الصفحة 785
بإسناد قوي عن عمران بن حصين.

حديث " اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه "، يقول:

    كذب باتّفاق أهل المعرفة بالحديث(1).

مع أنّ هذا الحديث أخرجه:

1 ـ أحمد بأسانيد صحيحة.

2 ـ ابن أبي شيبة.

3 ـ ابن راهويه.

4 ـ ابن جرير.

5 ـ سعيد بن منصور.

6 ـ الطبراني.

7 ـ أبو نعيم.

8 ـ الحاكم.

9 ـ الخطيب.

10 ـ وأخرجه النسائي بسند صحيح.

11 ـ البزّار بأسانيد صحيحة.

12 ـ أبو يعلى بسندين صحيحين.

13 ـ أخرجه ابن حبّان في صحيحه.

14 ـ وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجال إسناده ثقات.

حديث يوم الدار في قضيّة ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ )(2)، يقول:

    هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث، فما من عالم

____________

1- منهاج السنّة 7 / 55.

2- الشعراء: 214.


الصفحة 786
    يعرف الحديث إلاّ وهو يعلم أنّه كذب موضوع(1).

وإذا كان كذلك، فحينئذ جميع من روى هذا الحديث من علمائهم يعلم بأنّه كذب موضوع، مع ذلك رواه في كتابه، أو إنّ هؤلاء الرواة ليسوا بعلماء أصلاً!!

من رواته أحمد في المسند، ومن رواته علماء كثيرون.

يقول الهيثمي بعد روايته(2): ورجال أحمد وأحد إسنادي البزّار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة.

وأخرجه أيضاً:

1 ـ ابن اسحاق.

2 ـ الطبري.

3 ـ الطحاوي.

4 ـ ابن أبي حاتم.

5 ـ ابن مردويه.

6 ـ أبو نعيم الإصفهاني.

7 ـ الضياء المقدسي.

8 ـ المتقي الهندي.

والسيوطي يرويه عن جماعة، والبيهقي يرويه في دلائل النبوة، وأبو نعيم أيضاً في دلائل النبوة، يروون النصّ الكامل لهذا الخبر وينصّون على صحّته في غير واحد من الكتب كما قرأنا.

وأيضاً ينصّ على صحّته الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء للقاضي عياض وغيره من كبار علمائهم.

____________

1- منهاج السنّة 7 / 302.

2- مجمع الزوائد 8 / 302.


الصفحة 787
حديث: " هذا فاروق أُمّتي "، وكذا ما روي عن غير واحد من الصحابة أنّهم كانوا يقولون: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليّاً، يقول:

    أمّا هذان الحديثان فلا يستريب أهل المعرفة بالحديث أنّهما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولم يرو واحد منهما في شيء من كتب العلم المعتمدة، ولا لواحد منهما إسناد معروف(1).

عجيب!! إنّه يقول:

    ونحن نقنع في هذا الباب بأنْ يروى الحديث بإسناد معروفين بالصدق من أيّ طائفة كانوا.

يعني حتّى من الشيعة يقبل، ثمّ يقول:

    كلّ من الحديثين يعلم بالدليل أنّه كذب، لا تجوز نسبته إلى النبي.

أمّا حديث: " هذا فاروق أُمّتي "، فمن رواته من الصحابة:

1 ـ سلمان الفارسي.

2 ـ ابن عباس.

3 ـ أبو ذر.

4 ـ حذيفة.

5 ـ أبو ليلى.

من رواته من أئمّة الحديث وحفّاظه:

1 ـ الطبراني.

2 ـ البزّار.

3 ـ البيهقي.

____________

1- منهاج السنّة 4 / 286 ـ 290.


الصفحة 788
4 ـ أبو نعيم.

5 ـ ابن عبد البر.

6 ـ ابن عساكر.

7 ـ ابن الأثير.

8 ـ ابن حجر.

9 ـ المحب الطبري.

10 ـ المنّاوي.

11 ـ المتقي الهندي.

وغيرهم.

يقول: ليسا في الكتب المعتمدة، والحديث موجود في: مسند البزّار، في معجم الطبراني، في تاريخ دمشق، في الاستيعاب، وأسد الغابة، والإصابة، ومجمع الزوائد، وكنز العمّال، في فيض القدير، والرياض النضرة، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى(1).

ومن أسانيده الصحيحة ما أخرجه الطبراني في الكبير، وقد ذكرت بعض أسانيده الصحيحة.

أمّا قول بعض الصحابة: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليّاً، فهذا مروي:

1 ـ عن أبي ذر.

2 ـ عن عبدالله بن مسعود.

3 ـ عن عبدالله بن عباس.

4 ـ عن جابر بن عبدالله الأنصاري.

5 ـ وعن أبي سعيد الخدري.

____________

1- المعجم الكبير 6 / 269، كنز العمال 11 / 616، فيض القدير 4 / 358.


الصفحة 789
6 ـ وعن أنس بن مالك.

7 ـ وعن عبدالله بن عمر.

ومن رواة هذه الأخبار:

1 ـ أحمد بن حنبل.

2 ـ الترمذي.

3 ـ البزّار.

4 ـ الطبراني.

5 ـ الحاكم.

6 ـ الخطيب البغدادي.

7 ـ أبو نعيم الإصفهاني.

8 ـ ابن عساكر.

9 ـ ابن عبدالبر.

10 ـ ابن الأثير.

11 ـ النووي.

12 ـ الهيثمي.

13 ـ المحب الطبري.

14 ـ الذهبي.

15 ـ السيوطي.

16 ـ ابن حجر المكّي.

17 ـ المتقي الهندي.

18 ـ الآلوسي، في تفسيره(1).

____________

1- مناقب عليّ من كتاب فضائل الصحابة برقم 979، صحيح الترمذي 5 / 593، المستدرك 3 / 129، الاستيعاب 3 / 1110.


الصفحة 790
ومن أسانيده الصحيحة أيضاً ما ذكرته هنا، ومن جملتها ما أخرجه أحمد في مسنده: حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري: وكنّا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليّاً.

في مناقب الصحابة لأحمد بن حنبل رقم 979.

وقال محققه: إسناده صحيح.

وهذا الكتاب مطبوع أخيراً في الحجاز، من منشورات جامعة أُمّ القرى في مكّة المكرّمة، والمحقق منهم.

حديث " مثل أهل بيتي كسفينة نوح "، يقول:

    وأمّا قوله: " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح " فهذا لا يعرف له إسناد، لا صحيح ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها، فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطّاب الليل الذين يروون الموضوعات، فهذا ممّا يزيده وهناً(1).

والحال أنّ من رواة الحديث من الصحابة:

1 ـ أمير المؤمنين.

2 ـ أبو ذر.

3 ـ عبدالله بن عباس.

4 ـ أبو سعيد الخدري.

5 ـ أبو الطفيل.

6 ـ أنس بن مالك.

7 ـ عبدالله بن الزبير.

____________

1- منهاج السنّة 7 / 395.


الصفحة 791
8 ـ سلمة بن الأكوع.

ومن رواته في الكتب المعتبرة:

1 ـ أحمد بن حنبل.

2 ـ البزّار.

3 ـ أبو يعلى.

4 ـ ابن جرير الطبري.

5 ـ النسائي.

6 ـ الطبراني.

7 ـ الدارقطني.

8 ـ الحاكم.

9 ـ ابن مردويه.

10 ـ أبو نعيم الإصفهاني.

11 ـ الخطيب البغدادي.

12 ـ أبو المظفّر السمعاني.

13 ـ المجد ابن الأثير.

14 ـ المحب الطبري.

15 ـ الذهبي.

16 ـ ابن حجر العسقلاني.

17 ـ السخاوي.

18 ـ السيوطي.

19 ـ ابن حجر المكّي.

20 ـ المتقي.

21 ـ القاري.


الصفحة 792
22 ـ المنّاوي.

وغيرهم.

فإنْ كان هؤلاء من حطّاب الليل، فأهلاً وسهلاً، ما عندنا أيّ مانع، ما عندنا أي مضايقة من قبول هذه الدعوى، وأهلاً وسهلاً، وهو نعم المطلوب.

وهذا الحديث أخرجه الحاكم وصحّحه على شرط مسلم، وأخرجه الخطيب في المشكاة، وهو ملتزم في هذا الكتاب تبعاً لمصابيح السنّة بأنْ لا يخرج الموضوعات، وإنّما الصحاح والحسان فقط.

وله أسانيد صحيحة أيضاً غير هذه(1).

وحول حديث الطير، يقول:

    إنّ حديث الطير من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة... (2).

لكنّ هذا الحديث ـ على ما عثرنا عليه نحن ـ رواه عن رسول الله من الصحابة:

1 ـ علي (عليه السلام)، وهو عند الحاكم.

2 ـ عبدالله بن عباس، وهو عند جماعة منهم ابن سعد.

3 ـ أبو سعيد الخدري، رواه الحاكم أيضاً.

4 ـ سفينة، حديثه عند الحاكم، وعند أحمد بن حنبل.

5 ـ أبو الطفيل، حديثه عنه الحاكم.

6 ـ أنس بن مالك، حديثه عند الترمذي والبزّار والنسائي والحاكم والبيهقي وابن حجر.

____________

1- المعجم الصغير 2 / 22، مشكاة المصابيح 3 / 1742، المستدرك 2 / 343، مجمع الزوائد 9 / 168، تاريخ بغداد 12 / 91، المطالب العالية 4 / 75، فيض القدير 2 / 519، 5 / 517، كنز العمال 13 / 82، 85.

2- منهاج السنّة 7 / 371.


الصفحة 793
7 ـ سعد بن أبي وقّاص، حديثه عند أبي نعيم الإصفهاني.

8 ـ عمرو بن العاص، وحديثه موجود في كتاب له إلى معاوية، يرويه الخوارزمي في المناقب.

9 ـ يعلى بن مرّة، روى هذا الحديث عنه جماعة منهم أبو عبدالله الكنجي.

10 ـ جابر بن عبدالله الأنصاري، حديثه عند ابن عساكر.

11 ـ أبو رافع، حديثه عند ابن كثير.

12 ـ حبشي بن جنادة، حديثه عند ابن كثير أيضاً.

ومن رواة هذا الحديث من الأئمّة:

1 ـ أبو حنيفة، إمام الحنفيّة.

2 ـ أحمد بن حنبل.

3 ـ أبوحاتم الرازي.

4 ـ الترمذي.

5 ـ البزّار.

6 ـ النسائي.

7 ـ أبو يعلى.

8 ـ محمّد بن جرير الطبري.

9 ـ الطبراني.

10 ـ الدارقطني.

11 ـ ابن بطّة العكبري.

12 ـ الحاكم.

13 ـ ابن مردويه.

14 ـ البيهقي.

15 ـ ابن عبدالبرّ.


الصفحة 794
16 ـ الخطيب.

17 ـ أبو المظفر السمعاني.

18 ـ البغوي.

19 ـ ابن عساكر.

20 ـ ابن الأثير.

21 ـ المزّي.

22 ـ الذهبي.

23 ـ ابن حجر العسقلاني.

24 ـ السيوطي.

وغيرهم.

وقد أفرد بعضهم لجمع طرق هذا الحديث كتباً خاصّة، منهم:

1 ـ ابن جرير الطبري.

2 ـ ابن عقدة.

3 ـ ابن مردويه.

4 ـ ابو نعيم.

5 ـ أبو طاهر بن حمدان.

6 ـ الذهبي، يقول: لي جزء في جمع طرقه، وهذا تصريح الذهبي نفسه في كتاب تذكرة الحفّاظ وغيره من كتبه.

وقد نصّ غير واحد من العلماء على صحّة بعض أسانيده، منهم: الحافظ ابن كثير، ينصّ في تاريخه على صحّة بعض أسانيد هذا الحديث، وجودة بعض طرقه، ولا أُريد أن أُطيل عليكم، وإلاّ لذكرت لكم كلّ ذلك(1).

____________

1- المعجم الكبير 7 / 82، المستدرك على الصحيحين 3 / 130، البداية والنهاية 7 / 352، مجمع الزوائد 9 / 125.


الصفحة 795

بحث ابن تيمية في خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)

وتصل النوبة إلى بحث ابن تيميّة في خلافة أمير المؤمنين، وهل يرضى ابن تيميّة بخلافة علي باعتبار أنّه خليفة رابع أو لا يرضى؟ وهل يرتضيه بأن يكون من الخلفاء الراشدين أو لا؟

أوّل شيء يكرّره ابن تيميّة في كتابه منهاج السنّة عدم ثبوت خلافة أمير المؤمنين، يقول:

    إضطرب الناس في خلافة علي على أقوال: فقالت طائفة: إنّه إمام وإنّ معاوية إمام...، وقالت طائفة: لم يكن في ذلك الزمان إمام عام، بل كان زمان فتنة...، وقالت طائفة ثالثة: بل علي هو الإمام، وهو مصيب في قتاله لمن قاتله، وكذلك من قاتله من الصحابة كطلحة والزبير كلّهم مجتهدون مصيبون...، وطائفة رابعة تجعل عليّاً هو الإمام، وكان مجتهداً مصيباً في القتال، ومن قاتله كانوا مجتهدين مخطئين...، وطائفة خامسة تقول: إنّ عليّاً مع كونه كان خليفة وهو أقرب إلى الحقّ من معاوية فكان ترك القتال أولى(1).

خمس طوائف ولم يذكر قولاً سادساً.

____________

1- منهاج السنّة 1 / 537 ـ 539.


الصفحة 796
يقول:

    وأما علي فكثير من السابقين الأولين لم يتّبعوه ولم يبايعوه، وكثير من الصحابة والتابعين قاتلوه(1).

ويقول:

    ونحن نعلم أنّ عليّاً لمّا تولّى، كان كثير من الناس يختار ولاية معاوية وولاية غيرهما(2).
    ومن جوّز خليفتين في وقت يقول: كلاهما خلافة نبوة... وإن قيل: إنّ خلافة علي ثبتت بمبايعة أهل الشوكة، كما ثبتت خلافة من كان قبله بذلك، أو ردوا على ذلك أنّ طلحة بايعه مكرهاً، والذين بايعوه قاتلوه، فلم تتفق أهل الشوكة على طاعته.
    وأيضاً فإنّما تجب مبايعته كمبايعة من قبله إذا سار سيرة من قبله(3).
وإن لم يسر سيرة من قبله فلم يبايعه أحد على ذلك.

ويقول:

    وأمّا علي فكثير من السابقين الأوّلين لم يتّبعوه ولم يبايعوه، وكثير من الصحابة والتابعين قاتلوه(4).

فإذا نسب إلى الشيعة أنّهم يبغضون الصحابة إذن يبغضون كثيراً من الصحابة والتابعين الذين قاتلوا عليّاً.

أقول: نعم نبغضهم ويبغضهم كلّ مسلم.

____________

1- منهاج السنّة 8 / 234.

2- منهاج السنّة 4 / 89.

3- منهاج السنّة 4 / 465.

4- منهاج السنّة 8 / 234.