الصفحة 298

أما بعد:

إن ما نسبته إلي ليس صحيحا، وللتأكد من ذلك ضع البريد الإلكتروني الخاص بك، وسأرسل لك صورة من (سورة الولاية) منسوخ من المصحف الإيراني ومترجمة بالفارسية تحت العربية.

ثم لتعلم أن هذه الأدلة الكثيرة التي خصص لها أبواب في بعض الكتب، وألف بها كتب تبين عقيدتكم بتحريف القرآن، ولقد شهد بذلك علامتكم الدكتور موسى الموسوي في كتابه (الشيعة والتصحيح) في باب تحريف القرآن الكريم صفحة 131 - 136، طبعة عام 1408 هـ 1988 م. ومن جملة ما قال:

(إن للإمام الخوئي كتاب تفسير اسمه (البيان) ذكر فيه في صفحة 222، عن وجود مصحف للإمام علي رضي الله عنه وأرضاه، وجميع علماء الشيعة يستدلون على ذلك حسب ما أورد براوية يذكرها الطبرسي في كتاب (الإحتجاج) وهي أن الإمام قال: (يا طلحة إن كل آية أنزلها الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندي بإملاء رسول الله وخط يدي، وتأويل كل آية أنزلها الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكل حلال وحرام أو حكم تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة، فهو عندي بإملاء رسول الله وخط يدي حتى أرش الخدش) من تفسير البيان الإمام الخوئي صفحة 222.

أرجو عدم الحكم بهذه السرعة، الأمر يحتاج إلى دراسة وبحث وللحديث بقية مفصله بجميع الشواهد قريبا.

الأخ أبو إبراهيم:

لا تستمع حتى لا تصدق كل هذه الخرافات إلا بعلم جازم يفصل بين الحق والباطل، ولا يتزعزع صاحبه عن الحق مهما زين للباطل.


الصفحة 299
سؤال: هل يستطيع أحدا (كذا) أن يطفئ نور الشمس بالنفخ من الأرض؟!

  • وكتب (أوكمان 23) بتاريخ 8 - 5 - 1999 الرابعة عصرا:

    أما بعد، يا أبا محمد الدوسري أقدر حرصك على كتاب الله العزيز.

    أخي الكريم.. لو افترضنا أن ما تقوله تقول به كل الشيعة، فهل من الأدب مع القرآن أن تنشر كل إساءة إليه وتأتي إلينا بها فرحا مبتهجا...

    وكأنك توصلت إلى ما ينهي الشيعة بالضربة القاضية. هداك الله يا أخي أقول لك وأنا متأكد مما أقول: هذه الكتابة (والتي تسميها أنت آية وكأنك تنفذ رغبة واضعها) هي موجودة في كتاب اسمه (دبستان مذاهب) وكتبت أيام الاحتلال البريطاني للهند لإثارة الفتنة بين المسلمين.. وليس لها أصل سابق.

    أما أخذ النوري بها.. ليس حجة على الشيعة، لأنه شخص واحد بين آلاف العلماء الذين أنكروا عليه أشد النكير.

    الآن سوف تقفز من مكانك وتقول ولكنهم دفنوه في... أقول لك أيضا الرجل تراجع عن أقواله.. ومن علم حجة على من جهل. وسوف تقول إنها تقية (لا وأنا خوك ما هي تقية).

    ولعلمك الخاص فالنوري الطبرسي أشار إلى شئ يسميه أمثالك آية وهي الخلع والحفد، فلماذا لا تستنكرها أيضا.. وتوزع صورتها على الناس..

    رأفة بأنفسكم.. فإن الافتراء عظيم العواقب.

  • وكتب (إكسبلوتد) بتاريخ 8 - 5 - 1999 الخامسة عصرا:

    الأخ الدوسري،

    الصفحة 300
    من أصول الأدب والاحترام والتبجيل للقرآن الكريم، هو تنزيهه من الشبهة أي كانت وهو ما اتفق عليه المسلمون بجميع فرقهم ومشاربهم.....

    والعجيب والملفت للنظر أن الشيعة أنفسهم يقدسون القرآن ويعتبرونه معجزة خالدة، وأنت تكذبهم وتطعن بالقرآن وتقول كلا أنتم تحرفونه فهل الأمور تجري بالقوة وإلقاء التهم، وإن كان رجل واحد من المسلمين سنة كانوا أم شيعة يطعن بالقرآن فهل يصبح حجة على الإسلام، بملايينه الكثيرة؟

    وهل كان سلمان رشدي وهو مسلم سني بطعنه بالقرآن والنبي (ص) حجة على المذهب السني؟ الجواب: كلا!

    وهكذا فالمارقين (كذا) من الفريقين كثر وليس من الأدب الطعن بالقرآن الكريم وما هو ردك إن كنت بالخارج وتناظرت مع أحد الغير مسلمين وقال لك: إن دينك محرف وإن هناك مسلم شيعي أو سني يقول بذلك، فهل ستقول له: نعم، إنه محرف، والمذهب الفلاني أصدقه فهو يقول بالتحريف!! أم أنك ستقول إنه حجة الله الخالدة، والمسلمون يؤمنون بخلوه من التحريف؟!!

    فاتق الله في كتابه وخلقة (وبلاش) مزايدات كلها تصب ضد الإسلام والقرآن.

    وكتب (أبو عبد الرحمن المائي) في شبكة أنا العربي، بتاريخ 18 - 6 - 1999 الثانية عشرة والنصف صباحا، موضوعا بعنوان (تحريف القرآن..

    حقيقة سورة الولاية..!!)؟، قال فيه:

    اللهم إنا نبرأ لك من هذا... سبحانك هذا بهتان عظيم.


    الصفحة 301

    http://www.alsaha.com/cgibin/sahat?13@54.iq3caVJEc0B^0@.ee7350

    فماذا بعد الحق إلا الضلال...

    فكتب (هادي 2) بتاريخ 18 - 6 - 1999 الواحدة إلا ربعا صباحا:

    العجب من هذا الرجل كيف يتجرأ على رمي الناس والكذب عليهم، ويستدل على مؤاخذاته بأقوال أعدائهم، وكأنه لم يقرأ أحاديث الرسول!!

    ولكن لا عجب فهذه سنة أميرهم عمر، الذي كثر منه الافتراء على رسول الله وهذا حفيده يفتري على عترة رسول الله (ص).

  • وكتب (عبد الله الشيعي) في 18 - 6 - 1999 الواحدة إلا عشرا صباحا:

    هذه ليست إلا شرحا للسورة.. ولو أنها فعلا موجودة لرأيتها إلى يومنا هذا في كل قرآن متداول عند الشيعة، وخصوصا في إيران.. ولكنه الحقد والتعصب!!

    فلو أنك كلفة (كذا) نفسك وبحثت عن الحقيقة لوجدتها، ولكنك حشوي مجسم وكفى.. والسلام من الله خير تحية..

    سبحان الذي أذل عباده بالموت.

  • وكتبت (شجرة الدر) بتاريخ 18 - 6 - 1999 الواحدة صباحا:

    يسب الفاروق رضي الله عنه! لا حول ولا قوة إلا بالله.

    يا حبيبي يا رسول الله ألست القائل: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين (سبحانك ربي لا إله إلا أنت رحم الله الخلفاء الراشدين المهديين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.

    المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.


    الصفحة 302
    فكتب (العاملي) بتاريخ 18 - 6 - 1999 الواحدة والربع صباحا:

    الإخوة الكرام، الافتراء حرام، وليس عندنا نحن الشيعة قرآن آخر غير قرآننا نحن المسلمين جميعا. والحمد لله أنه مصون معصوم عن التحريف.

    وهذه السورة المزعومة نكفر بها وهي تكفر بنفسها لركاكتها، وكذلك كل محاولة لتحريف كتاب الله تعالى بالزيادة أو نقيصة.. سواء زعمها وافتراها من يزعم أنه شيعي أو سني!

    ولكن جواب الافتراء يا أخ هادي لا يصح أن يكون بالمساس بشخصية الخليفة عمر ومشاعر الملايين الذين يحبونه!!

    إن كان عندك شئ علمي تنقله من مصدر معتبر فلا بأس، أما هذا الأسلوب الذي يستعمله بعضهم ضدنا فلا يصح أن نستعمله نحن. وأنا أعتذر لمن أساء إليهم كلام الزميل هادي. وأستغفر الله..

  • وكتب (عبد الله الشيعي) بتاريخ 18 - 6 - 1999، الواحدة وعشرين دقيقة صباحا:

    صحيح يا شجرة الدر.. المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، فهل سلم الناس من لسان ويد معاوية والذين أتوا من بعده؟؟ فلتعلمي / أو فلتعلم.. أن ما نحن فيه الآن من لعن وسب وشتم قد ابتدأ به معاوية ولم أرك تقول / أو تقولين يسب علي رضي الله عنه!! لا حول ولا قوة إلا بالله...

    بل اعتذرتم لصاحبكم واجتهدتم أيما اجتهاد في نصرته، وهذا يرجع فضله لقائد مسيرتكم المظفرة ابن تيمية فقد علمكم ما تقولون وما تعملون إلى قيام يوم الدين، وأوصد ابن عبد الوهاب أبواب عقولكم وألجمها بتعاليمه...


    الصفحة 303
    فهل من منصف منكم... والسلام من الله خير تحية...

    سبحان الذي أذل عباده بالموت.

  • فكتبت (شجرة الدر) 18 - 6 - 1999 الواحدة والنصف صباحا:

    يبدو أنني بدأت الانجرار إلى النقاش الطائفي.

    أولا، لماذا بعد كل فترة وأخرى يكلمني شخص بصيغة المذكر؟! هل من يستعمل اسم مؤنث يجب عليه أن يثبت أنه أنثى بينما من يستعمل اسما رجاليا لا يسأله أحد ولا يقول له شيئا؟! ما هذه العنصرية أيها الرجال؟ لماذا التشكيك يا عبد الله الشيعي؟!

    الزميل العاملي.

    شكرا وهذا ما قصدته من مداخلتي فالأمر لا يستدعي إقحام عمرنا الحبيب رضي الله عنه وشتمه بدون سبب وها أنتم تخطئون علينا!

    الزميل عبد الله الشيعي:

    ما دخل معاوية رضي الله عنه وأرضاه هنا؟ وأنا قد رددت على سب المدعو هادي للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟! أم أنها فرصة لك لتنال من معاوية رضي الله عنه هنا فتقحمه هنا بلا سبب وتشتمه؟ أين المراقب؟ ثم من قال إني أسكت عن سب علي كرم الله وجهه؟ دع أحدا يتجرأ عليه وسأريه.

    الحمد لله أني منذ أن دخلت أنا العربي قبل حوالي أسبوعين وأنا لم أشتم أي إنسان ولا حتى الخميني وإن اختلفت معه، وضميري والحمد لله مرتاح وذمتي بيضاء إن شاء الله. أتسأل عن ذمم من يشتمون الناس - من كلا الطرفين -

    الصفحة 304
    كيف هي؟ وماذا سيقولون لله حين يسألهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

    المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

  • فكتب مراقب الساحة 18 - 6 - 1999 الثانية والنصف صباحا:

    أخي الكريم: هادي، نرجو أن تراعي الالتزام بمنهج الحوار العلمي ونرفض منك عدم التزامك بتعاليم أهل البيت (ع) ونحن لا نقبل قولك هذا:

    (ولكن لا عجب فهذه سنة أميرهم عمر الذي كثر منه الافتراء على رسول الله).

    الموضوعية والمنهج العلمي في النقاش أساس نجاح الساحة واحترام مشاعر ومعتقدات الآخرين الغاية التي نطمح إليها من خلال الحوار العلمي الرصين.

    مع تمنياتي لك بالنجاح، أخوكم مراقب الساحة.

  • وكتب (مشارك) 18 - 6 - 1999 الرابعة صباحا:

    لم يثبت أن أحدا من أهل السنة والجماعة قال إن القرآن الذي بين أيدينا ليس كامل (كذا)!! فهل من يعتقد بذلك كافر أم أنه هو الذي على حق!!

    المشكلة عندكم أنكم تحاولوا (كذا) أن تقيسوا الروايات التي جاءت في القراءات والمنسوخ بالروايات التي جاءت عندكم في إثبات التحريف بعد موت النبي، وأن الصحابة زادوا منها ونقصوا، ثم لما رأيتم أنكم بهذا القول تنقضون دينكم كله بدأ علماءكم (كذا) المتأخرين (كذا) يردون هذا القول تقية، وإلا فما معنى إصرار الكثير من علماء الرفض كالطبرسي على ذلك، وذكر العدد الكبير في تأييد هذا الأمر؟


    الصفحة 305
    وكتب (الأشتر) 18 - 6 - 1999 السادسة صباحا:

    (لم يثبت أن أحدا من أهل السنة والجماعة قال إن القرآن الذي بين أيدينا ليس كامل!!) مشارك، إليك هذه الهدية:

    قال الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني وهو من فقهاء الحنفية له مؤلفات كثيرة في الحديث والمواعظ والتراجم وغيرها من العلوم توفي سنة 973 تجد ترجمته في الشذرات ج 8 ص 372 قال: (ولولا ما يسبق للقلوب الضعيفة ووضع الحكمة في غير أهلها لبينت جميع ما سقط من مصحف عثمان). انتهى. قوله مذكور في كتاب الكبريت الأحمر المطبوع على هامش اليواقيت والجواهر ص 143.

    والله الموفق.

    * *

  • وكتب (أبو فراس) في شبكة الموسوعة موضوعا بعنوان (أسماء العلماء الأجلاء وتصريحاتهم بتحريف القرآن)، بتاريخ 20 - 3 - 2000 الثالثة ظهرا، قال فيه:

    وممن صرح بالتحريف من علمائهم: مفسرهم الكبير الفيض الكاشاني صاحب تفسير الصافي، قال في مقدمة تفسيره...

    ثم ذكر بعد هذا أن القول بالتحريف اعتقاد كبار مشايخ الإمامية قال:

    (وأما اعتقاد مشايخنا رضي الله عنهم في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي، ولم يتعرض لقدح فيها، مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه، وكذلك

    الصفحة 306
    أستاذه علي بن إبراهيم القمي - رضي الله عنه - فإن تفسيره مملوء منه، وله غلو فيه، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي - رضي الله عنه - فإنه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الإحتجاج). تفسير الصافي: 1 / 51.

    وممن صرح بالتحريف أيضا هو أبو منصور أحمد بن منصور الطبرسي (المتوفى سنة 620 هـ):

    روى الطبرسي في الإحتجاج عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال:

    (لما توفي رسول الله (ص) جمع علي عليه السلام القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله (ص) فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال:

    يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه عليه السلام وانصرف، ثم أحضروا زيد بن ثابت - وكان قارئا للقرآن - فقال له عمر: إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك..

    فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم).

    الإحتجاج للطبرسي 1 / 155.

    ولم يكتف الطبرسي بتحريف القرآن، بل أخذ يؤول معاني القرآن تبعا لهوى نفسه فزعم أن في القرآن الكريم رموزا فيها فضائح المنافقين، وهذه الرموز لا يعلم معانيها إلا الأئمة من آل البيت، ولو علمها الصحابة لأسقطوها مع ما أسقطوا منه هذه هي عقيدة الطبرسي في القرآن، وما أظهره لا يعد شيئا مما أخفاه في نفسه، وذلك تمسكا بمبدأ التقية يقول: (ولو شرحت لك كل ما أسقط

    الصفحة 307
    وحرف وبدل، مما يجري هذا المجرى لطال، وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء، ومثالب الأعداء). الإحتجاج للطبرسي 1 / 254.

    ويقول في موضع آخر محذرا الشيعة من الإفصاح عن التقية (وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين، ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب، لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل، والكفر، والملل المنحرفة عن قبلتنا، وإبطال هذا العلم الظاهر، الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الائتمار لهم والرضا بهم، ولأن أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عددا من أهل الحق). الإحتجاج للطبرسي 1 / 249.

    وممن صرح بتحريف القرآن هو محمد باقر المجلسي:

    والمجلسي يرى أن أخبار التحريف متواترة ولا سبيل إلى إنكارها وروايات التحريف تسقط أخبار الإمامة المتواترة على حد زعمهم. فيقول في كتابه مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول 12 / 525: في معرض شرحه لحديث هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد (ص) سبعة عشر ألف آية قال عن هذا الحديث: موثق، وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن سالم، فالخبر صحيح.

    ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر؟).. مرآة العقول للمجلسي 12 / 525.


    الصفحة 308
    ثم يأتي الشيخ محمد بن محمد النعمان الملقب بالمفيد الذي يعد من مؤسسي المذهب - ما شاء الله - فقد نقل إجماعهم على التحريف ومخالفتهم لسائر الفرق الإسلامية في هذه العقيدة.

    قال في كتاب أوائل المقالات ص 48، 49:

    (واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة، وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختلاف، واتفقوا على إطلاق لفظ البداء في وصف الله تعالى، وإن كان ذلك من جهة السمع دون القياس، واتفقوا أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأجمعت المعتزلة، والخوارج، والزيدية والمرجئة، وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية في جميع ما عددناه).

    (ملاحظة: هذا دليل أن هناك مشابهة لليهود بالنسبة لأمر الرجعة سأتطرق لها لاحقا).

    وقال أيضا: إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد (ع) باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمين (كذا) فيه من الحذف والنقصان...

    أوائل المقالات 12 / 525.

    وقال أيضا حين سئل في كتابه المسائل السروية: ما قولك في القرآن؟ أهو ما بين الدفتين الذي في أيدي الناس أم هل ضاع مما أنزل الله على نبيه منه شئ أم لا؟ وهل هو ما جمعه أمير المؤمنين (ع) أم ما جمعه عثمان على ما يذكره المخالفون؟


    الصفحة 309
    وأجاب: إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شئ من كلام البشر، وهو جمهور المنزل، والباقي مما أنزله الله تعالى قرآنا عند المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام لم يضع منه شئ.

    وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك، منها قصوره عن معرفة بعضه، ومنها ما شك فيه ومنها ما عمد بنفسه، ومنها ما تعمد إخراجه.

    وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره وألفه بحسب ما وجب من تأليفه فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع كل شئ منه في حقه، ولذلك قال جعفر بن محمد الصادق (ع):

    أما والله لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا، إلى أن قال:

    غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم قد أمروا بقراءة ما بين الدفتين وأن لا نتعداه بلا زيادة ولا نقصان منه إلى أن يقوم القائم (ع) فيقرئ الناس القرآن على ما أنزل الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام ونهونا عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف لأنها لم تأت على التواتر وإنما جاء بالآحاد، (الشيعة لا يثبتون التواتر إلا بنقل أهل السنة فيكون القرآن كله عندهم آحاد) وقد يغلط الواحد في ما ينقله ولأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه مع أهل الخلاف وأغرى به الجبارين وعرض نفسه للهلاك فمنعونا (ع) من قراءة القرآن بخلاف ما يثبت بين الدفتين.


    الصفحة 310
    وممن صرح بتحريف القرآن النوري الطبرسي المتوفى (كذا) 1320 ه وكتابه (فصل الخطاب في تحريف الكتاب رب الأرباب):

    أنعم به من شيخ. قد كانت روايات وأقوال الشيعة في التحريف متفرقة في كتبهم السالفة التي لم يطلع عليها كثير من الناس حتى أذن الله بفضيحتهم على الملأ، عندما قام النوري الطبرسي أحد علمائهم الكبار في سنة 1292 هـ وفي مدينة النجف حيث المشهد الخاص بأمير المؤمنين بتأليف كتاب ضخم لإثبات تحريف القرآن سماه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب).

    وقد كتب في هذا الكتاب حشدا هائلا من الروايات لإثبات دعواه في القرآن الحالي أنه وقع فيه التحريف وقد اعتمد في ذلك على أهم المصادر عندهم من كتب الحديث والتفسير، واستخرج منها مئات الروايات المنسوبة للأئمة في التحريف. وأثبت أن عقيدة تحريف القرآن هي عقيدة علمائهم المتقدمين.

    نسأل الله السلامة في ديننا ومعتقداتنا من شرور هؤلاء المصرحين بتحريف القرآن. اللهم آمين.

  • وكتب (العاملي) بتاريخ 20 - 3 - 2000 الثانية عشرة صباحا:

    أنت تكرر المواضيع يا أبا فراس وتهرب منها!

    لقد حكمت بكفر من قال بتحريف القرآن لأي سبب، ولعنتهم.

    وسألتك هل يشمل حكمك ولعنتك من قال بتحريف آيات أو كلمات، أو زيادة سورة وأن قرآنيتها لم تثبت عن الرسول؟ فخفت وجبنت ولم تجبني!!

    فلله در يقينك وبصيرتك في دينك!!

    ولله در المكيالين اللذين تكيل بهما!!


    الصفحة 311
    (لا يوجد في علمائنا رضوان الله عليهم من يقول بوجود زيادة في القرآن، بينما يوجد عندكم من يقول بزيادة المعوذتين كالبخاري وعمر!! وجمهور علمائنا يقولون بعدم وجود نقص فيه، وقلة منهم يقولون بذلك.. وهو قول إمامكم عمر وكثيرين من علمائكم.

    فما الذي اختصت به مصادر الشيعة وعلمائهم، حتى تهرجوا به؟!!!).

  • فكتب (أبو فراس) بتاريخ 20 - 3 - 2000 الثالثة ظهرا:

    أما وصفك إياي بالجبن، فقد أخطأ حدسك بذلك.

    وإذا تريد أن تلعن فالعن القمي والكليني ونعمة الله الجزائري والعاملي يا عاملي، وكذلك الفيض الكاشاني.

    العنهم ونحن نؤمن من ورائك. ثم العن من يريد إضافة سورة إلى القرآن الكريم.

    وأما قولك: وسألتك هل يشمل حكمك ولعنتك من قال بتحريف آيات أو كلمات، أو زيادة سورة وأن قرآنيتها لم تثبت عن الرسول؟

    فأجيب لك (كذا): أنت أول من بدأ باللعن، وإنني لم ألعن أحدا حتى علمائكم المصرحين بتحريف القرآن لم ألعنهم فتركت لعنهم عليك، العنهم كما يحلو لك.

    على فكرة، ليس من طبعي أن العن. إن كان اللعن طبعا لديك أو من أساس الذي نشأت عليه، فإنني لم أنشأ على ذلك.

    ملاحظة أخرى.

    قلت في كلامك بأنني حكمت بكفر من يقول بتحريف القرآن، وهذا كذب منك علي.


    الصفحة 312
    إنني ما قلت هذا وما أفتيت بذلك، ولكنني ذكرت لك فتاوى العلماء بتكفير من يدعي بأن القرآن محرف أو ناقص أو زائد أو من يدعي بأن الصحابة غيروا فيه وبدلوا، وهذا ما يقوله علماؤك. فهذا كفر.

    وقال تعالى بأن لعنته على الكافرين فاجعل لعنتك عليهم إذن، وأرحني.

  • وكتب (أبو غدير) بتاريخ 20 - 3 - 2000 الرابعة عصرا:

    كل محاولة للتشكيك أن الشيعة يقولون بالتحريف باطلة، فآراء وأقوال العلماء المعتمدين محفوظة في أمهات الكتب.

    فتمعن هذا الموضوع (الشيعة والقرآن) لم نعرف طائفة قد تعرضت للتهم كما تعرضت لها الشيعة - وكذلك سيرة الحق - فإن كل قوى الشر تتكاتف ضده وتقف في وجهه لأنها تشعر بالخطر يهددها والسيل يجرفها وإعصار الحق يحرقها فتحاول صده باتهامه بما هو برئ منه وطاهر الذيل من أدرانه.

    إن الشيعة بما تحمل من حق وتعقد قلبها عليه أراد أخصامها الحط من شأنها ولو بتلفيق التهم ونسج الأباطيل وليس أدل على ذلك وأقوى برهانا من أقوال الزور التي أطلقها المفترون والمعاندون للحق وقد كانت مسألة (تحريف القرآن) بنقصان شئ منه هي إحدى التهم التي نسبت إلى الشيعة حيث إن الخصم عثر على بعض الأخبار الضعيفة فتشبث بها ورفعها في وجوه الناس وأمام الملأ معلنا صارخا متهما الشيعة أنهم يقولون بتحريف القرآن ونقصانه.

    إن هؤلاء الأخصام نسوا أو تناسوا ما عندهم من الأخبار والآثار سادلين دونه سترا مشهرين بالشيعة بها.

    وإذا كان لهذه التهم من رواج فيما مضى ولها فيما سلف سوق، فإنها اليوم لا تنفق ولا تقبل بعد أن ارتفعت الأغشية عن العيون وأصبح الحق وحده هو الحاكم والمنطق هو المسيطر، لقد كان للتهم فيما مضى رواج ونفاذ.


    الصفحة 313
    ولكن اليوم وأمام انطلاقة الفكر من عقاله لم يعد لها أي وزن أو مقدار، بل تتبخر كلها وتذوب مع من افتراها وصدق الله تعالى حيث يقول:) فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

    ونحن سنبين الرأي الصحيح المعتمد لدى الشيعة وسنتعرض لبعض ما ورد من طرق المخالفين من الأخبار القائلة بتحريف القرآن عندهم ونصل بعدها إلى القول الفصل في المسألة.

    رأي الشيعة:

    القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله محمد بن عبد الله (ص) خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وقد نزل عليه بألفاظه وحروفه فبلغه النبي إلى أمته كما نزل دون زيادة أو نقيصة، فأدى الأمانة واجتنب الخيانة وأطاع الله فكان رسولا نبيا..

    وإن القرآن الكريم قد تكفل الله بحفظه وصيانته من التحريف والتبديل.

    إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.

    إنه تعهد من الله بحفظ كتابه، حفظه من الزيادة والنقصان، وقد تناقله المسلمون من الجيل الأول حتى وصل إلينا بالتواتر جيلا بعد جيل ولم يهتم بشئ كما اهتم به ولم يعنى بأمر كما اعتني به فقد أولاه المسلمون من الاهتمام ما جعلهم يعرفون كل آية أين موضعها بل كل كلمة أين محلها.

    إنه نقل بالتواتر المفيد للعلم الذي حصل لنا من خلاله أن لا زيادة فيه ولا نقصان منه - ولو حرفا واحدا - وهذا هو رأي الشيعة والذي عليه المعتمد عندهم ومعه لا يلتفت إلى قول الشاذ منهم فإن الشاذ ليس حجة ولا يكشف عن رأي المجموع خصوصا بعد أن سبقه الإجماع ولحقه، كما لا يلتفت إلى

    الصفحة 314
    بعض الأخبار الغريبة القائلة بنقصانه فإنه لا يجوز التعويل عليها ولا الاستشهاد بها فإن عند المخالفين مثلها وسوف نستعرضها كرد عليهم وإسكاتا لهم دون قصد الإيمان بها أو الاعتقاد بمضمونها.

    ممن يؤخذ رأي الشيعة؟:

    إن رأي أي فرقة من فرق المسلمين لا يمكن أخذه من عوامهم والرعاع منهم كما لا يمكن أخذه من أنصاف المتعلمين أو المتطفلين على العلم أو الشاذ منهم، بل استكشاف رأي الطائفة ونسبته إليها لا يكون إلا بالاطلاع على آراء المتضلعين منهم والممثلين لوجهة نظرهم، ألا وهم العلماء القادة الذين تبحروا في أعماق مذهبهم واستكنهوا دخائله بما توصلوا إليه من بحث ونظر فكما لا يمكن استكشاف رأي المخالف من بعض الأفراد الذين ينتمون إلى مذهبه صوريا كذلك لا يمكن استكشاف ذلك من المستشرقين الذين لا يدركون عمق وأسرار التشريع ومنطلقاته التي منها يحكم بهذا الحكم أو يرفضه.

    وإن إخواننا من أبناء السنة قد اعتمدوا في الحكم على الشيعة في كثير من الأحيان على أمور لا تصح أن تكون لهم أو مبررا لقضائهم، فلذا جاءت أحكامهم بعيدة كل البعد عن الحق، مجانبة الصواب لقد اعتمدوا في كثير من الأحيان على أمور أهمها.

    1 - اعتمدوا على من كتب من الفرق وهم في الغالب أصحاب أهواء وميول إن أحبوا أشادوا وإن أبغضوا أسقطوا ونفروا، إن كتبوا عن فرقهم رفعوها ومدحوها وذكروا محاسنها وإن كتبوا في عقائد غيرهم أهانوا وحقروا وجاؤوا بأشياء غريبة عنها.


    الصفحة 315
    2 - اعتمدوا على قول شاذ لأحد أبناء هذه الفرقة وإن كان واحدا وأهملوا أقوال سائر الأفراد سيرا مع أهوائهم التي تخدم مصلحتهم وتروي حقدهم.

    3 - اعتمدوا على المستشرقين وأبحاثهم وهذه نغمة مستحدثة قد استشهد فيها الكثير من أبناء المسلمين وقلما نجد كتابا من إخواننا السنة إلا ويستعرض أقوال بعض المستشرقين لتأييد حكم أو نفيه وكأن عقول المسلمين والمفكرين من أبناء الإسلام بحاجة إلى متطفل دخيل يعتمد عليه أو يركن إلى حكمه ونحن نبصر بأعيننا كيف أن هؤلاء المستشرقين يزيفون الحقيقة ويبغون من وراء كتاباتهم الحط من شأن الإسلام والمسلمين والطعن في أحكام هذا الدين وصلاحيته. إن هؤلاء المستشرقين بما يحملون من حقد على الإسلام تارة وبما يحملون من نفس مادية غريبة أخرى وبما يعتمل في نفوسهم من إثارة الحس - اسيات بين المس - لمين نراهم يعمدون إلى بعض الفوارق المذهبية ليدرسوها بالعقلية الحاسدة اللئيمة التي تبغي الشر للإسلام والمسلمين ويأخذون بزرع بذور الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة تحقيقا لآمال أسيادهم المستعمرين الذين عز عليهم أن يروا أمة الإسلام تجتمع على كلمة واحدة ورأي واحد.

    ولن ننسى الأب لامنس الحاقد على كل ما يسمى إسلام (كذا) وعلى كل رجالات الإسلام الذين صنعهم هذا الدين، ولن ننسى صاحب قصة الحضارة التي وصف بها النبي محمد (كذا) والإسلام بما ينبو منه الذوق ويتجافى عنه قلم الغيور. إن هؤلاء المستشرقين لا يعكسون الحقيقة ولا يعلمون رأي الفرقة التي يكتبون عنها إلا من خلال أنانياتهم وتوجيهات أسيادهم المستعمرين.


    الصفحة 316
    فكما أن المسلم الشيعي عندما يريد أن يحتج على أخيه المسلم السني يجب أن يعتمد على كتبه المعتمدة عنده وعلى آراء علمائه الذين يمثلون رأي مذهبه، كذلك يجب على الأخ السني إذا كان مريدا للخير طالبا للحق أن يعتمد على كتب الشيعة المعتمدة وآراء علمائها المراجع.

    إن رأي الشيعة لا يؤخذ من فقيه واحد ينفرد برأيه أو يخطئ في اجتهاده بل الرأي الشيعي الذي يصح أن ينسب إلى الشيعة هو ما يؤخذ من وجوه الطائفة والمعتمدين فيها من أهل التحقيق والتدقيق من كبار مراجعها وأهل الفتيا عندها.

    وإن رأي الشيعة الذي تعلنه وتدين الله به وتعتمد عليه في مسألة القرآن هو أنه ما بين الدفتين الموجود بين الناس حاليا المتداول بينهم دون زيادة فيه أو نقصان منه.

    وهذه آراء أعاظم الشيعة ورجالاتها تقول بذلك وتتبناه وهذه شهاداتهم.

    رأي الشيخ الطوسي:

    شيخ الطائفة وفقيهها الكبير مؤسس الجامعة الدينية في النجف، وصاحب كتابي الإستبصار والتهذيب في الأخبار، المولود سنة 385 والمتوفى 460 ه يقول:

    أما الكلام في زيادته ونقصانه - القرآن - فمما لا يليق به أيضا لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها والنقصان منه فالظاهر أيضا أنه من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى وهو الظاهر من الروايات.


    الصفحة 317

    رأي السيد المرتضى علم الهدى:

    يقول: إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب فإن العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حد لم تبلغه فيما ذكرناه، لأن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شئ اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا مع العن - آية الصادقة والضبط الشديد.

    رأي الشيخ الصدوق:

    رئيس العلماء المحققين وإمام الشيعة المدققين وشيخ مشايخ الحديث ودرايته حامل الفقه وصاحب التصانيف من جاد به الزمن فجمع روايات أهل البيت في كتاب من لا يحضره الفقيه، لقد قال هذا العظيم في رسالته (اعتقادات الشيعة):

    اعتقادنا في القرآن أنه ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس وليس بأكثر من ذلك ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب.

    إن هذا المحدث العظيم والفقيه الكبير من أوائل الشيعة وعظمائهم ينقل في رسالته ما تعتقده الشيعة وتؤمن به ما تدين لله به وتعترف أنه الحق وهذا تصريحه وهذه أقواله.

    رأي الطبرسي في مجمع البيان:

    مجمع البيان أشهر من أن يعرف إذ ملأ الخافقين وعم القطبين ومصنفه لا يحتاج إلى البيان، فهو التفسير الذي استوعب آراء الشيعة والسنة وسرد

    الصفحة 318
    الأقوال والمحتملات وهذا المفسر العظيم يقول: أما الزيادة في القرآن فمجمع على بطلانها وأما النقصان فروى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة (السنة) أن في القرآن نقصانا والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه..

    رأي سيدنا المجاهد الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي:

    قال قدس سره: والقرآن الحكيم الذي (2) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إنما هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس لا يزيد حرفا ولا ينقص حرفا ولا تبديل فيه لكلمة بكلمة ولا لحرف بحرف وكل حرف من حروفه متواتر في كل جيل تواترا قطعيا إلى عهد الوحي والنبوة وكان مجموعا على ذلك العهد الأقدس مؤلفا على ما هو عليه الآن وكان جبرئيل عليه السلام يعارض رسول الله (ص) بالقرآن في كل عام مرة وقد عارض به عام وفاته مرتين..

    رأي الشيخ المظفر:

    ذكر الشيخ المظفر في كتابه (عقائد الإمامية) في فصل عقيدتنا في القرآن قال: نعتقد أن القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيه الأكرم فيه تبيان كل شئ وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفي ما احتوى من حقائق ومعارف عالية لا يعتريه التبديل والتغير والتحريف وهذا الذي بين أيدينا هو نفس القرآن المنزل على النبي ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مختلق أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى فإنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

    هذه بعض آراء علماء الشيعة في القرآن وهم أقطاب المذهب وأدرى الناس بما فيه لم أسرد بعضها إلا تدليلا على ما يذهبون إليه ولم أرد الاستيعاب في

    الصفحة 319
    ذلك فإن عدم الزيادة والنقصان هو رأي الشيعة كلهم وبما نقلت من آراء لهؤلاء العظام كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، إن فيه الكفاية لمن أراد الحق والصدق وأما من استحوذ عليه الشيطان واستولى على قلبه الشك والريب فإن ألف حجة وبرهان وألف قسم وإيمان لا يحوله عن غيه ولا يرده عن باطله (أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم)..

    إن مثل هذا الإنسان جرثومة الفساد قد استولى عليه التعصب الذميم فراح يسعى في بذر التفرقة والشقاق بين الإخوة المسلمين أخذ يشكك بكل معتقدات غيره وأقوال سواه وبات لا يصدق إلا نفسه فإذا كان لا يصدق غيره في أقواله وكلامه فمن ذا الذي يصدقه هو..

    إن مثل هذا الإنسان الذي لا يقبل أقوال غيره، ولا يرضى بكشفها عن نواياهم وطوايا قلوبهم فهو إنسان أحمق ضال محسوب في جملة المجانين خارج عن دائرة العقلاء فإن الله قد اكتفى من الإنسان بإقراره ورسوله الكريم ارتضى إسلام الإنسان ودخوله في حظيرة المسلمين بمجرد أن يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

    وأن حرية الرأي مفتوحة لكل إنسان خصوصا في هذا الزمن فإننا نرى دعاوى الإلحاد تنتشر والفساد والانحراف تستشري وكل إنسان يعبر عن رأيه دون حياء أو خجل، ولو كانت الشيعة تذهب إلى خلاف ما قلناه لأعلنه علماؤهم وأذاعوه في الملأ دون رهبة من سلطان أو سيف حاكم أو جلاد.

    إننا في عصر الانطلاق وحرية الرأي والتعبير ولو كان رأينا على خلاف ذلك لما توانينا عن إذاعته ونشره، ولكن ما قلناه عن علمائنا القدامى منهم والمحدثين هو رأي الشيعة قلبا وقالبا حقيقة وظاهرا به نعتقد وعليه نحي ونموت. إنتهى.