الصفحة 92
(ص 123) عن ابن عباس قال: مر أبو طالب ومعه جعفر ابنه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المسجد الحرام يصلي صلاة الظهر وعلي عليه السلام عن يمينه، فقال أبو طالب لجعفر: صل جناح ابن عمك، فتقدم جعفر وتأخر علي واصطفا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قضى الصلاة، وفي ذلك يقول أبو طالب:

إن علياً وجعفراً ثقتي * عند ملم الزمان والنوب (1)

أجعلهما عرضة العداء إذا * أترك ميتاً وأنتمي إلى حسبي

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي

والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب (2)

وأخرج سيدنا ابن معد في كتاب بالحجة (3) (ص 59)، بإسناده عن عمران بن الحصين الخزاعي قال: كان والله إسلام جعفر بأمر أبيه، ولذلك: مر أبو طالب ومعه ابنه جعفر برسول الله وهو يصلي وعلي عليه السلام عن يمينه، فقال أبو طالب لجعفر: صل جناح اين عملك فجاء جعفر فصلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما قضى صلاته قال له النبي صلىالله عليه وآله وسلم: «يا جعفر وصلت جناح ابن عمك، إن الله يعوضك من ذلك جناحين تطير بهما في الجنة». فأنشأ أبو طالب رضوان الله عليه يقول:

إن علياً وجعفراً ثقتي * عند ملم الزمان والنوب

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي

إن أبا معتب قد أسلمنا * ليس أبو معتب بذي حدب (4)

والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب

____________

(1) وفي نسخة: عند احتدام الهموم والكرب. (المؤلف)

(2) راجع فيما أسلفناه: ص 394. (المؤلف)

(3) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 249.

(4) أبو معتب كنية أبي لهب كما مر. ذي حدب: ذي تعطف. (المؤلف)

الصفحة 93

حتى ترون الرؤوس طائحة * منا ومنكم هناك بالقضب

نحن وهذا النبي أسرته * نضرب عنه الأعداء كالشهب

إن نلتموه بكل جمعكم * فنحن في الناس ألأم العرب

ورواه شيخنا أبو الفتح الكرجكي (1) بطريق آخر عن أبي ضوء بن صلصال قال: كنت أنصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي طالب قبل إسلامي، فإني يوماً لجالس بالقرب من منزل أبي طالب في شدة القيظ إذ خرج أبو طالب إلي شبيهاً بالملهوف، فقال لي: يا أبي الغضنفر هل رأيت هذين الغلامين؟ يعني النبي وعلياً عليهما السلام فقلت: ما رأيتهما مذ جلست، فقال: قم بنا في الطلب لهما فلست آمن قريشاً أن تكون اغتالتهما، قال: فمضينا حتى خرجنا من أبيات مكة ثم صرنا إلى جبل من جبالها فاسترقيناه إلى قلته، فإذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عن يمينه وهما قائمان بإزاء عين الشمس يركعان ويسجدان، فقال أبو طالب لجعفر ابنه وكان معنا: صل جناح ابن عمك. فقام إلى جنب علي فأحس بهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتقدمهما وأقبلوا على أمرهم حتى فرغوا مما كانوا فيه، ثم أقبلوا نحونا فرأيت السرور يتردد في وجه أبي طالب ثم نبعث يقول الابيات.

35 ـ عن عكرمة عن أبن عباس قال: أخبرني أبي أن أبا طالب رضي الله عنه شهد عند الموت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ضياء العالمين.

36 ـ في تفسير وكيع (2) من طريق أبي ذر الغفاري؛ أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو ما مات أبو طالب رضي الله عنه حتى أسلم بلسان الحبشة، قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتفقه الحبشة؟ قال: يا عم إن الله علمني جميع الكلام. قال: يا محمد اسدن لمصاقا قاطا لاها يعني أشهد مخلصاً لا إله إلا الله، فبكى رسول الله صلى الله علي وآله وسلم وقال: إن الله أقر

____________

(1) كنز الفوائد: 1 / 181.

(2) هو وكيع بن الجراح الرؤاسي، توفي سنة 197هـ كان حافظاً للحديث، له عدة تصانيف، منها تفسير القرآن، والمعرفة، والتاريخ.

الصفحة 94
عيني بأبي طالب. ضياء العالمين لشيخنا أبي الحسن الشريف.

أحب سيد الأبطح الشهادة بلغة الحبشة في موقفه هذا بعد ما أكثرها بلغة الضاد وبغيرها، كما فصل القول فيها شيخنا الحجة أبو الحسن الشريف الفتوني المتوفى (1138) في كتابه القيم الضخم ضياء العالمين، وهو أثمن كتاب ألف في الإمامة.

37 ـ روى شيخنا أبو الحسن قطب الدين الراوندي في كتابه الخرائج والجرائح (1) عن فاطمة بنت أسد أنها قالت: لما توفي عبد المطلب أخذ أبو طالب النبي صلى الله عليه وأله وسلم عنده لوصية أبيه به، وكنت أخدمه، وكان في بستان دارنا نخلات، وكان أول إدراك الرطب، وكنت كل يوم ألتقط له حفنة من الرطب فما فوقها وكذلك جاريتي، فاتفق يوماً أن نسيت أن التقط له شيئاً ونسيت جارتي أيضاً، وكان محمد نائماً ودخل الصبيان وأخذوا كل ما سقط من الرطب وانصرفوا، فنمت ووضعت الكم على وجهي حياءً من محمد صلى الله علية وآله وسلم إذاانتبه، فانتبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودخل البستان فلم ير رطبةً على وجه الأرض فأشار إلى نخلة وقال: أيتها الشجرة أنا جائع. فرأيت النخلة قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتى أكل منها ما أراد ثم ارتفعت إلى موضعها، فتعجبت من ذلك وكان أبو طالب رضي الله عنه غائبا فلما أتى وقرع الباب عدوت إليه حافية وفتحت الباب وحكيت له ما رأيت فقال هو: إنما يكون نبياً وأنت تلدين له وزيراً بعد يأس. فولدت علياً عليه السلام كما قال.

38 ـ روى شيخنا الفقيه الأكبر ابن بابويه الصدوق في أمامليه (2) (ص 158)، بالإسناد عن أبي طالب سلام الله عليه قال: قال عبد المطلب: بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني فأتيت كاهنة قريش وعلي مطرف خز وجمتي تضرب منكبي، فلما نظرت إلي عرفت في وجهي التغير، فاستوت وأنا يومئذ سيد قومي، فقالت: ما شأن

____________

(1) الخرائج والجرائح: 1 / 138.

(2) أمالي الصدوق: ص 216.

الصفحة 95
سيد العرب متغير اللون؟ هل رابه من حدثان الدهر ريب؟ فقلت لها: بلى إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة قد نبتت عل ظهري قد نال رأسها السماء وضربت بأعضانها الشرق والغرب، ورأيت نوراً يظهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفاً، ورأيت العرب والنجم ساجدة لها، وهي كل يوم تزداد عظماً ونوراً، ورأيت رهطاً من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا أخذهم شاب من أحسن الناس وجهاً وأنظفهم ثيابا فيأخذهم شاب من أحسن الناس وجهاً وأنظفهم ثياباً فيأخذهم ويكسر ظهورهم ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول غصناً من أغصانها فصاح بي الشاب وقال: مهلاً ليس لك منها نصيب، فقلت: لمن النصيب والشجرة مني؟ فقال: النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها وسيعود إليها، فانتبهت مذعوراً فزعاً متغير اللون، فرأيت لون الكاهنة قد تغير ثم قالت: لئن صدقت ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب وينبأ في الناس. فتسرى عني غمي، فانظر أبا طالب لعلك تكون أنت، وكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج ويقول: كانت الشجرة والله أب القاسم الأمين.

39 ـ قال السيد الحجة في كتابه الحجة (1) (ص 68): ذكر الشريف النسابة العلوي العمري المعروف بالموضح، بإسناده: أن أبا طالب لما مات لم تكن نزلت الصلاة على الموتى، فما صلى النبي عليه ولا على خديجة، وإنما اجتازت جنازة أبي طالب والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وجعفر وحمزة جلوس، فقاموا وشيعوا جنازته واستغفروا له فقال قوم: نحن نستغفر لمو تانا وأقاربنا المشركين أيضاً ظناً منهم أن أبا طالب مات مشركاً لأنه كان يكتم إيمانه، فنفى الله عن أبي طالب الشرك ونزه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والثلاثة المذكورين عليهم السلام عن الخطأ في قوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} (2)، فمن قال بكفر أبي طالب فقد حكم على النبي

____________

(1) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 268.

(2) التوبة: 113.

الصفحة 96
بالخطأ والله تعالى قد نزهه عنه في أقواله وأفعاله. إلى آخره.

وأخرج أبو الفرج الأصبهاني؛ بالإسناد عن محمد بن حميد قال: حدثني أبي قال: سئل أبو الجهم بن حذيفة: أصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبي طالب؟ فقال: وأين الصلاة يومئذ؟ إنما فرضت الصلاة بعد موته، ولقد حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمر علياً بالقيام بمره وحضر جنازته، وشهد له العباس وأبو بكر بالإيمان وأشهد على صدقهما لأنه كان يكتم إيمانه ولو عاش إلى ظهور الإسلام لأظهر إيمانه.

40 ـ عن مقاتل: لما رأت قريش يعلو أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: لا نرى محمداً يزداد إلا كبراً وإن هو إلا ساحر أو مجنون، فتعاقدوا لئن مات أبو طالب رضي الله عنه ليجمعن كلها عن قتله فبلغ ذلك ابا طالب فجمع بني هاشم واحلافهم من قريش فوصاهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ابن أخي كل ما يقول أخبرنا بذلك آباؤنا وعلماؤنا، وإن محمدا نبي صادق، وأمين ناطق، وأن شأنه أعظم شأن، ومكانه من ربه أعلى مكان، فأجيبوا دعوته واجتمعوا على نصرته، وراموا عدوه من وراء حوضته، فإنه الشرف الباقي لكم طول الدهر، ثم أنشأ يقول:

أوصي بنصر النبي الخير مشهده * علياً أبني وعم الخير عباسا

وحمزة الأسد المخشي صولته * وجعفراً أن يذودا دونه الناسا

وهاشماً كلها أوصي بنصرته * أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا (1)

كونوا فداءً لكم أمي وما ولدت * من دون أحمد عند الروع أتراسا

بكل أبيض مصقولٍ عوارضه * تخاله في سواد الليل مقباسا (2)

قال الأميني هذه جملة مما أوقفنا السير عليه من أحاديث رواة الحق والحقيقة وصفحنا عما يربو على الأربعين روماً للاختصار، فأنت ذا أضفت إليها ما أسلفناه مما

____________

(1) أمراس: جمع مرس، وهو الحبل.

(2) ضياء العالمين لشيخنا الفتوني. (المؤلف)

الصفحة 97

يروى عن آل أبي طالب وذويه، وأشفعتها بما مر من أحاديث مواقف سيد الأباطح، وجمعتها مع ما جاء من الشهادات الصريحة في شعره تربو الأدلة على إيمانه الخالص وإسلامه القويم على مائة دليل، فهل من مساغ لذي مسكة أن يصفح عن هذه كلها؟ وكل واحد منها يحق أن يستند له في إسلام أي أحد، نعم، إن في أبي طالب سراً لا يثبت إيمانه بألف دليل، وإيمان غيره يثبت بقيل مجهول ودعوى مجردة! إقرأ واحكم.

وقد فصل القول في هذه الأدلة جمع من أعلام الطائفة؛ كشيخنا العلامة الحجة المجلسي في بحار لأنوار (1) (9 / 14 ـ 33)، وشيخنا العلم القدوة أبي الحسن الشريف الفتوني في الجزء الثاني من كتابه القيم الضخم ضياء العالمين ـ والكتاب موجود عندنا ـ وهو أحسن ما كتب في الموضوع، كما أن ما ألفه السيد البرزنجي ولخصه السيد أحمد زيني دحلان أحسن ما ألف في الموضوع بقلم أعلام أهل السنة، وأفرد ذلك بالتأليف آخرون منهم:

1 ـ سعد بن عبد الله أبو القاسم الأشعري القمي: المتوفى (299، 301)، له كتاب فضل أبي طالب وعبد المطلب وعبد الله أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. رجال النجاشي (2) (ص 126).

2 ـ أبو علي الكوفي أحمد بن محمد بن عمار: المتوفى (346)، له كتاب إيمان أبي طالب كما في فهرست الشيخ (ص 29)، ورجال النجاشي (3) (ص 70).

3 ـ أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله الديباجي، سمع منه التلعكبري سنة (370) له كتاب إيمان أبي طالب، ذكره النجاشي في فهرسته (4) (ص 133).

____________

(1) بحار الأنوار: 35 / 74 ـ 131.

(2) رجال النجاشي: ص 177 رقم 467.

(3) المصدر السابق: ص 95 رقم 236.

(4) المصدر السابق: ص 186 رقم 493.

الصفحة 98

4 ـ أبو نعيم علي بن حمزة البصري التميمي اللغوي: المتوفى (375)، له كتاب إيمان أبي طالب، توجد نسخته عند شيخنا الحجة ميرزا محمد الطهراني (1) في سامراء المشرفة، نقل عنه بعض فصوله الحافظ ابن حجر في الإصابة (2) في ترجمة أبي طالب واتهم مؤلفه بالرفض.

5 ـ أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري جد المفسر الكبير الشيخ أبي الفتوح الخزاعي لأمه، له كتاب منى الطالب في إيمان أبي طالب. رواه الشيخ منتجب الدين كما في فهرسته (3) (ص 10) عن سبطه الشيخ أبي الفتوح عن ابيه عنه.

6 ـ أبو الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية المهلبي الأزدي، له كتاب البيان عن خيرة الرحمن في إيمان ابي طالب وآباء النبي صلى الله عليه وآاله وسلم، ذكره له الشيخ في فهرسته (ص 96) والنجاشي (4) (ص 188).

7 ـ أحمد بن القاسم، له كتاب إيمان أبي طالب، رآه النجاشي كما في فهرسته (5) (ص 69) بخط الحسين بن عبيد لله الغضائري.

8 ـ أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن طرخان الكندي الجرجاني صديق النجاشي: المتوفى (450)، ذكر له النجاشي في فهرسته (6) (ص 63) كتاب إيمان أبي طالب.

____________

(1) توفي قدس الله سره وأبقى له آثاراً ومآثر تذكر مع الأبد وتشكر. (المؤلف)

(2) الإصابة: 4 / 115 ـ 119 رقم 685.

(3) فهرس منتجب الدين: ص 157.

(4) رجال النجاشي: ص 265 رقم 690.

(5) المصدر السابق: ص 95 رقم 234.

(6) المصدر السابق: ص 87 رقم 210 وقيه: الجرجراني.

الصفحة 99

9 ـ شيخنا الأكبر أبو عبد اللله المفيد محمد بن النعمان: المتوفى (413) له كتاب إيمان أبي طالب، كما في فهرست النجاشي (1) (ص 284).

10 ـ أبو علي شمس الدين السيد فخار بن معد الموسوي: المتوفى (630)، له كتاب الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب، قرظه العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم بقوله:

بشراك فخار بما أولا * ك الخالق في يوم المحشر

نزهت بحجتك الغرا * شيخ البطحاء أبا حيدر

عما نسبوه إليه من الـ * ـكفر المردود دعاة الشر

أنى وبه قام الإسلام * م فنال بعلياه المفخر

قسماً بولاء أبي حسنٍ * لولاه الدين لما أزهر

فعليه من الله الرضوا * ن وللعدا نارٌ تسعر

11 ـ سيدنا الحجة أبو الفضائل أحمد بن طاووس الحسيني: المتوفى (673)، له كتاب إيمان أبي طالب، ذكره في كتابه بناء المقالة العلوية لنقض الرسالة العثمانية، وهو كتاب في الإمامة ألفه في الرد على رسالة أبي عثمان الجاحظ.

12 ـ السيد الحسين الطباطبائي اليزدي الحائري الشهير بالواعظ: المتوفى (1306)، له كتاب بغية الطالب في إيمان أبي طالب، فارسي مطبوع.

13 ـ المفتي الشريف السيد محمد عباس التستري الهندي: المتوفى (1306)، له كتاب بغية الطالب في إيمان أبي طالب، أحد شعراء الغدير، تأتي ترجمته في القرن الرابع عشر إ ن شاء الله تعالى.

14 ـ شمس العلماء ميرزا محمد حسين الكركاني، له كتاب مقصد الطالب في

____________

(1) رجال النجاشي: ص 399 رقم 1067.

الصفحة 100
إيمان آباء النبي وعمه أبي طالب، فارسي طبع في بمبي سنة (1311).

15 ـ الشيخ محمد علي بن ميرزا جعفر علي الفصيح الهندي نزيل مكة المعظمة، له كتاب القول الواجب في إيمان أبي طالب.

16 ـ شيخنا الحجة الحاج ميرزا محسن ابن العلامة الحجة ميرزا محمد التبريزي (1).

17 ـ السيد محمد علي آل شرف الدين العاملي (2)، له كتاب شيخ الأبطح و أبو طالب، طبع في بغداد سنة (1349) في (96) صفحة وقد جمع فيه فأوعى، ولم يبق في القوس منزعاً.

18 ـ الشيخ ميرزا نجم الدين ابن شيخنا الحجة ميرزا محمد الطهراني، له كتاب الشهاب الثاقب لرجم مكفر أبي طالب.

19 ـ الشيخ جعفر بن الحاج محمد النقدي المرحوم، له كتاب مواهب الواهب في فضائل أبي طالب، طبع في النجف الأشرف سنة (1341 في (154) صفحة، فيه فوائد جمة وطرائف ونوادر.

وقد نظم ذلك كثيرون من أعاظم الشيعة في قريضهم، ومما يسعنا إثباته هاهنا قول السيد أبي محمد عبد الله بن حمزة الحسني الزيدي من قصيدة:

حماه أبونا أبو طالب * وأسلم والناس لم تسلم

وقد كان يكتم إيمانه * وأما الولاء فلم يكتم

____________

(1) له كتاب إيمان أبي طالب وأحوله وأشعاره. راجع الذريعة الى تصانيف الشيعة: 2 / 513 رقم 2015.

(2) انتقل إلى دار البقاء سنة 1372 وأبقى لهفةً وجوىً في قلوب أمة كبيرة كانت تعرفه بفضائله وفواضله. (المؤلف)

الصفحة 101

وقول الشريف العلامة السيد علي خان الشيرازي (1) في الدرجات الرفيعة (2):

أبو طالب عم النبي محمدٍ * به قام أزر الدين واشتد كاهله

ويكفيه فخراً في المفاخر أنه * موازره دون الأنام وكافله

لئن جهلت قوم عظيم مقامه * فما ضر ضوء الصبح من هو جاهله

ولولاه ما قامت لأحمد دعوة * ولا انجاب ليل الغي وانزاح باطله

أقر بدين الله سراً لحكمةٍ * فقال عدو الحق ما هو قائله

وماذا عليه وهو في الدين هضبة * إذا عصفت من ذي العناد أباطله

وكيف يحل الذم ساحة ماجدٍ * أواخره محمودةٌ وأوائله

عليه سلام الله ما ذر شارقٌ * وما تليت أحسابه وفضائله (3)

ومن قصيدة للشريف الأجل سيدنا آية الله السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي (4):

ولي ندحةٌ في مدحة الندب والد الـ * أئمة أعدال الكتاب أولي الأمر

هو العلم الهادي أزين بمدحه * شعوري ويزهو في مآثره شعري

أبو طالب حامي الحقيقة سيد * تزان به البطحاء في البر والبحر

أبو طالب والخيل والليل واللوا * له شهدت في ملتقى الحرب بالنصر

أبو الأوصياء الغر عم محمد * تضوع به الأحساب عن طيب النجر

لقد عرفت منه الخطوب محنكاً * تدرع يوم الزحف بالباس والحجر

كما عرفت منه الجدوب أخا ندىً * دوين سداه الغمر ملتطم البحر

____________

(1) أحد شعراء الغدير، تأتي ترجمته إن شاء الله تعالى. (المؤلف)

(2) الدرجات الرفيعة: ص 62.

(3) في المصدر: وما تليت أخباره.

(4) أحد شعراء الغدير، يأتي ذكره وترجمته في شعراء القرن الرابع عشر إن شاء الله تعالى. (المؤلف)

الصفحة 102

فذا واحد الدنيا وثانٍ له الحيا * وقل في سناه الث الشمس والبدر

وأنى يحيط الوصف غر خصاله * وقد عجزت عن سردها صاغة الشعر

حمى المصطفى في باس ندب مدجج * تذل له الأبطال في موقف الكر

فلولاه لم تنجح لطه دعاية * ولا كان للإسلام مستوسق الأمر

وآمن بالله المهيمن والورى * لهم وثبات من يعوق إلى نسر

وجابه أسراب الضلال مصدقاً * نبي الهدى إذ جاء يصدع بالأمر

كفى مفخراً شيخ الاباطح أنه * أبو حيدر المندوب في شدة الضر

وصلى عليه الله ما هبت الصبا * بريا ثنا شيخ الأباطح في الدهرِ

وقال العلامة الحجة شيخنا الأوردبادي (1):

بشيخ الأبطحين فشا الصلاح * وفي أنواره زهت البطاح

براه الله للتوحيد عضبا * يلين به من الشرك الجماح

وعم المصطفى لولاه أضحى * حمى الإسلام نهبا يستباح

نضا للدين منه صفيح عزم * عنت لمضائه القضب الصفاح

وأشرع للهدى بأسا مريعا * تحطم دونه السمر الرماح

وأصحر بالحقيقة في قريض * عليه الحق يطفح والصلاح

صريخة هاشم في الخطب لكن * تزم لنيله الإبل الطلاح (2)

أخو الشرف الصراح أقام أمرا * حداه لمثله الشرف الصراح

فلا عاب (3) يدنسه ولكن * غرائز ما برحن به سجاح

فعلم زانه خلق كريم * ودين فيه مشفوع سماح

ومنه الغيث إما عم جدب * وفيه الغوث إن عن الصياح

____________

(1) من شعراء الغدير، يأتي ذكره في شعراء القرن الرابع عشر إن شاء الله تعالى. (المؤلف)

(2) الطلاح: جمع الطليحة وهي الناقة المتعبة.

(3) العاب: الوصمة والعيب.

الصفحة 103

مناقب أعيت البلغاء مدحا * وتنفذ دونها الكلم الفصاح

وصفو القول أن أبا علي * له الدين الأصيل ولا براح

ولكن لابنه نصبوا عداء * وما عن حيدر فضل يزاح

فنالوا من أبيه وما المعالي * لكل محاول قصدا تباح

وضوء البدر أبلج لا يوارى * وإن يك حوله كثر النباح

وهبني قلت إن الصبح ليل * فهل يخفى لذي العين الصباح

فدع بمتاهة التضليل قوما * بمرتبك الهوى لهم النباح

فذا شيخ الأباطح في هداه * تصافقه الإمامة والنجاح

أبو الصيد الأكارم من لؤي * مقاديم جحاجحة وضاح

لهم كأبيهم إن جال سهم * لأهل الفضل فائزة قداح

وقال العلامة الأوحد الشيخ محمد تقي صادق العاملي من قصيدة يمدح بها أله البيت عليهم السلام:

بسيف علي قد أشيدت صروحه * كما بأبيه قام قدما بناؤه

أبو طالب أصل المعالي ورمزها * ومبدأ عنوان الهدى وانتهاؤه

توحد في جمع الفضائل والنهى * وضم جميع المكرمات رداؤه

وتنحط عنه رفعة هامة السها (1) * ويأرج في عرف الخزامى ثناؤه

حمى الخائف اللاجي ومربع أمنه * وكعبة قصد المرتجى وغناؤه

تحلق في جمع المكارم نفسه * ويسمو به للنيرين إباؤه

أصاخ إلى الدين الحنيف ملبيا * لدعوته لما أتاه نداؤه

وباع بإعزاز الشريعة نفسه * فبورك قدرا بيعه وشراؤه

____________

(1) السها: كويكب صغير خفي الضوء.

الصفحة 104

وقال العلامة الشريف المبجل السيد علي النقي اللكهنوي (1):

زهت أم القرى بأبي الوصي * غداة غدا يذود عن النبي

وقام بنصرة الإسلام فردا * يراغم كل مختال غوي

يذب عن الهدى كيدا الأعادي * بأمضى من ذباب المشرقي (2)

وأبصر رشده من دين طه * فجاهر فيه بالسر الخفي

وآمن بالإله الحق صدقا * بقلب موحد بر تقي

بنى للسؤدد العربي صرحا * محاطا بالفخار الهاشمي

تلقى الرشد عن آبا صدق * توارثه صفيا عن صفي

كأن الأمهات لهم أبت أن * تلدن سوى نبي أو وصي

فكان على الهدى كأبيه قدما * ولم يبرح على النهج السوي

وكان به رواء الشرع بدءا * وتم بنجله الزاكي علي

وقال العلامة الفاضل الشيخ محمد السماوي (3) من قصيدة نشرت في آخر كتاب الحجة (ص 135) مطلعها:

فؤادي بالغادة الكاعب * غدا كرة في يدي لاعب

كأني بدائرة من هوى * فمن طالع لي ومن غارب

بليت بمن ضربت خدره * بمنقطع النظر الصائب

بحيث الصفاح وحيث الرما * ح فمن مشرفي إلى راغبي

لها منعة في ذرى قومها * كأن أباها أبو طالب

فخار الأبي وعم النبي * وشيخ الأباطح من غالب

____________

(1) أحد شعراء الغدير، يأتي في شعراء القرن الرابع عشر إن شاء الله تعالى. (المؤلف).

(2) ذباب المشرفي: حد السيف.

(3) أحد شعراء الغدير، يأتي ذكره إن شاء الله، توفي في يوم الأحد 2 محرم سنة 1379. (المؤلف)

الصفحة 105

أمنع لا يرتقى أجدل* إلى ذروة منه أو غارب

إذا الرافع الطرف يرنو له * يعود بتنحية الناصب

تهلل طلعته للعيو * ن كما جرد الغمد عن قاضب

أقام عماد العلى سامكا * بأربعة كالسنا الثاقب

بمثل علي إلى جعفر * ومثل عقيل إلى طالب

أولئك لا زمعات الرجا * ل من قالص الذيل أو ساحب

ومن ذا كعبد مناف يطو * ل على راجل ثم أو راكب

حمى الدين في سفينة فانبرى * بمكة ممتنع الجانب

وآمن بالله في سره * لامر جليل على الطالب

وصدق أحمد في وحيه * وقام بما كان من واجب

فكم بين مخف لتصديقه * وآخر مبد له كاذب

لنعم ملاذ الهوى والتقى * ومنتجع الوافد الراغب

ومعتصم الدين في مكة * إذ الدين منفرد الصاحب

ومناح حوزة أهل الهدى * مد العمر من وثبة الواثب

فلولاه ما طفق المصطفى * ينادي على المنهج اللاحب

ولم يعب الشرك مستظهرا * بيوم يضيق على العائب

وللبحاثة الفاضل صاحب التأليف القيم الشيخ جعفر بن حاج محمد النقيدي من قصيدة ذكرها في كتابه مواهب الواهب في فضائل أبي طالب (2). المطبوع في النجف الأشرف في (154) صفحة مطلعها:

____________

(1) من شعراء الغدير، يأتي تفصيل ترجمته في شعراء القرن الرابع عشر إنشاء الله. ارتحل الى رحمة ربه يوم السبت 8 محرم 1369 في الكاظمية، ونقل جثمانه الى النجف الأشرف. (المؤلف).

(2) مواهب الواهب في فضائل أبي طالب: ص 293.