الصفحة 312

ولماذا تحاول تغيير الموضوع؟ وهل أعيتك الحيل والجواب لكي تحاول مضطرا إلى تغيير الموضوع؟؟ وهل تريد أن تفهم أم تشاغب؟؟ ولو أنك جاوبت على أسئلتي في كل رد لاحق للأسئلة لكنا انتهينا يا عمر. وليس لك أن تدير النقاش على هواك وتحاول تغيير موضوعه الأصلي لكي تقول: (أما ما أراه مناسبا فيجب وصف حادثتين من كتبنا وكتبكم ليكون الاستشهاد أوضح من الطرفين).

أعطنا حادثة مشابهة للرسول صلى الله عليه وآله من كتبنا لكي تقول بعدها (ليكون الاستشهاد أوضح من الطرفين)! فالاستشهاد يجب أن يكون من جنس العمل، وحصل لرسول الله صلى الله عليه وآله، ومن كتبنا ولا يكون الاستشهاد بالغير، وهل توجد في كتبنا مثل هذه الروايات؟؟

وأما أن تحاول تغيير الموضوع فهذا مرفوض، فأنت الذي فتحت الموضوع فعليك أن تثبت بالنقاش فيه، لا أن تغيره؟؟ وإذا لديك أي سؤال خارج الموضوع فالرجاء إفتح صفحة مستقلة لذلك؟؟

نريد ردا لا نريد لف ودوران (كذا) نريد أجوبة! ممكن يا عمر؟!

ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. صدق الله العظيم.

السلام عليك يا بضعة المصطفى يا فاطمة الزهراء.

  • فكتب (العاملي)، الثالثة ظهرا:

    أحسنت أيها السيد الأصلي..

    المدافع عن جده سيد المرسلين، الراد عنه افتراءات المنافقين.


    الصفحة 313

  • وكتب (عمر)، السادسة مساء:

    النقاش معك يا فاطمي لا يأتي بنتيجة، والاستهزاء هو شعارك وشعار أصحابك. إرجع للموضوع من البداية، وسوف ترى كم مرة جاوبنا على الكثير من الأسئلة، وأنت تتهرب من الرد على سؤال واحد. الموضوع لا يفهم إلا بضرب المثل. لو قلنا تبرئة الرسول (ص) فأنا نقلت آراء العلماء من الحديث، وكتبكم مليئة بالطعن بآل البيت، وأنتم تدعون عصمتهم سؤال يتعلق بالعصمة. هل الأولياء لهم من الذنوب الكثيرة التي تدخلهم النار؟؟

    سيكون جوابك بالنفي. إذا لماذا يقر الباقر بكثرة ذنوبه؟؟؟؟ العلاقة في صلب الموضوع، ولو كانت لك الجرأة في تبرئة آل البيت والرسول (ص) لجاوبت على السؤال، فها هي كتبكم تعترف بأن الباقر كثير الذنوب. لن أكمل معك النقاش إلا بعد الإجابة على هذا السؤال الذي يتعلق بالموضوع:

    هل الباقر كثير الذنوب؟؟ ولماذا يعترف في كتبكم بذنوبه؟؟؟ وما حدود عصمته؟؟

  • وكتب (الفاطمي)، الثامنة مساء:

    عسى ما شر يا عمر!! وما الذي حصل يا عمر؟! هل تورطت يا عمر؟؟

    هل عرفت إنكم تطعنون بخير خلق الله صلى الله عليه وآله؟؟

    هل استصعبت عليك الأسئلة ولا تعرف كيف ترد ولذلك تقول: النقاش معك يا فاطمي لا يأتي بنتيجة؟؟

    وتعال يا عمر: ألم تقولوا في بخاريكم ومسلمكم إن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله كان يؤذي ويسب ويلعن ويجلد من ليس بأهل لذلك من المؤمنين والمسلمين، وتناسيتم قوله سبحانه وتعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات

    الصفحة 314
    بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما عظيما)!!! ثم تأتينا يا عمر وتقول:

    (والاستهزاء هو شعارك وشعار أصحابك)، كأننا يا عمر من روى أحاديث اللعن في كتبهم، ولستم أنتم يا عمر؟!! فهل نسيت يا عمر إنكم تنسبون رسول الله (صلى الله عليه وآله) والعياذ بالله إلى الظلم بتقولكم هذا؟؟ صح يا عمر...

    قلت: (لن أكمل معك النقاش إلا بعد الإجابة على هذا السؤال الذي يتعلق بالموضوع).

    أقول يا عمر: وهل هذه هي الطريقة المثلى لهروبك؟؟ أبعد أن تفتح موضوع وتهدد وترعد وبعدها تهرب؟؟ وأين تبرئتك لرسول الله صلى الله عليه وآله؟؟ أين وأين و.. و.. و.. أم إنك تورطت ولم تجد ردا لذلك.

    والظاهر إنك لم تجد إلا ردان (كذا)، الأول: أن تبرأ (كذا) الرسول صلى الله عليه وآله من هذه الأقوال التي افتريتموها عليه وتطعن في روايات الطعن وبالتالي تسقط نظرية صحة جميع الروايات في البخاري ومسلم، والتي هي من المسلمات لديكم. والثاني: هو أن تصحح تلكم الروايات وتطعن في خير خلق الله صلى الله عليه وآله، وتناقض القرآن بذلك!!

    والظاهر أن أحسن وسيلة لك للتخلص من الرد هي محاولة تغيير الموضوع من روايات الطعن في البخاري ومسلم إلى موضوع العصمة!! ونكرر إفتح صفحة مستقلة لأناقشك فيه. الله يعينك يا عمر ورطت نفسك، وقعدت!

    * *


    الصفحة 315

  • كتب (الفاطمي) في شبكة الموسوعة الشيعية بتاريخ 15 - 1 - 2000، العاشرة مساء، موضوعا بعنوان (إلى حسام الشامي: هل كان النبي صلى الله عليه وآله يفعل هذا؟؟)، قال فيه:

    الزميل الشامي، حياك الله، هل تعتقد بأن الرسول صلى الله عليه وآله كان يسب ويلعن ويجلد من لا يستحق من المسلمين، أو ليس هو أهلا لذلك من المسلمين؟؟

    وهل تعتقد بأنه صلى الله عليه وآله كان يؤذي المسلمين؟؟ خصوصا أنك قلت بأن الرسول صلى الله عليه وآله معصوم؟؟ وما هو حكم من يطعن في أخلاقيات الرسول صلى الله عليه وآله العظيمة؟؟

    وإلى الأخوة الكرام: هذه الصفحة للحوار الثنائي بيني وبين الزميل الشامي، والشكر والاعتذار لكم.

  • فكتب (حسام)، الحادية عشرة والنصف مساء:

    هل كان النبي يضرب ويجلد ويسب ويلعن أحدا من المسلمين؟!!

    سؤال سهل وبسيط جدا!

    يجلد: نعم.

    يسب: يعتمد على نوعية السب الذي تقصده.

    اللعن: اللعن اللي نسمعه من مثلكم: لأ.

    يضرب أحدا من المسلمين: نعم لمن استحق ذلك.

    ثانيا: هل كان النبي يؤذي المسلمين: لا، لم يكن النبي ليؤذي المسلمين.

    إنما إن كان قصدك أن أحدا أراد النبي أن يقيم عليه الحد ليطهره به، وأنت رأيت في ذلك إيذاءا، فأقول لك عندها: نعم.


    الصفحة 316
    ثالثا: لا أدري ماذا تقصد بأخلاقياته العظيمة، لأننا ما عهدنا عليكم إلا لف ودوران، فأقول: إن كان قصدك شتم النبي فشاتم النبي كافر، أما غير ذلك فحدد!! أرجو أن أكون قد أجبتك الآن، ولكن هل أنت الذي تستجوبني فقط، أم أنه يحق لي أن أسأل يا فاطمي؟!! أرجو الإجابة!

  • فكتب (الفاطمي) بتاريخ 16 - 1 - 2000، الثانية عشرة والنصف ظهرا:

    أقول يالشامي: الظاهر إنك لم تدقق بالسؤال وأعيد السؤال كما هو موجود:

    هل تعتقد بأن الرسول) صلى الله عليه وآله) كان يسب ويلعن ويجلد من لا يستحق من المسلمين أو ليس هو أهلا لذلك من المسلمين؟؟

    أنظر يا شامي (من لا يستحق من المسلمين أو ليس هو أهلا لذلك من المسلمين) ولم أقل يضرب لكي تقول (يضرب)، ولا نريد اللف والدوران بالجواب، فالله سبحانه وتعالى مدح الرسول صلى الله عليه وآله بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم) بينما صحاحكم تقول بأنه بأنه كان يسب ويلعن ويجلد من لم يكن أهلا لذلك، وإليك الأحاديث الدالة على ذلك والعياذ بالله من صحاحكم:

    في صحيح مسلم كتاب البر والصلة، ج 16 ص 336، ط - دار المعرفة:

    باب: من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك، كان له زكاة وأجرا ورحمة. وألفاظ الحديث كالآتي في صحيح مسلم:


    الصفحة 317
    1) ح 6557، دخل على رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلم رجلان فكلماه بشئ لا أدري ما هو، فأغضباه فلعنهما وسبهما.

    2) ح 6558، فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما.

    فكيف تفسر قولك يا شامي: اللعن: اللعن اللي نسمعه من مثلكم: لأ.

    وما المقصود بلعنهما؟؟

    3) ح 6559: اللهم إنما أنا بشر، فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة.

    فهذه الأحاديث تطعن في عصمته صلى الله عليه وآله الذي تعتقد بها وتناقض قول الله جل وعلا (وإنك لعلى خلق عظيم)، فهل كان الرسول يسب ويلعن ويجلد من ليس هو أهلا لذلك؟؟ وهل كان يسب ويلعن إذا غضب؟؟ وكيف تفسر هذه الأحاديث التي تطعن في أخلاقيات الرسول صلى الله عليه وآله التي مدحها الله سبحانه تعالى؟؟

    قلت يا شامي: (لا، لم يكن النبي ليؤذي المسلمين).

    أقول: وبماذا تفسر ما قاله البخاري في صحيحه؟؟. في البخاري، باب:

    قول النبي صلى الله عليه وسلم من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة. كتاب الدعوات: 8 / 435؟. فأنت قلت: لا، لم يكن النبي ليؤذي المسلمين، والبخاري يقول: قول النبي صلى الله عليه وسلم من آذيته! فمن نصدق أنصدق البخاري أم أنت؟؟. قلت يا شامي: لا أدري ماذا تقصد بأخلاقياته العظيمة، لأننا ما عهدنا عليكم إلا لف ودوران.

    أقول: هل عرفت من الذي يلف ويدور في أجوبته؟. أنا أقول من لا يستحق من المسلمين وأنت تقول: نعم لمن أستحق ذلك!


    الصفحة 318
    فالرجاء مراجعة الأسئلة وردي عليك، والإجابة عليهما بدون لف ودوران.

    قلت: أرجو أن أكون قد أجبتك الآن، ولكن هل أنت الذي تستجوبني فقط أم أنه يحق لي أن أسأل يا فاطمي؟!! أرجو الإجابة!

    أقول: لم تجاوب على سؤالي الذي يقول: هل تعتقد بأن الرسول صلى الله عليه وآله كان (يسب ويلعن ويجلد من لا يستحق من المسلمين أو ليس هو أهلا لذلك من المسلمين)؟؟. وأكرر لاحظ (من لا يستحق من المسلمين) ما بين القوسين، ولا تستعجل بالرد. وعندما ننتهي من هذا السؤال والردود المتعلقة به، سوف يكون لك الدور بالسؤال،، وحاضرين يالشامي.

  • وكتب (حسام الدين الشامي) بتاريخ 16 - 1 - 2000، السادسة صباحا:

    يعني أنت من يحدد بداية النقاش ونهايته؟ جميل... ما في مانع. وعلى العموم أنا أجبتك دون لف ودوران، ولكن سبحان الله من فهمك الكبير أنت.

  • فكتب (عمار)، السادسة وأربع دقائق صباحا:

    بارك الله فيك يا فاطمي فأنت والله لها. فأتنا مزيدا يا ابن الزهراء.

    سلام الله على جدتك الطاهرة، ولعنته على من آذاها وغصبها حقها.

  • وكتب (حسام الدين الشامي)، الثانية عشرة ظهرا:

    بداية أود أن أقول لك يا فاطمي: كم أنكم محظوظون أنتم معاشر الشيعة بوجود مكتبات أهل السنة في كل مكان، وكتبهم تباع دون أن يمنع أحد من

    الصفحة 319
    أهل السنة أي كتاب، لا بل وتجمع كتبهم المعتمدة في أشرطة الليزر وتباع للجميع مهما كانت ملتهم أو ديانتهم. لأننا والله الذي لا إله غيره عندما ندخل إلى المكاتب الشيعية في أمريكا وغيرها ونريد أن نشتري كتابا، أول ما يرحبوننا به لعن الشيخين، ثم يقولون هذا الكتاب غير موجود! أو في بعض الأحيان يقولون هذا الكتاب لم نسمع به من قبل! أو يقولون هذا الكتاب ليس للشيعة... الخ.

    وقد دخلت منذ شهرين إلى مكتبة في ولاية أمريكية، لا أريد ذكر اسمها لسبب سأقوله لك في نهاية الحادثة، دخلت إلى هذه المكتبة وبها إيراني شيعي يقرأ من كتاب تنقيح المقال للإمام المامقاني، وما إن رأيته حتى طرت فرحا، فقد كنت أبحث عن هذا الكتاب في كل مكان ولم أحصل عليه، فقلت له:

    كم سعر هذا الكتاب؟ فقال: هذا ليس للبيع! فقلت له: طيب لو تكرمت أعطني إياه أصوره عندكم هنا في المكتبة على حسابي، فقال: لا هذا الكتاب قديم وقد يتأثر بالحرارة! فقلت له طيب أريد أن أصور صفحة أو صفحتين، قال: تعال بعدين!! وبالطبع أعرف بأنني لن أستطيع أن أحصل عليه حتى لو أتيت بعدين! ولكننا طلبنا من أخ إيراني أن يأتينا به لربما يستطيع هو شراءه!

    وهكذا دواليك يا فاطمي، إذا طلبنا كتاب: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للطبرسي، يضحكون ويقولون ليس له وجود! وإذا طلبنا تنقيح المقال: امتنعوا. وإذا طلبنا فرق الشيعة للنوبختي يقولون لا تجده إلا في قم!

    فاحمد الله يا فاطمي أنت وإخوانك أن السنة لا يخفون كتابا مهما كان ذلك الكتاب، ولا تجدوا (كذا) أحدا يطردكم إذا ذهبتم إلى مكتباتهم،

    الصفحة 320
    ويريدون أن يتهربوا من بيعكم للكتب، فليس عند أهل السنة ما يخجلوا (كذا) منه، وهذه نعمة أفتخر بها أنا كسني، وأشهد الله أنني أؤمن بما جاء في صحيح البخاري ومسلم وأدين الله به، وأسأل الله عز وجل أن يحشرني مع البخاري يوم القيامة أينما ذهب، وأتحداك يا فاطمي أن تدعو بهذا مع شيخك الطبرسي صاحب كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب، هل تدعو أن يحشرك الله معه أينما ذهب يوم القيامة؟! لا أظنك!

    المهم من هذا كله أنني ليس عندي إلا القلة من المراجع لكتب الشيعة، وإن شاء الله يغفل الشيعة يوما ما وينشرون هذه الكتب على الإنترنت حتى نستطيع مناقشتكم بالكامل من كتبكم... اللهم آمين.

    والآن لنأتي لرواياتك من الإمام مسلم رحمه الله تبارك وتعالى رحمة واسعة، وقد ظننت أنك ستناقشني في موضوع دسم، إلا أنني وبعد أن قرأت الموضوع بتمعن مثل ما نصحتني، اكتشفت أن الموضوع كله يدور حول عقدة العصمة!

    يعني الموضوع كله ما يستاهل. ولكن بما أنني وعدتك فسأكمل معك.

    أنت نقلت الروايات من صحيح مسلم ونصها كالتالي: (ونقل بعض ما تقدم) وهذه الرواية المذكورة آخرا تبين المراد بباقي الروايات المطلقة، وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك، إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه، وكان مسلما. وإن أردت الجواب على كيف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك، فالجواب ما أجاب به العلماء والذي ذكره الإمام النووي الدمشقي رحمه الله تعالى في تعليقه على صحيح مسلم، ومختصره وجهان:


    الصفحة 321
    أحدهما: أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى، وفي باطن الأمر، ولكنه في الظاهر مستوجب له، فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية، ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك، وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر.

    والثاني: أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية، كقوله: تربت يمينك، عقرى حلقى، وفي هذا الحديث (لا كبرت سنك) وفي حديث معاوية (لا أشبع الله بطنك) ونحو ذلك، لا يقصدون بشئ من ذلك حقيقة الدعاء. فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شئ من ذلك إجابة، فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة، وقربة وطهورا وأجرا، وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان، ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه، وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا:

    ادع على دوس، فقال: اللهم اهد دوسا. وقال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. والله أعلم. ا. ه كلام الإمام النووي رحمه الله تعالى.

    وأقول لك يا فاطمي: لقد فطنت والحمد لله للموضوع من أوله، فهو يدور كما قلت حول نقطة أو نقطتين لا ثالث لهما، وهي أنه لا يمكن أن يكون قد دعا على معاوية رضي الله عنه ومعاوية ليس أهلا لذلك (مع أنكم تجعلون معاوية بهذا الدعاء: لا أشبع اللبطنه كافر!!!) (كذا). والثاني أن ذلك ينافي موضوع العصمة وهو الأهم في نظرك. وأما موضوع معاوية، فهذا قد عشعش في معتقداتكم، ولا أستطيع أن أغير منه أنا شيئا، إن كان الله قد أراد غير ذلك.


    الصفحة 322
    وأما موضوع العصمة يا شاطر، فهذا مفروغ منه من زمان، فلا أنتم ولا نحن نقول بعصمة الأنبياء من كل شئ... أليس كذلك؟!

    وكذلك فإن النبي صلى الله عيه وآله وسلم قد جلد رجلا شرب الخمر مرتين أو ثلاث (كذا)، وشتمه صحابي فقال النبي: ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله. فهذا الرجل أراد له النبي أن يكون الحد أولا طهورا له من الذنب، وكذلك دعاءه بأن تكون له رحمة، وذلك لعلمه صلوات الله وسلامه عليه بأن ذلك الرجل مؤمن. فليس كل من شرب الخمر أصبح كافرا (اللهم إلا قول الخوارج!!).

    هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأنت يا فاطمي تحاول أن تجعل من ذلك فعلا يفعله النبي صلوات الله وسلامه عليه دائما!! فالمعصوم يقول فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته. وأنت تقول: بينما صحاحكم تقول بأنه كان يسب ويلعن ويجلد من لم يكن أهلا لذلك!!! ويبدو أنك تحتاج لدروس في اللغة العربية لأن النبي أصدق منك وقد قال: آذيته، سببته، جلدته، ولم يذكر في صحاحنا أنه كان يسب (لا حظ الياء على ماذا تدل يا فاطمي!) ولا أنه من هوايته الجلد، وكذلك أن (يلعن)! نعم قد يكون قد جلد أو لعن أو سب، ولكن أن تقول أنت أن الإمام مسلم - رحمه الله - ذكر أنه كان يسب ويلعن ويجلد، حرام عليك تفتري على الإمام.

    هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كذلك، أحب أن أتراجع في هذا المقام عن ما قلته سابقا وأتوب إلى الله منه، ألا وهو أن النبي قد ضرب أحدا.

    فأستغفر الله العظيم من هذا، لأن أمي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا قط

    الصفحة 323
    بيده، وما نيل منه شئ قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك من محارم الله فينتقم الله. رواه مسلم.

    وبما أنني لست معصوما، فأنا أخطئ وأصيب، وأتوب إلى الله عن قولي بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قد ضرب أحدا.

    وخلاصة الكلام أن النبي قد يقيم الحد على إنسان مؤمن، وقد أقام الحد عليه الصلاة والسلام على المخزومية وقطع يدها، لأنها سرقت ليكون الحد بذلك طهرة لها من السرقة، وهذه المخزومية كانت بعد ذلك من خيرة النساء، وكانت تأتي عائشة تسألها أن يجيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسألتها، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجيبها لذلك. فهذه المخزومية استحقت الحد، ولكنها مؤمنة دعا لها النبي أن يكون ذلك طهرة لها، وقد يكون أن النبي صلى الله عليه وآله كما قال الإمام النووي - رحمه الله -، قد سب أو شتم أحدا وهو ليس أهلا لذلك، لأن النبي بشر، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم، وقد عاتبه الله تعالى في القرآن الكريم في غير ما مناسبة في كتبكم وفي كتبنا. ولذا تذكر يا فاطمي أمرا لا أنتم معاشر الشيعة ولا نحن معاشر السنة نقول بالعصمة المطلقة للأنبياء.... مفهوم؟!

    والله اعتقدت عندك سالفة يا الفاطمي! بس ما عليه، قويها المرة القادمة!

    وإلى لقاء قريب عن حديث المعصوم: فاطمة بضعة مني. خليكم معنا.

  • فكتب (الفاطمي) بتاريخ 17 - 1 - 2000، الواحدة ظهرا:

    إلى الشامي. قلت: يعني أنت من يحدد بداية النقاش ونهايته.

    أقول: أولا استأذنتك ووافقت أنت، فلماذا هذا الطعن الغير مباشر؟ وما تقصد بقولك هذا؟؟


    الصفحة 324
    قلت: وعلى العموم أنا أجبتك دون لف ودوران، ولكن سبحان الله من فهمك الكبير أنت.

    أقول: هل تجاوب ثم تتراجع عنه؟ وهل فهمت من الذي ينطبق عليه قولك (سبحان الله من فهمك الكبير) يا شامي؟؟. وهذا قولك: ومن ناحية أخرى كذلك، أحب أن أتراجع في هذا المقام عن ما قلته سابقا وأتوب إلى الله منه، ألا وهو أن النبي قد ضرب أحدا.

    قلت: وهذه الأحاديث مبينة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته، والاعتناء بمصالحهم، والاحتياط لهم، والرغبة في كل ما ينفعهم.

    أقول: وهل من الشفقة على أمته والاعتناء بمصالحهم أن يسب ويلعن ويجلد ويؤذي من لا يستحق منهم كما تتقولون عليه صلى الله عليه وآله؟؟!

    هل الأحاديث (أدناه) توافق الأحاديث التي أوردناها؟؟. ففي البخاري عن أنس قال: لم يكن النبي سبابا ولا فحاشا ولا لعانا، وعن أبو (كذا) هريرة:

    قيل لرسول الله ادع على المشركين قال: إني لم أبعث لعانا إنما بعثت رحمة.

    وقال لأم المؤمنين عائشة: وإياك والعنف والفحش، فهل كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول بشئ ويفعل نقيضه؟؟!. وكيف يأمر أم المؤمنين بقوله: وإياك والعنف والفحش ثم يفعله؟؟. ألا تدل هذه الأحاديث على عنف النبي - والعياذ بالله -؟؟ وهل كان النبي والعياذ بالله سبابا ولعانا ؟ مع أنه كما قال أنس عنه (لم يكن سبابا ولا فحاشا ولا لعانا)!!

    قلت يا شامي: فالجواب ما أجاب به العلماء، والذي ذكره الإمام النووي الدمشقي رحمه الله تعالى في تعليقه على صحيح مسلم، ومختصره وجهان:


    الصفحة 325
    أحدهما: أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى، وفي باطن الأمر، ولكنه في الظاهر مستوجب له، فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية، ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك.

    أقول: وكيف حكمتم بأنه ليس بأهل لذلك عند الله وخفيت على الرسول! وكيف عرفتم بما في السرائر والرسول لم يعرف؟!. وكيف يكون ليس بأهل لذلك عند الله وفي باطن الأمر، ولكنه في الظاهر مستوجب له؟.

    وهل تستطيع أن تورد مثال على ذلك؟ وما هو تفسيرك ل (إمارة شرعية) وماهيتها؟؟

    قلت: والثاني: أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية، كقوله تربت يمينك، عقرى حلقى وفي هذا الحديث (لا كبرت سنك) وفي حديث معاوية (لا أشبع الله بطنك). ونحو ذلك لا يقصدون بشئ من ذلك حقيقة الدعاء.

    أقول يا شامي: ما تقصد بقولك (أن ما وقع من سبه ودعاؤه ونحوه ليس بمقصود)؟؟ وماذا تفعل بهذه الآيات المباركة (ما ضل صاحبكم وما غوى.

    إن هو إلا وحي يوحى. علمه شديد القوى)، وراجع الحديث الأول:

    (فلعنهما وسبهما) والحديث الثاني: (فسبهما ولعنهما وأخرجهما) لتعلم أنه وحسب مضمون الحديث أنه (والعياذ بالله) سبهما وأخرجهما، فكيف تقول ليس بمقصود؟؟ وما هو تفسيرك ل (فسبهما ولعنهما وأخرجهما)؟

    وأحيلك إلى ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، كتاب الدعوات - باب 35 - ح 6362 - ج 11 - ص 206 - ط - دار الرياض، قال ابن حجر:


    الصفحة 326
    وأشار عياض إلى ترجيح هذا الاحتمال الأخير، فقال: يحتمل أن يكون ما ذكره من سب ودعاء غير مقصود ولا منوي، لكن جرى على عادة العرب في دعم كلامها وصلة خطابها عند الحرج والتأكيد للعتب لا على نية وقوع ذلك، كقولهم: عقري حلقي، وتربت يميتك، فأشفق من موافقة أمثاله القدر، فعاهد ربه ورغب إليه أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة. إنتهى.

    قال ابن حجر العسقلاني: وهذا الاحتمال حسن، إلا إنه يرد عليه قوله (جلدته). فإن هذا الجواب لا يتمشى فيه، إذ لا يقع الجلد عن غير قصد!!

    فهذا قول عالمك وإمامك وشيخ الإسلام وخاتمة حفاظ أهل السنة وشارح صحيح البخاري المعتمد لديكم ولدى ابن باز. وراجع يا شامي فتح الباري لترى قول علمائكم والاحتمالات، وتفضل بالرد.

    ويا شامي: هل توافق هذه الروايات تلك الآيات التي أوردها بالأسفل منها؟؟ وهل تناقضها، أم لألأ؟؟

    ح 6557، دخل على رسول الله) صلى الله عليه (وآله) وسلم رجلان فكلماه بشئ لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما.

    في البخاري، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة، كتاب الدعوات، ج 8 - ص 435

    ح 1230: اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة، كتاب الدعوات - ج 8 - ص 435 - ط - دار القلم.

    وهل توافق تلك الروايات قول الله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما عظيما)؟!. فكيف يقول البخاري عن الرسول (من آذيته)؟؟. وهل آذى الرسول (صلى الله عليه

    الصفحة 327
    وآله) من المسلمين من ليس بأهل لذلك لكي يقول: من آذيته؟؟. وهل يوافق ما قاله البخاري (من آذيته) وتلك الروايات من مسلم قول الله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم)؟. وهل هناك إنسان خلوق يسب ويلعن ويجلد من لا يستحق؟؟. فما بالك يا شامي بمن وصفه جل وعلا بأنه: على خلق عظيم؟؟!

    فما بالك يا شامي بمن هو خير خلق الله، وتقول أنت عنه بأنه: معصوم؟!

    وهل توافق تلك الروايات قول الله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم) فالله سبحانه وتعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وآله بالعفو والاستغفار لهم، فكيف يسبهم ويلعنهم ويؤذيهم! والعياذ بالله؟؟!. وهل يا ترى بأن النبي صلى الله عليه وآله لم يمتثل لأوامر الله سبحانه؟؟!. وهل هناك طعن بالنبي صلى الله عليه وآله أشد من هذا القول؟؟! وهل توافق تلك الروايات قول الله تعالى:

    (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون)؟.

    وهل توافق تلك الروايات قول الله تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)؟ فكيف تروون وتصححون هذه الرواية: ح 6557، دخل على رسول الله رجلان فكلماه بشئ لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما!!

    هل كان الرسول يلعن ويسب على الغضب والعياذ بالله؟!!

    وماذا تفعل يا شامي بقول أم المؤمنين عائشة (عندما سئلت عن خلق النبي قالت: خلقه القرآن؟!. وهل تعتقد وتقول بأن النبي صلى الله عليه وآله لم يتعبد بالقرآن ولم يهتدي (كذا) بهداه؟؟؟ وهل تريد القول بأن النبي صلى

    الصفحة 328
    الله عليه وآله لم يتقيد بهذه الآية (خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين. وبقية الآيات التي أوردتها أعلاه؟؟. وهل وهل وهل؟.

    هذا ردي على ردك بخصوص الموضوع الأصلي، وأما بقية ما قلت سوف أرد عليه بعد هذا الرد لكي لا يتشعب الموضوع الأصلي. ونريد الإجابة على جميع الأسئلة المتعلقة بردي على ردك، السلام عليك يا بضعة المصطفى يا فاطمة الزهراء.

  • وكتب (الشامي) بتاريخ 17 - 1 - 2000، الثانية والنصف ظهرا:

    لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم! وإنا لله وإنا إليه راجعون! ما أحلى من قال: وكم من عائب قولا صحيحا.. وآفته من الفهم السقيم!

    يا فاطمي، كل ما سودت به ردك هنا بلا طعمة!! أتدري لماذا؟!. لأنه تماما نفس الموضوع الأول!! وأنا قلت لك ولكن يبدو أنك لم تقرأ جيدا!

    أقول:

    الإمام مسلم رحمه الله تبارك وتعالى جمعني الله وإياه يوم القيامة أينما ذهب، لم يقل أن الرسول كان يسب! أو يلعن! أو يشتم! بل قال إن النبي قد يكون سب أو ستم أو لعن، مفهوم؟! يا الله ليش ما تدرسون لغة عربية؟!!

    هل يلعن أي مثل تماما ما نراه هنا في الحوار دائما والحمد لله، هل يلعن مثل أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لعنته؟!! سبحان الله على فهمك. هذا من ناحية.

    ومن ناحية أخرى، أفرض أن النبي لعن أحدا ولم يكن هو أهلا لذلك فماذا؟! المعصوم ليس معصوما في كل ما يعتري النفس البشرية، وهذا لا

    الصفحة 329
    أقوله أنا ولا أهل السنة، بل أنتم أيضا.. مفهوم؟! ولا أعيد الكلام: لا نحن ولا أنتم يا فاطمي نقول بالعصمة المطلقة للأنبياء والرسل. فإذا عرفت ذلك، عرفت أن الله قد عاتبه في سروة التحريم، وقد عاتبه في مواضع أخرى. بل إن الله قال له في سورة التحريم: (لم تحرم ما أحل الله لك) يا رب، أتكون فهمت الآن!

    وبعدين يا فاطمي، أنا لست ممن يسمع الكلام مثل الذي يقوله المهاجر في التلفزيون السوري: إحنا والسنة مثل بعظ!! وينطلي علي هذا الكلام!

    ! ولست ممن يقال له: هل هذا يتماشى مع كونه على خلق عظيم؟!!

    هذا التلبيس لا يمشي علي! إلعب غيرها. الفعل: يلعن: فعل مضارع يفيد الاستمرارية، وفي بعض الأحيان يفيد الديمومة على اللعن إن صرحت الجملة بذلك. لعن: فعل ماضي مبني على الفتح لا يفيد أبدا الديمومة، بل يفيد فعل اللعن لمرة واحدة أو أكثر.

    لعنت (أنا): أي فعلت فعل اللعن مرة في كذا وكذا، ولا يفهم من هذا أبدا أنه يفيد: أنني أداوم على لعن كذا. اللهم إلا أن تأتي جملة أخرى تصرح بفعل مشابه للديمومة كفعل المضارع أعلاه. إذن المعصوم بأبي هو وأمي صاحب الرسالة الحقة الذي لم يتوه عنه (كذا وهو تعريض بأن الشيعة يقولون: تاه جبريل!!) جبريل عليه السلام ويعطيه هذه الرسالة بالخطأ، حاشا جبريل عليه السلام، يقول كما ورد في صحيح مسلم يرحمه الله:

    اللهم من كنت قد لعنته أو سببته أو... الخ.

    يفيد هذا فعل اللعن أو السب لمرة واحدة فقط! ولا يفيد أنه عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام كان يداوم على اللعن.... ولكن ليت شعري!


    الصفحة 330

  • وكتب (عمار) بتاريخ 18 - 1 - 2000، الثانية والنصف صباحا:

    لو سمحتم لي مداخلة بسيطة، وهي أن لا ننسى قوله تعالى: لا ينال عهدي الظالمين، وجلد المسلم وسبه وهو ليس أهلا لذلك، فيه ظلم لا ينكره إلا مكابر! ثم إنك يا أخي الشامي أقررت على أن الرسول يشتم ويسب ويلعن ومن ثم بعد أن طرح الموضوع بتفصيل أكثر ما أراك إلا ناكرا لما تفضلتم به في أول ردودكم! (إرسيلك على بر) أخي العزيز، وكفاك تلاعبا بالألفاظ فإنك تعلم الحق لكنك تكابر.

    أما قولك أنه جرت عادة العرب و.. الخ من الكلام والحج التي هي أوهن من بيت العنكبوت يردها ما قاله الرسول (جلدته)، أم تراك جازما أنه جرت عادة العرب على الجلد أيضا؟.

  • وكتب (الفاطمي) بتاريخ 19 - 1 - 2000، الثانية عشرة والنصف صباحا:

    لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم!! وإنا لله وإنا إليه راجعون! قلت يا شامي: الإمام مسلم رحمه الله تبارك وتعالى جمعني الله وإياه يوم القيامة أينما ذهب، لم يقل أن الرسول كان يسب! أو يلعن! أو يشتم! بل قال إن النبي قد يكون سب أو ستم أو لعن، مفهوم.

    أقول: هل بدأت بالكذب؟؟. وهل أعيتك الإجابة والحيل حتى بدأت تكذب لتخرج من ورطتك؟؟ أين قول الإمام مسلم إن النبي قد يكون سب أو شتم أو لعن، وفي أي صفحة وجزء من صحيح مسلم رأيت هذا القول؟؟؟

    والمشكلة أنك تقول مفهوم!! وهل تريد أن تفهمنا بكذبك؟؟


    الصفحة 331
    ولماذا كررت كذبتك هذه وقلت يا شامي: إذن المعصوم بأبي هو وأمي صاحب الرسالة الحقة الذي لم يتوه (كذا) عنه جبريل عليه السلام ويعطيه هذه الرسالة بالخطأ حاشا جبريل عليه السلام، يقول كما ورد في صحيح مسلم يرحمه الله: اللهم من كنت قد لعنته أو سببته أو... الخ.) وأقول لك يا شامي: هل تدلنا في أي صفحة وفي أي جزء من صحيح مسلم أجد قولك هذا: (اللهم من كنت قد لعنته أو سببته أو... الخ.

    وقولك السابق: (بل قال إن النبي قد يكون سب أو شتم أو لعن).

    نريد رقم الصفحة وفي أي جزء،، مفهوم،، على الأقل لتثبت صدق قولك!!

    قلت: هل يلعن مثل أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لعنته؟!!

    سبحان الله على فهمك!

    أقول: قالت أم المؤمنين عائشة: فأغضباه فلعنهما وسبهما. حديث رقم 6557، ص 366، ج 16، كتاب البر والصلة، صحيح مسلم، ط / دار المعرفة. وقالت أيضا: فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما. حديث رقم 6558، نفس المصدر أعلاه! فهل أنت أفهم من أم المؤمنين عائشة؟!

    يمكن؟! ليش لألألأ؟؟!! ما دمت بدأت تكذب فسوف تقول إنك الأفهم، وهل تفهمنا ما هو قصد أم المؤمنين عائشة من قولها: فلعنهما؟؟.

    قلت: أفرض أن النبي لعن أحدا ولم يكن هو أهلا لذلك، فماذا؟!

    أقول: وهل يعتبر اللعن بدون وجه حق من الظلم، أم لا؟؟. وهل تجوز على نفسك أن تلعن من لم يكن أهلا لذلك؟؟. فكيف يظلم النبي صلى الله عليه وآله؟ وقد روى عن الله جل وعلا إنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم

    الصفحة 332
    على نفسي وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا. صحيح مسلم، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، ج 16، ص 348.

    قلت: يا الله ليش ما تدرسون لغة عربية؟!!

    أقول يا شامي: راجع قولك هذا لتعرف من يحتاج لدراسة اللغة العربية (إحنا والسنة مثل بعظ!!) وهل (بعض) تكتب هكذا (بعظ)؟!

    وأقول يا شامي: لماذا تجاوزت هذه الأسئلة ولم ترد عليها؟؟. وهل هي صعبة إلى هذا الحد لكي تلتف عليها وتهرب؟؟.

    وأعيد لك الأسئلة والمتعلقة بردي الأخير عليك والتي تجاوزتها وهربت.

    قلت يا شامي: فالجواب ما أجاب به العلماء والذي ذكره الإمام النووي الدمشقي رحمه الله تعالى في تعلقه على صحيح مسلم، ومختصره وجهان:

    أحدهما: أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى، وفي باطن الأمر، ولكنه في الظاهر مستوجب له، فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية، ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك.

    أقول: وكيف حكمتم بأنه ليس بأهل لذلك عند الله وخفيت على الرسول صلى الله عليه وآله؟؟. وكيف عرفتم بما في السرائر، والرسول صلى الله عليه وآله) لم يعرف؟؟. وكيف يكون ليس بأهل لذلك عند الله وفي باطن الأمر ولكنه في الظاهر مستوجب له؟؟ وهل تستطيع أن تورد مثال على ذلك؟؟.

    وما هو تفسيرك ل (إمارة شرعية) وماهيتها؟؟

    قلت: والثاني: أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية، كقوله تربت يمينك، عقرى

    الصفحة 333
    حلقى وفي هذا الحديث (لا كبرت سنك) وفي حديث معاوية (لا أشبع الله بطنك) ونحو ذلك لا يقصدون بشئ من ذلك حقيقة الدعاء.

    أقول يا شامي: ما تقصد بقولك (أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود)؟؟ وماذا تفعل بهذه الآيات المباركة (ما ضل صاحبكم وما غوى.

    إن هو إلا وحي يوحى. علمه شديد القوى) وراجع الحديث الأول:

    فلعنهما وسبهما، والحديث الثاني: فسبهما ولعنهما وأخرجهما. لتعلم إنه وحسب مضمون الحديث إنه (والعياذ بالله) سبهما وأخرجهما، فكيف تقول ليس بمقصود؟؟؟ وما هو تفسيرك ل (فسبهما ولعنهما وأخرجهما).

    وأحيلك إلى ابن حجر العسقلاني في فتح الباري،، كتاب الدعوات - باب 35 - ح 6362 - ج 11 - ص 206 - ط / دار الرياض.

    قال ابن حجر: وأشار عياض إلى ترجيح هذا الاحتمال الأخير فقال:

    يحتمل أن يكون ما ذكره من سب ودعاء غير مقصود ولا منوي، لكن جرى على عادة العرب في دعم كلامها وصلة خطابها عند الحرج والتأكيد للعتب لا على نية وقوع ذلك، كقولهم عقري حلقي، وتربت يميتك، فأشفق من موافقة أمثاله القدر، فعاهد ربه ورغب إليه أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة إنتهى.

    قال ابن حجر العسقلاني: وهذا الاحتمال حسن إلا إنه يرد عليه قوله:

    جلدته فإن هذا الجواب لا يتمشى فيه، إذ لا يقع الجلد عن غير قصد!!

    فهذا قول عالمك وإمامك وشيخ الإسلام وخاتمة حفاظ أهل السنة وشارح صحيح البخاري المعتمد لديكم ولدى ابن باز، وهل تستطيع الرد على قول ابن حجر العسقلاني أم إنك ستهرب، كالعادة؟؟.