مسألة: فإن قيل: أليس قد عاتب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله في إعراضه عن ابن أم مكتوم لما جاءه وأقبل على غيره بقوله (عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى) وهذا أيسر ما فيه أن يكون صغيرا. قلنا: أما ظاهر الآية فغير دال على توجهها إلى النبي صلى الله عليه وآله، ولا فيها ما يدل على أنه خطاب له، بل هي خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه. وفيها ما يدل عند التأمل على أن المعني بها غير النبي صلى الله عليه وآله، لأنه وصفه بالعبوس، وليس هذا من صفات النبي صلى الله عليه وآله في قرآن ولا خبر مع الأعداء المنابذين، فضلا عن المؤمنين المسترشدين!!
ثم وصفه بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء، وهذا مما لا يوصف به نبينا عليه السلام من يعرفه، فليس هذا مشبها مع أخلاقه الواسعة وتحننه على قومه وتعطفه! وكيف يقول له: وما عليك ألا يزكى، وهو صلى الله عليه وآله مبعوث للدعاء والتنبيه، وكيف لا يكون ذلك عليه؟! وكأن هذا القول إغراء بترك الحرص على إيمان قومه. وقد قيل إن هذه السورة نزلت في رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كان منه هذا الفعل المنعوت فيها.
ونحن وإن شككنا في عين من نزلت فيه، فلا ينبغي أن نشك أنها لم يعن بها النبي، وأي تنفير أبلغ من العبوس في وجوه المؤمنين والتلهي عنهم، والإقبال على الأغنياء الكافرين والتصدي لهم؟! وقد نزه الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله عما هو دون هذا في التنفير بكثير.
- وقال الشيخ الطوسي في التبيان ج 10 ص 268:
وقال (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). وكيف يعرض عمن تقدم وصفه مع قوله تعالى (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)؟! ومن عرف النبي صلى الله عليه وآله وحسن أخلاقه وما خصه الله تعالى به من مكارم الأخلاق وحسن الصحبة حتى قيل إنه لم يكن يصافح أحدا قط فينزع يده من يده، حتى يكون ذلك الذي ينزع يده من يده! فمن هذه صفته كيف يقطب في وجه أعمى جاء يطلب الإسلام؟!!
على أن الأنبياء عليهم السلام منزهون عن مثل هذه الأخلاق، وعما هو دونها لما في ذلك من التنفير عن قبول قولهم والإصغاء إلى دعائهم. ولا يجوز مثل هذا على الأنبياء من عرف مقدارهم وتبين نعتهم.
وقال قوم: إن هذه الآيات نزلت في رجل من بني أمية كان واقفا مع النبي صلى الله عليه وآله، فلما أقبل ابن أم مكتوم تنفر منه، وجمع نفسه وعبس في وجهه وأعرض بوجهه عنه فحكى الله تعالى ذلك وأنكره معاتبة على ذلك.
قال المرتضى علم الهدى قدس الله روحه: ليس في ظاهر الآية دلالة على توجهها إلى النبي (ص)، بل هو خبر محض، لم يصرح بالمخبر عنه، وفيها ما يدل على أن المعني بها غيره، لأن العبوس ليس من صفات النبي (ص)، مع الأعداء المباينين، فضلا عن المؤمنين المسترشدين. ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء، ويتلهى عن الفقراء، لا يشبه أخلاقه الكريمة.
ويؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفه (ص) وإنك لعلى خلق عظيم!
وقوله: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). فالظاهر أن قوله (عبس وتولى) المراد به غيره. وقد روي عن الصادق (ع) أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي (ص)، فجاء ابن أم مكتوم، فلما رآه تقذر منه، وجمع نفسه، وعبر، وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه. فإن قيل: فلو صح الخبر الأول، هل يكون العبوس ذنبا، أم لا؟
فالجواب: إن العبوس والانبساط مع الأعمى سواء، إذ لا يشق عليه ذلك، فلا يكون ذنبا، فيجوز أن يكون عاتب الله سبحانه بذلك نبيه ليأخذه بأوفر محاسن الأخلاق، وينتهه بذلك على عظم حال المؤمن المسترشد، ويعرفه أن تأليف المؤمن ليقيم على إيمانه، أولى من تأليف المشرك، طمعا في إيمانه.
وقال الجبائي: في هذا دلالة على أن الفعل يكون معصية فيما بعد، لمكان النهي، فأما في الماضي فلا يدل على أنه كان معصية قبل أن ينهى عنه، والله سبحانه لم ينهه إلا في هذا الوقت. وقيل إن ما فعله الأعمى نوع من سوء الأدب، فحسن تأديبه بالإعراض عنه، إلا أنه كان يجوز أن يتوهم أنه أعرض
- وقال الفيض الكاشاني في تفسير الصافي ج 5 ص 284:
قال نزلت في عثمان وابن أم مكتوم، وكان ابن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله وكان أعمى وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه وعثمان عنده فقدمه رسول الله على عثمان فعبس عثمان وجهه وتولى عنه فأنزل الله: عبس وتولى، يعني عثمان، أن جاءه الأعمى.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام: نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه.
ونحوه في التفسير الأصفى: 2 / 1405، ونحوه في مجمع البحرين: 3 / 112.
- وقال الطباطبائي في الميزان ج 20 ص 200:
وفي الآيات الأربع عتاب شديد، ويزيد شدة بإتيان الآيتين الأوليين في سياق الغيبة لما فيه من الإعراض عن المشافهة، والدلالة على تشديد الانكار وإتيان الآيتين الأخيرتين في سياق الخطاب، لما فيه من تشديد التوبيخ وإلزام الحجة بسبب المواجهة بعد الإعراض، والتقريع من غير واسطة... الآيات غير ظاهرة الدلالة على أن المراد بها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه، بل فيها ما يدل على أن المعنى بها غيره، لأن
ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء، لا يشبه أخلاقه الكريمة كما عن المرتضى رحمه الله. وقد عظم الله خلقه صلى الله عليه وآله إذ قال، وهو قبل نزول هذه السورة: وإنك لعلى خلق عظيم. والآية واقعة في سورة (ن) التي اتفقت الروايات المبينة لترتيب نزول السور على أنها نزلت بعد سورة إقرأ باسم ربك. فكيف يعقل أن يعظم الله خلقه في أول بعثته ويطلق القول في ذلك، ثم يعود فيعاتبه على بعض ما ظهر من أعماله الخلقية ويذمه بمثل التصدي للأغنياء وإن كفروا، والتلهي عن الفقراء وإن آمنوا واسترشدوا.
وقال تعالى أيضا: وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. الشعراء: 215، فأمره بخفض الجناح للمؤمنين. والسورة من السور المكية والآية في سياق قوله: وأنذر عشيرتك الأقربين، النازل في أوائل الدعوة.
وكذا قوله: لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين. الحجر: 88، وفي سياق الآية قوله: فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين. الحجر: 94، النازل في أول الدعوة العلنية.
فكيف يتصور منه صلى الله عليه وآله وسلم العبوس والإعراض عن المؤمنين، وقد أمر باحترام إيمانهم وخفض الجناح، وأن لا يمد عينيه إلى دنيا أهل الدنيا.
على أن قبح ترجيح غنى الغني وليس ملاكا لشئ من الفضل، على كمال الفقير وصلاحه بالعبوس والإعراض عن الفقير والإقبال على الغني لغناه، قبح
وبهذا وما تقدمه يظهر الجواب عما قيل: إن الله سبحانه لم ينهه صلى الله عليه وآله وسلم عن هذا الفعل إلا في هذا الوقت، فلا يكون معصية منه إلا بعده، وأما قبل النهي فلا! وذلك أن دعوى أنه تعالى لم ينهه إلا في هذا الوقت تحكم ممنوع، ولو سلم، فالعقل حاكم بقبحه، ومعه ينافي صدوره كريم الخلق، وقد عظم الله خلقه صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك، إذ قال:
(وإنك لعلى خلق عظيم) وأطلق القول.. والخلق ملكة لا تتخلف عن الفعل المناسب لها.
- وقال ابن طاووس في سعد السعود ص 248:
(فصل) فيما نذكره من تعليق معاني القرآن، لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النجاشي ووجدته بصيرا في كثير مما ذكر، فمما ذكره من الوجهة الثانية من القائمة الرابعة من الكراس قبل آخر كراس من الكتاب بلفظه:
بسم الله الرحمن الرحيم. عبس وتولى أن جاءه الأعمى. نزلت في ابن أم مكتوم إلى النبي، فقال أسيد: وعند النبي رجل من عظماء الكفار، فجعل النبي يعرض عنه ويقبل على المشرك فيقول: يا فلان هل ترى لما أقول بأسا؟.
فيقول لا. فأنزلت عبس. يقول على بن موسى بن طاووس: هذا قول كثير من المفسرين ولعل المراد معاتبة كان على الصفة التي تضمنها السورة على معنى إياك أعني واسمعي يا جارة، وعلى معنى قوله تعالى في آيات كثيرة يخاطب به النبي والمراد بها أمته، دون أن تكون المعاتبة للنبي (ص)، لأن النبي إنما كان يدعو المشرك بالله بأمر الله إلى طاعة الله، وإنما يعبس لأجل ما
وقد تبنى المجلسي في بحار الأنوار ج 17 ص 78، قول المرتضى والطبرسي.
- ونقل الميانجي في مواقف الشيعة ج 3 ص 106، مناظرة بين علوي عباسي جاء فيها: العلوي: ثم إن السنة ينسبون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لا يجوز حتى على الإنسان العادي. قال العباسي: مثل ماذا؟. قال العلوي: مثل أنهم يقولون إن سورة عبس وتولى نزلت في شأن الرسول! قال العباسي: وما المانع من ذلك؟
قال العلوي: المانع قوله تعالى: وإنك لعلى خلق عظيم، وقوله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، فهل يعقل أن الرسول الذي يصفه الله تعالى بالخلق العظيم ورحمة للعالمين. أن يفعل بذلك الأعمى المؤمن هذه العمل (اللا إنساني). قال الملك: غير معقول أن يصدر هذا العمل من رسول الإنسانية ونبي الرحمة، فإذن أيها العلوي، فيمن نزلت هذه السورة؟
قال العلوي: الأحاديث الصحيحة الواردة عن أهل بيت النبي الذين نزل القرآن في بيوتهم تقول: إنها نزلت في عثمان بن عفان، وذلك لما دخل عليه ابن أم مكتوم فأعرض عنه عثمان وأدار ظهره إليه. وهنا انبرى السيد جمال الدين (وهو من علماء الشيعة وكان حاضرا في المجلس) وقال: قد وقعت لي
قلت: أيها المسيحي، إعلم أننا نحن الشيعة نقول إن السورة نزلت في عثمان بن عفان، لا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان حسن الأخلاق جميل الصفات حميد الخصال، وقد قال فيه تعالى: وإنك لعلى خلق عظيم، وقال: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
قال المسيحي: لقد سمعت هذا الكلام الذي قلته لك من أحد خطباء المسجد في بغداد.
قال العلوي: المشهور عندنا أن بعض رواة السوء نسبوا هذه القصة إلى رسول الله ليبرئوا ساحة عثمان بن عفان، فإنهم نسبوا الكذب إلى الله والرسول حتى ينزهوا خلفاءهم وحكامهم!
- وقال السيد جعفر مرتضى في الصحيح من السيرة ج 3 ص 155:
ويذكر المؤرخون بعد قضية الغرانيق (قضية عبس وتولى) وملخص هذه القضية: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتكلم مع بعض زعماء قريش، ذوي الجاه والمال، فجاءه عبد الله بن أم مكتوم - وكان أعمى - فجعل يستقرئ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) آية من القرآن، قال: يا رسول الله، علمني مما علمك الله. فأعرض عنه رسول الله وعبس في وجهه، وتولى، وكره كلامه، وأقبل على أولئك الذين كان قد طمع في إسلامهم، فأنزل الله
وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى؟. وفي رواية: أنه صلى الله عليه وآله وسلم كره مجئ، ابن أم مكتوم وقال في نفسه: يقول هذا القرشي: إنما اتباعه العميان والسفلة، والعبيد، فعبس صلى الله عليه وآله وسلم. إلخ... ونحن نرى أنها قضية مفتعلة، لا يمكن أن تصح وذلك:
أولا: لضعف أسانيدها، لأنها تنتهي إما إلى عائشة، وأنس، وابن عباس، من الصحابة، وهؤلاء لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلا، لأنه إما كان حينها طفلا، أو لم يكن ولد. أو إلى أبي مالك، والحكم، وابن زيد، والضحاك، ومجاهد، وقتادة، وهؤلاء جميعا من التابعين فالرواية مقطوعة، لا تقوم بها حجة.
وثانيا: تناقض نصوصها حتى ما ورد منها عن راو واحد، فعن عائشة في رواية: أنه كان عنده رجل من عظماء المشركين، وفي أخرى عنها: عتبة وشيبة، وفي ثالثة عنها: في مجلس فيه ناس من وجوه قريش، منهم أبو جهل، وعتبة بن ربيعة. وفي رواية عن ابن عباس: إنه كان يناجي عتبة، وعمه العباس، وأبا جهل. وفي التفسير المنسوب إلى ابن عباس: إنهم العباس، وأمية بن خلف، وصفوان بن أمية. وعن قتادة: أمية بن خلف. وفي أخرى عنه:
أبي بن خلف. وعن مجاهد: صنديد من صناديد قريش، وفي أخرى عنه:
عتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف. هذا، عدا عن تناقض الروايات مع بعضها البعض في ذلك، وفي نقل ما جرى، وفي نص كلام الرسول صلى الله عليه
وثالثا: إن ظاهر الآيات المدعى نزولها في هذه المناسبة هو أنه كان من عادة هذا الشخص وطبعه، وسجيته، وخلقه: أن يتصدى للغني، ويهتم به ولو كان كافرا ويتلهى عن الفقير ولا يبالي به أن يتزكى، ولو كان مسلما.
وكلنا يعلم أن هذا لم يكن من صفات وسجايا نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا من طبعه، وخلقه. كما أن العبوس في وجه الفقير، والإعراض عنه، لم يكن من صفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى مع أعدائه، فكيف بالمؤمنين من أصحابه وأودائه، وهو الذي وصفه الله تعالى بأنه: بالمؤمنين رؤوف رحيم.
بل لقد كان من عادته صلى الله عليه وآله مجالسة الفقراء، والاهتمام بهم، حتى ساء ذلك أهل الشرف والجاه، وشق عليهم. وطالبوه بأن يبعد هؤلاء عنه ليتبعوه، وأشار عليه عمر بطردهم، فنزل قوله تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. ويظهر: أن الآية قد نزلت قبل الهجرة إلى الحبشة لوجود ابن مسعود في الرواية أو حين بلوغهم أمر الهدنة، ورجوعهم إلى مكة.
ولكن يبقى إشكال: أن ذكر عمر في هذا المقام في غير محله، لأنه لم يكن قد أسلم حينئذ لأنه إنما أسلم قبل الهجرة إلى المدينة بيسير، كما سنرى.
كما أن الله تعالى قد وصف نبيه في سورة القلم، التي نزلت قبل سورة عبس وتولى: بأنه على خلق عظيم، فإذا كان كذلك، فكيف يصدر عنه هذا الأمر المنافي للأخلاق، والموجب للعتاب واللوم منه تعالى لنبيه صلى الله
ورابعا: إن الله تعالى يقول في الآيات: (وما عليك ألا يزكى)، وهذا لا يناسب أن يخاطب به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه مبعوث لدعوة الناس وتزكيتهم. وكيف لا يكون ذلك عليه، مع أنه هو مهمته الأولى والأخيرة، ولا شئ غيره. ألم يقل الله تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة؟).
فكيف يغريه بترك الحرص على تزكية قومه؟!.
خامسا: لقد نزلت آية الانذار: (وأنذر عشيرتك الأقربين. واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين قبل سورة عبس بسنتين. فهل نسي صلى الله عليه وآله وسلم أنه مأمور بخفض الجناح لمن اتبعه؟. وإذا كان نسي، فما الذي يؤمننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضا؟ وإذا لم يكن قد نسي، فلماذا يتعمد أن يعصي هذا الأمر الصريح؟!
سادسا: إنه ليس في الآية ما يدل على أنها خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل الله سبحانه يخبر عن رجل ما أنه: عبس وتولى. أن جاءه الأعمى، ثم التفت الله تعالى بالخطاب إلى ذلك العابس نفسه، وخاطبه بقوله: وما يدريك لعله يزكى) الخ..
سابعا: لقد ذكر العلامة الطباطبائي: أن الملاك في التفضيل وعدمه ليس هو الغنى والفقر، وإنما هو الأعمال الصالحة، والسجايا الحسنة، والفضائل الرفيعة. وهذا حكم عقلي وجاء به الدين الحنيف، فكيف جاز له صلى الله
والقول: بأنه إنما فعل ذلك لأنه يرجو إسلامه، وعلى أمل أن يتقوى به الدين، وهذا أمر حسن، لأنه في طريق الدين، وفي سبيله. لا يصح، لأنه يخالف صريح الآيات التي تنص على أن الذم له كان لأجل أنه يتصدى لذاك الغني لغناه، ويتلهى عن الفقير لفقره. ولو صح هذا، فقد كان اللازم أن يفيض القرآن في مدحه وإطرائه على غيرته لدينه، وتحمسه لرسالته؟. فلماذا هذا الذم والتقريع إذن.
ونشير أخيرا: إلى أن البعض قد ذكر: أنه يمكن القول بأن الآية خطاب كلي مفادها: أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا رأى فقيرا تأذى وأعرض عنه.
والجواب: أولا: إن هذا يخالف القصة التي ذكروها من كونها قضية في واقعة واحدة لم تتكرر..
وثانيا: إذا كان المقصود هو الإعراض عن مطلق الفقير؟. فلماذا جاء التنصيص على الأعمى؟!
وثالثا: هل صحيح أنه قد كان من عادة النبي ذلك؟!!
فيتضح مما تقدم: أن المقصود بالآيات شخص آخر غير النبي صلى الله عليه وآله ويؤيد ذلك: ما روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال:
كان رسول الله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال: مرحبا، مرحبا، والله لا يعاتبني الله فيك أبدا. وكان يصنع به من اللطف، حتى يكف عن النبي مما كان يفعل به.
فهذه الرواية تشير إلى أن الله تعالى لم يعاتب نبيه في شأن ابن أم مكتوم، بل فيها تعريض بذلك الرجل الذي ارتكب في حق ابن أم مكتوم تلك
وقوله: فأنت عنه تلهى، فإن ظاهره: أن هذا التصدي والتلهي من قبل من يهمه هذا الدين؟ فيتصدى لهذا، ويتلهى عن ذاك.
فالجواب: أنه ليس في الآيات ما يدل على أن التصدي كان لأجل الدعوة إلى الله أو لغيرها، فلعل التصدي كان لأهداف أخرى دنيوية، ككسب الصداقة، أو الجاه، أو نحو ذلك. وقوله تعالى: لعله يزكى، ليس فيه أنه يزكى على يد المخاطب، بل هو أعم من ذلك، فيشمل التزكي على يد غيره ممن هم في المجلس، كالنبي صلى الله عليه وآله، أو غيره.
ثم لنفرض: أنه كان التصدي لأجل الدعوة، فإن ذلك ليس محصورا به صلى الله عليه وآله؟. فهم يقولون: إن غيره كان يتصدى لذلك أيضا، وأسلم البعض على يديه، لو صح ذلك!.
وبعد ما تقدم، فإن الظاهر هو أن الرواية الصحيحة، هي ما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي فجاءه ابن أم مكتوم. فلما جاءه تقذر منه، وعبس في وجهه، وجمع نفسه، وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك عنه، وأنكره عليه.
ويلاحظ: أن الخطاب في الآيات لم يوجه أولا إلى ذلك الرجل؟. بل تكلم الله سبحانه عنه بصورة الحكاية عن الغائب: إنه عبس، وتولى، أن جاءه الأعمى. ثم التفت إليه بالخطاب، فقال له مباشرة: وما يدريك.
وبعض الرويات تتهم عثمان بهذه القضية، وأنه هو الذي جرى له ذلك مع ابن أم مكتوم. ولكننا نشك في هذا الأمر، لأن عثمان قد هاجر إلى الحبشة مع من هاجر. فمن أين جاء عثمان إلى مكة، وجرى منه ما جرى؟!
إلا أن يقال: إنهم يقولون: إن أكثر من ثلاثين رجلا قد عادوا إلى مكة بعد شهرين من هجرتهم كما تقدم، وكان عثمان منهم ثم عاد إلى الحبشة.
وعلى كل حال، فإن أمر اتهام عثمان أو غيره من بني أمية لأهون بكثير من اتهام النبي المعصوم، الذي لا يمكن أن يصدر منه أمر كهذا على الاطلاق.
وإن كان يهون على البعض اتهام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها أو بغيرها، شريطة أن تبقى ساحة قدس غيره منزهة وبريئة!!.
ونسجل أخيرا: تحفظا على ذكر المؤرخين لرواية ابن مكتوم ونزول سورة عبس، بعد قضية الغرانيق؟ فإن الظاهر هو أن هذه القضية قد حصلت قبل الهجرة إلى الحبشة لأن عثمان كان قد هاجر إلى الحبشة قبل قضية الغرانيق بشهرين كما يقولون. إلا أن يكون عثمان قد عاد إلى مكة مع من عاد بعد أن سمعوا بقضية الغرانيق كما يدعون. ومما تجدر الإشارة إليه هنا: أن بعض المسيحيين الحاقدين قد حاول أن يتخذ من قضية عبس وتولى وسيلة للطعن في قدسية نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
قال الفخر الرازي في عصمة الأنبياء ص 108: الشبهة الثامنة: تمسكوا بقوله تعالى (عبس وتولى أن جاءه الأعمى)، فعاتبه على إعراضه عن ابن أم مكتوم.
جوابه: لا نسلم أن هذا الخطاب متوجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
لا يقال: إن أهل التفسير قالوا: الخطاب مع الرسول، لأنا نقول: هذه رواية الآحاد فلا تقبل في هذه المسألة ثم إنها معارضة بأمور:
الأول: أنه وصفه بالعبوس، وليس هذا من صفات النبي صلى الله عليه وسلم في قرآن ولا خبر مع الأعداء والمعاندين، فضلا عن المؤمنين والمسترشدين.
الثاني: وصفه بأنه تصدى للأغنياء وتلهى عن الفقراء وذلك غير لائق بأخلاقه.
الثالث: أنه لا يجوز أن يقال للنبي (وما عليك ألا يزكى) فإن هذا الاغراء يترك الحرص على إيمان قومه! فلا يليق بمن بعث بالدعاء والتنبيه.
سلمنا أن الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا نسلم كونه ذنبا، بيانه أنه تعالى وصف نبيه بحسن الخلق، فقال: وإنك لعلى خلق عظيم.
- وقال الزركشي في البرهان ج 2 ص 243:
عفا الله عنك لم أذنت لهم... معناه وسع الله عنك على وجه الدعاء، ولم أذنت لهم تغليظ على المنافقين، وهو في الحقيقة عتاب راجع إليهم، وإن كان في الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم، كقوله: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك.
والتحقيق أن هذا ونحوه من باب خطاب العام من غير قصد شخص معين، والمعنى اتفاق جميع الشرائع على ذلك، ويستراح حينئذ من إيراد هذا السؤال من أصله. وعكس هذا أن يكون المراد عاما والمراد الرسول، قوله: لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم بدليل قوله في سياقها: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.
- وقال القاضي عياض في الشفا: 2 / 161:
قوله (عبس وتولى) الآيات.. فليس فيه إثبات ذنب له صلى الله عليه وسلم بل إعلام الله أن ذلك المتصدى له ممن لا يتزكى، وأن الصواب والأولى كان لو كشف لك حال الرجلين الإقبال على الأعمى وفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل وتصديه لذاك الكافر كان طاعة لله وتبليغا عنه واستئلافا له، كما شرعه الله له لا معصية ومخالفة له. وما قصة الله عليه من ذلك إعلام بحال الرجلين وتوهين أمر الكافر عنده والإشارة إلى الإعراض عنه بقوله وما عليك ألا يزكى.
وقيل: أراد بعبس وتولى الكافر الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم.
قاله أبو تمام.
جزى الله الأخ العزيز العاملي خير الجزاء، فقد كفى ووفى، والتدبر في الوجوه التي ذكرها هؤلاء المفسرون والعلماء تكفي في الإجابة ضمنيا على كثير من الشبهات المطروحة حول الآية.
الأخ العاملي... جزاكم الله خيرا.. لقد كفيتم ووفيتم فعلا بذكر أقوال العلماء الأفاضل الذين وهبوا أنفسهم للدفاع عن العقيدة والذود عنها..
ولا شك في إخلاصهم وإخلاصكم عند الاصرار على توجيه الآية لغير ظاهرها، من أجل تنزيه وإثبات عصمة الرسول صلى الله عليه وآله...
ولكني أرى أن قول الطرف الآخر وأعني به تحديدا من يأخذ بظاهر الآية ولا يرى فيها قدحا في العصمة للرسول صلى الله عليه وآله (كما يذكر أخانا الراصد) قول وجيه، وله من الأدلة العقلية والنقلية ما لا يستهان به..
وأكرر بأني لست في صدد الترجيح لأحد القولين ولكن كما تعلمون بأن المفسرين اختلفوا في تأويل الكثير من الآيات، والآية لها وجوه محتملة، وما لم يكن الوجه الذي يقول به الطرف الآخر مخالفا للعقل والشرع فعلينا أن نحتمله ولا نرفضه قطعيا دون دليل.. وإلا كان رفضنا تعصبا وتقليدا موروثا يبغضه الله تعالى لعباده المؤمنين..
ونعلم يقينا أن الأولى الأخذ بظاهر القرآن، إلا إذا امتنع ذلك قطعيا..
والأخ الراصد ذكر وجوه منطقية (كذا) لا يبقى هذا الامتناع لا عقليا ولا نقليا..
وأخيرا هناك تساؤل آخر وجيه يثيره الطرف المقابل (ولم يذكره الأخ الراصد) وأرى أنه من المفيد بحثه وتحليله: تذكر بعض التفاسير المؤيدة بأن الآية أنزلت في غير النبي صلى الله عليه وآله بأن الشخص المقصود كان كافرا (أو منافقا) حاضرا في مجلس الرسول صلى الله عليه وآله..
ألا ترون أن آية تنزل في عتاب (كافر) لأنه عبس أمر عجيب!! يعني قد نقول بأن العبوس في وجه أعمى يقدح العصمة ولكن هل هو أكبر ذنب لكافر بحيث يعاتبه الله تعالى وينزل في عتابه مثل هذه الآيات الكريمة؟!! ألا ترون بأن هذه سابقة لم نعرفها في القرآن الكريم، بل وأراها ترفع شأن أي مقصود غير رسول الله صلى الله عليه وآله، أو ممن هو يقرب منه ومن صفاته؟!!
بلى لو عاتبني الله تعالى على مثل هذا لافتخرت بذلك!!
فلي ذنوبا (كذا) تبلغ العنان بحيث إن أدبني بمثل هذا العتاب وعلى مثل هذا الأمر الهين (بالنسبة للبشر العاديين) لكنت فعلا من السعداء!!) هذا مجرد وجه للتأمل في القضية من زاوية أخرى..
وفي النهاية أؤكد أن غرضي ليس التعرض لهذه الآية وتفسيرها بالذات، بل الالفات إلى أهمية الانفتاح على الآراء المخالفة ومحاولة تفهمها، فلها في أحيان كثيرة منطقها الذي لا يستهان به، بل وقد تطابق الحق في بعض الأمور..
الأخت إيمان.
أولا: اسمحي لي أن أقول إن ذهنك مشبع بأن الآية عتاب فقط!! بسبب تلك الرواية التي سمعتها، وقد كذبتها روايات أهل البيت عليهم السلام!!
أولا، إن الآيات أيتها الأخت حملة شديدة على الذين مقياسهم في تقييم الناس مقياس مادي حسب الثروة..
وهي نفس المنطق المادي السائد في عصرنا الذي يسأل عن الإنسان. كم هو؟ أي ماله!!
وثانيا، في ذهنك أن الآية ظاهرة في أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وآله!
مع أن السورة تبدأ مباشرة بهجوم لم يصرح باسم صاحبه، ومثل هذا الخطاب موجود في القرآن، فأين هذا الظهور؟!
أرجو أن تعيدي قراءة السورة مجردة الذهن..
وثالثا، لقد خاض أهل البيت عليهم السلام معركة للدفاع عن التهم التي تبنتها الخلافة القرشية للتنقيص من شخصية النبي صلى الله عليه وآله، في أكثر من عشرين افتراء مشينا، وفي موضوعات مختلفة تعرفين عددا منها، وليس هذا موضع سردها!! أفليس من حق الباحث المجرد أن يتوقف في قبول نسبة هذه الأخلاقية المدانة قرآنيا إلى النبي صلى الله عليه وآله، ويحتمل أنها من مفردات الافتراءات القرشية؟!!.
ألا يكفي ذلك لأن نعرف أن في رأي مفسري الخلافة أمرا غير عادي!!
وقد رأيت أن نسبة ذلك إلى بعض مفسري الشيعة كان خطأ في فهم عبارتهم، أو كذبا عليهم.
خامسا، أشكرك على تريثك في الحكم، لأن من يتوقف يسلم من ارتكاب نسبة ذلك إلى نبيه صلى الله عليه وآله..
وفي نسبة ذلك ما فيه حتى لو كان صاحبه يرى الأمر سيئة عادية لا تنافي العصمة!
لا بد أننا جميعا نؤمن بإعجاز القرآن الكريم، وقد استوقفتني كثيرا كلمة الأعمى في هذه السورة، وما فتئت أفكر بأن القرآن وصف ابن مكتوم بالأعمى، علما بأن له صفات أخرى أليق بالتفاسير التي من الممكن أن تدفع للشك بأن المخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله من فقير مثلا أو مسكين أو مستضعف أو لحوح أو غير ذلك، ليوضح لنا القرآن سبب إدبار الرسول صلى الله عليه وآله عنه والعبوس في وجهه كصالح الدعوة مثلا بإسلام الأغنياء، أو حتى لا يقال بأنه يتبعه العبيد والفقراء فقط، أو المعاني الأخرى والتي لا أعرف كيف من الممكن أن تصب في عبوسه من جهة وخلقه العظيم من جهة أخرى؟؟
وللحق إنني لم أجد في تعريف القرآن لابن مكتوم بالأعمى إلا دلالة على خلق نبينا الكريم صلى الله عليه وآله، وصرفا لأي معنى قد يتبادر للذهن بأنه
ووالله يا إخوة إن رؤية أعمى بالطريق لتثير شفقتنا جميعا، فكيف بمن خلقه القرآن. وإذا كان نبينا يا إخوة تعم رأفته الحيوان، حتى أنه خاطب أصحابه في طائر أخذوا فرخيه (من فجع هذه بولدها؟! ردوا ولدها إليها).
فكيف يليق به العبس في وجه أعمى؟!
ولماذا يا إخوة يجب أن أبحث في تأويل الرواية إن كان لا يوجد ما يبرر صرفها إلى نبينا، وإن كان يوجد ما يبرر صرفها إلى غيره، من الأسباب التي لا تقل وجاهة ومنطق عن أسباب من يدفعها إليه، وإن كان يوجد من الروايات الصحيحة لدينا بأنها مدفوعة عنه، وإن كان يوجد حتى من المخالفين من لا ينسب الوصف إليه.
يا إخوة إن قلنا أن رسول الله عبس، وما هو بالعابس فإننا اتهمناه وقصرنا في حقه بأبي وأمي وهل يليق بنا الموالين ذلك؟؟.
وإن لم نقل بأنه عابس وقد كان هو العابس فقد نزهناه وأليق بنا تنزيهه عن نسبة ما لسنا موثقين بصحته إليه.
يا أخوة لماذا سمى مولانا أمير المؤمنين ابنه بالعباس؟؟. والله لشدة هذا الوصف على الأعداء. فكيف بالله عليكم ينسب مثل هذا إلى نبينا صلى الله عليه وآله بغض النظر عن عصمته؟؟.
أخيرا، أخي الفاضل الراصد لدي بعض الاستفسارات بخصوص النقاط التي أثرتها أخي.
2. هل الرواية الصحيحة عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام بنسبة العبوس إلى رجل من بني أمية هي غير صحيحة سندا عندك؟؟؟
4. قولك أخي: ونحن لا نريد تأكيد هذه الرواية أو رفضها، بل نريد أن نثير المسألة حول إمكان نسبة القصة إلى النبي أو عدم إمكانه، لنتبنى إمكان ذلك من دون منافاة لخلقه العظيم، ولعصمته في عمله. (فهل أنت تقول أخي بنسبة العبوس إليه ولكن هذا لا يتنافى مع خلقه وعصمته؟؟.
أولا تقول بنسبة العبوس إليه وأنت تنزهه، ولكنك تقول بأنه في حالة صحة الرواية فإنها لا تنافي الخلق العظيم والعصمة؟؟.
لأنه إن كان الثاني أخي وأن نبينا صلى الله عليه وآله لم يعبس ويتولى (كذا) فإن فعله إذا هو عين الأخلاق وعين العصمة. فلماذا يجب أن أبحث عن مبررات لفعل لم يفعله نبينا صلى الله عليه وآله وأقول (إن فعله) لا يتنافى؟
فباعتباره لم يفعله أصلا إذا هو يتنافى كما أراه، والله أعلم.
اللهم صل على محمد وآل محمد
في متشابه القرآن ومختلفه لابن شهرآشوب المازندراني المتوفى سنة 588، ج 2 ص 12: قوله: عبس وتولى أن جاءه الأعمى.
الآيات ظاهرها لا يدل على أنها خطاب له بل هو خبر محض لم يصرح
بالمخبر عنه، يدل عليه أنه وصفه بالعبوس، وليس هذا من صفات النبي في