الفصل الثاني
الهياكل اللفظية لحديث الخلفاء الإثني عشر
في مصادر (مدرسة الصحابة)
عدد الخلفاء اثنا عشر خليفة الخلفاء الإثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل جميع الخلفاء الإثني عشر من قريش جميع الخلفاء الإثني عشر من بني هاشم الإسلام منيع بوجود الخلفاء الإثني عشر الدين عزيز منيع بوجود الخلفاء الإثني عشر الدين قائم بوجود الخلفاء الإثني عشر أمر الأمّة مستقيم بوجود الخلفاء الإثني عشر أمر الأمّة صالح بوجود الخلفاء الإثني عشر أمر الأمّة ماضٍ بوجود الخلفاء الإثني عشر الدين ظاهر لا يضرّه الأعداء بوجود الخلفاء الإثني عشر لا يضرّ الخلفاء الإثني عشر عداوة من عاداهم الدين قائم إلى قيام الساعة بوجود الخلفاء الإثني عشر تموج الأرض بأهلها مع عدم وجود الخلفاء الإثني عشر يعمّ الدنيا الهرج إذا مضى الخلفاء الإثنا عشر أول الخلفاء الإثني عشر علي وآخرهم القائم المهدي الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين هم الخلفاء الإثني عشر النبي يذكر الخلفاء الإثني عشر جميعاً بأسمائهم |
نظرة
على الفصل الثاني
خلال الفصل الثاني من هذه الدراسة ننتقل إلى استعراض الصياغات اللفظية، والهياكل التي وردت لحديث (الخلفاء الإثني عشر)، فعلى الرغم من كون مضمونها موحَّداً إلاّ أنَّها جاءت بقوالب لفظية متنوعة، ومن الضروري لنا مسح الصحاح والمصادر الأخرى لدى (مدرسة الصَّحابة) لنطلع على هذه الصياغات اللفظية، لتكون بمثابة المادة الأولية التي نجري عليها بحوثنا، وتحليلاتنا، واستنتاجاتنا، وقد توصلنا إلى أنَّ أهمّ هذه الصياغات أنَّها عدَّت الخلفاء بالإثني عشر خليفةً، وأنَّهم بذلك كعدد نقباء بني إسرائيل، وقطعت بكونهم من (قريش)، ومن (بني هاشم) بالتحديد، وأنَّ الإسلام منيع بوجودهم، وفي تعابير أخرى أنَّ الدين عزيز منيع وقائم بوجودهم، وأنَّ أمر الأمّة مستقيم وصالح بوجودهم، وقد يأتي التعبير بأمر الناس، وأنَّ الدين ظاهر على الأعداء بوجودهم، ولا يضرّهم عداوة من عاداهم، وأنَّ أمرهم سيبقى قائماً إلى قيام الساعة، وإذا ما قدّر عدم وجودهم فإنَّ الأرض تموج بأهلها، ويسودها الهرج، ونصّت الروايات على أنَّ أولهم علي بن أبي طالب، وأنَّ أخرهم الإمام المهدي، وأنَّ منهم الحسن والحسين، وأنَّ التسعة الباقين من ولد الحسين، وقد ورد التصريح بأسمائهم جميعاً في روايات أخرى من مصادرهم.
الخلفاء الإثنا عشر
الهياكل اللفظية
لحديث ( الخلفاء الإثني عشر)
في مصادر (مدرسة الصَّحابة)
بعد أن استعرضنا طرق حديث (الخلفاء الإثني عشر) لدى أوثق مصادر (مدرسة الصَّحابة)، ننتقل الآن للنظر في الهياكل اللفظية للحديث، والّتي جاءت بصياغات مختلفةٍ بعض الشيء، إلا أنَّها وردت موحَّدة المضامين على نحو العموم، ثم نعود بعد ذلك لانتزاع القواسم المشتركة بين مجموع هذه الروايات، ومحاولة ايجاد تفسير واقعيّ ينسجم مع هذه الأسس العامَّة، وتطبيقها على الموارد المقصودة من قبل الشريعة المقدَّسة على النحو القطع واليقين.
وقد بذلتُ السعي لإستخراج هذه القوالب اللفظية من لدن المصادر الأساسيّة لدى (مدرسة الصَّحابة)، وقد أعطفُ عليها بعض المصادر الأخرى في حالات نادرة للمؤازرة والتعزيز، واقتصرتُ في المتن على زبدتها، وأرجعتُ القارئ المتتبع في الهامش إلى تفاصيلها.
وقد انتزعتُ من كلِّ مجموعة متشابهةٍ من تلك الروايات عنواناً يشير إليها، ويجمع بينها، فصدَّرتُ تلك المجموعة بهذا العنوان؛ ليسهل تناولها على قارئنا البصير.
والمضامين الرئيسية الإجمالية لهذه الروايات وردت بصياغات لفظية متنوعة، نحاول عرضها مرقمةً لنرجع القارئ المتابع إليها فيما بعد بيسر وسهولة.
(1)
عدد الخلفاء اثنا عشر خليفةً
ورد تحديد عدد الخلفاء بـ (الإثني عشر) خليفةً في مختلف نصوص الحديث الماثل للبحث والتمحيص، وإن اختلفت الصياغات اللفظيّة الأخرى التي تحفُّ بهذا العدد، مما يجعل الروايات تتوزع على العناوين المتنوعة.
ويكفي أن نشير إلى واحدة من هذه الروايات المصرّحة بالعدد على الرّغم من أنَّها سوف تتكرر معنا باطّراد.
جاء في (سنن أبي داود) بإسناده إلى (عامر) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(سمعتُ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول:
ـ لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفةً.
فكبَّرَ الناس وضجُّوا، ثم قال كلمة خفية، قلت لأبي: يا أبه، ما قال؟ قال:
ـ كلُّهم من قريش) .(1)
____________
(1) أبو داود، سنن أبي داود، ج: 4، كتاب: المهدي، ح: 4280، ص: 106.
(2)
الخلفاء الإثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل
يتعزّز ذكر عدد (الخلفاء الإثني عشر) من خلال طائفة من الروايات التي تنصّ على أنَّ عدد هؤلاء الخلفاء هو عدد (نقباء بني إسرائيل)، وفي روايات أخرى ورد التعبير بأنّهم بعدد نقباء موسى (عَليهِ السَّلامُ).
فمن ذلك ما في (المستدرك على الصحيحين) بإسناده إلى (مسروق) أنَّه قال:
(كنّا جلوساً عند عبد الله يقرؤنا القرآن، فسأله رجل فقال:
ـ يا أبا عبد الرحمن هل سألتُم رسولَ الله كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله:
ـ ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك، قال: سألناه، فقال:
ـ اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل) .(1)
وفي (كنز العمّال) عن (ابن مسعود) أنّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ) قال:
(يملك هذه الأمة اثنا عشر خليفة كعدد نقباء بني إسرائيل) .(2)
وفيه أيضاً عن (ابن مسعود) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ) أنَّه قال:
____________
(1) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج:4 ، كتاب: الفتن والملاحم، ص: 501. وانظر: (ينابيع المودَّة) للقندوزي الخنفي، ج: 3، الباب: السابع والسبعون، ص: 445، عن الشعبي عن (مسروق) قال: (بينا نحن عند ابن مسعود نعرض مصاحفنا عليه، إذ قال له فتىً: هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنَّك لحديث السنّ، وإنَّ هذا شيئ ما سألني عنه أحد قبلك، نعم، عهد إلينا نبينا (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) أنَّه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل). (2) المتقي الهندي، علاء الدين، كنز العمّال، ج: 12، ح: 33857، ص: 33.
(يكون بعدي من الخلفاء عدة نقباء موسى) .(1)
(3)
جميع الخلفاء الإثني عشر من قريش
أطبقت روايات (الخلفاء الإثني عشر) على أنَّ هؤلاء الخلفاء ينتهون بأجمعهم من حيث النسب إلى قبيلة (قريش)، وهي القبيلة التي ينتهي إليها نسب النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ).
وهذا القيد المذكور في مجمل الروايات يعدّ من حيث الإطّراد وسعة الحضور كقيد العدد المذكور آنفاً، فقد توالى التأكيد على أنَّ هؤلاء (الخلفاء الإثني عشر) من (قريش) كما توالى تحديد عددهم بـ (الإثني عشر)، وذلك من خلال صياغات لفظيّة متنوعة.
____________
(1) المنقي الهندي، علاء الدين، كنز العمّال، ج: 12، ح: 33857، ص: 33. وانظر: (إثبات الهداة) للحر العاملي، ج: 3، باب: 9، الفص: 1، ح: 15، ص: 150، نقلاً عن (الطبرسي) أنَّه قال: وممّا ذكره (المفيد) في كتابه قال: ومن ذلك ما رواه (محمد بن عثمان الذهبي)، ثم ذكر سنداً من طريق مدرسة (الصَّحابة) عن (ابن مسعود) .. وساق الحديث. وانظر: نفس المصدر، ج: 3، وباب: 9، الفصل 18، ح: 140، ص: 196، عن (أحمد بن محمد بن عياش) في كتاب (مقتضب الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر) من الأحاديث التي رواها من طريق مدرسة (الصَّحابة) عن مشايخهم ورواتهم بإسناد ذكره عن (ابن مسعود) عن النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) أنَّه سئل: كم يملك أمر هذه الأمّة بعده من خليفة؟ فقال: اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل). وكذلك وردت في نفس الباب، الفصل 23، ح: 180، ص: 214، عن (المقداد بن عبد الله السيوري الحلي) في (شرح نهج المسترشدين) في بحث إمامة الأئمة الإثني عشر أنَّه روى من طريق مدرسة (الصَّحابة) عن (مسروق) عن (ابن مسعود) .. وساق نفس الحديث. وكذلك وردت في نفس الباب، الفصل 27، ح: 207، ص: 221، عن (الشيباني) بإسناده إلى (أبي هريرة) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال: (الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل).
جاء في( صحيح البخاري) بسنده إلى (عبد الملك بن عمير) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(سمعت النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول:
ـ يكون اثنا عشر أميراً.
فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنَّه قال:
ـ كلُّهم من قريش) .(1)
(4)
جميع الخلفاء الإثني عشر من بني هاشم
تضيّقت دائرة مدلول الروايات التي نصّت على كون (الخلفاء الإثني عشر) من قبيلة (قريش) إلى حيث الدلالة على كونهم من (بني هاشم)، وهم عشيرة النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ).
____________
(1) البخاري، صحيح البخاري، ج: 8، كتاب الأحكام، ص: 127. وانظر: مسند أحمد بن حنبل، ج: 5، ح: 20325، ص: 90، وكذلك: ح: 20327، ص: 90، و كذلك: ح: 20349، ص: 92، وكذلك: ح: 20377، ص: 94، وكذلك: ح: 20390، ص: 95، وكذلك: ح: 20434، ص: 99، وكذلك: ح: 20508، ص: 106، وكذلك: ح: 20545، ص: 108... وانظر المعجم الكبير للطبراني، ج: 2، ح: 1799، ص: 197، وكذلك: ح: 1875، ص: 214، وكذلك: ح: 1896، ص: 128، وكذلك: ح: 1936، ص: 226، وكذلك: ح: 2007، ص: 241، وكذلك: ح: 2044، ص: 248-249، وكذلك: ح: 2062، ص: 253-254، وكذلك: ح: 2067، ص:255، وكذلك: ح: 2070، ص: 255، وكذلك: ح: 2071، ص: 255... وانظر: (تأريخ بغداد) للخطيب البغدادي ، ج: 14، ص: 353.
ومن ذلك ما ورد في (ينابيع المودة) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(كنت مع أبي عند النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فسمعته يقول:
ـ بعدي اثنا عشر خليفة.
ثم اخفي صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفي صوته؟ قال: قال:
ـ كلُّهم من بني هاشم) .(1)
(5)
الإسلام منيع بوجود الخلفاء الإثني عشر
تتوقف عزَّة (الإسلام) بناءاً على هذه الطائفة من الروايات على وجود (الخلفاء الإثني عشر).
فمن ذلك ما في (صحيح مسلم) بإسناده إلى (سماك بن حرب) أنَّه قال: سمعتُ (جابر بن سمرة) يقول:
(سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول:
ـ لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة.
ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال:
ـ كلُّهم من قريش) .(2)
____________
(1) القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، ج: 3، الباب: السابع والسبعون، ص: 445. (2) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 12، باب: الخلافة في قريش، ص: 202. ونقل روايةً أخرى في نفس الباب، ص: 202، عن (جابر بن سمرة) أيضاً بلفظ: (لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة...). وانظر: مسند أحمد بن حنبل، ج : 5، ح: 20327، ص: 90، وكذلك: ح: 20366، ص: 93، وكذلك: ح: 203067، ص: 94، وكذلك: ح: 20418، ص: 99، وكذلك: ح: 20443، ص: 100، وكذلك: ح: 20515، ص: 106. وانظر: (سنن أبي داود)، ج: 4، كتاب: المهدي، ح: 4280، ص: 106، بإسناده إلى (عامر) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال: (سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول: لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، فكبَّرَ الناس وضجُّوا، ثم قال كلمة خفية، قلت لأبي: يا أبه ما قال؟ قال: كلُّهم من قريش). وانظر أيضاً: المعجم الكبير للطبراني، ج: 2، ح: 1792، ص: 195.
(6)
الدين عزيز منيع بوجود الخلفاء الإثني عشر
ورد التعبير في هذه الطائفة من الروايات بـ (الدين) بدلاً عن (الإسلام) الوارد في الطائفة السابقة، كما ورد التعبير بكون هذا الدين سيبقى (منيعاً) بوجود (الخلفاء الإثني عشر)، إضافةً إلى كونه (عزيزاً) كما ورد في الطائفة السابقة.
جاء في ما في (صحيح مسلم) بإسناده من طريقين إلى (الشعبي) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(انطلقتُ إلى رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ومعي أبي، فسمعتُه يقول:
ـ لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة.
فقال كلمة صُمَّنيها النّاس، فقلتُ لأبي: ما قال؟ قال:
ـ كلُّهم من قريش) .(1)
____________
(1) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 12، باب: الخلافة في قريش، ص: 203. وانظر: مسند أحمد بن حنبل، ج: 5، ح: 20367، ص : 93، وكذلك: ح: 20399، ص: 96، وكذلك: ح: 20400، ص: 104... وانظر: المعجم الكبير للطبراني، ج: 2، ح: 1791، ص: 195.
(7)
الدين قائم بوجود الخلفاء الإثني عشر
نصّت طائفة أخرى من الروايات على استمرار (الدين) (قائماً) بوجود (الخلفاء الإثني عشر).
ورد في (مسند أحمد) بإسناده إلى ( عامر بن سعد) أنَّه قال:
(سألت جابر بن سمرة عن حديث رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ)، فقال: قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ لا يزال الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش) .(1)
____________
(1) ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد بن حنبل، ج: 5، ح: 20218، ص: 86، وكذلك: ح: 20298، ص: 87، وكذلك: ح: 20307، ص: 87... وانظر: المعجم الكبير للطبراني، ج: 2، ح: 1794، ص: 196، وكذلك: ح: 1801، ص: 197، وكذلك: ح: 1808، ص: 199، وكذلك: ح: 1876، ص: 214.
(8)
أمر الأُمَّة مستقيم بوجود الخلفاء الإثني عشر
في طائفة أخرى نرى أنَّ أمر (الأمّة) يبقى (مستقيماً) ما دام وجود (الخلفاء الإثني عشر) مستمراً، فقد ورد في (المعجم الكبير للطبراني) بإسناده إلى (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(انتهيت إلى النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) مع أبي فقال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ لا يزال هذه الأُمَّة مستقيم أمرُها حتى يكون اثنا عشر خليفة.
ثم قال كلمة خفيَّة، فقلت لأبي: ما قال؟ قال:
ـ كلُّهم من قريش) .(1)
وفيه أيضاً عن (جابر بن سمرة) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) أنَّه قال:
(لا تزال هذه الأُمَّة مستقيم أمرُها ظاهرة على عدوِّها حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة كلُّهم من قريش. فلما رجع إلى منزله أتته قريش قالوا:
ـ ثم يكون ماذا؟ قال:
ـ ثم يكون الهرج) .(2)
____________
(1) الطبراني، المعجم الكبير، ج: 2، ح: 1798، ص: 196-197. (2) الطبراني، المعجم الكبير، ج: 2، ح: 2059، ص: 253.
(9)
أمر الأمة صالح بوجود الخلفاء الإثني عشر
ورد التعبير في هذه الطائفة بـ (صلاح) أمر الأمة ما دام (الخلفاء الإثني عشر) موجودين فيها.
جاء في (مستدرك الحاكم) بإسناده إلى (أبي جحيفة) إلى (أبيه) أنَّه قال:
(كنتُ مع عمّي عند النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ)، فقال:
ـ لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي اثنا عشر خليفة.
قال كلمة، وخفض بها صوته، فقلتُ لعمّي وكان أمامي: ما قال يا عم؟ قال: قال يا بني:
ـ كلهم من قريش) .(1)
ووردت هذه الرواية بلفظ (اثنا عشر أميراً) في (مسند أحمد بن حنبل) بإسناده إلى (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(جئتُ أنا وأبي إلى النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) وهو يقول:
ـ لا يزال هذا الأمر صالحاً حتى يكون اثنا عشر أميراً.
ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ قال:
ـ كلّهم من قريش) .(2)
____________
(1) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج: 3، كتاب: معرفة الصحابة، ص: 618. (2) ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد بن حنبل، ج: 5، ح: 20366، ص: 93. وانظر كذلك: ج: 5، ح: 20417، ص: 97، وكذلك: ح: 20416، ص: 97، وكذلك: ح: 20418، ص: 97، وكذلك: ح: 20534، ص: 107. وانظر: (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) لنور الدين الهيثمي، ج: 5، باب: الخلفاء الإثني عشر، ص: 190. وانظر: كنز العمال، للمتّقي الهندي، ج: 12، ح: 33849، ص: 32. وانظر نفس الحديث بنفس السند السابق عن (عون بن أبي جحيفة) في (إثبات الهداة) للحر العاملي، ج: 3، باب: 9،ح: 14، ص: 150: عن بعض مصادر مدرسة (الصَّحابة).
(10)
أمر النّاس ماضٍ بوجود الخلفاء الإثني عشر
في طائفة هذه الطائفة نرى أنَّ أمر (النّاس) يبقى (ماضياً) ما دام وجود (الخلفاء الإثني عشر) متواصلاً.
جاء في (صحيح مسلم) بإسناده إلى (عبد الله بن عمير) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(سمعت النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول:
ـ لا يزال أمر النّاس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً.
ثم تكلَّم النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) بكلمة خفيت عليّ، فسألتُ أبي: ماذا قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ)؟ فقال:
ـ كلُّهم من قريش) .(1)
وفي (المعجم الكبير للطبراني) بإسناده إلى (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(دخلت مع أبي على رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فقال:
ـ إنّ هذا الأمر لن يمضي ولن ينقضي حتى ينقضي اثنا عشر خليفة.
ثم تكلم بشيء لم أفهمه قلتُ لأبي ما الذي قال؟ قال:
ـ كلُّهم من قريش) .(1)
وفي (صحيح مسلم) أيضاً بإسناده عن طريقين إلى(حصين) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(دخلت مع أبي على النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فسمعته يقول:
ـ إنّ هذا الأمر لن ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة.
ثم تكلَّم بكلام خفي عليّ، فقلت لأبي ما قال؟ قال:
ـ كلُّهم من قريش) .(2)
(11)
الدين ظاهر لا يضرّه الأعداء بوجود الخلفاء الإثني عشر
نصّت طائفة أخرى من الروايات على أنَّ (الدين) يبقى ظاهراً على أعدائه ومناوئيه، ولا يصله الضرر من قبل الأعداء بوجود (الخلفاء الإثني عشر).
جاء في (مسند أحمد) بإسناده إلى (جابر بن سمرة السوائي) أنَّه قال:
(سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول في حجة الوداع:
____________
(1) الطبراني، المعجم الكبير، ج: 2، ح: 3068، ص: 255. (2) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 12، باب: الخلافة في قريش، ص: 201.
ـ لا يزال هذا الدين ظاهراً على مَن ناواه، لا يضرُّه مخالف ولا مفارق، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميراً كلُّهم..
ثم خفي من قول رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ)، قال: وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) منِّي، فقلتُ: يا أبتاه ما الذي خفيَ من قول رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ)، قال: يقول:
ـ كلهم من قريش) .(1)
وكما ورد مضمون هذا الحديث في (مسند أحمد بن حنبل) بلفظ: (اثنا عشر أميراً) فقد ورد بلفظ:
(اثنا عشر خليفةً) . (2)
كما أنَّه ورد في (مستدرك الحاكم على الصحيحين)، وفي (المعجم الكبير للطبراني) بلفظ: (اثنا عشر خليفةً)(3) أيضاً.
____________
(1) ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد بن حنبل، ج: 5، ح: 20293، ص: 88، وانظر: ج: 5، ح: 20366، ص: 93. (2) ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد بن حنبل، ج: 5، ح: 20290، ص: 87، بلفظ: (إنّ هذا الدين لا يزال ظاهراً على مَن ناواه، لا يضرُّه مخالف ولا مفارق، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة). وانظر: ج: 5، ح: 20307، ص: 93، وكذلك: ح: 20330، ص: 90، وكذلك: ح: 20420، ص: 98، وكذلك: ح: 20430، ص: 99، وكذلك: ح: 20432، ص: 99، وكذلك: ح: 20458، ص: 101. (3) الحاكم النيسابوري، مستدرك الحاكم على الصحيحين، ج: 3، كتاب: معرفة الصحابة، ص: 617، بإسناده إلى (جابر بن سمرة) أنَّه قال: (كنّا جلوساً عند رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فسمعتُه يقول: لا يزال أمر هذه الأمة ظاهراً حتى يقوم اثنا عشر خليفة). وانظر: المعجم الكبير للطبراني، ج: 2، ح: 1795، ص: 196، وكذلك: ح: 1796، ص: 196، وكذلك: ح: 1797، ص: 196، وكذلك: ح: 1800، ص: 196، وكذلك: ح: 1841، ص: 206، وكذلك: ح: 1849، ص: 207-208، وكذلك: ح: 1852، ص: 208، وكذلك: ح: 1883، ص: 215، وكذلك: ح: 2061، ص: 253. وانظر: اثبات الهداة للحر العاملي، باب: 9، الفصل: 1، ح: 19، ص: 152، عن (محمد بن عثمان الذهبي) بإسناده إلى (عون بن أبي جحيفة) عن (أبيه) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال: (لا يزال أهل الدين يُنصرون على مَن ناواهم إلى اثني عشر خليفة).
(12)
لا يضرّ الخلفاء الإثني عشر عداوة من عاداهم
تنصّ هذه الطائفة من الروايات على أنَّ لـ (الخلفاء الإثني عشر) القيمومة على أمر الأمة، وأنَّ هؤلاء منصورون، مسدَّدون، لا يضرّهم عداوة من عاداهم.
جاء في (المجمع الكبير) عن (جابر بن سمرة) قال:
(سمعتُ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) وهو يخطب على المنبر وهو يقول:
ـ اثنا عشر قيما من قريش لا يضرهم عداوة من عاداهم.
فالتفتُّ خلفي فإذا أنا بعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في أناس، فأثبتوا لي الحديث كما سمعت) .(1)
____________
(1) الطبراني، المعجم الكبير، ج: 2، ح: 2073، ص: 256. وروي الحديث في (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) لنور الدين الهيثمي، ج: 5، باب: الخلفاء الإثني عشر، ص: 190.
(13)
الدين قائم إلى قيام الساعة بوجود الخلفاء الإثني عشر
يستمرّ وفقاً لهذه الطائفة من الروايات أمر الدين قائماً إلى يوم القيامة ما دام (الخلفاء الإثني عشر) موجودين ومتتابعين.
جاء في (مسند أحمد) بإسناده الى (سعد بن وقاص) أنَّه قال:
(كتبتُ إلى جابر بن سمرة مع غلامي: أخبرني بشيء سمعتَه من رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال: فكتب إليّ: سمعتُ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يوم الجمعة، عشية رجم الأسلمي يقول:
ـ لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلُّهم من قريش) .(1)
____________
(1) ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد بن حنبل، ج: 5، ح: 20319، ص: 89. وانظر الحديث أيضاً في: (صحيح مسلم بشرح النووي)، ج: 12، باب: الخلافة في قريش، ص: 203.
(14)
تموج الأرضُ بأهلها مع عدم وجود الخلفاء الإثني عشر
تنصّ هذه الطائفة من الروايات على أنَّ الأرض تضطرب وتموج بأهلها إذا هلك (الخلفاء الإثني عشر).
من ذلك ما في (كنز العمال) نقلاً عن (ابن النجّار) عن (أنس بن مالك) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) أنَّه قال:
(لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش، فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها) .(1)
وفي رواية أخرى ورد التعبير بلفظ:
(فإذا مضوا ماجت بأهلها) .(2)
____________
(1) المتقي الهندي، علاء الدين، كنز العمّال، ج: 12، ح: 33861، ص: 34. (2) الحر العاملي، إثبات الهداة، ج: 3 ، باب: 9، الفصل: 1، ح: 17، ص: 151، عن بعض مصادر (مدرسة الصَّحابة). وانظر كذلك: نفس الباب السابق، الفصل: 3، ح: 28، ص: 154، عن بعض مصادر مدرسة الخلفاء أيضاً. وانظر كذلك: نفس الباب السابق، الفصل: 27، ص: 221، عن: (مراصيد العرفان) أنَّه أسند إلى (سلمان الفارسي) أنّ النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال: (إنّ علياً وصيي، ووارثي، وولده الحسن بعده، ثم الحسين، ثم أئمة تسعة هداة إلى يوم القيامة).
(15)
يعمّ الدنيا الهرج إذا مضى الخلفاء الإثنا عشر
نصّت هذه الطائفة من الروايات على عموم الهرج في الدنيا عندما يمضي (الخلفاء الإثني عشر).
ورد في (مسند أحمد) بإسناده إلى (الأسود بن سعيد الهمداني) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال:
(سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ـ أو قال: قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
قال: ثم رجع إلى منزله، فأتته قريش فقالوا:
ـ ثم يكون ماذا؟ قال:
ـ ثم يكون الهرج) .(1)
وروى (أبو داود) نصَّ هذا الحديث في سننه أيضاً .(2)
وفي رواية أخرى عن (ابن عباس) عن أبيه أنّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال له:
____________
(1) ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد بن حنبل، ج: 5، ح: 20347، ص: 992. (2) أبو داود، سنن أبي داود، ج: 4، كتاب: المهدي، ح: 4281، ص: 106.
(يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة، ثم يكون أمور كريهة وشدة عظيمة..) .(1)
وعن (أبي الطفيل) أنَّه قال: قال لي (عبد الله بن عمر):
(يا أبا الطفيل! عدَّ اثني عشر من بني كعب بن لؤي، ثم يكون النقف والنفاق) .(2)
(16)
أول الخلفاء الإثني عشر علي وآخرهم القائم المهدي
يأتي دور هذه الطائفة من الروايات لكي تحدّد طرفي سلسلة (الخلفاء الإثني عشر)، فتنصّ على كون الإمام علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) هو أول الخلفاء، والإمام المهدي (عَليهِ السَّلامُ) هو آخر الخلفاء.
جاء في (ينابيع المودة) عن (عباية بن ربعي) عن (جابر) أنَّه قال:
(قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
____________
(1) الحر العاملي، إثبات الهداة، ج: 3، باب: 9، الفصل: 1، ح: 23، ص: 153، عن (الطبرسي) عن (أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي) في كتابه (الرد على الزيدية) من طرق (مدرسة الصَّحابة). وذكر الحديث أيضاً في الفصل المذكور، ح: 24، بإسناد آخر من طريق (مدرسة الصَّحابة). (2) الطوسي، أبو جعفر، الغيبة، ص: 89، عن بعض مصادر (مدرسة الصَّحابة).
ـ أنا سيّد النبيّين وعليّ سيّد الوصيّين، وانّ أوصيائي بعدي اثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم القائم المهدي) .(1)
____________
(1) القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، ج: 3، الباب: السابع والسبعون، ص: 447، أخرجه عن كتاب: (فرائد السمطين) للمحدِّث الفقيه (محمد بن إبراهيم الحمويني الشافعي) بسنده إلى (سعيد بن جبير). وانظر: (إثبات الهداة) للحر العاملي، ج: 3، باب: 9، الفصل: 1، ح: 21، ص: 152، عن (الطبرسي) عن الشيخ (أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي) في كتابه (في الردّ على الزيدية)، وذكر سنده من طريق مدرسة (الصَّحابة) عن (ابن عباس) أنَّه قال: (سألت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) حين حضرتُ وفاته، فقلت: يا رسول الله، إذا كان ما نعوذ بالله منه فإلى من؟ فأشار (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ): إلى علي (عَليهِ السَّلامُ) وقال: إلى هذا، فإنَّه مع الحق والحق معه، ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعتي). وفيه أيضاً: ج: 3، باب: 9، الفصل: 9، ح: 104، ص: 178- 179، عن (محمد بن علي الكراجكي) في (الإستنصار) نقلاً عن كتاب (النواصب) لـ (محمد بن أحمد بن شاذان) عن طرق العامّة عن (ابن عباس) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) انه قال: (اعلموا أنّ لله باباً من دخله أمن من النار، قيل: يا رسول الله! اهدنا إلى هذا الباب! قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ): هو عليّ بن أبي طالب سيدّ الوصيّين وأمير المؤمنين، وأخو رسول ربِّ العالمين، وخليفته على الناس أجمعين... إلى أن قال: من سرَّه أن يتولى ولاية الله فليقتدِ بعلي بن أبي طالب بعدي والأئمة من ذريتي، فإنَّهم خزّان علمي، قيل: يا رسول الله! فما عدّة الأئمة؟ قال (ص): عدَّ تهم اثنا عشر، أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم). وفيه أيضاً: ج: 3، باب: 9، الفصل: 19، ح: 168، ص: 208، عن (المناقب) لـ (ابن شاذان) أنّه روى من طرق مدرسة (الصَّحابة) عن (ابن عباس) عن النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) في حديث أنَّه قال: (علي بن أبي طالب سيّد الوصيّين وأمير المؤمنين، معاشر الناس! من أحبَّ أن يعرف سرَّ الله فعليه أن يتوالى بولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي، عدَّتهم اثنا عشر، عدّة نقباء بني إسرائيل، والأئمة الإثنا عشر إماماً أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم). وفيه أيضاً: ج: 3، باب: 9، الفصل: 1، ح: 23، ص: 153، عن (الطبرسي) عن (أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي) في كتابه (في الردّ على الزيديّة) من طريق مدرسة (الصَّحابة) عن (ابن عبّاس) عن (أبيه) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال له: (يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة، ثم يكون أمور كريهة، وشدّة عظيمة، ثم يخرج المهدي). وجاء في نفس الفصل: ح: 24، ص: 153، نفس هذا الحديث بسند آخر من طرق مدرسة (الصَّحابة) عن (ابن عبّاس) عن (أبيه).
وفيه أيضاً عن (ابن عبّاس) أنَّه قال:
(قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ إنّ خلفائي، وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي الإثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم ولدي المهدي) .(1)
(17)
الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين هم الخلفاء الإثنا عشر
شخَّصت هذه الطائفة من الروايات هويّة (الخلفاء اللإثني عشر) بشكلٍ أكبر، فنصّت على كون الحسن بن علي (عَليهِ السَّلامُ)، والحسين بن علي (عَليهِ السَّلامُ)، وتسعة من نسل الحسين بن علي (عَليهِ السَّلامُ)، بالإضافة إلى أبيهم علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ)، يمثلون بمجموعهم الأشخاص المقصودين بحديث (الخلفاء الإثني عشر).
ورد في (ينابيع المودة) عن (سلمان الفارسي) أنَّه قال:
(دخلتُ على النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فإذا الحسين على فخذيه، وهو يقبِّل خديه، ويلثم فاه، ويقول:
____________
(1) القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، ج: 3، الباب: السابع والسبعون، ص: 447.
ـ أنت سيِّد، ابن سيِّد، أخو سيِّد، وأنت إمام، ابن إمام، أخو إمام، وأنت حجّة، ابن حجّة، أخو حجّة، ابن حجج تسع، تاسعهم قائمهم المهدي) . (1)
وفيه أيضاً عن (ابن عباس) أنَّه قال:
(سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول:
ـ أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون) .(2)
____________
(1) القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، ج: 3، الباب: السابع والسبعون، ص: 445، وقال بعد الحديث: (أيضاً أخرجه الحمويني وموفق بن أحمد الخوارزمي). (2) القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، ج: 3، الباب: السابع والسبعون، ص: 445. وانظر: (إثبات الهداة) للـ (الحرّ العاملي)، ج: 3، باب: 9، الفصل: 19، ح: 169، ص: 208، عن (المناقب) لـ (ابن شاذان) من طرق مدرسة (الصَّحابة) عن (سلمان الفارسي) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال للحسين (عَليهِ السَّلامُ)): (أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة، أنت الحجّة، ابن الحجّة، أبو الحجج التسعة، تاسعهم قائمهم). وفيه أيضاً: ج: 3، باب: 9، الفصل: 27، ح: 208، ص: 221، عن (مراصيد العرفان) أنَّه أسند إلى (سلمان الفارسي) أن النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال: (إنَّ علياً وصيي، ووارثي، وولده الحسن بعده، ثم الحسين، ثم أئمة تسعة هداة إلى يوم القيامة).
(18)
النبي يذكر الخلفاء الإثنى عشر جميعاً بأسمائهم
جاء في (فرائد السمطين) بسنده عن (مجاهد) عن (ابن عباس) أنَّه قال:
(قدم يهودي يقال له نعثل فقال:
ـ يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فان أجبتني عنها أسلمت على يديك، قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ سل يا أبا عمارة، فقال:
ـ صف لي ربَّك! فقال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار أن تحيط به، جلَّ وعلا عما يصفه الواصفون، ناءٍ في قربه، وقريب في نأيه، هو كيَّف الكيف، وأين الأين، فلا يقال له أين هو، وهو منقطع الكيفيَّة والأينونية، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد، ولا يكن له كفواً أحد، قال:
ـ صدقت يا محمد! فأخبرني عن قولك أنه واحد لا شبيه له، أليس الله واحداً والإنسان واحداً، فقال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ الله عزَّ وعلا واحد، حقيقي، أحديُّ المعني، أي لا جزء ولا تركيب له، والإنسان واحد ثنائي المعني، مركَّب من روح وبدن، قال:
ـ صدقت فأخبرني عن وصيِّك من هو؟ فما من نبي إلاّ وله وصي، وإنَّ نبينا موسى بن عمران أوصى ليوشع بن نون، فقال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ إنَّ وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين، قال:
ـ يا محمد فسمِّهم لي، قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي، فهؤلاء إثنا عشر.
قال: أخبرني كيفية موت علي، والحسن، والحسين، قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ يُقتل علي بضربة على قرنه، والحسن يُقتل بالسم، والحسين بالذبح، قال:
ـ فأين مكانهم؟ قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ في الجنة في درجتي، قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
أشهد أن لا إله إلا الله، وإنَّك رسول الله، وأشهد أنَّهم الأوصياء بعدك، ولقد وجدتُ في كتب الأنبياء المتقدمة، وفيما عهد إلينا موسى بن عمران (عَليهِ السَّلامُ) أنَّه إذا كان آخر الزمان يخرج نبيٌّ يقال له أحمد ومحمد، هو خاتم الأنبياء، لا نبيَّ بعده،
فيكون أوصياؤه بعده إثنا عشر، أولهم ابن عمه وختنه، والثاني والثالث كانا أخوين من ولده، وتقتل أمة النبي الأول بالسيف، والثاني بالسم، والثالث مع جماعة من أهل بيته بالسيف وبالعطش في موضع الغربة، فهو كولد الغنم، يُذبح ويصبر على القتل لرفع درجاته، ودرجات أهل بيته وذريته، ولإخراج محبيه وأتباعه من النار، وتسعة الأوصياء منهم من أولاد الثالث، فهؤلاء الإثنا عشر عدد الأسباط.
فقال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ أتعرف الأسباط؟ قال:
ـ نعم، إنَّهم كانوا إثنا عشر أولهم لاوي بن برخيا، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة، ثمَّ عاد فأظهر الله به شريعته بعد اندراسها، وقاتل قرسطيا الملك حتى قتل الملك، قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ كائن في أمتي ما كان في بني اسرائيل، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وإنَّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يُرى، ويأتي على أمتي بزمن لا يبقي من الإسلام إلا إسمه، ولا يبقى من القرآن إلاّ رسمه، فحينئذ يأذن الله تبارك وتعالى له بالخروج، فيظهر الله الإسلام به ويجدده، طوبى لمن أحبهم وتبعهم، والويل لمن أبغضهم وخالفهم) .(1)
وفي (ينابيع المودة) لـ (القندوزي الحنفي) عن (جابر بن عبد الله الأنصاري) أنَّه قال:
____________
(1) القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، الباب: 76، ص: 440-441.
(دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فقال:
ـ يا محمد أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك، لأتمسك بهم، فقال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ أوصيائي الإثنا عشر، قال جندل:
ـ هكذا وجدناهم في التوراة، وقال:
ـ يا رسول الله سمهم لي، فقال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ أولُهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي، ثم ابناه الحسن والحسين، فاستمسك بهم، ولا يغرنَّك جهل الجاهلين، فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه.
فقال جندل:
ـ وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء إيليا وشبراً وشبيراً، فهذه أسماء علي والحسن والحسين، فمن بعد الحسين ما أساميهم؟ قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ):
ـ إذا انقضت مدة الحسين، فالإمام إبنه علي ويلقب بزين العابدين، فبعده إبنه محمد يلقب بالباقر، فبعده إبنه جعفر يدعى بالصادق، فبعده إبنه موسى يدعى بالكاظم، فبعده إبنه علي ويدعى بالرضا، فبعده إبنه محمد يدعى بالتقي والزكي، فبعده إبنه علي ويدعى بالنقي والهادي، فبعده إبنه الحسن ويدعى بالعسكري، فبعده إبنه محمد يدعى بالمهدي والقائم
والحجة، فيغيب ثمَّ يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبتهم) .(1)
____________