الصفحة 306
إذا كان مراده من الولي النصير أو المحب أو نحوهما، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن يهتم بتوضيح الواضحات، وتبيين البديهيات، إن حكمته البالغة، وعصمته الواجبة، ونبوته الخاتمة، لأعظم مما يظنون، على أن تلك الأحاديث صريحة في أن تلك الولاية إنما تثبت لعلي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا أيضا يوجب تعيين المعنى الذي قلناه، ولا يجتمع مع إرادة النصير والمحب وغيرهما، إذ لا شك باتصاف علي بنصرة المسلمين ومحبتهم وصداقتهم منذ ترعرع في حجر النبوة، واشتد ساعده في حضن الرسالة، إلى أن قضى نحبه عليه السلام، فنصرته ومحبته وصداقته للمسلمين غير مقصورة على ما بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما لا يخفى.

وحسبك من القرائن على تعيين المعنى الذي قلناه، ما أخرجه الإمام أحمد في ص 347 من الجزء الخامس من مسنده بالطريق الصحيح عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، عن بريدة، قال: (غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله (ص) ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال من كنت مولاه فعلي مولاه (531)). ا ه. وأخرجه الحاكم في ص 110 من الجزء الثالث من المستدرك، وصححه على شرط مسلم. وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلما بصحته على شرط مسلم أيضا.

وأنت تعلم ما في تقديم قوله: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من الدلالة على ما ذكرناه.. ومن أنعم النظر في تلك الأحاديث وما يتعلق بها لا يرتاب فيما قلناه. والحمد لله. انتهى.

وغاب محب السنة وزملاؤه ولم يعودوا، كالعادة!!


الصفحة 307

الفصل التاسع
إثبات نصب ابن تيمية ومقلديه

عناوين مواضيع الفصل:

  • إثبات أن ابن تيمية ناصبي مبغض لعلي عليه السلام.

  • إنكار ابن تيمية لحديث: علي مع الحق!

  • ابن تيمية يكذب بغضا لعلي!

  • تناقض أقوال ابن تيمية في علي!

  • إنكار ابن تيمية حديث: علي مني وأنا منه!


    الصفحة 308

    الصفحة 309

    إثبات أن ابن تيمية ناصبي مبغض لعلي عليه السلام

  • كتب (التلميذ) في شبكة هجر الثقافية، بتاريخ 26 - 11 - 1999، الثانية ظهرا، موضوعا بعنوان (هذا رأي ابن تيمية في علي!!)، قال فيه:

    يقول ابن تيمية في كتابه منهاج السنة ج 4 ص 138: (وأما قوله: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (أقضاكم علي) والقضاء يستلزم العلم والدين، فهذا الحديث لم يثبت وليس له إسناد تقوم به الحجة).

    أقول: أولا: لينظر إلى قول ابن تيمية: (والقضاء يستلزم العلم والدين) إنه أكبر انتقاص من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث يلزم قوله هذا إلى أن عليا عليه السلام يفقدهما، إن مثل هذا القول لو قاله عالم شيعي في حق أي صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأقام عليه أتباع ابن تيمية الدنيا ولم يقعدوها، ولشهروا به في كل منتدى ومحفل، بل ولمزوه بالضلال وربما بالكفر، ولكن لأن قائله - ابن تيمية - فهو مرضي ومقبول عندهم ويدافعون عنه بالغالي والنفيس، ولن يلمزوه لا بكفر ولا بضلال بل هو عندهم شيخ الإسلام، وصدق الشاعر عندما قال:

    وعين الرضا عن كل عيب كليلة * ولكن عين السخط تبدي المساويا


    الصفحة 310
    ثانيا: لقد اعترف الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب بأن عليا عليه السلام هو (أقضاهم) فقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: (أقرؤنا أبي، وأقضانا علي). (أنظر صحيح البخاري ج 4 ص 1628، السنن الكبرى للنسائي). قال ابن حجر في فتح الباري (ج 8 ص 167) في شرحه الحديث المذكور: (وأما قوله: وأقضانا علي، فورد في حديث مرفوع أيضا عن أنس رفعه: أقضى أمتي علي بن أبي طالب. أخرجه البغوي.

  • فكتب (العاملي) بتاريخ 26 - 11 - 1999، الخامسة مساء:

    الأخ الفاضل التلميذ، بعد السلام عليكم، أضيف إلى موضوعك بعض مصادر للحديث كنت جمعتها، ولكن يوجد ناس لو جئتهم بكل حديث وآية.. ولو ضربت خيشومهم بالسيف.. لما أحبوا عليا عليه السلام، لأن حبه حرمه الله عليهم بنص رسوله صلى الله عليه وآله!!

    - في مسند أحمد ج 5 ص 113: عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني حبيب يعني ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر: علي أقضانا، وأبي أقرؤنا...

    حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا سويد بن سعيد في سنة ست وعشرين ومائتين، ثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: خطبنا عمر رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: علي رضي الله عنه: علي أقضانا، وأبي رضي الله عنه أقرؤنا...


    الصفحة 311
    - وفي فتح الباري ج 7 ص 60: أخرج المصنف من مناقب علي أشياء في غير هذا الموضع منها حديث عمر علي أقضانا، وسيأتي في تفسير البقرة، وله شاهد صحيح من حديث بن مسعود عند الحاكم.

    - وفي مصنف ابن أبي شيبة ج 7 ص 183: حدثنا ابن نمير، قال:

    حدثنا الأعمش عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: علي أقضانا وأبي أقرأنا.

    - وفي تاريخ المدينة لابن شبة: 2 / 706:

    حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن الزبير، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

    قال عمر رضي الله عنه: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي.

    - وفي الطبراني الأوسط ج 7 ص 357: محمد بن عيسى بن السكن نا عبيد بن محمد ابن عائشة التيمي نا عبد الواحد بن زياد [ ثنا ] أبو فروة مسلم بن سالم، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: سمعت عمر: يقول أقضانا علي وأبي أقرؤنا. لم يرو هذا الحديث عن أبي فروة، إلا عبد الواحد بن زياد.

    - وفي مناقب الخوارزمي ص 92: وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي ابن المؤمل الماسرجسي، حدثني أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا يعلى بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: علي أقضانا، وأبي أقرأنا.


    الصفحة 312
    - وفي كشف العجلوني ج 1 ص 162: (أقضاكم علي) تقدم بمعناه في حديث أرحم أمتي، ورواه البغوي في شرح السنة والمصابيح عن أنس، ورواه البخاري وابن الإمام أحمد عن ابن عباس بلفظ قال: قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا وأبي أقرؤنا، والحاكم، وصححه عن ابن مسعود بلفظ: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي.. وروى البغوي في المرفوع عن أنس أيضا: أقضى أمتي علي، وعزاه الطبري في الرياض النضرة للحاكم بسند واه عن معاذ بن جبل مرفوعا، في حديث أوله: يا علي تخصم الناس بسبع..

    وذكر منها: وأبصرهم بالقضية. لكن أوردها ابن الجوزي في الموضوعات!

    ونحوه عند أبي نعيم عن أبي سعيد: يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيها أحد. وأثبت منها كلها ما رواه الحاكم وابن ماجة والترمذي والبزار من طرق عن علي. أحسنها رواية البزار عنه بسند واه أنه صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قاضيا قال: يا رسول الله بعثتني أقضي بينهم وأنا شاب لا أدري ما القضاء، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: اللهم اهده ، وثبت لسانه. قال فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين. وقد رواه ابن حبان عن ابن عباس عنه، وهذه الطرق يقوي بعضها بعضا.

    نعم، روى البخاري في التفسير وأبو نعيم عن ابن عباس قال قال عمر:

    أقضانا علي وأقرؤنا أبي، ونحوه عن أبي وآخرين، وللحاكم عن ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي، وقال صحيح.

    ومثل هذه الصيغة حكمها الرفع على الصحيح، وكذا قاله في الأصل.

    ونظر فيه القاري في الموضوعات، أي لأنه مما يمكن أن يكون للرأي فيه مجال.

    فليتأمل.


    الصفحة 313
    - وفي فتح الملك العلي لابن الصديق المغربي ص 70:

    شهادة عمر بن الخطاب:

    قال البخاري في تفسير البقرة من صحيحه: حدثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى، ثنا سفيان، عن حبيب سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر رضي الله عنه: أقرؤنا أبي وأقضانا علي (ميزان الاعتدال 4: 99) وقال:

    قاسم بن أصبغ في مصنفه: حدثنا أبو بكر أحمد بن زهير، ثنا أبو خيثمة، ثنا أبو سلمة التبوذكي، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا أبو جروة، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال عمر رضي الله عنه: علي أقضانا، وأخرجه ابن أبي خيثمة من وجه آخر أيضا قال: حدثنا أبي، ثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس قال: قال عمر: علي أقضانا. وأسنده الذهبي في ترجمة الحافظ أبي بكر بن زياد من التذكرة من هذا الوجه وزاد: وأبي أقرؤنا.

    وقال ابن أبي خيثمة، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا مؤمل ابن إسماعيل، ثنا سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال:

    كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن، وكان عمر يقول: لولا علي لهلك عمر. وقال ابن الأثير في أسد الغابة بعد إيراده آثارا في علم علي:

    ولو ذكرنا ما سأله الصحابة مثل عمر وغيره رضي الله عنهم لأطلنا. انتهى.

    شهادة عبد الله بن مسعود:

    قال أبو نعيم في الحلية: ثنا أبو القاسم نذير بن جناح القاضي، ثنا إسحاق بن محمد بن مروان، ثنا أبي، ثنا عباس بن عبيد الله، ثنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك، عن عبيدة، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود قال: إن

    الصفحة 314
    القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن وأن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن (1).

    قال الحسن بن علي الحلواني في كتاب المعرفة له: حدثنا يحيى بن آدم قال:

    ثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن ابن ميسرة قال: قال ابن مسعود: إن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب. قال الحلواني أيضا: ثنا يحيى بن آدم، ثنا مبذو، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال: قال عبد الله: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب.

    شهادة ابن عباس:

    قال ابن عبد البر: ثنا خلف بن القاسم، ثنا عبد الله بن عمر الجوهري، ثنا أحمد بن محمد بن الحجاج، ثنا محمد ابن أبي السري، ثنا عمرو بن هاشم الجنبي، ثنا جويبر، عن الضحاك ابن مزاحم، عن عبد الله بن عباس قال:

    والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر، وروى طاووس عنه أيضا، قال: كان علي والله قد ملئ علما وحلما.

    قال ابن أبي خيثمة: حدثنا فضيل عن عبد الوهاب قال: ثنا شريك، عن ميسرة، عن المنهال، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به.

    قال أبو نعيم في الحلية: حدثنا أحمد ابن إبراهيم بن جعفر، ثنا محمد بن يونس السامي، ثنا أبو نعيم، ثنا حبان بن علي، عن مجاهد، عن الشعبي، عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب أرسله إلى زيد بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين إني ما علمتك لبذات الله عليم وإن الله لفي صدرك لعظيم.


    الصفحة 315

    شهادة عائشة:

    قال ابن أبي خيثمة: ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن قليب، عن جابر قال: قالت عائشة: من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا: علي، قالت: أما إنه أعلم الناس بالسنة، وكانت كثيرا ما ترجع إليه في المسائل.

    - مصادر ذكرها بهامش كتاب النص والاجتهاد للسيد شرف الدين ص 389:

    عمر بن الخطاب: علي أقضانا:

    يوجد في: ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 / 27 ح 1054 و 1055 و 1056 و 1057 و 1058 و 1059 و 1060 و 1061 و 1062 ط بيروت، حلية الأولياء ج 1 / 65، صحيح البخاري ك التفسير ج 6 / 23، المستدرك للحاكم ج 3 / 305، أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 / 97 ح 21 و 23، إحقاق الحق ج 8 / 61، الإستيعاب بهامش الإصابة ج 3 / 39 و 40، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 / 339 و 340، تذكرة الحفاظ ج 3 / 38، أخبار القضاة ج 1 / 88، المناقب للخوارزمي ص 47، أسنى المطالب للجزري ص 72، البداية والنهاية ج 7 / 359، تاريخ الخلفاء ص 115، الغدير ج 3 / 97.

    قول عبد الله بن مسعود: أقضى أهل المدينة على بن أبي طالب:

    يوجد في: ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 / 34 ح 1063 و 1064 و 1065 و 1066 و 1067 و 1068 و 1069 ط بيروت، أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 / 97 ح 22، الطبقات الكبرى ج 2 / 338، الإستيعاب بهامش الإصابة ج 3 / 39 و 41، شواهد التنزيل للحسكاني ج 1 / 24 ح 20، المستدرك للحاكم ج 3 / 135، أخبار القضاة ج 1 / 89، إحقاق الحق ج 8 / 57، الرياض النضرة ج 2 / 209 ط 1، مجمع الزوائد ج 9 / 116، فتح الباري ج 8 / 59، المناقب للخوارزمي ص 47، أسنى المطالب للجزري ص 73، تمييز الخبيث من الطيب ص 25.


    الصفحة 316
    - وفي مقام الإمام علي (ع) لنجم الدين العسكري ج 1 ص 26:

    (الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص 78) في الفصل الذي ذكر فيه ثناء الصحابة لعلي عليه السلام (قال): أخرج ابن سعد (أي في الطبقات) بسنده عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب، علي أقضانا، وفي الرياض النضرة ج 2 (ص 198): عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: أقضانا علي بن أبي طالب.

    (قال المؤلف) أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي في (تاريخ الخلفاء ج 1 ص 66) نحوه في الباب الذي ذكر فيه فضائل علي عليه السلام، وقال: أخرج ابن سعد عن علي أنه قيل له: ما لك أنت أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله حديثا (قال): إني كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكت ابتدأني.

    (ثم قال) وأخرج عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب، علي أقضانا، وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي. (قال) عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن.

    (قال المؤلف) إن تعوذ عمر (رض) بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام ذكره جمع كثير من علماء السنة الشافعية والحنفية (منهم): ابن عبد البر في الإستيعاب (ج 2 ص 484) حيث أخرج عن سعيد ابن المسيب أنه قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.

    (ومنهم) محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبى (ص 82) فإنه قال بعد ذكره مراجعة عمر إلى علي عليه السلام في حكم المرأة التي ولدت لستة أشهر (قال) وعن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن (أخرجه أحمد بن حنبل وأبو عمر).

    (ومنهم) أبو المظفر يوسف بن قزاغلي الحنفي في كتابه (تذكرة خواص الأئمة ص 87) طبع إيران (قال) قال عمر في فضية المرأة التي ولدت لستة أشهر فأمر برجمها فمنعهم من ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام بعد ما بين سببه، قال: عمر اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب.

    (ومنهم) علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 3 ص 53) فإنه أخرج ما بمعناه، وهذا نصه قال عمر: اللهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي.


    الصفحة 317
    (ومنهم) محب الدين الطبري فإنه أخرج في ذخائر العقبى (ص 82) مراجعة عمر إلى علي عليه السلام في قضاياه المشكلة وقوله: اللهم لا تنزلن بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي، وذكر أيضا عن يحيى بن عقيل قال: كان عمر يقول لعلي إذا سأله ففرج عنه: لا أبقاني الله بعدك يا علي (قال) وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شئ فأجابه: أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن. (وقال المؤلف) أن لعمر مع علي عليه السلام عندما كان يفرج عنه كلمات عديدة بعبارات مختلفة، وقد جمعنا بعضها في كتابنا (علي والخلفاء ص 114 و ص 118 و ص 126 و ص 127) راجع الكتاب لكي تعرف أن عليا عليه السلام كان مقدرا عند معاصريه من الخلفاء وغيرهم، وأنه عليه السلام مع أنه كان جليس داره كان هو المرجع في حل مشكلات المسلمين، وقد ذكرنا في كتابنا المشار إليه ما يقرب من (140) قضية مشكلة راجعوا فيها أمير المؤمنين عليه السلام فحلها عليه السلام حلا مرضيا. (وقال المؤلف) ومن جملة علماء الشافعية الذين ذكروا قول عمر في حق علي عليه السلم (علي أقضانا) الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 130) (قال) روى سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر قال: علي أقضانا، (ثم قال: عمر) أخذت ذلك من رسول الله فلا أتركه أبدا. (قال المؤلف) قول عمر أخذا ذلك من رسول الله أشار به إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: علي أقضاكم، يقول فإني أخذت قولي في علي: علي أقضانا، من قول ابن عمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأخرجه أيضا ابن الصباغ المالكي في كتابه (الفصول المهمة (ص 17). وخرج الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 104) بعد أن قال: كان علي أعلم الصحابة قال: ويدل على أن عليا كان أعلم الصحابة وجوه، (الأول) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقضاكم علي، والقاضي محتاج إلى جميع أنواع العلوم فلما رجحه (صلى الله عليه وآله وسلم) على الكل في القضاء لزم ترجيحه عليهم في العلوم، أما ساير الصحابة فقد رجح كل واحد منهم على غيره في علم واحد كقوله صلى الله عليه وآله أفرضكم زيد وأقرأكم أبي، (قال) فلما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكل واحد فضيلة وأراد أن يجمعها لابن عمه علي بن أبي طالب (عليه السلام) بلفظ واحد كما ذكر لأولئك ذكره بلفظ يتضمن جميع ما ذكره في حقهم وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقضاكم علي) انتهى باختصار. وفي الرياض النضرة ج 2 ص 198) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أقضى أمتي علي، أخرجه في المصابيح.


    الصفحة 318
    - وفي كتاب أضواء على الصحيحين للشيخ محمد صادق النجمي ص 341: أقول: هذه الكلمة التي أقر بها الخليفة الثاني واعترف بها، اقتبسها من كلمة النبي صلى الله عليه وآله التي طالما كان يكررها في مواقف عديدة، فمرة قال صلى الله عليه وآله: أقضاهم علي (2) أي أقضى الأصحاب، وأخرى قال: أقضاها علي (3) الأمة جمعاء.

    ولا يخفى أن مسألة القضاء وإن كانت تستلزم التقوى والورع، فإنها تحتاج ضرورة إلى العلم الكافي والمعرفة التامة بالمسائل، بحيث لو لم تحصل تلك العلوم لاستحال القضاء الصحيح.

    وبناء على هذا، إن معرفة الإمام علي التامة بعلم القضاء، الذي أمضاه الرسول وهو في الواقع إشارة إلى أن الإمام علي له المعرفة التامة بجميع العلوم، وكأن كلمة الرسول (أقضاهم علي) حلت محل (علي أعلمهم وأتقاهم و... و...).

  • وكتب (التلميذ) بتاريخ 27 - 11 - 1999، السادسة صباحا:

    أحسنتم أخي العزيز العاملي وبارك الله فيكم، وجعله في ميزان عملك إن شاء الله تعالى. تقبل تحياتي. أخوكم في العقيدة. التلميذ.

  • وكتب (الصارم المسلول)، السابعة صباحا:

    عجيب أمركم!

  • وأجاب (التلميذ)، الثامنة صباحا:

    ما هو العجيب من أمرنا يا مسلول؟ لماذا لا تتعجب من كلام من سميتموه شيخ الإسلام وهو ينفي عن أمير المؤمنين عليه السلام العلم والدين؟!


    الصفحة 319
    أليس علي صحابيا؟ لماذا لا توجه اللوم لهذا الشيخ الذي ينتقص علي؟

    لماذا تتعجب من أمرنا؟ والله إن أمركم لأعجب يا مسلول؟

  • وكتب (مشارك) بتاريخ 28 - 11 - 1999، السادسة والنصف مساء:

    ذكرت التلميذ بكلامي فهو يدعي أنه لن يتحاور معي بعد الآن!!!!

    سأذكر لك بعض من أورد هذا الحديث المرفوع في الضعاف والموضوعات ودعك من تلبيس العاملي الذي يحتج ببعض الآثار فكلامنا عن الحديث المرفوع للنبي صلى الله عليه وهو لا يثبت فتجد من ضعفه في المراجع التالية:

    1) أسنى المطالب (الحوت) جزء 1 ص 240

    2) الأسرار المرفوعة (ملا علي القاري) ج 1 ص 52

    3) التمييز (ابن الديبع) ج 1 ص 29

    4) الشذرة (ابن طولون) ج 1 ص 127

    5) اللؤلؤ المرصوع (ابن القاوقجي) ج 1 ص 56

    6) المقاصد الحسنة (السخاوي) ج 1 ص 142

    7) كشف الخفاء (العجلوني) ج 1 ص 489

    والآن هل لا زلت متذكرا لوعدك بعدم الحوار معي؟

  • وكتب (العاملي) بتاريخ 28 - 11 - 1999، السابعة مساء:

    احتجاجنا على ابن تيمية يا مشارك بكلام عمر، وشهادته القاصعة لك ولابن تيمية بأن عليا عليه السلام أقضى الصحابة، فهو أفقههم وأعلمهم!!

    وكلام عمر دائما عندك مقبول يا مشارك.. فلما صار مدحا لعلي عليه السلام وشهادة بأنه أعلم الصحابة، صار (أثرا) لا قيمة له!! ونزل على قلبك غمة!! وصرت مهتما بتضعيف الحديث النبوي في ذلك؟!!

    وتصف من احتج عليك بقول عمر أنه يستعمل التلبيس؟!!


    الصفحة 320
    إياك يا مشارك أن تكون مبغضا لعلي بن أبي طالب!! فأنت تعرف حكم الإسلام في مبغض علي ورأيه في حسبه ونسبه!! انتهى.

  • وكتب (صريح)، الثامنة والثلث مساء:

    علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يحب أبا بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة ولا يكفرهم. هذا تكفره الإمامية وتلعنه ولا تحبه.

    علي الشخصية الوهمية الموجودة في كثير من رواياتهم الذي يكفر الصحابة ولا يحبهم ويراهم مغتصبين للإمامة، وله قدرات خارقة ومعاجز كثيرة، كإحياء الموتى ومعرفة الغيب وغير ذلك. هذا الذي تعبده الإمامية وتتولاه وتتابعه! وهنا يتبين للمنصف أنهم يعبدون ويتابعون معدوما لا حقيقة له لا هو ولا للأئمة من بعده، فكلهم لهم صورتان: صورة حقيقية وهي تخالف معتقدات الإمامية، وصورة وهمية نسجتها أيد مفسدة مخربة، ويوم القيامة سيتبرأ علي وفاطمة وذريته رضي الله عنهم من هؤلاء الإمامية. وعندها سيقول الأتباع المغرر بهم: ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا. فليفهم من قدر له الفهم هذه الحقيقة، وليتدارك نفسه قبل حلول رمسه.

  • وكتب (عمار)، الثامنة والنصف مساء:

    الأخ صريح. لا تخرج عن الموضوع يرحمكم الله، واترك الأخوة يتناقشون.

    وكذلك زميلي وحبيبي الفاطمي حفظه الله ورعاه. والسلام عليكم.

  • وكتب (مشارك) بتاريخ 29 - 11 - 1999، الخامسة مساء:

    يا عاملي: نحن أولى بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه منكم، ونحن لا ننكر فضله وسابقته وهو من المبشرين بالجنة، ولا ينكر أحد علم علي

    الصفحة 321
    بالقضاء، ولكن أنتم عبتم على شيخ الإسلام تضعيفه لهذا الحديث المرفوع،، فبينا لكم أن هذا ما عليه علماءنا. لم يبق إلا الروافض ليتكلموا في النسب ونسوا أن نساءهم عندهم من المستأجرات. ولكن لعلكم لم تنسوا ليلة الطفية والمتعة الدورية وقرة العين، والملا صاحب المتعة (تأدب يا عاملي).

  • وكتب (التلميذ)، السابعة مساء:

    وما هو القول في نفي ابن تيمية الدين والعلم عن أمير المؤمنين عليه السلام؟

  • فأجاب (العاملي) بتاريخ 30 - 11 - 1999، العاشرة صباحا:

    أشكرك على أنك توصيني بالأدب يا مشارك، وأنا أكرر وصيتي أن تنتبه حتى لا تقع في هاوية بغض علي بن أبي طالب عليه السلام.

    وقد صح عندكم وعندنا أن مبغضه منافق درجة أولى!! فهو إذن خارج عن الإسلام وفي الدرك الأسفل من النار!! كما ورد في مصادرنا ومصادركم الطعن في نسب مبغض علي عليه السلام!!

    فما قلته أنا ليس من عندي بل من عند نبيك صلى الله عليه وآله، فهو وحي يوحى، ويلبس صاحبه لبسا!! وما قلته أنت فهو من عندك وافترائك، ولا يضر الشيعة ولا يضيرهم!

    وسؤالي: هل ثبت عندك أن مبغض علي منافق خارج عن الإسلام أم لا؟

    أرجو أن تجيبني؟. انتهى.

    ولم يجب مشارك على السؤال مع أنه عن قاعدة كلية، ولا أجابوا عن سؤال التلميذ حول نصب ابن تيمية!!

    (قال (العاملي): بعد مدة من هذا النقاش تتبعت حديث (أقضاكم علي) وما في معناه، فرأيته مسندا إلى النبي صلى الله عليه وآله في مصادر

    الصفحة 322
    السنيين بثلاث طرق، ومؤيدا بأحاديث صحيحة عندهم، وأن بعضهم رفعه ونسبه بصيغة القطع!

    فقد رواه ابن وكيع في أخبار القضاة: 1 / 88، بطريقين، قال:

    أخبرني محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فياض قال: حدثنا محمد بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

    (أقضى أمتي علي).

    وقال أيضا:

    حدثنا السري بن عاصم أبو سهل قال: حدثنا بشر بن زاذان أبو أيوب قال: حدثنا عمر بن الصبح، عن بريد بن عبد الله، عن مكحول، عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله (ص): (أقضى أمتي علي).

    ورواه ابن عساكر في تاريخه: 42 ص 241 ح 8753، بطريق ثالث، قال:

    أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، وأبو بكر محمد بن الحسين وأبو عبد الله البارع، وأبو غالب عبد الله بن أحمد بن بركة ومحمد بن قريس قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الحربي نا العباس بن علي بن العباس، أنا الفضل المعروف بالنسائي، نا محمد بن علي بن خلف العطار، نا أبو حذيفة عن عبد الرحمن بن قبيصة، عن أبيه، عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص):

    (علي أقضي أمتي بكتاب الله) فمن أحبني فليحبه، فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي.


    الصفحة 323
    وممن نسبه بصيغة القطع إلى النبي صلى الله عليه وآله وأرسله إرسال المسلمات:

    القرطبي في تفسيره، قال في: 15 / 162:

    قال القاضي أبو بكر بن العربي: فأما علم القضاء فلعمر إلهك إنه لنوع من العلم مجرد، وفصل منه مؤكد، غير معرفة الأحكام والبصر بالحلال والحرام، ففي الحديث (أقضاكم علي وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل).

    - وقال الغزالي في المستصفى ص 170:

    وقال (ص) في حق علي: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار.

    وقال صلى الله عليه وسلم: أقضاكم علي، وأفرضكم زيد، وأعرفكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل.

    - وقال الآمدي في الأحكام: 4 / 237:

    وقال عليه السلام: أقضاكم علي، وأفرضكم زيد، وأعرفكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل.

    - وقال النقوي في خلاصة عبقات الأنوار: 4 / 299:

    قال القاري: والمعضلات التي سأله كبار الصحابة ورجعوا إلى فتواه فيها فضائل كثيرة شهيرة. تحقق قوله عليه السلام: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقوله عليه السلام، أقضاكم علي.

    - وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: 51 / 300:

    ومنزلة أحمد من الفقهاء كمنزلة عمر في صلابته، لأنه لم يتكلم في القرآن إلا بحق.. ومنزلة الشافعي في العلماء كمنزلة علي في الصحابة، فإنه كان أعلمهم وأفضلهم وأقضاهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أقضاكم علي.


    الصفحة 324
    - وقال ابن جبر في نهج الإيمان ص 661:

    وكان لداود سلسلة الحكومة، وقال النبي صلى الله عليه وآله: أقضاكم علي.

    - وقال ابن الدمشقي في جواهر المطالب في مناقب علي: 1 / 76:

    السابعة: أنه أقضى القضاة من الصحابة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقضاكم علي. وقد بعثه النبي إلى اليمن وهو شاب فقال: والله يا رسول الله ما أدري القضاء. قال: فمسح بيده صدري وقال: اللهم اهد قلبه وسدد لسانه. قال: فوالله ما أشكلت علي قضية بعدها.

    - وقال الشيخ كاظم آل نوح في طرق حديث الأئمة الاثنا عشر ص 76:

    (80) فضل ابن روزبهان ذكره في الرد على نهج الحق للعلامة الحلي متسالما عليه بلا أي غمز في سنده، وقال في رد حجاج العلامة بأعلمية أمير المؤمنين بحديثي أقضاكم علي وأنا مدينة العلم، من طريق الترمذي:

    وأما ما ذكره المصنف من علم أمير المؤمنين فلا شك، فإنه من علماء الأمة والناس محتاجون إليه فيه، وكيف وهو وصي النبي (ص) في إبلاغ العلم وودائع حقائق المعارف، فلا نزاع لأحد فيه. انتهى.. وغيرهم.. وغيرهم.

    وقد أجاد العجلوني حيث اعتبر أن قول عمر في أصله مرفوع وهو نفس حديث النبي صلى الله عليه وآله.. قال في كشف الخفاء: 1 / 162:

    489 - (أقضاكم علي) تقدم بمعناه في حديث أرحم أمتي، ورواه البغوي في شرح السنة والمصابيح عن أنس، ورواه البخاري وابن الإمام أحمد عن ابن عباس بلفظ قال، قال عمر بن الخطاب علي أقضانا وأبي أقرؤنا.

    والحاكم وصححه عن ابن مسعود بلفظ: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي.


    الصفحة 325
    ورواه الملافي سيرته عن ابن عباس في حديث مرفوع أوله (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر). ورواه عبد الرزاق عن قتادة رفعه مرسلا بلفظ (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقضاهم علي..) الحديث، وهو موصول في فوائد ابن أبي نجيح عن أبي سعيد الخدري.

    وروى البغوي في المرفوع عن أنس أيضا (أقضى أمتي علي).

    وعزاه الطبري في الرياض النضرة للحاكم بسند واه عن معاذ بن جبل مرفوعا في حديث أوله (يا علي، تخصم الناس بسبع)، وذكر منها (وأبصرهم بالقضية) لكن أوردها ابن الجوزي في الموضوعات (أي الحديث عن معاذ الذي فيه سبع خصال وليس حديث أقضاكم علي). ونحوه عند أبي نعيم عن أبي سعيد (يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيها أحد).

    وأثبت منها كلها ما رواه الحاكم وابن ماجة والترمذي والبزار من طرق عن علي، أحسنها رواية البزار عنه بسند واه أنه صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قاضيا قال (يا رسول الله بعثتني أقضي بينهم وأنا شاب لا أدري ما القضاء) فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره وقال اللهم اهده وثبت لسانه، قال: فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين.

    وقد رواه ابن حبان عن ابن عباس عنه، وهذه الطرق يقوي بعضها بعضا.

    نعم روى البخاري في التفسير وأبو نعيم عن ابن عباس قال قال عمر:

    (أقضانا علي وأقرؤنا أبي) ونحوه عن أبي وآخرين، وللحاكم عن ابن مسعود قال: (كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي)، وقال صحيح، ومثل هذه الصيغة حكمها الرفع على الصحيح. انتهى.


    الصفحة 326

    إنكار ابن تيمية لحديث: علي مع الحق

  • وكتب (فرات) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 29 - 12 - 1999، العاشرة مساء، موضوعا بعنوان (ابن تيمية وحديث علي مع الحق والحق مع علي!!!)، قال فيه:

    إن حديث (علي مع الحق والحق مع علي) من الأحاديث القطعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رواه أكثر من عشرين صحابي (كذا)، ورواه أكثر من مائة حافظ ومحدث وعالم.

    أخرج الحاكم النيسابوري أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال:

    رحم الله عليا، اللهم أدر الحق معه حيث دار. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه). المستدرك: 3 / 124. وكذلك الترمذي في صحيحه: 5 / 592 وأخرج (لما سار علي إلى البصرة دخل على أم سلمة زوج النبي يودعها فقالت: سر في حفظ الله وفي كنفه، والله أنك لعلى الحق والحق معك، ولولا أني أكره أن أعص الله ورسوله فإنه أمرنا أن نقر في بيوتنا لسرت معك، ولكن والله لأرسلت معك من هو أفضل عندي وأعز علي من نفسي، ابني عمر.

    قال الحاكم بعد أحاديث هذا ثالثها: هذه الأحاديث كلها صحيحة على شرط الشيخين ولم يخرجاها!!. ووافقه الذهبي المستدرك: 3 / 119.

    والعجيب غن بعض من يدعي العلم، واتخذته طائفة من المسلمين شيخا لها، يقول: إنهم رووا جميعا، أن رسول الله قال: علي مع الحق والحق مع علي يدور معه، من أعظم الكلام كذبا وجهلا، فإن الحديث لم يروه أحد عن النبي لا بإسناد صحيح ولا ضعيف) منهاج السنة.


    الصفحة 327
    فهل بعد هذا إلا إبطال لسنة رسول الله الصحيحة.

    ابن تيمية يكذب بغضا لعلي!

  • وكتب (مالك الأشتر) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 14 - 2 - 2000، التاسعة والنصف صباحا موضوعا بعنوان (ابن تيمية يكذب! بغضا لعلي عليه السلام - 2 -)، قال فيه:

    قال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة ص 167، 168: حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (علي مع الحق والحق معه يدور حيث دار ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض) من أعظم الكلام كذبا وجهلا فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بإسناد صحيح ولا ضعيف وهل يكون أكذب ممن يروي عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثا والحديث لا يعرف عن أحد منهم أصلا؟ بل هذا من أظهر الكذب ولو قيل:

    رواه بعضهم وكان يمكن صحته لكان ممكنا، وهو كذب قطعا على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كلام ينزه عنه رسول الله. انتهى.

    فنقول: أما الحديث فأخرجه جمع من الحفاظ والأعلام منهم الخطيب في التاريخ (14 / 321) من طريق يوسف بن محمد المؤدب قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن سليمان السراج، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه عن أبي سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذر، قال دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليا وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة) هذه أم المؤمنين أم سلمة سيدة صحابية! وقد

    الصفحة 328
    نفى الرجل أن يكون أحد الصحابة قد رواه!! كما نفى أن يكون أحد من العلماء يرويه إلا أن يقول: إن الخطيب - وهو هو - ليس من العلماء! أو لم يعتبر أم المؤمنين صحابية!! وهذا أقرب إلى مبدأ ابن تيمية لأنها علوية النزعة علوية الروح علوية المذهب.

    وحديث أم سلمة سمعه سعد بن أبي وقاص في دارها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول علي مع الحق، أو الحق مع علي حيث كان).

    قاله في بيت أم سلمة فأرسل أحد إلى بيت أم سلمة فسألها فقالت: قد قاله رسول الله في بيتي. فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن.

    فقال: ولم؟ قال: لو سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم لم أزل خادما لعلي حتى أموت. أخرجه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (7 / 236) وقال:

    رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.

    قال العلامة الأميني رحمه الله: الرجل الذي لم يعرفه الهيثمي هو سعيد بن شعيب الحضرمي قد خفي عليه لمكان التصحيف. ترجمه غير واحد بما قال شمس الدين إبراهيم الجوزجاني: إنه كان شيخا صالحا صدوقا كما في خلاصة الكمال (خلاصة الخزرجي: 1 / 382 رقم 02479) وتهذيب التهذيب: 4 / 42.

    وكيف يحكم الرجل بأن الحديث لم يروه أحد من الصحابة والعلماء أصلا؟

    وهذا الحافظ بن مردويه في المناقب والسمعاني في فضائل الصحابة، أخرجا بالإسناد عن محمد بن أبي بكر عن عائشة...

    وروى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 1 / 73 عن محمد بن أبي بكر: أنه دخل على أخته عائشة...