الصفحة 31

وكتب (غشمرة) بتاريخ 5 - 3 - 2000، العاشرة ليلا:

أي حق الذي جاء؟

وأي باطل الذي زهق؟ نشوفك (م) على خير.

وكتب (خادم أهل البيت) بتاريخ 5 - 3 - 2000، العاشرة والنصف ليلا:

أرحنا بالباقي يا فخر الرازي وأحسنت على هذا الكلام الجميل، ولا تتأخر بمتابعة الموضوع.

قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.

وكبت (مدمر النواصب) بتاريخ 7 - 3 - 2000، الثامنة والنصف صباحا:

نورنا أكثر عن أعمالهم الإرهابية!.

وكتب (الفخر الرازي) بتاريخ 8 - 3 - 2000، الثانية ظهرا:

حقا أشكر سدنة الموقع الذين أعادوا نشر هذا البحث.

أما - الغشمرة - فلسنا من أهلها، وهي دليل على العجز والتهالك، كالعادة!

وكتب (المسلم المسالم) بتاريخ 8 - 3 - 2000، الخامسة عصرا:

أليس هذا المصحف الذي بين أيدينا من جمع أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان رضي الله عنهم؟؟

إذا كان هؤلاء يحرفون القرآن فكيف تثقون بنقلهم؟؟

هل تقبلون أن ينقل لكم كلام ربكم كافر؟؟


الصفحة 32
(يراجع موضوع أن مصحفنا الفعلي كتب عن نسخة علي عليه السلام) وكتب (الفخر الرازي):

الرابع: مرجع الصحابة في القرآن، عبد الله بن مسعود:

عند ابن مسعود كلام طويل لو أردنا استقصاءه، ولكنا نستقصر على المهم كإنكاره قرآنية المعوذتين وبعض مواقفه.

فهو بنفي قرآنية المعوذتين يكون قد تجاهر بتحريف القرآن ودعا إليه غيره، في قوله (لا تخلطوا فيه ما ليس منه).

وكان يمحوهما من المصحف، فهو إذا محرف للقرآن بالنقيصة والمسلمون حرفوا القرآن بالزيادة في نظره!

وصحة هذه النسبة لابن مسعود لا يمكن التردد فيها بعد شياعها عنه حتى وردت في كتب الشيعة الإمامية ووردت رواية عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام في الوسائل تنص على ذلك وسائل الشيعة للحر العاملي رضوان الله تعالى عليه ج 4 ص 786. (عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن؟ فقال الصادق عليه السلام: هما من القرآن. فقال الرجل: إنهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه فقال أبو عبد الله عليه السلام أخطأ ابن مسعود - أو قال -: كذب ابن مسعود وهما من القرآن فقال الرجل فأقرأ بهما في المكتوبة؟ فقال: نعم.

الوسائل ج 4 ص 787: (عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف. فقال: كان أبي يقول: إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهما من القرآن.


الصفحة 33
والدر المنثور ج 4 ص 416:

(أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول: لا تخلطوا القرآن بما ليس منه إنهما ليستا من كتاب الله إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما.

قال البزار: لم يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف.

والمشكلة في مخالفة ابن مسعود وعناده، أن روايات إخواننا أهل السنة المخرجة في الصحاح تجعل ابن مسعود هو الموصى عليه من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتصدى لتعليم الصحابة القرآن وأنه مرجعهم في العرضة الأخيرة للقرآن إذ كان هو المتفرد من بين الصحابة بتلقي العرضة الأخيرة للقرآن التي عرضها جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى حد تعبير ابن عباس يكون ابن مسعود علم (ما نسخ وما بدل).

النتيجة:

أن من سلم بهذه الروايات المخرجة في صحيح البخاري ومسلم من خصوصيات ابن مسعود ومكانته ومرجعيته، ويقطع بعدالة ابن مسعود وأنه لا يدعي الكذب أو يتعمد خيانة الأمة، ويرى ابن مسعود مصرا مؤكدا على أن المعوذتين ليستا من القرآن وبقي على عناده إلى أن استشهد رضوان الله تعالى عليه، يلزمه أن يذهب مذهب ابن مسعود من إنكار المعوذتين أو على الأقل الظن القوي في عدم كونهما من القرآن، لأنه تفرد بعلم ما نسخ وما بدل من القرآن، فلم لا تكون مما قد نسخ؟ أو لم يعرضها عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأنهما عوذتان في الأصل!


الصفحة 34
هذا بالنسبة للمعوذتين، وما بالك بابن مسعود وقد جاء حين جمع القرآن يريد إدخال آيات قرآنية - في نظره - ويرده عمر بن الخطاب ويرفض طلبه!

الدر المنثور ج 1 ص 303 (قال عبد الله بن مسعود: اكتبوا: (والعصر إن الإنسان ليخسر وإنه فيه إلى آخر الدهر)، فقال عمر: نحوا عنا هذه الأعرابية).

فكيف نجمع بين ما أخرجه البخاري ومسلم من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة بأخذ القرآن من ابن مسعود وأن من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا ليقرأ على قراءته وأنه صلى الله عليه وآله وسلم رضي لأمته ما رضى لها ابن مسعود ويكره ما كرهه ابن مسعود وبين رفض عمر شهادته ورده خائبا حاسرا!؟

وكذلك هذا المورد الذي وافق فيه ابن مسعود ابن الخطاب وحكموا على أمتنا الإسلامية اليوم بأنها تدين لله عز وجل بقرآن محرف!

الدر المنثور ج 6 ص 219: (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري والطبراني من طرق عن ابن مسعود إنه كان يقرأ: (فامضوا إلى ذكر الله) قال: ولو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي!

فأبن مسعود يخطئ قرآننا اليوم، ويصرح بأن الآية ليست هكذا:

فاسعوا إلى ذكر الله.

أيتبع إخواننا أهل السنة قول النبي صلى الله عليه وآله بمتابعة ابن مسعود؟

أم يخالفونه!؟

وهذه أيضا نفس الكلام يعاد فيها، الدر المنثور ج 4 ص 19: وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو

الصفحة 35
الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ: (إني أراني أعصر عنبا) وقال: والله لقد أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا.

أنثق بابن مسعود، أم أنه كان يحرف القرآن؟!

الخامس: سيد القراء أبي بن كعب:

الدر المنثور ج 6 ص 378:

وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال: قلت يا أمير المؤمنين إن أبيا يزعم أنك تركت من آيات الله آية لم تكتبها! قال: والله لأسألن أبيا فإن أنكر لتكذبن، فلما صلى صلاة الغداة غدا على أبي فأذن له وطرح له وسادة وقال: يزعم هذا أنك تزعم أني تركت آية من كتاب الله لم أكتبها!

فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب). فقال عمر: أفأكتبها؟ قال: لا أنهاك! قال - يقصد الرواي -:

فكأن أبيا شك أقول من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قرآن منزل.

والقول الأخير لا يعدو مجرد احتمال هو للتخرص أقرب من الحس، فكيف يعلم الراوي عما في ضمير الغير؟!.

بل وأزيد من ذلك هو عاري من الصحة أيضا لمعارضتها مع رواياتهم الصحيحة الحاكية مفاخرة أبي بن كعب بأن الله عز وجل أمر نبيه أن يقرأه هذه المقاطع من القرآن فكيف يشك فيها!؟


الصفحة 36
(عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ:

لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ومن بقيتها: (لو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيته سأل ثانيا وإن سأل ثانيا فأعطيته سأل ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره).

أخرج في المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 224 علق عليه الحاكم:

(هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وكذا روي في مسند أحمد 5 ص 117 الطبعة الميمنية، مجمع الزوائد للهيثمي المجلد السابع ص 141 (سورة لم يكن):

(قال ابن عباس فقلت: صدق الله ورسوله (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب). قال عمر: ما هذا؟ فقلت: هكذا أقرأنيها أبي. قال: فمر بنا إليه، قال:

فجاء إلى أبي، فقال: ما يقول هذا؟ قال أبي: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).

والرواية الأخيرة تصرح أن عمر سأل أبي بن كعب (أ أثبتها؟) فلم تذكر رأي أبي بن كعب وإنما اقتصرت على الإخبار بإثبات عمر لها في المصحف!

وعلى تلك الرواية أبي بن كعب يخبر الصحابة أن عمر قد ترك من القرآن ما لم يكتب في المصحف ومن غير ومن غير المقبول نسبة الكذب والافتراء

الصفحة 37
لابن عباس! وعند المواجهة مع ابن الخطاب لم يعترف أبي بما أخبر به الصحابة ولكنه لا يمانع من دمجها في المصحف كغيرها من الآيات!

هذا مورد النقيصة أما الزيادة فهو ما كتبه في مصحفه واشتهر عنه أنه كان يقول بأن هاتين السورتين من القرآن (الخلع) و (الحفد).

هذا نص سورة الخلع المزعومة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك).

نص سورة الحفد المزعومة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى نحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق).

الدر المنثور ج 6 ص 420 ط. دار المعرفة بالأوفست:

(قال ابن الضريس في فضائله أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبأنا حماد قال قرأنا في مصحف أبي بن كعب:

(اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك). قال حماد هذه الآن سورة، واحسبه قال: اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق).


الصفحة 38
الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 65 ط الحلبي الثالثة: (وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين فذكرهما وأنه كان يكتبهما في مصحفه).

الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 65 ط الحلبي الثالثة. (وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين، وفي مصحف أبي ست عشر لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع).

ولعل ذلك وأمثاله هو الذي جعل العلامة السيوطي يضعهما في آخر تفسيره الدر المنثور كباقي سور القرآن!! نعوذ بالله من غضبه!

ونحبذ نقل ما قاله ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن:

تأويل مشكل القرآن ص 33، لابن قتيبة، تحقيق سيد أحمد صقر ط.

الحلبي.

وأما نقصان مصحف عبد الله بحذفه أم الكتاب والمعوذتين وزيادة أبي سورتي القنوت فإنا لا نقول: إن عبد الله وأبيا أصابا وأخطأ المهاجرون والأنصار!).

السادس: حبر الأمة عبد الله بن عباس:

الكاتب ناعس!!

ما أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 18 ص 136.:

عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرؤها (أ فلم يتبين الذين آمنوا) قال:

كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس!

يقصد بالأخرى التي أخطأ بها الكاتب الناعس! أفلم ييأس، هي الموجودة في مصحفنا اليوم! التصاق الواو!!


الصفحة 39
وعن الدر المنثور ج 4 ص 170: (أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) قال:

إلتزقت الواو بالصاد وأنتم تقرؤونها (وقضى ربك).

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(وأخرج أبو عبيد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم (ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) فالتصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس (وقضى ربك) ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد).

ابن حجر يقر بصحة روايات التحريف!!

وهذه الروايات لا يمكن ردها من جهة السند لدعوى ضعفها سندا فهي مدعمة بشهادة من قيل عنه في التقيد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح - التمهيد - وحيد عصره وإمام الدنيا بأسرها في أيامه في علوم الحديث والفقه والجرح والتعديل وجميع الفنون وهو صاحب فتح الباري حيث اعترض على من طعن في تلكم الروايات وأصر على أن رواية ابن عباس السابقة الواردة في الطبري رجالها رجال الصحيح فكيف ترد مثلها؟!

بل ذهب إلى لزوم تأويلها لا رفضها وهذا ما قاله في فتح الباري:

وروى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم من رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها (أفلم يتبين) ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس!!


الصفحة 40
قال ابن حجر: وأما ما أسنده الطبري عن ابن عباس فقد اشتد إنكار جماعة ممن لا علم له بالرجال صحته، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته إلى أن قال: هي والله فرية ما فيها مرية، وتبعه جماعة بعده والله المستعان! وقد جاء نحو ذلك في قوله تعالى:

(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) قال: (ووصى) التزقت الواو في الصاد، أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد عنه، وهذه الأشياء وإن كان غيرها المعتمد ولكن تكذيب المنقول بعد صحته ليس دأب أهل التحصيل فلينظر في تأويله بما يليق به. (الإنصاف في مسائل الخلاف ج 1 ص 18 - 19، نقلا عن فتح الباري ج 8 ص 475. وفي الإتقان: (التصقت الواو بالصاد).

تصحيح ابن حجر العسقلاني لمثل هذه الروايات في غاية الإشكال وقوله في آخره (فلينظر في تأويله بما يليق) إنما هي لرفع العتب وعدم المؤاخذة، وإلا كيف نؤول (التزقت الواو في الصاد)!

مرة أخرى، أخطأ الكاتب!!!

الدر المنثور ج 5 ص 38:

وأخرج الفريابي وسعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها، (قال: أخطأ الكاتب! إنما هي: حتى تستأذنوا)!!


الصفحة 41

الكاتب، يعيدها!!!

الدر المنثور ج 5 ص: 48 وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس: مثل نوره، قال: هي خطأ من الكاتب! هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة قال: (مثل نور المؤمن كمشكاة).

وهكذا يتجاهر ابن عباس في القول بتحريف القرآن في موارد عدة.

ولا أدري كيف يؤول إخواننا أهل السنة جملة (أخطأ الكاتب)!

ابن عباس يدعو لتحريف القرآن!!

الدر المنثور ج 4 ص 320:

أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأ (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء) ويقول: خذوا هذه الواو واجعلوها ههنا (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم) لكم الآية.

(وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء) قال: انزعوا هذه الواو واجعلوها في (الذين يحملون العرش ومن حوله).

والروايتان تبينان أن ابن عباس لم يكن يحبذ وجود هذه الواو التي تفصل بين (الفرقان) و (ضياء)، ويرى أن الأفضل التخلص منها بإزالتها عن مكانها!!

* *


الصفحة 42
وكتب (الفخر الرازي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 27 - 1 - 2000، الثانية عشرة والربع صباحا، موضوعا بعنوان (أسماء أكابر سلف أهل السنة الذين قالوا بتحريف القرآن واعتراف أكابر علمائهم به (3).

قال فيه:

السابع: أم المؤمنين، عائشة بنت أبي بكر:

عائشة تتجاهر بتحريف القرآن!

الدر المنثور ج 2 ص 246: وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي داود وابن المنذر عن عروة قال سألت عائشة عن لحن القرآن (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون)، (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) (قالوا إن هذان لساحران)، فقالت:

يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب).

الدر المنثور ج 5 ص 12: وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن اشته وابن الأنباري معا في المصاحف والدارقطني في الافراد والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية (والذين يؤتون ما أتوا) أو (والذين يؤتون ما آتوا)، فقالت: أيتهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده لأحداهما أحب إلي من الدنيا جميعا، قالت: أيهما قلت؟

(الذين يأتون ما أتوا)! فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها وكذلك أنزلت ولكن الهجاء حرف!.


الصفحة 43
الدر المنثور ج 6 ص 321: وأخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال كان أبي يقرؤها (وما هو على الغيب بظنين (كذا)) فقيل له في ذلك فقال: قالت عائشة: إن الكتاب يخطئون في المصاحف.

متتابعات فقدت!

عن سنن الدار قطني ج 2 ص 192 ح 60 علق عليه: هذا إسناد صحيح والذي بعده أيضا: (بسنده عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت:

نزلت (فعدة من أيام أخر متتابعات) فسقطت متتابعات!

المصدر نفسه ح 61 بسنده عن ابن شهاب قال: قالت عائشة: نزلت (فعدة من أيام أخر متتابعات) فسقطت متتابعات! سقط لم يقل غير عروة.

وتذكر الروايات التي مرت سابقا أن أبي بن كعب وابن مسعود وابن عباس وربيع بن خيثم كلهم كتبوها في مصاحفهم بهذه الزيادة وكانت هي قراءتهم الدائمة حتى أن ابن مسعود لم يكن يترك آية فيها ثلاثة أيام إلا بتعقيبها بمتتابعات!

وهذا يقوي مذهب عائشة في التحريف!!

عائشة تحرف القرآن عمليا!

الدر المنثور ج 1 ص 302: وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن أبي يونس مولى عائشة قال:

أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) فلما بلغتها آذنتها فأملت علي

الصفحة 44
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) وقالت عائشة: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد عن زياد بن أبي مريم إن عائشة أمرت بمصحف لها إن يكتب وقالت: إذا بلغتم (حافظوا على الصلوات) فلا تكتبوها حتى تؤذنوني، فلما أخبروها أنهم قد بلغوا قالت: اكتبوها (صلاة الوسطى صلاة العصر).

الدر المنثور ج 1 ص 303: (وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي من طريق نافع عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إنها قالت لكاتب مصحفها: إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني حتى أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرها قالت: اكتب فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر).

وبقي تحريف عائشة لمصحفها إلى زمن متأخر بعد وفاتها لما روي: الدر المنثور ج 1 ص 302: وأخرج عبد الرزاق وابن أبي داود عن هشام بن عروة قال: قرأت في مصحف عائشة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين).

لأن هشام بن عروة بن الزبير قرأ ذلك التحريف في مصحفها وقد ولد سنة إحدى وستين وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين للهجرة، فلم تر عائشة هشاما وليدا، ومعلوم أن قارئ المصحف لا يقرأ في أول سني عمره.


الصفحة 45

الثامن: أم المؤمنين حفصة بنت عمر:

حفصة تشهد لإدخال زيادة في القرآن!

الدر المنثور ج 1 ص 303 والسند فيه ضعف: أخرج ابن الأنباري في المصاحف إلى - قوله - فقالوا أصبت فجمعوا القرآن وأمر أبو بكر مناديا فنادي في الناس من كان عنده من القرآن شئ فليجئ به قالت: حفصة إذا انتهيتم إلى هذه الآية فأخبروني (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) قالت: اكتبوا (والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر) فقال لها عمر: ألك بهذا بينة؟ قالت: لا! قال: فوالله لا ندخل في القرآن ما تشهد به امرأة بلا إقامة بينة.

حفصة تحرف القرآن عمليا بعد أن لم تستطع إدخال الزيادة في قرآن المسلمين فعلت ذلك في مصحفها!!

وأخرج عبد الرزاق والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف عن أبي رافع مولى حفصة قال: استكتبتني حفصة مصحفا فقالت:

إذا أتيت على هذه الآية فتعال حتى أمليها عليك كما أقرئتها، فلما أتيت على هذه الآية (حافظوا على الصلوات). قالت: أكتب، (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر).

(وأخرج مالك وأبو عبيد وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن عمرو بن رافع قال: كنت أكتب مصحفا لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى).


الصفحة 46
فلما بلغتها آذنتها فأملت علي (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) وقالت: أشهد أني سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم).

(وأخرج عبد الرزاق عن نافع أن حفصة دفعت مصحفا إلى مولى لها يكتبه وقالت: إذا بلغت هذه الآية (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) فآذني فلما بلغها جاءها فكتبت بيدها (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر).

الدر المنثور ج 1 ص 302 - 303: وأخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق نافع عن ابن عمر عن حفصة أنها قالت لكاتب مصحفها: إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني حتى أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أخبرها قالت: أكتب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر).

وأخرج البيهقي في السنن الكبرى ج 1 ص 462 ح 2009: عن عمر بن رافع مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: كنت أكتب المصاحف في زمان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاستكتبتني حفصة بنت عمر مصحفا لها فقالت لي: أي بني، إذا انتهيت إلى هذه الآية (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) فلا تكتبها حتى تأتيني فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انتهيت إليها حملت الورقة والدواة حتى جئتها فقالت أكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى هي صلاة العصر وقوموا لله قانتين).


الصفحة 47
ولا تعجب في موافقة حفصة لعائشة فإن قصة ريح المغافير التي لعبت كل منهما دورا فيها بإزعاج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنزل الله عز وجل بهما قوله:

(إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا).

كشف أن المرأتين كانتا في حالة وفاق على ما تقومان به، ولا أقل من تشاورهما في تلكم الحوادث العظام وكيف يستبعد أن تعلم إحداهما عملها في مصحفها ورأيها في آيات الله عز وجل! ولا أكاد أعقل أن يدخل أحدهم شيئا في القرآن ويشهد على أنه منه ويعاود الكرة مرة بعد مرة، ولا يعتقد بأن هذا الشئ من القرآن! فإن كان من القرآن في نظر حفصة فهو تحريف بالنقيصة إذ لا وجود لهذه الزيادة في مصحفنا، وإن لم يكن من القرآن في نظرها فهو تحريف بالزيادة، إذ كيف تشهد على شئ أنه من القرآن وليس هو منه!!

التاسع: عبد الله بن عمر:

وهذا أعطى الناس زبدة المخاض وقصرها من طويلة فلخص كل ما نسبه أبيه (كذا) وأمثاله لكتاب الله عز وجل حيث قال فيما قال: الدر المنثور ج 1 ص 106: أخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عمر قال: لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله! ما يدريه ما كله؟! قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت ما ظهر منه).


الصفحة 48
وما يحضرني من قول هنا إلا أن جوزيت يا ابن عمر عن أبيك خيرا!.

العاشر: مروان بن الحكم:

مزاج مروان!!

الدر المنثور ج 6 ص 5: وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن مروان (وجعلوا الملائكة عند الرحمن إناثا) ليس فيه (الذين هم)! ما أنزله الله تعالى هي الآية المباركة (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا)، ليست موافقة لمزاج مروان بن الحكم! ولا غرابة فالله بعظمته ورسوله بسماحته ليسا على مزاج هذا وآله!

الحادي عشر: عبد الله بن الزبير:

كل المسلمين صبيان!

الدر المنثور ج 6 ص 312: أخرج الفراء عن ابن الزبير أنه قال على المنبر:

ما بال صبيان يقرؤون (نخرة)؟ إنما هي (ناخرة)!

الدر المنثور ج 1 ص 38: أخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عمرو بن دينار قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول صبيانا ههنا يقرؤون - إلى قوله - ويقرؤون (في عين حمئة) وإنما هي (حامية)!

جماهير الصحابة والتابعين صبيان عند ابن الزبير!

كيف يجتمع إنكاره لما في المصحف مع كونه مكتوب (كذا) كما أنزله الله تعالى وسليم (كذا) من التحريف؟.


الصفحة 49
وكتب (مختار) بتاريخ 27 - 1 - 2000، الواحدة صباحا:

بسم الله قاصم الجبارين فاضح الوهابيين.

الأخ العزيز (الفخر الرازي).. أحسنت وأجدت.. وبارك الله في جهودك..

ولكن حبذا لو أنك تترك مهلة بين حلقة وأخرى، حتى يكون بالإمكان المتابعة الدقيقة للموضوع، ويكون هناك فرصة للحوار.. وشكرا لك.

فكتب (الفخر الرازي) بتاريخ 27 - 1 - 2000، الثالثة صباحا:

أستاذي العزيز، شكرا لقراءتك، وإني أنزلتها دفعة واحدة أملا مني بأن أمثالكم ومن سار على نهجكم، أن يحفظوه عندهم لوقت الحاجة، ورجاء مني أن تسروه بضاعة مزجاة، فلشد ما لاكت بهذا الموضوع الألسن هي غير نظيفة، وهرجت عليه أناس ذوي (كذا) عقول طائشة خفيفة، وإني ليس على الدوام هنا فقد آليت على نفسي أن لا أنظر في هذه الشاشة إلا بعد كل ثلاث ليال مرة، وقلت إن الأمد بعيد، فرجائي أن تحتفظ به فإنه لا يوجد عند علمائنا مثله، وما ينبئك مثل خبير!!.

هل يصح أن هذا البحث لا يوجد عند علمائنا مثله كما يقول الكاتب؟!

وكتب (مختار) بتاريخ 28 - 1 - 2000، الثانية إلا عشرا صباحا:

أخي العزيز.. مأجور إن شاء الله.. والموضوع صار محفوظا..

وكتب (صبي الشيعة) بتاريخ 28 - 1 - 2000، الثانية صباحا:

الأخ المؤمن فخر الرازي، صراحة إن المواضيع (وايد مفيدة) وقيمة..

ولكني أتمنى أن ترد على أي استفسار يتعلق بها بحيث تبقى مداوما على المتابعة.. وكثر الله من أمثالكم.


الصفحة 50
وكتب (الفاروق) بتاريخ 28 - 1 - 2000، الثالثة صباحا:

الأستاذ الفاضل الفخر الرازي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية، أود أن أشكر لك الجهد الملحوظ على هذا البحث، وإن كان لا يعتبر بحثا موضوعيا من جهتنا، ولكن يعد بحثا من جهتكم.

أستاذنا الفاضل: الروايات التي تفضلت بها وقمت بالتعليق عليها هل هي صحيحة السند؟؟

وهل تسمح لي بإيراد جميع روايات التحريف التي تضمنتها كتبكم كالكافي وبحار الأنوار عن الأئمة عليهم السلام جميعا التي تصرح بالتحريف علنا؟؟؟

رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما هي رواية صحيحة السند ولكن لم تصيب (كذا) سهام بحثك حقيقة الشرح السليم، وهي من ضمن الناسخ والمنسوخ كما صرح به الكثير من كبار علماء الإمامية المتقدمين والمتأخرين.

التحريف بمعناه اللفظي جاء صريحا بجميع الروايات التي من طرقكم، ولكن أنت تعلم يا أستاذنا الفاضل أن أهل السنة والجماعة لا يعتقدون بتحريف القرآن الكريم.

بما أنك أحد الباحثين عن الحقيقة هل مر عليك قول عالما (كذا) من علماء أهل السنة قال صراحة بتحريف القرآن والاعتقاد به؟؟؟ كما لا يخفا (كذا) عليك هناك الكثير من أقوال علمائكم بالتحريف والاعتقاد به ويمكننا أن نثبت لك هذا إن أردت.

قضية الروايات وصحة أسانيدها والله أعلم أنها من قبيل الناسخ والمنسوخ وإلا سوف تجد من يصرح بالتحريف من علماء أهل السنة والجماعة لكون صحة الروايات التي وصلتهم ولقالوا باعتقادهم قاطعين كل شك في ذلك كما يفعل علماء المذهب الإمامي بين حين وآخر.


الصفحة 51
أخيرا، وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى.

فكتب (الفخر الرازي) بتاريخ 29 - 1 - 2000، الحادية عشرة ليلا:

ذكرت حفظك الله ورعاك وعرفك من الآن في القيامة مثواك، بعض الملاحظات على ما كتبناه، وأحب أن ألفت نظركم ونظر من سواكم أن طريقة الرد السلفية غير مجدية في مثل هذه المقامات، والرد السلفي المنتشر بين أوساط إخواننا أهل السنة أوضحه بمثال:

أحد العلماء يكتب كتابا مملوءا بالأدلة والبراهين في شتى الجوانب والمقامات والمقالات، فيدون ما صرح، ويبرهن ما خفي، وفي موضع واحد فقط استشهد العالم بكتاب ابن قتيبة المسمى بالإمامة والسياسة!.

فيأتي من يتبنى الفكر السلفي ويقول في مقام الرد، إن كتاب ابن قتيبة منسوب له ودليلك باطل، والحمد الله رب العالمين!!!.

أتمنى أن لا تكون هاتيك الطرق قد ابتنى عليها تفكيرك، فإنني عندما أذكر كل تلك الأدلة والروايات لا تقل لي إن آخر رواية أو التي بجنبها أو التي فوق الجدار ضعيفة بفلان أو مؤولة!!

فإما إن تردوا كل الروايات وإما أن تنتظروا الفرج على يد غيركم!.

ثم أجيبك، نحن ما أردنا اتهام أهل السنة أنهم يقولون بتحريف القرآن معاذ الله!

ولكنا نقول إن منهم من ذهب إلى القول بتحريف القرآن وكذلك أعاظم سلفهم الصالح!

هذا كل ما أردناه، وهذا ليتضح لكم أننا معشر الإمامية نفترق كثيرا عنكم، وبين أسلوب تفكيرنا وإياكم بون شاسع ومجال واسع، فما من طبعنا

الصفحة 52
تصيد كلمة عالم ونيف من الفرقة الأخرى يقول برأي معين انفردوا به، فنقيم الدنيا ولا نقعدها وننشر الكتيبات وتدور المطابع وتنتثر المحابر ونرفع المنابر ولا تفتأ دور النشر تهدر حتى نقول (إن أهل السنة يقولون كذا وكذا، والدليل فلان وفلان!!) فهذا طبع غيرنا والحمد لله وأنتم أعلم به!

فمتى كان فلان وفلان هم الشيعة أجمعون أكتعون أبتعون أبصعون!!

ثم قولك: إن قول ابن عمر من النسخ أقرب منه إلى التحريف! فإنه ينم عن قلة اطلاع أو بعد عن تلك الديار، فإن النسخ المزعوم الموسوم بنسخ التلاوة، مناقش مبنى وفي بعض الأحيان بناء أيضا، بل هو مردود بنفس كلمات علماء أهل السنة، ولا أريد الإطالة والتوضيح فلكل مقام مقال!

الجواب: إن علماء السنة الذين قالوا بجواز نسخ التلاوة أجمعوا على أن هذا النسخ لا يتحقق بلا بدل، فما ينسخه الله ويرفعه يجب ولازم أن ينزل بدلا عنه ما يقوم مقامه من آيات القرآن، وهو المستفاد من قوله تعالى (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) فيجب أن يأتي بخير منها أو بمثلها، فالبدل لازم وإلا لا يكون هذا المورد من المنسوخ تلاوة.

وقول ابن عمر صريح في عدم كونه من باب النسخ المزعوم!

لأنه قال (قد ذهب منه كثير) وهذا القول لا ينسجم مع ما قيل من أن النسخ هذا يلزم أن يحل بدلا عنه آيات أخر فكيف يقول ابن عمر إن تلك الآيات فقدت وذهبت!! فلا نسخ، فما هو؟!

هو التحريف لا محالة!! ثم! ما لنا وما لابن عمر؟!!

كيف تؤول (أخطأ الكتاب) أو (كتبها الكاتب وهو ناعس) (إن الكتاب يخطؤون في المصاحف) (قد ضاع قرآن كثير يوم اليمامة)؟!.


الصفحة 53
وفقكم الله لمراضيه، آليت على نفسي أن لا أرى هذه الشاشة إلا بعد يومين، واصبر إن الله مع الصابرين.

وكتب (نصير المهدي) بتاريخ 15 - 2 - 2000، الثانية والنصف صباحا:

قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.

اللهم وصل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر.

* *

وكتب (الفخر الرازي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 27 - 1 - 2000، الثانية عشرة والربع صباحا، موضوعا بعنوان (أسماء أكابر سلف أهل السنة الذين قالوا بتحريف القرآن واعتراف أكابر علمائهم به (4)).

قال فيه:

الآن نتكلم عمن لم يكن من الصحابة، فالأحرى لك أن ترجع لتراجم هؤلاء الأعلام لترى أنهم من الطراز الفخم جدا والمستوى الرفيع القدر، ومنهم من أقيمت عليه أركان مذهب إخواننا أهل السنة والجماعة فراجع واجتهد:

الثاني عشر: عروة بن الزبير:

الدر المنثور ج 6 ص 321: وأخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال كان أبي يقرؤها (وما هو على الغيب بظنين (كذا) فقيل له في ذلك فقال:

قالت عائشة: إن الكتاب يخطئون في المصاحف).