ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون. صدق الله العظيم.
الأخ عمر، بعد التحية والسلام:
إليك هذه الملاحظات على ردك الملئ بالفراغات:
أ - قلت: (نحن نعتقد بأن الله وحده قسيم النار والجنة، ولا علاقة لبشر أو نبي بهذا الشئ). الملاحظة:
1 - الله عز وجل يقول: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد). ق: 24، فمن المعنيان بقوله (ألقيا)؟ أليسا من خيار خلقه؟
2 - إن قلت: (ألقيا) عنى الله بها ذاته. فالرد هو أن الله لم يشر إلى أوامره بغير صيغتي الجمع والمفرد، أما التثنية فلم ترد في أي مكان.
ب - قلت: (لو كانت الولاية لعلي (رض) شرط أساسي في دخول الجنة. فلماذا استغربت الملائكة في بداية الأمر؟). الملاحظة:
1 - الله يقول: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) البقرة: 30، ألم تستغرب الملائكة في بداية الأمر؟
بما أنك تعرف ولاية أمير المؤمنين بأنها: المحبة والمودة. والحديث واضح بأن مبغضه منافق، فهل للمنافق مكان في الجنة؟
ج - قلت: (يكفكيك أن تستشهد بأحد الكتب الصحاح، فإذا وجدت شيئا فهاته، أما البحث في التخاريف والضعاف فهذا كغثاء السيل).
الملاحظة:
1 - هل من دليل مقبول على كون الحديث بأسانيده المتعددة من (التخاريف والضعاف)؟
2 - هل تعني بأن القاضي عياض، وأحمد بن حنبل، ومحب الدين الطبري، وابن حجر العسقلاني، وابن قتيبة، والطحاوي، وغيرهم قد قاموا بتصحيح (التخاريف والضعاف)؟
3 - الظاهر من قولك هو أنك لا تقبل إلا بالأحاديث الواردة في صحاحكم الستة، لا غير. مما يعني أنك لا تعتمد إلا عليها. فكيف تناقض كلامك الواضح وتستشهد بغيرها في الحوارات؟
الحمد لله الذي أنك شهدت على نفسك بالضلال وأنك تتبع المخرفين!!
تعليقا على ما نقلته لك عنه: قال محمد بن منصور الطوسي: كنا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل: ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن عليا قال:
أنا قسيم النار؟
فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟! أليس روينا أن النبي (ص) قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا بغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار!!. انتهى.
راجع كلامك يا عمر، وراجع ما ذكرناه لك من أحاديث صحيحة في أن عليا عليه السلام قسيم بأمر الله تعالى لأهل الجنة والنار.
أحسنت أستاذنا العاملي.
اللهم صل على محمد وآل محمد. وجولة أخرى رابحة.
عزيزي العاملي: لقد بينت لك رأيي في الجملة بدون شرح. وعندما عدت للحديث في كتب الشيعة فتعجبت من جرأتهم على الله وتعجبت أكثر من مدى تقيتكم عندما سألناكم عن معنى الحديث وأنتم تتهربون من الإجابة.
أما أحاديث الصحاح فهي معروفة وآراء العلماء موجودة في هذه الأحاديث، ولقد خلطت حديث أحمد مع قسيم النار وجعلتم احتجاجكم في أحمد ابن حنبل، ولا اعتراض على حديث أحمد بل استهويتم خلط الأمور.
أحمد بن حنبل يعترف وأتباعه ينكرون!!
لا تهرب يا عمر، جملة (قسيم الجنة والنار) لها معنيان، وقد أيد إمامك أحمد أحدهما، فهل تؤيده أم لا؟ فإن قلت: نعم، فلماذا تدلس وتنفيه ولا تقول أقبله بالمعنى الذي قبله أحمد، وأنفيه بالمعنى الثاني؟!!
عزيزي العاملي: لقد خلطتم الموضوعين وألبستموه أحمد. هل يوجد هذا الحديث في مسند أحمد أم في كتبكم؟ أما أنا لا أقبله لتعارضه مع ما أمرنا الله به.
الأخ عمر... بعد التحية والسلام، فمن الجلي أنك في معزل عن الصواب وذلك واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار.
الحديث إلى الآن صحيح كل الصحة، وكل ما رددت به ليست إلا نواقص أظهرتك بمظهر العاجز.
يا حبيبي، أنظر في أقوال علماء أهل الجماعة الذين صرحوا بصحة الحديث، ثم أنقض أقوالهم، وإلا فعليك بالصمت. وإنني على تمام الثقة في قدرتك على ذلك، فلا تحرج نفسك على رؤوس الأشهاد!
قلت يا عمر: (لقد خلطتم الموضوعين وألبستموه أحمد بن حنبل).
لا بأس، افصل الموضوعين أنت، وأثبت عدم صحة الحديث النبوي، ثم أثبت
وأما تصورك أن كون علي عليه السلام قسيم الجنة والنار كما شهد أحمد، يتعارض مع القرآن.. فنبارك للحنابلة أنه نبغ فيهم شخص أعلم بالقرآن وما يتعارض معه من إمامهم أحمد. أيها الحنابلة وأتباع ابن تيمية.. أتركوا ابن حنبل، وعليكم بهذا الإمام الجديد الذي هو موظف في الكويت، ووظيفته تحطيب المواضيع ضد الشيعة مهما كانت واهية وخرافية، ورد الأدلة والأحاديث مهما كانت صحيحة!!!
عزيزي العاملي: يكفيكم ما نقلتموه زورا وبهتانا عن أئمتكم فكيف الحال بمن خالفكم. أعتقد بأن الإمام أحمد برئ من هذه المقولة. والدليل بأنه لم ينقل حديث قسيم النار والجنة في مسنده وأهل السنة لهم حاسة ضد الأحاديث المزورة، والسبب بأن كل ما يتعارض مع أمر الله فهو كذب وتزوير.
أما الشيعة فلا فرق لديها في مخالفة أمر الله إذا كان الأمر يتعلق بالأئمة، وهذا الحديث أحد الحالات! كما أحرق الإمام علي (رض) من ادعى بمثل دعواكم! وأقسم بالله بأنكم لا تختلفون عنهم، لقد أعماكم الباطل عن الحقيقة وتركتم الله ورسوله واتجهتم إلى علي! والتاريخ يذكر حادثة العجل ووجه الشبه بينها وبينكم، والقرآن صريح في هذا الأمر!! سورة الرعد - 16: قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا
إن كان لك شيخ أو مرجع أو إمام، فاسأله عما نقلناه عن إمامك أحمد..
وإن كنت إمام نفسك، فعلى الإمام عمر ومذهبه السلام.
نوجه سؤالا لعمر: هل هذا الحديث موجود في كتب أهل السنة أم لا؟
فنحن كشيعة نذكره من مصادركم لا أكثر ولا أقل لغرض الاستئناس. أما في رواياتنا فهو صحيح الثبوت والدلالة، فإذا كنت غير مقتنع به فهذا ليس ذنبنا كشيعة من حيث قبولك ورفضك له. فالرجاء جعل الموضوعية نصب عينك دوما.
عزيزي السبطين: لا أثر لوجود حديث قسيم النار في كتبنا المعتمدة. أما إذا أردت الصواعق المحرقة وما يشابهها فهذه الكتب اهتمت بنقل ما هو مسموع بدون التحقق من السند، أما إذا كان قصدك حديث: بغض المنافق
وملاحظة أخيرة: من استشهد بالآية وكلمة (ألقيا) فهو افتراء أيضا، وإليك الآية وما قبلها لتكتشف بأن القصد غير ما ذهب إليه الشيعة. بسم الله الرحمن الرحيم. إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ألقيا في جهنم كل كفار عنيد. صدق الله العظيم.
حديث (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) صحيح عندكم. بل صح عندكم أيضا أن المؤمنين على عهد النبي صلى الله عليه وآله كانوا يعرفون المنافقين ببغضهم لعلي عليه السلام.. وهذا المعنى من معاني قسيم الجنة والنار قبله إمامك أحمد، بينما رددته أنت لنصبك!! وإن أردت مصادره وأقوال علمائكم فيه أتينا لك بها.. ولكنك تكره عليا عليه السلام، وتريد مصادرة ما خصه الله به، واعترف به حتى إمامك.. وهذا من أسوأ أنواع النصب!!
ولو صح ما روي في الأنصار، فحديث علي خاص، وقد كان ميزانا عمليا لمعرفة المنافقين، فهو حاكم على حديث الأنصار، حكم الخاص على العام، وحكم الميزان بشخص، على الميزان بأمة أو طائفة.
سعزيزي العاملي: إذا كنت لا تفهم المراد من الآيات، وقبلت بأن هناك شخص يأمر بالناس في النار، فمن هو الشخص حسب الآيات. يمكن أن يحتج أي إنسان بأي اسم ولا دليل لك عليه. وهذه الآية من المتشابهات التي يريد الشيعة بها بناء حقيقة غير موجودة، كما حدث بالعصمة. أما حديث قسيم النار فلا وجود له، كما لا وجود لاعتراف أحمد به، إلا في كتبكم المزورة، ألا تعتقد بأنه عدم أمانة في أن يترك حديث في مسنده، وهو يعتقد بأنه صحيح! ويا حبذا لو تخالفني وتذكر اسم الناقل عن أحمد، بشرط أن لا يكون شيعي، والسبب بأنهم نقلوا زورا عن الأئمة فما بالك عن أحمد؟ أما في مسند أحمد ما يخالف رأيكم فيه، وله حديث بأن الله وحده هو القسيم بين النار والجنة، وإليك الحديث لتفنيد مزاعمكم عن أحمد: حديث شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه، مسند الشاميين: حدثنا أبو النضر، قال:
حدثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام، قال: قال: شهر بن حوشب، قال: ابن غنم: لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة بن الصامت، فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه، فخرج يمشي بيننا ونحن ننتجي والله أعلم فيما نتناجى، وذاك قوله، فقال عبادة بن الصامت: لئن طال بكما
قال: فبينا نحن كذلك إذ طلع شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا إلينا.
فقال شداد: إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من الشهوة الخفية والشرك. فقال: عبادة بن الصامت وأبو الدرداء: اللهم غفرا، أولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب، أما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد؟ فقال شداد: أرأيتكم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل أو يصوم له أو يتصدق له، أترون أنه قد أشرك. قالوا: نعم والله، إنه من صلى لرجل أو صام له أو تصدق له لقد أشرك. فقال شداد: فإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى يرائي فقد أشرك. ومن صام يرائي فقد أشرك. ومن تصدق يرائي فقد أشرك. فقال عوف بن مالك عند ذلك: أفلا يعمد إلى ما ابتغي فيه وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما يشرك به. فقال شداد عند ذلك: فإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل يقول أنا خير (قسيم) لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئا، فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به وأنا عنه غني. انتهى.
ما زلت تهرب من الحق يا عمر كعادتك! وإني أسأل الحق سبحانه أن يجزيك بعملك.. وقد زدت الطين بلة بكذبك وبهتانك علينا، وكذبك الصريح على إمامك أحمد، فقلت: (أما حديث قسيم النار فلا وجود له.
لا وجود لاعتراف أحمد به إلا في كتبكم المزورة. ألا تعتقد بأنه عدم أمانة في أن يترك حديث في مسنده وهو يعتقد بأنه صحيح. ويا حبذا لو تخالفني وتذكر اسم الناقل عن أحمد بشرط أن لا يكون شيعي. والسبب بأنهم نقلوا زورا عن الأئمة فما بالك عن أحمد. أما في مسند أحمد ما يخالف رأيكم فيه.
وله حديث بأن الله وحده هو القسيم بين النار والجنة. وإليك الحديث لتفنيد مزاعمكم عن أحمد.... إن الله عز وجل يقول أنا خير (قسيم) لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئا فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به). انتهى كلامك.
تقول هذا يا عمر بجرأة وعدم حياء، بعد أن نقلت لك شهادة القاضي عياض في الحديث وهو سني! ونقلت قول أحمد المتقدم عن مجمع الآداب للبخاري الفوطي: 3 ق / 1 / 594 ط. بغداد. وهو سني!
- وعن مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة للصفوري / 167 ط. دار ابن كثير، دمشق وبيروت، تحقيق محمد خير المقداد.. وهو سني!
- وعن طبقات الحنابلة لأبي يعلى: 1 / 320 طبع القاهرة. وهو سني!
- وكتبت لك أنه روى حديث: أن عليا قسيم الجنة والنار ابن المغازلي في المناقب: 7 6 ح 97. وهو سني!
- ورواه الخوارزمي في مناقبه: 209، وهو سني!
- ورواه الديلمي في فردوس الأخبار: 3 / 90، عن حذيفة، وهو سني!
- ورواه ابن العديم في بغية الطلب: 1 / 289، وهو سني!
- وأورد في إحقاق الحق: 4 / 259، و 30 / 402، أسماء عدد من المؤلفين السنيين الذين رووا الحديث، أو ذكروه في مؤلفاتهم، منهم:
- أبو عبيد العبدي الهروي في كتابه الغريبين / 307 في مادة القاف مع السين، وهو إمام للسنيين.
- وابن الأثير في نهاية اللغة: 3 / 284، وهو سني!
- وابن كثير في البداية والنهاية / 355: 7 ط. مصر، وهو سني!
- والعسقلاني في لسان الميزان: 3 / 247 و 248 ط. حيدر آباد الدكن، و 6 / 113، وهو سني!
- والمناوي في كنوز الحقايق / 98، ط. بولاق بمصر، وهو سني!
- والبدخشي في مفتاح النجا / 46 عن الدار قطني، وهو سني.
- وقال القندوزي في ينابيع المودة / 84 ط اسلامبول، قال: وفي جواهر العقدين: قد أخرج الدارقطني، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة الكناني: أن عليا قال حديثا طويلا في الشورى، وفيه أنه قال لأهل الشورى: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت قسيم النار والجنة غيري؟
قالوا: اللهم لا.
- والصفوري، في مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة / 167 ط. دار ابن كثير، دمشق وبيروت. وهو سني!
- ورواه الشجري في ترتيب أماليه / 134، ط. مصر، وهو سني!
وقد روى في فضائل الصحابة: 2 / 639: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلوات، والبغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- ورواه الحاكم: 3 / 129 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. ورواه الدارقطني في المؤتلف والمختلف.
لاحظ يا عمر أن الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يروياه؟
فهل تعرف لماذا لم يروياه؟!!!
إتق الله يا عمر. فأمامك آخرة وحساب، فلا تكن تابعا لمن ظلم وآل محمد، وأنت تصلي عليهم في صلاتك!!!
صلوات الله عليهم، ولعن الله أول ظالم ظلمهم، وآخر تابع له على ذلك.
عزيزي العاملي: بدأ التخبط واضحا في كلامك ولقد طلبت منك بعدم الاستشهاد بضعاف الكتب، وها أنت تعود لما بدأنا! أهل السنة لهم حاسة فريدة في الكشف عن الغريب من الأحاديث، والسبب هو ما يخالف كتاب الله. ولقد بينت لك من مسند أحمد عكس ما تقول. والغريب بأن مثل هذا
أما من استشهد بالآيات التي عجز عقلك عن فهمها، فلك التفسير: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد) من هما عن يمينك وشمالك؟؟
إنهما منكر ونكير ويستمر السياق في المثنى (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) ولا زال الخطاب للمثنى (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) إذا من هما الذين قررا بأنه يستحق النار؟؟ إنه عملك وما صنعت وما كتبا (كذا) الملكان منكر ونكير. إتقوا الله فقط فلقد تماديتم في أفعالكم.
أسأل الله أن يجعل ابتلائي بمناقشة عمر كفارة لذنوبي..
يا عمر أنت تزعم أن كل المصادر التي ذكرتها لك ضعيفة!
وأغلبها مصادر لأئمة معترف بهم في مذهبك.. وفيها كتاب فضائل الصحابة لإمامك أحمد! فاذكر لي عالما واحدا أو نصف عالم يوافقك على رأيك!!!
فإن لم تفعل فأنت مفتر..
أما ما ذكرته من مسند أحمد (أنا خير قسيم)، وأنه تعالى يعطي العمل الذي فيه شرك لمن شركه فيه ولا يقبله.. فهو خارج عن الموضوع، فهو تعالى صاحب الجنة والنار وقسيمهما، ولا ينافي أنه يوكل بذلك ملائكته ومن شاء من عباده ليقسم الناس للجنة والنار كما يعلمه!!
أما المخاطب بآية (ألقيا في جهنم) فلا يصح أن يكون الرقيب والعتيد، ولا السائق والشهيد، ولا قرين السوء.. لقد خلطت الملكين الشاهدين،
عزيزي عمر: يجب عليك أن لا تطعن في الرواية ابتداء دون النظر في أسانيدها وطرقها، وهذا أساس ومنهج علمي، فلا يعني أن الرواية غير موجودة في كتب الصحاح أنها موضوعة أو ضعيفة!! فيجب أن تذكر أقوال الحفاظ. والقاعدة الحديثية المعروفة تقول: من أسندك فقد أحالك، فيلزمك التحقق. أما صحته عند بعض الحفاظ وضعفه عند البعض فليس ملزما للكل الالتزام به. فتدبر أرشدك الله.
عزيزي السبطين: مثل هذا الموضوع والذي أعتقد بأنه يحدد مصير الإنسان بين الشرك والتوحيد فلا بد أن يكون له ذكر في الصحاح. أما غير هذا فنحن نعتمد على القرآن ونترك المتشابهات من الآيات. كما أعتقد بأن من يصدق هذه الروايات فهو في الشرك أو قريب منه. ولا أعتقد بأن أحد العلماء من أهل السنة يوافق على هذا الحديث.
كما أكتفي بهذا القدر من المناقشة، ونترك القراء للحكم.
الفصل الثامن
بعض الأدلة على إمامة علي عليه السلام وعصمته
عناوين مواضيع الفصل:
سؤالهم عن الأدلة على إمامة علي وعصمته
تقولون إن عليا رضي الله عنه هو الوصي للنبي صلى الله عليه وسلم وإنه إمام معصوم وهذا أمر على درجة كبيرة من الأهمية، لأنه ما دام وصيا فإنه مشرع بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ما يقوله ويفعله دين يجب الأخذ به وتحرم مخالفته والخروج عن أمره، وقد يصل الأمر بالمخالف له إلى الكفر والخروج من الإسلام. وما دام الأمر على هذه الدرجة من الأهمية فلا بد أن تكون أدلته ظاهرة جلية صريحة يعرفها الجاهل والعالم، لأن رحمة الله تقتضي أنه كلما كانت حاجة العباد إلى معرفة حكم شرعي عظيمة كلما كثرت الأدلة التي تبين هذا الأمر فلا تدع لأحد حجة يحتج بها.
فما الأدلة التي تستدلون بها، ولا بد أن تكون من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، كما أنه لا بد أن تكون صريحة لا تحتمل التأويل.
يكفينا ما صح عندنا وعندكم من أن النبي الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله، قد أمر الأمة بالتمسك بعده بالثقلين القرآن والعترة، وأول العترة علي عليه السلام. وعندما يأمر الله ورسوله باتباع شخص أو أشخاص، لا بد أن يكونوا دائما مصيبين عاملين بطاعته.. وإلا كان أمره بطاعتهم مع علمه بمعصيتهم، أو احتمال ارتكابهم معصية.. إغراء لعباده بالجهل، تعالى الله عن ذلك.
ألا تتفق معي يا عاملي أن الأمر على درجة كبيرة من الأهمية، وما دام كذلك فلا بد أن تكون أدلته صريحة لا تحتمل التأويل، وما ذكرته من أدلة تعتبر مجملة لا تكفي للاستدلال على هذه المسألة.
والذي يفهم من الأدلة التي تحتج بها: الوصية بالإحسان إلى آل البيت، ومودتهم، وموالاتهم، ومعرفة ما لهم من الفضل.
ولو سلمنا جدلا بصحة الاستدلال بها على عصمتهم والاقتداء بهم، لكان في الأمة غيرهم يشاركهم بهذه الخاصية، لما ورد من النصوص الصريحة التي تأمر باتباعهم والاقتداء بهم مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ.
وقوله: اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر.
ولكن أهل السنة لم يفهموا من هذه الأحاديث أنهم معصومون، بل فهموا أنهم أقرب الناس للحق، وأحرصهم عليه، وأعلمهم به.
نعم الأمر خطير ومهم يا أخ محب السنة.. والدليل الذي ذكرته لك قوي وصحيح عندكم بل متواتر. ونصوصه قوية صريحة صارخة: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.. إنكم واردون علي وسائلكم كيف خلفتموني فيهما.. من لم يحبهم لا يرد الحوض علي، لا والله.. يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق..) وعشرات النصوص الصحيحة القوية لفظا ودلالة.. التي لو صدر بعضها عن نبي وهو يودع أمته، لكان كافيا.
وأعيذك بالله أن تميع معانيها كما فعلت بطون قريش، فتجعلها دعوة للمسلمين للإحسان والصدقة على آل الرسول!!
فقد شرف الله آل محمد حتى عن الزكاة وعن الصدقات أوساخ الناس، وشرع لهم مالية خاصة في ميزانية الدولة الإسلامية إلى يوم القيامة!!
أما أحاديث الاقتداء بأبي بكر وعمر والخلفاء فهي عندنا غير صحيحة، وإن صحت عندكم فهي معارضة لأحاديثه في أهل بيته، ولا يمكن الجمع بينها، فلا بد من إسقاط إحدى الطائفتين.. لأن الرسول لا يمكن أن يأمر باتباع المختلفين.
وأحاديث التمسك بأهل البيت عندكم أقوى سندا، وهي مجمع عليها من جميع الأمة.. ولا يقدم الأضعف سندا على الأقوى، ولا المختلف فيه على المجمع عليه.
الأخ محب السنة السلام عليكم، تقول: (والذي يفهم من الأدلة التي تحتج بها الوصية بالإحسان إلى آل البيت ومودتهم وموالاتهم ومعرفة ما لهم من الفضل) أن أحاديث الثقلين أوصت بأكثر من الإحسان إلى آل البيت ومودتهم، بل نصت على اتباعهم والتمسك بهم وبكتاب الله تعالى.. وإليك أحد هذه الأحاديث من سنن الترمذي:
3718 - حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى اللهم عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. قال: وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة ابن أسيد قال: وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قال: وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم.
وقد تواترت أحاديث الثقلين، وألفت الكثير من الكتب في خصوص هذا الحديث! فبالله عليك أترى في هذه الأحاديث ما يدعو فقط إلى الإحسان والمودة والموالاة؟! أم أنه نص صريح باتباعهم؟
ولنعد الآن إلى الأحاديث التي تحتجون بها وأقول:
يا زميلي إنه من الجهل أن يحتج أي سني على أحد الشيعة بهذا الحديث، وذلك لانفراد أهل السنة به، ولا يمكن إلزام الشيعة بما لم يروونه في مصادرهم التي يثقون بها. ولكن وبالرغم من هذا فسنحاول الرد على هذه الأحاديث، وما توفيقي إلا بالله:
يقول ابن المطهر الحلي في كتابه منهاج الكرامة:
إثبات الإمامة: فهي أهم المطالب في أحكام الدين وأشرف مسائل المسلمين، وهي مسألة الإمامة التي يحصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة، وهي أحد أركان الإيمان المستحق بسببه الخلود في الجنان والتخلص من غضب الرحمن، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات ولم يعرف إمام زمانه ميتة جاهلية.
فقد جعلها ابن المطهر أحد أركان الإيمان، والمؤمن بها ينال أعظم الثواب، فهل يعقل أن تكون أدلتها مختلف (كذا) فيها بين أهل الإسلام، وهي بهذه المنزلة الرفيعة من الدين.
قال: الجواب من وجوه:
أحدها، أن لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فقال: أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ربي، وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.
وهذا اللفظ يدل على إن الذي أمرنا بالتمسك به، وجعل المتمسك به لا يضل هو كتاب الله، وهكذا جاء في غير هذا الحديث، كما في صحيح مسلم عن جابر في حجة الوداع لما خطب يوم عرفة وقال: قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس: اللهم اشهد ثلاث مرات.
وأما قوله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، فهذا لا يعرف له إسناد لا صحيح ولا هو في شئ من كتب الحديث التي يعتمد عليها، فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطاب الليل، الذين يروون الموضوعات، فهذا ما يزيده إلا وهنا.
ويبين رحمه الله (يقصد ابن تيمية) أن المراد بالعترة آل البيت كلهم فيقول:
الوجه الثاني: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن عترته: إنها والكتاب لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، وهو الصادق المصدوق، فيدل على إن إجماع العترة حجة. وهذا قول طائفة من أصحابنا، وذكره القاضي في المعتمد، لكن العترة هم بنو هاشم كلهم ولد العباس وولد علي وولد الحارث بن عبد المطلب، وسائر بني أبي طالب، وغيرهم. وعلي وحده ليس هو العترة، وسيد العترة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبين ذلك أن علماء العترة كابن عباس وغيره لم يكونوا يوجبون اتباع علي في كل ما يقوله، ولا كان علي يوجب على الناس طاعته في كل ما يفتي به.، ولا عرف أن أحدا من أئمة السلف لا من بني هاشم ولا غيرهم قال إنه يجب اتباع علي في كل ما يقوله.