مقدمة:
ألف الشيخ الصدوق هذا الكتاب، معتمدا المنهج الكلامي المعروف عند أهل الحديث وهو الاعتقاد في معرفة أصول الدين على النصوص الواردة، من كتاب وحديث ومفسرا لها حسب ما ورد من تفسيره عن أهل البيت - عليهم السلام - باعتبارهم معادن الحكمة والعلم ومخازن المعرفة.
وبما أن المنهج الكلامي المتبع لدي جمهور الشيعة هو المنهج الذي يقول إن أصول الدين ومسائل العقيدة لا بد أن يتوصل الإنسان إليها بنفسه وبالاستعانة بعقله الذي هو رسول باطن لديه، وإن استرشد إلى ذلك بطريق أهل البيت - عليهم السلام - والعلماء بحديثهم فلا بأس، أما أن يتقيد في ذلك بالنصوص، ولا يتعداها، أو يعتمد على ما ضعف ووهن منها، أو يقلد من يقول فيها برأي، اعتمادا على الظن، فلا.
وبما أن الشيخ المفيد يعتمد المنهج الثاني، فهو قد تصدي للشيخ الصدوق في كتاب الاعتقادات، بالنقد والرد في كتاب (تصحيح الاعتقادات).
وللبحث عن هذا الكتاب ومنهج المحدثين، ونقده مجال واسع، أكبر مما تحتمله هذه النظرات.
والله الموفق.
النسخ المعتمدة ومنهجية التحقيق:
كانت النسخ المعتمدة في تحقيق الكتاب كالتالي:
1 / النسخة المحفوظة في مكتبة المرعشي، تحت رقم 1945 حررت سنة 817 ه، وهي أقدم النسخ المعتمدة، وقد رمزنا لها ب " م ".
2 / النسخة المحفوظة في مكتبة المرعشي، تحت رقم 1382، حررت سنة 992 ه، وهي من النسخ الدقيقة وإن كان خطها غير واضح تماما، وتمتاز بزيادات وإضافات أشرنا إليها في الهامش، وقد رمزنا لها ب " ر ".
3 / النسخة المحفوظة في آستانة قدس رضوي، تحت رقم 367 - أخبار، حررت سنة 880 ه في 33 صفحة حجم 18 × 13، وهي من أدق النسخ، وقد رمزنا لها ب " ق ".
4 / النسخة المحفوظة في آستانة قدس رضوي، تحت رقم 368 - أخبار، حررت سنة 999 ه، وهي في 49 صفحة بحجم 17 × 10 وقد رمزنا لها ب " س ".
بالإضافة إلى ذلك استعنا بالطبعة الحجرية للكتاب التي صورت سنة
والنسخة التي اعتمدها المجلسي في موسوعته الحديثية بحار الأنوار ووزعها على أبوابها المناسبة، وقد أفردنا جدولا بذلك في نهاية المقدمة.
وتصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد الذي يمثل مناقشة نقدية للكتاب، وقد استفدنا منه في موارد محدودة جدا باعتبار أنه يكتفي بذكر بداية الباب فقط.
وفي مورد واحد فقط بدت عبارته غير متسقة تماما استعنا بكتاب الحر العاملي " الهجعة " الذي نقل عبارة الكتاب وقد أثبتناها في الهامش.
ومن خلال الممارسة العملية يبدو أن النسختين (ق، س) قد استنسختا من أصل واحد، وذلك لتشابههما في الاختلافات ولوجود الحواشي والتعليقات المتحدة في هامشيهما، ويبدو كذلك أن النسختين (م ر) قد استنسختا من أصل واحد، وذلك لتشابه الاختلافات ولانفرادهما بزيادات تخلو منها النسختين (ق، س)، وباتحاد السقوطات أو الإضافات التي كتبت في الهامش، ويبدو كذلك أن النسخة الحجرية قد طبعت على النسختين الأخيرتين أو على نسخة قريبة منهما، وقد استعنا بها في قراءة الهوامش التي لم يظهرها التصوير جيدا.
ولم نتخذ أيا من النسخة الخطية أصلا ومحورا للعمل باعتبار تأخرها جميعا عن عصر المؤلف، بل اعتمدنا طريقة أننا لم نثبت في المتن أي عبارة تنفرد بها إحدى النسخ إلا نادرا، لأن الكتاب، كما يبدو - كان محورا للتعليقات والحواشي المتكثرة التي تأخذ طريقها - بالاستنساخ المتتابع - بشكل طبيعي داخل النص، لذلك كان العمل حذرا جدا في التعامل مع هذا الزيادات.
وحاولنا بقد الامكان عدم إرباك النص بكثرة الاختلافات فعمدنا إلى نقل العبارة المختلف فيها بكلمتين أو أكثر، إلى الهامش تسهيلا للقارئ لإدراكها ضمن سياقها الآخر.
وقد استخرجنا نصوص الكتاب من المصادر الحديثية المسندة، إلا ما انفرد كتابنا بإرساله، مع ملاحظة أن أغلب أو كل أبواب الكتاب هي نصوص مروية يعثر عليها المتتبع بيسر وسهولة في مظانها.
باب الاعتقاد في التكليف 5: 305 / 19.
باب الاعتقاد في نفي الجبر والتفويض 5: 17 / 28.
باب الاعتقاد في الإرادة والمشيئة 5: 90 / 11.
باب الاعتقاد في القضاء والقدر 5: 97 / 24.
باب الاعتقاد في الفطرة والهداية 5: 192.
باب الاعتقاد في الاستطاعة 5: 8 / 10.
باب الاعتقاد في اللوح والقلم 57: 370 / 10.
باب الاعتقاد في الكرسي 58: 9 / 6.
باب الاعتقاد في العرش 58: 7 / 5 وفي 3: 328 إلى نهاية قول الصادق - عليه السلام -.
باب الاعتقاد في النفوس والأرواح 6: 249 / 87، 61: 78.
باب الاعتقاد في الموت 6: 167 ذكر بداية الباب ثم أحال على الأحاديث التي رواها عن معاني الأخبار.
باب الاعتقاد في المساءلة في القبر 6: 279.
باب الاعتقاد في الرجعة 53 / 128.
باب الاعتقاد في الحوض 8: 27.
باب الاعتقاد في الشفاعة 8: 58.
باب الاعتقاد فيما يكتب على العبد 5: 327 / 21.
باب الاعتقاد في العدل 5: 335.
باب الاعتقاد في الأعراف 8: 340 / 23.
باب الاعتقاد في الصراط 8: 70 / 19.
باب الاعتقاد في العقبات 7: 129 / 11.
باب الاعتقاد في الحساب والميزان 7: 251 / 9.
باب الاعتقاد في الجنة والنار 8: 200 / 204، و 324 / 102.
باب الاعتقاد في كيفية نزول الوحي 18: 248 / 1، 57: 370 / 11.
باب الاعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر 18 / 251 / 3.
باب الاعتقاد في العصمة 25: 211 / 24.
باب الاعتقاد في نفي الغلو والتفويض 25 / 342 / 25.
باب الاعتقاد في الظالمين 27: 60 / 21.
باب الاعتقاد في التقية 72 / 264 / 1 اقتصر على ذكر الأحاديث الخمسة الأخيرة في آخر الباب.
باب الاعتقاد في الأخبار المفسرة 25: 235.
باب الاعتقاد في الأخبار الواردة في الطب 62: 74.
الاعتقادات
(1)
باب في صفة اعتقاد الإمامية
في التوحيد(1)
قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه - الفقيه المصنف لهذا الكتاب إعلم أن اعتقادنا في التوحيد أن الله تعالى واحد أحد،
____________
(1) انفردت ق بذكر سند لرواية الكتاب وهو:
حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي المجاور قال حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه.
وحدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن موسى بن بابويه الفقيه القمي عن أخيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه مصنف هذا الكتاب قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي رضي الله عنه اعتقادنا في التوحيد.
وأبو محمد الحسن بن أحمد العجلي ثقة من وجوه الأصحاب وأبوه وجده ثقتان وهم من أهل الري جاور في آخر عمره بالكوفة وله كتب منها كتاب الجامع وكتاب المثاني راجع: رجال النجاشي / الترجمة 151 ورجال ابن داود / الترجمة 397 ورجال العلامة / الترجمة 46.
وأما أبو عبد الله الحسين بن علي بن بابويه فهو ثقة أيضا كثير الرواية روى عن جماعة وأبيه إجازة وأخيه، له كتب منها كتاب التوحيد ونفي التشبيه راجع: رجال النجاشي / الترجمة 163.
رجال الطوسي / فيمن لم يرو عن الأئمة - عليهم السلام / الترجمة 28 ورجال ابن داود / الترجمة 488.
لا يوصف بجوهر ولا جسم(2) ولا صورة ولا عرض ولا خط(3) ولا سطح ولا ثقل(4) ولا خفة ولا سكون ولا حركة ولا مكان ولا زمان.
وأنه تعالى متعال عن جميع صفات خلقه خارج من الحدين حد الإبطال وحد التشبيه.
وأنه تعالى شي لا كالأشياء أحد صمد لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك ولم يكن له كف أحد(5) ولا ند(6) ولا ضد(7) ولا شبه ولا صاحبة ولا مثل ولا نظير ولا شريك لا تدركه الأبصار والأوهام وهو يدركها لا تأخذه سنة ولا نوم وهو اللطيف الخير(8) خالق كل شئ لا إله إلا هو له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.
ومن قال بالتشبيه فهو مشرك ومن نسب إلى الإمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب.
وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل وإن وجد في كتاب علمائنا فهو مدلس.
____________
(1) قديم ليست في ق س.
(2) في م ق س بجسم.
(3) في ر زيادة ولا لون.
(4) في م زيادة: له (5) أحد ليست في ق وعندئذ يكون ما بعدها منصوبا كما في النسخة.
(6) في رس زيادة: له (7) ولا ضد أثبتناها من ج وفي ر: ولا ضد له وخلت باقي النسخ منها.
(8) العبارة: وهو يدركها... اللطيف الخيبر ليست في ق س.
لأن في القرآن: (كل شي هالك إلا وجهه)(1) ومعنى الوجه: الدين والدين هو الوجه الذي يؤتى الله منه ويتوجه به إليه.
وفي القرآن: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود)(1) والساق: وجه الأمر وشدته.
وفي القرآن: (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله والجنب: الطاعة.
وفي القرآن: (ونفحت فيه من روحي)(4) والروح هي روح مخلوقة جعل الله منها في آدم وعيسى - عليها السلام - وإنما قال روحي كما قال بيتي وعبدي وجنتي وناري وسمائي وأرضي.
وفي القرآن (بل يداه مبسوطتان)(5) يعني نعمة الدنيا ونعمة الآخرة.
وفي القرآن: (والسماء بنيناها بأيد)(6) والأيد: القوة ومنه قوله تعالى:
(واذكر عبدنا داود ذا الأيد)(7) يعني ذا القوة.
وفي القرآن: (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)(8) يعني
____________
(1) القصص 28: 88.
(2) القلم 68: 42.
(3) الزمر 39: 56.
(4) الحجر: 15: 29.
(5) المائدة 5: 64.
(6) الذاريات 51: 47.
(7) ص 38: 17.
(8) ص 38: 75.
وفي القرآن: (والأرض جميعا قبضته يوم القيمة)(1) يعني ملكه لا يملكها معه أحد.
وفي القرآن: (والسماوات مطويات بيمينه)(2) يعني بقدرته.
وفي القرآن: (وجاء ربك والملك صفا صفا)(3) يعني وجاء أمر ربك وفي القرآن: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)(4) يعني عن ثواب ربهم.
وفي القرآن: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظل من الغمام والملائكة)(5) أي عذاب الله(6).
وفي القرآن: (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة)(7) يعني مشرفة تنظر(8) ثوابها ربها.
وفي القرآن: (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى)(9) وغضب الله عقابه،
____________
(1)،(2) الزمر 39: 67.
(3) الفجر: 89: 22.
(4) المطففين 83: 15.
(5) البقرة: 2: 210.
(6) العبارة في ر: أي يأتيهم عذاب الله وفي ق: ومعناه هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظل.
من الغمام وفي س كما في ق بزيادة والملائكة قد نزلت في قطعة من الغمام كما نزلت لعيسى - عليه السلام - بالمائدة.
(7) القيامة 75 - 22، 23.
(8) في م س تنظر وفي هامش م منتظرة.
(9) طه: 20: 81.
وفي القرآن: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)(1) أي تعلم غيبي ولا أعلم غيبك.
وفي القرآن: (ويحذركم الله نفسه)(2) يعني انتقامه.
وفي القرآن: (إن الله وملئكته يصلون على النبي)(3).
وفي القرآن: (هو الذي يصلي عليكم وملئكته(4) والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة(5) تزكية ومن الناس دعاء.
وفي القرآن: (ومكروا ومكر الله وخير الكرين)(6).
وفي القرآن: (يخدعون الله وهو خادعهم)(7).
وفي القرآن: (الله يستهزئ بهم)(8).
وفي القرآن: (سخر الله منهم)(9).
وفي القرآن: (نسوا الله فنسيهم)(10)
____________
(1) المائدة: 116.
(2) آل عمران 3: 28.
(3) الأحزاب 33: 56.
(4) الأحزاب 33: 43.
(5) في ر ج زيادة استغفار و.
(6) آل عمران: 3: 54.
(7) النساء 4: 142.
(8) البقرة 2: 15.
(9) التوبة 9: 79.
(10) التوبة 9: 67.
وليس يرد في الأخبار التي يشنع بها أهل الخلاف والالحاد إلا مثل هذه الألفاظ ومعانيها معاني ألفاظ القرآن(5).
____________
(1) ليست في ق س.
(2) الحشر 59: 59.
(3) في م: لا يمكر أو يخادع أو يستهزئ أو يسخر أو ينسى وفي ق: لا يمكر ويخادع ويستهزئ ويسخر وينسى.
(4) الفقرة في م كما يلي: ومعنى ذلك كله أنه فعل مثل فعلهم من المكر والكيد والاستهزاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
(5) عبارة: وليس يرد... ألفاظ القرآن، ليست في ق، س.
(2)
باب الاعتقاد في صفات الذات وصفات الأفعال
قال الشيخ أبو جعفر - رحمه الله - كل ما وصفنا الله تعالى به من صفات ذاته فإنما(1) نريد بكل صفة منها نفي ضدها عنه تعالى.
ونقول: لم يزل الله تعالى سميعا بصيرا عليما حكيما قادرا عزيزا حيا قيوما واحدا قديما وهذه صفات ذاته(2).
ولا نقول: إنه تعالى لم يزل خلاقا(3) فاعلا شائيا مريدا راضيا ساخطا رازقا وهابا متكلما لأن هذه صفات أفعاله وهي محدثة لا يجوز أن يقال: لم يزل الله تعالى موصوفا بها.
____________
(1) في م فإنا.
(2) في م صفات الذات وفي ق: الصفات ذاته.
(3) في هامش م، ر: خالقا.
(3)
باب الاعتقاد في التكليف
قال الشيخ - أبو جعفر - رحمة الله عليه - اعتقادنا في التكليف هو أن الله تعالى لم يكلف عباده إلا دون ما يطيقون كما قال الله في القرآن (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)(1) والوسع دون الطاقة.
وقال الصادق عليه السلام - والله تعالى ما كلف العباد إلا دون ما يطيقون لأنه كلفهم في كل يوم وليلة خمس صلوات وكلفهم في السنة صيام ثلاثين يوما وكلفهم في كل مائتي درهم خمسة دراهم وكلفهم حجة واحدة وهم يطيقون أكثر من ذلك(2)(3).
____________
(1) البقرة: 2: 286.
(2) روى نحوه البرقي في المحاسن: 296 باب الاستطاعة والاجبار من كتاب مصابيح الظلم - ح 465.
(3) في ر س ما مكلف الله العباد وفي ج: وكلفهم في العمر حجة واحدة وعبارة من العبادات الشرعية والعقلية أثبتت في ر في موضعين بعد ما يطيقون وبعد (وهم يطيقون أكثر من ذلك) وفي س أثبتت في الموضع الأول وفي م أثبتت في الموضع الثاني بينما خلت منها ق ج وبحار الأنوار 5: 305 والحاسن: وآثرنا عدم تثبيتها في المتن لأنها تبدو من إضافات المحشين التي تفحم غفلة في المتون أحيانا.
(4)
باب الاعتقاد في افعال العباد
قال الشيخ أبو جعفر - رحمة الله عليه اعتقادنا في أفعال العباد أنها مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ومعنى ذلك أنه لم يزل الله عالما بمقاديرها.
(5)
باب الاعتقاد في نفي الجبر والتفويض
قال الشيخ أبو جعفر - رحمة الله عليه - اعتقادنا في ذلك قول الصادق عليه السلام لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين.
فقيل له: وما أمر بين أمرين؟
قال: ذلك مثل رجل رايته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية فليس حيث لا يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية(2).
____________
(1) العبارة في م وذلك أنه تعالى لم يزل عالما بمقاديرها.
(2) رواه مسند المصنف في التوحيد: 362 باب نفي الجبر والتفويض ح 8 والكليني في الكافي 1:
122 باب الجبر والقدر ح 13.
(6)
باب الاعتقاد في الإرادة والمشيئة
قال الشيخ أبو جعفر - رحمة الله عليه - اعتقادنا في ذلك قول الصادق عليه السلام: (شاء الله وأراد ولم يحب ولم يرض شاء أن لا يكون شئ إلا بعلمه وأراد مثل ذلك ولم يحب أن يقال له ثالث ثلاثة ولم يرض لعباده الكفر.(1).
قال الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)(2).
وقال تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله)(3).
وقال: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)(4).
وقال عز وجل: (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله)(5).
كما قال تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا)(6).
____________
(1) رواه مسند المصنف في التوحيد: 339 / باب المشيئة والإرادة ح 9 والكليني في الكافي 1:
117 / باب المشيئة والإرادة ح 5. وفي ر س ولم يرض أن يكون شيئا إلا بعلمه.
(2) القصص 28: 56.
(3) الإنسان: 76: 30.
(4) و(5) يونس 10: 99، 100.
(6) آل عمران 3: 145.
وقال تعالى: (ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون)(2)
وقال جل جلاله: (ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا(3).
وقال تعالى: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها)(4).
وقال عز وجل: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء)(5).
وقال الله تعالى: (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم)(6). وقال تعالى: (يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة)(7).
وقال: (يريد الله أن يخفف عنكم)(8).
وقال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (19).
وقال عز وجل: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات
____________
(1) آل عمران 3: 154.
(2) الأنعام 6: 112.
(3) الأنعام 6: 107.
(4) السجدة 32: 13.
(5) الأنعام 6: 125.
(6) النساء 4: 26.
(7) آل عمران 3: 176.
(8) النساء 4: 28.
(9) البقرة 2: 185.