المقصد الثالث
فيما خصه به من فضائل الانبياء، وابتلاءاتهم واحدا واحدا


وفيه ابواب:

اعلم انه قد خوطب في زيارته (ع) بكونه وارثا لبعض الانبياء مع ذكر اسمائهم، وزيارة الوارث مشهورة، وقد ورد في بعض زيارته،السلام على الانبياء باسمائهم، وصفاتهم الممتازة.

فاذا شرعنا في تفصيل هذا العنوان، فسنذكر في بعضهم وجوه الارث، وكيفيته، ونذكر في بعض عنوان السلام على ذلك النبي الخاص، ونبين انه يمكن ان يراد بهذا الاسم ذلك النبي، ويمكن ان يقصد به الامام الحسين عليه السلام، فإنه لكثرة مناسبته له صار كأنه ثانٍ له، ويسمى باسمه، مثلا:

اذا سلمنا على أيوب الصابر، يمكن ان يراد به النبي المعهود، ايوب عليه السلام، ويمكن ان يراد به الحسين (ع)، فانه ايوب صابر - ايضا - بلا شك

واذا سلمت على يحيى المظلوم عليه السلام، فيمكن ان تقصده بنفسه، ويمكن ان تقصد الحسين عليه السلام، فانه يحيى مظلوم - ايضا -، وهكذا فنقول:-

ارث الامام الحسين من النبي آدم عليه السلام

آدم (ع): سجد له الملائكة كلهم اجمعون، يعني انه كان قبلتهم.

الحسين (ع): صلت عليه الملائكة، وطافت حول قربه وقبره معراجهم.

آدم (ع:(أسكنه الله تعالى الجنة

الحسين (ع): خلق من نور الجنة والحور العين

آدم (ع): تزين بلباس الجنة

الحسين (ع): زينة الجنة

آدم (ع): قد اجتباه الله تعالى

الحسين (ع): قد اصطفاه الله تعالى

آدم (ع): ابتلي بقتل ولده هابيل، فرأى منه دما قد شربته الارض

الحسين (ع): مبتلى بتقطيع ولده الاكبر اربا اربا، وابنه الرضيع وهو في بين يديه المباركة محمولا، وغيرها من الفجائع العظام

آدم (ع): ابتلي عن اكل شجرة فنسي ولم يُرَ له عزم

الحسين (ع): ابتلي بالنهي عن كل علاقة ومأكل ومشرب، ولم ينس ووُجد له عزم لم يوجد في غيره

آدم (ع): صفوة الله تعالى من خليقته في الصور، فان بني ادم صفوة

الحسين (ع): صفوة هذه الصفوة في عالم المعاني فانه من الصفوة والصفوة منه

آدم (ع): افتخر عليه الشيطان بقوله: انا خير منه لما رأى خلقه من الطين اللين المنخفض الساكن

الحسين (ع): افتخر عليه يزيد لعنه الله تعالى لما رأى نفسه على كرسي المُلك ورأى اتباعه متزينين بألوان من اللباس ورأي عياله في القصور وراء الستور يرفلون في الذهب والحرير وعيال الحسين عليه السلام في المجلس بلباس مقطع خلق مقرنون في الحبال

وافتخر لعنه الله تعالى ايضا لما رأى ولديه خالدا ومعاوية جالسين حوله في أحسن زينة وبهاء مع الأسلحة والجواهر

ورأى ولدي الحسين عليه السلام عليا الاكبر وعليا زين العابدين عليهما السلام قدّامه، احدهما رأس بلا جثة والاخر مغلول مريض ورأى نفسه والتاج على رأسه وهو على السرير.

والامام الحسين (ع) في مجلسه وهو رأس بلا جثة موضوعا على الارض قدامه كؤوس اخوته واصحابه والمجلس غاص باعداء الحسين (ع) ومشايخ بني امية على الكراسي.

فاقبل في مثل هذه الحالة على اهل مجلسه واخذ يشمت به ويذمه ويفتخر عليه!

فقال وهو يشير الى الراس الشريف المبارك: ان هذا كان يفتخر علي، ويقول ابي خير من ابي يزيد، وامي خير من امه، وجدي خير من جده وانا خير منه فهذا الذي قتلته.

واما قوله ابي خير من ابي يزيد فلقد حاج ابي اباه فقضى الله لابي على ابيه. واما قوله امي خير من ام يزيد، فلعمري لقد صدق فان فاطمة بنت رسول الله خير من امي

واما قوله جدي خير من جده فليس لاحد يؤمن بالله تعالى واليوم الاخر ان يقول بانه خير من محمد صلى الله عليه واله وسلم.

واما قوله بانه خير فلعله لم يقرأ هذه الاية (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء) فتأمل يا صاحب الغيرة في قوله هذا وكيف اراد اذلاله في تلك الحالة.

فاعزوه يا شيعة يا ارباب الهمة والحمية والغيرة والمروة فقد احرق القلب قوله: المقصود به التحقير

فنقول: هذا زينة السموات والارض هذا زينة عرش الله تعالى هذا عزيز الله تعالى وعزيز الرسول (ص) وعزيز اولياء الله تعالى، هذا الذي صعد به الرسول (ص) على المنبر وقال هذا الحسين بن علي فاعرفوه هذا عزيز الزهراء عليها السلام لكن القائل انما يقول هذا الكلام هنا لا هناك.

نعم قد قاله شخص هناك فقال الحبر اليهودي ما قال وقال رسول الروم ما قال وقالت زينب الكبرى سلام الله عليها ما قالت وتفصيله في محله ان شاء الله تعالى.

ثم انظر الى تطابق عمل ابليس ويزيد في ان ابليس لاحظ تواضع الطين ولينه وذلته الظاهرية وحدة النار وحرارتها واستعلائها واحراقها، فتخيل فضله عليه.

ولم يلحظ ما في الطين من كونه منبت الزهور والورود والرياحين والحبوب والثمار والاشجار ومعدن كل الفلزات وانواع الجواهر وخازن الماء الذي به قوام الحياة وغير ذلك.

ويزيد ايضا راى نفسه جالسا على السرير ورأس الحسين عليه السلام مقطوعا موضوعا على الطشت قد خمدت انفاسه وسكنت حركاته، وراى اتباعه مزينين بانواع الزينة والالبسة الفاخرة مسلحين بكامل اسلحتهم واقفين لخدمته فتخيل فضله عليه واحتج بذلك على ان الله تعالى قد آتاه الملك وانه قد اعزه بذلك وانه قد اذل الحسين عليه السلام.

ولذا قرأ هذا الاية ولم يلتفت اللعين الى انه بهذه الحالة هو الذليل وان الحسين عليه السلام بهذه الحالة هو العزيز وان الله تعالى قد اتى الملك للحسين عليه السلام بحالته هذه، ونزع الملك من يزيد بفعله ما فعل، ولذا أجاز سبه كل المخالفين الذين لا يجوزون سب أي واحد من الخلفاء.

وقد ملك الحسين عليه السلام قلوب اهل الدنيا كلهم بما جرى عليه، فترى قلوب الكفار منكسرة عليه، وراغبة اليه، فاذا اردت ان تعرف مصداق (تعز من تشاء وتذل من تشاء) فانظر الى قبر ابي عبدالله الحسين عليه السلام واحترامه وزيادة زينته واوضاعه وعمارته في كل يوم، من يوم قتله والى ابد الدهر.

وانظر الى قبر يزيد في الشام من يوم قبر فيه والى الان، فكل من يمر عليه لا بد ان يرجمه بالحجارة وكل من يريد المرور عليه يحمل الحجارة من بعيد يفعل ذلك الشيعة والسنة واليهود والنصارى وقد جرب ان كل من لم يضربه بحجر لم تقض حاجته وقد صار تلا عظيما من احجار الرجم.

وقد نبهته على بطلان تخيله هذا، زينب بنت على بن ابي طالب عليهما السلام في كلامها معه وكلامها عجيب قد ذكر له المؤلف عنوانا مستقلا في كتابه هذا وهو الخصائص الحسينية.

آدم (ع): ابتلي بمفارقة الجنة بغتة ودفعة لا تدريجا فخرج من ذلك الانس ورياض القدس الى ارض المقبرة معدن الافات اولشرور والسباع والمؤذيات فقال:


تغيرت البلاد ومن عليهافوجه الارض مغبر قبيح
تغير كل ذي طعم ولونوقلّ بشاشة الوجـه المليح

الحسين (ع): قد ابتلي بمثل ذلك، فخرج دفعة واحدة من جنة اجتماع الاحباب والاولاد والاخوان ففي الرواية انه لما لم يبق احد خرج غلام من الابنية وفي اذنيه درتان وهو مذعور يلتفت يمينا وشمالا، فجاء هانيء بن ثبيت فضربه بالسيف فقتله ولم يبق احد يستانس به.

لذا قال لاخته: اتيني بولدي فاتته به وجرى ما جرى

ولما لم يبق حتى هذا الولد ايضا، لم يجد احدا يتكلم معه الا النساء فيناديهن ولما خرج من عندهن ومشى وحده ورأى البلاد مغبرة لا احد معه وحيدا فريدا، انشأ كما انشأ ادم عليهما السلام وانشد كما انشد، ودعى ربه تعالى كما دعى ادم عليه السلام عند فراق الجنة.

أدم (ع): بكى كثيرا فروي انه بكى 200 سنة.

الحسين (ع): بكى في يوم واحد وهو يوم عاشوراء، في مواضع خاصة، ولكن بكاءه لا يقاس ببكاء ادم.

فان بكاء ادم بكاء فراق لاجل نفسه، وبكاؤه عليه السلام بكاء رقة وترحم على حال من كان يبكي عليه، لا لأجل نفسه

بكاء ادم (ع: (كثير طويل جرت الانهار من دموعه.

بكاء الحسين (ع: (كان قصيرا لكن بالدم من ينبوع قلبه.

بكاء ادم (ع: (كان مقرونا بالتسلية.

بكاء الحسين (ع): كان مجروا عنها.

بكاء ادم (ع): لولد واحد قتيل.

بكاء الحسين (ع): لاخوته واولاده وبني اعمامه واصحابه واهل بيته وعياله واطفاله، وضياع الاسلام وجهل أمة جده المصطفى صلوات الله تعالى عليه واله.

ادم (ع): قد ابتلي بتحصيل القوت لزوجته ولنفسه بما لم يبتل به احد، اذ لم يكن في الارض من اسباب تحصيله شيء فكان يجهد في تحصيل علم اسبابه وعملها بلا معاون من ابناء جنسه وهذا شيء متعسر نهاية العسر، ولولا تأييد من قبل الله تعالى لكان متعذرا.

والحسين (ع): ابتلي بتحصيل اسباب الماء لدفع عطش عياله واطفاله، لما منعوهم الماء المبذول الجاري الموجود، فتعب في ذلك اشد التعب وتحمل انواع المشقة البدنية النفسية.

فتارة يعظهم بنفسه، وتارة بغيره، وتارة بارسال من يطلب الماء منهم، وتارة بالارسال سترا ليلا وتارة بحفر الماء وتارة بالاستسقاء لعياله النساء فقط وتارة بالاستسقاء لطفله فقط وتارة باراءته اياهم وهو يتلظى عطشا وتارة باستسقائه لنفسه وهو محتضر يجود بنفسه.

ادم (ع): قد حصل بعد التعب على الطعام.

الحسين (ع): مع هذه المتاعب والصعاب قتل عطشانا ارواح العالمين له الفداء.

ادم(ع): ابتلي بان قتل قابيل هابيل ودفنه ولم ير دمه، لان الارض شربت دمه.

الحسين (ع): رأى عليا اربا اربا غير مدفون ولا مكفن، فهدمت قواه.

ادم (ع): بكى على هابيل اربعين يوما وليلة فاوحى الله تعالى اليه اخلفك عنه هبة الله فولد له.

الحسين (ع): بكى على ولده نصف ساعة الا انها تعدل اربعين سنة في هدم قواه، ثم اصيب بعد ذلك بعلي اخر ثم فارق بعد ذلك عليا اخر.

ارث الامام الحسين(ع) من نبي الله ادريس (ع)

ادريس (ع): رفعه الله تعالى مكانا عليا بين السماء الخامسة والرابعة.

الحسين (ع): رفع جسده مكانا عليا روحه مكانا عليا ودمه مكانا عليا ومثاله مكانا عليا وتربته مكانا عليا.

ولكل له تفصيل في كتابه هذا الخصائص الحسينية.

ادريس (ع): شفع في ملك واحد.

والحسين (ع): شفع في ملكين فطرس ودردائيل.

ادريس (ع): قد ابتلي بالفرار من السلطان وتفرق الاعوان وجوعه ثلاثة ايام.

الحسين (ع): قد امتحن بالفرار لكي لا يقتل في الحرم، احتراما له وامتحن بالقتال ايضا وابتلي بالعطش ثلاثة ايام، حتى ندبته اخته (ع): (بأبي العطشان حتى مضى)

باب نبي الله تعالى نوح عليه السلام

نوح (ع): شيخ امرسلين

والحسين (ع): سيد شباب اهل الجنة اجمعين

نوح (ع): شرّف الله تعالى بيته وهو مسجد الكوفة

والحسين (ع): شرّف الله تعالى مدفنه على مسجد الكوفة من جهات

نوح (ع): قال الله تعالى فيه (سلام على نوح في العالمين) فان نجاة الناس من الطوفان بسببه

والحسين (ع): سلام على الحسين في العالمين، فان نجاة الناس من النيران بسببه

نوح (ع): صاحب السفينة الجارية على امواج الماء

الحسين (ع): صاحب السفينة الناجية الجارية التي من ركبها نجى من طبقات النار

نوح (ع): لبث في قومه الف سنة إلا خمسين عاما فكانوا يضربونه حتى يغمى عليه ثلاثة ايام ويجري الدم من اذنه

والحسين (ع): لبث في قومه نصف نهار يدعوهم، فضربوه في نصف النهار حتى بقي ثلاثة ايام مطروحا بلا رأس يسيل الدم من جميع اعضائه، وكان ضربه في ساعة اكثر من ضرب الف سنة الا خمسين عاما

باب ابراهيم عليه السلام

ابراهيم (ع): اذا قلت السلام على ابراهيم خليل الله تعالى

فاذا شئت قصدت الخليل الذي قرّب نفسه لله تعالى وعرضها لنار علوها فرسخ، ولم يقبل اعانة الملائكة ولم يدعو ربه تعالى ايضا للخلاص منها وقال حسبي من سؤالي علمه بحالي.

وان شئت قصدت الخليل اي الحسين عليه السلام الذي قرب نفسه وعرضها لفراسخ من السيوف والرماح، ولم يقبل اعانة الملائكة فجعل النار على امة كثيرة بردا وسلاما

وان شئت قصدت الخليل الذي قرب ولده اسماعيل وتله للجبين.

او قصدت الحسين الخليل (ع): الذي قرب ولده عليا الاكبر وتله مقطع الاعضاء على الارض وباقي اولاده وابناء اخوته واخوته واصحابه وانصاره.

ان شئت قصدت الخليل الذي ارادت سارة منه دقيقا فاستحيى من ان يرد الحمل خاليا فملأ العدل رملا وحوله الله تعالى دقيقا.

او اقصد الخليل الحسين (ع) الذي ارادت منه سكينة ماء فخرج ورجع خاليا ولم يقل لها الا يعز علي تلهفك وعطشك.

ان شئت قصدت الخليل الذي اسكن اهله بواد غير ذ زرع وعندهم قبة ماء فقط، فرجع واخذ باب الكعبة وقال (رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع) ثم دعى لهم بقوله (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات).

او اقصد الخليل الذي خلى نساءه وعيالاته بواد لا ماء فيه ولا طعام عطاشى حيارى وقال عند مفارقتهن: تهيأن للاسر وتقنعن.

ان شئت اقصد الخليل صاحب الملة

او الخليل منبع الرحمة

ان شئت قصدت الخليل محب الضيفان

او الخليل الرؤوف باهل العصيان الذي ما خاب من تمسك به والذي يبكي لأمة (جماعة) خرجت لقتاله تدخل النار بسببه.

باب النبي يعقوب عليه السلام

في زيارة الحسين (ع): السلام على يعقوب الذي رد الله تعالى عليه بصره برحمته فان شئت فاقصد يعقوب عليه السلام ابن اسحاق ابا اثني عشر ولدا وقد نادوه كلهم وهم اصحاء احياء واقفون في خدمته فقالوا: يا ابانا ان واحدا منا اكله الذئب فتقوس ظهره وذهبت عيناه من الحزن.

وان شئت اقصد يعقوب أبا ولد وحيد ليس له مثيل فهو أشبه الناس خلقا وخـُلقا ومنطقا برسول الله تعالى (ص) وقد سمع نداءه وهو يقول: يا ابتاه عليك مني السلام سلام مودع يعني اني قد فارقتك فلما أتاه إمامنا الحسين عليه السلام وجده وقد فارقت روحه الدنيا.

ان شئت اقصد يعقوب الذي رأى ثوب يوسف ملطخا بالدم غير مخرق فقال: لقد كان ذئبا رفيقا.

وان شئت اقصد يعقوب الذي رأى ولده اربا اربا لم يبق من ثوبه ولا جسده موضع سالم ابدا.

يعقوب (ع): ارادوا منه يوسف ليرتع ويلعب معهم، فمنعهم وقال (وقال إني ليحزنني أن تذهبوا به).

الحسين (ع): لما مشى ولده عليا منعته النساء وتعلقن به (ع) فقال الامام الحسين (ع): دعنه فانه قد اشتاق الى جده (ص) ساعد الله قلبك يا ابا عبدالله.

يعقوب (ع): جاءه البشير بثوب يوسف فارتد بصيرا

الحسين (ع): سمع صوت ابنه فاظلمت عيناه

باب النبي يوسف عليه السلام

يوسف (ع): ارادوا اهلاكه بعد ان فرقوا بينه وبين ابيه، فقالوا لا تقتلوه (وألقوه في غيابت الجب) فالقي فيه

والحسين (ع): بعد قتل اصحابه واولاده واخواته وابناء اخوته وابناء اخته وابناء عمومته وبعد جراحات السهام والرماح السيوف في بدنه التي كانت كافية في قتله، لا بل كان بعضها كافيا في قتله بل كان واحد من جملة السهام كافيا في قتله، نادوا عليه بصوت عال: اقتلوه ثكلتكم امهاتكم.

فحمل جماعة لقتل المقتول لذبح المذبوح لنحر المنحور وبطريقة لا يجري لوصفها قلم التحرير ولا يطيقها التصوير.

يوسف (ع): بعد الالقاء في غيابت الجب التقطه بعض السيارة واخذ اسيرا وداروا به سوق مصر لبيعه

الحسين (ع): بعد الالقاء طريحا مضرجا بدمه المبارك التقط السيارة رأسه المبارك ونصبوه على الرمح اسيرا داروا به اسواق الكوفة والشام وازقتها.

يوسف (ع): ادخلوه قهرا على العزيز لكن جعله عنده عزيزا مكينا امينا.

والحسين (ع): ادخلوا الرأس المبارك الرتل لآيات ربه تعالى ادخلوه على يزيد فجعل يشمت ويستهزيء ويضرب ثناياه.

باب النبي صالح عليه السلام

صالح (ع): صاحب الناقة المبتلى بسقياها

الحسين (ع): صاحب العيال والاطفال والابناء والاهل والاصحاب والنساء المبتلى بسقياهم

صالح (ع): اراد للناقة شرب يوم كامل بحيث لا يشرب غيرها ففعلوا ذلك اياما كان لهم شرب يوم ولها شرب يوم

الحسين (ع): اراد للاطفال والنساء والاصحاب والعيال عدة قرب ثم اراد قربة ثم اراد للطفل جرعة ثم لكبده قطرة فمنعوه من اول الامر.

صالح (ع): لما عقروا ناقته زاغ فصيلها وصعد الجبل والى الان يتوحش المار على ذلك الجبل.

والحسين (ع): لما اصيب طفله بالسهم صاح صيحة كانت نفسه فيها، قائلا (ع): اللهم لا يكون هذا اهون عليك من فصيل ناقة النبي صالح (ع) فانتقم لنا، اللهم ان كنت حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير لنا.

تبيان: طبعا هنا المقصود من النصر النصر الآني الظاهري الذي يراه الجاهل في حينه هزيمة لأولياء الله تعالى وانما هو في الحقيقة والباطن والظاهر نصر وعزة وخلودا وتأييدا لاولياء الله تعالى ومنهم انذاك الحسين عليه السلام واهل بيته والثلة المباركة الذين هم معه.

ويقول المؤلف الشيخ جعفر التستري: خير من الانتقام العاجل ما منحه الله تعالى واعطاه من اغاثة الضاجين في المحشر والضاجين في المواقف والضاجين في النار خصوصا اذا علا الضجيج الآن على صياح هذا الطفل ومصيبته العظمى.

باب نبي الله تعالى شعيب عليه السلام

شعيب (ع): ابو البنتين اللتين رآهما موسى (ع) على ماء مدين ومعهما غنمهما فـ (وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما) يعني لم لا تسقيان اغنامكما (قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء) ولا قوة لنا على السقي مع الناس (وأبونا شيخ كبير) لا يقدر على المجيء معنا.

فرحمهما موسى (ع) لما رأى من منع الماء عنهما وعلم بضعف ابيهما وانه شيخ كبير (فسقى لهما) فجزاه الله تعالى خيرا كبيرا.

الحسين (ع): له بنات واخوات كثيرات وهن بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وابو الاطفال الصغار وصاحب الاخوان والاولاد.

ورد ماء الفرات فوجد عليه الناس يسقون والحيوانات تشرب واليهود والنصارى والكلاب والخنازير ترد الماء ولا تـُمنع، ورأى اطفاله وعياله يمنعون حتى بعد صدور هؤلاء كلهم وقد صرعهم العطش وابوهم سيد كبير افضل من كل العالمين.

باب النبي ايوب عليه السلام

قال الله تعالى فيه (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب) وهو النبي ايوب عليه السلام

الحسين (ع): قد وجده الله تعالى صابرا بل شاكرا بل راضيا، ولذا وصفه بالنفس المطمئنة الراضية ولم يكتف بوصفه بأنه نعم العبد.

بل وصفه الله بقوله: بورك من مولود كما جاء في كامل الزيارات 67ونقله العلامة المجلسي في البحار 44:238، وادخله في عباده المخصوصين، بل جعله من عبده الذي قال تعالى في حقه: (سبحان الذي أسرى بعبده).

والحسين (ع): هو الأواب إلى الله حقيقة فإنه كلما امتثل طاعة شرع في أخرى أشق منها، وأشوق، والأواب حقيقة هو أيوب كربلاء.

باب النبي يحيى عليه السلام

اعلم ان ليحيى عليه السلام خصوصية من ثلاثة وجوه:

الاول: انه قد ورد بالخصوص ان للحسين (ع) موازاةً مع يحيى (ع) في اشياء كثيرة،، بحار الانوار 14:168،،وايضا في مرجع قرب الاسناد:48

الثاني: انه ورد عن النبي (ص) ان في النار منزلة لا يستحقها احد من المخلوقين الا قاتل يحيى بن زكريا وقاتل الحسين صلوات الله عليهما

الثالث: ان الامام الحسين (ع) في سفره الى كربلاء كان يذكر النبي يحيى كلما حل في منزل، وكلما ارتحل عنه.

ولاجل هذه الخصوصيات نذكر في التطبيق امورا ثلاثة:

الامر الاول: في بيان ما ساواه به.

الامر الثاني: ما كان يذكر منه في حله وترحاله.

الامر الثالث: في بيان ما زاد عليه من خصوصيات مصائبه، وذلك بذكر يحيى بن زكريا المظلوم اولا، ثم يحيى بن الزهراء المظلوم ثانيا

الامر الاول: في بيان المساوات الواردة في الروايات، فنقول في بيانها يحيى والحسين عليهما السلام، قد بشر بهما قبل ولادتهما فبشارة الاول: (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى. وبشارة الثاني): يا محمد ان الله تعالى يبشرك بمولود من فاطمة) ولكن البشارة بالنبي يحيى (ع) اوجبت فرحا، والبشارة بالامام الحسين (ع) اوجبت حزنا فان امه حملته كرها ووضعته كرها، اذ في الحديث المراد بالأم هي الزهراء عليها السلام.

يحيى والحسين (ع): قد ولدا لستة اشهر.

يحيى والحسين (ع): قد سماهما الله تعالى بنفسه، فقال في يحيى عليه السلام: (إنا نبشرك غلام اسمه يحيى) وقال في الحسين (ع) على لسان الملك جبرئيل (ع): اني سميته الحسين.

يحيى والحسين (ع): لم يرتضعا من الثدي غالبا، فيحيى(ع) ارضع من السماء، والحسين (ع) ارضع من العرش العظيم اعني لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي بعض الروايات من ابهام المصطفى صلى الله عليه وآله.

يحيى والحسين (ع): كان جبينهما يضيئان.

يحيى والحسين (ع): لم يريا فرحين طول عمرهما ولو اتفق لهما تبدل حزنا.

يحيى والحسين (ع): قاتلاهما ولدا زنى

يحيى والحسين (ع): ورد عن النبي (ص) في حق قاتليهما ان في النار منزلا لا يستحقها احد الا قاتلا يحيى والحسين (ع).

يحيى والحسين (ع): بكت السماء عليهما دما.

يحيى والحسين (ع): بكت الارض عليهما دما.