيانهم ذلك البيت. ويقال أيضا في الكريم: (كثير الرماد) وإن لم يكن له رماد، ولكن ذلك كناية عن كرمه، لأن من شأن الكريم أن يكثر الطبخ للضيوف فيكثر رماده.. وهكذا يقال في الكريم: (مهزول الفصيل)، لأن من شأن الكريم أنه يذبح الذبائح الكثيرة فتهزل أولادها، فلذلك يقال:
في الكريم (مهزول الفصيل)، وإن لم يكن له فصيل.
أما أن يكون الله سبحانه وتعالى جالسا على العرش كما يزعم المبطلون، فذلك ما ترده النصوص القاطعة الدالة على أن الله لا يتحيز في مكان، فالله تعالى يقول (وهو معكم أينما كنتم)، (فأينما تولوا فثم وجه الله)، (وهو في السماء إله وفي الأرض إله) إلى غير ذلك من الآيات.
وجاء في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على هذا المعنى، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما سمع ضجيجا بالدعاء، قال لأصحابه الذين كانوا يرفعون أصواتهم بالدعاء: (إنكم لا تدعون أصم إن الذي تدعونه أقرب إليكم من عنق رواحلكم) ويقول عليه أفضل الصلاة والسلام:
(إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله سبحانه بينه وبين قبلته) فهل يقال: بأن الله سبحانه وتعالى بذاته أمام قبلة كل مصل، وهذا يتنافى مع تحيزه في جهة العرش عند الذين يقولون بأن الله سبحانه وتعالى متحيز في الجهة العلوية.
فإذا ثبت تأويل الحديث ثبت الآية الكريمة، بل الأولى أن تؤول الآية لأن الله سبحانه وتعالى أخبر عن أمر وقع، حيث قال (الرحمن على العرش استوى)، فقال أيضا (ثم استوى على العرش).
ولا يعترض علينا بأن ثم تفيد المهلة الزمنية، وأن الله تعالى ذكر الاستواء
على العرش عقب ذكر خلق السماوات والأرض (الله الذي خلق السماوات
والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)
لأن ثم ليس للمهلة الزمنية وإنما للمهلة الرتبية وقد نص كثيرا (كذا) من
علماء اللغة العربية بأن ثم إذا جاءت عاطفة على جملة فهي للمهلة الرتبية
وليست للمهلة الزمنية، ونحن لا نقول بإطلاق ذلك، إلا إننا نقول: بأن