الصفحة 109

الفصل الرابع

المحسن في النصوص والآثار


الصفحة 110

الصفحة 111

هل مات المحسن صغيرا ؟

إن من الواضح: أن موضوع قتل المحسن سيحرج علماء وأعلام طائفة عظيمة من المسلمين تدين بالولاء لأولئك الذين كان لهم دور في ما جرى على الزهراء.

نعم سيحرجهم ذلك مع أتباعهم ومؤيديهم أولا وسيحرجهم - ثانيا - في مجالات الحجاج والاستدلال مع غيرهم.

فكان لا بد من أن يجدوا حلا لهذه المعضلة التي تواجههم.

فحاول بعضهم إنكار وجود المحسن من الأساس، قال عمر أبو النصر:

اختلف المؤرخون في وجوده كما قدمنا - وإن كان اليعقوبي والمسعودي وغيرهما يؤكدون وجوده (1).

ثم يقول: ينكر بعض المؤرخين وجود المحسن. ولكن غيرهم يثبته، كالمسعودي وأبو الفداء (2) . وقد تجد لذلك تلميحات قليلة ونادرة أخرى، لسنا في مجال ملاحقتها.

وحيث أن هذا الإنكار يعتبر مجازفة خطيرة، ولا يجد مبررات تكفي للاصرار عليه، كما أنه لا مجال لإنكار الهجوم على بيت

____________

1- فاطمة بنت رسول الله محمد (ص): ص 94 (ط بيروت).

2- المصدر السابق: هامش ص 93.


الصفحة 112

الزهراء، ثم إخراج علي أمير المؤمنين من ذلك البيت بالعنف. لذا، فقد اتجهت الأنظار إلى محاولات من نوع آخر تهدف إلى إبعاد شبح العنف أو وسائله عن أن تنالها ذهنية الناس العاديين.

وكان من مفردات هذا الاتجاه سكوت فريق من الناس عن ذكر المحسن، مع إمكان الاعتذار عن هذا السكوت بأنه إنما يتصدى للحديث عمن عاش من أبناء علي وفاطمة(ع).

ولكن ذلك كله لما لم يكن كافيا في تحقيق النتائج المرجوة.

فإن وجود محسن في جملة أولاد الزهراء (ع)، كالنار على المنار، وكالشمس في رابعة النهار. وليس من السهل تجاهله، أو إنكاره، فقد لجأ البعض إلى إبعاد الشبهة عن أولئك الذين تسببوا في قتل هذا الجنين المظلوم. وتجرؤا على سيدة نساء العالمين. ولكن بطريقة ذكية، تحمل في طياتها إنكارا مبطنا، وإبطالا لمقولة حصول الإسقاط، من حيث نفي موضوعه.

فادعوا: أن محسنا قد ولد في عهد النبي (ص)، فسماه النبي (ص) محسنا.

ويذكرون في كيفية ذلك ما من شأنه أن يلحق الاهانة بعلي (ع) حيث تظهر الرواية: إصرار علي (ع) ثلاث مرات على أن يسمي

المولود حربا، وإصرار الرسول (ص) على خلافه..

حيث يراد الايحاء بأن عليا (ع) كان يعيش خلقية الرجل المحارب، فلا يفكر بما سوى ذلك. وتكون نتيجة ذلك بصورة ظاهرها العفوية هي أنه (ع) كان يقتل الناس في الحروب، لأن لديه شهوة قتل الناس.


الصفحة 113

فلم تكن القضية إذن، قضية تضحية، وفداء، واندفاع ديني، من منطق الاحساس بالتكليف الشرعي الإلهي، فحقد الناس على علي (ع) يصبح وجيها وفي محله..

ومهما يكن من أمر، فإن ابن شهر آشوب المازندراني اعتبر دعوى ولادة المحسن في زمان النبي (ص) - سقطا - صادرة من جماعة من السفساف حملهم على ابتكارها العناد، فهو يقول:

وجماعة: من السفساف (1)، حملهم العناد على أن قالوا:

كان أبو بكر أشجع من علي.

وإن مرحبا قتله محمد بن مسلمة.

وإن ذا الثدية قتل بمصر.

وأن في أداء سورة براءة كان أبو بكر أميرا على علي، وربما قالوا: قرأها أنس بن مالك.

وأن محسنا ولدته فاطمة في زمن النبي سقطا..

وإن النبي.. إلى أن قال:

ومن ركب الباطل زلت قدمه: {وزين لهم الشيطان أعمالهم، فصدهم عن السبيل، وكانوا مستبصرين..} (2) وجماعة جاهروهم بالعداوة..(3) .

____________

1- السفاسف جمع سفساف، وهو الردئ.

2- سورة العنكبوت، آية 38.

3- مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 16.


الصفحة 114

وهكذا.. يتضح: أن هؤلاء قد حاولوا أن يجمعوا بين مقولة كون المحسن سقطا، وبين كون الآخرين فوق الشبهات، وأتقى وأجل من أن يرتكبوا جريمة كهذه. فقرروا: أن هذا المولود سقط بلا شك، ولكنه سقط في زمن رسول الله (ص)..

ثم جاءت الرواية الصحيحة السند - عندهم - لتؤكد هذا المعنى، وتقول:

روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، ورواه غيره بسند صحيح (1)، قال:

حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي، قال:

لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء رسول الله (ص)، فقال: أروني ابني، ما سميتموه ؟

قال: قلت: حربا.

قال: بل هو حسن.

فلما ولد الحسين سميته حربا، فجاء رسول الله (ص)، فقال:

أروني ابني ما سميتموه ؟

قال: قلت: حربا.

قال: بل هو حسين.

____________

1- أي صحيح وفق معايير أهل السنة. راجع: شرح المواهب للزرقاني ج 4 ص 239.


الصفحة 115

فلما ولد الثالث سميته حربا.

فجاء النبي (ص)، فقال: أروني ابني، ما سميتموه ؟

قلت: حربا.

قال: بل هو محسن.

ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر: وشبير، ومشبر (1).

____________

1- مسند الإمام أحمد ج 1 ص 98، و 118 وتاريخ دمشق: (ترجمة الإمام الحسين بتحقيق المحمودي) ص 18، والسنن الكبرى: ج 6 ص 166، و ج 7 ص 63، وتهذيب تاريخ دمشق: ج 4 ص 204، عن أحمد، والطبراني، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن حبان، والحاكم، والدولابي، والأدب المفرد: ص 121، وأسد الغابة: ج 2 ص 18، و ج 4 ص 308، والإصابة: ج 3 ص 471، والمعجم الكبير للطبراني: ج 3 ص 28 و 96 و 97 والذرية الطاهرة: ص 97، والاستيعاب: (مطبوع بهامش الإصابة)، ج 1 ص 369. ونهاية الإرب: 18 ص 213، والرياض المستطابة: ص 293، وتاريخ الخميس: ج 1 ص 418، ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد)، ج 5 ص 108، ومختصر تاريخ دمشق: ج 7 ص 7 و 117، ومستدرك الحاكم: ج 3 ص 165 و 166، ومجمع الزوائد: ج 8 ص 52، عن البزار والطبراني، في الكبير وأحمد، وقال: رجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير هاني بن هاني، وهو ثقة. وتلخيص المستدرك للذهبي (مطبوع بهامش المستدرك) وصححه وذخائر العقبى: ص 119 عن أحمد، وأبي حاتم، وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج 3 ص 144، وراجع هوامشه، والتبيين في أنساب القرشيين: ص 133، و 192، وكفاية الطالب: ص 208، وتذكرة الخواص: ص 193، وشرح المواهب للزرقاني: ج 4 ص 339، والبداية والنهاية: ج 7 ص 332 وتاج العروس: ج 3 ص 389، وعن كنز العمال: ج 6 ص 221. وترجمة الإمام الحسن (ع) من القسم غير المطبوع من الطبقات الكبرى لابن سعد : ص 34، والاحسان في تقريب صحيح ابن حبان: ج 15 ص 410، وكشف الأستار عن مسند البزار: ج 2 ص 216، وموارد الظمآن: ص 551، عن السيرة الحلبية: ج 3 ص 292.


الصفحة 116

التابعون من أولي الأربة:

ثم قرر الآخرون مضمون هذه الرواية، وأرسلوه إرسال المسلمات في كتبهم ومؤلفاتهم، ونحن نعرض هنا ما توفر لدينا من أقوالهم التي تعترف بوجود المحسن، ولكنها تزعم أنه مات صغيرا، ونلفت النظر إلى أن دعوى موته صغيرا لا تلازم بالضرورة التزامهم بأنه مات في زمن النبي (ص)، بل هي لا تنافي القول الآخر بأنه مات سقطا.

والنصوص هي التالية:

1 - قال الطبري، وابن الأثير: .. وقد ذكر أنه كان له منها ابن آخر، يقال له: محسن وأنه توفي صغيرا (1).

2 - قال يونس: سمعت ابن إسحاق يقول: فولدت فاطمة لعلي حسنا، وحسينا، ومحسنا، فذهب محسن صغيرا.. (2) .

3 - وقال ابن إسحاق: فولدت فاطمة لعلي حسنا، وحسينا ومحسنا، مات صغيرا (3).

4 - وقال حسام الدين حميد بن أحمد المحلي: الحسن والحسين صلوات الله عليهما والمحسن درج صغيرا (4) .

5 - قال القسطلاني: وولدت حسنا، وحسينا، ومحسنا.

____________

1- الكامل لابن الأثير: ج 3 ص 397، وتاريخ الأمم والملوك: ج 5 ص 153.

2- دلائل النبوة للبيهقي: ج 3 ص 161.

3- البداية والنهاية: ج 3 ص 346.

4- الحدائق الوردية: ج 1 ص 52.


الصفحة 117

مات محسن صغيرا.. الخ (1).

6 - وقال ابن حزم الأندلسي: تزوج فاطمة علي بن أبي طالب، فولدت له الحسن، والحسين، والمحسن. مات المحسن صغيرا:(2) .

وقال: أعقب هؤلاء كلهم حاشا المحسن، فلا عقب له، مات صغيرا جدا إثر ولادته (3).

7 - وقال البدخشاني الحارثي: أما أولادها، فإنها ولدت ثلاثة بنين: الحسن، والحسين، ومحسن. أما الحسن والحسين، فسيجئ ذكرهما، وأما محسن فمات رضيعا (4) .

8 - وقال المحب الطبري: الحسن والحسين، وقد استوعبنا ذكرهما في مناقب ذوي القربى، ولهما عقب، ومحسن، مات صغيرا، أمهم فاطمة(5).

9 - وقال المحب الطبري أيضا: وقال غيره (أي غير الليث بن سعد): ولدت حسنا، وحسينا، ومحسنا، فهلك محسن صغيرا، وأم كلثوم الخ..(6).

10- قال ابن المرتضى عن فاطمة (ع): وولدت له الحسن،

____________

1- المواهب اللدنية: ج 1 ص 198.

2- جمهرة أنساب العرب: ص 16. وراجع: ص 37.

3- جمهرة أنساب العرب ص 37.

4- نزل الأبرار: ص 134.

5- الرياض النضرة، المجلد الثاني، ج 4 ص 239، وذخائر العقبى ص 116 و 117.

6- ذخائر العقبى: ص 55 وإرشاد الساري: ج 6 ص 141.


الصفحة 118

والحسين، ومحسنا، مات صغيرا (1).

وقال: وأولاده الحسن، والحسين، ومحسن من فاطمة (ع)، ثم محمد بن الحنفية (2) .

11 - وقال المناوي: .. قال الليث: فولدت له حسنا، وحسينا، ومحسنا - مات صغيرا - وأم كلثوم.. الخ (3).

ويظهر أن عبارة: مات صغيرا ، هي من إضافات المناوي، حيث أن الآخرين قد نقلوا كلام الليث ولم يذكروا هذه العبارة.

12 - وقال ابن فندق وهو يعدد أولاد أمير المؤمنين (ع) من فاطمة: الحسن بن علي، والحسين بن علي، والمحسن بن علي (ع)، هلك صغيرا (4) .

13 - وقال البري التلمساني: ولدت فاطمة لعلي (رض): الحسن، والحسين، ومحسنا، درج صغيرا (5).

14 - وعنونه ابن الأثير في جملة الصحابة، فقال: محسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي. أمه فاطمة بنت رسول الله (ص).. ثم ذكر تسمية رسول الله (ص)، له ثم قال: وتوفي المحسن صغيرا، أخرجه أبو موسى (6) .

____________

1- البحر الزخار: ج 1 ص 208.

2- البحر الزخار: ج 1 ص 221.

3- إتحاف السائل: ص 33.

4- لباب الأنساب والألقاب، والأعقاب: ج 1 ص 337.

5- الجوهرة في نسب الإمام علي وآله: ص 19.

6- أسد الغابة: ج 4 ص 308.


الصفحة 119

15 - وقال العسقلاني عن المحسن: استدركه ابن فتحون على ابن عبد البر، وقال: أراه مات صغيرا (1).

ولا ندري لماذا لا يقول: أراه مات سقطا.

16 - وقال ابن قدامة المقدسي: محسن بن علي بن أبي طالب، لا نعرفه إلا في الحديث الذي يرويه هاني بن هاني عن علي (ثم ذكر قصة تسمية المحسن بحرب، ثم تسمية النبي (ص) له، ثم قال): والظاهر أنه مات طفلا :(2) .

وقال: ولدت لعلي (رض): الحسن، والحسين، وأم كلثوم، وزينب.

وروي أنها ولدت ابنا ثالثا، سماه رسول الله (ص) محسنا، وقال: سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر، وشبير، ومشبر(3).

17 - وقد ولدت من علي رضي الله عنهما: سيدنا الحسن، وسيدنا الحسين، وسيدتنا السيدة زينب، وسيدنا محسن، الذي مات صغيرا(4) .

18 - قال ابن الجوزي: .. وزاد ابن إسحاق في أولاد فاطمة من علي: محسنا، قال: ومات صغيرا (5).

____________

1- الإصابة ج 4 ص 471.

2- التبيين في أنساب القرشيين: ص 133.

3- المصدر السابق ص 91 و 92.

4- تاريخ الهجرة النبوية ص 58.

5- صفة الصفوة ج 2 ص 9.


الصفحة 120

19 - وقال السخاوي: .. وللرابعة (1) من علي، التي لم تتزوج غيره: الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم، وزينب، فمحسن مات صغيرا.. (2) .

20 - وقال العامري: فصل في ذكر أولادها، وتنزيل بطونهم، هم: حسن، وحسين، ومحسن، وأم كلثوم وزينب.. إلى أن قال: إنه

(ص) سمى أولاد فاطمة حسنا وحسينا ومحسنا بأولاد هارون بن عمران (ع)، وهلك محسن صغيرا(3).

21 - وقال الشبلنجي: .. وأما أولادها رضي الله عنها فالحسن، والحسين، ومحسن، وهذا مات صغيرا(4) .

22 - وقال غيره(5): ولدت حسنا، وحسينا، ومحسنا، فهلك محسن صغيرا(6).

23 - وقال ابن كثير: فأول زوجة تزوجها علي (رض) فاطمة بنت رسول الله (ص) بنى بها بعد وقعة بدر، فولدت له الحسن وحسينا، ويقال: ومحسنا ومات وهو صغير الخ.. (7).

24 - وقال عماد الدين إسماعيل أبي الفدا: .. وولد له منها

____________

1- أي من بنات النبي (ص)، وهي الزهراء (ع).

2- التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، ج 1 ص 19.

3- راجع: الرياض المستطابة للعامري اليمني: ص 292 و 293.

4- نور الأبصار: ص 147.

5- أي غير الليث بن سعد.

6- تاريخ الخميس: ج 1 ص 279.

7- البداية والنهاية: ج 7 ص 332.


الصفحة 121

الحسن، والحسين، ومحسن، ومات صغيرا وزينب الخ.. (1).

25 - روى الدولابي عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير قال: سمعت ابن إسحاق يقول: ولدت فاطمة بنت رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب: حسنا، وحسينا، ومحسنا. فذهب محسن صغيرا وولدت أم كلثوم وزينب(2) .

26 - وقال ابن قتيبة: ولدت لعلي: الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم الخ..(3).

وقال أيضا: وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير (4) .

27 - قال النويري: وقد قيل: إنها ولدت ابنا اسمه محسن توفي صغيرا(5).

وقال في مورد آخر: فولدت (رض) له حسنا، وحسينا، ومحسنا. فذهب محسن صغيرا (6).

وقال: فجميع أولاد علي (رض) خمسة عشر ذكرا، وهم الحسن والحسين، ومحسن على خلاف فيه..(7).

28 - قال سبط ابن الجوزي: وقد زاد ابن إسحاق في أولاد

____________

1- المختصر في أخبار البشر: ج 1 ص 181.

2- الذرية الطاهرة: ص 90 و 155.

3- المعارف ص 143 و 210.

4- المعارف ص 211.

5- نهاية الإرب: ج 20 ص 221.

6- نهاية الإرب: ج 18 ص 213.

7- نهاية الإرب: ج 20 ص 223.


الصفحة 122

فاطمة من علي (ع) محسنا، مات صغيرا (1).

29 - قال القسطلاني: ولدت لعلي، حسنا، وحسينا، ومحسنا، فمات صغيرا (2) .

30 - وقال سبط ابن الجوزي: وهذا يدل على ما ذكره الزبير بن بكار: أن فاطمة جاءت من علي بولد آخر اسمه محسن مات طفلا (3).

31 - وقال القندوزي: ولدت حسنا وحسينا، ومحسنا، فهلك محسن صغيرا (4) .

32 - وقال ابن سيد الناس: فولدت له حسنا، وحسينا، ومحسنا، مات صغيرا، وأم كلثوم وزينب (ع) الخ..(5).

33 - وقال خواند أمير: روى ابن إسحاق والليث بن سعد رضي الله عنهما: أنه كان لفاطمة ولدان آخران، اسمهما محسن، ورقية، وقد ماتا صغيرين (6) .

34 - وقال اليعقوبي: كان له من الولد الذكور أربعة عشر ذكرا، الحسن، والحسين، ومحسن، مات صغيرا (7).

____________

1- تذكرة الخواص: ص 322.

2- راجع: شرح المواهب للزرقاني: ج 4 / 339.

3- تذكرة الخواص ص 193.

4- ينابيع المودة: ص 201 والعوالم: ج 11 ص 539.

5- عيون الأثر: ج 2 ص 290.

6- حبيب السير: ج 1 ص 436.

7- تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 213.


الصفحة 123

35 - وقال المقدسي: .. فأما محسن بن علي: فإنه هلك صغيرا (1).

36 - وقال ابن خير الله العمري الموصلي (الخطيب): ..

وذكر في التبيين أنها ولدت ثالثا غير الحسن، والحسين، فسماه النبي (ص) محسنا(2) .

ذكر المحسن، دون ذكر سبب موته:

إن من الواضح: أن الكثيرين قد ذكروا المحسن في ولد علي وفاطمة (ع)، ولم يشيروا إلى مصيره.. فلا ينافي ذلك أنه كان سقطا.

أما الذين لم يذكروه في عداد أولاده (ع)، فلا يعني عدم ذكرهم له أنهم ينكرون وجوده ; لأن مقصودهم إنما هو ذكر الذين عاشوا من أولادهما (ع).

ونذكر من هؤلاء:

1 - قال الفيروز آبادي: شبر كبقم. وشبير كقمير، ومشبر كمحدث: أبناء هارون (ع)، قيل: وبأسمائهم سمى النبي (ص): الحسن، والحسين، والمحسن(3).

2 - قال الزبيدي: قيل: وبأسمائهم سمى النبي (ص) أولاده: الحسن، والحسين، والمحسن. الأخير بالتشديد، كذا جاء في بعض الروايات.

____________

1- البدء والتاريخ: ج 5 ص 75.

2- الروضة الفيحاء في تواريخ النساء: ص 252.

3- القاموس المحيط: ج 2 ص 55 وعنه في البحار: ج 43 ص 238.


الصفحة 124

وقال ابن بري: ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرح هذه الأسماء، فقال: شبر وشبير، ومشبر هم أولاد هارون (ع). ومعناها بالعربية: حسن، وحسين، ومحسن .

3 - ثم قال: وبها سمى علي (رض) أولاده: شبرا، وشبيرا، ومشبرا. يعني: حسنا وحسينا ومحسنا (1).

4 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الإصبهاني رحمه الله في كتاب المعرفة: أن عليا تزوج فاطمة بالمدينة، بعد سنة من الهجرة. وابتنى بها بعد ذلك بنحو من سنة. وولدت لعلي: الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى(2) .

5 - وقال ابن الأثير عن ابن عباس في حديث له: وفاطمة، وكانت تحت علي، وولدت له حسنا، وحسينا، ومحسنا، وزينب(3).

6 - عن الليث بن سعد، قال: تزوج علي فاطمة فولدت له حسنا، وحسينا، ومحسنا، وزينب، وأم كلثوم(4) .

7 - وقال الذهبي: قال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد،

____________

1- تاج العروس: ج 3 ص 389، ولسان العرب: ج 4 ص 393.

2- دلائل النبوة للبيهقي: ج 3 ص 162، وراجع: البحار: ج 43، ص 213 وعوالم العلوم: ج 11 ص 480.

3- جامع الأصول: ج 12، ص 9 و 10. وقال: أخرجه رزين وضياء العالمين (مخطوط): ج 4 ق 3 ص 2 عنه.

4- ذخائر العقبى: ص 55 وإرشاد الساري: ج 6 ص 141، والعوالم: ج 11 ص 539.


الصفحة 125

فولدت له الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم، وزينب (1).

8 - وعنونه العسقلاني في الصحابة فقال: المحسن بتشديد السين المهملة، ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، سبط النبي(ص):(2) .

ثم ذكر كلام ابن فتحون الآتي:

9 - وقال شمس الدين محمد بن طولون: ولعلي (رض) من الولد: الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم الخ..(3).

10 - وقال النووي: ولعلي (رض) من الولد: الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى، كلهم من فاطمة(4) .

11 - قال الديار بكري: عن الليث بن سعد قال، تزوج علي فاطمة فولدت له حسنا، وحسينا ومحسنا وزينب الخ..(5).

12 - قال ابن كثير: .. فولدت له حسنا، وبه كان يكنى، وحسينا وهو المقتول شهيدا بأرض العراق. قلت: ويقال: ومحسنا، الخ..(6).

13 - وقال ابن حبان: كان لعلي بن أبي طالب خمسة

____________

1- سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 119.

2- الإصابة: ج 3 ص 471.

3- الأئمة الاثنا عشر: ص 58.

4- تهذيب الأسماء: ج 1 ص 349.

5- تاريخ الخميس: ج 1 ص 278 / 279.

6- البداية والنهاية: ج 5 ص 293.


الصفحة 126

وعشرون ولدا، من الولد: الحسن، والحسن، ومحسن، وأم كلثوم الخ... (1).

14 - كان أولاد علي من فاطمة ثلاثة ذكور: حسن، وحسين، ومحسن، وبنتين: زينب، وأم كلثوم. وكلهم أعقوا ما عدا محسنا(2) .

15 - كان له من الولد أربعة عشر ذكرا، منهم: الحسن، الحسين، ومحسن، من فاطمة بنت رسول الله (ص) (3).

16 - عن الليث بن سعد، قال: تزوج علي فاطمة (ع)، فولدت له حسنا، وحسينا، ومحسنا، وزينب، وأم كلثوم، ورقية(4) .

17 - وفي بغية الطالب: أولاده رضي الله عنهم أربعة عشر ذكرا، وثماني عشرة أنثى بالاتفاق. واختلف في الذكور إلى عشرين، وفي الإناث إلى اثنين وعشرين. أما الذكور، فالحسن، والحسين، ومحسن(5).

18 - وقال محمد بن الشحنة: .. وولد لعلي من الذكور أربعة عشر ولدا، وبنات كثيرة، فمن فاطمة (رض): الحسن، والحسين، ومحسن، وزينب(6).

19 - وقال الخوارزمي: وولدت لعلي (ع)، الحسن والحسين،

____________

1- الثقات: ج 2 ص 304.

2- شرح بهجة المحافل للاشخر اليمني ج 2 ص 138.

3- مآثر الإنافة: ج 1 ص 100.

4- ذخائر العقبى ص وعوالم العلوم: ج 11 ص 539.

5- نور الأبصار: ص 103.

6- روضة المناظر: ج 7 ص 195 (مطبوع بهامش الكامل في التاريخ).


الصفحة 127

والمحسن، وأم كلثوم الكبرى الخ.. (1).

20 - وقال عمر أبو النصر: رزقت فاطمة بنت الرسول من البنين من زوجها الإمام علي بن أبي طالب خمسة أولاد: الحسن، والحسين، والمحسن، وزينب الكبرى، وأم كلثوم الكبرى(2) .

21 - وقال المازندراني: كناها: أم الحسن، وأم الحسين، وأم المحسن، وأم الأئمة، وأم أبيها الخ..(3).

22 - وقال الشيخ عباس القمي: .. يذكر المسعودي في مروج الذهب، وابن قتيبة في المعارف، ونور الدين العباس الموسوي الشامي في (أزهار بستان الناظرين): أن محسنا يعد في أولاد أمير المؤمنين عليه السلام(4) .

23 - وفي حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام)، يذكر فيه النداء من بطنان العرش، يقول: ونعم السبط سبطاك، وهما الحسن والحسين. ونعم الجنين جنينك، وهو المحسن (5).

24 - وفي نص عن التوراة: إليا، أبو السبطين: الحسن، والحسين، ومحسن، الثالث من ولده. كما جعلت لأخيك هارون:

____________

1- عوالم العلوم: ج 1 ص 272، عن مقتل الحسين للخوارزمي ص 83.

2- فاطمة بنت رسول الله محمد (ص)، ص 93.

3- مناقب آل أبي طالب، ج 3 ص 132، والبحار: ج 43 ص 16 و 17، وعن الهداية الكبرى، ص 176 وضياء العالمين (مخطوط) ج 2 ق 3 ص 11 عن المناقب وعوالم العلوم: ج 11 ص 69.

4- منتهى الآمال: ج 1 ص 263.

5- تفسير القمي: ج 1 ص 128 والبحار: ج 7 ص 328 و 329 و ج 23 ص 130 و 131 و ج 12 ص 6 و 7 وتفسير نور الثقلين: ج 1 ص 348 والبرهان (تفسير): ج 1 ص 328 و 329.


الصفحة 128

شبرا، شبيرا، ومشبرا (1).

إسقاط المحسن مجردا عن ذكر السبب:

1 - الكافي، العدة، عن أحمد بن محمد، عن القاسم عن جده، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه (ع)، قال: قال أمير المؤمنين (ع): إن أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه: ألا سميتني ؟ وقد سمى رسول الله (ص) محسنا قبل أن يولد (2) .

2 - ويقول البعض: .. ولد لأمير المؤمنين (ع) من فاطمة: الحسن (ع)، والحسين (ع)، والمحسن، سقط، وأم كلثوم الخ..(3).

3 - وقال كمال الدين بن طلحة الشافعي رحمه الله: الفصل الحادي عشر، في ذكر أولاده (ع): اعلم أيدك الله بروح منه: أن أقوال الناس اختلفت في عدد أولاده (ع) ذكورا وإناثا، فمنهم من أكثر، فعد منهم السقط، ولم يسقط ذكر نسبه. ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب في العدة به، فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك، وبحسبه(4) .

____________

1- البحار: ج 38 ص 145 عن المناقب.

2- الكافي: ج 6 ص 18، وعوالم العلوم: ج 11 ص 411، والبحار: ج 43 ص 195، و ج 10 ص 112، و ج 101 ص 118، وراجع: الخصال: ج 2 ص 634 وعلل الشرائع ج 2 ص 464، وجلاء العيون: ج 1 ص 222.

3- تاريخ أهل البيت، نقلا عن الأئمة: الباقر والصادق، والرضا، والعسكري: ص 93.

4- كشف الغمة، للإربلي: ج 2 ص 67 عنه.


الصفحة 129

4 - قال الصبان: ولدت فاطمة من علي ستة: ثلاثة ذكور، وثلاثة إناث. فالذكور الحسن، والحسين والمحسن، - بضم الميم وفتح الحاء، وتشديد السين، مكسورة - والإناث: زينب.. إلى أن قال: فأما الحسن، والحسين فأعقبا الكثير الطيب، وسيأتي الكلام عليهما. وأما المحسن فأدرج سقطا.. (1) .

ونقول:

ويقصد من عبارته الأخيرة: فأدرج سقطا..!! مات سقطا، لأن كلمة درج معناها: مات.

5 - قال ابن أبي الثلج: ولد لأمير المؤمنين (ع) من فاطمة (ع): الحسن، والحسين، ومحسن، سقط (2) .

6 - وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك، وذكروا فيهم محسنا شقيقا للحسن والحسين (ع)، كان سقطا (3).

7 - وقال الطبرسي وهو يعدد أولاد أمير المؤمنين (ع): الحسن، والحسين عليهما السلام، والمحسن الذي أسقط(4) .

8 - وقال المامقاني: .. ولدت له حسنا وحسينا ومحسنا، وزينبا وأم كلثوم. وأسقطت محسنا (5).

____________

1- إسعاف الراغبين: (مطبوع بهامش نور الأبصار) ص 86.

2- تاريخ الأئمة: ص 16 (مطبوع ضمن مجموعة رسائل نفيسة) انتشارات بصيرتي، قم - ايران.

3- كشف الغمة للإربلي: ج 2 ص 67، عن كمال الدين بن طلحة رحمه الله.

4- تاج المواليد: ص 18.

5- تنقيح المقال: ج 3 ص 82.


الصفحة 130

9 - وقال الطبرسي: كان لفاطمة (ع) خمسة أولاد ذكر وأنثى: الحسن والحسين عليهما السلام، وزينب الكبرى، وزينب الصغرى، المكناة بأم كلثوم (رض)، وولد ذكر قد أسقطته فاطمة (ع) بعد النبي (عليه التحية والسلام). وقد كان رسول الله (ص) سماه - وهو حمل - محسنا (1).

10 - قال ابن الصباغ المالكي: .. وذكروا: أن فيهم محسنا شقيقا للحسن والحسين عليهما السلام، ذكرته الشيعة، وأنه كان سقطا..:(2) .

11 - وقال الصفوري الشافعي: كان الحسن أول أولاد فاطمة الخمسة: الحسن والحسين، والمحسن كان سقطا، وزينب الكبرى وزينب الصغرى(3).

12 - وقال الشيخ المفيد: ... وفي الشيعة من يذكر، أن فاطمة (صلوات الله عليها) أسقطت بعد النبي (ص) ولدا ذكرا، كان سماه رسول الله (ص) - وهو حمل - محسنا (4) .

13 - وقريب منه ما ذكره الفضل بن الحسن الطبرسي (5).

____________

1- تاج المواليد: ص 23 و 24 (مطبوع ضمن رسائل نفيسة، انتشارات بصيرتي، قم - ايران).

2- الفصول المهمة، ص 126، والبحار ج 32 ص 90.

3- نزهة المجالس: ج 2 ص 184 و 194.

4- الإرشاد للشيخ المفيد: ج 1 ص 355 وكشف الغمة للإربلي: ج 2 ص 67، والبحار: ج 42، ص 90.

5- إعلام الورى: ص 203.


الصفحة 131

14 - وذكر ذلك أيضا العلامة الحلي في اختصاره للارشاد (1).

15 - وقريب منه أيضا ما ذكره ابن البطريق (2) فراجع.

وفي كشف الغمة وفي العمدة بدل قوله وفي الشيعة قال: وفي رواية: أن فاطمة الخ.. .

16 - وقال جمال الدين المحدث الهروي بعد أن عد محسنا في جملة أولاد علي: وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير، والحق أنه كان سقطا(3).

17 - وقال ابن طلحة: من أكثر ; فعد السقط، يقصد بذلك المحسن (4) .

18 - وقال إبراهيم الطرابلسي الحنفي في الشجرة التي صنعها للناصر، واستنسخت لخزانة صلاح الدين الأيوبي:

.. محسن بن فاطمة (ع)، أسقط. وقيل: درج صغيرا. والصحيح أن فاطمة أسقطت جنينا (5).

19 - وقال الحمزاوي المالكي: وأما المحسن، فأدرج سقطا (6).

____________

1- المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 140 (مطبوع ضمن مجموعة رسائل نفيسة). نشر مكتبة بصيرتي، قم - ايران.

2- العمدة: ص 30.

3- كتاب الأربعين: ص 68 وراجع: ص 67.

4- مطالب السؤل: ص 45.

5- أولاد الإمام علي للسيد مهدي السويج: ص 46 عن الشجرة المشار إليها: ص 6.

6- المصدر السابق عن مشارق الأنوار للحمزاوي: ص 132.


الصفحة 132

20 - ونقل السيد مهدي السويج ذلك عن عدة مصادر، ومنها: مناقب الحسن والحسين للجوهري، وصاحب جوهرة الكلام، والأنوار لأبي القاسم (1).

ذكر السقط مع سبب الاسقاط:

1 - قد تقدم أن المقدسي ينسب إسقاط المحسن، بسبب ضرب عمر للزهراء (ع) إلى الشيعة.

2 - قال: ومنها ما رواه البلاذري، واشتهر بين الشيعة: أنه حصر فاطمة في الباب، حتى أسقطت محسنا، مع علم كل أحد بقول أبيها: بضعة مني، من آذاها فقد آذاني (2) .

3 - وقال عماد الدين الطبري (من علماء القرن السابع)، ما ترجمته: وقالوا: إن فاطمة (ع)، أسقطت محسنا، بسبب ضرب عمر لها على بطنها(3).

4 - وقال السيد تاج الدين علي بن أحمد الحسيني (وهو من أعلام القرن الحادي عشر هجري): سبب وفاتها هي من الضرب الذي أصابها، وأسقطت بعده الجنين (4) .

____________

1- أولاد الإمام علي (ع): ص 46.

2- إثبات الهداة: ج 2 ص 370 والصراط المستقيم للبياضي رحمه الله، ج 3 ص 12.

3- كامل بهائي (فارسي): ص 309.

4- التتمة في تواريخ الأئمة: ص 28 (ط سنة 1412 هـ) توزيع دار الكتاب الإسلامي بيروت.


الصفحة 133

وقال: وهو يعدد أولاد علي عليه السلام والسقط الذي سماه النبي صلى الله عليه وآله في حياته - وهو حمل - محسنا(1).

5 - وقال علي بن محمد العمري النسابة: ولم يحتسبوا بمحسن، لأنه ولد ميتا. وقد روت الشيعة خبر المحسن، والرفسة.

ووجدت بعض كتب أهل النسب يحتوي على ذكر المحسن، ولم يذكر الرفسة من جهة أعول عليها(2) .

6 - وعند البعض: وأولادها: الحسن، والحسين، والمحسن سقط. وفي معارف القتيبي: أن محسنا فسد من زخم قنفذ العدوي(3).

وقال في مورد آخر: فولد من فاطمة (ع): الحسن، والحسين، والمحسن سقط(4) .

7 - وعنه (ع): ويأتي محسن مخضبا، ومحمولا، تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد.. إلى أن قال: وجبرئيل يصيح - يعني محسنا - ويقول: إني مظلوم فانتصر، فيأخذ رسول الله محسنا على يديه، رافعا له إلى السماء، وهو يقول الخ..(5).

____________

1- المصدر السابق: ص 39.

2- المجدي في أنساب الطالبيين: ص 12.

3- المناقب لابن شهر آشوب. ج 3 ص 407 (ط دار الأضواء)، والبحار ج 43 ص 237 و 233، والعوالم: ج 11 ص 539.

4- مناقب آل أبي طالب - لابن شهر آشوب. وراجع: البحار: ج 42، ص 91.

5- فاطمة الزهراء: بهجة قلب المصطفى، ج 2 ص 532، نوائب الدهور: ص 192.


الصفحة 134

8 - وعنه (ع)، في حديث: .. وقاتل فاطمة (ع)، وقاتل المحسن (1).

9 - وعنه (ع): فرفسها برجله، وكانت حاملة بابن اسمه المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها(2) .

10 - وعنه (ع): وكان سبب وفاتها: أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسنا(3).

11 - وفي دعاء الإمام الرضا (ع) في سجدة الشكر: .. وقتلا ابن نبيك (4) أي المحسن.

12 - وقال ابن سعد الجزائري: وضربوا فاطمة (ع)، فألقت جنينا (5).

13 - وقال الفتوني العاملي: .. وفي روايات أهل البيت: أن عمر دفع الباب ليدخل. وكانت فاطمة وراء الباب، فأصابت بطنها، فأسقطت من ذلك جنينها المسمى بالمحسن (6) .

____________

1- الاختصاص: ص 343 و 344 وكامل الزيارات: ص 326 و 327 والبحار: ج 25 ص 373، وعن بصائر الدرجات.

2- الاختصاص: ص 184 و 185، والبحار، ج 29 ص 192، ووفاة الصديقة الزهراء للمقرم: ص 78.

3- دلائل الإمامة: ص 45، وراجع: البحار: ج 43 ص 170 وعوالم العلوم: ج 11 ص 411، و 504.

4- مهج الدعوات: ص 257 و 258، والمصباح للكفعمي: ص 553 و 554 وبحار الأنوار: ج 3 ص 393 و ج 83، ص 223، ومسند الإمام الرضا للعطاردي: ج 2 ص 65.

5- الإمامة: ص 81 (مخطوط).

6- ضياء العالمين (مخطوط) ج 2 ق 3 ص 62 - 64.


الصفحة 135

14 - وقال الخواجوئي المازندراني: ... وضربوا فاطمة (ع)، فألقت فيه جنينها(1).

15 - وقال: أي تقصير في ذلك لفاطمة (ع) الطاهرة ؟ وبم استحقت الضرب إلى حد ألقت فيه جنينها ؟ (2) .

16 - وقال: ويكسرون ضلعها، ويجهضون ولدها من بطنها(3).

17 - وقال الشيخ يوسف البحراني: ... ضرب الزهراء (ع) حتى أسقطها جنينها (4) .

18 - وذكر ذلك بالتفصيل السيد محمد قلي الموسوي فراجع (5).

19 - وقال المرجع الكبير السيد محمد المهدي القزويني: ولما فتحت الباب صكوا عليها الباب، وكسروا ضلعها، وأسقطوا جنينها المحسن(6).

20 - وقال السيد الخوانساري، في حديث له عن الزهراء: ومن أسقط جنينها، ومن رفع أنينها الخ (7).

____________

1- الرسائل الاعتقادية: (للخواجوئي) ص 444.

2- الرسائل الاعتقادية: ص 446.

3- طريق الإرشاد: (مطبوعة ضمن الرسائل الاعتقادية) للخواجوئي: ص 465 والرسائل الاعتقادية نفسها: ص 301.

4- الحدائق الناضرة: ج 5 ص 180.

5- تشييد المطاعن: ج 1 ذكر ذلك بالتفصيل في عشرات الصفحات.

6- الصوارم الماضية: (مخطوط) ص 56.

7- روضات الجنات: ج 1 ص 358.


الصفحة 136

21 - وقال الشيخ الطوسي: والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة: أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت، فسمي السقط محسنا والرواية بذلك مشهورة عندهم(1).

22 - وقال عبد الجليل القزويني: .. أن عمر ضرب بطن فاطمة، وقتل جنينا في بطنها، كان الرسول سماه محسنا (2) .

23 - وقال الفاضل المقداد: بعث إليها عمر حتى ضربها على بطنها، وأسقطت سقطا، اسمه محسن (3).

24 - وقال البياضي: اشتهر في الشيعة: أنه حصر فاطمة في الباب، حتى أسقطت محسنا (4) .

25 - وقال ابن أبي جمهور: .. وضغطها بالباب حتى أسقطت جنينا.

وقال: أما حديث الاحراق، والضرب، وإجهاض الجنين فبعضه مروي عنكم الخ..(5).

26 - وقال المحقق الكركي معترضا عليهم: ... وجمع الحطب عند الباب، وإسقاط فاطمة محسنا(6) .

27 - وذكر القاضي التستري بعض ما يدل على إسقاط

____________

1- تلخيص الشافي: ج 3 ص 156 و 157.

2- النقض: ص 298.

3- اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية، ص 302.

4- الصراط المستقيم: ج 3 ص 12.

5- مناظرة الغروي والهروي: ص 47 و 48، (ط سنة 1397 ه‍. ق.).

6- نفحات اللاهوت: ص 130.


الصفحة 137

الجنين، فراجع كلامه (1).

28 - وقال الحسيني: .. فاندفعوا نحو الباب، ودفعوه نحوها، وكانت حاملا فأسقطت ولدا كان رسول الله قد سماه محسنا :(2) .

وسيأتي لنا كلام مع الحسيني هنا.

29 - وقال المسعودي: وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا(3).

30 - وعن النظام أنه قال: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين (المحسن) من بطنها (4) .

31 - ونقل ابن أبي الحديد المعتزلي عن الشيعة قولهم: إن عمر ضغطها بين الباب والجدار فصاحت: يا أبتاه يا رسول الله، وألقت جنينا ميتا(5).

32 - وقال القاضي النعمان: فضربوها بينهم فأسقطت (6) .

____________

1- إحقاق الحق: ج 2 ص 374.

2- سيرة الأئمة الاثني عشر: ج 1 ص 132.

3- إثبات الوصية: ص 143، والبحار: ج 28 ص 308 و 309.

4- الملل والنحل،: ج 1 ص 57، وعوالم العلوم: ج 11 ص 416، والبحار: ج 28 هامش ص 271 و 281 وبهج الصباغة: ج 5 ص 15، والوافي بالوفيات: ج 6 ص 17، وبيت الأحزان: ص 124.

5- شرح نهج البلاغة للمعتزلي: ج 2 ص 60.

6- الأرجوزة المختارة: ص 88 - 92.


الصفحة 138

33 - وقال مغامس الحلي:


من بعد ما رمت الجنين بضربة فقضت بذاك وحقها مغصوب (1)

34 - وقال الشيخ الحر العاملي:


أولادها خمس: حسين وحسن وزينب وأم كلثوم أسن

ومحسن أسقط في يوم عمر من فتحه الباب كما قد اشتهر

إلى أن قال عن سبب موتها (ع):


إذ أسقطت لوقتها جنينها ولم تزل تبدي له أنينها (2)

35 - وقال المحقق الأصفهاني:


وفي جنين المجد ما يدمي الحشا وهل لهم إخفاء أمر قد فشا

والباب والجدار والدماء شهود صدق ما بها خفاء

لقد جنى الجاني على جنينها فاندكت الجبال من حنينها (3)

36 - وفي رواية عن النبي (ص): وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، إلى أن قال: وخلد في نارك من ضرب جنبها، حتى ألقت ولدها (4).

____________

1- المنتخب للطريحي: ص 293.

2- أرجوزة في تواريخ النبي والأئمة (ص): ص 13 و 14 (مخطوط) يوجد صورة عنه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت. تراجع أعلام النساء: ج 2 ص 316 و 317.

3- الأنوار القدسية: ص 42 - 44.

4- فرائد السمطين: ج 2 ص 34 و 35، والأمالي للشيخ الصدوق: ص 99 - 101، وإثبات الهداة: ج 1 ص 280 - 281، وإرشاد القلوب للديلمي: ص 295، وبحار الأنوار: ج 28 ص 37 - 39، و ج 43 ص 172 و 173، والعوالم: ج 11، ص 391 و 392، وجلاء العيون: ج 1 ص 186 - 188، وبشارة المصطفى: ص 197 - 200، وعن الفضائل لابن شاذان، ص 8 - 11، تحقيق الأرموي، وغاية المرام: ص 48 والمحتضر ص 109.


الصفحة 139

37 - وجاء في الزيارة: المقتول ولدها (1).

38 - وقال الكفعمي: إن سبب موتها (ع): أنها ضربت وأسقطت :(2) .

39 - وقال سليم بن قيس: ودفعها، فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنينا من بطنها (3).

40 - وقال الكنجي عن الشيخ المفيد: زاد على الجمهور: أن فاطمة (ع) أسقطت بعد النبي ذكرا. وكان سماه رسول الله (ص) محسنا(4) .

41 - وقال المقدس الأردبيلي: .. وقد ضربها عمر نفسه على بطنها، وضربها غلامه بالسوط على كتفها. وكان ذلك سبب سقط جنينها (5).

____________

1- إقبال الأعمال: ص 625، والبحار: ج 97 ص 199 / 200.

2- المصباح ص 522.

3- سليم بن قيس: ص 597 - 590، والاحتجاج: ج 1 ص 210 - 216، وجلاء العيون: ج 1. وراجع: مرآة العقول: ج 5 ص 319 و 320، والبحار: ج 28 ص 268، و 270 و ج 43 ص 197 - 200، والعوالم: ج 11 ص 400 و 404، وضياء العالمين: ج 2 ق 3 ص 63 و 64.

4- كفاية الطالب: ص 413.

5- حديقة الشيعة: ص 265 و 266.


الصفحة 140

42 - وفي رسالة عمر لمعاوية: ... واشتد بها المخاض، ودخلت البيت، فأسقطت سقطا سماه علي محسنا(1).

43 - نقل الصدوق عن بعض المشايخ في تفسير قوله: إن لك كنزا في الجنة ، إن هذا الكنز هو ولده المحسن، وهو السقط الذي ألقته فاطمة لما ضغطت بين البابين(2) .

44 - وفي رواية عن الإمام الصادق (ع): وتضرب وهي حامل.. إلى أن قال: وتطرح ما في بطنها من الضرب . إلى أن تقول الرواية: وأول من يحكم فيه محسن بن علي في قاتله، ثم في قنفذ (3).

45 - وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (ع): ورفس بطنها، وإسقاطها محسنا.

وتقول الرواية أيضا: وركل الباب برجله، حتى أصاب بطنها، وهي حامل بالمحسن لستة أشهر، وإسقاطها إياه.

وتقول: وتضرب، ويقتل جنين في بطنها.

وجاء فيها أيضا: فقد جاءها المخاص من الرفسة، ورد الباب، فأسقطت محسنا...

____________

1- البحار: ج 30 ص 294 و 295.

2- معاني الأخبار: ص 205 - 207، والبحار: ج 39، ص 41 و 42.

3- كامل الزيارات: ص 332 - 335، والبحار: ج 28 ص 62 - 64، وراجع: ج 53 ص 23، وراجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 398، وجلاء العيون للمجلسي: ج 1 ص 184 - 186.


الصفحة 141

إلى أن تقول الرواية: ويأتي محسن، تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد الخ...

إلى أن تقول الرواية: .. والموؤدة - والله - محسن الخ..(1).

46 - وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (ع): وقتل محسن بالرفسة أعظم وأمر (2) .

47 - وقال أبو السعادات، أسعد بن عبد القاهر: ضغطا فاطمة (ع) في بابها، حتى أسقطت المحسن(3).

48 - وعن علي (ع): أنه كان يقنت في صلاته بدعاء جاء فيه: وجنين أسقطوه، وضلع دقوه، وصك مزقوه(4) .

49 - وفي رواية ذكرها الديلمي عن الزهراء، أنها قالت: وركل الباب برجله، فرده علي، وأنا حامل، فسقطت لوجهي.. إلى أن قالت: وجاءني المخاض، فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم (5).

50 - وعن الإمام الحسن، وهو يخاطب المغيرة: وأنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله (ص) حتى أدميتها، وألقت ما في

____________

1- البحار: ج 53 ص 14 - 23. والعوالم: ج 11 ص 441 - 443، والهداية الكبرى: ص 392، وحلية الأبرار: ج 2 ص 652.

2- فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: ج 2 ص 532، عن نوائب الدهور: ص 194، والهداية الكبرى: ص 417.

3- هامش كتاب المصباح للشيخ الكفعمي: ص 553 والبحار: 82 ص 261.

4- المصباح للكفعمي: ص 553، والبلد الأمين: ص 551 و 552، وعلم اليقين: ص 701. والبحار: ج 2 ص 261.

5- بحار الأنوار: ج 30 ص 348 - 350، عن إرشاد القلوب للديلمي.


الصفحة 142

بطنها، استذلالا منك لرسول الله الخ (1).

51 - وعن الإمام الباقر (ع): وحملت بمحسن، فلما قبض رسول الله، وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها، وأخرج ابن عمها أمير المؤمنين، وما لحقها من الرجل، أسقطت به ولدا تماما الخ..(2) .

52 - وقال المجلسي الأول: وسقط بالضرب غلام اسمه محسن (3).

53 - وقال المجلسي الثاني: عصروها وراء الباب، فألقت ما في بطنها، من سماه رسول الله (ص) محسنا(4) .

وقال: فأسقطت لذلك جنينا، كان سماه رسول الله (ص) محسنا (5).

وقال: قد استفاض في رواياتنا، بل في رواياتهم أيضا: أنه روع فاطمة (ع) حتى ألقت ما في بطنها (6).

وقال: وضغطا فاطمة (ع) في بابها حتى سقطت بمحسن(7).

____________

1- الاحتجاج: ج 1 ص 414، والبحار: ج 43 ص 197، ومرآة العقول: ج 5 ص 321، وضياء العالمين: (مخطوط) ج 2 ق 3 ص 321.

2- دلائل الإمامة: ص 26 و 27، وراجع: العوالم: ج 11 ص 504.

3- روضة المتقين: ج 5 ص 342.

4- جلاء العيون: ج 1 ص 193.

5- مرآة العقول: ج 5 ص 318، وتراجم أعلام النساء: ج 2 ص 321.

6- البحار: ج 28 ص 209 و 210.

7- البحار: ج 82 ص 264.


الصفحة 143

54 - وقال الكاشاني: وكان ذلك الضرب أقوى سبب في إسقاط جنينها. وقد كان رسول الله (ص) سماه محسنا (1).

55 - وقال الطريحي: حين عصرها خالد بن الوليد، فأسقطت محسنا (2) .

56 - وقال صاحب كتاب مؤتمر علماء بغداد: .. وعصر عمر فاطمة بين الحائط والباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها(3).

المقدسي.. وإسقاط المحسن:

قال المقدسي: حفدة رسول الله (ص): عبد الله بن عثمان، علي بن أبي العاص وأمامة بنت أبي العاص، والحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم، وزينب، ثمانية نفر (4) .

وقال أيضا: كان له من الولد ثمانية وعشرون ولدا، أحد عشر ذكرا، وسبعة عشر أنثى، منهم من فاطمة (ع) خمسة: الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى الخ..(5).

وقد تقدم قوله أيضا: .. فأما محسن بن علي فإنه هلك

____________

1- نوادر الأخبار: ص 183 وعلم اليقين: ص 686 و 688، وراجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 414.

2- المنتخب للطريحي: ص 136.

3- مؤتمر علماء بغداد: ص 135 - 137.

4- البدء والتاريخ: ج 5 ص 20 و 21.

5- البدء والتاريخ: ج 5 ص 73.


الصفحة 144

صغيرا (1).

57 - وقال: وولدت محسنا. وهو الذي تزعم الشيعة أنها أسقطته من ضربة عمر. وكثير من أهل الآثار لا يعرفون محسنا (2).

وظاهر كلامه:

1 - أن الشيعة عموما يقولون: إن عمر قد ضرب فاطمة فأسقطت محسنا..

2 - أنه هو نفسه يعد محسنا من أحفاد النبي (ص)، ومن أولاد فاطمة، ويقول: إنه مات صغيرا كما ظهر من عباراته الآنفة.

3 - أن قوله: كثير من أهل الآثار لا يعرفون محسنا، قد قلنا: إنه غير دقيق لأن أهل الآثار إنما تتجه عنايتهم إلى ذكر من عاشوا لا إلى ذكر من سقط وهو حمل.

سقوط المحسن بسبب الجزع على الرسول (ص):

58 - قال عمر أبو النصر: يقول مؤلف كتاب: الإسناد في معرفة حجج الله على العباد، إن فاطمة (رض) أسقطت المحسن بعد وفاة رسول الله، ولعلها أسقطته من فرط جزعها واضطرابها (3).

____________

1- البدء والتاريخ: ج 5 ص 75.

2- البدء والتاريخ: ج 5 ص 20.

3- فاطمة بنت رسول الله محمد (ص): 94، صادر عن مكتب عمر أبي نصر للتأليف والترجمة والصحافة - بيروت - لبنان.


الصفحة 145

ونظن أن الفقرة الأخيرة هي من كلام عمر أبي النصر، لا من كلام مؤلف كتاب الإسناد في معرفة حجج الله . (والظاهر أن الصحيح هو: الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، وهو كتاب الإرشاد للمفيد رحمه الله).

ومهما يكن من أمر فإن من الواضح: أن هذه إهانة صريحة للزهراء، بأنها (ع) قد جزعت من قضاء الله سبحانه إلى هذه الدرجة.

مع أنها (ع) أتقى وأبر من أن يتوهم في حقها الجزع الذي يصل بها إلى حد التفريط بجنينها وقتله، وهي المرأة الصابرة المحتسبة، التي تقول لنسوة بني هاشم حين اجتمعن، وجعلن يذكرن النبي (ص): اتركن التعداد، وعليكن بالدعاء (1).

وقد أوصى رسول الله (ص) فاطمة (ع)، فقال: إذا أنا مت فلا تخمشي علي وجها، ولا ترخي علي شعرا، ولا تنادي بالويل، ولاتقيمي علي نائحة (2) .

وقد أوصاها أيضا في هذه المناسبة بقوله: توكلي على الله، واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء (3).

ولم تكن الزهراء (ع) لتخالف أمر أبيها، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين. ولا يمكن أن نتصورها تعصي الله انسياقاوراء عواطفها..

____________

1- البحار: ج 22، ص 522، عن الكافي. ومناقب ابن شهر آشوب، ج 1 ص 294.

2- البحار: ج 22 ص 496، وفي هامشه عن الكافي: ج 2 ص 66.

3- البحار: ج 22 ص 502، وفي هامشه عن أمالي الشيخ الطوسي: ص 32 و 33.


الصفحة 146

ولكن الحاقدين والموتورين قد حاولوا تصوير فاطمة (ع) بصورة المرأة الجازعة التي تدعو بالويل، وتقيم النوائح، ويصل بها الجزع حدا تقتل ولدها وتسقط جنينها، حتى لقد روي أنها ما زالت بعد أبيها رسول الله (ص) معصبة الرأس ناحلة الجسم منهدة الركن، باكية العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة وتقول لولديها الخ..(1).

زاد في نص آخر على الفقرات الآنفة قوله: وكانت إذا شمت قميصه (ص) يغشى عليها(2) .

وهي التي تخالف نهي أبيها عن التعداد، حيث كانت تقول: يا أبتاه جنة الخلد مثواه، يا أبتاه عند ذي العرش مأواه، يا أبتاه كان جبرائيل يغشاه، يا أبتاه لست بعد اليوم أراه(3).

هذا بالإضافة إلى تلك الرواية التي ينقلونها عن جاريتها فضة (ع) وغير ذلك مما يصب في هذا الاتجاه.

ولنا أن نفسر ذلك بأن المقصود هو توجيه إخراجها من بيتها وجوار أبيها وإيجاد المبرر لمنعها من إظهار الحزن المظهر لمظلوميتها،

____________

1- البتول الطاهرة، لأحمد فهمي: ص 128، عن ابن شهر آشوب في المناقب.

2- راجع: فاطمة الزهراء في الأحاديث النبوية: ص 183 و 184، والنفحات القدسية، ص 87، عن روضة الواعظين.

3- راجع المصادر التالية: البتول الطاهرة، للشيخ أحمد فهمي محمد: ص 126، عن السدي، وراجع: شرح نهج البلاغة، للمعتزلي: ج 13، ص 43، وبحار الأنوار: ج 22، ص 527، و 528، ومناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 294، والنفحات القدسية، للسيد عبد الرزاق كمونة: ص 85 (ط سنة 1390 ه‍. ق.) دار الصادق - بيروت عن سنن النسائي / 1 ص 312، ومصادر أخرى.


الصفحة 147

واضطرار أمير المؤمنين (ع) ليبني لها بيت الأحزان في البقيع، وليبقى هذا الاسم بيت الأحزان وثيقة إدانة لهذا الظلم الجديد والاضطهاد القاسي لها (ع).

هل هذا اشتباه تاريخي ؟

59 - وقال الملطي الشافعي المتوفي سنة 377 ه‍. وهو يعدد مقالات هشام بن الحكم رحمه الله:

... وإن أبا بكر مر بفاطمة (ع)، فرفس في بطنها، فأسقطت. وكان سبب علتها وموتها.. (1).

والمعروف: أن الذي فعل ذلك بالزهراء، هو عمر، وليس أبا بكر، ولعل الاشتباه جاء من جهة الناقلين عن هشام، أو من الملطي نفسه.

____________

1- التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع: ص 25 / 26 تحقيق محمد زاهد الكوثري.


الصفحة 148