الصفحة 199

ثم النسخ لا بد عليه من دليل، والدليل هنا لا بد أن يكون إما من كلام الله تعالى، أو من كلام الرسول (ص)، كما اعترف بذلك شعاع لما ادعى فقال: (أقول وبين من يقول بأن الآية نسخها الله.. وإن ما نسخ كان بأمر رسول الله).

ولكن هو يعلم وكل الذين ادعوا والتجأوا إلى نسخ التلاوة أنه:

أولا: ليس في كلام الله ما يدل على نسخ التلاوة أصلا، كما لم يستدل أحد من علمائه على نسخ التلاوة إطلاقا! فهذا تقول خطير على الله قام به هذا الشعاع!

وهكذا ليس في الحديث الشريف ما يروى مرفوعا إلى النبي (ص) يدل على مزعومة نسخ التلاوة!! ولم يذكر أحد نسبته إلى الرسول،!! وهذا تقول من شعاع على الرسول (ص)! فهل يعرف شعاع حكم من تقول على الله ورسوله، أمرا؟

ثم إن كلامه متناقض، فاسمعه يقول: (أقول: فإن من قال بالنسخ من أهل السنة مجمعون على أن القرآن الذي بين أيدينا هو ما نزله الله لا نقص فيه ولا زيادة ولا تبديل).

ولا يفهم: أن القول بالنسخ هو عين التحريف، عند خصومه، فكيف يجمع بين القول (بالنسخ) والإجماع على (عدم نقصه وزيادته وتبديله)؟؟

ثم إن المسلمين أيضا مجمعون على عدم تحريف القرآن وعدم زيادته وعدم تبديله، ويقولون عن الكلمات المنقولة عنهم أنها (تأويل)، فإذا كان (النسخ) مخلصا لكم عن التحريف فليكن (التأويل) كذلك، وإلا فاحكموا على كل ما يتضمن شبهة ذلك بالبطلان، فإنه من أحاديث الآحاد التي لا يمكن أن تقف

الصفحة 200
في مواجهة القرآن المبني على التواتر والعلم واليقين وعدم الريب فيه، وهذه الأخبار موجبة للريب؟؟ حتى لو وردت في أصح الصحاح؟؟!!

وإذا كان أهل السنة أجمعوا على سلامة القرآن حسب دعواهم، فالشيعة مجمعون على سلامة القرآن بأقوى شكل. وإذا كان إجماعكم حجة فإجماعهم حجة.

وكما تدعون أن القول بالنسخ لا يضر، فالقول بالتأويل لا يضر.

وإلا، كيف باءكم تجر! وباؤهم لا تجر؟؟ والعجب أن كلا من الشيعة والسنة يقولونه في بحوثهم. فأين الطعن في كتاب الله في هذا القول؟؟ ومع هذا يتقاذفون الاتهامات؟؟!!

إنه والله الجهل والعصبية المقيتة وحب الذات؟ واتخاذ القرآن سبيلا للوصول إلى الأغراض الدنيئة من المقام والوجاهة عند الملوك والأمراء والأعيان، والذين اتخذوهم أربابا من دون الله؟!! والذين يستأكلون الأموال بهذه الأعمال، والله تعالى يقول: (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا)؟

فكفوا يا أعراب؟ عن القرآن الذي أي مسلم في شرق الأرض وغربها من شيعي وغيره، لا يشك في كونه كلام الله من أوله إلى آخره لا ريب فيه؟

ولا زيادة فيه ولا نقص فيه. وكتب السيد،،

  • فكتب (شعاع) بتاريخ 7 - 9 - 1999، الثانية والربع ليلا:

    محمد العلي:

    وجه هذا الكلام الذي ذكرته لشيخ الطائفة وغيره من علمائكم الذين ينكرون التحريف ويثبتون النسخ... لماذا تهاجمني وتهاجم أهل السنة ولا تهاجم شيخ الطائفة... انظر ما نقلته عنه... فإنه كان ينكر التحريف

    الصفحة 201
    حسب زعمكم... ولكنه يثبت نسخ التلاوة... ويقول لا خلاف في ذلك... فيا ترى لماذا كل هذا الهجوم على أهل السنة؟؟؟؟

    إنكم والله لما رأيتم كتبكم تغص بروايات التحريف قلتم لنبحث في كتب غيرنا حتى يكونون مثلنا حسدا من عند أنفسكم... مع أن الفرق بين النسخ والتحريف قد أقره كثير من علمائكم الذين ينكرون التحريف...

    وأنت وبقية الرافضة تقومون بذلك كما يقوم بعض بني جلدتك بالتفريق بين أهل السنة والسلفية أو الوهابية.

    وأنتم تفعلون ذلك لأن أهل السنة كفروكم من عهد الأئمة الأربعة حتى العصر الحديث وترغبون أن نكون من أمثالكم!!!!!

    نعم (أشباه الرجال ولا رجال حلوم أطفال عقول ربات الحجال).

  • فكتب (عقيل) بتاريخ 7 - 9 - 1999، التاسعة والنصف صباحا:

    لقد سبق لنا أن ذكرنا لك: لم يكفرنا أحد وخصوصا في العصر الحديث.

    فالأزهر يعتبر الاثني عشرية المذهب الخامس. وكافة علماء السعودية يصرحون بإسلامهم، ولا يعترضون على دخولهم مكة والمدينة.

  • فكتب (محمد العلي) بتاريخ 7 - 9 - 1999، العاشرة والربع صباحا:

    الحمد لله الذي وفقك هذه المرة للاعتراف بأن شيخ الطائفة - وهو الإمام محمد بن الحسن الطوسي المتوفى عام 460 هـ - وهو صاحب التفسير العظيم: التبيان في تفسير القرآن - وغيره من علمائنا ينكرون التحريف).

    وأما إثباتهم للنسخ، فنعم. قد جاء ذكره في تفاسيرهم، كما جاء ذكر كثير من الأقوال والآثار التفسيرية المنقولة عن عكرمة وقتادة ووووو...


    الصفحة 202
    ممن يعتمد عليهم الآخرون، ولا وزن لها عند الشيعة، والهدف من إيرادها ليس بمعنى القبول لها، وإنما عرضها على العقلاء إلى جنب القول الصحيح، ليختاروا بكل حرية ما يرونه صحيحا موافقا للمنطق الحر السليم.

    وقد أشير إلى وجه ذكر أصحابنا لنسخ التلاوة في أصل الكلام المنقول في مبدأ النقاش، ويبدو أنك لم تفهمه، أو لم تلتفت إليه لأنك (صاحب حاجة لا ترى إلا قضاها) فلا بد من توضيحه لك:

    إن علمائنا الكرام رضي الله عنهم يهدفون في أعمالهم - خاصة القرآنية - إلى أمرين مهمين:

    الأول: الدفاع عن الحق، بدفع الشبه عن الإسلام ومصادره، في مواجهة اليهود والنصارى والخارجين عن الملة الحنيفية، فهم ينفون كل أشكال التحريف عن القرآن الشريف ويؤكدون على أن المسلمين كلهم كذلك ينفون التحريف، كيلا يستدل الكفار بالروايات التي يتشبث بها المغرضون للتحريف، فهم يردونها - جملة واحدة - بأنها أخبار آحاد لا تفيد علما ولا عملا، فلا حجية لها، سواء كانت عند العامة السنة أو عند الخاصة الشيعة؟؟!!

    فاقرأ كلام الشيخ الطوسي بكامله في بداية التفسير. إن كنت قارئا!

    ولكن حيث أن العامة من أهل السنة ولشدة حبهم للروايات الواردة في الصحيحين - على الأقل - يرونها حجة قاطعة ولا يتنازلون عن حجيتها ولا عن دلالاتها الظاهرة في سقوط آيات قرآنية منزلة وعدم وجودها في المصحف الشريف؟!!

    وهو عبارة عن التحريف لأول نظرة، فدفعا لذلك لجأوا إلى القول بنسخ التلاوة، فإن علماء الشيعة قبلوا منهم هذا العذر، ليسكتوا الكفار عن التهجم على القرآن، بنسبته إلى تلك الروايات فيقول أحدهم:


    الصفحة 203
    إن روايات أهل السنة تدل على التحريف! فالجواب أن تلك الروايات هي عند القائلين بحجيتها من باب نسخ التلاوة، فلا قائل بالتحريف بين المسلمين.

    وبهذا يتحقق الذي يريده علماء الشيعة من إثبات إجماع المسلمين على نفي التحريف عن القرآن الشريف.

    فالجواب عن تهمة التحريف على أساس تلك الروايات، يتكون من ثلاثة أمور:

    1 - الرد لجميع تلك الروايات بأنها أخبار آحاد لا حجية لها، وباطلة لأنها تمس كرامة القرآن، وما كان كذلك فهو مردود ومطروح يضرب به عرض الجدار.

    2 - الحمل الشيعي لرواياتهم على التأويل.

    3 - الحمل السني لرواياتهم على نسخ التلاوة.

    وهنا يكمن الفرق الذي خفي عليك بين شيخ الطائفة وسائر علمائنا، وبينكم؟!

    فإنكم تحجرون القرآن لأنفسكم وتقولون أن الجواب هو نسخ التلاوة، ولا جواب غيره، وتتهمون الآخرين بالتحريف، ولا تقبلون عذرهم في رواياتهم بحملها على التأويل، ويأتي جاهل فيقول لكم: أنتم أهل التحريف بسبب هذه الروايات؟

    وهذا الاتهام المتبادل يكون حجة للمسيحي وهو الذي يفسح المجال له أن يتطاول على القرآن ويقول: إن المسلمين مختلفون فيما بينهم في القرآن، ويتهم بعضهم بعضا بالقول بتحريفه!! ويقول لكم: كلكم أهل التحريف؟!!

    بينما شيخ الطائفة وسائر العلماء الكرام - وباعترافك!! - ينفون التحريف، سدا لهذه الذريعة كي لا يتشبث بها الكفار، ضد القرآن.


    الصفحة 204
    فإثباتهم لنسخ التلاوة ليس بمعنى القبول لها بقدر ما هو للتوصل إلى إثبات إجماع المسلمين على نفي التحريف بالإجماع المركب من التأويل أو نسخ التلاوة.

    وهل وجدت في كلام شيخ الطائفة ردا على التأويل ونفيا له؟؟؟

    كلا، بل لو قرأته لوجدت فيه الاعتماد على التأويل بشكل أساسي.

    فإنما ذكر نسخ التلاوة، لهذا الوجه وللدفاع عن القرآن لإثبات أنه لا يوجد بين المسلمين من يقول بالتحريف وإنما كل طائفة تنفي التحريف بالطريقة الخاصة بهم.

    ولكنك والسلفية الوهابية معك لا تفكرون إلا بضرب الشيعة واتهامهم بالتحريف حتى لو عرضتم القرآن الكريم إلى التشكيك والريب، ولا تقبلون منهم أي تخريج أو عذر أو تأويل، وهم ينادون بأعلى أصواتهم بنفي التحريف ويؤلفون على ذلك الكتب والمقالات.

    وأنتم تقولون: لا. لا. لا.؟ إلا التحريف!!

    وتحاولون أن تجدوا أقوالا من هنا وهناك، يثبت مرادكم ويفيد مرامكم!!

    فمن هذا الذي يعجبه أن يكون جماعة من المسلمين قائلين بالتحريف؟؟

    ومن هو الذي يؤكد بكل وسيلة وبكل طريقة أن يجد قرآنا فيه سورة زائدة؟؟

    ليكون وسيلة لتكفيرهم!!!

    ومن يفتعل كلمات باسم السور وينسبها إلى الشيعة ويفرح، بتصوره أنه ضربة للشيعة بينما هو يضرب القرآن؟؟؟

    إن علماءنا الكرام أبوا الانصياع لهذه الاستفزازات، بل قاموا بالدفاع عن القرآن وصد الكفار عنه، كما شرحنا (وحسبكم هذا التفاوت بيننا).


    الصفحة 205
    الهدف الثاني: لعلمائنا في أعمالهم العلمية والقرآنية: هو التأليف بين قلوب أهل الإسلام، ومحاولة جمعهم على كلمة واحدة هي كلمة التقوى، والسعي في التأليف بين عقولهم وأفكارهم في جميع العلوم، فهم ألفوا كتب الفقه المقارن الذي ظهرت في العصر الحاضر فوائده الواضحة، بينما علماء الشيعة لهم كتب فيه منذ القرن الرابع والخامس وحتى اليوم، فهم لا يهابون من نفل آراء المخالفين لهم في المذاهب المختلفة، وقد ألفوا في فقه الخلاف كتبا عديدة، بينما أهمل جهلة العامة فقه الشيعة بل لا يزيدون على أنه لا فقه لهم!!

    وكذلك يدأب علماؤنا على قراءة كتب المخالفين من دون حرج أو فزع أو خوف ويتداولونها ويستفيدون من الطيب منها، كما يناقشون فيها، ثم يلفظون الخبيث والردي منها، وهذا من أهم مرجحات مذهب الشيعة، أن جميع ما عند أهل السنة موجود عندهم، فهم لا يعادون الكتب والعلم، بل يستنفذون الوسع في المراجعة والبحث في كتب العامة للوقوف على ما يفيد، وينقلون منها ويستفيدون مما فيها من خير.

    فهم لا ينظرون إلى من قال، وإنما ينظرون إلى ما يقال، وأنت - يا شعاع - تعيب هذا وتقول (قلتم: لنبحث في كتب غيرنا)؟؟؟ نعم، نبحث ونبحث، كما كان علماؤنا الأبرار يبحثون، حتى نستفيد ونتم الحجة لأنفسنا وعلى غيرنا.

    لا كأنتم، حيث تحجرون على أنفسكم؟ ولا ترون أبعد من محط أقدامكم؟

    ولا تقرؤون آراء الآخرين، بل يؤلف أحدكم (كتب حذر العلماء منها)؟؟ يزعم أنها كتب ضلال؟


    الصفحة 206
    ولكن لا تعلمون أنكم كلما منعتم الناس عن معرفة الحقيقة، فإنها لا بد أن تنكشف، ويكون الناس أحرص على تحصيلها، لأنهم يعلمون أنكم لا تمنعون إلا ما فيه خير وهدى.

    وأنتم إذا حاولتم أن تقرؤوا شيئا فإنما بنوايا خبيثة وبنظرات حقد؟ وهذا لا يفيدكم من العلم شيئا، لأن العلم نور ومن يطلبه لقضاء حاجة هو أعمى لا يرى النور.

    وأما الفرق بين النسخ والتحريف: فهو أمر واضح، كما أن الفرق بين التأويل والتحريف أيضا واضح.

    ولكنكم لماذا تتهمون أهل التأويل بالتحريف؟ ولا تقبلون عذرهم وتبطلونه؟

    مع أن للتأويل أصلا إسلاميا، فهو مذكور في القرآن الكريم في مواضع متعددة. وهو مذكور في السنة النبوية الشريفة، كذلك. كما جاء في كتاب (دفاع عن القرآن).

    لكن نسخ التلاوة: فقد ادعيت أنت ولم يسبقك في هذه الدعوى أحد فيما أعلم من العلماء، وقلت: (إن الآية نسخها الله) وقلت: (وإن ما نسخ كان بأمر رسول الله). وطلبت منك: آية قرآنية، أو رواية مرفوعة إلى رسول الله (ص) فيه اسم (نسخ التلاوة)؟ فلماذا لم تأت به؟! ولماذا ذهبت إلى بحث آخر؟ عن كلام شيخ الطائفة؟ وعن مسألة التكفير؟ ووو؟؟

    أين قول الله بنسخ التلاوة؟؟ وأين الحديث المرفوع بنسخ التلاوة عن نفس الرسول (ص)؟؟ هات؟؟ ولا تلف. ولا تدور؟؟

    وأما التفريق بين أهل السنة الكرام من جانب، وبين السلفية والوهابية من جانب فلسنا نحن الذين نقوم به، بل إنما قام به الأعلام من أهل السنة أنفسهم، هم رعاهم الله، قاموا بهذا الواجب المهم.


    الصفحة 207
    أفما قرأت كتاب (شفاء السقام في زيارة خير الأنام عليه الصلاة والسلام) للإمام الشافعي تقي الدين علي السبكي المعاصر لابن تيمية صاحب الدعوى (السلفية). أوما قرأت كتاب (فصل الخطاب في الرد على بدع محمد بن عبد الوهاب) وهو للإمام الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، أخ صاحب الدعوى (الوهابية).

    فإن لم يكونا عندك فإني مستعد لإرسالهما بشكل ملفات على بريدك، قربة إلى الله تعالى.

    وأما مسألة التكفير:

    فإن تكفير من يقول (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) أمر غير مقبول، من قبل العلماء الأجلاء، ومن قام به فهو يبوء بإثمه؟ ومن اعتدى فإنما يعتدي على نفسه، حيث يفتح باب التكفير للمسلمين، فمن يؤمنكم من هذا السلاح إذا شهر؟؟

    ثم ما هي حجية كلام هؤلاء إذا لم يتقوا الله، وبعد حديث (كيف تصنع بلا إله إلا الله) الذي رواه مسلم في الإيمان (1 / 97) وهو في الجمع بين الصحيحين للحميدي (1 / 392)؟؟

    فلا علينا ضير من هؤلاء وكلامهم الباطل، فإنه لا يسوى عفطة عنز في سوق الحدادين!!

    ثم ما بالك: لو سمعت تكفير بعضكم لبعض؟ وهل سمعت أن منكم من كفر السلفية بالذات من أعاظم أهل السنة الكرام؟

    فإن كنت لا تدري: فهاك من كتاب (دفع شبه التشبيه) للإمام الحصني الدمشقي (المتوفى 829 هـ):


    الصفحة 208
    يقول في ابن تيمية: زنديق مطلق (ص 125) زنديق حران (ص 131).

    أكفر ممن تمرد وجحد (ص 20). زندقته بتجرئه على الإفك على العلماء (ص 189).

    وحكم على أقواله بما يلي: كفر بيقين وزندقة محققة (ص 131). كفر صراح لا تردد فيه (ص 128). كفر محقق (ص 32). لا دين له يعتمد عليه (ص 188). مبتدع من زنادقة حران (ص 168). من أعظم الزائغين (ص 99). وفي (ص 130) أثبت: زيغ ابن تيمية وحزبه.

    وهذا الأخير تشملك لعنته، فدافع بما شئت، بلعنه أو بسيف التكفير الذي رفعته وقديما قيل: (من حفر بئرا لأخيه وقع فيه)؟!

    وملفات هذا الكتاب أيضا موجودة عندنا، لو شئت بعثتها إليك، لكن إحذر أن يطلع عليك أحد من أصحاب حسن مشهور، فإن هذا الكتاب من (الكتب التي حذر العلماء!!! منها)!؟ هل يعجبك هذا الأسلوب؟!

    وأما رغبتنا أن تكونوا من أمثالنا: فنعم والله، نرغب أن تسكتوا عن القرآن، وهذا رجاؤنا منكم، لأن الكلام عن القرآن وحي الله والمعجزة الإسلامية الخالدة التي تحتوي على البراهين الساطعة والأدلة القاطعة، فهذا الأسلوب الذي تعتمدونه لضرب الشيعة حرام والله حرام، لأن الحربة تصيب القرآن شئتم أم أبيتم؟!

    نريد منكم ما أراد شيخ الطائفة وعلماؤنا رضي الله عنهم أن لا تفسحوا المجال لليهود والنصارى أن يستغلوا كلام بعضنا في بعض حول القرآن، فيتطاولوا عليه؟!


    الصفحة 209
    نريدكم أن تظهروا إجماع المسلمين على سلامة القرآن كما فعل الإمام شيخ الطائفة الطوسي في القرن الخامس الهجري، وكما فعله الإمام رحمة الله الهندي في كتابه (إظهار الحق) في الرد على النصارى في القرن الرابع عشر؟؟

    ولن نخضع لاستفزازاتكم، مهما تطاولتم علينا بالسب والقذف، فلن نضحي بالقرآن والإسلام ولو حرصتم؟ فلا نجعله - كما أنتم تفعلون - عرضة لأيمانكم، تبتغون بذلك عرض هذه الدنيا، ورغبة في تنفيذ أوامر أسيادكم؟

    ولا نرفع اليد عن هذا القرآن، والدعوة إلى سلامته مما يريبه، وندعوكم إلى مثل هذا، ولو أبيتم؟

    وأنتم يا شعاع ويا من تركبون السحاب المنقشع بعون الله، إرجعوا إلى أنسابكم وأحسابكم، إن كنتم عربا كما تزعمون؟؟

    فلا تعرضوا هذا القرآن أكثر من هذا للهجمات؟ وحافظوا عليه كما تحافظون على أعراضكم إن كنتم صادقين؟

    وأخيرا: أحذرك يا شعاع من استعمال الألفاظ البذيئة في كلامك، فأنت تعلم أن من أسهل الأمور تكرارها وردها عليك بأضعاف أمثالها، ولكن نربأ بألسنتنا أن يكون مثل لسانك، فأنت تقول (يا أشباه الرجال ولا رجال..) هل تعلم أن من السهل أن يرد عليك هذا الكلام. لكن بتبديل (الراء زايا وتبديل الجيم ميما)؟ فكيف حالك، إذن؟

    وأما ذكرك لربات الحجال: فوالله لربات الحجال أعقل منك وأفهم لكلام العلماء وإذا لم تصدق فانظر إلى كلام الآنسة المؤمنة (شجرة الدر) لتتعلم منها أدب الحوار، وأدب الكلام، وهي من بنات أهل السنة الكرام. وحينئذ تعرف أن أسلوبك لا يليق ولا بأبناء الشوارع؟


    الصفحة 210
    ولهذا أطلب منك أن تتأدب في الحوار، فإن الساحة مفتوحة للجميع، ونحن نتكلم كمسلمين فلا يقولوا عنا إلا ما يليق بالإسلام، والسلام. وكتب السيد،

  • وكتب (جميل 50) بتاريخ 07 - 09 - 1999، العاشرة والنصف صباحا:

    إلى شعاع...

    لقد أجزل وأوفى الأخ الفاضل محمد العلي.. وكفاك تهربا وفرارا لم أدعك لكي تحيلني إلى كلام الشيخ الطوسي وغيره....

    أجب على بطلان النسخ بتصحيحه، وإلا فسوف يجرفك اليم وتبقى لدينا العصى لتبطل السحر والساحر؟!؟!؟!

  • فكتب (شعاع) بتاريخ 12 - 09 - 1999، الثانية والثلث عصرا:

    آسف... نسيت الموضوع... وجيد أنك يا جميل ذكرتني...

    وسأرد على كل نقطة بالتفصيل إن شاء الله خلال هذا الأسبوع...

  • فكتب (جميل 50) بتاريخ 12 - 09 - 1999، الثامنة والنصف صباحا:

    عجل بما عندك، فقد أزف الترحل!!!!!!

  • وكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 12 - 09 - 1999، قريب التاسعة صباحا:

    الملاحظ هنا الكل يتكلم وكأنه عالم فقيه!

    وأنا الصارم المسلول سلطت على من ينكر القرآن ويجحده.

    أيها الرافضة، ألم تقرؤوا قول الله تعالى (وما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها) وبعد هذا تنفون النسخ بالقرآن!! قد أجمع أهل العلم أن

    الصفحة 211
    تحريف القرآن متواتر من الشيعة الأوائل وما نفيه اليوم إلا من باب التقية والدليل: قول الصادق: التقية ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له.

    وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

  • فكتب (جميل 50) بتاريخ 12 - 9 - 1999، التاسعة صباحا:

    إرجافك يعرب عن عدم قراءتك للمقال وتفصيلاته، لكن ما من بأس، إذا أنت عالم بالنسخ أجبني؟؟ متى خلط صحابي وادعى أن (الولد للفراش وللعاهر الحجر) آية من القرآن، ثم رد عليه الصحابة ذلك؟!

    هل هنا من موارد النسخ المزعوم؟!! وكيف يمكن تطبيقه؟!

    رجاء بلا لف ودوران!!

  • فكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 12 - 9 - 1999، العاشرة صباحا:

    أيها الرافضي، لا تعبث بكلام الله، فالله قد بلغنا بذلك وأنتم الشيعة المعاصره تنكرون النسخ.

    أما الشيعة المتأخرة لا ينكرونه (كذا) فيا لهذا التناقض؟؟

    ثم إن الصحابة بشر يخطئون، فما لي وقول صحابي قد يكون الأمر التبس عليه!!

    وإني سائلك هل أنت ممن يجحدون قول الله تعالى؟!

    أعتقد أن إجابتك النفي. وسؤالي لك الآن: لما جحدت قول الله تعالى (وما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها)؟؟؟ أجبني بالله عليك!

    أم أنكم وجدتم أن القول بالنسخ فيه طعن على الصحابة، ولكن هيهات إنكم تنكرون القرآن وتكفرون به بقولكم تحريفه!


    الصفحة 212
    والفرق بينكم وبين أصحاب الرسول أنهم مؤمنون بالقرآن، أما أنتم فأصحاب اليهود والنصارى.

  • فكتب (جميل 50) بتاريخ 12 - 9 - 1999، الحادية عشرة صباحا:

    ها قد دللت مرة أخرى على أنك (لا تدري ما طحاها) فقد أجبتني بخلاف ما أجاب به أعلامك؟!!!!! وهل تدري من هذا الصحابي الذي خلط - كما هو استعراض الرواية - بين الآية والحديث؟!!!

    وأما الآية فلسنا ننكرها، ولكن اقرأ الموضوع من رأس، لكي تتعرف على ما يغنيك..

  • فكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 12 - 9 - 1999، الحادية عشرة وعشرين دقيقة صباحا:

    جميل 50: لكلامي معك بقيه، ولولا أني مضطر للخروج لأكملت، ولك باختصار:

    إن النسخ يكون واقعا على الحكم والتلاوة، وللموضوع بقية.

    والسلام. انتهى.

    ولم تأت البقية، لا من المسلول ولا غيره!!


    الصفحة 213

    الفصل السابع
    ظلم المذاهب السنية للبسملة، ومحاولاتها إنكارها!


    الصفحة 214

    الصفحة 215

    ظلم المذاهب السنية للبسملة، ومحاولاتها إنكارها!

  • كتب (فاتح) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 04 - 02 - 2000، الحادية عشرة ليلا، موضوعا بعنوان (سؤال إلى محمد إبراهيم)، قال فيه:

    هذا سؤال للاستفسار فقط: هل البسملة جزء من سورة الفاتحة، أم لا؟

    وإذا كان الجواب بنعم، لماذا لا تقرؤونها في صلواتكم، حيث إني أرى الإخوة من السنة لا يفتتحون بالبسملة؟!

  • فكتب (محمد إبراهيم) بتاريخ 06 - 02 - 2000، التاسعة مساء:

    الزميل الكريم فاتح:

    أعتذر عن التأخر في الرد على رسالتك الكريمة، حيث أنه شغلتني بعض المشاغل الأسرية.

    سأرد عليك الآن بشكل مختصر فيما أعرفه، وسأورد لك الأدلة على كلامي لاحقا حيث أنني مشغول بعدة محاورات مهمة جدا مع بعض الزملاء في هذا المنتدى وغيره، وإن شاء الله لن أتأخر عليك. وإن حصل ونسيت أن أرد عليك وهذا ما يحصل عادة للأسف فأرجو أن تستمر بتذكيري.

    البسملة جزء من سورة الفاتحة وتقرأ في الصلاة، سواء كانت الصلاة جماعة أم مفردة، كما أنه يقرؤها الإمام والمأموم.


    الصفحة 216
    ولكن في الصلوات الجهرية الفجر والمغرب والعشاء، فإن الإمام يقرأ البسملة في السر وبعدها يقرأ سورة الفاتحة جهرا.

  • فكتب (فاتح) بتاريخ 08 - 2 - 2000، الحادية عشرة مساء:

    شكرا يا عزيزي محمد إبراهيم،

    لكن أريد المصدر، لأن كثير (كذا) من الإخوة السنة الذين سألتهم لا يقرؤون البسملة، وحين سألتهم كانوا يقولون إن أئمة جماعتنا لا تقرؤها!

    فأريد مصادر من فقهكم السني تشير لذلك، حيث أن الأخوة من أتباع أبي حنيفة.

  • وكتب (العسكري) بعنوان 18 - 2 - 2000، الخامسة صباحا:

    سؤال بلا جواب.. إلى محمد إبراهيم!!!

    * *

  • وكتب (فرات) بتاريخ 21 - 05 - 2000، السابعة والنصف مساء:

    موضوعا بعنوان (البسملة ومشروعيتها في الصلاة)، قال فيه:

    من الأمور التي اختلفنا بها مع أبناء السنة هي مسألة البسملة. فذهب مالك والأوزاعي إلى أنها ليست من القرآن الكريم ومنعا من قراءتها في الفرائض مطلقا، سواء كانت في افتتاح الحمد أم في افتتاح السورة بعد الحمد، وسواء قرئت جهرا أم إخفاتا.

    أما أبو حنيفة الثوري وأتباعهما فقرؤوها في افتتاح أم الكتاب، وأوجبوا إخفاتها حتى في الجهريات.

    لكن الشافعي قرأها في الجهريات جهرا وفي الاخفاتيات إخفاتا وعدها آية من فاتحة الكتاب. وهذا قول أحمد بن حنبل وأبي ثور وأبي عبيدة.


    الصفحة 217
    أما نحن معاشر الإمامية فقد أجمعنا تبعا للأئمة الهدى عليهم السلام على أنها آية تامه من المثاني، ومن كل سورة من القرآن الكريم، وأن من تركها عمدا في الصلاة بطلت صلاته.

    والأحاديث بذلك كثيرة ومتواترة بل أنكروا على من نفاها كقول الإمام الصادق (عليه السلام): ما لهم؟! عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله عز وجل فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها، وهي بسم الله الرحمن الرحيم!!

    وتوجد أيضا حجج من طريق العامة وفي صحاحهم وهي كثيرة، نذكر بعضها كي لا يطول بنا المقام:

    عن ابن جريح عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى:

    ولقد آتيناك سبعا من المثاني، قال: فاتحة الكتاب وهي: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين.. وقرأ السورة.

    فقلت لأبي: لقد أخبرك سعيد عن ابن عباس أنه قال: بسم الله الرحمن الرحيم آية؟ قال: نعم.

    وهذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك، وأورده الذهبي في تلخيصه وصرحا بصحة إسناده. وراجع تفسير سورة الفاتحة من كتاب التفسير من المستدرك، ومن تلخيصه للذهبي ص 257.

    2 - ما صح عن ابن عباس أيضا قال: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا أجاءه جبرائيل فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها سورة. أخرجه الحاكم في كتاب الصلاة من مستدركه ص 231 من جزئه الأول.

    3 - عن أم سلمة قالت كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى آخرها، يقطعها حرفا حرفا.


    الصفحة 218
    أخرجه الحاكم في المستدرك، وأورده الذهبي في تلخيصه مصرحين بصحه راجع ج 1 ص 232، وغير ذلك من الأحاديث.

    ولا أعلم حجة للقوم في حذف البسملة إلا ما وصلنا من أنهم احتجوا بوجوه:

    أحدها: أنها لو كانت آية من الفاتحة للزم التكرار فيها بالرحمن الرحيم.

    ولو كانت جزءا من سورة للزم تكرارها في القرآن الكريم مئة وثلاث عشر مرة.

    ويرد على هذه الحجة: أن التكرار موجود في الكتاب الكريم، وذلك اهتماما ببعض الشؤون العظمى وتأكيدا لها، وقد جاء التكرار في سورة الرحمن والمرسلات والكافرون.

    وأي شئ أهم من بسم الله الرحمن الرحيم؟! وهل بعثت الأنبياء والرسل وهبطت الملائكة ونزلت الكتب السماوية إلا بسم الله الرحمن الرحيم.

    ثانيها: ما جاء عن أبي هريرة مرفوعا، إذ قال: يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين، يقول الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: الرحمن الرحيم، يقول الله تعالى: أثنى علي عبدي. الخ.

    فلم يذكر البسملة.

    والجواب أن هذا معارض بخبر ابن عباس مرفوعا وفيه: قسمت الصلاة بيني عبدي فإذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى دعاني عبدي..

    الحديث، وهو طويل، وشاهدنا فيه أنه قد اشتمل على البسملة.

    هذا مع أن أبا هريرة نفسه روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وكان هو يجهر بها ويقول إني

    الصفحة 219
    لأشبهكم صلاة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , أخرجه الحاكم في المستدرك بعد حديث أم سلمة، وأورده الذهبي مصرحين بصحته. ولا أدري بماذا يعتمد السنة في التشريع، ويكون حجة بينهم وبين الله والحال هذي.

    وهل يوجد عندهم أدلة أخرى غير التي ذكرناها؟ يا حبذا لو نطلع على آرائهم في هذه الساحات المباركة ونستفيد، والله ولي التوفيق.

  • وكتب (علي بن يقطين) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 9 - 12 - 1999 الحادية عشرة ليلا، موضوعا بعنوان (إثبات أن قراءة البسملة كجزء من السورة)، قال فيه:

    مما قرره القرآن أن البسملة جزء من كل سورة تبتدئ بها، فهي آية منها..

    ولهذا جاءت في عرض سورة النمل: إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم، ولم تبتدئ سورة براءة لأنها لم تكن آية منها.

    أما قراءة البسملة وعدم قراءتها في الصلاة، فقد وردت روايات، منها ما يقرر قراءتها ومنها ما لا يقرر!

    ومما يقرر كذلك أنها آية من آيات سورة الفاتحة السبع، ما جاء في القرآن نفسه في سورة الحجر آية 78: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم.

    ومما في كتب السنة: ما جاء في مستدرك الحاكم على صحيحي البخاري ومسلم في باب التفسير ج 2 ص 257 ونحوه في تلخيص الذهبي، مؤكدا على صحة ذلك بسند معتمد عن ابن عباس (رض) عن النبي (ص): فاتحة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين.. إلى آخر السورة.

    قال ابن جريح، عن أبيه، أنه قال لسعيد بن جبير (رض) قلت لأبي:

    لقد أخبرك سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: إن البسملة آية..؟ قال:

    نعم.


    الصفحة 220
    وأما بالنسبة للسور الأخرى، فإن البسملة آية لكل سورة، فقد أخرج المستدرك المذكور بسند معتمد أيضا في كتاب الصلاة عن ابن عباس عن النبي (ص) أنه كان إذا جاءه جبرائيل وقرأ البسملة علم أنها سورة، وأنه (ص) لا يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة.

    وكذلك كان المسلمون (لاحظ ص 231 و 232 من الكتاب المذكور أعلاه) يقرأون بعد الفاتحة سورة تامة من ابتدائها بالبسملة حتى انتهائها.

    كما ذكر ذلك فيمن ذكر الإمام الشافعي في مسنده ص 13، وأن عبد الله بن عمر كان لا يدع البسملة!

    ونحو ذلك ذكروا إضافة إلى ما ذكره صاحب المستدرك، أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا كانوا لا يدعونها. وكذلك أم سلمة وعائشة.. وأن النبي كان يقرؤها..

    ونحوه ما جاء في المستدرك أيضا، بسند عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، أنه قال: صليت خلف رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي.

    فكانوا يقرؤونها.. ويجهرون بقراءتها.. الخ.

    مما لا يجعل أهمية لما ذكروا عن أنس من مجاملته لبني أمية على خلاف ذلك.

    لقد جاء فيما جاء في المستدرك للحاكم وتلخيصه للذهبي عن أنس بن مالك نفسه أن معاوية صلى في المدينة صلاة جهر فيها بالقراءة للبسملة في الفاتحة، ولم يقرأ البسملة للسورة التي بعدها! فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت..؟!

    فلما صلى معاوية بعد ذلك قرأ البسملة للسورة التي بعد الفاتحة!!


    الصفحة 221
    ومما يذكر هنا ما ذكره الإمام الرازي في تفسيره ج 1 ص 106: أن بني أمية بالغوا في المنع من الجهر بالبسملة سعيا في إبطال آثار علي بن أبي طالب (ع) في مبالغته في الجهر بها.

    وكان قد قال في ص 105: إن البيهقي في سننه روى الجهر بالبسملة عن عمر وابن عباس وابن عمر وابن الزبير - إلى قوله: وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يجهر بها وقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى بدينه بعلي فقد اهتدى، واتبع ذلك بقوله: والدليل على ذلك قول رسول الله (ص):

    اللهم أدر الحق معه حيث ما دار.

    إلى هذا الحد يكفي عزيزي القارئ اللبيب..

    ومما يذكر هنا مما حدث - وليس كطرفة - أن سوقيا حضر صلاة جماعة لأول مرة، فلما انتهى الإمام من قراءة الفاتحة تحول رأسا إلى سورة من قصار السور بدون بسملة. فناداه بلهجته الشعبية:

    (ليش ماجبت بسم الله الرحمن الرحيم، أتخاف بيها مكروب، لا سمح الله)!

    وهذه القضية بقدر ما تدعو إلى الضحك تعرب عن إحساس حتى السوقي أو القروي البسيط، أن البسملة لا يستساغ تركها!

    هذا مع الاحترام للآخرين.

    وكتب (المتعلم) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 2 - 1 - 2000 الثانية عشرة ظهرا، موضوعا بعنوان (البسملة جزء من كل سورة) قال فيه:

    أخرج أبو عبيد وابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن الأنباري في المصاحف والدار قطني والحاكم وصححه

    الصفحة 222
    والبيهقي والخطيب وابن عبد البر كلاهما في كتاب المسألة، عن أم سلمة (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قطعها آية آية، وعددها عد الاعراب، وعد بسم الله الرحمن الرحيم، ولم يعد عليهم).

    وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والدار قطني والبيهقي في سننه بسند ضعيف عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية أو سورة لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري. قال: فمشى وتبعته حتى انتهى إلى باب المسجد، فأخرج إحدى رجليه من أسكفة المسجد، وبقيت الأخرى في المسجد. فقلت بيني وبين نفسي: نسي ذلك.. فأقبل علي بوجهه فقال: بأي شئ تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟

    قلت: بسم الله الرحمن الرحيم.

    قال: هي هي... ثم خرج.

    وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال: بسم الله الرحمن الرحيم آية.

    وأخرج سعيد بن منصور في سننه وابن خزيمة في كتاب البسملة والبيهقي عن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس.

    وأخرج أبو عبيد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال: أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن يكون سليمان بن داود عليهما السلام (بسم الله الرحمن الرحيم).