وفي بعضها (ألقى الشيطان على لسانه: وهي الغرانيق العلى شفاعتهن ترتجى فلما فرغ من السورة سجد، وسجد المسلمون والمشركون إلا أبا أحيحة سعيد بن العاص، فإنه أخذ كفا من تراب فسجد عليه وقال: قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير، فبلغ ذلك المسلمين الذين كانوا بالحبشة أن قريشا قد أسلمت فأرادوا أن يقبلوا، واشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ما ألقى الشيطان على لسانه، فأنزل الله: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي.. الآية). انتهى. ورواها الهيثمي في مجمع الزوائد ج 6 ص 32 و ج 7 ص 70 - وقد نقد الباحث السوداني عبد الله النعيم، في كتابه الاستشراق في السيرة النبوية - المعهد العالمي للفكر الإسلامي 1417 - استغلال المستشرقين لحديث الغرانيق، ونقل في ص 51 افتراء المستشرق (بروكلمان) على النبي صلى الله عليه وآله حيث قال: (ولكنه على ما يظهر اعترف في السنوات الأولى من بعثته بآلهة الكعبة الثلاث اللواتي كان مواطنوه يعتبرونهن بنات الله، وقد أشار إليهن في إحدى الآيات الموحاة إليه بقوله: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى...
ثم ما لبث أن أنكر ذلك وتبرأ منه في اليوم التالي)!!
ونقل عبد الله النعيم، في ص 96 زعم مونتغمري وات حيث قال:
(تلا محمد الآيات الشيطانية باعتبارها جزء من القرآن، إذ ليس من المتصور أن تكون القصة من تأليف المسلمين أو غير المسلمين، وإن انزعاج محمد حينما علم بأن الآيات الشيطانية ليست جزء من القرآن يدل على أنه تلاها وإن عبادة محمد بمكة لا تختلف عن عبادة العرب في نخلة والطائف..
ومع أننا تبعا لأهل البيت عليهم السلام نرفض رواية الغرانيق من أصلها ونعتقد أنها واحدة من افتراءات قريش الكثيرة على النبي صلى الله عليه وآله في حياته وبعد وفاته.. ونستدل بوجودها على أن مطلب قريش كان الاعتراف بآلهتها وشفاعتهن وأن منافقي قريش وضعوا هذه الروايات طعنا في عصمة النبي صلى الله عليه وآله فخدموا بذلك هدف قريش الخبيث وهدف أعداء الإسلام في كل العصور!
ومع أن المستشرقين لا يحتاجون إلى الروايات الموضوعة ليتمسكوا بها، فهم يكذبون على نبينا وعلى مصادرنا جهارا نهارا، ولكن تأسفنا لأن مصادر إخواننا روت عدة افتراءات على النبي صلى الله عليه وآله على أنها حقائق، منها قصة الغرانيق، وقصة ورقة بن نوفل في بدء الوحي وغيرها من الروايات المخالفة للعقل والتهذيب والاحترام الذي ينبغي للنبي صلى الله عليه وآله..
ولم ترو ما في مصادرنا من بغض النبي لأصنام قريش منذ طفولته، ولا تكذيب رواية ورقة والتأكيد على الأفق المبين الذي نص عليه القرآن وبدأ الوحي عليه.. ولما رأى المستشرقون تلك الروايات فرحوا بها وحاولوا أن يشككوا بسببها في نبوة نبينا صلى الله عليه وآله!!
وذكر الباحث السوداني عبد الله النعيم، في هامش كتابه المذكور: المصادر التي روت حديث الغرانيق وهي: طبقات ابن سعد: 1 / 205 وتاريخ الطبري: 2 ص 226، وتاريخ ابن الأثير: 2 / 77 وسيرة ابن سيد الناس:
1 / 157.
وقال في ص 98: (ولم يرو ابن إسحاق وابن هشام هذه الواقعة إطلاقا.
ومهما يكن من أمر فالواقدي هو أصلها. إن ما يدعو للتساؤل هو: كيف أمكن تمرير هذه الواقعة مع علم أصحابها بعصمة الرسل؟!). انتهى.
ثم نقل المؤلف نقد القاضي عياض في كتابه الشفا لحديث الغرانيق سندا ومتنا، وكذلك نقد القرضاوي في كتابه: كيف نتعامل مع السنة النبوية.
ونقل عنه قوله في ص 93: (ومعنى هذا أن تفهم السنة في ضوء القرآن، ولهذا كان حديث الغرانيق مردودا بلا ريب لأنه مناف للقرآن). انتهى.
ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!!
دافع الرازي وغيره عن البخاري والصحاح فقالوا إنهم لم يرووا قصة الغرانيق!! ولكنهم لم يقرؤوا الصحاح جيدا، وإلا لوجدوا فيها قصة الغرانيق بأكثر من رواية! غاية الأمر أن أصحابها حذفوا منها أن النبي صلى الله عليه وآله زاد في السورة مدح أصنام المشركين، ولكنهم ذكروا دليلا عليه وهو سجود المسلمين والمشركين وحتى سجود أبي أحيحة أو أمية بن خلف أو غيرهما على كف من تراب أو حصى!! فإن سجود المشركين بعد سماع القرآن لم ينقله أي مصدر على الإطلاق في أي رواية على الإطلاق، إلا في رواية الغرانيق!
ومضافا إلى رواية البخاري الفظيعة التي ذكرها الرازي، فقد روى البخاري أيضا في ج 5 ص 7: عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله
- وروى البخاري أيضا في ج 6 ص 52: عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله رضي الله عنه قال: أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم، قال: فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أمية بن خلف.
- وقال الحاكم في المستدرك ج 1 ص 221: عن أبي إسحاق، عن الأسود عن عبد الله قال: أول سورة قرأها رسول الله صلى الله عليه وآله على الناس الحج، حتى إذا قرأها سجد فسجد الناس، إلا رجل أخذ التراب فسجد عليه فرأيته قتل كافرا. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين بالإسنادين جميعا، ولم يخرجاه، إنما اتفقا على حديث شعبة عن أبي إسحاق، عن الأسود عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ والنجم، فذكره بنحوه، وليس يعلل أحد الحديثين الأخيرين، فإني لا أعلم أحدا تابع شعبة على ذكره النجم، غير قيس بن الربيع. والذي يؤدي إليه الاجتهاد صحة الحديثين، والله أعلم.
ومعنى كلام الحاكم: أنه كان الأولى بالبخاري ومسلم أن يرويا رواية السجود في سورة الحج لأنها أصح، ولكنهما تركاها ورويا رواية سورة النجم!!
- وقال البيهقي في سننه ج 2 ص 314 عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها، يعني والنجم، وسجد فيها المسلمون
- ورواها في مجمع الزوائد ج 7 ص 115 أيضا وصححها، قال:
قوله تعالى (أفرأيتم اللات والعزى) عن ابن عباس فيما يحسب سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة، فقرأ: سورة والنجم حتى انتهى إلى (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) فجرى على لسانه:
تلك الغرانيق العلى الشفاعة منهم ترتجى. قال: فسمع بذلك مشركو أهل مكة فسروا بذلك، فاشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تبارك وتعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته). رواه البزار والطبراني وزاد إلى قوله (عذاب يوم عقيم)، يوم بدر. ورجالهما رجال الصحيح إلا أن الطبراني قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم حديث مرسل في سورة الحج أطول من هذا، ولكنه ضعيف الإسناد. انتهى.
ويقصد بالرواية الطويلة الضعيفة ما رواه في مجمع الزوائد ج 7 ص 70 وقد ورد فيها: حين أنزل الله السورة التي يذكر فيها (والنجم إذا هوى)، فقال المشركون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر، فلما أنزل الله السورة التي يذكر فيها والنجم وقرأ:
(أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى)، ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت، فقال: وإنهم من الغرانيق العلى، وإن شفاعتهم لترتجى،
فلما سمع عثمان بن مظعون وعبد الله بن مسعود ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس أسلموا وصاروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه، أقبلوا سراعا! فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه، فأمره فقرأ له، فلما بلغها تبرأ منها جبريل وقال: معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربي ولا أمرني بهما ربك!! فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه، وقال: أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركني في أمر الله!! فنسخ الله ما يلقى الشيطان وأنزل عليه (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم، ليجعل ما يلقى فتنة للذين في
فتبين من مجموع ذلك أن سند القصة في مصادر السنيين صحيح، ولا يصح القول: بأن الواقدي تفرد بها، أو أن الصحاح لم تروها!! ويا ليت القرضاوي والرازي وغيرهما من الذين ردوا حديث الغرانيق بدليل مخالفته للقرآن، يتمسكون بهذا الدليل لرد غيره من المكذوبات التي وضعها منافقوا قريش وروجته الخلافة القرشية ورواتها وما زالت من الأحاديث الصحيحة أو الموثقة عند إخواننا!!
وأخيرا.. فقد طار أعداء الإسلام بهذه القصة وشنعوا بها على الإسلام ورسوله، محتجين بأنها وردت في مصادر المسلمين! وكان آخر من استغلها المرتد سلمان رشدي! وقد أخذها من المستشرقين بروكلمان ومونتغمري وأمثالهما، وأخذها هؤلاء من الصحاح والمصادر الصحيحة!!! مع الأسف!!
كذبت ورب الحسن والحسين. ما أخرجها البخاري ومسلم.
أقسمت بعظيم، رب سبطين عزيزين.. ولكن الأمر لا يحتاج إلى قسم!!
تأمل في الموضوع، ثم راجع البخاري ومسلما، واقرأ فيهما الحديثين!!
تبا لك يا عاملي على هذا الافتراء... أما تخجل من هذا العنوان؟؟!!
كذبت وافتريت وأثمت رد الله كيدك في نحرك، والله لم يرو البخاري ولا مسلم حديث الغرانيق، لكن قل لي: هل حديث الغرانيق أبشع أم حديث الطينة عندكم؟؟!!
(فأجاب (العاملي)، العاشرة صباحا:
لا يحتاج الأمر إلى تب ولا سب.. أنا قلت هاتان الروايتان موجودتان في البخاري ومسلم، وهما نفس رواية الغرانيق في المصادر الأخرى!!
فأجبني بأن رواية البخاري لا تقصد قصة الغرانيق بدليل كذا وكذا.
وأن رواية مسلم لا تقصدها بدليل كذا وكذا.. فهل عندك جواب يقنع به الذين عندهم (عقول تميز بين الحق والباطل)؟!
ولا زال الدعي يكذب. إذا لم تستح فاكذب كما تشاء.
وفقك الله يا أخي العاملي لما يحب ويرضى..
الشيباني والبقية.. هل نستنتج من ردودكم أن الحق مع العاملي؟! لماذا لا تحللون كلامه وتبينون موضع الكذب و.. و..؟!؟ والسلام لمن هو أهله..
(مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هوى)
حقا يا عاملي، إنك مثال للباحث غير المتجرد للحق الذي لا ينشد الإنصاف، ولا يريده الذي أعيته الحيل وبلغ به العجز مبلغا فلم يستطع أن يثبت ما يدعيه بأدلة صحيحة صريحة، فعمد إلى التدليس والكذب والمخادعة وتحميل الألفاظ ما لا تحتمل. وقد أخبرتك في غير هذا الموضع أنك مثال لأهل الأهواء والبدع الذين لا يتورعون عن الكذب والمخادعة واستغفال القراء. ولكن حيلك وألاعيبك لا تنطلي على أحد، بل كل من قرأ ما تكتب تبين له بالدليل العملي حقيقة الرافضة وضعف حججهم، وتهاوي أدلتهم.
وما ذلك إلا لهشاشة مذهبهم وأنه ملفق من ضلالات شتى جمعت من زبالة أفكار ملل منحرفة، حتى تشكل منها مذهب الرفض.
وربما دفعك إلى الكذب على البخاري رحمه الله موقفه من الرافضة حينما سئل لماذا تروي عن الخوارج ولا تروي عن الرافضة، فقال: إن الخوارج يعدون الكذب كفرا، بينما الرافضة يرون الكذب دين، أو كما قال رحمه الله.
ما هذا الأسلوب؟!! لو فرضتني أسوأ الناس، وفرضت البخاري ومسلما أحسن الناس، تبقى روايتاهما اللتان ذكرتهما، لا تفسير لهما إلا بقصة الغرانيق..
فسر لنا نصهما من فضلك.. أو اسكت واستر على من رواهما!
أما زعمك عن لسان البخاري أن لا يروي عن الشيعة، فهو غير صحيح، وهو يسقط كثيرا من بخاريك عن الحجية، لأن نحو مئة من رجاله شيعة، نص البخاري أو غيره من أئمتكم في الجرح والتعديل على أنهم رافضة!!!
هذا من الأسباب في عدم كتابة الحديث عن الروافض، لأنهم كذابون وأنت أولهم يا رافضي. وهل دينكم إلا الكذب.
الأخ العاملي: الإخوان لا يقرأون إلا المختصر الشديد، وأنا فهمت الموضوع كما جاء في العنوان، والواضح أن البخاري لا يريد أن يذكر (الغرانيق) ولا يريد أن يرفض الرواية... فهو يقوم بتلطيفها فقط.. ودافع الرازي وغيره عن البخاري والصحاح فقالوا إنهم لم يرووا قصة الغرانيق!!
ولكنهم لم يقرؤوا الصحاح جيدا، وإلا لوجدوا فيها قصة الغرانيق بأكثر من رواية!
غاية الأمر أن أصحابها حذفوا منها أن النبي صلى الله عليه وآله زاد في السورة مدح أصنام المشركين، ولكنهم ذكروا دليلا عليه وهو سجود المسلمين والمشركين وحتى سجود أبي أحيحة أو أمية بن خلف أو غيرهما على كف من تراب أو حصى!! فإن سجود المشركين بعد سماع القرآن لم ينقله أي مصدر على الإطلاق في أي رواية على الإطلاق، إلا في رواية الغرانيق!
- وروى البخاري أيضا في ج 6 ص 52: عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه قال: أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم، قال: فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أمية بن خلف.
- وقال الحاكم في المستدرك ج 1 ص 221: عن أبي إسحاق، عن الأسود عن عبد الله قال: أول سورة قرأها رسول الله صلى الله عليه وآله على الناس الحج، حتى إذا قرأها سجد فسجد الناس إلا رجل أخذ التراب فسجد عليه فرأيته قتل كافرا. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين بالإسنادين جميعا ولم يخرجاه، إنما اتفقا على حديث شعبة عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ والنجم فذكره بنحوه، وليس يعلل أحد الحديثين الأخيرين فإني لا أعلم أحدا تابع شعبة على ذكره النجم غير قيس بن الربيع. والذي يؤدي إليه الاجتهاد صحة الحديثين، والله أعلم.
ومعنى كلام الحاكم: أنه كان الأولى بالبخاري ومسلم أن يرويا رواية السجود في سورة الحج لأنها أصح، ولكنهما تركاها ورويا رواية سورة النجم!!
انتهى. ويقصد بالرواية الطويلة الضعيفة ما رواه في مجمع الزوائد ج 7 ص 70.
وقد ورد فيها: حين أنزل الله السورة التي يذكر فيها (والنجم إذا هوى).
فقال المشركون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر، فلما أنزل الله السورة التي يذكر فيها والنجم وقرأ:
(أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال: وإنهم من الغرانيق العلى، وإن شفاعتهم لترتجى،
العاملي وليس مثله من عاملي.... لقد قلت الحق ولكن لم يسمع الحق، وكتبت الكلام الذي لا غبار عليه؟؟؟ ولكن ماذا أقول لمثل هؤلاء أنهم لو يريدون الحقيقة، لما كذبوك من حينها أنت تأتي لهم بالدليل ولكن هم يهربون على طول ويكذبوك من أول وهله! لو هم صحيح أصحاب معرفة وأصحاب منطق، لرضوا بالواقع!!. انتهى.
وغاب المتعصبون.. واكتفوا بالسب، ولم يناقش واحد منهم نقاشا علميا!!
قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم، وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم).
صدق الله العظيم.
الرد على عجالة ومعذرة من الزميل عمار:
من زبدة التفاسير: (من رسول ولا نبي) قيل الرسول: الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل إليه عيانا ومحاورته شفاها، والنبي: الذي يكون الوحي إليه إلهاما أو مناما، وقيل: الرسول من بعث بشرع وأمر بتبليغه، والنبي من أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله، ولم ينزل عليه كتاب.
(إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) قال جماعة المفسرين في سبب نزول هذه الآية: إن النبي محمد (كذا) صلى الله عليه وسلم لما شق عليه إعراض قومه عنه تمنى في نفسه ألا ينزل عليه شئ ينفرهم عنه لحرصه على إيمانهم، فكان ذات يوم جالسا في ناد من أنديتهم، وقد نزل عليه سورة: والنجم إذا هوى، فأخذ يقرؤها عليهم حتى بلغ قوله: أفرأيتم اللات والعزى. ومناة الثالثة الأخرى، فجرى على لسانه مما ألقاه الشيطان عليه: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتها لترتجى!!! فلما سمعت قريش ذلك فرحوا، فلما سجد في آخرها سجد معه جميع من في النادي من المسلمين والمشركين، فتفرقت قريش مسرورين بذلك، وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر!! فأتاه جبريل، فقال: ما صنعت؟ تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله؟!!!
فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاف خوفا شديدا، فأنزل الله هذه الآية، هكذا قالوا. ولم يصح شئ من هذا.
وقال البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل، وقال ابن خزيمة: إن هذه القصة من وضع الزنادقة، ومعنى تمنى: تلا وقرأ كتاب الله (ألقى الشيطان في أمنيته) أي في تلاوته وقراءته، أي إن الشيطان أوقع في مسامع
(فينسخ الله ما يلقى الشيطان) أي يبطله ويجعله ذاهبا غير ثابت.
(ثم يحكم الله آياته) أي: يثبتها. (والله عليم حكيم) أي: كثير العلم والحكمة في كل أقواله وأفعاله. انتهى النقل من كتاب زبدة التفاسير.
وإن لزم الأمر نقلنا تفاسير أخرى بإذن الله وفي انتظار تفسير الشيعة لهذه الآية.
وكتب (عمار)، الثانية عشرة ظهرا:
السلام عليكم أخي العزيز محمد. تقول: ومعنى تمنى: تلا وقرأ كتاب الله ألقى الشيطان في أمنيته، أي في تلاوته وقراءته، أي إن الشيطان أوقع في مسامع المشركين ذلك من دون أن يتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا جرى على لسانه. فما الذي ألقاه الشيطان في مسامع المشركين، زميلي العزيز؟ حبذا لو شاركنا بعض الأخوة السنة أيضا، لمعرفة رأيهم في هذا الخصوص؟!. انتهى. لكن لم يشارك منهم أحد، بل غاب الموجودون!!
الفصل الثالث
مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!!
مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!!
كتب (حسين الشطري) في شبكة أنا العربي، بتاريخ 10 - 6 - 1999، الخامسة صباحا، موضوعا بعنوان (الخليفة عمر بن الخطاب وعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم)، قال فيه:
أخرج البخاري ومسلم والترمذي وأحمد بن حنبل حديثا أسند إلى ابن عمر أنه قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه فقال: يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له. فأعطاه قميصه وقال له: إذا فرغت منه فآذنا.
فلما فرغ منه آذنه به فجاء صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال له: أليس قد نهاك الله أن تصلي عن المنافقين. فقال لك: إستغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر... التوبة - 80، فقال الرسول صلى الله عليه وآله: أخر عني يا عمر إني خيرت، قيل لي: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم بسبعين مرة فلن يغفر الله لهم. فلو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر الله له لزدت، ثم صلى عليه، ومشى خلفه وقام على قبره. فهل غاب عن أبي حفص قوله تعالى : (وما ينطق عن الهوى) كما غابت عنه أشياء أخرى من قبل ومن بعد؟!!
أم أن ظن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أثبت القرآن عصمته قد نسي والعياذ بالله فأراد عمر أن يذكره؟!
ولو أراد ذلك فهل يحصل بجذب ثوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وربما نجد، وهو حاصل، البعض يحاول أن يكتب بكفيه ليبرر لنا ما قام به أبو حفص في نهيه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولكنه نفسه حيث قال، معترفا بخطئه: أصبت في الإسلام هفوة ما أصبت مثلها قط! أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي على عبد الله بن أبي فأخذت بثوبه فقلت له: والله ما أمرك الله بهذا...
والغريب أن أبا حفص يقر على نفسه بأنه قد صدرت منه هفوات كثيرة ولكن هذه الهفوة لم يصب مثلها قط، فهو لو لم يصب هفوات عديدة لما صح له أن يقول: ما أصبت مثلها قط.
ثم إنه بعد ذلك يقسم بين يدي حضرة النبي بأن الله ما أمره بهذا، وهكذا يجتهد أبو حفص أمام السنة الفعلية!! وليت الأمر انتهى عند هذا الحد، فإن الخليفة أبا حفص يذهب أشواطا بعيدة حيث يعترض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكل خشونة (فأخذت بثوبه).
ونظن أن عمر كان يعلم أن القرآن قد نهى عن رفع الصوت في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنه ينهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن فعل، بل ويأخذ بثوبه والله تعالى يقول: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. الحشر آية 7
ماذا تقول في قول الحق تبارك وتعالى: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون. وما هو سبب نزولها؟
هذا الحديث ورد بألفاظ مختلفة. هذا (عندهم) أحد الأحاديث التي يثبت جواز التبرك بملابس النبي وما لامس جسمه الشريف. قميص النبي للبركة واحتفظ أحد الصحابة بنعال النبي، والسيدة عائشة ببردة له، وأهل البيت بسيفه وعمامته وغيرهم بغيره.
أما أنت يا أبا عبد الرحمن، فلماذا لا تسأل الله أن يرسل لك من يفعل بك فعل الخليفة عمر بالنبي كل يوم؟!
ماذا تقصد بذلك يا أبا عبد الرحمن؟؟؟
أتقصد بأن عمر كان محقا في نهيه للنب (ص)؟؟ وهل هو أعلم من النبي؟
عزائي الوحيد، أن الشاعر قال:
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم ويقول آخر: ومن يك ذا فم مر مريض.... يجد مرا به الماء الزلالا وفي المثل (كل يرى الناس بعين طبعه)...!؟
أسألك فأجب... أو اصمت... ولا تقولني ما لم أقل...!؟
إلى أبي عبد الرحمن، لم تجب على السؤال الذي وجه لك:
هل كان النبي صلى الله عليه وآله مخطئا وعمر على صواب؟
يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال!
إلى المائي، لماذا لا تجيب إجابة محددة وواضحة؟ هل أخطأ النبي صلى الله عليه وآله وعمر أصاب، فأنزل الله آية يسند فيها فعل وقول عمر؟!!
وهل تنبيه النبي صلى الله عليه وآله على الخطأ - والعياذ بالله - وهو في مقام التشريع يتم بهذه الطريقة؟ تمعن في الحديث قبل الإجابة.
حاذروا يا إخوة الولاية، فأنتم تتكلمون عن المجتهد الند لاجتهاد رسول الله صلى الله عليه وآله!! فلولا المجتهد لما نزلت آية الحجاب ولما سمعنا نداء الإذان!! المضحك أن عقل المائي أصبح خارج منطقة النداء، فعقله لا يعمل بل يرجح عمل ابن الخطاب على عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكن نقولها لك عسى أن يشتغل وينتبه عقلك!! وإن كان هذا مطلب صعب (كذا) فاسمع: الأمر لا يخلو من قلة أدب من ابن الخطاب ورد لعمل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وهل هي هفوة واحدة أم هفوات وأعمال، كالتي اعترف بها في صلح الحديبية، وبسبب أعماله خالف الصحابة أمر نبيهم صلى الله عليه وآله.
والله إنه ليشتد بي العجب.... ممن يلاحق غيره بأسئلة....
أولا: ومن اللباقة أن ترد على السؤال إن كان موجها لك.... أو أن تجيب إن أردت أن تدخل في حوار... أما أن تسأل دائما... وتطلب الإجابة... فهذا الذي لا ينقضي منه العجب... ألزم نفسك بما تريده من الآخرين ثم اطلب منهم ذلك هذا هو الإنصاف... ولكن...!
وأنا سأرد عليك بنفس طريقتك... فهلا أجبت على السؤال؟
جواب سؤالك يا أبا عبد الرحمن: أن الروايات التي ذكرت سبب النزول متعارضة فيما بينها، أو مدفوعة بالآيات الكريمة دفعا، لا مرية فيه.
أولا: لظهور قوله تعالى: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم). ظهورا بينا في أن المراد: بيان لغوية الاستغفار للمنافقين دون التخيير، وأن العدد جئ به لمبالغة الكثرة، لا لخصوصية في السبعين بحيث ترجى المغفرة مع الزائد من السبعين.
والنبي أجل من أن يجهل هذه الدلالة فيحمل الآية على التخيير، ثم يقول سأزيد على سبعين، ثم يذكره غيره بمعنى الآية فيصر على جهله حتى ينهاه الله عن الصلاة وغيرها، بآية أخرى أنزلها عليه!
ثانيا: أن سياق الآيات التي منها قوله: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا صريح في أن هذه الآية إنما نزلت والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفره إلى تبوك، ولما يرجع إلى المدينة وذاك في سنة ثمان، وقد وقع موت عبد الله بن أبي بالمدينة سنة تسع من الهجرة، وكل ذلك مسلم من طريق النقل.
وأعجب ما ورد في بعض الروايات نزول قوله تعالى: (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم...) والآية من سورة (المنافقون) وقد نزلت بعد غزوة بني المصطلق وكانت في سنة خمس، وقد كان عبد الله بن أبي حيا.
وقد اشتملت بعض هذه الروايات على أن سبب استغفار النبي والصلاة على عبد الله بن أبي، هو استمالة قلوب رجال منافقين من الخزرج إلى الإسلام. وهنا نسأل: كيف يستقيم ذلك وكيف يصح أن يخالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم النص الصريح من الآيات، استمالة لقلوب المنافقين ومداهنة.
وقد هدده الله تعالى على ذلك بأبلغ التهديد في مثل قوله: إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات. الآية 75 سورة الإسراء. فالوجه أن هذه الروايات موضوعة يجب طرحها بمخالفة الكتاب. والحمد لله رب العالمين.
فأما أنت يا عروة، فإن كان تطاولك وسبك لعمر الفاروق تظنه خيرا..
فأقول لك: والله لن يضيره شيئا... ولن يغير شيئا من الحقائق... وإنما على نفسها جنت براقش..!
الشطري: لقد قلت (ثانيا: إن سياق الآيات التي منها قوله: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، صريح في أن هذه الآية أنما نزلت والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفره إلى تبوك ولما يرجع إلى المدينة وذاك في سنة ثمان،
فهل أنت متأكد مما تقول ومن صحة هذا النقل!؟
بالنسبة للمداهنة... حاشاه صلى الله عليه وسلم أن يداهن. ولكن يا حبذا أن تبحث معنى المداهنة واستمالة القلوب... وتفيدنا بالفرق...!
الأخ أبو عبد الرحمن المحترم بعد التحية والسلام.
أقول: يلزمني حلمي بأن أسكت عن أدبك الرفيع! أما سؤالك عن صحة قولنا ونقلنا فهو كذلك، لأننا لا نمتلك جيوبا كما يمتلكها بعض رواتكم لكي نخرج منها ما تضحك منه الثكلى ويندى له الجبين.
أما بخصوص المداهنة، فليتك تفهم ما كنا قد قلناه سابقا ولا بأس بإعادته.
فقد كنا نتساءل ونحاكم بعض الروايات التي أكدت سبب استغفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة على ابن أبي هو استماله قلوب رجال المنافقين، حيث قلنا عن ذلك: كيف يستقيم ذاك وكيف يصح أن يخالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنص الصريح لأجل استماله قلوب المنافقين ومداهنتهم؟؟
ولأنك لم تستوضح ما قلناه سابقا، ونحن مضطرون الآن لاصطحاب عدم استيضاحك لما نقوله الآن، فنقول لأجل أن تستوضح: إننا أردنا أن نكذب هذه الرواية المخالفة للوجدان والعقل من خلال مساءلتنا ومحاكمتنا لها.
أما الفرق بين الاستمالة والمداهنة، فهو خارج عن بحثنا تخصصا لا تخصيصا. والآن نعتقد أنك قد عرفت: على من جنت براقش؟