الصفحة 284

الوجه الثالث: أن العترة لم تجتمع على إمامته ولا أفضليته، بل أئمة العترة كابن عباس وغيره يقدمون أبا بكر وعمر في الإمامة والأفضلية، وكذلك سائر بنو هاشم من العباسيين والجعفريين وأكثر العلويين. وهم مقرون بإمامة أبي بكر وعمر وفيهم من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وغيرهم، أضعاف من فيهم من الإمامية.

والنقل الثابت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بن علي وولد الحسن وغيرهما، أنهم كانوا يتولون أبا بكر وعمر وكانوا يفضلونهما على علي. والنقول عنهم ثابتة متواترة، وقد صنف الحافظ أبو الحسن الدارقطني كتاب ثناء الصحابة على القرابة وثناء القرابة على الصحابة، وذكر فيه من ذلك قطعة، وكذلك كل من صنف من أهل الحديث في السنة، مثل كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، والسنة للخلال، والسنة لابن بطة، والسنة للآجري، واللالكائي والبيهقي، وابن ذر الهروي، والطلمنكي، وابن حفص بن شاهين، وأضعاف هؤلاء (كذا) الكتب التي يحتج هذا بالعزو إليها، مثل كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد، ولأبي نعيم، وتفسير الثعلبي، وفيها من ذكر فضائل الثلاثة ما هو من أعظم الحجج عليه، فإن كان هذا القدر حجة فهو حجة له وعليه، وإلا فلا يحتج به.

الوجه الرابع: إن هذا معارض بما هو أقوى منه، وهو أن إجماع الأمة حجة بالكتاب والسنة والإجماع والعترة بعض الأمة، فيلزم من ثبوت إجماع الأمة إجماع العترة. وأفضل الأمة أبو بكر.

  • وكتب (عبد الله) بتاريخ 23 - 11 - 1999، الثامنة مساء:

    ملاحظات على كلامك:


    الصفحة 285
    1 - الدين كامل قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. نعم وقد وعاه المسلمون: هذه دعوى تحتاج إلى دليل، فهلا تفضلت علينا بدليل يثبت هذه الدعوى، لأنه من المعروف أن الصحابة اختلفوا في كل شئ ولا تجد مسألة إلا وتجد قول (كذا) لابن عباس وقول لجابر وقول لعائشة وهكذا.. حتى في أبسط المسائل!

    فنحن من نصدق وبقول من نأخذ؟

    نعم وعاه رجل واحد فقط هو علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي نزلت فيه الآية (وتعيها أذن واعية).

    وتولى الله عز وجل حفظه: بأي طريق؟ بطريق غيبي أم بطريق طبيعي سببي، يعني بعبارة أخرى، الله عز وجل يحفظ لنا هذا الدين بأمور خارجة عن المتعارف أي أمور خارقة للعادة، أم أنه يحفظ هذا الدين عن طريق طبيعي حسب الأمور المتعارفة، أجب على هذا السؤال لو سمحت.

    2 - الوصي يقوم مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو مبلغ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتبليغ يقتضي أن يكون معصوما كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوما عندما كان يبلغ عن الله عز وجل.. لأنه لو لم يكن معصوما لاحتمل أن ينسى فلا يبلغ الرسالة كاملة، والحال أن يجب عليه أن يبلغها كاملة.

    3 - وقولك إن الوصي لماذا كان بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط؟ أو إلى وقت الأئمة الاثنا عشر؟ وباقي الناس أليس لهم حق؟

    نقول: إن الإمامة مستمرة إلى يوم القيامة، والإمام الثاني عشر وإن كنا لا نراه إلا أنه موجود بيننا يرعى الأمة من الاضمحلال والزوال. وهو قبل أن يغيب عن أنظارنا كلفنا بمهمة واحدة وهي أن نتبع الفقهاء العدول.


    الصفحة 286
    ثم نحن لا نعلمه مسئوليته وما المفروض أن يقوم به! لأنه أعرف بمسئوليته، وهو مكلف من قبل الله عز وجل.

    4 - وأما قولك هذا أمر عظيم. فنعم، هو كذلك ويحتاج إلى برهان واضح وأدلة ساطعة. نعم، نحن معك، وهذه الأدلة من الكثرة بحيث أن الإنسان يعجز عن إحصائها، وما يقوم به الأخوة في المنتدى جميعا هو هذا!!

    أي إثبات الإمامة.

    والحمد لله رب العالمين.

  • وكتب (المسلم الحر) بتاريخ 23 - 11 - 1999، التاسعة مساء:

    إلى محب السنة.. أما عن قولك بنسخ شريعة النبي بالوصي.. فهذا ليس من معتقدات الشيعة..

    فالوصي ليس نبيا ليأتي بتشريع جديد بل هو موضح ومكمل لتشريع النبي..

    أما قولك بأن النبي ترك فينا الكتاب والسنة.. فلماذا حارب الخلفاء السنة إذا كان النبي وصى بها؟؟ وفي موضوعي الأخر أدلة على حرب الخلفاء للسنة النبوية الشريفة..

    وأما من قال بتحريف القرآن.. فيضرب بكلامه عرض الحائط لمخالفته قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).. سواء أكان القائل سنيا أم شيعيا.. عالما أم غير عالم..

    لقد بينت في موضوعي: (كتاب الله وسنتي.. أم كتاب الله وعترتي) وبين الإخوان مشكورين مدى صحة الكتاب والعترة مقارنة بالكتاب والسنة..


    الصفحة 287

  • وكتب (محب السنة) بتاريخ 24 - 11 - 1999، التاسعة صباحا:

    إلى عبد الله تقول: غاية ما نبتغيه هو أن يعتقد الغير أن عندنا أدلة تسند آراءنا كما قلت أنت.

    هذا ما نعتقد جازمين أنكم تفتقدونه والأدلة ينبغي أن تكون صريحة صحيحة من الكتاب والسنة تصرح بما تدعون وهذا ما لن تستطيعوا أن تأتوا به.

    أما ملاحظاتك، فدليل كمال الدين قول الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) فهل بعد هذا دليل أما اختلاف الصحابة فكان في الفروع أي في المسائل الفقهية فقط وهي تقبل الاختلاف.

    أما قولك وعاه رجل واحد فقط هو علي بن أبي طالب عليه السلام الذي نزلت فيه الآية: (وتعيها أذن واعية).

    فهذا مثال على تخبطكم وأخذك بالظن، فالأمر الذي بهذه الأهمية لا يكون دليله مبهما والآية التي ذكرت لا تؤيدك فيما تقول.

    أما حفظ الدين فالله تعالى يتولى حفظه بنفسه ولا يمنع أن يكون من حفظ الله تعالى للدين أن يهئ من يحفظه.

    أما قولك: إن الإمامة مستمرة إلى يوم القيامة والإمام الثاني عشر وإن كنا لا نراه إلا أنه موجود بيننا يرعى الأمة من الاضمحلال والزوال. وهو قبل أن يغيب عن أنظارنا كلفنا بمهمة واحدة وهي أن نتبع الفقهاء العدول، ثم نحن لا نعلمه مسئوليته وما المفروض أن يقوم به لأنه أعرف بمسئوليته وهو مكلف من قبل الله عز وجل.

    فأقول حبذا لو أخبرتنا كيف يرعى الغائب الأمة، وليكن قولك مؤيد بأدلة من الكتاب والسنة.


    الصفحة 288
    أما قولك: وهذه الأدلة من الكثرة بحيث أن الإنسان يعجز عن إحصائها وما يقوم به الأخوة في المنتدى جميعا هو هذا أي إثبات الإمامة.

    فأقول: ليس العبرة بالكثرة العبرة بالصحة فعندنا مجلدات تتضمن أحاديث حكم عليها علمائنا بأنها موضوعة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم.

    أكرر القول نريد أدلة من الكتاب والسنة أدلة صريحة يفهمها كل من قرأها لأن مضمونها مطلوب من الجميع الإيمان به فالأمر أعظم مما تتصورون فهذا دين الله والله لا يكلف عباده الإيمان بأمر إلا بعد أن يقيم عليهم الحجة كاملة.

  • وكتب (بالدليل) بتاريخ 25 - 11 - 1999، السابعة مساء:

    الزميل محب السنة، الزملاء الأعزاء، السلام عليكم.

    الأدلة في إثبات ولاية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كثيرة جدا في كتب الأخوة أهل السنة وكتب أهل الشيعة، الدليل العقلي واضح للجميع: ضرورة وجود قائد للأمة الإسلامية يدير شؤونها وأمورها، فغير معقول أن يهمل مثل هذا الأمر والله سبحانه حكيم وترك الأمة بلا خليفة أمر ينافي الحكمة، إذن لا بد من وجود خليفة. والأدلة النقلية كثيرة جدا وأهمها حديث الغدير وإليكم التفصيل الآتي:

    أجمع رسول الله صلى الله عليه وآله الخروج إلى الحج في سنة عشر من مهاجره، وأذن في الناس بذلك، فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها حجة الوداع. وحجة الإسلام. وحجة البلاغ. وحجة الكمال. وحجة التمام (1) ولم يحج غيرها منذ هاجر إلى أن توفاه الله، فخرج صلى الله عليه وآله من المدينة مغتسلا متدهنا مترجلا متجردا في ثوبين صحاريين إزار ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي

    الصفحة 289
    القعدة، وأخرج معه نساءه كلهن في الهوادج، وسار معه أهل بيته، وعامة المهاجرين والأنصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس (2).

    وعند خروجه صلى الله عليه وآله أصاب الناس بالمدينة جدري (بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما) أو حصبة منعت كثيرا من الناس من الحج معه صلى الله عليه وآله، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون ألف، ويقال: مائة ألف وأربعة عشر ألفا، وقيل:

    مائة ألف وعشرون ألفا، وقيل: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، ويقال أكثر من ذلك، وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع علي (أمير المؤمنين) وأبي موسى (3).

    أصبح صلى الله عليه وآله يوم الأحد بيلملم، ثم ارح فتعشى بشرف السيالة، وصلى هناك المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعرق الظبية، ثم نزل الروحاء، ثم سار من الروحاء فصلى العصر بالمنصرف، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشى وتعشى به، وصلى الصبح بالاثابة، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج واحتجم بلحى جمل (وهو عقبة الجحفة) ونزل السقياء يوم الأربعاء، وأصبح بالأبواء، وصلى هناك ثم راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجحفة، ومنها إلى قديد وسبت فيه، وكان يوم الأحد بعسفان، ثم سار فلما كان بالغميم اعترض المشاة فصفوا

    * (هامش) *

    (1) الذي نظنه (وظن الألمعي يقين) أن الوجه في تسمية حجة الوداع بالبلاغ هو نزول قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، الآية كما أن الوجه في تسميتها (*)

    الصفحة 290
    * (هامش) *

    بالتمام والكمال هو نزول قوله سبحانه: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، الآية.

    (2) الطبقات لابن سعد ج 3 ص 225، إمتاع المقريزي ص 510، إرشاد الساري ج 6 ص 429.

    (3) السيرة الحلبية ج 3 ص 283، سيرة أحمد زيني دحلان ج 3 ص 3، تاريخ الخلفاء لابن الجوزي في الجزء الرابع، تذكرة خواص الأمة ص 18، دائرة المعارف لفريد وجدي ج 3 ص 542. (*)

    - - - - - - -

    صفوفا فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا باليسلان (مشي سريع دون العدو) ففعلوا فوجدوا لذلك راحة، وكان يوم الاثنين بمر الظهران فلم يبرح حتى أمسى وغربت له الشمس بسرف، فلم يصل المغرب حتى دخل مكة، ولما انتهى إلى الثنيتين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء.

    فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات، ووصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس (2) الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. الآية. وأمره أن يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، وكان أوائل القوم قريبا من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقم ما تحتهن حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوما هاجرا يضع الرجل بعض رداءه على

    الصفحة 291
    رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف صلى الله عليه وآله من صلاته قام خطيبا وسط القوم (3) على أقتاب الإبل (4) وأسمع الجميع، رافعا عقيرته فقال:

    الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله - أما بعد:

    أيها الناس: قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن ادعى فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد.

    ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى (1) فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين (2) فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يراد علي الحوض. فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤى بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال:


    الصفحة 292
    أيها الناس: من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات (وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة:

    أربع مرات)!

    ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغايب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي، ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر كل يقول:

    بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم، فقال حسان: إئذن لي يا رسول الله أن أقول في على أبياتا تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية، ثم قال:

    يناد بهم يوم الغدير نبيهم * بخم فاسمع بالرسول مناديا

    إلى آخر الأبيات..

  • وكتب (بالدليل) بتاريخ 26 - 11 - 1999، العاشرة ليلا:

    الأخوة الأعزاء السلام عليكم، سؤال إلى محب السنة: هل تعتبرون النص التالي غير كافي (كذا)؟ (أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟


    الصفحة 293
    قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: (أربع مرات)؟!!

    ومن نقل حديث الغدير: 120 صحابيا من معتمدي أهل السنة، 84 من التابعين من أهل السنة، 260 حافظا من أهل السنة!!

    وإن طلبتم إيرادهم بالاسم، أوردناهم. وشكرا.


    الصفحة 294

    اعترافهم بحديث الغدير ومحاولاتهم لي عنقه!!

  • وكتب (محب السنة) بتاريخ 27 - 11 - 1999 الخامسة عصرا:

    إلى بالدليل: أما الحديث فقد رواه الإمام أحمد والترمذي بألفاظ مختلفة واختلف في صحة بعضها. ولسنا نناقش في صحة الحديث من عدمها بل نفترض صحة الحديث لكنه مع ذلك لا تقوم به الحجة فهو لا يصرح بأن عليا وصي النبي ولا أنه معصوم.

  • وأجاب (بالدليل) بتاريخ 30 - 11 - 1999، الثالثة والنصف ظهرا:

    الأخوة الأعزاء، السلام عليكم. إلى الزميل محب السنة:

    أرجو الإجابة على هذين السؤالين:

    1 - هل حديث الغدير ثابت عندكم؟

    2 - ماذا تفهم من نص حديث الغدير؟

    وللتذكير نص الغدير: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟

    قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات. ومن نقل حديث الغدير: 120 صحابيا من معتمدي أهل السنة 84 من التابعين من أهل السنة 260 حافظا من أهل السنة....

  • وكتب (محب السنة) بتاريخ 30 - 11 - 1999، الخامسة عصرا:

    إلى الزميل بالدليل مع التحية:


    الصفحة 295
    أنا أعترف بأن هذا الحديث صحيح، بل عندي غيره كثير من الأدلة التي تثبت كثيرا من الفضائل لعلي، لكن هذا الحديث لا تقوم به الحجة لإثبات أمر على هذه الدرجة من الأهمية.

    أليس اعتقاد عصمة علي وأنه وصي النبي صلى الله عليه وسلم يلزم اعتقاده من كافة الأمة. الأمر الذي على هذه الدرجة من الأهمية يحتاج إلى أدلة صريحة من الكتاب والسنة.

  • وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 30 - 11 - 1999، السادسة مساء:

    ألم تجعل آية المباهلة رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام نفس واحدة (وأنفسنا)؟!!

  • وكتب (بالدليل) بتاريخ 30 - 11 - 1999 السادسة والربع مساء:

    الأخوة الأعزاء، السلام عليكم. الأخ محب السنة، شكرا لك على إجابة السؤال الأول، حيث أجبت أن حديث الغدير صحيح.

    أرجو الإجابة على السؤال الثاني: ماذا تفهم من حديث الغدير؟

    وبالأخص قوله (ص): ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وعلاقتها بالآية الكريمة: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟؟.

  • وكتب (محب السنة) بتاريخ 30 - 11 - 1999، الثامنة والنصف مساء:

    أفهم منها إثبات ولاية علي رضي الله عنه وأنه ولي من أولياء الله تعالى، وتزكية النبي صلى الله عليه وسلم له. لكن ليس فيها دليل على أنه وصي أو معصوم.


    الصفحة 296

  • وكتب (بالدليل) بتاريخ 2 - 12 - 1999، الواحدة ظهرا:

    في قوله سبحانه في سورة الأحزاب - 6: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) أنفس المؤمنين هم المؤمنون، فمعنى كون أولى بهم من أنفسهم: أنه أولى بهم منهم فالنبي (ص) أولى بهم فيما يتعلق بالأمور الدنيوية أو الدينية، ويجب على المؤمنين السمع والطاعة للنبي (ص) فيما أمرهم، وقوله (من يطع الرسول فقد أطاع الله)

    وفي مسند أحمد: أن النبي (ص) أخذ بيد علي، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه، قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

    فلاحظ تذكير النبي (ص) لهم بقوله: أني أولى بكل مؤمن من نفسه، ثم بيانه أنه كذلك علي، فيكون علي أيضا أولى بالمؤمنين من أنفسهم والنبي معصوم وهل سيمنح مثل هذا الحق الخطير إلا أن يكون معصوما، ففي هذا النص وضوح الشمس في كبد السماء أن النبي (ص) قد نص أن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

    فهو نص أن لعلي (ع) من الطاعة مثل ما للنبي (ص) ثم انظر في ظروف الزمن والمكان، في حجة الوداع والمكان في الصحراء في حر الهجير.

    فتأويل الحديث إلى معنى معنى المحب والنصير لصرفه عن معناه الأصلي الذي قصده الرسول (ص) وذلك حفاظا على كرامة الصحابة أمر غير مقبول لمخالفته للنص الصريح، ثم ماذا عن كرامة الرسول (ص) الذي يجمع حشود

    الصفحة 297
    الناس في الحر والهجير الذي لا يطاق ليقول لهم بأن علي محب وولي من أولياء الله.

    فالنص صريح بوجوب طاعة الإمام علي (ع)، وانظر كذلك إلى امتناع علي عن البيعة لأبي بكر وبقائه ما يقارب الستة أشهر بعيدا عنهم.

  • وكتب (بالدليل) بتاريخ 4 - 12 - 1999، التاسعة مساء:

    إلى الزميل محب السنة. للتذكير فقط. وشكرا

  • وكتب (فرزدق) بتاريخ 04 - 12 - 1999 الحادية عشرة ليلا:

    المعذرة لهذه المداخلة.. تقول يا محب السنة بأنك تفهم من حديث الغدير بأن عليا ولي من أولياء الله تعالى..

    فنقول: أن كون الإمام علي من أولياء الله في حياة النبي وبعد وفاته من المسلمات، ولكن حديث الغدير يريد بيان أمرا آخر وهو ولاية أمور المسلمين والخلافة. والدليل على ذلك هو أن كثيرا من نصوص حديث الغدير وردت بهذه الصيغة: (هو ولي كل مؤمن بعدي).. ومما لا يخفى أن كلمة (بعدي) في الحديث ترد كل التفسيرات الأخرى التي ذكرت في معنى (الولي ) من حديث الغدير مثل: الناصر والمحب وابن العم.. أو المعنى الذي ذكرته وهو كونه من أولياء الله.. وذلك لأن كل هذه المعاني وإن كانت صحيحة ولكنها شاملة لزمان حياة النبي (ص) ولزمان ما بعده (ص). وبذلك تكون كلمة (بعدي) لغوا! وحاشا رسول الله أن يتكلم لغوا!!

    وحينئذ لا يبقى معنى صحيح لكلمة (الولي) إلا ولاية أمور المسلمين بعد النبي، لأن ولي أمور المسلمين في حياة النبي هو النبي نفسه (ص) ولذلك ذكر كلمة بعدي ليبن ولي الأمر من بعده..


    الصفحة 298
    وإليك بعض مصادر حديث النبي (ص) في علي (ع): (هو ولي كل مؤمن بعدي):

    1 - الترمذي في صحيحه ج 5 ص 296 حديث 3796 وفي طبعة أخرى ج 5 ص 632 حديث 3712، وقال عنه: حديث حسن.

    2 - الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 110، وحكم بصحته.

    3 - صحيح ابن حبان ج 15 ص 373 حديث 6929.

    4 - الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 5 ص 261 حديث 2223 حيث قال بعد أن حكم بصحة الحديث: فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه...!!!

    5 - مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 437 و ج 5 ص 356.

    6 - مسند أبي داود الطياليسي ص 111 حديث 829.

    7 - المصنف لأبي شيبة ج 6 ص 375 حديث 32112.

    8 - حلية الأولياء لأبي نعيم ج 6 ص 294.

    9 - البداية والنهاية لابن الأثير ج 7 ص 351 و 356 و 358.

    10 - الصواعق المحرقة لابن حجر ص 74 وفي طبعة أخرى ص 122.

    11 - كنز العمال للمتقي ج 15 ص 125 حديث 359.

    12 - مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 127.

    13 - الإصابة لابن حجر ج 2 ص 509.

    14 - مصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 243.

    15 - مشكاة المصابيح ج 3 ص 243.

    16 - الفتح الكبير للنبهاني ج 3 ص 88.

    17 - جامع الأصول لابن الأثير ج 9 ص 470 حديث 6480.

    18 - إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 143 وفي طبعة أخرى بمصر أيضا ص 158.

    19 - مختصر إتحاف السادة المهرة ج 9 ص 170 حديث 7410، قال البوصيري: رواه أبو داود الطياليسي بسند صحيح.


    الصفحة 299
    هذا بالإضافة إلى الأحاديث الأخرى التي نصت على أن الإمام علي (ع) خليفة ووصي للنبي المصطفى ومن أشهرها حديث الدار الذي قال النبي فيه لعلي بن أبي طالب: (إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا). والذي ذكره المفسرون في ذيل آية { وأنذر عشيرتك الأقربين } وكذلك ذكره المؤرخون والمحدثون أمثال:

    1 - الطبري في تأريخه ج 2 ص 319 طبع دار المعارف بمصر.

    2 - ابن الأثير في الكامل ج 2 ص 62 طبع دار صادر ببيروت.

    3 - الحلبي في سيرته ج 1 ص 311 طبع البهية بمصر.

    4 - المتقي الهندي في كنز العمال ج 15 ص 115 حديث 334 طبع حيدر آباد.

    5 - ابن عساكر في تأريخ دمشق ترجمة الإمام علي ج 1 ص 85 حديث 139 - 141 طبع بيروت.

    6 - تفسير الخازن ج 3 ص 371 و 390 طبع مصر.

    7 - تفسير المنير للجاوي ج 2 ص 118 طبع الحلبي بمصر.

    ولو رغبت ببقية الأحاديث التي تنص على أن عليا (ع) خليفة ووصي للنبي (ص) فسنوافيك بها بإذنه تعالى..

    والسلام على من اتبع الهدى...

  • وكتب (بالدليل) بتاريخ 6 - 12 - 1999، التاسعة والنصف مساء:

    الأخ فرزدق، شكرا كثيرا.

  • وكتب (فرزدق) بتاريخ 8 - 12 - 1999، السادسة صباحا:

    ولك الشكر الجزيل أيضا.. ولكن قل لي أين المحب؟؟!!

  • وكتب (محب السنة) بتاريخ 8 - 12 - 1999، العاشرة مساء:


    الصفحة 300
    إلى بالدليل وفرزدق: إليكما ما قاله أهل العلم في شرح الأحاديث الواردة في ولاية علي رضي الله عنه ومعناها الحقيقي مما يدفع الإشكال الذي توهمتموه من معناه، وسيلاحظ المنصف أن كلامهم كلام علمي بعيد عن التعصب والهوى فهم يثبتون ما صح من الألفاظ ويردون ما لم يصح ويفسرون الألفاظ وفق ما تقتضيه قواعد الفهم في اللغة العربية التي وردت بها النصوص الشرعية...

    ثم نقل محب السنة مقطعا من كلام ابن حجر وابن تيمية، يظهر فيه تحيرهما في تفسير الحديث وتأويله!!

    قال: عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم. قالوا: بلى. قال:

    ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه. قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. رواه الإمام أحمد قيل سبب ذلك أن عليا تكلم فيه بعض من كان معه في اليمن فأراد صلى الله تعالى عليه وسلم بهذا أن يحبب إليهم قلت ففي جامع الترمذي عن البراء بعث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم جيشين وأمر على أحدهما عليا وعلى الآخر خالدا وقال إذا كان القتال فعلي فافتتح حصنا وأخذ منه جارية فكتب لي خالد كتابا إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعثني به قال فقدمت إلى النبي صلى الله تعالى

    الصفحة 301
    عليه وسلم فقرأ الكتاب فتغير لونه ثم قال ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال قلت أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإنما أنا رسول فسكت. قال الترمذي حديث حسن، وعلى هذا ألست أولى بالمؤمنين معناه ألست أحق بالمحبة والتوقير والإخلاص بمنزلة الأب للأولاد؟!

    ينبه على ذلك قوله تعالى: وأزواجه أمهاتهم. وقوله: فهذا ولي من أنا مولاه معناه محبوب من أنا محبوبه.

    قلت: ويدل على هذا المعنى قوله: اللهم وال من ولاه أي أحب من أحبه بقرينة اللهم عاد من عاداه وعلى هذا فهذا الحديث ليس له تعلق بالخلافة أصلا كما زعمت الرافضة ويدل عليه أن العباس وعليا ما فهما منه ذلك كيف وقد أمر العباس عليا أن يسأل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أن هذا الأمر فينا أو في غيرنا فقال له على إن منعنا فلا يعطينا أحد أو كما قال.

    وفي رواية أحمد: (دعوا عليا دعوا عليا) (إن عليا مني وأنا منه) أي في النسب والصهر والمسابقة والمحبة وغير ذلك من المزايا ولم يرد محض القرابة وإلا فجعفر شريكه فيها.

    قاله الحافظ في الفتح، وقال النووي في شرح قوله صلى الله عليه وسلم في شأن جليبيب رضي الله عنه (هذا مني وأنا منه)، معناه المبالغة في اتحاد طريقتهما، واتفاقهما في طاعة الله تعالى تنبيه: احتج الشيعة بقوله صلى الله عليه وسلم (إن عليا مني وأنا منه) على أن عليا رضي الله عنه أفضل من سائر الصحابة رضي الله عنهم زعما منهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل عليا من نفسه حيث قال: (إن عليا مني) ولم يقل هذا القول في غير علي.


    الصفحة 302
    قلت: زعمهم هذا باطل جدا فإنه ليس معنى قوله صلى الله عليه وسلم (إن عليا مني) أنه جعله من نفسه حقيقة، بل معناه هو ما قد عرفت آنفا، وأما قولهم لم يقل هذا القول في غير علي فباطل أيضا فإنه صلى الله عليه وسلم قد قال هذا القول في شأن جليبيب رضي الله تعالى عنه، ففي حديث أبي برزة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء الله عليه فقال لأصحابه: (هل تفقدون من أحد)؟ قالوا نعم فلانا وفلانا وفلانا الحديث وفيه قال: (لكني أفقد جليبيبا فاطلبوه) فطلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عليه فقال: (قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه) ورواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم هذا القول في شأن الأشعريين. ففي حديث أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم).

    رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم هذا القول في شأن بني ناجية، ففي حديث سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبني ناجية: أنا منهم وهم مني. رواه أحمد في مسنده وهو ولي كل مؤمن من بعدي.

    استدل به الشيعة على أن عليا رضي الله عنه كان خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير فصل، واستدلالهم به عن هذا باطل فإن مداره عن صحة زيادة لفظ بعدي وكونها صحيحة محفوظة قابلة للاحتجاج والأمر ليس كذلك، فإنها قد تفرد بها جعفر بن سليمان وهو شيعي بل هو غال في التشيع، قال في تهذيب التهذيب: قال الدوري كان جعفر إذا ذكر معاوية شتمه وإذا ذكر عليا قعد يبكي.


    الصفحة 303
    وقال ابن حبان في كتاب الثقات: حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن أبي كامل حدثنا جرير بن يزيد بن هارون بين يدي أبيه قال بعثني أبي إلى جعفر فقلت بلغنا أنك تسب أبا بكر وعمر؟ قال أما السب فلا ولكن البغض ما شئت فإذا هو رافضي الحمار. انتهى. فسبه أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ينادي بأعلى نداء أنه كان غاليا في التشيع، لكن قال ابن عدي عن زكرياء الساجي: وأما الحكاية التي حكيت عنه فإنما عنى به جارين كانا له قد تأذى بهما يكنى أحدهما أبا بكر ويسمى الآخر عمر فسئل عنهما فقال أما السب فلا ولكن بغضا ما لك ولم يعن به الشيخين أو كما قال. انتهى.

    فإن كان كلام ابن عدي هذا صحيحا فغلوه منتف وإلا فهو ظاهر، وأما كونه شيعيا فهو بالاتفاق. قال في التقريب: جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري صدوق زاهد لكنه كان يتشيع انتهى، وكذا في الميزان وغيره، وظاهر أن قوله بعدي في هذا الحديث مما يقوى به معتقد الشيعة وقد تقرر في مقره أن المبتدع إذا روى شيئا يقوي به بدعته فهو مردود.

    قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في مقدمته: والمختار أنه إن كان داعيا إلى بدعته ومروجا له رد وإن لم يكن كذلك قبل إلا أن يروي شيئا يقوي به بدعته فهو مردود قطعا. انتهى.

    فإن قلت: لم يتفرد بزيادة قوله بعدي جعفر بن سليمان بل تابعه عليها أجلح الكندي فروى الإمام أحمد في مسنده هذا الحديث من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر

    الصفحة 304
    خالد بن الوليد الحديث وفي آخره: (لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي).

    قلت: أجلح الكندي هذا أيضا شيعي قال في التقريب: أجلح بن عبد الله بن حجية يكنى أبا حجية الكندي يقال اسمه يحيى صدوق شيعي انتهى، وكذا في الميزان وغيره، والظاهر أن زيادة بعدي في هذا الحديث من وهم هذين الشيعيين، ويؤيده أن الإمام أحمد روى في مسنده هذا الحديث من عدة طرق ليست في واحدة منها هذه الزيادة. فمنها ما رواه من طريق الفضل بن دكين حدثنا ابن أبي عيينة عن الحسن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة الحديث وفي آخره فقال: (يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم)؟ قلت بلى يا رسول الله قال (من كنت مولاه فعلي مولاه). ومنها ما رواه من طريق أبي معاوية حدثنا الأعمش عن سعيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية الحديث. وفي آخره: (من كنت وليه فعلي وليه).

    ومنها ما رواه من طريق، وكيع حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه أنه مر على مجلس وهم يتناولون من علي الحديث وفي آخره: من كنت وليه فعلي وليه. فظهر بهذا كله أن زيادة لفظ بعدي في هذا الحديث ليست بمحفوظة بل هي مردودة، فاستدلال الشيعة بها على أن عليا رضي الله عنه كان خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير فصل باطل جدا. هذا ما عندي والله تعالى أعلم.

    وقال الحافظ ابن تيمية في منهاج السنة، وكذلك قوله: هو ولي كل مؤمن بعدي كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو في حياته

    الصفحة 305
    وبعد مماته ولي كل مؤمن وكل مؤمن وليه في المحيا والممات، فالولاية التي هي ضد العداوة لا تختص بزمان، وأما الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها والي كل مؤمن بعدي كما يقال في صلاة الجنازة إذا اجتمع الولي والوالي قدم الوالي في قول الأكثر وقيل يقدم الولي.

    وقول القائل علي ولي كل مؤمن بعدي كلام يمتنع نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول بعدي وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول وال على كل مؤمن. انتهى.

    فإن قلت: لم يتفرد جعفر بن سليمان بقوله: (هو ولي كل مؤمن بعدي) بل وقع هذا اللفظ في حديث بريدة عند أحمد في مسنده ففي آخره لا تقع في علي (فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي) قلت: تفرد بهذا اللفظ في حديث بريدة أجلح الكندي وهو أيضا شيعي.

  • وكتب (بالدليل) بتاريخ 8 - 12 - 1999، العاشرة والثلث ليلا:

    معاني الولي منها: ولي القاصر أبوه وجده لأبيه، ثم وصي أحدهما، ثم الحاكم الشرعي، فإن معناه أن هؤلاء هم الذين يلون أمره، ويتصرفون بشؤونه. والقرائن على إرادة هذا المعنى من الولي في تلك الأحاديث لا تكاد تخفى على أولي الألباب، فإن قوله صلى الله عليه وآله: وهو وليكم بعدي، ظاهر في قصر هذه الولاية عليه، وحصرها فيه. وهذا يوجب تعيين المعنى الذي قلناه، ولا يجتمع مع إرادة غيره، لأن النصرة والمحبة والصداقة ونحوها غير مقصورة على أحد، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، وأي ميزة أو مزية أراد النبي إثباتها في هذه الأحاديث لأخيه ووليه، إذا كان معنى الولي غير الذي قلناه، وأي أمر خفي صدع النبي في هذه الأحاديث ببيانه،