الباب الثالث
رد اتهام الشيعة بأنهم يقولون بتحريف القرآن
عناوين الفصول:
الفصل الأول
القرآن معصوم عن التحريف
القرآن معصوم عن التحريف
كتب (العاملي) في شبكة الساحات العربية، في الشهر الخامس مايو سنة 1999، موضوعا بعنوان (القرآن معصوم من التحريف) وحذفوا الموضوع بعد أيام، ومما جاء فيه:
أحب أولا، أن أطمئن الإخوة الأعزاء من جميع المذاهب والاتجاهات..
إلى أن هذه الأمة المرحومة المباركة، قد امتازت عن غيرها من الأمم فيما امتازت بكتاب الله عز وجل، حيث لا يوجد على وجه الأرض كتاب سماوي محفوظ النسخة جيلا عن جيل، وحرفا بحرف، غير القرآن!
وإلى أن الأحاديث في مصادر هذه الطائفة أو تلك، التي توهم وقوع التحريف فيه، ليس لها قيمة علمية ولا عملية، حتى لو كانت أسانيدها صحيحة..
ذلك أن الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه بقوة نصه الذاتية، ثم بالمحافظين عليه عليهم السلام.
إن القرآن كلام الله تعالى.. وهي حقيقة يقف عندها الذهن لاستيعابها، ويتفكر فيها العقل لإدراك أبعادها، ويخشع لها القلب لجلالها.. وهي تعني فيما تعني أنه عز وجل قد انتقى معاني القرآن وألفاظه، وصاغها بعلمه وقدرته
يجد.. أن نص القرآن متميز عن كل ما قرأ وما سمع.. وكفى بذلك دليلا على سلامته عن تحريف المحرفين وتشكيك المشككين.
إن القوة الذاتية لنص القرآن هي أقوى سند لنسبته إلى الله تعالى.. وأقوى ضمان لإباء نسيجه عما سواه، ونفيه ما ليس منه!
فقد جعل الله هذا القرآن أشبه بطبق من الجواهر الفريدة، إذا وضع بينها غيرها انفضح!
وإذا أخذ منها شئ إلى مكان آخر، نادى بغربته حتى يرجع إلى طبقه!
وعندما يتكفل الله عز وجل بحفظ شئ أو بعمل شئ فإن له طرقه وأساليبه ووسائله في ذلك، وليس من الضروري أن نعرفها نحن، ولا أن تفهمها أكبر عقولنا الرياضية!
فحفظ الله تبارك وتعالى لكتابه كأفعاله الأخرى لها وسائلها وجنودها وقوانينها!
ومن أول قوانينها: قوة بناء القرآن، وتفرده، وتعاليه على جميع أنواع كلام البشر.. الماضي منه والآتي!
بل تدل الآيات الشريفة على أن بناء القرآن قد أتقنه الله تعالى بدقة متناهية وإعجاز كبناء السماء!
قال الله تعالى فلا أقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم. إنه لقرآن كريم. الواقعة 75 - 77
وإلى اليوم لم يكتشف العلماء من بناء الكون إلا القليل، وكلما اكتشفوا جديدا خضعت أعناقهم لبانيه عز وجل!
وكذلك لم يكتشفوا من بناء القرآن إلا القليل، وكلما اكتشفوا منه جديدا خضعت أعناقهم لبانيه عز وجل!!
كما أن التاريخ لم يعرف أمة اهتمت بحفظ كتاب وضبطه والتأليف حول سوره وآياته وكلماته وحروفه، فضلا عن معانيه، كما اهتمت أمة الإسلام بالقرآن.. وهذا سند ضخم، رواته الحفاظ والقراء والعلماء وجماهير الأجيال سندا متصلا جيلا عن جيل.. إلى جيل السماع من فم الذي أنزله الله على قلبه صلى الله عليه وآله.. ولكن سند القرآن الأعظم هو قوته الذاتية ومعماريته الفريدة!!
هذا هو اعتقاد المسلمين بالقرآن سواء منهم الشيعة والسنة.. وسواء استطاع علماؤهم وأدباؤهم أن يعبروا عنه، أم بقي حقائق تعيش في عقولهم وقلوبهم وإن عجزت عنها ألسنتهم والأقلام..!
ولا يحتاج الأمر إلى أن ينبري كتاب آخر الزمان فينصحوا الشيعة بضرورة الإيمان بكتاب الله تعالى وسلامته من التحريف.. فنحن الشيعة نفتخر بأن اعتقادنا بالقرآن راسخ، ورؤيتنا له صافية، ونظرياتنا حوله واضحة، لأنها مأخوذة من منبع واضح صاف، منبع أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، وباب مدينة علمه!
إن الذين يتصورون أن المشكلة خاصة بمصادر الشيعة متوهمون.. وفيما يلي نقدم بعض ما في مصادر هم من مصائب حول القرآن، وفيها أحاديث صحيحة تنص على وقوع تحريف في نسخة القرآن الفعلية... إلى آخر ما كتبه العاملي.
وهنا ثارت ثائرة المخالفين وحذفوا الموضوع، بدل أن يعالجوا مصائب أحاديثهم!!
وكتب (رائد جواد) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 8 - 2 - 2000، الرابعة والنصف صباحا، موضوعا بعنوان (الشيعة، والقول بتحريف القرآن)! هديتي لكل غيور شيعيا كان أم سنيا، ومما جاء فيه:
وبعد، نسمع بين الآونة والأخرى اتهامات توجه للشيعة الإمامية بالقول بتحريف القرآن!!!
بل ونقل البعض إجماع الشيعة على ذلك!! وما عسانا أن نقول غير كبرت كلمة تخرج من أفواههم)!
نحن لا ننكر وجود بعض الروايات التي يضرب بها وبأمثالها عرض الجدار، علما أن مثل هذه الروايات نجدها في كتب أهل السنة أيضا، وعلى الرغم من ذلك فنحن لا نقول بالتحريف ولا نتهم غيرنا به، وها نحن نقدم لأخواننا الشيعة والسنة أقوال بعض علماء الشيعة في هذه المسألة، كما وذكرنا رأيين لعالمين من أعلام السنة حول عقيدة الشيعة في القرآن، وقد استعرضنا ههنا
(نقول) بعد التوكل على الله:
جواب مسائل الطرابلسيات للشريف المرتضى علم الهدى:
(إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب فإن العناية اشتدت والدواعي توافرت على نقله وحراسته وبلغت إلى حد لم تبلغه فيما ذكرناه لأن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شئ اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد).
الرسالة المعروفة باعتقادات الصدوق لشيخ المحدثين محمد بن علي بن الحسن بن بابويه القمي الملقب بالصدوق، وهو صاحب كتاب من لا يحضره الفقيه:
(اعتقادنا في القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد (ص) هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك - إلى أن قال - ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب).
التبيان لأبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي شيخ الطائفة وهو صاحب كتابي التهذيب والاستبصار:
(وإنا له لحافظون) عن الزيادة والنقصان والتحريف والتغيير.
جامع الجوامع لأمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي:
(إنا نحن) فأكد عليهم أنه هو المنزل للقرآن على القطع والثبات وأنه حافظه من كل زيادة ونقصان وتغيير وتحريف بخلاف الكتب المتقدمة فإنه لم يتول حفظها إنما استحفظها الربانيين ولم يكل القرآن إلى غير حفظه).
تفسير الصافي للمولى محسن، الملقب بالفيض الكاشاني:
(إنا نحن نزلنا الذكر) رد لإنكارهم واستهزائهم ولذلك أكده من وجوه وإنا له لحافظون من التحريف والتغيير والزيادة والنقصان.
المعين للمولى نور الدين بن مرتضى الكاشاني:
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) من التحريف والتغيير والزيادة والنقصان).
كنز الدقائق للشيخ محمد بن محمد رضا القمي المشهدي:
(إنا نحن نزلنا الذكر) رد لإنكارهم واستهزائهم ولذلك أكده من وجوه وقرره بقوله: وإنا له لحافظون أي: من التحريف والزيادة والنقص بأن جعلناه معجزا مباينا لكلام البشر بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل اللسان أو نفي تطرق الخلل إليه في الدوام بضمان الحفظ له.
(وإنا له لحافظون) عند أهل الذكر واحدا بعد واحد إلى القائم.
(الميزان) للسيد محمد حسين الطباطبائي:
(وإنا له لحافظون) بما له من صفة الذكر بما له من العناية الكاملة به - فهو ذكر حي خالد مصون من أن يموت وينسى من أصله، مصون من الزيادة عليه بما يبطل به كونه ذكرا. مصون من النقص كذلك مصون من التغيير في صورته وسياقه بحيث يتغير به صفة كونه ذكرا لله مبينا لحقائق معارفه. فالآية تدل على كون كتاب الله محفوظا من التحريف بجميع أقسامه من جهة كونه ذكرا لله سبحانه فهو ذكر حي خالد.
المنير، لمحمد الكرمي:
(وإنا له لحافظون) من أن تنالوا به التحوير والتطوير والتغيير لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يعني لا حين نزوله ولا من بعد إتمامه. لا حين أنت موجود ولا من بعد موتك. ولا يصيبه تحريف أو تشويش وكذلك خارج الأمر فإن الكتب السماوية التي لا مرية في نزولها - حين نزولها - من الله على أنبيائه كالتوراة والإنجيل نراها ونحن نستجليها الآن متغلغلة بالهنات والمؤاخذات لما طرأ عليها في مسافة عمرها من الزيادة والنقصان أما القرآن فعلى طول الشقة في عمره من لدن نزوله لحد الآن نراه مخفورا بالمسلمين جميعا لم يستطع أحد أن يمد إليه يد التزوير على وجود المقتضي لذلك بكثرة، والمسلم اليوم عندما يتناول القرآن يتناول عين السور والآيات الموجودة قبل ألف وأربعمائة سنة ومن هنا صينت الشريعة الإسلامية المكفولة بالقرآن نفسه من كل تذبذب).
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقوله في سورة القيامة (إنا علينا جمعه وقرآنه).
ولئن سمعت في الروايات الشاذة شيئا في تحريف القرآن وضياع بعضه فلا تقم لتلك الروايات وزنا، وقل ما يشاء العلم في اضطرابها ووهنها وضعف رواتها ومخالفتها للمسلمين، وفيما جاءت به في مروياتها الواهية من الوهن).
أصل الشيعة وأصولها للشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره:
(إن الكتاب الموجود بين المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه - رسول الله - للإعجاز والتحدي وإنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة وعلى هذا إجماعهم).
أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين:
(لا يقول أحد من الإمامية لا قديما ولا حديثا مزيد فيه قليل أو كثير فضلا عن كلهم بل كلهم متفقون على عدم الزيادة، ومن يعتد بقوله من محققيهم متفقون على أنه لم ينقص منه).
الفصول المهمة للسيد عبد الحسين شرف الدين العاملي رحمه الله:
(والقرآن الحكيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إنما هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس لا يزيد حرفا ولا سينقص حرفا، ولا تبديل فيه لكلمة بكلمة، ولا لحرف بحرف، وكل حرف من حروفه متواتر في كل جيل تواترا قطعيا إلى عهد الوحي والنبوة وكان مجمعا على ذلك العهد الأقدس، مؤلفا على ما هو عليه الآن وكان جبريل (ع) يعارض رسول الله
البحار ج 9 ص 113) لباقر علوم الأئمة العلامة المجلسي:
وإنا له لحافظون: عن الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف) عقائد الإمامية ص 48 للشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله:
(لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي، ومن ادعى غير ذلك فهو مختلق أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى، فإنه كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
السيد محسن الأعرجي - المحقق البغدادي:
(الإجماع على عدم الزيادة: والمعروف بين علمائنا حتى حكي عليه الإجماع عدم النقيصة).
السيد الخوئي قدس سره في البيان في تفسير القرآن ص 278:
(إن حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال، لا يقول به إلا من ضعف عقله، أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل، أو من ألجأه إليه حب القول به، والحب يعمي ويصم، وأما العاقل المنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه وخرافته).
الأنوار النعمانية ج 1 ص 97 للسيد نعمة الله الجزائري):
(القرآن الذي أنزله الله تعالى على رسوله وجعله معجزة باقية له إلى يوم القيامة هو القرآن الموجود بين أيدينا الآن لا زيادة فيه ولا نقصان ولا تحريف ولا تغيير وكل ما ورد).
1 - التبديل والتحريف: للشريف أبي القاسم علي بن أحمد الكوفي العلوي.. رد فيه على أهل التبديل والتحريف في ما وقع من أهل التأليف والظاهر منه أنه رد على الحشوية وأصحاب الحديث العاملين بمضامين أخبار الآحاد التي ذكرت فيها عدة من السور والآيات فألصقوها بكرامة القرآن الشريف واعتقدوا فيه التبديل والتحريف. (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 3 ص 311).
2 - النقد اللطيف في نفي التحريف عن القرآن الشريف، للأستاذ مؤلف الذريعة إلى تصانيف الشيعة (آقا بزرك الطهراني). (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 11 ص 188).
3 - الكامل في الصناعة.. أي صناعة التجويد وهي أرجوزة مبسوطة للشيخ جعفر بن كمال الدين بن محمد البحراني الأوالي المعروف بالشيخ جعفر كمال البحراني المتوفى سنة 1088، وهي أرجوزة مرتبة على ثلاثين بابا الموجود منه في مكتبة المشكات في طهران ثلاثة أبواب:
أ - فضل القرآن.
ب - نفي التحريف.
ج - تواتر القراءات.
(الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 17 ص 256).
4 - نزاهة المصحف الشريف عن النسخ والنقص والتحريف لهبة الدين الشهرستاني. (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 24 ص 105).
وتجدر بنا الإشارة إلى التنبيه على نقطة مهمة ألا وهي كتاب الكافي للشيخ الكليني أعلى الله مقامه، فقد تعالت بعض الأصوات للتشكيك بعقيدته رحمه الله تجاه القرآن الكريم، لوجود بعض الأحاديث التي اشتبهوا بدلالتها أو لعدم النظر إلى حال رواتها متهمين ثقة الإسلام رحمه الله بالقول بالتحريف.
وقد ألف سماحة السيد الفاضل ثامر هاشم العميدي حفظه الله كتابا أسماه (دفاع عن الكافي) حيث أبان أدامه الله بالأدلة القاطعة اشتباه من نسب هذه الفرية لثقة الإسلام، وقد تحدثنا مع سماحته يوم أمس الأول وشكرناه على ما قدمه من جهد لا يوصف في سبيل خدمة محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
هذا ما أردنا إيراده في هذه العجالة وقد ارتأينا ختم بحثنا في هذه المسألة بذكر بعض الآراء لأخواننا أهل السنة والجماعة حول عقيدة الشيعة في القرآن.
ولله در الأستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية إذ كتب يقول (وأما أن الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله وإنما هي روايات رويت في كتبهم كما روي مثلها في كتبنا، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها، وبينوا بطلانها وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك، كما إنه ليس في أهل السنة من يعتقده). (مع الصادقين ص 120).
يا لها من كلمة رائعة يخشع لها قلب القارئ لعظمتها، وهي إن دلت على شئ فإنما تدل على تحلي قائلها بأخلاق الإسلام بعيدا عن التعصب والحقد والكراهية فأثابه الله تعالى عن المسلمين كل خير.
أحسنت أخي رائد.
أين الغيرة على الإسلام والقرآن عند من يبحث عما يشنع به على الشيعة؟!!
http:/www.shialink.net/muntada/Forum2/HTML/002786.ht
http:/www.shialink.net/muntada/Forum2/HTML/002819.ht
اللهم صل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر.
ضمان الله نفي تحريف المحرفين بآل نبيه صلى الله عليه وعليهم
كتب (علي 2000) في شبكة هجر، بتاريخ 2 - 1 - 2000، الخامسة صباحا، موضوعا بعنوان (عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين) قال فيه:
روى ابن حجر في صواعقه ص 128 (في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله تعالى فانظروا من توفدون).
وقال النبي صلى الله عليه وآله، كما رواه الحاكم في المستدرك: 3 / 148:
(ومن أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني بها ربي وهي جنة الخلد، فليتول عليا وذريته من بعدي، فإنهم لن يخرجوكم من هدى ولن يدخلوكم باب ضلالة).
الفصل الثاني
روايات نقص القرآن وزيادته في مصادر السنيين
روايات نقص القرآن وزيادته في مصادر السنيين
كتب (العاملي) في شبكة أنا العربي، بتاريخ 3 - 6 - 1999، التاسعة ليلا، أيضا موضوعا بعنوان (القرآن معصوم عن التحريف)، قال فيه:
كنا نأمل أن تتوقف موجة التهمة لنا بأنا نعتقد بتحريف القرآن والعياذ بالله أو أن يقف بعض علماء السنة فيجيبوا أصحاب هذه التهمة، وينصحوا الذين يرفعونها شعارا وينبزون بها الشيعة... ولكنا لم نر شيئا من ذلك مع الأسف..
فكان لا بد أن نستخرج نماذج من الأحاديث والنصوص في مصادر السنيين في هذه الصفحات، راجين أن يعالجوها معالجة علمية كما نعالج نحن الروايات المشابهة في مصادرنا، وأن ينتهي هذا التنابز والقول بأن الشيعة أو السنة لا يؤمنون بالقرآن..
حتى تتوجه جهودنا وجهودهم إلى بحوث القرآن وتعريف المسلمين بجواهره وكنوزه.. ودعوة العالم إلى هداه.. فذلك خير لنا عند الله وعند الناس.
ضاع من القرآن أكثره برأي الخليفة عمر!
قال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 422:
وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابرا محتسبا فله بكل حرف زوجة من الحور العين. قال بعض العلماء
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7 ص 163 وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس، ذكره الذهبي في الميزان لهذا الحديث، ولم أجد لغيره في ذلك كلاما، وبقية رجاله ثقات.
ورواه في كنز العمال ج 1 ص 517 وقال عن مصادره ط ص، عن عمر ورواه في ج 1 ص 541 وعن طس، وابن مردويه وأبو نصر السجزي في الإبانة عن عمر. قال أبو نصر: غريب الإسناد والمتن، وفيه زيادة على ما بين اللوحين، ويمكن حمله على ما نسخ منه تلاوة مع المثبت بين اللوحين اليوم. انتهى.
وبما أن عدد حروف القرآن ثلاث مئة ألف حرف وكسر، وهي لا تبلغ ثلث العدد الذي قاله الخليفة في الرواية، فيكون مقصوده ضياع أكثر من ثلثي القرآن بعد النبي صلى الله عليه وآله!
ولا يمكن قبول رواية السيوطي بأن ما نسخ من القرآن أكثر من الثلثين!!
وقال ابن حجر في لسان الميزان ج 5 ص 276:
عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني: تفرد بخبر باطل، قال الطبراني:
حدثنا محمد بن عبيد، قال حدثنا أبي، عن جدي، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجة من الحور العين.
انتهى.
ولكن قول ابن حجر إن الحديث باطل ليس له مستند علمي، بعد أن مال الهيثمي إلى توثيقه وقال إن محمد بن عبيد من شيوخ الطبراني، وبقية رجال السند ثقات.. وقد نقل السيد الخوئي توثيقهم لمحمد بن عبيد.
مضافا إلى كثرة مؤيداته من الروايات التي يقول فيها الخليفة:
فقد فيما فقدنا من القرآن...
أسقط فيما أسقط..
قرآن كثير ذهب مع محمد!..
رفع فيما رفع...!!!
قال السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 179:
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال: أمر عمر بن الخطاب مناديه فنادى إن الصلاة جامعة، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
يا أيها الناس لا تجزعن من آية الرجم، فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد...
وقال في كنز العمال ج 2 ص 567:
من مسند عمر رضي الله عنه، عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم نجد في ما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة؟ فإنا لم نجدها، قال: أسقط في ما أسقط من القرآن. وقال في رواية أخرى:... فرفع فيما رفع!
وفي ج 6 ص 208:
فقد فيما فقدنا من كتاب الله؟ قال: بلى! انتهى.
سورة الأحزاب، ضاع منها أكثر من 200 آية!
روى في كنز العمال ج 2 ص 480:
من مسند عمر رضي الله عنه، عن حذيفة قال: قال لي عمر بن الخطاب:
كم تعدون سورة الأحزاب؟
قلت ثنتين أو ثلاثا وسبعين، قال: إن كانت لتقارب سورة البقرة، وإن كان فيها لآية الرجم - ابن مروديه.
وروى نحوه أحمد في مسنده ج 5 ص 132، ولكن عن أبي بن كعب.
وكذا الحاكم في المستدرك ج 2 ص 415، و ج 4 ص 359:
وقال في الموردين: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورواه البيهقي في سننه ج 8 ص 211 كما في رواية الحاكم الثانية.
وروى في كنز العمال ج 2 ص 567:
عن زر قال: قال لي أبي بن كعب: يا زر كأين تقرأ سورة الأحزاب؟
قلت ثلاثا وسبعين آية.
قال: إن كانت لتضاهي سورة البقرة، أو هي أطول من سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم.
عب ط ص عم، وابن منيع ن، وابن جرير وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف، قط في الإفراد، ك وابن مردويه، ص.
ورواه السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 180، ثم قال: وأخرج ابن الضريس عن عكرمة قال: كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول، وكان فيها آية الرجم. انتهى.
وبما أن سورة البقرة 286 آية، فيكون الناقص من سورة الأحزاب حسب رأي عمر أكثر من 200 آية!!
سورة براءة ضاع أكثرها..!!
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 302:
وعن أبي موسى الأشعري قال نزلت سورة نحوا من براءة فرفعت فحفظت منها إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم - فذكر الحديث. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وفيه ضعف، ويحسن حديثه لهذه الشواهد.
وقال في ج 7 ص 28: عن حذيفة قال تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب وما تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وقال الحاكم في المستدرك ج 2 ص 330: عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة رضي الله عنه قال ما تقرؤون ربعها يعني براءة وإنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال السيوطي في الدر المنثور ج 1 ص 105: وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي موسى الأشعري قال: نزلت سورة شديدة نحو براءة في الشدة ثم رفعت وحفظت منها أن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم!.
وقال في ج 3 ص 208: وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ولا تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها!! انتهى.
وأما آية أبي موسى عن تأييد الدين بالفجار فقد يكون هدفها تبرير إعطاء مناصب الدولة إلى المنافقين والفساق!!
ولا بد أن تكون هذه السورة المزعومة موجودة في مصحف أبي موسى الذي صادره منه حذيفة بأمر الخليفة عثمان وكان أبو موسى يترجاه أن يترك له الإضافات ولا يمحوها، وسيأتي ذكره في بحث جمع القرآن!
وهذا يضعف رواية نقص سورة براءة عن حذيفة، وإن صحت عنه فقد يكون قال: إنكم لا تقرؤونها حق قراءتها، فحرف الرواة كلامه.. لأن حذيفة كان يحذر من المنافقين الذين كشفتهم السورة وحذرت منهم!!
وكتب (الفخر الرازي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 26 - 1 - 2000، الحادية عشرة والنصف ليلا، موضوعا بعنوان (أسماء أكابر سلف أهل السنة الذين قالوا بتحريف القرآن واعتراف أكابر علمائهم به (1)، قال فيه:
من قال بتحريف القرآن من أكابر سلف أهل السنة وصحابتهم وأفاخم علمائهم:
الأول: عمر بن الخطاب:
أعتقد الآن بعد ما ذكرناه وكررناه طويلا من الجمل الركيكة والكلمات الغريبة التي أخذ عمر بن الخطاب ينسبها للقرآن الكريم والتي بعضها نقطع من أنها قول للرسول صلى الله وآله وسلم كالولد للفراش وللعاهر الحجر التي دعمناها بأقوال الصحابة والتابعين، يكون قولنا إن ابن الخطاب إن لم يكن
الدر المنثور ج 6 ص 216:) أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة ابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن خرشة بن الحر قال:
رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) فقال: من أملى عليك هذا؟ قلت: أبي بن كعب. قال: إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ، قرأها (فامضوا إلى ذكر الله).
(وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال: قيل لعمر إن أبيا يقرأ: فاسعوا إلى ذكر الله قال عمر: أبي أعلمنا بالمنسوخ، وكان يقرؤها (فامضوا إلى ذكر الله).
تعني هذه (كذا) الروايتين أن عمر بن الخطاب يعتقد أن ما يقرؤه المسلمون شرقا وغربا ليس كما أراده الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم! فيكون المسلمون في نظره قد غيروا في القرآن وجعلوه على خلاف ما أنزله الله تعالى. فمن الذي تلاعب في القرآن وحرف وغير مراد الله ورسوله؟!
الثاني: عثمان بن عفان:
وهذا ابن عفان يدعي أن في مصحفنا أخطاء وأغلاط (كذا) وهو ما يسمى في كلمات أهل الاختصاص (اللحن)!
وهو كما قال صاحب المفردات الأصفهاني: (لحن: اللحن صرف الكلام عن سننه الجاري عليه إما بإزالة الإعراب أو التصحيف.
ومن تلك الأمثلة قوله تعالى:
(إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون) فإنهم ادعوا أن فيها لحنا وخطأ، وحتى تكون سليمة من التحريف يجب أن تكتب (والصابئين) بالياء، وكذا قوله تعالى (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) ويجب أن تكتب (والمؤتين الزكاة) بالياء ليكون القرآن سالما من تحريف الكتاب!
الروايات:
كتاب المصاحف لابن أبي داود ج 1 ص 232 وما بعدها. تحقيق محب الدين واعظ:
(عن عكرمة قال: لما أتي عثمان بالمصحف رأى فيه شيئا من لحن فقال:
لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا). وأخرج ابن أبي داود عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال: (لما فرغ من المصحف أتي به عثمان فنظر فيه فقال: قد أحسنتم وأجملتم أرى شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها). أخرجه من طريقين.
(وأخرج ابن أبي داود عن قتادة: أن عثمان لما رفع إليه المصحف قال:
إن فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها).
(وأخرج ابن أبي داود عن يحيى بن يعمر قال: قال عثمان: إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها). أخرجه من طريقين.
الثالث: الإمام علي عليه السلام (؟!):
هذا المورد وغيره من باب الإلزام، ولا نسلم نحن الإمامية بهكذا موارد، فتنبه!
الدر المنثور ج 6 ص 157: (وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال قرأت على علي عليه السلام (وطلح منضود) فقال علي: ما بال الطلح! أما تقرأ (طلع)؟ ثم قال: (طلع نضيد) فقيل له:
يا أمير المؤمنين أنحكها من المصاحف؟ فقال: لا يهاج القرآن اليوم.
وفي تفسير الطبري ج 27 ص 104: فهذا أمير المؤمنين عليه السلام عدل القرآن الأوحد وسيد العترة الطاهرة، المعلم الأول للقرآن لمن هو دون الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يحكم بأن مصحفنا فيه تحريف. أو ليس علي بن أبي طالب عليه السلام من سلفهم الصالح وهذه مروياتهم؟!
وكتب (يحيى بن الحاشر العسقلاني) بتاريخ 29 - 1 - 2000، الثانية عشرة والربع صباحا:
حي على البقية!.. حي على البقية!
أزدنا لا فض فوك.. أزدنا لا فض فوك ثم لا فض فوك ثم لا فض فوك!
وكتب (نصير المهدي) بتاريخ 15 - 2 - 2000، الثانية والنصف صباحا:
قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
اللهم وصل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر.