السادس عشر: الشيخ في التهذيب بإسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن عبد الله بن بشير(4) عن حسان الجمال قال: حملت أبا عبد الله (عليه السلام) من المدينة إلى مكة، فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة الجبل(5) فقال: ذاك موضع قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ". ثم نظر في الجانب الآخر فقال: ذاك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة ابن الجراح، فلما رأوه رافعا يده(6) قال بعضهم: انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرائيل (عليه السلام) بهذه الآية: * (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر العالمين) *(7) [ ثم قال: يا حسان لولا أنك جمالي ما حدثتك بهذا الحديث ](8).
السابع عشر: محمد بن علي بن شهرآشوب، عن معاوية بن عمار، عن الصادق (عليه السلام) في خبر لما قال النبي (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه " قال العدوي لا والله ما أمره الله بهذا وما هو إلا شئ يتقوله. فأنزل الله تعالى: * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل) * إلى قوله: * (وإنه لحسرة على الكافرين) * يعني محمدا: * (وإنه لحق اليقين) *(9) يعني به عليا(10).
الثامن عشر: محمد بن العباس، عن أحمد بن القاسم(11)، عن منصور بن العباس، عن الحصين،
____________
(1) القلم: 50 - 51.
(2) في البحار: جمالي.
(3) البحار:: 37 / 221.
(4) في الكافي: عبد الصمد بن بشير.
(5) في الكافي: نظر إلى ميسرة المسجد.
(6) في الكافي: فلما أن رأوه رافعا يديه.
(7) القلم: 50 - 51.
(8) من لا يحضره الفقيه: 1 / 230 ح 687 ولم نجده في التهذيب.
(9) الحاقة 44 - 51، ونص الآيات: " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين * وإنه لتذكرة للمتقين * وإنا لنعلم أن منكم مكذبين * وإنه لحسرة على الكافرين * وإنه لحق اليقين ".
(10) مناقب آل أبي طالب: 3 / 37.
(11) في البرهان: أحمد بن القسم.
ضل محمد، وفرقة قالت: غوى، وفرقة قالت: يهواه يقول في أهل بيته وابن عمه. فأنزل الله سبحانه: * (والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) * "(2).
التاسع عشر: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمشي عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أسري به(3) إلى السماء إنتهى إلى نهر يقال له النور، وهو قول الله عز وجل: * (وجعل الظلمات والنور) *(4) فلما إنتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرائيل: يا محمد أعبر على بركة الله، فقد نور الله لك بصرك، ومد لك أمامك، فإن هذا نهر لم يعبره أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منها فانفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه، وأربعون ألف لسان، يلفظ كل لسان بلغة لا يفقهها(5) الآخر، فعبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى انتهى إلى الحجب، والحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: تقدم يا محمد، فقال له: " يا جبرائيل: ولم لا تكون معي "؟
قال ليس لي أن أجوز المكان(6) فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى فقال تبارك وتعالى: " أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتته(7)، أنزل على عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وإنك رسولي وإن عليا وزيرك "، فهبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكره أن يحدث الناس بشئ كراهية أن يتهموه لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتى مضى لذلك ستة أيام فأنزل الله تبارك وتعالى: * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك) *(8) فاحتمل رسول الله ذلك حتى كان يوم الثامن فأنزل الله تبارك وتعالى عليه: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم
____________
(1) في البرهان: داود بن الحسين.
(2) البرهان: 4 / 245. والآية في سورة النجم: 1 - 5.
(3) في المصدر: انتهى به جبرائيل.
(4) الأنعام: 1.
(5) في المصدر: لا يفقهها اللسان الآخر.
(6) في المصدر: أن أجوز هذا المقام.
(7) بتته: أي قطعه.
(8) هود: 12.
فلما كان من الغد خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بجماعة أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى أنزل الله علي وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي أيسر(3) من عقوبة الله إياي إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال: يا محمد أنا المحمود وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ومن قطعتك بتته، إنزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وإنك رسولي وإن عليا وزيرك ". ثم أخذ (صلى الله عليه وآله) بيدي علي بن أبي طالب فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ولم تريا قبل ذلك، ثم قال: " أيها الناس إن الله تبارك وتعالى مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله "، فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيغ: نبرأ إلى الله من مقالته ليس بحتم، ولا نرضى أن يكون علي وزيره، هذه منه عصبية، فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر: والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * فكرر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك ثلاثا ثم قال: " إن كمال الدين وتمام النعمة، ورضا الرب بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب "(4).
العشرون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي
____________
(1) المائدة: 67.
(2) في المصدر والمخطوطة: أن لا يبقى غدا.
(3) في المصدر: أيسر علي.
(4) أمالي الصدوق ص 316 - 318.
معاشر الناس: من أحب عليا أحببته، ومن أبغض عليا أبغضته، ومن وصل عليا وصلته، ومن قطع عليا قطعته، ومن جفا عليا جفوته، ومن والى عليا واليته ومن عادى عليا عاديته.
معاشر الناس: أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا.
معاشر الناس: والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته، وأوجب ولايته على جميع ملائكته "(2).
الحادي والعشرون: أمالي أبي عبد الله النيسابوري وأمالي أبي جعفر الطوسي في خبر، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: " حدثني أبي، عن أبيه قال إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، إن الله تبارك وتعالى بنى في الفردوس الأعلى قصرا(3) لبنة من فضة ولبنة من ذهب، فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوت خضراء، ترابه المسك والعنبر، وفيه أربعة أنهار: نهر من خمر، ونهر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من عسل، حواليه أشجار جميع الفواكه، عليها الطيور، أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه، فتتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم، وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة، فإذا كان آخر اليوم نودوا: انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطر والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي (عليهما السلام) "(4).
الثاني والعشرون: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال:
حدثني أبو الحسن علي بن أحمد القلانسي المراغي قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد
____________
(1) في المصدر: الأئمة المهديين.
(2) أمالي الصدوق ص 111.
(3) في البحار: إن لله تعالى في الفردوس قصرا.
(4) البحار: 37 / 163 - 164.
الثالث والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا(2) قال: حدثنا علي بن قادم قال: حدثنا إسرائيل، عن عبد الله بن سهل(3)، عن سهم ابن الحصين الأسدي قال: قدمت إلى مكة أنا وعبد الله ابن علقمة وكان عبد الله بن علقمة سبابة لعلي بن أبي طالب دهرا. قال: فقلت له: هل لك في هذا - يعني أبا سعيد الخدري - نحدث به عهدا؟ قال: نعم، فأتيناه فقال: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: نعم إذا حدثتك تسأل(4) عنها المهاجرين والأنصار وقريشا إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام يوم غدير خم فأبلغ ثم قال: " يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قالها ثلاث مرات، ثم قال: ادن يا علي فرفع رسول الله يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثلاث مرات ".
قال: فقال عبد الله بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال أبو سعيد: نعم وأشار إلى أذنيه وصدره قال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي.
قال عبد الله بن شريك: فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين، فلما صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة فقال: إني أتوب إلى الله وأستغفره من سب علي، ثلاث مرات(5).
الرابع والعشرون: الشيخ في أماليه بهذا الإسناد قال: أبو العباس(6) قال: حدثنا يحيى بن زكريا
____________
(1) أمالي الطوسي: 1 / 231.
(2) في المصدر: أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا أبو العباس قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا.
(3) في المصدر: عبد الله بن شريك.
(4) في المصدر: فسل.
(5) أمالي الطوسي: 1 / 252.
(6) في المصدر: وبالإسناد قال: أخبرنا أبو عمر قال: حدثنا أبو العباس.
الخامس والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا أحمد قال: حدثنا الحسن بن جعفر بن مدرار(2) قال: حدثنا معاوية بن ميسرة بن شريح، قال: حدثني الحكم بن عتبة(3) وسلمة بن كهيل قالا: حدثنا حبيب - وكان اسكافا في بني عدي وأثنى عليه خيرا - أنه سمع زيد بن أرقم يقول: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "(4).
السادس والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر - يعني ابن مهدي - قال: أخبرنا أحمد - يعني ابن عقدة - قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا عبد الله، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، وسعيد بن وهب وزيد بن نفيع قالوا: سمعنا عليا (عليه السلام) يقول في الرحبة:
" من سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام "، فقام ثلاثة عشر فشهدوا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ". قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث: يا أبا بكر: في أشياء أخر(5).
السابع والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد - يعني ابن عقدة - قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا هاني بن أيوب، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد أنه سمع عليا (عليه السلام) في الرحبة ينشد الناس من سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ".
فقام بضعة عشر فشهدوا(6).
____________
(1) أمالي الطوسي: 1 / 253.
(2) في المصدر: قال: حدثني عمي طاهر بن مدرار قال: حدثنا معاوية.
(3) الحكم بن عيينة.
(4) أمالي الطوسي: 1 / 259 - 260.
(5) أمالي الطوسي: 1 / 260 - 261.
(6) أمالي الطوسي: 1 / 278.
التاسع والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا ابن الصلت(2) قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا داود بن سليمان قال: حدثني علي بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره "(3).
الثلاثون: الشيخ في أماليه بإسناده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى(4) قال: قال أبي: دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ففتح الله عليه، وأوقفه يوم غدير خم، فأعلم(5) أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له: " أنت مني وأنا منك ". وقال له: " تقاتل - يا علي - على التأويل كما قاتلت أنا على التنزيل " وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى - إلا أنه لا نبي بعدي " وقال له: " أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت ". وقال له: " أنت العروة الوثقى ". وقال له: " أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي "، وقال له: " أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي " وقال له: " أنت الذي أنزل الله فيه: * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * "(6).
وقال له: " أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي ". وقال له: " أنا أول من تنشق عنه الأرض وأنت
____________
(1) أمالي الطوسي: 1 / 341.
(2) في المصدر: وبالإسناد قال: أخبرني الشيخ المفيد أبو علي - رحمه الله - قال: أخبرني والدي قال ابن الصلت.
(3) أمالي الطوسي: 1 / 352 - 353.
(4) كذا ورد السند في المصدر: " أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي قراءة عليه قال: أخبرنا والدي - رحمه الله - قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخزاز من كتابه قال: حدثنا الحسن بن علي الهاشمي قال:
حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا أبو مريم، عن ثور بن أبي فاختة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
(5) في المصدر: فأعلم الناس.
(6) التوبة: 3.
ثم بكى النبي (صلى الله عليه وآله) فقيل: مم بكاؤك يا رسول الله؟ قال: " أخبرني جبرائيل(2) عن ربه عز وجل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم، وعلت كلمتهم، واجتمعت الأمة على محبتهم، وكان الشانئ(3) لهم قليلا والكاره لهم ذليلا، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد، وتضعف العباد. والأياس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم فيهم قال النبي (صلى الله عليه وآله)(4) اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي، وهو من ولد ابنتي، يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف منهم ".
قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " يا معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج، فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد، وهو الحكيم الخبير، فإن فتح الله قريب، اللهم إنهم أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم واحفظهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعنهم وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على كل شئ قدير "(5).
الحادي والثلاثون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال: حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز ابن محمد أبو موسى المجاشعي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه أبي عبد الله (عليه السلام) قال المجاشعي: وحدثنا الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى عن أبيه جعفر بن محمد وقالا جميعا عن آبائهما عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: بني الإسلام على خمس خصال: على الشهادتين، والقرينتين ". قيل له: أما الشهادتان فقد عرفنا هما فما القرينتان؟
قال: " الصلاة والزكاة فإنه لا يقبل أحدهما إلا بالأخرى، والصيام، وحج بيت الله من استطاع إليه
____________
(1) في المصدر: الضغاين التي لك في صدر.
(2) في المصدر: أخبرني جبرائيل (عليه السلام) أنهم يظلمونه، ويمنعونه حقه، ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعدي، وأخبرني جبرائيل عن الله عز وجل.
(3) شنأ وشنئ الرجل: أبغضه مع عداوة وسوء خلق.
(4) في المصدر: يظهر القائم منهم. فقيل له: ما اسمه؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله).
(5) أمالي الطوسي: 1 / 361 - 362.
الثاني والثلاثون: الطوسي في مجالسه. قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن عمار(2) الثقفي قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان قال: حدثنا أبي، قال:
حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال: حدثنا معتب مولانا قال: حدثنا عمر بن علي بن عمر بن علي ابن الحسين قال: سمعت محمد بن أبي عبيد الله بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث، عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر قال: سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: " يا علي أنت أخي وصفيي ووصيي ووزيري وأميني، مكانك مني في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلا أنه لا نبي معي، من مات وهو يحبك ختم الله عز وجل له بالأمن والإيمان، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب "(3).
وعنه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:
حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني(4) قال: حدثنا الربيع بن بشار قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر - رضي الله عنه - أن عليا (عليه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب (عليه السلام): " إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه وإن يكن باطلا فأنكروه ".
وقالوا: قل، ثم ذكر علي (عليه السلام) سوابقه وفضائله وما قال فيه رسول الله ونصه عليه (عليهما السلام) والكل منهم يصدقه فيما يقول (عليه السلام) إلى أن قال (عليه السلام): " فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ليبلغ الشاهد الغايب ذلك غيري؟ قالوا: لا. قال: فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالجحفة بالشجيرات من خم: من أطاعك فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاك فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله تعالى غيري؟ قالوا:
لا "(5).
____________
(1) أمالي الطوسي:: 2 / 131 - 132.
(2) في المصدر: أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار.
(3) أمالي الطوسي: 2 / 158.
(4) في المصدر: عبيد الله العدلي.
(5) جزء من حديث طويل ذكره الشيخ الطوسي في أماليه: 2 / 159 - 166.
قال أبو الطفيل: فلما اجتمعوا أجلسوني على الباب أرد عنهم الناس، فقال علي (عليه السلام): " إنكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له فانصتوا فأتكلم فإن قلت حقا صدقتموني وإن قلت باطلا ردوا علي ولا تهابوني، إنما أنا رجل كأحدكم ". ثم ذكر فضائله وسوابقه وما قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وناشدهم صدقه فيما ذكره - والكل يصدقه فيما ذكره إلى أن قال -: " فأنشدكم بالله فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال في غزاة تبوك إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي غيري "؟ قالوا: اللهم لا. قال: " فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) مقالته يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري "؟ قالوا: اللهم لا. قال:
" فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهله وماله غيري "؟ قالوا: اللهم لا(5).
الرابع والثلاثون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جورية الجندي سابوري من أصل كتابه قال: حدثنا علي بن منصور الترجماني قال:
أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال: حدثنا شريك ابن عبد الله النخعي القاضي، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي إنه ذكر عنده علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) منهم حذيفة بن اليمان، وكعب بن عجرة يقول كل رجل منهم: لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر، هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين والآخرين فمن رأى مثلها أو سمع أنه تزوج بمثلها أحد في الأولين والآخرين، وهو أبو الحسن والحسين سيدا
____________
(1) في المصدر: محمد بن جعفر بن رميس الهيبري.
(2) في المصدر: محمد بن الحسين.
(3) في المصدر: الحسن بن كأس النخعي.
(4) في المصدر: سعيد بن محمد الأسلمي.
(5) أمالي الطوسي: 2 / 167 - 168.
الخامس والثلاثون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العرزمي، عن أبيه، عن عمار أبي اليقظان عن أبي عمير زاذان في خطبة خطبها الحسن بن علي (عليه السلام) في الناس بحضور معاوية وذكر الخطبة وذكر فيها فضل أبيه (عليه السلام) وسوابقه وما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من النص إلى أن قال الحسن في الخطبة: " فقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم واتبعوا السامري، وقد تركت هذه الأمة أبي وبايعوا غيره وقد سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة وقد رأوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصب أبي يوم غدير خم وأمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب "(3).
السادس والثلاثون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال(4): حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا عبد
____________
(1) في المصدر: ولا وجد حرا أو بردا.
(2) أمالي الطوسي: 2 / 170 - 171. وتتمة الحديث هذا لفظه: " وهو صاحب العباء ومن اذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا، وهو صاحب الطائر حين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي " فجاء علي (عليه السلام) فأكل معه وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد سار أبو بكر بالسورة فقال له: يا محمد إنه لا يبلغها إلا أنت أو علي، إنه منك وأنت منه، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) منه في حياته وبعد وفاته، وهو عيبة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن قال له النبي (صلى الله عليه وآله): " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها " كما أمر الله فقال: " وأتوا البيوت من أبوابها "، وهو مفرج الكرب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحروب وهو أول من آمن برسول الله وصدقه واتبعه، وهو أول من صلى، فمن أعظم قربة على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله)، فمن قاس به أحدا أو شبه به بشرا (صلى الله عليه وآله)؟.
(3) ذكر تمام الحديث الشيخ الطوسي في أماليه: 2 / 171 - 173.
(4) في المصدر: بالكوفة وسألته قال.